رغم كدّ الأب، وسفر الأب، وتعب الأب، وحنان الأب، إلا أن الجنوح يكون نحو الأم، وهذه طبيعة فطرية لا نتحكّم فيها!
الغريب أن الأولاد لا يكتشفون حبّهم الجارف لآبائهم إلا متأخراً، إما بعد الرحيل، وإما بعد المرض وفقدان الشهية للحياة!.. وهذا حب متأخر كثيراً حسب توقيت الأبوة..!!
الآن كلما تهت في قرار، أو ضاقت عليَّ الحياة، أو ترددتُ في حسم مسألة تنهّدت وقلت:
« أين أنت الآن يا أبي»!..
« أين أنت الآن يا أبي»!..
لو أعرف أن العمر قصير إلى هذا الحد، لكنت أكثر قرباً من أبي..
نحن نعرف قيمة الملح عندما نفقده في الطعام، وقيمة الأب عندما يموت ويصبح مكان جلوسه في البيت شاغرا، إذ عندما يموت يفتقد الأبناء وجود ذلك البطل في حياتهم الذي كان يقودهم بثبات إلى بر الأمان.
فالأسرة كلها مع الأب في رحلة الحياة كراكبي قطار في سفر طويل، لا يعرفون قيمة قائد القطار إلا عندما يتعطل بهم، ويبدأ قائده في التفاني لإصلاحه وإعادة تشغيله رغم ضخامته!..
الأب وحده هو الذي لا يحسد ابنه على موهبته وتفوقه، بل بتفوقه يتباهى ويفرح ويفاخر به أمام الناس..
الأب وحده هو الذي يخفي أخطاء ابنه ويغفرها وينساها!
الأب وحده هو الذي يتمنى أن يكون ابنه أفضل منه في حياته!
تأنيب الأب لابنه مؤلم في حينه، لكنه دواء ناجح حلو المذاق بعد التعلم منه والتماثل للشفاء والاستقامة!..
تأنيب الأب يصدر من جوار قلبه لا من جدار قلبه، إذ يتألم وهو يؤنب ابنه!..
قلب الأب هبة الله الرائعة لأبنائه..
أخيراً أقول:
الأم تحب من كل قلبها، والأب يحب بكل قوته.
اللهم أجعلنا ممن أدى رسالة الأبوّة كما تحب وترضى، واجعلنا من البارين بوالدينا.
اللهم أحفظ أبناءنا وأسعدهم ووفقهم لطاعتك، وبارك لنا فيهم وفي ذرياتهم.
اللهم ارحم من فارقنا من آبائنا وأمهاتنا وأحفظ الأحياء منهم.
(مقال أعجبني، فأحببت مشاركتكم إياه)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..