تعد الوثائق الرسمية وغير الرسمية مادة
علمية أساسية مهمة في كتابة التاريخ. وتعول الأمم كثيراً على جمع وثائقها
وحفظها وإتاحتها أمام أبنائها الراغبين في دراسة تاريخ وطنهم.
من هنا كان
حرص مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، التي تحظى بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملــك عبد الـله بـن عـبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على اقتناء الوثائق والكتب النادرة خاصة ما يتعلق بتاريخ الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وتاريخ المملكة العربية السعودية وتخصيص جناح لها في المكتبة.
المصدر
-
.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
من هنا كان
حرص مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، التي تحظى بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملــك عبد الـله بـن عـبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على اقتناء الوثائق والكتب النادرة خاصة ما يتعلق بتاريخ الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وتاريخ المملكة العربية السعودية وتخصيص جناح لها في المكتبة.
1ــ مجموعة وثائق جورج رنتس: (باللغة
الإنجليزية والفرنسية والعربية) تغطي الفترة من عام 1930م إلى عام 1960م،
وقد كان جورج رنتس رئيساً لمركز الأبحاث والترجمة لدى شركة أرامكو، ومن
كبار المهتمين بالأنشطة البحثية والعلمية، وله علاقات واسعة جداً مع كثير
من فئات المجتمع ومؤسساته ومثقفيه، داخلياً وخارجياً، وله اهتمام خاص ومميز
بكل شئون الجزير العربية. وحيث كان أستاذاً جامعيًا، فلديه العديد من
المؤلفات والمشاركات في كتابة موضوعات في الموسوعات وخاصة الموسوعة
الإسلامية (Islamic Encyclopedia) وحضَّر رسالة الدكتوراه عن حياة الشيخ
محمد بن عبدالوهاب وحركته الإسلامية. ولا يفوتنا أن نشير إلى أنه عاصر
أحداث هامة، سواء في سورية أو مصر قبل استقراره في جزيرة العرب. وكان يجيد
اللغة العربية تحدثاً وكتابة، وعومل مستشارًا وخبيرًا وفاحصًا علميًا لشئون
الجزيرة العربية، من قبل بلده، ودور النشر الامريكية، والباحثين المهتمين
بهذه المنطقة في ذلك الوقت، كما تدل على ذلك الوثائق التي كانت بحوزته.
تشتمل مجموعة وثائق جورج رنتس على مجموعة
ضخمة من الوثائق الشخصية والرسمية، والدراسات والأبحاث، والمقالات
والقصاصات الصحفية، والمذكرات والتقارير، وأغلبها له صلة وثيقة بتاريخ
المملكة العربية السعودية والخليج العربي بشكل خاص، والشرق الأوسط والإسلام
بشكل عام، وتتدرج الوثائق في أهميتها، حيث إن بعضها يمتاز بندرته وسريته.
إن السمة الغالبة على معظم تلك الوثائق هي قيمتها العلمية والتاريخية،
ونذكر على سبيل المثال:
ــ وثائق أقوال الصحف المصرية العربية والإنجليزية عن زيارة الملك عبدالعزيز لمصر.
ــ وثائق أقوال الصحف الأمريكية عن زيارة الملك سعود للولايات المتحدة الأمريكية.
ــ وثائق متعلقة بواحة البريمي وأحداثها
والمكاتبات التي دارت بشأنها بين المملكة المتحدة والمملكة العربية
السعودية وسلطنة مسقط وعمان.
ــ وثائق عن اتفاقيات النفط بين المملكة وبعض الشركات الامريكية.
ــ وثائق أقوال الصحف البريطانية المتعلقة
بالحرب التي دارت بين القوات البريطانية وقوات سلطان مسقط وعمان ، ضد قوات
إمام عمان، وانعكاس هذه الحرب على المنطقة وموقف الدولة السعودية والملك
سعود منها.
2ــ مجموعة وثائق عبدالرحمن عزام
:(باللغة العربية والإنجليزية) وتغطي الفترة من عام 1925 إلى عام 1960م ،
وقد كان عبدالرحمن عزام عضواً في أول برلمان مصري عام 1924م ، وكان له
أدوار بارزة في رحلاته الخارجية إلى دول عديدة، وفي عام 1936م عين وزيراً
مفوضاً لمصر في العراق وإيران والسعودية. واشترك في المؤتمرات الدولية
الخاصة بفلسطين في لندن ، ثم عين وزيراً للأوقاف ووزيراً للشؤن الاجتماعية
في مصر وقائداً للقوات المرابطة. وفي عام 1944م عين مساعداً لوزير الخارجية
للشئون العربية. وفي 22 مارس 1945م تولى منصب أول أمين عام لجامعة الدول
العربية، واستمر فيه حتى 12 سبتمبر 1952م، وتابع نشاطه السياسي كمستشار
سياسي للمملكة العربية السعودية ووكيلاً لها في قضية البريمي.
وغلب على هذه الوثائق معالجتها للموضوعات
المتعلقة بالجامعة العربية، من حيث نشأتها والمواثيق التي قامت عليها، وفي
دور الجامعة في محاولة إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وتفعيل الدور العربي ،
وحصول بعض الدول على الاستقلال، بتحررها من الاحتلال، في سوريا ولبنان
وليبيا . ودور الأمين العام للجامعة الذي بذله في ذلك الوقت، للحصول على
موافقة الدول العربية على بروتوكول الجامعة ، ومنها المملكة العربية
السعودية ومقابلته لجلالة الملك عبدالعزيز . ومن الوثائق المهمة نذكر:
- مقابلة عبدالرحمن عزام لجلالة الملك
عبدالعزيز، ومناقشة وحوار حول صيغة البروتوكول الخاص بقيام جامعة الدول
العربية، وتوحيد الصف العربي.(أ/1/52).
ــ المحادثات التي دارت بين الملك
عبدالعزيز والرئيس الأمريكي زوزفلت في 14/2/1945م حول القضية الفلسطينية
والصراع العربي ــ الإسرائيلي. والوثيقة عبارة عن مفكرة لتلك المحادثات
(أ/1/100).
3ــ مجموعة وثائق حمزة أبو بكر :(باللغة
الفرنسية والعربية) وتغطى الفترة من عام 1920م إلى عام 1980م ، وقد كان
لحمزة أبو بكر دور كبير في الإذاعة الجزائرية خلال الحرب العالمية الثانية
،وفي الحياة السياسية الفرنسية، وفي المجلس النيابي، والمجالس الاستشارية
الفرنسية ، وظل أكثر من عشرين عاماً إماماً لمسجد باريس، وعميد المعهد
الإسلامي فيه، وعضوًا في أكثر من مجلس إسلامي. كما له نشاط كبير في الدعوة
الإسلامية وصلات مع أغلب الجمعيات الإسلامية في دول غربية كثيرة ، كذلك له
مؤلفات وأبحاث ومحاضرات ودراسات قيمة .
وتحتوي مجموعة وثائق حمزة أبو بكر على
كمية كبيرة من المراسلات الشخصية والاجتماعية الخاصة بمسجد باريس والمعهد
الإسلامي التابع له، والعلاقات مع الدولة الفرنسية وأجهزتها، والوزارات
والصحف وكبار رجال الدولة، والشخصيات الدينية والسياسية، وكذلك سفارات
الدول العربية والأجنبية، ومفكرين وباحثين، والعلاقات مع جمعيات سياسية
ودينية، داخل فرنسا وفي الجزائر والمغرب وتونس ومصر والمملكة العربية
السعودية وإيران، ودول وسط وغرب افريقيا، وتحتوي تلك الوثائق على أبحاث
ودراسات من تأليفه، أو من مقتنياته ناتجة عن تماسه المباشر مع المجتمع
الاوروبي، حيث تعكس موضوعات ومشكلات وقضايا ووقائع مطروحة منذ أكثر من
خمسين عاماً وحتى يومنا الراهن. ونذكر منها على سبيل المثال، الموضوعات
المتعلقة بالحوار الإسلامي المسيحي، أو ما بين الشرق والغرب، أو حوار
الحضارات والتسامح الإسلامي، والعنف ومحاربته، وصورة الإسلام في الغرب،
وموضوع السامية والأديان ، كذلك هناك عدد كبير من الفتاوي، والاستشارات
الدينية، تعكس حقيقة المشكلات التي يواجهها المسلم في المجتمع المسيحي
الغربي، وارتباطها بتلك الفتاوي والاستشارات. ويهمنا هنا أن نعرض نماذج عن
كل ذلك ونخص بالذكر:
ــ فتاوي واستشارات قانونية تطال ذبح غير
المسلمين، وموضوعات الزواج والطلاق والإرث ومقابر المسلمين، وأمور طبية
كزراعة الأعضاء، والمفطرات من الأدوية، والمعاملات البنكية.
ــ دراسات وأبحاث وآراء، تعكس الرغبة في
الخروج من المشاكل الدولية، كمشكلة الشرق الأوسط، عبر طرح العودة للأصول
السامية والحوار بين ممثلي الأديان والتقريب بين الثقافات.
ــ مقتنيات تشتمل على وثائق من الحرب
العالمية الثانية: وهي مجموعة من المقالات المذاعة من إذاعة الجزائر، ضد
ألمانيا وهتلر ،وبيان من الجيش الامريكي إلى شعوب شمال افريقيا عام 1942م
يتطابق مع بيان الجيش الأمريكي الموجه إلى الشعب العراقي.
ــ وثائق عبارة عن مراسلات تعكس المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية إلى مسجد باريس وحجاج بيت الله الحرام .
4ــ مجموعة الوثائق البريطانية الخاصة
بالملك عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ (باللغة الإنجليزية) ،وتغطي
الفترة الممتدة من عام 1800م إلى عام 1953م ، وهي صور عن الوثائق الأصلية،
وتشكل أحد أهم مصادر تاريخ الجزيرة العربية، لما تحويه من مادة تاريخية
قيمة ،قل مثيلها في المصادر الأخرى. إن الأرشيف البريطاني ــ المعروف باسم
دار السجلات العامة ــ يحوي وثائق تم جمعها خلال عدة قرون، بواسطة الحكومات
البريطانية المتعاقبة توفر معلومات لا تقدر بثمن عن الجزيرة العربية وذلك
لندرة الوثائق المحلية. وقد قام بإصدار هذه الوثائق، مركز الدراسات
والوثائق التاريخية في لندن، الذي أنشأه نجدة فتحي صفوة والذي بحث عنها ثم
جمعها في مجلدات ، وأصدر سلسلة من المجلدات تحت عنوان (الجزيرة العربية في
الوثائق البريطانية) (الحجاز ونجد).
إن معظم هذه الوثائق تغطي فترة حكم الملك
عبدالعزيز، منذ استعادته لمدينة الرياض حتى وفاته، وتشتمل على مجموعة ضخمة
من تقارير السفارات والقنصليات والممثليات البريطانية ، وكذلك رسائل أمراء
وحكام المناطق المجاورة، مثل الكويت والبحرين. كما تشتمل على تقارير
الموظفين البريطانيين، الذين زاروا المنطقة، من أمثال توماس لورانس والسير
برسي كوكس. وكذلك شملت هذه الوثائق رسائل خاصة من قبل بعض التجار والزعماء
المحليين، الذي رغبوا في التقرب من الدولة البريطانية. إن اختلاف مصادر تلك
الوثائق تثري المادة التاريخية وتساعد على معرفة الكثير من التطورات
والأحداث التي شهدتها المنطقة، وعلى جهود الملك عبدالعزيز الداخلية
والخارجية، وموقفه من التدخل البريطاني، والقوى الكبرى في العالمين
الإسلامي والعربي. ونذكر على سبيل المثال:
ــ هناك صور أصلية من رسائل الملك عبدالعزيز إلى أمير البحرين تتناول معاملة تجار الاحساء ( 25653 /1913م).
ــ هناك وثيقة على شكل مذكرة من (118)
صفحة عام 1934م ، تتناول تاريخ الجزيرة العربية منذ قيام حركة الشيخ محمد
بن عبدالوهاب، بالاعتماد على التقارير البريطانية القديمة، والتي تعود إلى
ما ينيف على ثلاثة قرون ( PZ5620 /1934م).
5 ــ مجموعة وثائق خير الدين الزركلي :
(باللغة العربية) وتغطي الفترة من عام 1920م إلى 1975م ، وقد كان للزركلي
أدوار ثقافية وسياسية وتعليمية وصحفية، في بيروت ودمشق قبل استقراره في مكة
1921م. ثم قصد مصر، وعاصر الثورة السورية الكبرى عام 1925م، وحكم عليه
بالإعدام ،وذهب إلى القدس، ثم أصبح مستشاراً للمفوضية العربية السعودية
بمصر عام 1934م، وكان أحد المندوبين السعوديين في المداولات التمهيدية
لإنشاء جامعة الدول العربية، والتوقيع على ميثاقها. ولقد مثل السعودية في
عدة مؤتمرات دولية، وانتدب عام 1946م لإدارة وزارة الخارجية السعودية في
جدة، ثم عين وزيراً مفوضاً، ومندوباً دائماً للحكومة السعودية، لدى جامعة
الدول العربية عام 1951م، ثم عين سفيراً للمملكة في المغرب عام 1957م. وهو
من أعضاء المجمع العلمي بدمشق منذ عام 1930م ومجمع اللغة العربية بمصر عام
1946م والمجمع العلمي العراقي عام 1960م. وله مؤلفات كثيرة منها «شبه
الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز» (1970م) و«الوجيز في سيرة الملك
عبدالعزيز» (1972م).
تحتوي مجموعة وثائق الزركلي على عدد كبير
من الوثائق على شكل صور برقيات محلية، ومذكرات وحسابات ومعاريض، مقدمة إلى
الديوان الملكي، في عهد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود والملك
سعود بن عبدالعزيز والملك فيصل بن عبدالعزيز. وتظهر هذه الوثائق نوعية
المطالبات والمشكلات السائدة وكيفية التصرف حيالها، كما تحتوي هذه الوثائق
أيضًا على أوامر ملكية وتقارير سياسية، ومقترحات وآراء، وتقارير عن مطالعات
الصحف، والمقابلات الرسمية مع رؤساء الدول والوزراء، خصوصاً في مصر
واليونان والمغرب وسوريا ولبنان، وتأسيس جامعة الدول العربية. كذلك هناك
وثائق تتناول أمورًا ثقافية وفكرية وندوات ومؤتمرات ومراسلات شخصية ونخص
بالذكر:
ــ وثائق عن وقائع أحداث دارت على الحدود العراقية ــ السعودية، ومراسلات الملك عبدالعزيز لرؤساء القبائل، لتعزيز حفظ الأمن.
ــ وثيقة تقرير عن مقابلة خير الدين الزركلي لملك اليونان، موفداً من قبل الملك عبدالعزيز.
6ــ مجموعات متعددة من عدة مصادر خاصة
وعامة: تحوي وثائق عن الملك عبدالعزيز آل سعود، وعن القضية الفلسطينية
باللغة الإنجليزية والعربية، وعن هجانة الجيش السعودي، ومخطوطات من القرن
السابع عشر والثاني عشر الميلاديين.
وتشتمل أيضًا على عدد كبير من البرقيات:
بعضها مشفرة وهي موجهة من ديوان الملك عبدالعزيز عام 1349هـ، إلى وزير
المالية عبدالله السليمان، والشيخ أحمد الجابر الصباح، ومجموعة من أمراء
المناطق. وكذلك هناك برقيات صادرة عن إدارة برقيات المملكة الحجازية
والنجدية وملحقاتها، وهناك مجموعة من الوثائق تشتمل على قوائم بالمشتركين
في غزوة السبلة من عدة قبائل، ومراسلات من الملك عبدالعزيز إلى الحاج أمين
الحسيني، تطال الوضع الفلسطيني، والهجرة اليهودية ورأب الصدع والخلافات بين
المسلمين، وهناك وثائق تضمن قوائم بالقبائل والهجر، وبيانات متنوعة عنهم.
وتعد كل هذه الوثائق هامة جداً تاريخياً لتعلقها بتوحيد وبناء المملكة.
وتظهر أهمية هذه الوثائق من أهمية مالكيها الأصليين سواء لصفتهم الشخصية،
أو للدور الذي أنيط بهم، أو من أهمية الموضوعات أو الوقائع المدرجة في هذه
الوثائق. وتشتمل هذه المجموعات على تنوع كبير في الوثائق: فهناك البرقيات
والقوائم والبيانات والتقارير والمذكرات والمراسلات والشهادات والاستشارات
القانونية والسياسية والاقتصادية ومحاضر وعقود واستجوابات ومقالات تحليلية
متنوعة وقصاصات صحفية ونشرات ومذكرات ومحاضرات ودراسات وتراجم ومسودات
لإصدارات كتب، وكذلك مراسلات ودعوات شخصية. وكل هذه الوثائق مكتوبة إما بخط
اليد، أو على الآلة الكاتبة، أو مطبوعة .
المصدر
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..