الأحد، 1 أغسطس 2021

قصة وابيات :- يامن يعلمني بتـاريـخ هَيِّن

قصة وابيات :-
يامن يعلمني بتـاريـخ  هَيِّن             لا قال هَيِّن كم اخليه من يوم
الشاعر/ سعد بن براهيم العريفي (زنينيح )رحمه الله هو والد شاعر العرض: ابراهيم بن سعد العريفي رحمه الله ،ولد في بلدة مزعل بمنطقة العرض بالقويعية في اواخر القرن الثاني عشر الهجري وعاش جزء من حياته في بلدة المزاحميه ثم عاد الى بلدته مزعل وتوفي رحمه الله  
حوالي سنة 1359 هـ. كان شاعر لا يشق له غبار في جميع بحور وانواع الشعر النبطي ومنها شعر العرضه والمحاورات والهجيني وغيرها. هذا الشاعر رحمة الله عليه له قصة تدل على نظافة قلوب الاوائل من الناس ففي اوائل القرن الثالث عشر الهجري كان شاعرنا يعيش في بلدة  مزعل مع والده ابراهيم وكان شابا في بداية العشرينات من عمره عام 1318هـ تقريبا ، وكانت بلدة مزعل تكثر بها المزارع المتناثرة على اطرافها وعلى امتداد وادي القويع الذي تقع عليه هذه البلده فكان في اوقات الصيف( القيظ )والذي تزداد فيه الحرارة وتنعدم فيه مساحات الرعي كان سكان البادية يتوافدون على القرى والهجر ليقطنوها ليكونو حول مصادر المياه ويمكثون طوال القيظ الى ان يتم صرام النخيل ليشاركو في مقايضة اهل النخيل وفي قيظ احدى السنين حضر من ضمن قطين البادبة في اطراف بلدة مزعل  عرب من الدوشان من مطير وكانو بالقرب من احدى المزارع كعادة القطين يكونوا حول الماء من اجل مواشيهم وقد رأى سعد بن ابراهيم  إحدى فتيات الدوشان مع بنات الفريق واعجب بها اعجاب فطري عفيف ونظيف  وبحكم نظافة قلوب الناس في ذلك الوقت فهو لم يتابعها اويتتبع تحركاتها اطلاقا بل ابلغ والده حالا وطلب منه ان يخطبها له واكد على والده ان يستفيد من الوقت ويخطبها قبل ان يرحل اهلها في نهاية القيظ..الا ان والده لم يبدي حماسا في طلب ابنه لعلمه ان ابنه سيتزوج ابنة عمه فيما بعد ،الا ان الابن الح على والده بالطلب فكان والده يرد عليه بقوله ( هين) بمعنى زين واصبر،اي موافقة غيرمعلومة ( ويرسل من يشير عليه ووالده يقول له (هين) بقصد التريث حتى ان الصيف ينقضي ويرحلون وينتهي الموضوع بدون زواج ،الا ان هذه الحيلة لم تنطلي على ابنه فسئم  هذه الكلمة ( هين ) التي ليس لها يوم معلوم ، لكن والده لم ياخذ قوله ماخذ الجد واستمر في التريث الى ان حصل ما اراد ورحلوا القطين  اهل الفتاة وقال هذه القصيده مخاطبا بعض اصدقائه لعل والده يطَّلع على هذه القصيده /

يامن يـعلمـني بـتاريـخ  هيّـنْ
لاقال هين كم اخليه من يـوم 

ماهوب من بين التواريخ بيِّن
ولاهوب يومٍ بين الايام معلوم

لو كثرت الاشوار مانيب ليّن
ويالايمي ماطيع لو يكثر اللوم

لو دلـهونـي بـالكلام الهويِّـنْ
ما ابيع في خلِّي ولو يكثر السوم

لأجْله نبيع ونشتري وانْـتديَّن
ندفع من اجله شمخ النِيب والكُوم

لو شافها راعي الكتاب المديِّنْ
حط الكتاب وحط له قاف ورسوم

بالعيد شفته بالخضاب امتزيـِّن
بـرموشه اللي كنها عسكر الروم

مع الفريـق وغيـرهـا ماتبيـَّن
وعلى النقا لله مادارت اعلوم

لاواعيون اللي عن النوم عَيـَّن
جداي اعد انجوم واراقب نجوم

ان ماحصل فالموت عندي مبـيِّنْ
وموت الفتى في طرد غاليه مرحوم

وزل المقيض ومرقب سهيل بَـيَّن
وطَوْوْ وحَطو فوقهن كل ملزوم

وشد الشديد وقمت اناظر واعيِّن
واراقب المظهور والقلب مقسوم

وأدنو لها هاك الـغبيط المزيَّـن
واقفا ظعنهم في حمىٰ كل شغموم

يـقفاه شجعانٍ تـحوف وتـعيـن
عليه وسم مطير بالجنب مرقوم

ولا بد في بـعض الامور اتـحيّـن
وبشايـة الله فوقهم نكسر الحوم
    —— ——————
فسمع الاب قصيدة ابنه فطلب والده  من  شويمي العريفي بأن يشور عليه  وان يقنعه  ويتزوج احدى بنات عمومته ،فأخذ  شويمي العريفي يقنعه ويحاول ان يصف له هذه الفتاة بانها قصيرة وانها سمرا  وفيه  اجمل منها .في محاولات ان يشير عليه بالعدول عن هذا الفتاة الح عليه (وهي من اجمل الفتيات )الا انه لم يأبه بما ذكره هذا المرسول عمه شويمي وقال له هذه الابيات مخاطبا  المرسول / 

بعض العرب دايم عماره دماره 
ماله ومال مروجات المواضيع

يـشير شورٍ ماحدنٍ استشاره   
يبدي هروجٍ عوج ماذبت الريع
 
والله لـو يذن براس المناره     
في صاحبي لاهدي ولااعطي ولاابيع

حبـه بـقلبي هو مـقره وداره     
لوقالو العذال ماصْخي ولا ابيع

قالوا قصار وقلت شفي قصاره            
ماهـوب شفي بالطوال النعانيع

وقالو سمار وقلت شفي سماره     
لو بدلوني باشقح الجلد ماطيع

 للحر يا العذال  تكفي الاشاره            
ماجا كفى يا اللي تريد المنافيع،
        —— ——
ومع رحيلهم اخذ الوجد من الابن مأخذه الا انه استعاد رباطه جأشه باالصبر ومحاولة النسيان ،فاستمر شهورا يتصبر ويكتم سره ليرضى بواقعه الا ان كل شيئ يقاوم الا شعور ذلك الرجل فصارت صحته تنقص يوما بعد يوم الى ان صار نحيل الجسم مسلول الحال حتى اخذه والده وقرر تلبية طلبه ،الا ان السؤال الآن اين سيجدون هؤلاء البدو الرحل ؟ فجهز الاب ذلولين بكل مايلزم فذهبو بحثا في البراري عن اهل الفتاة فامضى وقتاً يسأل ويتحرى حتى وجدهم فاستضافوه وابنه الشاعر سعد بن براهيم حيث اخبر والد الفتاة بما حصل لابنه و بأنه حضر من اجل خطبتها لابنه  وبعد ان تمت الموافقة من الفتاة وابيها تزوج عليها وعاد بها الى بلدته مزعل حيث ردت به الروح ورجعت له صحته فعاشت معه وانجبت  منه ذرية وتوفيت معه رحمهما الله جميعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..