الخميس، 31 أكتوبر 2019

أدب علماء النحو والبلاغة مع الحقِّ سبحانه

   اختار بعض علماء اللغة والنحو مسلكاً في الإعراب ، عدلوا فيه عن المشهور من لفظ الإعراب؛ تأدباً مع الله عز وجل ومع كتابه، وإجلالًا لكلام الله واحتراماً لهُ وملازمة الأدبِ معه.
وهذه بعض الأمثلة :

1) في نحو قوله تعالى : (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ)
قالوا : 'خُلِق' فعل ماض مبنيٌّ لما لم يسمَّ فاعله'، بدلا من 'مبنيّ للمجهُول'
2) وفي نحو قول : (واتَّقُوا اللهَ)، و(أستغفر اللهَ)، و(سألتُ الله)َ، قالوا : اسم الجلالة منصوبٌ على التعظيم'، بدلا من مفعول به  .
3) وفي نحو قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) ، و(رب اغفر لي)، قالوا : اهدنا/اغفر : فعل طلب/دُعَاءٍ ، بدلا من 'فِعل أمر'
4) ونحو : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) قالوا : اللام للدعاء، بدلا من لام الأمر
5) ونحو : (ربنا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) قالوا : (لا) حرف دعاء ، بدلا من  لا الناهية .
6) وقالوا : إنَّ «عسى» من الله سبحانه تُفيد التحقيق، بدلا من 'الترجي'
7) ومن ذلك التَّورعُ من القول في حرفٍ من القرآن إنه حرفٌ زائد، كقوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) فالكافُ صلةٌ أو حرف توكيدٍ .
قال ابن هشام :
"وينبغي أن يجتنب المُعْرِبُ أن يقول في حرفٍ في كتاب الله تعالى "إنه زائد"، لأنه يسبق إلى الأذهان أنَّ الزائدَ هو الذي لا معنى له، وكلامُه سبحانه مُنزَّهٌ عن ذلك".
ومنعوا تصغير أسماء الله عز وجل وصفاته الحسنى .
نقل ابن حجر في الفتح : "لا يجوز تصغير اسم الله إجماعاً".
وممن سلك هذا المسلك في التأدب مع الله وتوقيره في الإعراب : ابن مالك وابن هشام والطبري والآثاري والأزهري وغيرهم .
رحمهم الله تعالى وأجزل مثوبتهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..