الاثنين، 1 نوفمبر 2021

سيرة الشيخ /حمدان بن أحمد بن حمود بن باتل /رحمه الله

 الشيخ حمدان بن أحمد بن حمود بن باتل  الودعاني الدوسري المولود في الزلفي عام ١٣١٠هـ.
أشهر علماء البلدة في زمانه.
وهو مصباح في مشكاة الزلفي ،  ولد الشيخ مبصرًا وظلّ كذلك حتى العاشرة من عمره، وبعدها انطفأ الباقي اليسير من بصره (فقد البصر ولم يفقد البصيرة)
 
وللشيخ سبعة أبناء وأربع بنات. احمد ، و محمد ، و باتل ، و د.عبدالله ، وناصر ، و م.عبدالمحسن ، و سليمان ، و منيرة ، و سارة ، و فاطمة و ، سارة ، و نورة . رحم الله الاموت منهم واطال بعمر الاحياء .
  
كان يمشي بدون قائد لمسجده ولبيوت صحبه، ويعرف أصوات المتحدثين، ويميز كتبه بلمسها. وثابر على طلب العلم في بلدته ثمّ في القصيم مع صعوبة السفر والانتقال على الأعمى، وكان هو بنفسه يُعِدُّ خطب الجمعة ويتلوها على الناس عن ظهر قلب، لا يتردد ولا يتلعثم، وهكذا في صلاة التراويح والقيام


كان لديه ساعة في جيبة يتحسّسها بأصابعه فيعرف الوقت، ويشرف على الأعمال بنفسه وهو ضرير ويصعد اعلى المنارة لإعلان دخول شهر رمضان،


و بعد تمكنه من العلم تصدر للتعليم والتدريس فكانت له حلقتان للتدريس عصرا في جامع الإمام فيصل بن تركي وبعد المغرب في بيته


فقد بصره صغيرا لكنه لم يفقد بصيرته بل كان ذلك سببا لإقباله على العلم وتفرغه له ورب محنة صارت منحة وكم من بلية أصبحت عطية عوضه الله عن فقد بصرة حافظة قوية مكنته من حفظ القرآن والمتون العلمية فكان يكفي أن يسمع الشيء مرتين فيحفظه عن ظهر قلب

تتلمذ على يديه مشايخ وأكاديميون وادباء مثل: الشيخ عبدالمحسن العباد مدير الجامعة الإسلامية ود.حمود البدر الأمين العام لمجلس الشورى ود.عبدالعزيز العبدالمنعم الأمين العام لهيئة كبار العلماء ود.عقيل العقيلي الأستاذ السابق بالجامعة الإسلامية والشيخ احمد العصيمي، والشاعر النافع وغيرهم.

أصبح الشيخ في بلدته أشبه بدوائر شرعية متداخلة، وجامعة علمية، ومؤسسة اجتماعية، فضلًا عن واجباته المنزلية نحو بيتيه إذ لا يغيب عنهما يوميًا.

من أعمال الشيخ اللتي التزم بها الإمامة والخطابة، والتعليم والفتيا وإصلاح ذات البين وقسمة المواريث وعقد القران والحكم في وقائع الطلاق والرقية مع تعبير الرؤى ومن أعماله الحسبة تطوعًا ورسميًا وفوق ذلك يقضي حوائج الناس عبر المكاتبة أو السعي فيها. خير الناس عند الله أنفعهم للناس..


كان يتوقع أن يتعرض لضغوط من كثرة العمل، ينتج عنها شيء من الحدة أو الصلف، إلا أن الأمر عكس ذلك؛ فقد تمتع - رحمه الله - بأخلاق عالية وتواضع جمّ ونصح صادق، تراه في أشد المواقف هادئاً مبتسماً يحظى بحب واحترام الكثير،


وامتاز الشيخ في أعماله الكثيرة التي حملها على عاتقه بأمور منها تأهيل وتدريب الصف الثاني على القراءة والإمامة والتعليم والخطابة والالتزام بتيسير الفتوى دون تضييع لحكم الله أو تمييع لثوابت الشريعة، فليس له موقف متشنج تجاه الأمور المستحدثة مثل التعليم النظامي أو المذياع أو التصوير

كذلك استقبال الناس في كلّ وقت حتى أن النساء تطوف ببيوته طلبًا للفتيا طوال اليوم، وعقد القران للمتزوجين وهو في الشارع، فقد ذكر لي أبي الشيخ  عليالحمران أنه عقد قرانه على والدتي لولوة الفراج أطال الله عمرهما على طاعته وهما يمشيان من بلدة سمنان إلى المفيض

وشملت أعمال الحسبة التي تولاها مراقبة المكاييل والموازين، وأما علومه التي نشرها فهي علوم شرعية متنوعة إضافة إلى النحو والأنساب والتاريخ النجدي.
 
كما كان للشيخ علاقات واسعة داخل بلدته وخارجها، وله صلة بالملوك والأمراء، ومكاتبات مع العلماء ومراسلات فيها كتب مهداة، هذا غير الذين درس عليهم أو تخرجوا عليه أو زاملوه. وله قائمة تطول من الأصدقاء على مختلف أعمارهم واهتماماتهم،

ومن ثقة العلماء به أن رفض الشيخ محمد بن إبراهيم شكوى أحد الناس، وأجاب مستفتيًا بما معناه: يكفيكم وجود الشيخ حمدان.

قبل وقعة السبلة ١٣٤٧هـ كان الشيخ ممن استشارهم الملك عبدالعزيز ضمن وفد يضم علماء وأعيان الزلفي وقد تكرر ذلك ثلاث مرات

وله محبة زرعت في قلوب الخلائق له حتى عند الأطفال والنساء والعامة، ومن اللافت إجماع أحفاده وأسباطه وطلابه على أنه كان لهم بمثابة الأب.

وفي بيته فتح الباب للأضياف وتولى أولاده خدمتهم وإن خدمة الضيوف لمكرمة، وألقى الدروس في المسجد وبيته وبيوت بعض الوجهاء، وعمر وقته كله بالمفيد،
 
كان زاهدًا في المنافسة على الدنيا. و اشتهر الشيخ بقراءته الطويلة للقرآن في الصلاة وختم القرآن في رمضان مرتين والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان حتى أن ثوبه الجديد يأتي إليه في معتكفه فيلبسه ويخرج إلى صلاة العيد وله عناية بتحضير الخطب التي يلقيها وعنده دولاب يمتلئ بالكتب.
 
وبعد أن أمضى الشيخ عمره الطويل في الخير والمنفعة وفي العلم والتعليم والعبادة ونفع الناس ونصحهم وحسن عهد ومعشر، غادر الشيخ حمدان الباتل حياة الناس في عام ١٣٨٥هـ عقب مرض ألم به في أواخر أيامه...
 وحين شاع خبر موته سارع الناس إلى المسجد راجلين وراكبين، حتى امتلأ كاملًا، وصلى بالمشيعين قاضي الزلفي الشيخ عبدالله الغفيلي، رحمه الله رحمه واسعه
 
ختاما : لانختلف بأن العلماء ، ورثة الأنبياء ، ومن حقهم تخليد ذكرهم بصورٍ شتى ، ومن ذلك تسمية أحد شوارع او ميادين او معالم المحافظة باسم هذا العالم الجليل ، فلعل بلديتنا الموقرة
@bmz1434
ممثلة برئيسها
@Mutlagalhtlan
يوافقني الرأي .
 اللهم اغفر لعبدك الشيخ حمدان الباتل وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واجعله من الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون يا رب العالمين ...
 
 اعداد:
الصورة
أ. عبدالعزيز الحمران
@AzAlhamran
يُتابعك
-
.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..