استمعت لكامل التسجيل الذي ينقل محادثة مباشرة وليست هاتفية بين وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية ورأيت اشتغال وسائل التواصل الاجتماعي بها ، وقد كان لي بعد استماعها هذه الملاحظات :
مع الالتفات إلى أن المقصود بالتعليقات ليس أعيان من تحدثا في المقطع ولا من وردت أسماؤهم، وإنما المقصود أخذ العبرة ، فالقذافي هلك شر مهلِك ، وحمد بن خليفة الذي وُصِف في المقطع بالجسور نُبِذ بالعراء ، ولم يعد له صوت ، ويوسف بن علوي ليس له من الأمر شيء ، لكن يبقى حديثهم محلاً لأخذ العبرة .
فأقول :
* هناك حديث يدور حول من الذي أظهر التسجيل ، وأن إظهاره جاء لضرب علاقة السعودية بعمان أو تعطيل المحادثات[المزعومة ] مع قطر ...وأقول أياً كان من أظهر التسجيل فإنه غير مؤثر على سياسة السعودية ، فلم تكن السعودية يوما ما في انتظار شريط يوجه سياساتها ، فهي أدرى الناس بعمان وقطر وبابن علوي ، وأعلم الناس بأصدقائها وأعدائها ، ومن هم الذين يلبسون ثياب الأصدقاء وهم عكس ما يُظهرون ؛ ويعلم الجميع أن شريط حمد بن خليفة وحمد بن جاسم مع القذافي ظهر في التسعينات ولم تحرك له السعودية ساكناً ، وكنا قيل:"التغافل تسعة أعشار العقل ، وقيل بل هو العقل كله"
* المؤامرة لتقسيم السعودية حقيقة وليست وَهْمَاً كما يحاول ادعاء ذلك البعض وليست هذه المرة الأولى التي تنكشف فيها هذه المؤامرة ، والمملكة العربية السعودية على علم تام بها منذ أوائل التسعينات الميلادية ، وبَنَت على أساس ذلك كثيراً من قراراتها وعلاقاتها الدولية وخطواتها الدبلوماسية والتي كان الكثيرون يستغربونها أو ينتقدونها ، وقد كتبت عن هده المؤامرة في عدد من مقالاتي الماضية(١)
* ذكر القذافي [سعد الفقيه]وأنه ممن يَحْسُن تقديمه للإدارة الأمريكية كبديل للأسرة الحاكمة في السعودية ، الأمر الذي يؤكد لك أن أدعياء المعارضة السعوديين ليسوا أصحاب مبادئ ، وإنما أصحاب شعارات كاذبة ، فتجد هذا الذي يزعم مطالبته بالعدل والحرية وغيرها من العبارات الكبيرة أداةً في يد أبشع وأسوأ دكتاتور فاجر عرفه التاريخ العربي ، ولهذا دلالاته الواضحة وضوح الشمس ، وإذا تأملت في أحوال هؤلاء الأدعياء تجدهم كذلك .
* ذكر القذافي في حديثه أنه كلما مر وفد من الكونجرس بالمنطقة جاءه للسلام عليه ، وبصرف النظر عمَّا في ذلك من تفخيم الذات ، إلا أنه يدل على كذب كثير من قادة الأنظمة الذين يدعون مناطحة أمريكا ، وهم في الخفاء يتعاملون معها على أعلى المستويات ، فالعاقل من لا ينساق لمجرد الصياح ضد أمريكا والغرب وإسرائيل ، وقد سقط القذافي لكن هناك أنظمة وأحزاب معارضة لا تزال باقية ولا تزال تخادع الناس بانتهاج هذا النهج ، كإيران والحوثي والإخوان .
* جميل جداً أن يكتشف العالم أن عينة القذافي في العالم العربي هم الذين يعادون السعودية ويتآمرون عليها ، فهو رجل ليس بذي دين ولا مبادئ ولا أخلاق ، وكذلك كل من ناصب السعودية العداء أو يناصبها فإن له من هذه الأخلاق السيئة قسطاً يتفاوتون فيه ، ولا أستثني منهم أحداً حتى من زعم التدين وتقمص قميص الإسلام فلا يعادي المملكة العربية السعودية ويسعى لإسقاطها أو يتمناه إلا حسود حقود لجوج ، وما في الشيطان عيوب أسوأ من هذه .
* أكد الرجلان على دور قطر في مشروع التقسيم وسعيها فيه من وقت مبكر ، كما أكدا على ضرورة وحدة الصف اليمني ضد المملكة ، وكذلك أكدا -ولاسيما ابن علوي- على دور إيران المطلوب في هذا المشروع ، وكل ذلك يؤكد صحة وعمق ودقة سياسات السعودية تجاه قطر وإيران والحوثي ، وأن ما فعلته السعودية ليس إلا دفاع عن وحدة أرضها ومواطنيها .
* موقف يوسف بن علوي من السعودية لا يُمَثل السياسة ولا يُمَثِّل عمان ؛ بل هو موقف عقدي ، صرح به في المحادثة حين قال :" ولو أنهم عرفوا على أنفسهم وتبنوا خط آخر لكان أمر آخر" فموقفه يُمَثِّل طائفة غُلاة الصوفية في حضرموت الذين كانوا يُقَدِّسون آل با علوي ويُقبِّلون الأرض بين أرجلهم ويعطونهم أبناءهم وأقواتهم ، وقد تسبب انتشار السلفية في حضرموت بحرمان آل باعلوي من هذه المكاسب المادية والمعنوية المسحوتة ، والعقلاء منهم [وهم الأكثر ]اتبعوا الحق أما الآخرون فلا زالوا يعادون الدولة السعودية بهذا النفس.
* حين تتأكد أن تقسيم السعودية مشروع أمريكي يناقش فيه البيت الأبيض يوسف بن علوي [وإن كان مشروعاً معطلاً الآن بسبب متغيرات سياسية ] أقول حينما تتأكد من ذلك يجب عليك أن تعلم أن القوى والحركات التي لا زالت تسعى لعداء السعودية إنما هي أحجار شطرنح في هذا المشروع ، قد تتبنى أو تزعم تبني الدين وقد تزعم تبني الديمقراطية ، وقد تزعم غير ذلك لكن في النهاية كلها تتحرك بإدارة مخابراتية معادية للعرب والإسلام ، ومن يغتر بهم فهو مغفل نخدوع .
————————
(١) منها :مقال المشروع الأمريكي تجاه المملكة من التقسيم إلى التقزيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..