السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قال أحدهم:
سبحان الله!!
قال أحدهم:
سبحان الله!!
فقلت: بل هو رصيدك من ستر الله... حان وقت انتهائه!!
حملق فيّ بعينيه وقال:
أو للستر رصيد؟!
قلت نعم، يظل ستر الله يغطيك رغم عظيم قبحك، حتى إذا ما رأى منك بلادة لا تبالي معها عظيم ما أنت فيه من ستر، ولا يرى منك نية ارتداع أو إقلاع نزعه عنك!!
وقد ذكر أحدهم أن ضابطا يعرفه أخبره أنه قد ذهب ذات مرة في دورية لنجدة فتاة تصرخ من شرفة عالية:
أدركوني... أنقذوني...
أسرعوا وكسروا باب الشقة التي تقف الفتاة في شرفتها
فإذا رجل ستيني العمر ميت وهو في وضع مخل... استجوبوا الفتاة فإذا هي قد خرجت معه نظير مبلغ من المال، فلما أخذ أهبته وتناول حبته جاءته منيته!!
مثل هذه الفضائح غالباً لا يعجلها الله على العبد حديث الذنب، إنما يصنعها بمستمرئ الذنب معتاد الخطيئة، لأنه سبحانه أكرم من أن يعجل بهتك ستر مذنب جديد زلّت قدمه أو ضعفت نفسه لأول مرة..
روى ابن خزيمة بإسناد صحيح عن أنس: أن عمر رضي الله عنه أُتِيَ بشباب قد حلَّ عليه القطع، فأمر بقطع يده، فجعل يقول:
يا ويله، ما سرقت قط قبلها! فقال عمر : كذبت ورب عمر، ما أسلم الله عبداً عند أول ذنب.
*فإذا علمت هذا فاعلم أن رصيد الستر لا ينفد حتى يعجل صاحبه بنفاده..*
يظل قابعا على حرام المواقع، أو لاهثا وراء النزوات، أو مستمرئا أكل الحرام، وكلما ازداد ستر الله عليه ازداد فاحش فعله حتى يفجأه الله بالفضيحة..
وليست الفضيحة حينها فضيحة هذه الفعلة أو تلك.. إنما فضيحة ذنب ممتد، ورصيد ينفد!!
يقول ابن القيم رحمه الله:
*[ تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تخلى عنك المولى فلا تظن أن العدو غلب ولكن الحافظ أعرض ]*.
أي أن العبد بسوء جرمه وطول أمله مع تراكم سوئه تسبب في تخلي المولى سبحانه بستره عنه، وعندما يتخلى الغفار يحل الخزي والذل والفضح والبوار.
وزماننا يا إخوتي زمان يُسر المعصية وشنيع الذنب..حتى ليحسبن بعض المساكين أن الستر عادة فلا يزال يعصي حتى يفضح!!
فلتحفظوا رصيدكم من الستر أحبتي، فوالله نحن بغير الستر لا تطاق لنا من الذنوب رائحة،
ولا يبقى لنا صديق..
والكريم الذي يسدل ستره علينا حلماً ورأفة، *لا طاقة لنا بغضبه* إذا نفد رصيد سترنا عنده..
*ومضة*
*اسألوا الكثيرين ممن كانوا حديث الركبان وملء السمع والبصر فسقطوا من أعين الناس في ساعة من نهار، وما سقوطهم من أعين الخلق إلا بعد ما نفد رصيدهم من الستر عند الخالق!*
*أخيراً*
*فلنحافظ على أرصدتنا من النفاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..