*1)*"خاتمة الرئيس التركي طيب رجب أردوغان اقتربت، وسيحاكم الرجل من قبل شعبه، وسينتهي المطاف به للسجن".
كانت هذه قراءتي التي بُحت بها لصديق متابع.
ولربما صَدمت هذه الرؤية الاستشرافية الكثيرين، خصوصاً المتعاطفين من الإسلاميين معه، ولكنها قراءة وسيرورة التاريخ، الذي يحدّثنا بمصير المستكبرين والمعاندين والديكتاتوريين.
*2)* قرار أردوغان دخول الجيش التركي سوريا، واحتلاله للجزء الشمالي منها، مع اصطفاف معظم العالم ضده، وعناده وردوده على كل من اعترض عليه في ذلك، مع تردّي الاقتصاد التركي، وانهيار الليرة؛ دليلٌ على أن الرجل وصل لمرحلة تخبّط في القرارات، لم تكن الأولى بالتأكيد، ولن تكون الأخيرة، بل هي سلسلةٌ بدأت من بعد الانقلاب عليه.
*3)* أردوغان بدأ الحرب على شريحة كبيرة من الشعب التركي، هي تلك التي تتعاطف مع خصمه فتح الله غولن، وزج بالآلاف من أتباع الأخير في السجن، وقام بفصل الآلاف أيضاً من أساتذة الجامعات والمعلمين والضباط من وظائفهم، وأغلق مئات المدارس التابعة لغولن، بل سجن كل من رآه متعاطفا مع خصمه، بل وقام بتصفية بعض معارضيه بتهمة الانتماء للأخير.
*4)* داء الغرور هو بداية النهاية لكل حاكم، لأنه يعميه عن تبصّر طريقه بشكل صحيح. أردوغان عندما رأى شعبيته في أوجها بعد وقوف الشعب التركي معه ضد الانقلابيين؛ أصيب بهذا الداء، الذي يحدثنا التأريخ أنه اخترم زعماء بدأوا بشعبية كبيرة، وسيرة عادلة، وانتهى بهم المطاف لديكتاتوريين، وقد تلبّسهم داء الفرعونية: "لا أريكم إلا ما أرى".
*5)* لم يقف الأمر عند خسارة شعبيته عند كثيرين من الأتراك، فهاهم أقرب الناس له، عبدالله غول رئيس تركيا السابق، وأحمد داود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق، وعلي باباجان مهندس الاقتصاد الذي لمع نجم أردوغان بسببه؛ كلهم خرجوا نفوراً منه ومن استبداده بالرأي وعناده وغروره، وقالوا بانقلابه على مبادئ حزب العدالة وقيمه، وينوون تأسيس حزب جديد ينافسونه.
*6)* ولأن التأريخ يحدثنا بما سيفعل الديكتاتور عندما يفقد أقرب الناس منه؛ سترون قريباً أن أردوغان سيلفّق تهماً لرفاق الأمس هؤلاء، ويسجنهم، كي لا يُهزم أمامهم. أما إذا تركهم، لربما في الجولة الأولى لن يتمكنوا من هزيمته، بفعل جِدَة الحزب، ولكنهم يقيناً سيهزمونه شرّ هزيمة في الانتخابات التالية بعد أن يشتدّ عودهم، مع غرور الرجل وفرعونيته.
*7)* عناد أردوغان تبدّى بشكل جليّ في قضية الزميل جمال خاشقجي يرحمه الله، فلم يَطل هذا العنيد بلح الشام ولا عنب اليمن، وخرج من القضية خاسراً خائباً، وهو الذي كان بإمكانه انقاذ ليرته المتهاوية، واقتصاده المترنّح، ولكنه العناد للأسف الشديد.
ولا يقولن أحدٌ أن موقفه بسبب الانتصار للزميل الراحل خاشقجي يرحمه الله، بما كرّره في لقاءات إعلامية، وقال بأن جمال صديقه، فهذا أبعد ما يكون عن هذا البرغماتي المتقلّب، ولا يصدقه سوى السذج والبسطاء.
*8)* كنت أسأل بعض الأصدقاء الأتراك عن سبب عناده، وتركيا بمسيس الحاجة لنهوض اقتصادها، فقال لي أحدهم بكل صراحة بأنه يقبض من القطريين لنفسه وجيبه الخاص، كي يُبقى قضية خاشقجي حاضرة، وهذا لعمرو الله أسوأ خيانة يقوم بها رئيس مع بلده، ولذلك عندما تنبأت بأن الرجل سيُحاكم ويُسجن؛ لم أتنبأ من فراغ، فالحقائق وقتها ستكشف، ولن يتركه خصومه أبدا يفلت.
*9)* أردوغان وبكل بجاحة وصفاقة بَلعَ تأييده لنا –والشقيقة الحليفة الإمارات- في حربنا العادلة ضد الحوثيين في اليمن، لإيقاف التغلغل الصفوي الايراني في بلاد بلقيس، وقام بهجومه علينا علناً، بعد أن صرّحنا وجامعة الدول العربية بالموقف الذي يدين الاحتلال التركي لشمال سوريا؛ لأهمس لأولئك المغترّين به، أن المسألة وصلت إلى حدّ يجب فيه المفاصلة معه.
*10)* لا مجال أبدا أبدا للتعاطف مع أردوغان وتركيا، بل وحتى الحياد هنا يعتبر نوعاً من الخيانة الوطنية، وكتبتُ إبان شعبيته الجارفة قبل سنوات عديدة، بأن الرجل لن يكون أبداً سلطاناً عثمانياً –بما يحلم ويحلمون- لبراغماتيته ووصوليته، وكل ما يجيده هي الخطابات العاطفية التي تدقّ على أوتار التدين، لنراه بعد فترة يبلع كل ما قاله، ويعمل عكس ما دغدغ به عواطف البسطاء والعوام من الناس.
*11)* هل أحتاج تذكيركم بمقولاته ضد روسيا مثلا؟ تأملوا حاله اليوم، وقد بات الصديق الحميم لبوتين!! هل أذكركم بموقفه من اسرائيل؟ وهو الذي أطلق آلاف القذائف الكلامية ضدها، لنراه بعد ذلك صديقاً حميماً لها!!
ارتفعت التجارة لأبعد حدّ مع اسرائيل في عهده، وهناك أكثر من 60 رحلة جوية أسبوعياً إلى إسرائيل، وتنقل بين إسرائيل وتركيا أكثر من مليون مسافر سنوياً!! دعونا من الضحك على الذقون، فالرجل براغماتي بامتياز.
*12)* الاصطفاف الكامل خلف قيادتنا اليوم، والدعاء لخادم الحرمين وعضيده ولي عهده بسداد الرأي والفعل؛ هو الواجب علينا.
وليس مثل وطننا لنذود عنه بالقول والعمل، ففي مثل هذه الظروف لا مجال أبدا للحياد، بل الاصطفاف الكامل، سواء عرفنا خلفيات القرارات التي تتخذ أم لم نعرفها، ولاءً كاملاً وثقةً مطلقة بقيادتنا.
* 13)* أما أردوغان فسيرتدّ حاسراً، وستكون الحرب في سوريا، خنجراً بخاصرته، وسيتهاوى اقتصاده أكثر، وسيعرف أنه مستنقع ورّطه فيه الأمريكان والروس، وسينتهي الرجل، مع عناده وغروره وديكتاتوريته، إلى خسارٍ ووبالٍ وسجن.
ألا تتذكرون نجم الدين أربكان وقد حُبس بعد أن كان رئيساً؟!
إنها السياسة ولعبتها القذرة يا سادة !!
تغريدات: عبدالعزيز قاسم
اعلامي وكاتب صحفي
كانت هذه قراءتي التي بُحت بها لصديق متابع.
ولربما صَدمت هذه الرؤية الاستشرافية الكثيرين، خصوصاً المتعاطفين من الإسلاميين معه، ولكنها قراءة وسيرورة التاريخ، الذي يحدّثنا بمصير المستكبرين والمعاندين والديكتاتوريين.
*2)* قرار أردوغان دخول الجيش التركي سوريا، واحتلاله للجزء الشمالي منها، مع اصطفاف معظم العالم ضده، وعناده وردوده على كل من اعترض عليه في ذلك، مع تردّي الاقتصاد التركي، وانهيار الليرة؛ دليلٌ على أن الرجل وصل لمرحلة تخبّط في القرارات، لم تكن الأولى بالتأكيد، ولن تكون الأخيرة، بل هي سلسلةٌ بدأت من بعد الانقلاب عليه.
*3)* أردوغان بدأ الحرب على شريحة كبيرة من الشعب التركي، هي تلك التي تتعاطف مع خصمه فتح الله غولن، وزج بالآلاف من أتباع الأخير في السجن، وقام بفصل الآلاف أيضاً من أساتذة الجامعات والمعلمين والضباط من وظائفهم، وأغلق مئات المدارس التابعة لغولن، بل سجن كل من رآه متعاطفا مع خصمه، بل وقام بتصفية بعض معارضيه بتهمة الانتماء للأخير.
*4)* داء الغرور هو بداية النهاية لكل حاكم، لأنه يعميه عن تبصّر طريقه بشكل صحيح. أردوغان عندما رأى شعبيته في أوجها بعد وقوف الشعب التركي معه ضد الانقلابيين؛ أصيب بهذا الداء، الذي يحدثنا التأريخ أنه اخترم زعماء بدأوا بشعبية كبيرة، وسيرة عادلة، وانتهى بهم المطاف لديكتاتوريين، وقد تلبّسهم داء الفرعونية: "لا أريكم إلا ما أرى".
*5)* لم يقف الأمر عند خسارة شعبيته عند كثيرين من الأتراك، فهاهم أقرب الناس له، عبدالله غول رئيس تركيا السابق، وأحمد داود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق، وعلي باباجان مهندس الاقتصاد الذي لمع نجم أردوغان بسببه؛ كلهم خرجوا نفوراً منه ومن استبداده بالرأي وعناده وغروره، وقالوا بانقلابه على مبادئ حزب العدالة وقيمه، وينوون تأسيس حزب جديد ينافسونه.
*6)* ولأن التأريخ يحدثنا بما سيفعل الديكتاتور عندما يفقد أقرب الناس منه؛ سترون قريباً أن أردوغان سيلفّق تهماً لرفاق الأمس هؤلاء، ويسجنهم، كي لا يُهزم أمامهم. أما إذا تركهم، لربما في الجولة الأولى لن يتمكنوا من هزيمته، بفعل جِدَة الحزب، ولكنهم يقيناً سيهزمونه شرّ هزيمة في الانتخابات التالية بعد أن يشتدّ عودهم، مع غرور الرجل وفرعونيته.
*7)* عناد أردوغان تبدّى بشكل جليّ في قضية الزميل جمال خاشقجي يرحمه الله، فلم يَطل هذا العنيد بلح الشام ولا عنب اليمن، وخرج من القضية خاسراً خائباً، وهو الذي كان بإمكانه انقاذ ليرته المتهاوية، واقتصاده المترنّح، ولكنه العناد للأسف الشديد.
ولا يقولن أحدٌ أن موقفه بسبب الانتصار للزميل الراحل خاشقجي يرحمه الله، بما كرّره في لقاءات إعلامية، وقال بأن جمال صديقه، فهذا أبعد ما يكون عن هذا البرغماتي المتقلّب، ولا يصدقه سوى السذج والبسطاء.
*8)* كنت أسأل بعض الأصدقاء الأتراك عن سبب عناده، وتركيا بمسيس الحاجة لنهوض اقتصادها، فقال لي أحدهم بكل صراحة بأنه يقبض من القطريين لنفسه وجيبه الخاص، كي يُبقى قضية خاشقجي حاضرة، وهذا لعمرو الله أسوأ خيانة يقوم بها رئيس مع بلده، ولذلك عندما تنبأت بأن الرجل سيُحاكم ويُسجن؛ لم أتنبأ من فراغ، فالحقائق وقتها ستكشف، ولن يتركه خصومه أبدا يفلت.
*9)* أردوغان وبكل بجاحة وصفاقة بَلعَ تأييده لنا –والشقيقة الحليفة الإمارات- في حربنا العادلة ضد الحوثيين في اليمن، لإيقاف التغلغل الصفوي الايراني في بلاد بلقيس، وقام بهجومه علينا علناً، بعد أن صرّحنا وجامعة الدول العربية بالموقف الذي يدين الاحتلال التركي لشمال سوريا؛ لأهمس لأولئك المغترّين به، أن المسألة وصلت إلى حدّ يجب فيه المفاصلة معه.
*10)* لا مجال أبدا أبدا للتعاطف مع أردوغان وتركيا، بل وحتى الحياد هنا يعتبر نوعاً من الخيانة الوطنية، وكتبتُ إبان شعبيته الجارفة قبل سنوات عديدة، بأن الرجل لن يكون أبداً سلطاناً عثمانياً –بما يحلم ويحلمون- لبراغماتيته ووصوليته، وكل ما يجيده هي الخطابات العاطفية التي تدقّ على أوتار التدين، لنراه بعد فترة يبلع كل ما قاله، ويعمل عكس ما دغدغ به عواطف البسطاء والعوام من الناس.
*11)* هل أحتاج تذكيركم بمقولاته ضد روسيا مثلا؟ تأملوا حاله اليوم، وقد بات الصديق الحميم لبوتين!! هل أذكركم بموقفه من اسرائيل؟ وهو الذي أطلق آلاف القذائف الكلامية ضدها، لنراه بعد ذلك صديقاً حميماً لها!!
ارتفعت التجارة لأبعد حدّ مع اسرائيل في عهده، وهناك أكثر من 60 رحلة جوية أسبوعياً إلى إسرائيل، وتنقل بين إسرائيل وتركيا أكثر من مليون مسافر سنوياً!! دعونا من الضحك على الذقون، فالرجل براغماتي بامتياز.
*12)* الاصطفاف الكامل خلف قيادتنا اليوم، والدعاء لخادم الحرمين وعضيده ولي عهده بسداد الرأي والفعل؛ هو الواجب علينا.
وليس مثل وطننا لنذود عنه بالقول والعمل، ففي مثل هذه الظروف لا مجال أبدا للحياد، بل الاصطفاف الكامل، سواء عرفنا خلفيات القرارات التي تتخذ أم لم نعرفها، ولاءً كاملاً وثقةً مطلقة بقيادتنا.
* 13)* أما أردوغان فسيرتدّ حاسراً، وستكون الحرب في سوريا، خنجراً بخاصرته، وسيتهاوى اقتصاده أكثر، وسيعرف أنه مستنقع ورّطه فيه الأمريكان والروس، وسينتهي الرجل، مع عناده وغروره وديكتاتوريته، إلى خسارٍ ووبالٍ وسجن.
ألا تتذكرون نجم الدين أربكان وقد حُبس بعد أن كان رئيساً؟!
إنها السياسة ولعبتها القذرة يا سادة !!
تغريدات: عبدالعزيز قاسم
اعلامي وكاتب صحفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..