السبت، 11 نوفمبر 2017

تاريخ العلاقة بين جماعة الاخوان وملالي ايران

   ما علاقة جماعة الاخوان المسلمين بالشيعة الايرانيين في مرحلة ما قبل الثورة الاسلامية في ايران وخلالها وما بعد قيامها ؟
وماهو الدور الذي ساهم به الاخوان المسلمون في قيام الثورة الإسلامية الايرانية ؟

والى اي مدى استمر هذا الدور وهذا التعاون ؟

أسئلة كثيرة ومهمة ولعل اجوبتها تخفى على الكثيرين بسبب طبيعة العمل السري الذي انتهجته هذه الجماعة  ولقلة ما كتب عن هذه العلاقة ،

لكننا سنجاوب على هذه الاسئلة من خلال السرد التاريخي لمجريات اللقاءات والتعاون الذي جرى بين رموز جماعة الاخوان و قيادات الملالي الصفويين في ايران .. وكذلك من خلال شهادات وكتابات بعض المهتمين في هذا الشأن سواء كانوا من الايرانيين أنفسهم أو من جماعة الاخوان .

ولعلنا نبدأ أولا من حيث بدأت ونشأت جماعة الاخوان المسلمين من جمهورية مصر العربية ومن خلال فكر مؤسسها حسن البنا .


حسن البنا


تأسست جماعة الأخوان المسلمين عام 1928م على يد حسن البنا الذي يلقبه الأخوان ب ( الإمام البنا ) بعد أربع اعوام من سقوط الخلافة العثمانية . و يعد البنا اعظم رموز الجماعة ويقام في ذكرى مقتله احتفال سنوي تلقى فيه الخطب والكلمات التي تذكر فيها مآثره ومقولاته , علما بان الاخوان يعدونه شهيدا .


رؤية حسن البنا تجاه الفكر والمذهب الشيعي


لم يكن حسن البنا يرى أية غضاضة في التعامل مع الشيعة بل لم يكن يرى أنه هناك أية فروقات عقائدية بين السنة والشيعة وان الذي هناك هو مجرد اختلاف مذهبي يشبهه باختلاف المذاهب السنية الأربعة (الحنفية المالكية الشافعية الحنبلية) ويؤكد ذلك ما ذكره مرشد الجماعة عمر التلمساني *****



المرشد عمر التلمساني

يقول التلمساني (كان الإمام الشهيد رضوان الله عليه ،شديد الحرص على قيام الوحدة ألإسلامية ولا يزال الإخوان المسلمون وسيظلون يعملون لقيام هذه الوحدة مهما لاقوا في سبيل هذا المطلب الجليل لأن المسلمين أمة واحدة بنص القرآن : "وإن هذه أمتكم أمة واحدة ".

وفي الأربعينيات على ما أذكر كان السيد القمى وهو شيعي المذهب ينزل ضيفاً على الإخوان في المركز العام ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب حتى لا يتخذ أعداء الإسلام الفرقة بين المذاهب منفذاً يعملون خلاله على تمزيق الوحدة الإسلامية.

و سألناه يوماً – والكلام للتلمسانى - عن مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة , فنهانا ( البنا )عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها، والمسلمون على ما نرى من تنابذ يعمل أعداء الإسلام على إشعال ناره.

فقلنا لفضيلته (أي البنا ):

نحن لا نسأل عن هذا للتعصب أو توسعة لهواة الخلاف بين المسلمين ولكننا نسأل للعلم لأن مابين السنة والشيعة مذكور في مؤلفات لا حصر لها  وليس لدينا من سعة الوقت ما يمكننا من البحث في تلك المراجع .

فقال رضوان الله عليه (أي البنا ) :

اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لإاله إلا الله وان محمدا رسول الله  وهذا اصل العقيدة والسنة والشيعة فيه سواء وعلى التقاء أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما. )

انتهى هنا كلام حسن البنا المنقول على لسان التلمساني .


مما سبق يتضح أن هذه الجماعة ومنذ تأسيسه ووفق فكر مؤسسها حسن البنا لا ترى أية حرج في التعاون مع الفكر الشيعي وخصوصا الأنثى عشري يؤكد ذلك ايضا ان الجماعة سعت عمليا في هذا الاتجاه من اقامة اللقاءات مع رموز الشيعة وعلمائها وكذلك أسست جماعة الاخوان ما أسموه بجماعة التقريب بين المذاهب الاسلامية .


ويذكر الشيخ عبد المتعال الجبري  وهو واحد من الشخصيات البارزة في جماعة الإخوان المسلمين ممن عاصروا حسن البنا وتتلمذوا على يديه ينقل في كتابه " لماذا اغتيل حسن البنا ؟ " عن الكاتب الأمريكي روبير جاكسون قوله :".....

( ولو طال عمر هذا الرجل ( يقصد الإمام حسن البنا) لكان يمكن أن يتحقق الكثير لهذا البلد, وخاصة لو اتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة وقد التقي الرجلان في الحجاز عام 1948 , ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال"..)


كما يذكر عمر التلمساني في كتابه ( الملهم الموهوب – حسن البنا ) :

( وبلغ من حرصه "حسن البنا " على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد وإلهنا واحد ولقد استضاف لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة ) .


المستشار سالم البهنساوي

وفي نفس الاتجاه يقول سالم البهنساوي "وهو أحد قيادات الإخوان المصريين أيضا ومن الذين عاصروا الإمام البنا - :" منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة , وقد أدي ذلك إلى زيارة نواب صفوي سنة 1954 للقاهرة.


ويذكر د. أحمد يوسف في كتابه ( الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران جدلية الدولة والأمة في فكر الإمامين البنا والخميني) ص27 مانصه

( يري الإمام البنا أيضا أن " الخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببا للتفرقة في الدين, ولا يؤدي إلى خصومة ولا بغضاء ولكل مجتهد أجره"... وعلى الجانب الشيعي كان لأفكار ومواقف رجال مثل محمد القمي وآية الله الكاشاني ونواب صفوي دور كبير أيضا فى تجاوز تلك الحساسيات المذهبية وقد نقل عن نواب صفوي قوله :" لنعمل متحدين للإسلام ولنترك كل ما عدا جهادنا في سبيل عز الإسلام ألم يئن للمسلمين أن يفهموا ويدعوا الانقسام إلى شيعة وسنة .) أ .هـ




 مما سبق يتضح أن الجماعة ومنذ تأسيسها لا تحمل موقفاً سلبياً أو عدائياً تجاه العقائد والأفكار الشيعية، بل يتضح مدى التساهل إزاء العقائد الأخرى والشيعية خصوصا ,  مما نتج عنه قيام علاقات مستمرة و وطيدة بين الإخوان المسلمين والحركة الشيعية الإيرانية ومن قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران  , مما أثمر عنه العديد من زيارات رموز تلك الحركة الشيعية  إلى مصر ومن هؤلاء المعمم نواب صفوي الذي زار القاهرة عام 1954 وبناء على دعوة من سيد قطب عندما التقيا في القدس عام 1953.


من هو نواب صفوي


هو المؤسس الأول وحجر الاساس لما سمي لاحقا بالثورة الاسلامية في ايران  pic.twitter.com/cjlpeyrX  واسمه كاملا (السيد مجتبى نواب صفوي) شيعي اثنى عشري التوجه ولد بطهران عام 1924م درس المرحلة الابتدائية بمدينة قم بشمال ايران ومن ثم اكمل تعليمه بمدينة النجف بجنوب العراق ويعتبر نواب صفوي قائد ومؤسس جماعة " فدائيان إسلام " وهو واحد من زعماء الحركة الإسلامية الإيرانية الذين ارتبطوا بعلاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين .


جماعة (فدائيان إسلام)
شعار جماعة فدائيان أسلام


 وتعني بالعربية (فدائيو الإسلام )

وهي منظمة تدعو لقيام ثورة اسلامية وأنشاء  دولة تقوم على فكرة ولاية الفقيه . واتخذت العمل المسلح  لتحقيق اهدافها .  كما اعتمدت هذه الجماعة ( فدائيان أسلام ) على نهج الاغتيالات للتخلص من خصومها وكل ما يعيق تحقيق أهدافها ونذكر على سبيل المثال عملية أغتيال الاستاذ احمد الكسروي الذي كان شيعياً لكنه ترك التشيع واتبع مذهب اهل السنة والجماعة و كان قد شغل عدة مناصب مهمة في ايران من ذلك منصب  رئيس محكمة طهران ثم عين استاذا في جامعة طهران فمفتشا قضائيا لمدينة طهران وفي اخر المطاف عين افي منصب المدعي العام لطهران  

قام الكسروي رحمه الله بعد تركه التشيع بنشر مقالات ينتقد وينقض فيها اصول المذهب الشيعي فلاقت رواجا وقبولا لدى الكثير من العوام والمثقفين في ايران ، مما شجع الكسروي فقام  بتاليف كتاب بعنوان(التشيع والشيعة) ينقض فيه المذهب الشيعي الاثنى عشري  واصوله الباطلة ولقي قبولا وانشارا في ايران  الا ان هذا الكتاب اغضب الكثيرين من ملالي ايران وواجه هجوما عنيفا منهم ،

من هؤلاء الغاضبين والناقمين نواب صفوي فقام بنفسه باطلاق النار من مسدس على الشيخ احمد الكسروي وهو في احدى شوارع طهران  

 إلا ان الاستاذاحمد الكسروي نجا من الاغتيال . وتم القبض على نواب صفوي واودع السجن فترة. 
 مالبث الا وتم اطلاق سراحه بوساطة وفد من علماء النجف لدى الشاه الا أن هذه المنظمة  قامت بأغتيال الاستاذ أحمد الكسروي عام 1945م رحمه الله.  وتم القبض على نواب صفوي بتهمة الأغتيال , الا انه بسبب الضغط الجماهيري وتدخل الحوزات الشيعية اطلق سراحه وللمرة الثانية  !!

بعد تلك العملية ذاع صيت نواب صفوي وكثر اتباعه وتوسع نطاق منظمته واصبح لها شعبية  كبيرة وكثر المنضمون لها .


.زيارة نواب صفوي إلى مصر عام 1954م :


نتيجة للعلاقات الوطيدة بين الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية الإيرانية قبل الثورة قام نواب وهو واحد من زعماء الحركة الإسلامية الشيعية الإيرانية الذين ارتبطوا بعلاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين في مصر بزيارة إلى القاهرة عام 1954 حيث قابله الأستاذ عمر التلمساني كما أنه كان المتحدث الرئيسي في لقاء جماهيري إخواني بجامعة القاهرة حيث أعلن من خلاله مسؤولية حركته عن اغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق ( رزم آرا ) ..

ومما يجدر ذكره أن يوم وصول " صفوي " للقاهرة كان هو ذات اليوم ( كانون الثاني / يناير 1954) الذي أعلنت فيه الحكومة المصرية  حل جماعة الإخوان المسلمين



ماذا قال الاخوان ورموزهم عن زيارة نواب صفوي إلى مصر :


يذكر د. أحمد يوسف في كتابه ( الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران جدلية الدولة والأمة في فكر الإمامين البنا والخميني) ص24 مانصه

 ( قام نواب صفوي قائد " فدائيان إسلام " وهو واحد من زعماء الحركة الإسلامية الإيرانية الذين ارتبطوا بعلاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين في مصر بزيارة إلى القاهرة عام 1954 حيث قابله الأستاذ عمر التلمساني ( رحمه الله ) كما أنه كان المتحدث الرئيسي في لقاء جماهيري إخواني بجامعة القاهرة حيث أعلن من خلاله مسؤولية حركته عن اغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق ( رزم آرا ) .. أ.هـ


ويضيف د. أحمد يوسف ايضا  المرجع السابق ص 27 .


صورة نادرة للقاء نواب صفوي بسيد قطب

في مدينة القدس عام 1953
(وفي نفس الموضوع يتحدث الأستاذ فتحي يكن ( رحمه الله ) أحد مؤسسى جماعة الإخوان المسلمين في لبنان - مشيرا إلى زيارة نواب صفوي للقاهرة , حيث يصف الحماس الشديد الذي استقبله به الإخوان المسلمون , ثم يتحدث عن حكم الإعدام الذي صدر بحقه من قبل حكومة الشاه المقبور بقوله :

" كان لهذا الحكم الجائر صدي عنيف في البلاد الإسلامية , فقد ثارت ثائرة المسلمين الذين يقدرون مواقفه الشجاعة وجهاده المرير , وبادروا من سائر أنحاء العالم الإسلامي إلى إرسال آلاف البرقيات التي تستنكر حكم الإعدام بحق هذا المجاهد البطل لن إعدامه وفقدانه كان خسارة كبري في العصر الحديث .. ) أ.هـ


وييقول أ حسن دوح  وهو من قدماء ومنظري جماعة الاخوان  في كتابه "٢٥ عاما في جماعة الاخوان "

 ط . دار الاعتصام


( أما الحوادث أو الوقائع التي سبقت هذه الأحداث فمما أذكره منها أنه عقدت سلسلة من الاجتماعات في دار الإخوان المسلمين بالحلمية في قسم الطلبة،وكانت كلها تعد للاحتفال الذي سيعقد في الجامعة، وما قد يصاحبه من احتمال وقوع صدام بين الإخوان المسلمين وهيئة التحرير والمنظمات الأخرى.. وتصادف وجود نواب صفوي زعيم الشباب المسلم في إيران وكان الشاب بالغ الحماسة والشجاعة ) أ.هـ


يقول سالم البهنساوي وهو قيادي اخواني ( منذ ان تكونت جماعة التقريب .. التي ساهم فيها الامام البنا والامام القمي والتعاون قائم بين الاخوان والشيعة وقد أدى ذلك إلى زيارة الامام نواب صفوي سنة 1954م للقاهرة) ويضيف البهنساوي ( ولاغرو في ذلك فمناهج الجماعتين تؤدي الى هذا التعاون) ويقول السيسي وهو قيادي اخواني ايضا (وصل الى القاهرة في زيارة لجماعة الاخوان الزعيم الاسلامي نواب صفوي زعيم فدائيان اسلام بايران وقد احتفل بمقدمه الإخوان أعظم احتفال وقام بإلقاء حديث الثلاثاء فحلق بالاخوان في سماء الدعوة الاسلامية وطاف بهم مع الملأ الأعلى  (أ.هـ


أما مجلة " المسلمون" الناطقة باسم الإخوان المسلمين في ذلك الوقت فقد كتبت مقالة بعنوان " مع نواب صفوي " جاء فيها " والشهيد العزيز – نضر الله ثراه – وثيق الصلة بالإخوان المسلمين , وقد نزل ضيفا في دارها في مصر كانون الثاني / يناير سنة 1954" ثم تنقل المجلة رأي نواب صفوي في اعتقال الإخوان الذين يقول فيه :

" إنه حين يضطهد الطغاة رجال الإسلام في كل مكان يتسامي المسلمون فوق الخلافات المذهبية ويشاطرون إخوانهم المضطهدين آلامهم وأحزانهم ولا شك أننا بكفاحنا الإسلامية نستطيع إحباط خطط الأعداء التي ترمي إلى التفريق بين المسلمين أنه لا ضير في وجود الفرق الإسلامية وليس في وسعنا إلغاؤها, إنما الذي يجب أن نعمل على إيقافه ومنعه هو استغلال هذا الوضع لمصلحة المغرضين." أ.هـ


مما سبق يظهر لنا مدى التعاون واللقاءات التاريخية بين جماعة الاخوان وملالي طهران ومدى التقارب والتوافق السياسي والديني بينهما والرؤية الوحدوية بين زعماء الحركتين ( الأخوان والحركة الشيعية) والذي أستمر الى ايامنا هذه .
ومما يجدر ذكره  وما لاهمية شخصية نواب صفوي فلقد أستقبله الرئيس المصري محمد نجيب والزعيم جمال عبدالناصر في مقر الرئاسة المصرية بالرغم من أنه لا يملك أية صفة رسمية من بلده !!!
 الرئيس محمد نجيب ونواب صفوي ويظهر في الصورة جمال عبدالناصر

التنظيم الدولي للإخوان المسلمين


منذ نشأة جماعة الاخوان المسلمين وهي تتبع النهج السياسي والتنظيمي وترى أن هذه الحركة حركة أسلامية عالمية  لابد أن تتجاوز القطر المصري لذلك سعت الجماعة لفتح أفرع للجامعة في كل البلدان الإسلامية فحصل لها ذلك . ففتحت المكاتب وجعلت على كل جماعة بلد مراقب عام عليها ويتبع تنظيميا للمرشد العام للإخوان في مصر ومن أجل التنسيق مع هذه المكاتب أنشأ الاخوان مجلسا أسموه ( المجلس التنفيذي ) يضم في عضويته أفرع الجماعة في الدول الإسلامية .

إلا أن هذا المجلس أغلق اضطرارا على خلفية نزاعات الرئيس المصري جمال عبد الناصر مع الجماعة مما اضطر الجماعة لعقد اجتماعات هذا المجلس خارج مصر ووضعت له لوائح منظمة منها اختيار المرشد العام للجماعة وظل هذا المجلس في التوسع إلى تم تسميته ب ( التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ) وجعل له مفوض للعلاقات الخارجية للإخوان المسلمين نذكر منهم الملياردير المصري يوسف ندا ..


حكم المرشد وولاية الفقيه

فكرة إقامة الدولة

مابين حكم المرشد لدى جماعة الاخوان
و ولاية الفقيه لدى الشيعة الإيرانيين

في الفترة الاولى من تأسيس جماعة الاخوان وهم ينظرون لإنشاء دولة الخلافة الاسلامية والتي كانت للتو سقطت (الخلافة العثمانية  1923 م ) .
 إلا أنه مع مرور الوقت ومع اشتداد المنافسة مع الاحزاب السياسية الأخرى والأفكار القومية التي كانت تلقى رواجا انذاك تغيرت هذه الفكرة ومع مرور الوقت إلى فكرة إقامة الدولة القطرية والتي  يحكمها حزبهم السياسي ووفق تصورهم وفهمهم الخاص للإسلام ولم تخلو مؤلفاتهم و ادبياتهم وكذلك تصريحات مرشديهم من فكرة إقامة هذه الدولة وصدروا لهذا شعارهم عبارة ( الإسلام هو الحل ) .






تصور جماعة الاخوان للدولة الاسلامية التي يريدون :
يعتبر حسن البنا واضع أصول الجماعة ( الدينية ) و(السياسية ) على الرغم من انه لم تكن له مؤلفات لكنه كتب مذكرات أسماها ب ( مذكرات الدعوة والداعية ) وكذلك مجموعة رسائل أصطلح عليها لدى الجماعة باسم ( رسائل البنا ) وهي محل اهتمام وعناية لدى مفكري ومثقفي الجماعة .
ولعل المطلع خصوصا لهذه الرسائل التي يقول الاخوان أن البنا قد بعثها إلى الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان وإلى غيرهم من ملوك ورؤساء بلاد العالم الاسلامي لاشك أنه يعجب بها بسبب ما تضمنته من توجيهات ذات الطابع الإسلامي  و شملت كافة نواحي أركان الدولة والمجتمع سياسيا ودينيا . إلا أن المأخذ على مضمون هذه الرسائل أنه خلت من أي جانب عقدي ديني ولم يهتم بإبراز الهوية السنية الخاصة مما تفتح الباب لتكون منهاج عام عني الجانب الديني فيها من نواحي المعاملات والأخلاق فقط .
ما سبق يدعونا لبيان عقيدة مؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا وباختصار .


عقيدة حسن البنا :
يقول البنا في مذكراته (وفي المسجد الصغير رأيت ” الإخوان الحصافية ”  يذكرون الله تعالى عقب صلاة العشاء من كل ليلة وكنت مواظبا على حضور درس الشيخ زهران رحمه الله بين المغرب والعشاء فاجتذبني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل وروحانيتها الفياضة ....... فواظبت عليها هي الأخرى وتوطدت الصلات بيني وبين شباب هؤلاء الإخوان الحصافية )
ويضيف البنا ( وهذا القسم من علوم التصوف واسمه ” علوم التربية و السلوك ”  لا شك أنه من لب الإسلام وصميمه ولا شك أن الصوفية قد بلغوا به مرتبة من علاج النفوس ودوائها والطب لها والرقي بها لم يبلغ إليها غيرهم من المربين )
ويضيف البنا (ولا شك أن التصوف والطرق كانت من اكبر العوامل في نشر الإسلام في كثير من البلدان وإيصاله إلى جهات نائية ما كان ليصل إليها إلا على يد هؤلاء الدعاة )
ويضيف البنا (نزلت دمنهور مشبعا بالفكرة الحصافية . ودمنهور مقر ضريح الشيخ السيد حسنين الحصافي شيخ الطريقة الأول ، وفيها نخبة صالحة من الأتباع الكبار للشيخ. فكان طبيعيا أن أندمج في هذا الوسط ، وأن أستغرق في هذا الاتجاه. )
ويضيف البنا (وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور فكنا أحيانا نزور دسوق فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو عشرين كيلو مترا ونزور ونصل الجمعة ونسترح بعد الغداء ونصل العصر ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً وكنا أحيانا نزور عزبة النوام حيث دفن في مقبرتها الشيح سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين بصلاحهم وتقواهم ونقض هناك يوماً كاملاً ثم نعود )

 
من احتفال الاخوان بذكرى الأسراء والمعراج !! عام 1946م  
ويظهر الصوفي الباكستاني عليم الله الصديقي وحسن البنا

يقول الاستاذ محمد السيد الصياد في كتابه الإخوان المسلمون والمنهجية العقدية :
(كان حسن البنا رحمه الله أشعريا كبقية علماء الأمة الكبار !! ، كان أشعريا في عقيدته وأشعريا في منهجه وثقافته وفهمه للواقع ، ونظرته للنص .)

ويضيف محمد الصياد في فقرة أخرى بعنوان – المنهج الاشعري الإخواني والسلفية المعاصرة –
(والإمام البنا حينما وصف دعوته بالسلفية كان يعني سلفية السلف أي فهم النص بتلك الآليات التي فهمها السلف بها  وخدمة الواقع ورعاية المقاصد وترتيب الأولويات تماما كما فعل السلف ، فقد أدوا واجب وقتهم وعلينا كذلك أن نؤدي واجبات وقتنا ، ولم يقصد الإمام البنا أن دعوته دعوة سلفية أي بالمصطلح المعاصر الذي تبنته بعض الجماعات والفئات علي اختلاف مناهجها وتباين مشاربها  (

يظهر لنا بوضوح مما سبق أن عقيدة حسن البنا هي أشعريا في الصفات وصوفي المنهج على الطريقة الحصافية .
ولم يكن يرى أي حرج في اقامة الدولة بالتعاون مع أي من الطوائف الاسلامية ويوضح ذلك ما ذكره الاستاذ محمد الصياد في فقرة أخرى من المصدر السابق  بعنوان – معالجة الامام البنا للخلافات العقدية –
) وهكذا كانت فلسفة الأستاذ البنا وهكذا كانت فلسفة مدرسة الإخوان المسلمين في تجاوز الخلافات  وتوحيد الجهود ورأب الصدع وكيف لا وقد استطاعت أوروبا بعد قتال عنيف وسفك للدماء وانتهاك للأعراض  وحروب مفتوحة بين البروتستانت والكاثوليك استطاعت أن تتوحد تحت لواء موحد سياسي واقتصادي  ونحن أبناء دين واحد ولغة واحدة  أفنترك الخلافات تنخر في جسد الأمة المنهك ؟ وتبعث في قلبها المريض ؟! ) .
ملخص اعتقاد حسن البنا في التعامل مع الشيعة :
يقول عمر التلمساني -المرشد العام للإخوان المسلمين-[في مجلة الدعوة العدد 105]: (ولم تفتر علاقة الإخوان بزعماء الشيعة فاتصلوا بآية الله الكاشاني واستضافوا في مصر نواب صفوي، كل هذا فعله الإخوان لا ليحملوا الشيعة على ترك مذهبهم ولكنهم فعلوه لغرض نبيل يدعو إليه إسلامهم وهو محاولة التقريب بين المذاهب الإسلامية إلى أقرب حد ممكن) .

كنا ذكرنا في الجزء الاول من مقالاتنا هذه ( الإخوان وايران وجهان لعملة واحدة ) عن زيارة المعمم الشيعي نواب صفوي إلى مصر وسنتمم الان ما جرى خلال تلك الزيارة بالإضافة إلى ماسبقها من زيارات الى الاردن وسوريا لنمهد من خلالها الدخول لفكرة إقامة الدولة الاسلامية الشيعية في ايران التي خطط لها نواب بعد تلك الزيارات .
نواب صفوي في مصر :


ذكرنا أن نواب صفوي زار مصر يوم 12 كانون الثاني 1954م  و بناء على دعوة من جماعة الاخوان المسلمين  حيث كان في استقباله المرشد العام للجماعة عمر التلمساني كما أنه كان المتحدث الرئيسي في لقاء جماهيري إخواني بجامعة القاهرة فاحتشد الإخوان وطلابهم للاحتفال بذكرى بعض ضحاياهم، كما حضرت جماعات من خصومهم وأقبل جمهور من طلاب الإخوان على الاجتماع حاملين نواب صفوي على الأكتاف ثم أوصلوه إلى المنصة حيث خطب في الجماهير. وكان من أهم ما أعلنه في خطابه هو مسؤولية حركته عن اغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق ( رزم آرا ) وقد حدثت في ذلك التجمع مناوشات بين جماعة الاخوان ومجاميع من شباب حركة التحرير .
ومما يجدر ذكره أنه في هذا اليوم أعلنت الحكومة المصرية حل جماعة الإخوان المسلمين واضطر جمال عبد الناصر لإصدار اوامره بطرد نواب صفوي من مصر لكنه تراجع عن ذلك واجتمع به في مكتبه بمجلس الوزراء .
وبالمناسبة يذكر الدكتور إسحاق الحسينى فى كتابه "كبرى الحركات الإسلامية الحديثة" أن عددا من الطلاب الإيرانيين الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر انضموا إلى جماعة الإخوان المسلمين ) !!...




 نواب صفوي في دمشق :
وعندما زار نواب صفوي دمشق في عام 1953 والتقي بالدكتور مصطفي السباعي زعيم الإخوان المسلمين في سوريا فأثار مع نواب قلق وانزعاج الاخوان المسلمين في سوريا من مسألة انضمام بعض الشباب الشيعة إلى الحركات العلمانية والقومية فصعد نواب صفوي المنبر وقال أمام حشد الشيعة والسنة" من أراد أن يكون جعفريا حقيقيا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين "

المصدر على ما سبق الدكتور ما ذكره إسحاق موسى الحسيني في كتابه ” الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية الحديثة ” من أن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان المسلمين ، و من المعروف أن صفوف الإخوان المسلمين في العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامة الاثني عشرية ، وعندما زار نواب صفوي سوريا ، و قابل الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين اشتكى إليه الأخير أن بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية و القومية ، فصعد نواب إلى أحد المنابر ، وقال أمام حشد من الشبان الشيعة و السنة : من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً ، فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين . “

نواب صفوي في الأردن :
وكذلك في عام 1953 م  زار نواب صفوي المملكة الأردنية الهاشمية لحضور المؤتمر الإسلامي في القدس ثم زار بعد ذلك عمان والتقى الملك حسين في مقابلة  نشرتها الصحف آنذاك .

نواب صفوي في العراق :

كذلك فإن أعدادا كبيرة من شيعة العراق انخرطت في تنظيم الإخوان هناك ثم أصبح لهم حزب قاده المعمم الشيعي محمد باقر الصدر باسم " حزب الدعوة " يستمد فكره ومنهجه ورؤاه من مدرسة الإخوان المسلمين ورموزها.

عودة نواب صفوي إلى ايران :


بعد قيامه بجولة في ( مصر و فلسطين والاردن وسوريا ) التقى خلالها برموز ومفكري جماعة الاخوان المسلمين عاد الى بلده ايران عام 1954م  وهو يحمل في فكره إقامة الدولة .



عاد الى عمله الحزبي والسري من خلال منظمته فدائيان اسلام التي كانت للتو قامت بعمليات اغتيال للخصوم نذكر منهم رئيس الوزراء الإيراني السابق ( رزم آرا ) والذي اعترف نواب بمسؤولية منظمته عن الاغتيال . 




ولم يكتف بذلك بل حاول اغتيال رئيس الوزراء الجديد حسين علاء عام 1955م الا انه فشلت المحاولة وتم القبض على نواب وثلاثة من رفقائه وتمت محاكمتهم وحكم عليهم بالإعدام رميا بالرصاص وتم تنفيذ الحكم عام1965م.



( الخميني يستلم الراية بعد نواب صفوي ) 


الجزء الثالث الاخوان والخميني



الخميني


مرحلة ما بعد نواب صفوي :
كان نواب صفوي هو و منظمته فدائيان اسلام هي البذرة أو بالأحرى حجر الاساس لدعوة قيام دولة يتولى حكمها الملالي بالرغم من ان ذلك يخالف الاصول التي يقوم عليها هذا المذهب الاثنى عشري الشيعي  وخصوصا فيما يتعلق باعتقادهم في غيبة الامام المهدي المنتظر ورجعته وإقامته لدولتهم الموعودة , إلا أن نواب صفوي لم يطرح تصوره المفصل لذلك الحكم وتخريجه الفقهي على المذهب ولعلي اعزو ذلك الى انه لم يسعفه الوقت قبل اعدامه .
إلا أن من أصل ونظر وألف في هذا المفهوم أي ( قيام حكومة اسلامية يتزعمها احد فقهاء المذهب الاثنى عشري ) هو الخميني وبلا منازع  .



الخميني عندما كان شابا



الخميني :

ظهرت شخصية الخميني على المشهد السياسي في ايران والذي يعتبر زعيم بما سمي ( بالثورة الاسلامية الإيرانية ) أول مرة في عام 1963م عندما قاد الاحتجاجات ضد برنامج الإصلاحات الذي أعلنه الشاه والمعروف باسم  ( الثورة البيضاء ) والتي شملت تغيير قوانين الانتخابات التي أتاحت انتخاب ممثلين للأقليات الدينية للبرلمان وإجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية وكذلك توزيع ممتلكات بعض رجال الدين الشيعة .


الخميني 1963م

الخميني بين طلابه عام 1964م

وفي عام 1964م حدثت أعمال شغب على خلفية اعتقال الخميني والذي دام ثلاثة أيام بسبب تصريحاته ضد الشاه واتهامه اياه بأنه ( رجل بائس سيء)  وقد أسفر عن أعمال الشغب تلك وبحسب بيان الحكومة عن سقوط 86 قتيلا وادعت المعارضة أن الرقم  يتجاوز الآلاف.
وضع الخميني بعد تلك الاحداث  تحت الإقامة الجبرية لمدة 8 شهور ثم أفرج عنه  لفترة وجيزة وأعيد اعتقاله مرة أخرى في نوفمبر 1964م . أبعد بعدها إلى المنفى خارج ايران وبقي فيه لمدة 14 عاما حتى قيام الثورة. حيث نفي الى تركيا وبعده الى فرنسا .

الخميني في منفاه بتركيا



خلال تلك الفترة روج الخميني لنظرية حكم ( ولاية الفقيه) من خلال سلسلة محاضرات (13محاضرة) ألقاها على طلاب العلوم الدينية في النجف في العام 1969م وذلك تحت عنوان  " ولاية الفقيه " .
وفي عام 1970م تم طباعة هذه المحاضرات في بيروت ومن ثم أرسلت إلى ايران بشكل سري .


كتاب ولاية الفقيه بطبعته القديمة وقبل تغيير أسمه
وفي عام 1977م طبعت في ايران ولكن تحت اسم ( رسالة من الإمام الموسوي كاشف الغطاء )
الغلاف الداخلي لكتاب ( ولايت الفقيه )



الاسم الجديد لكتاب ولاية الفقيه ( الحكومة الاسلامية )  وبطبعته الجديدة
الاسم القديم ( ولايت الفقيولقد أعيد طباعة هذا الكتاب بعد انتصار الثورة الخمينية ولكن غير أسمه إلى ( الحكومة الاسلامية ) .



وعلى ذكر المؤلفات لايفوتني أن اذكر بــــ :

علي الخامئني وسيد قطب :

في عام 1966 ترجم علي خامنئي ( مرشد ايران الحالي ) كتاب سيد قطب: (المستقبل لهذا الدين) للغة الفارسية وكتب مقدمة للترجمة يصف فيها قطب بـ “المفكر المجاهد” الذي أثبت في كتابه “أن العالم سيتَّجه نحو رسالتنا وأن المستقبل لهذا الدين .

ولقد استمر التعاون الفكري والمادي بين الاخوان المسلمين والخميني واتباعه خلال هذه الفتره من عام 1964م ولغاية عام 1979م  عام انتصار الثورة الايرانية وعودة الخميني الى ايران من منفاه الاخير في فرنسا .


الخميني محاط برجال الامن الفرنسيين في فرنسا 
لحظة نزول الخميني من الطائرة الفرنسية عند عودته لطهران 1979م



ولقد اتسمت  تلك الفترة بطابع من السرية وذلك بسبب التضييق من حكومة الشاه في ايران والحكومة المصرية وكذلك حكومات بعض الدول الاسلامية الاخرى .
وكان عراب تلك المهمة هو يوسف ندا المفوض الدولي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين .

يوسف ندا مع اردوغان  اواخر السعينات الميلادية تقريبا



ولقد كشف يوسف ندا بعض علاقة الاخوان بالثورة الايرانية من خلال مقابلة تلفزيونية اجراها معه المذيع بقناة الجزيرة احمد منصور بتاريخ 11/8/2002

واليكم مقتطفات من تلك المقابلة :

http://www.youtube.com/watch?v=PDCJ_4QWLEU&feature=player_detailpage

رابط المقابلة

المقابلة التلفزيونية لاحمد منصور مع يوسف ندا


أحمد منصور: في كتابه "إيران والإخوان المسلمين" يقول عباس خمايارو، وهو بالمناسبة الملحق الثقافي الإيراني الآن في الدوحة في قطر، يقول في صفحة 230 أنه فور حدوث الثورة بادرت أمانة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين إلى الاتصال بالمسؤولين الإيرانيين بغية تشكيل وفد من الإخوان لزيارة إيران والتهنئة بالثورة وتدارس سبل التعاون، وفعلاً عينت إيران ضابطاً للاتصال بالتنظيم الدولي للإخوان في (لوجانو) في سويسرا بتاريخ 14 مايو 1979، وهناك قرارات مختلفة تحدث عنها خمايارو في الكتاب لا تهمني أنا الآن، ولكن ما يهمني هو ضابط للاتصال في لوجان في سويسرا حيث تقيم أنت، وحيثما يشار إلى أنك رئيس حكومة الظل في الإخوان ومسؤول في التنظيم الدولي..
يوسف ندا [مقاطعاً]: لا أنت مصر على حكاية الظل دي هو الواقع أنا قرأت الكتاب بتاع عباس، وعباس يعني كثير من الأشياء اللي هو المراجع بتاعته هي الصحف وبعضها جاي من أماكن تانية زي كتاب النفيسي وكلاهما سواء النفيسي أو عباس يعني فيه قليل من الحقيقة في الكلام اللي هم كتبوه، وكثير من الأشياء اللي هم ما هياش مثبتة أو مدعمة بواقع، جزء من الكلام دا مضبوط وجزء مش مضبوط هو.. صفحة 248
أحمد منصور [مقاطعاً]: هو النفيسي أيضاً عفواً قال هذا في كتابه "الحركة الإسلامية"….
--------

يوسف ندا: يحط، إحنا ما قلنا يحط لكن لما يحط يعني المصداقية ما هياش موجودة، يعني اللي يعرف الأمور أنا موضوع إيران أنا كنت المسؤول عن الاتصال بيها أقول لك بصراحة، أنا المسؤول عن الصلة بإيران ودي يعني الإيرانيين يعرفوها والجميع يعرفوها، ما كانت مستخبية الموضوع لما بدا الخوميني وكان في باريس تكون وفد وراح ويعني دعمه..
أحمد منصور: قبل الثورة الإيرانية.
يوسف ندا: قبل.. قبل ما يروح ودعمه وبعد..
أحمد منصور[مقاطعاً]: مين الوفد ده؟

يوسف ندا: لأ الوفد ما نحب نتكلم فيه دلوقتي، لكن الوفد التاني ممكن نكلمك بأشخاص يعني بأماكنهم.. الوفد..
أحمد منصور: الوفد الأولاني كنت فيه؟

يوسف ندا: لأ، أنا ولا التاني، لكن أنا كنت

--------

أحمد منصور: قلت لي الآن معلومة مهمة جداً إن الإخوان كونوا وفد والتقى مع الخوميني في باريس قبل أن يذهب إلى إيران

يوسف ندا: أي نعم.
أحمد منصور: قبل حتى من قيام الثورة تاريخ الوفد دا كان امتى؟

يوسف ندا: لا.. لأ ما.. التواريخ أنا ما أقدرش، أعمل تواريخ أنا بأشتغل براسي ما عندي..
أحمد منصور: لو قلنا في مايو 79 كانت الثورة الإيرانية.
يوسف ندا: لأ كان قبلها بكتير، كان في السنة اللي قبلها في أواخر السنة اللي قبلها

أحمد منصور: يعني نقدر نقول 78؟

يوسف ندا: بمجرد ما راحوا هو في (نيوشاتيل) في.. عند.. عند أبو الحسن بن صدر، مجرد ما راح، يعني كون وفد وراح، وحتى بعض إخواننا يعني من أماكن تانية راحوا غير الوفد، يعني من تونس كمان راح كان راشد الغنوشي، الله يدي له الصحة، الترابي كان بعت كمان وفد هناك من السودان، لكن إحنا كان عندنا وفد والوفد راح هناك وكان فيه بعض الإخوة حتى من لبنان، راح الوفد وبعد هذا..
أحمد منصور: يعني نستطيع أن نقول هنا في أن الإخوان المسلمين أقاموا علاقات مع الثورة الإيرانية

يوسف ندا: كانت موجودة من قبله..
أحمد منصور: قبل قيامها

يوسف ندا: كانت موجودة من قبل هذا لأن أعضاء من مجموعات الخوميني اللي كانت حوله، لا نقول من.. من كثير من رجال الدين، رجال الدين إحنا كان لنا صلة بـ(باهشت) -الله يرحمه- لما كان في (هامبورج)، كان لنا صلة كمان بـ.. -الله يدي له الصحة- دلوقتي موجود سفير في.. في مصر..
أحمد منصور: خسروشاهي

يوسف ندا: الأستاذ..
أحمد منصور: حجة الإسلام خسروشاهي.
يوسف ندا: (هادي خسروشاهي)، وبالمناسبة يعني هذا الرجل من أخلص رجال الحركة الإسلامية في العالم وليس فقط الإيرانيين..
أحمد منصور: فيه قصة متعلقة بيه وهو عامل كتاب وأنا هأرجع لك فيها خسروشاهي تحديداً

يوسف ندا: أيوه، هو راجل ذكي، راجل تقي، وراجل يفهم الإسلام من منطلق -رغم إن هو شيعي- لكن من منطلق عقائدي ومن منطلق وحدوي ويعني هو خير من يمثل فعلاً أهل الشيعة وخير من يمثل الإيرانيين في الأفكار المتحررة.
أحمد منصور: على فكرة أنا وجدت أيضاً في مراجع مختلفة وجود علاقة تاريخية للإخوان المسلمين بالحركة الإسلامية في إيران من أيام حسن البنا، كان هناك علاقة بين حسن البنا وبين الإمام محمد القمي، وكان فيه علاقة بين الإخوان المسلمين وبين حركة فدائيي إسلام

يوسف ندا: أي نعم.
-----------------

يوسف ندا: منفصلة، أي نعم. أي نعم.
أحمد منصور: طيب الآن قلت لي كان لكم علاقة بباهشت وكانوا لكم علاقة بالخوميني قبل قيام الثورة، امتى بدأت علاقة الإخوان المسلمين كتنظيم دولي أو كإخوان مسلمين تنظيم دولي أنا هأقول أنا تنظيم دولي؟

يوسف ندا: لم تنقطع هي من قبلها قلت لك، لما كان باهشت كان موجود في هامبورج، لما كان إبراهيم يزدي كان موجود في أميركا كان متصل بالإخوان الموجودين في أميركا، هامبورج كانت الإخوان الموجودين في أوروبا يعني كان فيه صلة وعندما جاء الخوميني إلى باريس ذهب الوفد وقابله هناك ليشجعه ويدعمه، ثم عندما ذهب إلى إيران في هامبورج، لما كان إبراهيم يزدي كان موجود في أميركا كان متصل بالإخوان الموجودين في أميركا، هامبورج كانت الإخوان الموجودين في أوروبا يعني كان فيه صلة وعندما جاء الخوميني إلى باريس ذهب الوفد وقابله هناك ليشجعه ويدعمه، ثم عندما ذهب إلى إيران فكونا وفد، وفعلاً الوفد هذا تكون إحنا كوناه، وذهب غالب إلى إسلام آباد..
أحمد منصور: أنا هنا الزيارة اللي تمت في نيو في إيران، أنا الأسماء اللي لقيتها منشورة في الكتب، محمد عبد الرحمن خليفة، كان المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن، وكان الناطق باسم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين جابر رزق من مصر، ومعروف جابر رزق صحفي من الإخوان، وكان رئيس تحرير مجلات الإخوان، سعيد حوَّى من سوريا، غالب همت شريكك من سوريا، عبد الله العقيل من السعودية، قل لي أنت الآن أضفت لي أسماء ما كانتش موجودة.
يوسف ندا: لأ، أنا أسماء ما هأقول، لكن هأقول لك الدول اللي كانت ممثلة.
-------------------

يوسف ندا: أيوة بأقول لك إحنا الوفد تكون من ماليزيا، إندونيسيا، والسودان، مصر، الأردن، السعودية، تركيا، العراق، والوفد كان يرأسه غالب، وذهب غالب في إسلام آباد وبدأوا ييجوا له كلهم هناك، وأنا كنت مسؤول عن التنسيق بينهم وبين إبراهيم يزدي، فللمت إبراهيم يزدي وطبعاً كانت الشوارع فيها ملايين من البشر، المطار كان مقفول.
أحمد منصور: الكلام دا كان بعد قيام الثورة بأيام..
يوسف ندا: بعدما وصل الخوميني فوراً

-----------------
أحمد منصور: يعني دول التقوا في إسلام آباد؟

يوسف ندا: التقوا في إسلام آباد، ثم استأجر لهم غالب طائرة خاصة وجاءت بالطائرة الخاصة، الطائرة الخاصة ما كان يمكن أنها تدخل مطار طهران، لأنه كان مقفول، فاتصلت أنا بإبراهيم يزدي، إبراهيم يزدي كان بيتحرك في كل مكان، إبراهيم

أحمد منصور: إبراهيم يزدي طبعاً أصبح وزير خارجية إيران بعد ذلك.
يوسف ندا: أيوه هو إبراهيم كان من ألصقهم.. من ألصق الناس به خلينا نقول من غير رجال الدين هو وأبو الحسن بني صدر.
---------------------

يوسف ندا: فأوصلنا بالمسؤول عن المطار، وكان اسمه المهندس والي، واتصلت بوالي سمح للطيَّارة بالنزول، وكانت ثاني طائرة تهبط في مطار طهران بعد طائرة ياسر عرفات.
أحمد منصور: يعني طائرة الخميني.
يوسف ندا: الأولى الخميني، والثانية ياسر عرفات، والثالثة كانت طائرة الوفد اللي إحنا أرسلناه.
نكتفي بما سبق من المقابلة ..



الاخوان يهنئون الخميني :
يذكر الباحث الايراني عباس خامة يار في كتابه الإخوان المسلمون وإيران ص 133 ما نصه :
, " وفور حدوث الثورة بادرت أمانة سر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين إلى الاتصال بالمسئولين الإيرانيين بغية تشكيل وفد من الإخوان لزيارة إيران والتهنئة بالثورة وتدارس سبل التعاون وفعلا عينت إيران ضابطا للاتصال بالتنظيم الدولي للإخوان في لوجانو – سويسرا بتاريخ  14/5/1979  لدراسة القرارات في شأن العلاقة بإيران واتخذت بعض القرارات السريعة منها :

أولا :      تشكيل وفد من الإخوان لزيارة إيران وتقديم التهاني بمناسبة نجاح الثورة الإيرانية والإطاحة بالشاه وفعلا تمت الزيارة في الشهر السادس 1979م  ونشرت أخبارها في الصحف الإيرانية الناطقة بالعربية ومعها صور لأعضاء الوفد وهم يزورون القيادة الإيرانية .
ثانيا :    إصدار كتيب عن الثورة الإيرانية لإبراز الإيجابيات الصادرة عن الثورة وقيادتها من أقوال ومواقف .

 ثالثا :    بناء صلات تنظيمية مع حركة الطلبة المسلمين في إيران عن طريق الاتحاد العالمي للطلبة المسلمين وتنشيط عملية الترجمة من وإلى الفارسية خاصة فيما يتعلق بكتابات الإخوان .

رابعا :    تزويد إيران بالفاعليات الإعلامية للاستعانة بها في المؤسسات الإعلامية للثورة في إيران أ . هـ

أما أسماء أعضاء وفد الاخوان الذي سافر الى ايران ليهنئ الخميني بنجاح الثورة الايرانية فهم كل من :

1.    عبد الرحمن خليفة مراقب الإخوان المسلمين في الأردن .
2.    جابر رزق ممثلا عن الإخوان المسلمين في مصر .
3.    سعيد حوي ممثلا عن الإخوان في سوريا.
4.    غالب همت من الإخوان في سوريا .
5.    عبد الله سليمان العقيل ممثلا عن الإخوان في السعودية
(عباس خامة يار في كتابه الإخوان المسلمون وإيران ص 133  )





صورة نادرة تجمع عبدالله العقيل مع احمد منصور مذيع قناة الجزيرة

عبدالله العقيل مع مرشد الاخوان التلمساني



الافراح الاخوانية بالثورة الخمينية !!


الافراح الإخوانية بالثورة الخمينية
لقد افتتن وفرح الإخوان المسلمون بكل احزابهم وتفرعاتهم في العالمين العربي و الاسلامي بالثورة الاسلامية الايرانية .
 
الخميني بين مناصريه بعد انتصار الثورة الايرانية
 
وهذا بالنسبة لهم يعتبر كنتاج طبيعي وثمرة من ثمرات التوافق و التعاون المشترك بينهما والذي استمر عقودا وإن كان الاخوان يروون  خلال تلك المرحلة أنهم فشلوا في تحقيق ما يطمحون اليه في بلادهم العربية وخصوصا مصر الا أن أمالهم كانت تحدوهم نحو إنجاح مشروعهم وقيام دولتهم في مصر وغيرها من البلاد العربية ولذلك كانت فرحتهم بنجاح الثورة الإيرانية كبيرة ولم يتوقفوا عند ذلك بل سارعوا في دفع عجلة الثورة الإيرانية .
انعكست تلك الافراح من خلال رموز و مفكري الجماعة وكذلك ادبياتهم ومطبوعاتهم .
 


 
ولعلنا نخصص هذا الجزء لعرض ردة فعل وتصريحات مرشدي ورموز ومفكري جماعة الاخوان من انتصار الثورة الايرانية ( الخمينية ) :
قال عبد لله النفيسي :” فور حدوث الثورة الإيرانية بادرت أمانة سر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بالاتصال بالمسؤولين الإيرانيين بغية تشكيل وفد من الإخوان لزيارة إيران والتهنئة بالثورة وتدارس سبل التعاون” [(الحركة الإسلامية رؤية مستقبلية) ص248و249].
 

كما ذكر يوسف ندا مفوِّض العلاقات الدولية في تنظيم الإخوان المسلمين في لقاء معه على قناة الجزيرة بأنَّ الإخوان المسلمين كوَّنوا وفدًا التقى بالخميني في باريس قبل ذهابه إلى إيران، وأنَّ التنظيم كان على علاقة بأعضاء من مجموعات الخميني قبل الثورة الإيرانية، وكانت تتمُّ بينهم لقاءات في أمريكا وأوروبا.

يوسف ندا مع خسرو شاهي
 
يقول يوسف ندا :”عندما جاء الخميني إلى باريس ذهب الوفد وقابله هناك؛ ليشجِّعه ويدعمه”.
 
جزء مقتطع من حديث المفوض الدولي للإخوان المسلمين يوسف ندا مع احمد منصور مذيع قناة الجزيرة .
أحمد منصور: طيب قل لنا أنت الحقيقة.
يوسف ندا: أيوة بأقول لك إحنا الوفد تكون من ماليزيا، إندونيسيا، والسودان، مصر، الأردن، السعودية، تركيا، العراق، والوفد كان يرأسه غالب، وذهب غالب في إسلام آباد وبدأوا ييجوا له كلهم هناك، وأنا كنت مسؤول عن التنسيق بينهم وبين إبراهيم يزدي، فللمت إبراهيم يزدي وطبعاً كانت الشوارع فيها ملايين من البشر، المطار كان مقفول.
أحمد منصور: الكلام دا كان بعد قيام الثورة بأيام..
يوسف ندا: بعدما وصل الخوميني فوراً
أحمد منصور: فوراً، لحقتوا شكلتوا لميتوا كل الدنيا دي.
يوسف ندا: على طول، فوراً، فالمطار كان مقفول.
يوسف ندا: لما راح غالب في باكستان، لما راح إسلام أباد ما كان يمكنه إن هو يتصل بكل مكان.
أحمد منصور: يعني دول التقوا في إسلام آباد؟
يوسف ندا: التقوا في إسلام آباد، ثم استأجر لهم غالب طائرة خاصة وجاءت بالطائرة الخاصة، الطائرة الخاصة ما كان يمكن أنها تدخل مطار طهران، لأنه كان مقفول، فاتصلت أنا بإبراهيم يزدي، إبراهيم يزدي كان بيتحرك في كل مكان، إبراهيم
أحمد منصور: إبراهيم يزدي طبعاً أصبح وزير خارجية إيران بعد ذلك.
يوسف ندا: أيوه هو إبراهيم كان من ألصقهم.. من ألصق الناس به خلينا نقول من غير رجال الدين هو وأبو الحسن بني صدر.
أحمد منصور: علاقاتك بيهم بدأت أمتى؟ بين..
يوسف ندا: إبراهيم من أيام ما كان في أميركا، ومازالت علاقتي به، رغم إنه اليوم سمعت إن هو يعني رجع -الله يدي له الصحة- لأنه عنده مرض شديد، ويعني بيحاكموه الآن.
أحمد منصور: طيب يعني من أيام ما كان في أميركا كان في أميركا امتى؟
يوسف ندا: كان اتصال.. من قبل كده، يعني تقدر تقول من.. آه من السبعينيات
يوسف ندا: فأوصلنا بالمسؤول عن المطار، وكان اسمه المهندس والي، واتصلت بوالي سمح للطيَّارة بالنزول، وكانت ثاني طائرة تهبط في مطار طهران بعد طائرة ياسر عرفات.
أحمد منصور: يعني طائرة الخميني.
يوسف ندا: الأولى الخميني، والثانية ياسر عرفات، والثالثة كانت طائرة الوفد اللي إحنا أرسلناه.
أحمد منصور: طيب الطائرة الخاصة دي طبعاً لها تكاليف.
يوسف ندا: دفعتها أنا.
أحمد منصور: الآن لما أرسلتم هذا الوفد كنتم تتوقعوا إن الثورة الإيرانية ديه هي أمل الإخوان المسلمين؟
يوسف ندا: طبعاً لأ، هي أمل المسلمين، يعني أي حركة إسلامية في أي مكان تستطيع ترفع الظلم عن المسلمين في أي مكان فهي حركتنا.
أحمد منصور: كان أيه هدفكم من أنكم تكونوا أول وفد يروح ينزل بعد ياسر عرفات لإيران ويلتقي مع الخميني؟
يوسف ندا: يعني.
أحمد منصور: هدفكم أيه؟ رايحين تقولوا مبروك أم رايحين تبنوا علاقات مع دولة جديدة؟
يوسف ندا: لأ، رايحيين ندعم شيء موجود يعتبر هدف من أهدافنا .
 
مراقب الاخوان بالاردن عبدالرحمن خليفة من ضمن الوفد المبارك لانتصار الثورة الايرانية - طهران

وقد كان تأييد جماعة الإخوان المسلمين للثورة الإيرانيَّة تأييدًا صارخًا وفوريًّا ومعلنا . من ذلك البيان الشهير الذي اصدره التنظيم العالمي للإخوان المسلمين عقب انتصار الثورة الايرانية الذي اوضحوا فيه تضامنهم مع الثورة ومع الخميني ومباركتهم له , وكذلك اظهروا تأييدهم للخميني ومعاهدتهم له بتسخير طاقاتهم في خدمة الثورة الخمينية  , واليكم نص البيان
بيان صادر من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين عند قيام الثورة الخمينية
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
دعا التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قيادات الحركة الإسلامية في كل من: تركيا - باكستان - الهند - اندونيسيا - أفغانستان - ماليزيا - الفلبين - بالإضافة إلى تنظيمات الإخوان المسلمين المحلية في العالم العربي، وأوروبا وأمريكا إلى اجتماع أسفر عن تكوين وفد توجه إلى طهران على طائرة خاصة وقابل الإمام آية الله الخميني لتأكيد تضامن الحركات الإسلامية الممثلة في الوفد كافة وهي: الإخوان المسلمون: حزب السلامة التركي، الجماعة الإسلامية في باكستان، الجماعة الإسلامية في الهند، جماعة حزب ماسومي  في أندونيسيا ، جماعة شباب الإسلام في ماليزيا، الجماعة الإسلامية في الفلبين وقد كان اللقاء مشهداً من مشاهد عظمة الإسلام وقدرته في الوقت اللازم على إذابة الفوارق العنصرية والقومية والمذهبية، وقد أهتم الإمام الخميني بالوضع وأكد لهم انه ظل دائم الثقة في منفاه بأن رصيده هو رصيد الثورة الإسلامية في العالم وهو كل مسلم موحد يقول: لا إله إلا الله، ومكانها ليس إيران فقط، ولكن كل دولة إسلامية يتجبر حاكمها على الدين الإسلامي ويتصدى لتيار حركته، وان الله الذي أكرم الخميني بالنصر على الشاه سوف ينصر كل خميني على شاهه، وقد أكد الوفد من جانبه للإمام الخميني إن الحركات الإسلامية ستظل على عهدها في خدمة الثورة الإسلامية في إيران، وفي كل مكان بكل طاقاتها الشرية والعلمية والمادية، وبعد أن أدى الوفد صلاة الغائب على الشهداء، عقد سلسلة من اجتماعات مع الدكتور إبراهيم يزدي، نائب رئيس الوزراء والمساعد الشخصي للإمام الخميني والذي كان على صلة شخصية بأعضاء الوفد في المهجر وأثناء التحرك السري لتنظيم الإمام الخميني ضد قوات السافاك، وقد ركزت هذه الإجتماعات على التنسيق والتعاون القادمين، ثم زار الوفد رئيس الحكومة الدكتور مهدي بازركان في مقابلة خاصة، ثم أعلن الوفد في مقابلة تلفزيونية مؤثرة الدعوة إلى يوم تضامن مع الثورة الإيرانية في جميع أنحاء العالم الإسلامي وخارجه حيثما توجد الجاليات والتجمعات الإسلامية وتقام صلاة الغائب على شهداء الثورة الإيرانية بعد صلاة الجمعة يوم 16/3/1979 وإنا لندعو جميع العاملين في الحقل الإسلامي في كل مكان أن يذكروا هذا اليوم، ويُذكروا به ويجعلوا من صلاة الغائب فيه رمزاً لوحدة الأمة الإسلامية ومصداقاً لقول الإمام الخميني: إن رصيد الثورة الإسلامية في إيران هو كل مسلم موحد يقول: لا إله إلا الله... الله أكبر لله الحمد )
. الإخوان المسلمون  نشر في (مجلة المجتمع الممثلة للإخوان المسلمين في الكويت العدد 434 بتاريخ 25/2/1979م )
 
وننتقل الى رموز الجماعة
 
مرشد الجماعة ( آنذاك ) عمر التلمساني :
يقول التلمساني :”وحين قام الخميني بالثورة أيدناه ووقفنا بجانبه” [حوار معه في مجلة المصور].
 
المرشد عمر التلمساني وخسرو شاهي

وعاد التلمساني عام 1985 ليكتب في مجلة "الدعوة المصرية" لسان حال أخوان مصر "أن الاتصالات بين الإخوان ورجال الدين الإيرانيين ليس الهدف منها دفع الشيعة لاعتناق المذهب السني، ولكن الهدف الأساسي من ورائها الامتثال لمهمة الإسلام لتلاقي المذاهب الإسلامية إلى أقصى حد ممكن."
 
المرشد مهدي عاكف :
 
مهدي عاكف مرشد الإخوان السابع قال في حوار مع وكالة الأنباء الإيرانية مهر: "إن الإخوان المسلمين تؤيد مفاهيم وأفكار مؤسس الجمهورية الإسلامية.. أفكار الخميني لاسيما تجاه القضية الفلسطينية، هي استمرار لتوجه الجماعة." 
 
يوسف القرضاوي :
يوسف القرضاوي
 
يوسف القرضاوي :”ومن ثمرات هذه الصحوة ودلائلها الحية: قيام ثورتين إسلاميتين أقامت كلٌّ منها دولةً للإسلام تتبناه منهجا ورسالة في شئون الحياة كلها: عقائد وعبادات، وأخلاقا وآدابا، وتشريعا ومعاملات، وفكرا وثقافة، في حياة الفرد، وحياة الأسرة، وحياة المجتمع، وعلاقات الأمة بالأمم، أما الثورة الأولى: فهي الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الإمام آية الله الخميني سنة 1979م … وكان لها إيحاؤها وتأثيرها على الصحوة الإسلامية في العالم، وانبعاث الأمل فيها بالنصر، الذي كان الكثيرون يعتبرونه من المستحيلات” (أمتنا بين قرنين)ص112و113.
 
أبو الأعلى المودودي :
 
ابو الاعلى المودودي
 

 أبو الأعلى المودودي قال لمجلة "الدعوة" العدد 19 أغسطس 1979 م رداً على سؤال وجهته إليه حول الثورة الخمينية في إيران:" وثورة الخميني ثورة إسلامية و القائمون عليها هم جماعة إسلامية وشباب تلقوا التربية في الحركات الإسلامية وعلى جميع المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصة أن تؤيد هذه الثورة وتتعاون معها في جميع المجالات" أهـ.
 
راشد الغنوشي :
راشد الغنوشي :”إنه بنجاح الثورة في إيران يبدأ الإسلام دورة حضارية جديدة”.
راشد الغنوشي وخسروشاهي ويوسف ندا
 
 وكتب الغنوشي في مجلة (المعرفة) الناطقة باسم حركة الاتجاه الإسلامي والتي تُعرَف الآن بحركة النهضة مقالاً بعنوان (الرسول ينتخب إيران للقيادة) جاء فيه :”إن إيران اليوم بقيادة آية الله الخميني القائد العظيم والمسلم المقدام هي المنتدبة لحمل راية الإسلام”.
 
فتحي يكن :
  واعتبر فتحي أنه بقيام الثورة الايرانية تحقق ما وعد الله به إذ قال {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين: إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون} (الموسوعة الحركية 1/291).
فتحي يكن
 
وقد منح فتحي يكن (زعيم الاخوان) الخميني لقب (مجدد الاسلام) إذ قال " قلة قليلة من مجددي الاسلام في هذا العصر الذين طرحوا الاسلام كبديل عالمي. والامام الخميني رحمه الله يعتبر من هؤلاء " (مجلة الشهاب الاخوانية عدد 2 شوال 1412).
عصام العريان :
 عصام العريان لجريدة الشرق الأوسط :”إنَّ جماعة الإخوان المسلمين أيدت الثورة الإسلامية في إيران منذ اندلاعها عام 1979 لأنها قامت ضد نظام حكم الشاه رضا بهلوي الذي كان منحازًا للعدو الصهيوني”.
 
اتحاد الطلبة في جامعة الكويت -الإخوان المسلمون:
 مقال في مجلة (الاتحاد) العدد الرابع :
 (الثورة الإيرانية في مواجهة الإمبريالية الأمريكية: إن على شعوب العالم الثالث وبالأخص الشعوب الإسلامية واجب الوقوف مع الثورة في جمهورية إيران الإسلامية في مواجهتها مع الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة العالم الغربي).(ولهذا نؤكد أن الوقوف مع جمهورية إيران الإسلامية بداية التحرر من الاستعمار الأمريكي في أثوابه الجديدة): (نطالب الحكومة بالاستعداد رسمياً وشعبياً للوقوف بجانب إيران في حالة تعرضها لحصار اقتصادي أو غزو عسكري، فإن انتصار إيران هو انتصار للكويت وانهزامها هو انهزام للكويت)

 
الثورة الإيرانية في الميزان" كان عنوان افتتاحية مجلة "المجتمع"
 
- - وقد كتبها إسماعيل الشطي، أحد رموز الإخوان ورئيس تحرير المجتمع قال فيها: " وبما أن الشيعة الإمامية من الأمة المسلمة و الملة المحمدية فمناصرتهم وتأييدهم واجب إن كان عدوهم الخارجي من الأمم الكافرة والملل الجاهلية .. فالشيعة الإمامية ترفع لواء الأمة الإسلامية و الشاة يرفع لواء المجوسية المبطن بالحقد النصراني اليهودي.. فليس من الحق أن يؤيد لواء المجوسية النصرانية اليهودية ويترك لواء الأمة الإسلامية". ثم يقول الشطي أيضاً في مقاله:" ويرى هذا الصوت أن محاولة تأسيس مؤسسات إسلامية في إيران تجربة تستحق الرصد كما تستحق التأييد لأنها ستكون رصيداً لأي دولة إسلامية تقوم في المنطقة إن شاء الله.. وما ذلك على الله ببعيد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..