الأحد، 26 يونيو 2022

الفرق بين: النظر والبصر والرؤية في القرآن الكريم.

    فائدة بلاغية  من معين البلاغة الذي لا ينتهي نبدأ بالتفرقة بين: 
 النظر والبصر والرؤية في القرآن الكريم.
1/ النظر :هو التحديق والتقليب في حدقة العين لإدراك الصُّور وبه تبدأ مرحلة الإبصار، فهو أول مراتب الإبصار
2/الإبصار :  هو إدراك أشباح الصور ورموزها وانعكاساتها مع تحليل  العصب البصري، فهو حاسّة الرؤية الواضحة للأشياء.
   3/ الرُّؤية :  هي الصورة الحقيقيّة لما مرّت به مراحل النظر ومن بعدها  البصرفالأمر يبدأ بالنظر ثم يتبعه البصر وينتهي بالرؤية.
وللتفصيل أكثر: 
 -1/النظـر:   قال تعالى:   {رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت}  قال تعالى:   {وتراهــــم ينظرون إليك وهم لا يبصرون}.   العيون تدور في مَحجرها ولكن العصب البصري لا يوصل  ولا يريدون أن يصل التيار إلى قلوبهم كي لا يفقهوا
وقال تعالى  {ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين}  لم يقل سبحانه وتعالى "فإذا هي بيضاء للمبصرين"!   لأن الذين يشهدون هذه الآية من الله سبحانه وتعالى،  ومن رسوله موسى عليه السلام لا ولن يعلموا سرّها!  فمجرد نظــر مبهوتين مندهشين فحسبهم النظر!

- أما البصـر:  قال تعالى في مشهد البعث والحشر حينما يرون الحقيقة  التي لا مفرّ منها بين يدي الله عين اليقين   {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد}
لأنه كان جعل على عينيه في الحياة الدنيا غشاوة:
{إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا  يومنون * خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ  أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
وجاء في محاولة سير ملكوت السماوات والأرض:
  {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى  من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا  وهو حسير}
وفرعون حين نادى قومه بالإبصار لا بالنظر حيـن   قـال لهم:
  {ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون}   فهي حقيقة بالنسبة له ولقومه الذين استخفّــهم فأطاعوه  وآمنوا به! ولذلك استعمل الإبصار لا النظر (أفلا تبصرون)
جاء في تفسير القرطبي لقوله تعالى:   {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ  أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ **فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ  سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ
أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ  يَسِيرًا}
وصفهم بالجبن؛ وكذا سبيل الجبان ينظر يمينا وشمالا  محددا بصره، وربما غشي عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..