الثلاثاء، 19 مارس 2019

استُروا أوجَاعَكم.

  ‏(إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا)
   قال بعض المفسرين: إنما أخفاه لأنه أحب إلى اللّه، كما قال قتادة في هذه الآية { إذ نادى ربه نداء خفيا} :
إن اللّه يعلم القلب التقيّ، ويسمع الصوت الخفيّ، وقال بعض السلف: قام من الليل عليه السلام وقد نام أصحابه،
فجعل يهتف بربه يقول خفية: يا رب يارب يا رب، فقال اللّه له: لبيك لبيك لبيك.
        ═════❁✿❁ ═════      
فزَكريّا في وصْفِ القُرآن .. لَم يَزِد على أن  ؛ { نادَى ربَّه نداءً خَفيّا } ..
همَس فيه بأرَقٍ ؛ خَبّأه في كلِّ سنوات عُمره .. { وكانَت امْرَأتي عاقِراً } !
لقدْ كان الهَمْس ليلاً .. في مكانٍ قَصيٍّ عن سَمعِ النّاس ، و فُضول النّاس ، وأسئلتهم  !
هَمْس بِحاجَتِه الفِطرية لِمن بيدهِ مَقاليد الأمر ، ومفاتيح الفرَج ! { فَهبْ لي من لدُنك وليّاً } ..
هَمَس بها لله وحده ؛ دون أن يَهتِك سِتر ما بينه و بين زوجِه .. بلْ قدّم في أول الدُّعاء ؛ ضَعفه ..
فهو الذي ؛ { وَهَن العَظم } منه { واشتَعل الرَّأسُ شَيبا } !
وهذهِ قمّة الرِّقي في العَلاقة الزوجيّة .. كأنّما يعتَذر عن زوجته ، ويَحمل العِبء عنها ..
ويستر عيبها !  ويَصف ضَعفه .. ويسأل ربّه مَخرجاً ؛ لا يَنقِض العَلاقة العَتيقة بين القلبين !
سَتَر زكريا النّقص .. فأتمّ الله له الأمر على أجملِ ما يكون .. إذْ جاءه يَحيى
{ بَرّاً بوالِديه } !
كلاهما .. فقدْ استحقّ الزَّوجان برّ الولد ؛ لبرٍّ خفيٍّ بينَهما !  وبثَّ الشّكوى لربِّه .. فجاءَته البُشرى ؛
{ لَم نَجعل له مِن قبلُ سَميّا } ! إذْ لا يَليق بموقِفه الذي ليْس له مثيل ؛
إلا طفلاً ليسَ له مَثيل !   الأنبياءُ مدرسةٌ في الحَياة .. 
والقُرآن ؛ هو وثيقةُ التَّعليم ..  وهو وثيقة الأدب الرفيع

═════ ❁✿❁ ═════                             

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..