الأحد، 6 يناير 2019

بعد 100 عام

         بعد مئة عام من الآن ( 2118 م ) سنكون جميعاً مع أقاربنا وأصدقائنا تحت الأرض ، وسيكون مصيرنا الأبدي قد أصبح واضحاً جلياً أمام أعيننا ، و
سيسكن بيوتنا أناس غرباء ، وسيؤدي أعمالنا ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون ، لن يتذكروا شيئاً عنا ، فمن فينا يخطر أبو جده على باله ؟
سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس ، أسماؤنا وأشكالنا سيطويها النسيان ، فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا ، و بمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا ، كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مئة عام ،
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون ، ستطوى وتنقضي في طرفة عين ، وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال ، كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه ، فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا ، وزمننا الحقيقي في هذا الكون ، فهو أصغر مما نتصور ،
هناك بعد مئة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة ، وكم كانت أحلامنا بالاستزادة منها سخيفة ، وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات وخاصة الصدقات الجاريات ، وسيطلق بعضنا صرخات إستغاثة لا طائل منها كما في قوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُون َ)
وقوله تعالى : ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين َ)
وقوله تعالى : ( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )
طالما لا زال في العمر بقية ، فلنعتبر ونغيّر .
أسعد الله أوقاتكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..