الثلاثاء، 10 أبريل 2018

ما الفرق بين كي و لكي وأيّهما أفصح ؟!

         "لكي" : اللام تعليلية و "كي" مصدرية ناصبة لما بعدها ، كما في قوله تعالى : (لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ) ، وقولك : جئتك لكي أتعلم ، فمعناها :
جئتك للتعلمِ ، بتأويل : "كي" وما دخلت عليه بمصدر مجرور بلام التعليل ، وهذا أولى من جعل "كي" تعليلية هي الأخرى ، لئلا يجتمع معللان متتاليان : اللام وكي وهذا مبني على قاعدة كثيرا ما يذكرها الأصوليون في ثنايا بحوثهم ملخصها : أنه إذا دار الكلام بين التأسيس والتوكيد فحمله على التأسيس أولى . أي إذا احتمل الكلام معنى جديدا غير مذكور ومعنى مؤَكِدا لمعنى مذكور ، فحمله على الجديد أولى ، زيادةً في الفائدة ، فهنا إن قلت بأنها مصدرية ، فقد أفادت معنى جديدا غير معنى التعليل في اللام ، وإن قلت بأنها تعليلية ، لم تفد إلا توكيد معنى التعليل الذي أفادته اللام قبلها ، فحملها على المصدرية أولى ، لأن الأصل في الألفاظ أن تساق لإفادة معان جديدة تثري الكلام لا لمجرد توكيد ما سبق .

     وهذا ما رجحه الشيخ محمد محيي الدين ، رحمه الله ، في حاشيته على شرح شذور الذهب لابن هشام رحمه الله .
ومن جهة أخرى يمكن أن يقال بأن الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى فــ : "لكي" زائدة في المبنى على "كي" ، فتفيد زيادة في المعنى ، وهذه ، أيضا ، قاعدة شهيرة يفزع إليها في مثل هذه المواضع التي تقع فيها الزيادات اللفظية التي تفيد معان جديدة ، وأشهرها حروف الصلة كــ : "من" الزائدة على سبيل المثال التي تفيد التنصيص على العموم في نحو قوله تعالى : (أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ) ، فهي زائدة للتنصيص على عموم النكرة : "بشير" التي جاءت في سياق النفي : "ما" ، فأفادت العموم ابتداء ، ثم زيد في المبنى بذكر "من" ، التي زادتها عموما على عموم ، فصارت زيادتها في اللفظ زيادة في المعنى .

وأما : "كي" فهي : تعليلية ، ولذا لزم تقدير ناصب للفعل بعدها ، وهو "أن" المضمرة في نحو قوله تعالى : (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ) ، لأن الحرف التعليلي لا يدخل على الفعل مباشرة ، وإنما يدخل على المصدر المؤول من "أن" المضمرة بعده ، والفعل بعدها ، ليجره ، فتقدير الكلام : لقرارِ عينها ، ولما كان عمل "كي" في هذا الموضع : الجر ، لزم تقدير "أن" مضمرة بعدها ، لأن الفعل لا يجر ، فاجْتُنِب ذلك بدخول "أن" الناصبة التي محضت الفعل بعدها للاسمية ، ولا إشكال في جر الاسم باللام أو أي جار آخر .

وقد يقال بأنها : مصدرية ، كما هي في "لكي" ، وفي هذه الحالة : يقال بأن المقدر هنا هو لام التعليل الجارة .

ووجه آخر قد يرجح "لكي" على "كي" وهو : أنه لا تقدير في "لكي" ، بينما يلزم ذلك في "كي" إما بلام قبلها أو "أن" بعدها على التفصيل المتقدم ، والأصل في الكلام : عدم التقدير .


*****
فالخلاصة : أنه لا يجوز في : "لكي" إلا وجه واحد : لام تعليل فــ : "كي" مصدرية .
بينما يجوز في "كي" وجهان :
لام تعليل مقدرة فــ "كي" مصدرية مذكورة .
أو : "كي" تعليلية فــ "أن" مصدرية مقدرة .*****

والله أعلى وأعلم .
المصدر : شبكة الفصيح
-


إضافة :


ما هي دلالة التعليل بـ ( كي) في قوله تعالى (كي تقرّ عينها ولا تحزن) وباللام في قوله تعالى (ولتعلم)؟

ما الفرق بين اللام و كي في القرآن الكريم؟ وهل التعليل بهما متطابق؟

قال تعالى:
﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى﴾ (طـه: 40).

وقال تعالى:  ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (القصص:13)

ما الفرق بين اللام و كي في القرآن الكريم؟ وهل التعليل بهما متطابق؟
التعليل بكي واللام
قد يرد سؤال على الذهن يحتاج إلى إمعان نظر وهو:
ما الفرق بين اللام وكي؟ وهل التعليل بهما متطابق؟
الحقيقة أنه لا يبدو هناك فرق واضح بينهما في التعليل، فهما متقاربان جدا،   غير أن الذي يبدو أن الأصل في (كي) أن تستعمل لبيان الغرض الحقيقي،  واللام تستعمل له ولغيره، فاللام أوسع استعمالا من (كي)، وهذا ما نراه في  الاستعمال القرآني.  والظاهر من الاستعمال القرآني أن (كي) تستعمل للغرض المؤكد والمطلوب  الأول، يدل على ذلك قوله تعالى:"فرددناه إلى أمه كي تقر عينها و   لا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق"
(القصص :13)   فقد جعل التعليل الأول بـ (كي) "كي تقر عينها" والثاني باللام " ولتعلم أن  وعد الله حق" والأول هو المطلوب الأول، والمقصود الذي تلح عليه الأم بدليل اقتصاره عليه في آية طه، قال تعالى:  ﴿فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن﴾  فالمطلوب الأول للأم هو رد ابنها إليها في الحال، أما جعله نبيا مرسلا، وهو ما يشير إليه قوله تعالى: (ولتعلم أن وعد الله حق) فهو غرض بعيد، إذ هي محترقة لرد ابنها الرضيع إليها وهذا غرض كل أم سُلب منها ابنها، أعني أن يعاد إليها أولا، سواء كانت الأم مؤمنة، أم كافرة، بل هو مطلوب للأمهات من الحيوان، ولذا عللها في الموطنين بـ (كي) ولم يعلله باللام.
ثم إن أم موسى تعلم أن وعد الله حق لا يتخلف، وقد وعدها ربها بأنه سيرده إليها  ويجعله من المرسلين: "إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين"

فقوله تعالى: "ولتعلم أن وعد الله حق" معناه الاطمئنان، لا مجرد العلم، ولو قال: (كي تعلم أن وعد الله حق) لكان المعنى أنها تجهل أن وعد الله حق،     وأنه رده إليها لتعلم هذا الأمر ونظير هذا قوله تعالى:
﴿وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها﴾ (الكهف:21 ) ،
وهذا في أصحاب الكهف وهم يعلمون أن وعد الله حق ولا شك، وكيف لا وهم  فارقوا قومهم لإيمانهم بالله تعالى؟ فلو قال (كي يعلموا) لكان المعنى أن هذا هو الغرض الحقيقي وقد كانوا يجهلون ذاك وأما قوله "كي تقر عينها ولا تحزن"   ..فهذا غرض حقيقي لا يتحقق إلا برد طفلها إليها .

يتبين مما مر أن (كي) تستعمل للغرض الحقيقي، أما اللام فهي أوسع استعمالا منها،

وأن الجمع بينهما يفيد التوكيد والله أعلم
د.فاضل السامرائي

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..