الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021

حقيقة اكتشاف مكتبة تعود إلى العصر العباسي في منغوليا خلف جدار عرضه 75 وطوله 15 م

سألني كثير من الأحبة عن حقيقة هذا المرئي وهل صح أن فيها مخطوطات عربية! وبعد بحث وتقصي وجدت ما يلي، وستكون سلسلة مختصرة بحول الله.
وهذه المكتبة الضخمة تقع في دير بوذي يسمى دير ساكيا(وأحيانا ساݠيا)وبالتبتية sa skya dgon pa ས་སྐྱ་དགོན་པ وأسس سنة 1073 م، على نمط بناء مغولي يخالف النمط السائد في التبت قديما. وكان هذا الدير مركزا بوذيا عامرا. ولكن حينما بدأت ثورة لهاسا لحماية ال #دالاي_لاما من الشيوعيين الصينيين
أجبر الشيوعيون غالب الرهبان على الرحيل وكانوا يناهزون الخمسمئة راهب، ولم يبق في نهاية سنة 1959 التي كانت فيها الانتفاضة إلا ستة وثلاثون راهبا مسنا.
ودمرت الثورة الثقافية كثير من مباني الدير العديدة.وأما المكتبة التي في الدير فلعل أول من أذاع صيتها العلامة البنيالي الهندي المتخصص باللغة التبتية المدعو سَرَت تشندرا دَس Sarat Chandra Dash  শরৎচন্দ্র দাশ وهذا الرجل كان أعجوبة فهو جاسوس بريطاني ومهندس متمرس ويستحق نظيمة مستقلة
وله معجم تبتي في ألف صفحة. وقد ذكر في كتابه "رحلة إلى لهاسا ووسط التبت" معلومات عنها ترجمناها أدناه مع صورة للدالاي لاما وقوبلاي خان
ومكتبة دير ساكيا تحوي أكثر من 40000 نص كتب بخط اليد باللغة التبتية والسنسكريتية والصينية والمنغولية ، وهذه الكتب تتناول علوما كثيرة مثل الطب والفلسفة والأدب ولكن يغلب عليها النصوص البوذية.
وفي عام 2003 ، اكتشف الرهبان جدارًا مغلقًا يحتوي على 84000 نص آخر ، وهو الذي نراه في المرئي الذي انتشر وكثر اللغط حوله عندنا بعد ما يناهز عشرين سنة من اكتشافه☹. ض
وأبعاد هذا الجدار تبلغ 60 مترا بارتفاع عشرة أمتار. ويبدو أن الرهبان البوذيين تعمدوا إخفاءه خوفا من الشيوعيين. وتغير الوضع والتوجه السياسي فظهر للعلن.
وبحسب التقارير الغربية فأنفس ما فيها قيمة وندرة نصان بوذيان كتبا بماء الذهب هما الكانجور والتانجور (ترجمة الكلمة [كلمات بوذا] و ترجمة الرسائل [مؤلفات الرهبان البوذيين]. وهنا صورة لصفحة من مخطوطة ليست هذه المذهبة
وانتشرت في جنبات الشبكة إشاعات ساذجة وأحيانا مضحكة يحركها التعصب العرقي والمذهبي في الاوساط الهندوسية والنصرانية والإسلامية!. فزُعم أن هذه المكتبة تحوي مخطوطات تعود إلى 10000 سنة أو تحوي تاريخ هذه القرون المتطاولة [نصرانيا هي عمر وجودنا منذ آدم عليه السلام].
ونسي هؤلاء أن المكتبة تعود للقرن الثالث عشر الميلادي وعمرها بالكاد يتجاوز ألف عام. وظهرت إسلاميا وعربيا إشاعات أعجب تزعم أنها مخطوطات عربية نهبها المغول من بغداد، ويبدو أن هؤلاء المغول استكبروا فلم يستخدموا خرائط الخرّيت Google وبدل أن تذهب المخطوطات إلى بلاد المغول وصلت التبت!
أظن أن هذه النظيمة كانت ضرورية لبيان أنه ليس كل ما ينشر صحيح حتى وإن نشر غربيا (خاصة عند من يعاني من عقدة نقص تجاه الغرب)،ويتجلى لنا هنا أن الكسل المعرفي داء عضال،فلو بحث هؤلاء الذين نقلوا هذه المزاعم دون تثبت،لو بحثوا بضعة دقائق بشكل صحيح لعلموا أن كثيرا مما زعم لا يصح.ودمتم بود
نواف البيضاني  

المصدر
-

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..