السبت، 12 سبتمبر 2020

مقتطفات من خطبة الجمعة[٢٣-١-١٤٤٢هـ]الشيخ/صالح بن حميد

*مقتطفات من خطبة الجمعة*   *[٢٣-١-١٤٤٢هـ] والتي ألقاها**معالي الشيخ/د. صالح بن عبدالله بن حميد*
    *•من منبر المسجد الحرام•*

١- انقضى عام وبدأ عام، فالغبطة لمن حفظ الأيام والأوقات واشتغل بالباقيات الصالحات، والحسرة لمن فرط فلم يجن إلا الألم والحسرات.

٢- الحياة عام يتلوه عام، والعمر أيام تعقبها أيام، والناس ما بين شيخ واراه التراب، وطفل يبلغ سن الشباب، و ذلك كله زرع يُحصد، وأعمال تُحصى وتُعد، و أبلغ العظات النظر في أحوال الأموات.

٣- جبر الله قلب من فَقَد، وأمد على طاعته عمر من بقي، وشفى كل مريض، وجبر كل كسير، فالحمدلله حُبَّا ، والحمدلله شكرا، والحمدلله في السراء والضراء، والحمدلله على كل حال. 

٤- هذه وقفات مع عبارات وعظات صدرت من علماء، ونطق بها حكماء، لعل فيها عبرة، ووقفات محاسبة، والمسلم يستقبل عاماً ويودع آخر. 

٥- الدنيا بالبلاء محفوفة، وبالغدر موصوفة، وبالفناء معروفة، لا تدوم أحوالها، ولا يسلم أهلها، بينما هم في سرور وهناء، إذاهم في هم وبلاء، ترميهم بسهامها، وتقصفهم بحممها.

٦- تُسَرُّ يا عبدالله فترى الدنيا ضاحكة، وتكدر فتراها باكية، ولو تأملت لعلمت أنك أنت الضاحك الباكي، الدنيا لم تتغير، المتغير هو النفوس: في القلوب،وفي الأخلاق، وفي الأعمال.

٧- عواقب الأمور عن الخلق مغيَّبة، وإرادة الله هي الغالبة، ابن آدم مجهول الأمل، معلوم الأجل، محفوظ العمل،مكنون العلل، أسير جوعه، وصريع شبعه، تؤذيه البقَّة، وتقتله الشرقة، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرَّا، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً. 

٨- رضا الناس غاية لاتدرك، ورضا الله غاية لا تترك، فلا تشتغل بما لايدرك وتنصرف عما لايترك.

٩- يقول أهل العلم: ولقد حكم الله بحكمٍ قبل خلقه السموات والأرض: أنهما أطاعه أحد إلا أعزَّه، وما عصاه أحد إلا أذلَّه، فالعزُّ مربوط بالطاعة، والذل مربوط بالمعصية.
فعلى قدر إعزاز المرء لأمر الله يلبسه الله من عزِّه، ويقيم له العزُّ في قلوب العالمين. 

١٠- اعلموا-حفظكم الله-أن الإسلام كامل، محفوظ، رضيه سبحانه لعباده، وأتم به نعمته، دين كامل لاينقص، وقويٌّ لا يضعف، ومحفوظٌ لايبلى، ولكن تمر على أهل الإسلام فترات وابتلاءات يتميز فيها الصادقون بالصبر والثبات، ويقع فيها مرضى القلوب في دوائر اليأس وأحوال الإنتكاسات. 

١١- هذا الدين عظيم بشعائره، ثابت بسننه وفرائضه، قد يحل بساحته أيام عجاف، أو يَحْزُنُ أهلَه واقع، وهذا الحزن مشاعر عظيمة في أهل الإيمان، ودليل حياة لأهل القلوب، فلا تضعفها -حفظك الله- برياح اليأس أو مسالك التراجع.

١٢- اليائسون، والمنتكسون، والمتراجعون، لايضرُّون إلا أنفسهم، أما الصالحون والمصلحون فذلك فضل الله عليهم، ورحمته بهم، وحفظه لهم.

١٣- أقصر الطرق إلى الجنة سلامة القلب، والقلب لا تتم سلامته إلا إذا سلم من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تصد عن الذكر، وهوى يصرف عن الإخلاص والتجرد. 

١٤- طهِّر قلبك من ثلاث: الكره، والحقد، والرياء.
وزينه بثلاث: الصدق، والإخلاص، والورع.
واحفظ نفسك في ثلاث: التسليم للمولى، واتباع الحبيب المصطفى، والشكر في السراء والضراء. 

١٥- وشيئان لا يدومان: الشباب، والقوة.
وشيئان ينفعان: سماحة النفس، وحسن الخلق.
وشيئان يرفعان: التواضع، وقضاء حوائج الناس.
وشيئان للبلاء يدفعان : الصدقة، وصلة الرحم. 

١٦- ومما يذهب الأحقاد ويصلح القلوب، ويصفِّي النفوس، اللطف بالكلام، والدعاء بظهر الغيب، والمواساة بالمال، والمعاونة بالبدن.

١٧- النفع يورث المحبة، والإيذاء يورث البغضاء، والخلاف ينبت العداوة، والموافقة تنبت الألفة، والصدق يولدالثقة، والكذب ينبت التهمة، وحسن الخلق يوجد المودة، وسوء الخلق يبعث على النفرة. 

١٨- إذا أردت أن تنعم بحسن الصحبة وطيب المجالسة فكن حسن الخلق، هيِّن القول، مزيل الكلفة، لطيف العشرة، قليل المعارضة. 

١٩- اعلم- رعاك الله- أن الهوى خدعة الألباب، ومضلَّة الصواب، والعداوة تصد عن النصح والإنصاف، وتوقع في الميل والإجحاف. ومن صدق في الأخوَّة قَبِلَ العلل، وسد الخلل، وغفر الزلل، والثقة لا تغني عن التوثيق . 

٢٠- والناس تحب الثناء، فلا تبخل به، واحذر النفاق، وإذا جاء المهموم فأنصت، وإذا أتاك المعتذر فاصفح، وإذا جاء المحتاج فانفق. 

٢١- معاشر الأحبة : وإذا عوفيتم–حفظكم الله- من متابعة الفارغين في وسائل التواصل فاحمدوا الله، فقلَّمن ابتلي بذلك إلاشغل قلبه، وزاد همه، وضاعت أوقاته.

٢٢- واعلموا أن الإستئناس بالحديث في أعراض الناس من علامات الإفلاس. ومن اشتغل بتتبع الزلات تفرق عليه أمره، وضاعت مصالحه، ولو تأملت في ذلك لرأيت أن عيوب الجسم يسترها القماش، وعيوب الفكر يكشفها النقاش.

٢٣- فلا تضيع الوقت في الرد على منتقديك، وإذا تم العقل نقص الكلام، واحذر أن تكون ثناءاً منشوراً، وعيباً مستوراً، وليس عيبا أن تخطئ بل العيب ألا تتعلم من أخطائك. 

٢٤- العقلاء ثلاثة: من ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله، وأرضى خالقه قبل أن يلقاه. وارفع الناس قدراً من لايرى قدره، وأكثرهم تواضعا من لايرى فضله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعباده. 

٢٥- يا عبدالله: القرآن الكريم حفظ عليك حياتك، وحقق لك سعادتك، وبيَّن لك وظيفتك: { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}، وضبط ألفاظك:{ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}، وحدد مسيرك ومشيتك: { ولاتمش في الأرض مرحا إن الله لايحب كل مختال فخور}، و هذب صوتك: { واغضض من صوتك}، وحفظ مجلسك: {ولايغتب بعضكم بعضا }، وأصلح مأكلك ومشربك: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}، وجمع عليك ذلك كله: { ولاتقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفـؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولا}. 

٢٦- وإذا كان ذلك كذلك فاعلموا -رحمكم الله- أن من ترك الشكر حرم الزيادة: {لئن شكرتم لأزيدنكم}، ومن غفل عن ذكر الله لم يذكره الله: {فاذكروني أذكركم }، ومن ترك الدعاء منع الإجابة: {ادعوني استجب لكم}، ومن ترك الاستغفار لم يضمن النجاة: { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}. 

٢٧- من أراد أن يعرف مسؤوليُته وطريق نجاته فليتأمل هذه الآيات: يقول عزَّ شأنه: {من أبصر فلنفسه، ومن عمي فعليها}، { من عمل صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها}، {فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها}، { ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه، والله الغني وأنتم الفقراء}، ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه}. هذه هي الحقيقية وهذه حدود المسؤولية: { كل امرئ بما كسب رهين}، { كل نفس بما كسبت رهينة}. ولن تعذر بتقصير الآخرين، ولا بانحراف المنحرفين، ولا بخذلان المخذلين.

*مع تحيات*:
*الإدارة العامة لشؤون الأئمة والمؤذنين*
*إدارة إبراز رسالة الأئمة العلمية والدعوية*
*بالرئاسة العامة لشؤون* 
*المسجد الحرام والمسجد النبوي*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..