🔸-الحمدُ لله وحده والصلاةُ والسلامُ على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:
فقد سألني غير واحد من الأفاضل عن الوقت للحقيقي لصلاة الفجر ، وهل تقاويم الصلاة منضطبة أم لا؟
فأقول مستعيناً بالله عزوجل:
هذه الشبهة قديمة وليست حديثة ، قالها أحد المشايخ قديماً من أكثر من أربعين سنة وأفتى ببطلان صلاة من صلى الفجر على التقويم!
كما حدثنا بذلك شيخنا العالم الفلكي صالح العجيري ، قال العجيري: لما أثيرت هذه الشبهة راسلت عدة مراصد فلكية معتمدة في العالم الإسلامي منها مرصد في دبي ومرصد في السعودية ومرصد في مصر واتفقت هذه المراصد على أن وقت الفجر منضبط تماماً وفق ما هو مدون في التقاويم وليس فيه تقديم ولا تأخير.اهـ
وأثيرت أيضاً هذه المسألة في عهد سماحة العلامة ابن باز وأمر رحمه الله بتشكيل لجنتين تتأكد من وقت الفجر ، وجاء الرد أن التقويم منضبط ، وهذا سمعته من شيخنا العلامة صالح الفوزان.
فالتوقيت منضبط ولله الحمد حسب ما جاء في تقارير اللجان الشرعية والفلكية ، وهذا الإشكال الذي يثار الآن ، سببه عدم معرفة وقت الفجر الحقيقي عند من أثار هذه المسألة.
النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن الفجر فجران كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه الذي رواه الحاكم في المستدرك(٦٤٣)وصححه
ووضع عليه الصلاة والسلام علامات لهذين الفجرين ، كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام ، وأما الذي يذهب مستطيلاً في الأفق فأنه يحل الصلاة ويحرم الطعام)رواه الحاكم في المستدرك(٦٨٩)والبيهقي في السنن(١٦٤٢)وصححه الألباني في صحيح الجامع(٤٢٧٨)
وفي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (لا يغرنكم من سحوركم آذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل حتى يستطير هكذا)وحكاه حماد بيديه يعني معترضاً. رواه البيهقي في السنن(١/٣٨٠)
فالفجر الكاذب أشبه بدخان أبيض مختلط بزرقة مرتفع في الأفق كذنب الذئب يخرج من جهة المشرق تحيط به النجوم اللامعة والخافتة من كل مكان ثم تعقبه ظلمه ، وأما الفجر الصادق فهو نور ممتد من جهة الشمال إلى الجنوب كأنه خيط تختفي معه النجوم الخافتة وتبقى اللامعة.
والفترة الزمنية بين الفجرين هي (٢٠) دقيقة ، في الشتاء والصيف ، وهي بقدر أن ينزل بلال ويصعد ابن مكتوم رضي الله عنهم كما في حديث القاسم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)قال: ولم يكن بينهما إلا قدر ما ينزل هذا ويرقى هذا. رواه ابن خزيمة في صحيحة(١٩٣٢)
فالفترة الزمنية بين الفجرين هي(٢٠)دقيقة ، وليس كما يقوله البعض أنها من (٣٥)إلى (٤٠)دقيقة ، هذا غير دقيق وهو قريب الإسفار
، لأن الإسفار يبدأ بعد الفجر الصادق بنصف ساعة ، فإذا قلنا أن الفترة الزمنية بين الفجرين من(٣٥)إلى(٤٠)دقيقة ، يكون وقت الفجر عندهم قبيل الإسفار ، والإقامة إذا أسفر جداً ، وهذا ينافي حديث
عائشة رضي الله عنها كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله عليه الصلاة والسلام صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس)رواه البخاري(٥٧٨)ومسلم(٦٤٥)والغلس الظلمة.
وأحياناً كان عليه الصلاة والسلام يطيل القراءة في الفجر فينصرف الرجل وقد عرف جليسه ، كما في حديث أبي برزة رضي الله عنه الذي رواه البخاري(٧٧١)ومسلم(٤٦١)
فالنبي عليه الصلاة والسلام أحياناً كان يطيل القراءة في صلاة الفجر إلى الإسفار ، لذلك استحب جماهير أهل العلم إطالة القراءة في صلاة الفجر.
عموماً: على من يثير هذه الشبهة بين الناس أن يتقي الله عزوجل ولا يُلبس على المسلمين ويشككهم في صلاتهم ، لأن دعواه مبينة على الوهم كما قال لي العالم الفلكي العجيري.
والله أعلم.
🔶-كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية
- [ ]
مواضيع مشابهة - أو- ذات صلة :
فقد سألني غير واحد من الأفاضل عن الوقت للحقيقي لصلاة الفجر ، وهل تقاويم الصلاة منضطبة أم لا؟
فأقول مستعيناً بالله عزوجل:
هذه الشبهة قديمة وليست حديثة ، قالها أحد المشايخ قديماً من أكثر من أربعين سنة وأفتى ببطلان صلاة من صلى الفجر على التقويم!
كما حدثنا بذلك شيخنا العالم الفلكي صالح العجيري ، قال العجيري: لما أثيرت هذه الشبهة راسلت عدة مراصد فلكية معتمدة في العالم الإسلامي منها مرصد في دبي ومرصد في السعودية ومرصد في مصر واتفقت هذه المراصد على أن وقت الفجر منضبط تماماً وفق ما هو مدون في التقاويم وليس فيه تقديم ولا تأخير.اهـ
وأثيرت أيضاً هذه المسألة في عهد سماحة العلامة ابن باز وأمر رحمه الله بتشكيل لجنتين تتأكد من وقت الفجر ، وجاء الرد أن التقويم منضبط ، وهذا سمعته من شيخنا العلامة صالح الفوزان.
فالتوقيت منضبط ولله الحمد حسب ما جاء في تقارير اللجان الشرعية والفلكية ، وهذا الإشكال الذي يثار الآن ، سببه عدم معرفة وقت الفجر الحقيقي عند من أثار هذه المسألة.
النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن الفجر فجران كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه الذي رواه الحاكم في المستدرك(٦٤٣)وصححه
ووضع عليه الصلاة والسلام علامات لهذين الفجرين ، كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام ، وأما الذي يذهب مستطيلاً في الأفق فأنه يحل الصلاة ويحرم الطعام)رواه الحاكم في المستدرك(٦٨٩)والبيهقي في السنن(١٦٤٢)وصححه الألباني في صحيح الجامع(٤٢٧٨)
وفي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (لا يغرنكم من سحوركم آذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل حتى يستطير هكذا)وحكاه حماد بيديه يعني معترضاً. رواه البيهقي في السنن(١/٣٨٠)
فالفجر الكاذب أشبه بدخان أبيض مختلط بزرقة مرتفع في الأفق كذنب الذئب يخرج من جهة المشرق تحيط به النجوم اللامعة والخافتة من كل مكان ثم تعقبه ظلمه ، وأما الفجر الصادق فهو نور ممتد من جهة الشمال إلى الجنوب كأنه خيط تختفي معه النجوم الخافتة وتبقى اللامعة.
والفترة الزمنية بين الفجرين هي (٢٠) دقيقة ، في الشتاء والصيف ، وهي بقدر أن ينزل بلال ويصعد ابن مكتوم رضي الله عنهم كما في حديث القاسم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)قال: ولم يكن بينهما إلا قدر ما ينزل هذا ويرقى هذا. رواه ابن خزيمة في صحيحة(١٩٣٢)
فالفترة الزمنية بين الفجرين هي(٢٠)دقيقة ، وليس كما يقوله البعض أنها من (٣٥)إلى (٤٠)دقيقة ، هذا غير دقيق وهو قريب الإسفار
، لأن الإسفار يبدأ بعد الفجر الصادق بنصف ساعة ، فإذا قلنا أن الفترة الزمنية بين الفجرين من(٣٥)إلى(٤٠)دقيقة ، يكون وقت الفجر عندهم قبيل الإسفار ، والإقامة إذا أسفر جداً ، وهذا ينافي حديث
عائشة رضي الله عنها كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله عليه الصلاة والسلام صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس)رواه البخاري(٥٧٨)ومسلم(٦٤٥)والغلس الظلمة.
وأحياناً كان عليه الصلاة والسلام يطيل القراءة في الفجر فينصرف الرجل وقد عرف جليسه ، كما في حديث أبي برزة رضي الله عنه الذي رواه البخاري(٧٧١)ومسلم(٤٦١)
فالنبي عليه الصلاة والسلام أحياناً كان يطيل القراءة في صلاة الفجر إلى الإسفار ، لذلك استحب جماهير أهل العلم إطالة القراءة في صلاة الفجر.
عموماً: على من يثير هذه الشبهة بين الناس أن يتقي الله عزوجل ولا يُلبس على المسلمين ويشككهم في صلاتهم ، لأن دعواه مبينة على الوهم كما قال لي العالم الفلكي العجيري.
والله أعلم.
🔶-كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية
- [ ]
مواضيع مشابهة - أو- ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..