الاثنين، 20 يناير 2020

ماالفرق بين القارئ والمقرئ ؟؟

القارئ: هو مَن حَفِظَ القرآن عن ظهر قلب.
وهو إما مبتدئٌ أو مُنْتَهٍ.
فالمبتدئ: مَنْ شَرَعَ في الإفراد إلى أن يُفرِدَ ثلاثًا مِن القراءات.
والمنتهي: من نَقَلَ مِن القراءات أكثرَها وأشهرَها.
والْمُقْرِئ: هو العالم بالقراءات, الراوي لها مشافهةً.
ومما سبق يتبين لنا أن بينَ المقرئِ والقارئِ عمومًا وخصوصًا؛ فكل مقرئٍ قارئٌ ولا عكْس.


([1]) انظر "منجد المقرئين" لابن الجزري (ص49 ط عالم الفوائد), و"الإضاءة" للضبّاع (ص5 ط المكتبة الأزهرية للتراث).

------------------------------
من مصدر آخر :
الفرق بين القارئ والمقرئ وآداب كلا منهما
  القارئ:
هو مبتدئ إن أفرد إلى ثلاث قراءات، ومتوسط إن نقل أربعا أو خمسا، ومتنه إن نقل من القراءات أكثرها وأشهرها، ويجب عليه أن يخالص نيته ثم يجد في قطع ما يقدر عليه من العلائق والعوائق الشاغلة له عن تمام مراده، وليبادر في شبابه وأوقات عمره للتحصيل ولا يغتر بخدع التسويف فإنه آفة الطالب، ولا يستنكف عن أحد وجد عنده فائدة. وليقصد شيخا كملت أهليته وظهرت ديانته جامعا للشروط أو أكثرها. وليطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره.
وليكن حريصا على تعاهد محفوظاته ولا يعجب بنفسه ولا يحسد أحدا من رفقته أو غيرهم على فضيلة رزقه الله إياها ويجب عليه أن يحترم شيخه ويعتقد كمال أهليته ورجحانه على نظرائه، ويلزم معه الوقار والتأدب والتعظيم ويتواضع له وإن كان أصغر منه سنا وأقل شهرة ونسبا وصلاحا.
ولا يأخذ بثوبه إذا قام ولا يلح عليه إذا كسل ولا يشبع من طول صحبته وينقاد له ويشاوره في جميع أموره ويقعد بين يديه قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين، ولا يشيرن بيده، ولا يغمزن بعينه ويتحرى رضاه وإن خالف رضا نفسه ولا يدخل عليه بغير استئذان إذا كان في مكان يحتاج إليه. ولا يفشي له سرا ولا يذكر أحدا من أقرانه عنده، ولا يقول له قال فلان خلاف قولك، ويرد غيبته إذا سمعها إن قدر فإن تعذر عليه ردها قام وفارق ذلك المجلس، وإذا قرب من حلقة الشيخ فليسلم على الحاضرين وليخص الشيخ بتحية ويسلم عليه إذا انصرف ولا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث انتهى به المجلس إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم أو يعلم من إخوانه إيثار ذلك ولا يقيم أحدا من مجلسه فإن آثره لم يقبل إلا أن يقسم عليه أو يأمر الشيخ بذلك أو يكون في ذلك مصلحة للحاضرين ولا يجلس وسط الحلقة إلا لضرورة ولا بين صاحبين بغير إذنهما. وليتأدب مع رفقته وحاضري مجلس شيخه ولا يرفع صوته رفعا بليغا ولا يكثر الكلام إلا لحاجة ولا يلتفت يمينا ولا شمالا بلا حاجة يتوجه إلى الشيخ ويصغي لكلامه ولا يغتاب عنده أحدا ولا يشاور أحدا في مجلسه. ولا يقرأ عليه في حال شغله وماله وغمه وجوعه وعطشه ونعاسه وقلقه ونحو ذلك مما يشق عليه أو يمنعه من كمال حضور القلب ونشاطه، وليتحمل جفوته وسوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمته واعتقاده كما له، وإذا وجده نائما أو مشتغلا بهم فليصبر إلى استيقاظه أو فراغه أو ينصرف، وإذا جاء إليه فلم يجده انتظره ولا يفوت وظيفته إلا أن يخاف كراهة الشيخ لذلك بأن يعلم من حاله الاقراء في وقت بعينه دون غيره ويجوز له القيام لشيخه وهو يقرأ أو لمن فيه فضيلة من علم أو صلاح أو سن أو حرمة بولاية أو غيرها واستحب ذلك النووي لكن بشرط أن يكون على سبيل الإكرام لا على سبيل الرياء.

والمقرئ:
هو من علم بالقراءات ورواها مشافهة عمن شوفه بها وشرطه أن يكون مسلما بالغا عاقلا ثقة مأمونا ضابطا متنزها عن أسباب الفسق ومسقطات المروءة ولا يجوز له أن يقرأ إلا بما سمعه ممن توفرت فيه هذه الشروط أو قرأه عليه وهو مصغ له أو سمعه بقراءة غيره عليه ويجب عليه أن يخلص النية لله تعالى، ولا يقصد بذلك غرضا من أغراض الدنيا كمعلوم يأخذه أو ثناء يلحقه من الناس منزلة تحصل له عندهم. وأن لا يطمع في رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه سواء كان مالا أو خدمة، وإن قل ولو كان على صورة الهدية التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه.
واختلف العلماء في أخذ الأجرة على الإقراء فمنعه أبو حنيفة وجماعة وإجازة آخرون، إذا لم يشترط، وأجازه الشافعي ومالك إذا شارطه، واستأجره إجارة صحيحة لكن بشرط أن يكون في بلده غيره.
وينبغي له أن يتخلق بالأخلاق الحميدة المرضية من الزهد في الدنيا والتقلل منها وعدم المبالاة بها وبأهلها. والسخاء والحلم والصبر، ومكارم الأخلاق وطلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة وملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع.
وأن ينزه نفسه من الرياء والحسد والحقد والغيبة واحتقار غيره، وإن كان دونه ومن العجب وقل من سلم منه، ومن المزاح ودني المكاسب.
وأن يصون بصره عن الالتفات إلا لحاجة، ويديه عن العبث بهما إلا لضرورة، وأن يزيل نتن إبطيه وما له رائحة كريهة به ويمس من الطيب ما يقدر عليه.
وأن يلازم الوظائف الشرعية من قص الشارب وتقليم الظفر وتسريح اللحية ونحوها. وأن يكون ساكن الأطراف متدبرا في المعاني القرآنية، فارغ القلب من الأسباب الشاغلة إلا إذا أحتاج إلى إشارة للقارئ فيضرب بيده الأرض ضربا خفيفا أو يشير بيده أو برأسه ليفطن القارئ إلى ما فاته، ويصبر عليه حتى يتذكر وإلا أخبره بما ترك.
وأن يحسن هيئته ولتكن ثيابه بيضاء نظيفة، وليحذر من الملابس المنهي عنها ومما لا يليق بأمثاله.
وأن يراقب الله في سره وعلانيته ويعول عليه في جميع أموره. وأن لا يقصد التكثر بكثرة المشتغلين عليه.
وأن يصلي ركعتين إذا وصل إلى محل جلوسه، ويتأكد له ذلك إن كان مسجدا، ويستحب له أن يوسع مجلسه ليتمكن جلساؤه فيه، ويظهر لهم البشاشة وطلاقة الوجه ويتفقد أحوالهم، ويسأل عمن غاب منهم ويسوي بينهم إلا أن يكون أحدهم مسافرا أو يتفرس فيه النجابة أو نحو ذلك.
وليقدم الأول فالأول فإن رضي الأول بتقديم غيره قدّمه ولا بأس بقيامه لمن يستحق الإكرام من الطلبة وغيرهم.
وينبغي له أن يرفق بمن يقرأ عليه ويرحب به ويحسن إليه بحسب حاله ويكرمه وينحيه ويرشده إلى مصلحته ويساعده على طلبه بما أمكن ويؤلف قلبه ويتلطف به ويحرضه على التعليم ويذكره فضيلة الاشتغال بقراءة القرآن وسائر العلوم الشرعية ليزداد نشاطه ورغبته.
ويزهده في الدنيا ويصرفه عن الركون إليها والاغترار بها ويجريه مجرى ولده في الشفقة عليه والاهتمام بمصالحه والصبر على جفائه وسوء أدبه، ولا يكره قراءته على غيره ممن ينتفع به.
ولا يتعاظم عليه بل يلين ويتواضع معه ويحب له ما يحب لنفسه من الخير ويكره له ما يكره لنفسه من النقص ويؤدبه على التدريج بالآداب الشرعية والشيم المرضية ويعوده الصيانة في جميع أموره ويحرضه على الإخلاص والصدق وحسن النية ومراقبة الله تعالى في جميع حالاته، وأن يحرص على تعليمه مؤثرا ذلك على مصالح نفسه الدنيوية غير الضرورية ويحرص على تفهيمه ويعطيه ما يليق به ويأخذه بإعادة محفوظاته ويثني عليه إذا ظهرت نجابته ما لم يخش عليه فتنة بإعجاب أو غيره ويعنفه تعنيفا لطيفا إذا قصر ما لم يخش تنفيره وينبغي أن لا يمتنع من تعليم أحد لكونه فاسد النية وأن يصون العلم فلا يذهب إلى مكان ينسب إلى المتعلم ليتعلم منه فيه، وإن كان المتعلم خليفة فمن دونه ويجوز له الإقراء في الطريق خلافا لمن عابه، ولا يجوز تأخيره الإجازة بالإقراء في نظير مال ونحوه عمن استحقها إذ الاجازة ليست مما يقابل بالمال.
وبعد فهذه جملة من الآداب العظيمة التي لو تحلى بها كل قارئ أو مقرئ لفاز برضى الله تعالى، ولاستطاع أن يحقق مركزا فريدا بين أقرانه، ففي أيامنا هذه يندر من يتحلى ببعض هذه الآداب، وهناك آداب أخرى، انظر كتاب «التبيان في آداب حملة القرآن» لأبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الشافعي، ولو أردت- يرحمك الله- النظر فيما قرأت من هذه الآداب فمصدره كتاب «شرح الشاطبية» المسمى بإرشاد المريد لعلي محمد الضباع.
المصدر: الوافي في كيفية ترتيل القرآن الكريم: أحمد محمود عبد السميع الشافعي الحفيان.




الخلاصة :

القارئ: هو مَن حَفِظَ القرآن عن ظهر قلب. وهو إما مبتدئٌ أو مُنْتَهٍ.

فالمبتدئ: مَنْ شَرَعَ في الإفراد إلى أن يُفرِدَ ثلاثًا مِن القراءات.
والمنتهي: من نَقَلَ مِن القراءات أكثرَها وأشهرَها.

والْمُقْرِئ: هو العالم بالقراءات, الراوي لها مشافهةً.

-


.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..