الاثنين، 6 أبريل 2020

سعيد و حفل كورونا المنزلي

      سعيد صحفي شاب يعيش مع زوجته وطفليه يقضي معظم وقته في العمل لتأمين حياة كريمة لاسرته ولكن مع ظهور فيروس كورونا وتشجيع الحكومة للبقاء في البيت وسماعه شعارات من قبيل ( خليك في بيتك لا نخرب بيتك) او(الانعزال التام او الموت الزؤام ) او (خليك في البيت لنقليك بالزيت ) قرر ان يتعوذ من الشيطان ويبقى في البيت حرصا على سلامة عائلته اولا وتجنب الصدام مع الجيش والشرطة ثانيا .

قرر ان يستغل فرصة البقاء في البيت لانجاز بعض مشاريعه المتأخرة وعلى رأسها الكتاب الذي يؤلفه واستغرق وقتا طويلا لعدم تفرغه .

في اول يوم جلس امام الكمبيوتر كي يبدأ الطباعة فاذا بزوجته تناديه:
- سعيد بما انك فاضي وما عندك اي شي مهم تفعله اريد ان تأخذ السجادة الى سطح البيت وتغسلها جيدا

رد سعيد بتذمر :
- ولكني اعمل على كتابي

ردت الزوجة بتهكم:
- كما قلت لك انت لا تفعل شيئا مهما اذهب واغسل السجادة

استسلم سعيد للامر الواقع وعرف ان معركته خاسرة سلفا خصوصا وأنه سيقاتل في ارض يسطير عليها خصمه او بالاحرى زوجته التي تعرف دهاليزها جيداومستعدة لاي التفاف وصداي هجوم معاكس قبل ان يفكر به حتى .

عندما انتهى من الغسيل عاد الى الكمبيتور وقبل ان يطبع حرفا واحدا جاء ابنه الصغير وقال له :
- بابا اريدك ان تلعب معي ( مونوبولي )

ضحك سعيد وقال :
- يا حبيبي المونوبولي لعبة من يعرفون في المال والعقار وابوك كما ترى مثل الديك المنتوف ريشه

وهنا تدخلت الزوجة وقالت:
- يا سعيد العب مع الولد وخليه يتعلم قيمة الفلوس بدل ما يطلع مثلك مهووس بالادب والثقافة وزوجته المسكينة تعيش في البهذلة وما تقدر ترفع راسها امام احد من اهلها

ومجددا استذكر سعيد المثل القائل ( الهروب ثلثين المرجلة ) و حمل بقايا كرامته المنثورة على الارض ونهض ليلعب المونوبولي

بعد ساعة نادته زوجته وقالت :
- بما اننا في اجازة مفتوحة فقد دعوت اخي واسرته وابنة عمي واسرتها وكذلك قريبتنا أم احمد وزوجها وأطفالها على الغداء في بيتنا غدا

ارتعب سعيد وقال :
- يا حبيتي هذه ليست أجازة بل حالة طوارئ صحية الهدف منها عزل الناس عن بعضهم من اجل تقليل فرص انتشار العدوى وليس تجميعهم في حفلات كورونا على غرار حفلات الحصبة

قالت الزوجة:
- والله عائلتي اصحاء وسالمين ماشاء الله وليسوا مثل عائلتك فيهم كل امراض الدنيا المهم اريدك ان تذهب الى السوبرماركت و تشترى هذه الاشياء قبل حظر التجوال

خرج سعيد الى المحل وهناك شاهد صفا طويلا من الناس يقفون في احد زوايا المحل انتابه الفضول فسأل احدهم عن سبب الوقوف فأجابه:
- هذا صف ورق التواليت أجلك الله

استغرب سعيد وقال :
- وعلام هذا الصف ؟ منذ متى اصبحنا كشرقيين نستهلك ورق الحمام بهذه الكميات ؟

اجابه الرجل :
- هناك شحة في استراليا وانجلترا و امريكا ونحن لسنا أقل شأنا منهم

ضحك سعيد ساخرا وقال :
- اكيد  ..  "الناس مقاماتها من ورق حماماتها"

اشترى سعيد ما استطاع العثور عليه بين الارفف الخاوية وعاد الى البيت وانقضى اليوم الاول على خير

في الصباح الباكر استيقظ على ضجة الضيوف واطفالهم ارتدى قناعا واقيا وحالما رأه شقيق زوجته خلعه من وجهه عنوة وقال :
- خليك رجال هاي الحركات  للمخانيث .. عيب عليك .

وأخذه بالحضن ونزل فيه تقبيلا واستمر تقاطر الضيوف والضجة حتى سمع طرقا على الباب وعندما فتحه وجد دورية شرطة وضابط يقول له :
- لقد خالفت تعليمات الحظر المنزلي وسنوقفك ثلاث ايام

فرح سعيد وقال:
- ثلاث ايام قليلة ياسيادة الضابط مافي عندكم شي احسن ؟

قال الضابط مستغربا:
- هناك نقل العدوى عمدا وعقوبتها شهر سجن

خطرت لسعيد فكرة وهجم على الضابط واحتضنه بقوة و ونزل فيه تقبيلا وقال:
- انا عندي كورونا خذوني على الحبس وارحموني الله يخليكم وصار يغني
                               🎼🎼  على دلعونا على دلعونا
                                             انخرب بيتي من ورا كرونا 🎼 🎶
-

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..