الخميس، 22 سبتمبر 2022

قَضى وَطَراً منك الحَبيبُ المُوَدِّع

قال الخريمي إسحاق بن حسان  في رثاء ابنه:
قَضى وَطَراً منك الحَبيبُ المُوَدِّع
وَحَلَّ الَّذي لا يُستَطاع فَيَدفَعُ
وَأَصبحت لا أَدري إِذا بانَ صاحِبي
وَغودرتُ فَردا بعده كَيفَ أَصنَع

أَأَفني الحَياةَ عِفَّةً وَتجلدا
بِعافيَة أَم أَستَكين فَأَهلَع

بَلى قَد حلبت الدَهرَ أَشطرَ دَرّه
فَأَبصرت منه ما يضرّ وَيَنفَع

فَأَيقنت أَن الحيّ لا بُدَّ مَيّت
وَأَنَّ الفَتى في أَهلِهِ لا يُمَتَّع

وَقالوا أَلا تَبكي خَريم بن عامِر
فَقُلتُ وَهَل تَبكي الذلول المُوَقَّع

لَقَد وَقَذَتني الحادِثات فَما أَرى
لنازلة من ريبها أَتَوَقَّع

صبَرت وَكانَ الصبر خَيراً مغبةً
وَهَل جَزعٌ مُجدٍ عليّ فأَجزَع

ملكت دُموع العَين حَتّى رَدَدتها
إِلى ناظِري إِذ أَعيُن القَلب تَدمَع

أَعزت خُطوب الدهر نَفساً صَليبَةً
لما نابها مِن حادث لا تَضعضع

أَلَم تَرَني أَبني عَلى اللَيث بَيته
وأَحثو عليه الترب لا أَتخشّع

أرُدّ حَواشي بُرده فَوقَ سنّة
إخال بِها ضوءاً مِن البَدر يَسطَع

كَأَنّيَ أَبني في الحَفيرة باسِلاً
عَفيراً يَنوء لِلقيام وَيَضرع

تُخال بَقايا الروح فيه لِقُربِهِ
بعهد الحَياة وَهوَ ميت مقنع

وَكانَ خَريم مِن أَبيهِ خَليفة
إِذا ما دَها يَوما مِن الشَرِّ أَشنَع

أصانع عِندَ الدهر أَرجو بَقاءه
وَنفس من الأُخرى شُعاعاً تطلع

تذكرني شَمس الضُحى نور وَجهه
فَلي لَحظات نَحوَها حينَ تطلع

وَأعددتُه ذُخراً لِكُلِّ ملمّة
وَسَهمُ المَنايا بِالذَخائر مولع

بَقيةُ أَقمار من الغرّ لَو خبت
لَظَلَّت معدّ في الدُجى تَتَسَكَّعُ

إِذا قَمَرٌ مِنها تَغوَّر أَو خَبا
بَدا قمر في جانِب الأُفق يَلمَع

فَلَو شئت أَن أَبكي دَماً لبكيته
عليك وَلَكِن ساحةُ الصَبر أَوسَع

وَإِنّي وان أَظهرت صَبراً وَحِسبةً
وَصانعت أَعدائي عليك لموجع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..