الأربعاء، 26 مايو 2021

فقه بر الوالدين

    كثير من الإخوة الذين يحاولون بر والديهم يفتقدون "فقه بر الوالدين" في أمورٍ لطيفةٍ يسيرةٍ لكنها للطفها قد تغيب عن أذهان الكثيرين بحكم الإعتياد على خلافها   و من ذلك على سبيل المثال لا الحصر
🔴 من فقه بر الوالدين : جاء نهي السلف عن مجادلة الأب و مغالبته بالحجة؛ ففي كتاب بر الوالدين لابن الجوزي قوله : و قال يزيد بن أبي حبيب : إيجاب الحجة على الوالدين عقوق يعني الانتصار عليهما في الكلام و كذلك السعي لغلبة حجته على حجتهما بالجدال كما يفعل مع سائر الناس
🔴 ومن فقه البر : سُئل الحسن في الرجل تقول له أمه أفطرْ هل يفطرُ أو يصومُ ؟ قال : ليفطرْ و ليس عليه قضاءٌ و له أجر الصوم و البر و المقصود صوم التطوع
🔴و من فقه البر : أن يحاول الولد فهم حاجات والديه ليبادر بها قبل طلبهما ؛ فذلك أبلغ و أكثر وقْعًا و حمايةً لهما من ذلِ المنةٍ كالمبادرة بالإهداء و الهبة لهما ليتصدقا و يُهديا مثلًا
🔴 و من فقه البر : حين يختارك الله ويصطفيك لتَبرَّ بأحد والديك أو كليهما فلا يُفسدن الشيطان عليك هذا الإصطفاء فيقول لك : و باقي إخوتك؟! ما دورهم ؟! أين هم ؟!
🔴 و من فقه البر : قال الحسن البصري لرجلٍ : تعشَّ العشاء مع أمكَ تُؤانسها و تُجالسها و تَقرُّ بك عينُها أحبُّ إليّ من حجةٍ تطوُّعًا
🔴 و من فقه البر : إذا جرحك أبواكَ بقولٍ او فعلٍ فأكظم غيظك و إن انفطر قلبك فإنهما سريعا الفيءِ و الندمِ و اعلم أن حزنك يفطرُ قلبيهما مرتينِ
🔴 و من فقه البر : إظهارُ حسنِ علاقتك بأخواتكَ و إخوتكَ و السكوتُ عن ما قد يؤلمك منهم و التماسُ المعاذير لهم و إبداء محاسنهم و إخفاءُ مساوئهم أمام والديك فإنه يَسرُّهُما
🔴 و من فقه البر : من المؤلم أن يكون للوالد عددٌ من الأبناءِ الكبارِ العقلاءِ ثم لا تكادُ تراهم معهُ في حاجتهِ بل هو بصحبةِ صديقٍ أو عاملٍ في المستشفى أو المسجد أو في المناسبات ففي صحبتك له عزٌ له و سرورٌ و فخرٌ و جزيلُ أجرٍ لك تجد بَوادِرهُ في ذريتكَ قبل آخرتكَ
🔴 و من فقه البر : أن لا تفصلك هذه الأجهزة عن التواصل الحسي و اللفظي مع الوالدين إثمٌ و عيبٌ عليك أن تكون بحضرتهما و مشغولًا عنهما لأن في هذا استهانةٌ بقدرهما و إيلامٌ لهما
🔴 و من فقه البر : أن تُعَلّم والديك ما يجهلان و تبصرهما بأمور دينهما ليعبدا الله على علم لكن احرص أن يكون ذلك بحسن لفظٍ و عرضٍ مؤدبٍ ذكيٍ
🔴 و من فقه البر : حدثهما بما يريدان لا بما تريد و أشعرهما بأنك تحبهما و تسعد بخدمتهما فالعامل النفسي من أوسع مجالات البر إذا أحسنت استخدامه
🔴 و من فقه البر : أن لا تُشعرهما أنّ إخوتك لا يهتمون بهما و أنَّك البارُ الوحيدُ أكِّدْ لهما أنهما قرةُ أعينٍ لأبنائهما و أن تقصير فلانٍ كان لظرفٍ طارئٍ
🔴 و من فقه البر : لا تحتدَّ مع إخوتك في نقاشٍ و لا يرتفع صوتكم في حضرتهما ففيه إزعاجٌ لهما و عدم احترام لمقامهما
🔴 و من فقه البر : أن يَعْلَم الواحد منا أن والديه عند الكبر تضيق نفساهما و تكثر مطالبهما و يقل صبرهما {فَلاَ تَقلْ لهُمَا أُفٍ}
🔴 و من فقه البر : الإلحاح على الله بالدعاء أن يعينك و يوفقك لبر والديك
اللهم إنَّ الحَقَّ لوالدينا أعظم مما نُقدمُ لهما اللهم فاغفر لنا تقصيرنا في حقهما و أعنَّا على برهما على خير وجهٍ يُرضيكَ عنَّا رب اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرًا من إفادات الشيخ أحمد أبو نقطة وفقه الله و أسعده و غفر له

رافقت والدتي حفظها الله مرةً في المستشفى و عندما هممتُ بالبدء في أذكار الصباح سألتني الوالدة عنها فأخبرتها و قلت لها سأرددها و رددي بعدي حتى أتممناها والله إن لتعليم الوالدين ما يجهلان أو تذكيرهما ما ينسيان أثرًا عجيبًا في النفس و سعادةً لا تُقدرُ بثمن و هو من أبسط حقوقهما ❤️
حتى لا تُقَصِّرْ أشعر نفسك دومًا و لو كُنتَّ أكثر إخوانك و أخواتك إحسانًا لوالديك و تلمسًا لحاجاتهما أنك الأكثر تقصيرًا من غيرك دون عقدِ مقارناتٍ مع أحدٍ و تذَّكرْ أنه مضمارٌ عظيمٌ للخيرِ ❤️
{وَ فِيْ ذَلِكَ فَلْيَتَنَاَفَسْ الْمُتَنَاَفِسُوُنَ}
هذا كتاب جميل في نفس الموضوع مع تفاصيل أكثر عنوانه : "فقه التعامل مع الوالدين"
من البر أيضًا أن لا يسمي والديه باسمهما قال عطاء : لا تُسمهما و لا تُكنهما و قل لهما :
يا أبتاهُ و يا أمّاهُ و رأى أبو هريرة رضي الله عنه رجلين فقال لأحدهما : ما هذا منكَ؟
فقال : أبي فقال : لا تُسمهِ باسمهِ و لا تَمشِّ أمامهُ و لا تجلسْ قَبلهُ " 
الأدب المفرد ٤٤ صفحة ٣٢
تقبيل الوالدين عن عائشة رضي الله عنها قالت :
(ما رأيت أحدًا كان أشبه سمتًا و هديًا و دلًا وقيل حديثًا و كلامًا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها)

ضرب سيدنا إسماعيل عليه السلام أروع أمثلة البر في تاريخ البشرية وذلك عندما قال له أبوه الخليل (يا بُنيَّ إنيْ أرىَ فيْ المنامِ أنَّيْ أذبحُكَ) فماذا كان رده؟!
(قالَ ياَ أبَتِّ افعلْ مَا تُؤمرُ ستَجدُنيْ إنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَابِريْنَ )
قمةُ الطاعةِ للوالدِ في أمرٍ عظيمٍ و جللٍ

-------
المرجع
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..