يقول السائل:
هل يجوز لي وأنا مسلم أن أطلع على الإنجيل وأقرأ فيه من
باب الاطلاع فقط، وليس لأي غرض آخر؟ وهل الإيمان بالكتب السماوية يعني الإيمان
بأنها من عند الله أم نؤمن بما جاء فيها؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب :على كل مسلم أن يؤمن بها أنها من عند الله: التوراة والإنجيل والزبور، فيؤمن أن الله أنزل الكتب على الأنبياء، وأنزل عليهم صحفاً فيها الأمر والنهي، والوعظ والتذكير، والإخبار عن بعض الأمور الماضية، وعن أمور الجنة والنار، ونحو ذلك، لكن ليس له أن يستعملها؛ لأنها دخلها التحريف والتبديل والتغيير، فليس له أن يقتني التوراة أو الإنجيل أو الزبر أو يقرأ فيها؛ لأن في هذا خطراً؛ لأنه ربما كذب بحق أو صدق بباطل؛ لأن هذه الكتب قد حرفت وغيرت، وتدخلها من أولئك اليهود النصارى، وغيرهم التبديل والتحريف والتقديم والتأخير، وقد أغنانا الله عنها بكتابنا العظيم: القرآن الكريم.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في يد عمر شيئاً من التوراة فغضب، وقال: ((أفي شكٍ أنت يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي)) عليه الصلاة والسلام.
والمقصود: أننا ننصحك وننصح غيرك ألا تأخذوا منها شيئاً، لا من التوراة، ولا من الزبور، ولا من الإنجيل، ولا تقتنوا منها شيئاً، ولا تقرأوا فيها شيئاً، بل إذا وجد عندكم شيء فادفنوه أو حرِّقوه؛ لأن الحق الذي فيها قد جاء ما يغني عنه في كتاب الله القرآن، وما دخلها من التغيير والتبديل فهو منكر وباطل، فالواجب على المؤمن أن يتحرز من ذلك، وأن يحذر أن يطلع عليها، فربما صدق بباطل وربما كذب حقاً، فطريق السلامة منها إما بدفنها وإما بحرقها.
وقد يجوز للعالم البصير أن ينظر فيها للرد على خصوم الإسلام من اليهود والنصارى، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالتوراة لما أنكر الرجم اليهود حتى اطلع عليها عليه الصلاة والسلام، واعترفوا بعد ذلك.
فالمقصود: أن العلماء العارفين بالشريعة المحمدية قد يحتاجون إلى الاطلاع على التوراة أو الإنجيل أو الزبور لقصد إسلامي، كالرد على أعداء الله، ولبيان فضل القرآن وما فيه من الحق والهدى، أما العامة وأشباه العامة فليس لهم شيء من هذا، بل متى وُجد عندهم شيء من التوراة والإنجيل أو الزبور، فالواجب دفنها في محلٍ طيب أو إحراقها حتى لا يضل بها أحد.
المصدر
- ----------------------------
ما حكم القراءة في الإنجيل؟
منذ 2010-07-23
السؤال: ما حكم القراءة في الإنجيل؟
الإجابة: حكى بعض أهل العلم الإجماع على أنه لا يجوز للمؤمن أن يقرأ في كتب أهل الكتاب، التوراة والإنجيل، واستدل لذلك بما جاء من طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى مع عمر رضي الله عنه شيئاً من التوراة فغضب وقال: "لو أصبح موسى فيكم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم" وقد جاء هذا الخبر من طرق فيها مقال، قال الحافظ بن حجر بعد ذكره للطرق في فتح الباري (13/525): " وهذه جميع طرق هذا الحديث، وهي وإن لم يكن فيها ما يحتج به، لكن مجموعها يقتضي أن لها أصلا ً". وقد نص جماعة من أهل العلم من فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة على المنع وعدم الجواز استناداً إلى ذلك، وقد ناقش الحافظ ابن حجر ما ذكر من إجماع فقال (13/525): "إن ثبت الإجماع فلا كلام فيه وقد قيده -أي الإجماع على التحريم- بالاشتغال بكتابتها ونظرها، فإن أراد من يتشاغل بذلك دون غيره فلا يحصل المطلوب؛ لأنه يفهم أنه لو تشاغل بذلك مع تشاغله بغيره جاز، وإن أراد مطلق التشاغل فهو محل النظر" ثم انتهى رحمه الله إلى النتيجة التالية: "والذي يظهر أن كراهية ذلك للتنزيه لا للتحريم، والأولى في هذه المسألة التفرقة بين من لم يتمكن ويصر من الراسخين في الإيمان، فلا يجوز له النظر في شيء من ذلك، بخلاف الراسخ فيجوز له، ولا سيما عند الاحتياج إلى الرد على المخالف، ويدل لذلك نقل الأئمة قديماً وحديثاً من التوراة وإلزامهم اليهود بالتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم بما يستخرجونه من كتابهم، ولولا اعتقادهم جواز النظر فيه لما فعلوه، وتواردوا عليه "وهذا الذي ذكره رحمه الله تفصيل جيد، وخلاصته جواز النظر في كتب أهل الكتاب للحاجة أو المصلحة"، ويمكن أن يستدل لذلك بما رواه البخاري (3635) ومسلم (1699) من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما في قصة رجم اليهوديين اللذين زنيا "فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه اليهود بهما سألهم فقال: ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقالوا: نفضحهم ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم! إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال عبد الله بن سلام: ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم"، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقر مطالعة التوراة وقراءتها بين يديه للمصلحة، فدل هذا على الجواز، أما إذا لم تكن مصلحة ولا مضرة في المطالعة فإنه يُكره؛ لما جاء في خبر عمر من غضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله لا يلزم منه التحريم، بل قد يكون من فعل المكروه ومن فعل خلاف الأولى، كما ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (12/526)، ويمكن أن يستدل لذلك أيضاً بما رواه البخاري (4485) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم قولوا": {آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت:46]. أما إذا خشيت المضرة، فلا ريب في التحريم؛ لأن وسائل المحرم محرمة، والله تعالى أعلم. 20-8-1427هـ. المصدر:
موقع الشيخ خالد المصلح
رابط المادة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..