الجمعة، 11 مايو 2018

بروفيسور الحساسية والمناعة كان محوراً لواحدة من أكبر الفضائح العلمية خلال العقود الماضية!

     د.رانجيت شاندرا بروفيسور الحساسية والمناعة كان محوراً لواحدة من أكبر الفضائح العلمية خلال العقود الماضية! سأتحدث اليوم عن بعض التفاصيل الغريبة في هذه الفضيحة
وكيف تسترت جامعته العريقة عليه مع علمها بفبركته للأبحاث!   
 
د.شاندرا هو كندي الجنسية من مواليد الهند وكان بروفيسوراً في جامعة ميموريال الكندية. حصل د.شاندرا على الوسام الوطني الكندي لإسهاماته المتعددة في المجال الطبي البحثي!

في أواخر القرن الماضي، قامت الشركة المنتجة لحليب سيميلاك للأطفال بالطلب من د.شاندرا عمل بحث لمعرفة إذا كان بإمكان النوع الجديد من الحليب منع ظهور أمراض الحساسية لدى الأطفال الذين يوجد لديهم تاريخ عائلي بأمراض الحساسية!

تم توكيل الممرضة مارلين هارفي بجمع بيانات الأطفال الذين لديهم قابلية للحساسية حتى يتم تجربة الحليب عليهم. كانت المهمة صعبة جدا لقلة عدد سكان المدينة الكندية التي يقطنها د.شاندرا فبالتالي قلة عدد الأطفال الذين تنطبق عليهم شروط البحث.

في نفس تلك الفترة قامت شركة نستله وشركة أخرى بالطلب من د.شاندرا بعمل بحث مشابه لمعرفة ما إذا كانت منتجاتهم تمنع ظهور الحساسية لدى الأطفال!

بعد فترة وجيزة تفاجأت مارلين بقيام د.شاندرا بنشر عدة أبحاث عن أنواع الحليب المختلفة وكان إجمالي الأطفال الذي إدعى أنه قام بإجراء البحوث عليهم حوالي ٧٠٠ طفل والأدهى والأمر أنه قام بكتابة كلمة شكر في أحد الأبحاث موجهة لمارلين لجهدها في تجميع المرضى!

كانت مارلين موقنة بعدم صحة هذه الأبحاث فهي لم تستطيع تجميع إلا عدد قليل من الأطفال الذين لم يتم إجراء أي من خطوات البحث عليهم بعد. ترددت مارلين في إبلاغ الجامعة لمعرفتها بنفوذ د.شاندرا في الجامعة الذي يُعتبر نجم الجامعة الأول لذا قررت مارلين كتمان الموضوع!

بعد عدة سنوات تفاجأت مارلين مُجدداً بقراءتها لملخص بحث إلحاقي-لم يتم نشره رسمياً حينها- يدّعي فيه د.شاندرا بمتابعة حالة الأطفال الذين تناولوا الحليب قبل ٥ سنوات!!

هنا قررت مارلين برفع شكوى ضد د.شاندرا لدى الجامعة. قامت الجامعة بفتح تحقيق سري تم كشف تفاصيله بعد حوالي ١٠ سنوات حيث رأت لجنة التحقيق أن الأبحاث مثار الجدل هي أبحاث مفبركة ولا أساس لها من الصحة ومع هذا لم تقم الجامعة بأي اجراء تجاه د.شاندرا خاصة بعد تهديده لهم بمقاضاة الجامعة!

بعد ذلك قام د.شاندرا بمحاولة لنشر البحث الإلحاقي في أحد المجلات الطبية والتي راسلت الجامعة للتحقق من صحة البحث وكان رد الجامعة مُبهماً حيث قالت "لا يوجد "أدلة كافية" تثبت عدم صحة البحث" مع هذا قررت المجلة العلمية نشر البحث على صفحاتها!

بعد عدة سنوات قام "بتأليف" بحث آخر وإرساله للمجلة الطبية البريطانية BMJ لنشره. شككت المجلة بصحة البحث لدرجة أن أحد المحللين الإحصائين بها ذكر"أن البحث به جميع الأدلة التي تؤكد أن الدراسة مختلقة كُلياً" أرسلت المجلة لجامعة ميموريال مطالبة بالتحقيق لكن الجامعة-للأسف-لم تستجب لذلك!
 قام د.شاندرا بارسال البحث لمجلة اخرى والتي قامت بنشره. كان البحث يدعي أن مرضى الخرف الذين استخدموا الدواء متعدد الفيتامينات الذي اخترعه د.شاندرا قد عادت ذاكرتهم لوضعها الطبيعي بعد استخدامهم للدواء لمدة سنة! انتشر خبر البحث ووصل لصحيفة النيويورك تايمز مما وضع الأعين على د.شاندرا!

تلقى د.شاندرا هجوماً على نطاق واسع من الخبراء الذين شككوا بصحة بحثه. وفي محاولة لتأكيد مصداقيته قام بنشر بحث آخر عن نفس الدواء في مجلته الخاصة. المصيبة الأعظم أنه قام بنشر بحث آخر في نفس العدد عن نفس الدواء باسم شخص كشفت التحقيقات لاحقاً أنه لا وجود له في الأصل!

وصل الأمر إلى الجامعة التي طالبته بتقديم البيانات التي بنى عليها أبحاثه الأخيرة لكنه تعذر بضياعها وقرر تقديم استقالته فبالتالي قررت الجامعة -للمرة الثالثة- إقفال الملف والتكتم عن الموضوع. بعد استقالته استمر في عمل "الأبحاث" وإعطاء المحاضرات في أنحاء العالم والتسويق لدوائه الجديد!

انتقل د.شاندرا لسويسرا وقام بافتتاح العديد من الحسابات البنكية السويسرية التي يُعتقد بأنها إمتلأت بأموال المنح البحثية للأبحاث التي لم تقم أبداً!

انكشفت فضيحة د.شاندرا بعد الوثائقي الذي بثته هيئة الإذاعة الكندية في عام ٢٠٠٦ وأعقب ذلك سحب أبحاثه من المجلات العلمية وسحب الوسام الوطني الكندي. قام د.شاندرا بمقاضاة هيئة الإذاعة الكندية ولكنه فشل وحكم عليه بدفع مبلغ مالي كبير تعويضاً لهيئة الإذاعة.

قامت مارلين هارفي بمقاضاة جامعة ميموريال لأنها كانت سبباً في اعتقاد البعض أن اتهامات مارلين ليس لها أساس من الصحة!

في استجابة للفضيحة، قامت جامعة ميموريال بإنشاء جائزة مارلين هيرفي للأخلاقيات البحثية! وبذلك انتهت واحد من أكبر فضائح الأبحاث المفبركة في العصر الحديث! في الصورة مارلين بالرداء الأسود تقوم بتسليم جائزتها لعام ٢٠١٧! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..