الجمعة، 18 مايو 2018

لماذا لم يفتح السعوديون ملف الدوحة منذ وفاة الإمام المؤسس ؟!

    يعرف جميع المؤرخين ان الدوحة ، وأُم مسيعيد وجميع الأراضي المحيطة بها تابعة للدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة .
كذلك يُرجع كثيراً من المؤرخين الغربيين
صلابة قاعدة الدولة السعودية ، واستمرارها الذي يمتد الى اكثر من ٤٠٠ عام رغم كثرةأعدائها لأمرين :-
١/ ثبات سياسة هذه الدولة منذ مئات السنين على العدالة حتى مع الأعداء .
٢/ اعتمادها على مادة (السياسة الإسلامية) والتي تتبعها دول اوروبا نفسها من حيث (استخدام مبدأ المناورة وقت الضعف ، ومبدأ الصلابة وقت القوة) .
توفي الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى في ٩ نوفمبر ١٩٥٣ م وهو مؤسس الدولة السعودية الثالثة ، وأعظم دُهاة آل سعود سياسةً وتديناً وحكمةً وعفواً ، ومُوحد أركان هذه الدولة التي تضم قطر واجزاء أُخرى من غير قطر دون ان يكون هنالك اي اعتراف باستقلال قطر .
واستمر الإنجليز يحاولون انتزاع قطر من الدولة السعودية الثالثة حتى قُبيل وفاته .
وتحت الضغوط والمفاوضات أقر لهم الإمام عبدالعزيز بأنه يعترف بـ آل ثاني حُكاماً للدوحة تحت سيادة الدولة السعودية ما داموا ياتمرون بأمرة ويقيمون العدل ويحكمون بالكتاب والسنة .
الى هنا كانت وفاة الإمام رحمه الله .
وذُكر ذلك في عدة وثائق بريطانية ، واشار اليه ايضاً كِتاب (السعوديون والحل الإسلامي) وغيره .
واستمر الإنجليز بعد وفاته رحمه الله حتى تم لاحقاً الإعتراف السعودي (الذي يظهر انه تحت الضغوط الغربية) بإمارة قطر في الأُمم المتحدة ، والتي استقلت عام ١٩٧١ م
كانت قطر تتبع للدولة السعودية الأولى والثانية وايضاً الثالثة ، وكانت تمثل جزءً من اقليم الإحساء السعودي حتى عام ١٩١٣ م
الا ان اصرار الانجليز كان مستمراً على تحويل الشريط الساحلى للخليج العربي الى قطع من الكعك الصغيرة حتى يمكن التهامها بأي وقت .
واستمر ذلك وقتاً من الزمن مما جعل السعوديون يرضخون ( مؤقتاً ) بالاعتراف بقطر كإمارة وتعيين حدود بينهما عام ١٩٦٥ م بالضغط البريطاني ( لين يفرجها الله ) كما يقول المثل السعودي .
ومن الأسباب التي ارجعها الساسة البريطانيون آنذاك لإقتطاع قطر من الدولة السعودية هو فشلهم الفوز بامتياز التنقيب عن النفط بالسعودية ، وفوز الولايات المتحدة الأمريكية بذلك رغم الفرص الكثيرة التي منحها بن سعود للانجليز اللذين ترددوا كثيراً بالقبول معتقدين ان بن سعود سوف يستمر بتقديم العرض تلو الآخر عليهم حتى الوصول لدرجة المشاركة الكاملة بالنفط السعودي مع الإنجليز حتى آخر قطرة .
لكن الملك عبدالعزيز فاجأ الانجليز كعادته بسرية كاملة بموجبها قام بالتفاوض والدراسة والمشاورات ، ( والإستخارة ) التي كان يؤمن بها الملك عبدالعزيز كمبدأ اسلامي لا يعقبه إلا خيراً .
ووقع الاتفاق مع الامريكان بتاريخ ٢٩ مي ١٩٣٣م
وهذا اغضب الانجليز وجعلهم كما يقول الامام عبدالعزيز واصفاً شيئاً مما يعرفه رحمه الله عنهم في هذا الشأن :-
( حنا ماقصرنا ، التقصير حصل من الحكومة البريطانية وشركاتها ، من يوم انتهى الأمر قام بعض الموظفين الانجليز يقولون ان بن سعود قاومنا وفعل وترك ، والحقيقة انهم ندموا على اللي فاتهم ، وبيتوا الانتقام باقتطاع بعض الاراضي من دولتنا )
وكان الامام عبدالعزيز يشير بذلك الى اقتطاع الدوحة وام مسيعيد ، وواحة البريمي .
وبالفعل حدث ماتوقعه بن سعود حيث طلبت بريطانيا تخطيط الحدود عام ١٩٣٤م لاقتطاع تلك الاراضي .
وقد ذكر ذلك ذلك عدد من المصادر ايضاً منها الاستاذ أمين سعيد في حديث للامام عبدالعزيز مع السير اندرو رايان
كما تم ذكره ايضاً بالوثائق البريطانية بالوثيقة رقم (٧) من (٣٣) .
ومن الشواهد المؤرخة عندما طلب احد مشايخ قطر من احد مناديب (بن سعود) ان يخبره عن نقطة حدودية بين السعودية وقطر
لتكون معلماً لا يتجاوزه اهالي قطر ، فما كان من مندوب بن سعود الا ان اجاب شيخ قطر امام الملأ قائلاً
( كلنا نعرف وأنت أولنا ان حدود بن سعود لين خط رجلك اللي انت واقفٍ عليه )
اي انك تابعٌ للدولة السعودية .
اذاً لماذا لم يفتح السعوديون هذا الملف رغم حقوقهم التاريخة ...؟!
قد تكون السياسة السعودية اكثر دهاءً وحكمةً وخبثاً ودراية من الانجليز
فالانجليز يفتحون لكل دولة ملفاً حدودياً لتبقى تلك الدولة تلوكه وتجتره ، وتطلب من الإنجليز التدخل مرةً والمعونة مرةً ، والشهادة مرةً أُخرى بما لديها من وثائق ، وتعمل عليه طوال عشرات السنين فلا تلتفت لغيره ، ولا تبني ، ولا تنهض ، وتستمر بالدفع لهذه الجهة وتلك دون ان يصل اي من الأطراف الى حل .
لكن سياسة آل سعود تقول ( لا تُضيع وقتك ولا جهدك ولا مالك على امر سوف يسلبك اكثر مما قد يمنحك )
إجمع امرك ، واحزم قرارك ولا تتقدم الا وانت عارف لكل امرك
وان سألك أحد ( الى متى ...؟! )
فقل ( الين يفرجها الله )
ولا بد لكل أمرٍ مدفون أن ينجلي ، ولكل حقٍ ان يعود وما قضية القدس عنا ببعيد والتي هي اعز واثمن واطهر من اي حق تم سلبه حيث أمضى العرب حوالي ٧٠ عاماً يفاوضون ويستجدون ويطلبون من بريطانيا التدخل رغم انهم يعلمون ان بريطانيا هي التي سلبتهم فلسطين ، وهي التي منحتها لليهود ، وهي التي تفاوضهم مع اليهود ، ولازلنا نخوض بوحل القضية



عبدالكريم المهنا
المقال على صحيفة العرب الإلكترونية
وصحيفة جازان نيوز
نشر الحقيقة جهاد ليعلم الحق من كان جاهلاً به
انشروه
‏18 مايو‏، الساعة ‏01:37 ص‏ ·
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..