الخميس، 9 أبريل 2020

رثاء الدكتور سليمان ناصر باسهل

     رحل الحبيب اللطيف النبيل : أبو هيثم ، الدكتور سليمان ناصر باسهل ، لم يكن هناك وقتٌ للقاءٍ ظننتُهُ قريبا، ولا لوداعٍ رأيتُهُ بعيدا ، لكنني
وجدت نفسي أغالب نفسي كيف يرحل دون أن نلتقي ، أو دون أن أودّعه ، وشعرتُ بطمأنينةٍ كبيرةٍ أنني أستودعته الله الودود الرحيم ، وهو خيرُ من يوفِد وأرحمُ من يُنزلُ بحماه .
اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك .
—_____
يا ربّ أكرِمْ -وقد أفضى- سُليمانا
إليكَ وارزقْهُ في الفردوسِ بستانا

وامنحْهُ منزِلةً في الخُلْدِ عاليةً
وزِدْهُ يا صاحبَ الإحسانِ إحسانا

أَنِرْ لهُ قبرهُ وافسْحْ جوانِبَهُ
حتى يراهُ من الأنوارِ مُزْدانا

واغسِلْهُ بالثّلْجِ يا ربّي وجُدْ بِرضىً
يغشى فؤاداً بحبّ الخيرِ ملآنا

كم كان سهلاً ودودَ النفسِ طيّبَها
وليّناً ...مُفْعَمَ ...الإحساسِ ..رَيّانا

مهاجراً حيثُما ولّى فغايتُه
أن ينشرَ الخيرَ بين الناسِ ألوانا

عِلْماً يُقيمُ به في الأرضِ جامعةً
أو معهداً يمنحُ الشُّبّانَ إتقانا

أو ندوةً راحَ في أعمالِها نَشِطاً
وقد غدتْ لسبيلِ الحقِّ عنوانا

أو معملاً نَضِجتْ علماً وتجرِبةً
فصولُهُ فاكتسى البرهانُ برهانا

وقبلُ قد عرفَ الطلّابُ عن كَثَبٍ
عميدَهم كَأَبٍ : حُبّاً وتَحْنانا

هذي ميادينُهُ تختالُ شاهدةً
وربّما زاحمَ الميدانُ ميدانا

وذا سليمانُ مذْ صاحبتهُ زمناً
فلمْ أَجِدْ مثلهُ في اللُّطْفِ إنسانا

مُستبْشِراً مُوْرِقَ الوِجدانِ مُبْتَهِجاً
بإخوةٍ سكنوا بالحبِّ وجدانا

يكادُ يبتسِمُ الوادي إذا اجتمعوا
ويُرسِلُ العطرَ في الآفاقِ ريحانا

فالرّوحُ حاضرةٌ تُدني إنِ ابتعدوا
خواطراً لم تزلْ كالغيثِ هتّانا

يا ذَا الجلالِ ومَنْ يُرجى لكلِّ ندىً
أكْرِمْ بعفوِكَ يا ربّي سليمانا
— - - - - 
د. سعد عطية الغامدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..