ميتافيرس (بالإنجليزية: Metaverse) كلمة تتكون من شقين الأول «meta» (بمعنى ما وراء، أو الأكثر وصفاً) والثاني "Verse"
(مُصَاغ من «Universe») وتفيد (ما وراء العالم).وقد كان أول استخدام لهذا المصطلح في رواية الخيال العلمي تحطم الثلج (Snow Crash) عام 1992 التي كتبها نيل ستيفنسون، حيث يتفاعل البشر كشخصيات خيالية (بالإنجليزية: avatar) مع بعضهم البعض ومع برمجيات، في فضاء افتراضي ثلاثي الأبعاد مشابه للعالم الحقيقي، وقد تم تطوير استخدام المصطلح مع الزمن وقد كانت استخداماتها الأولى في منصات العالم افتراضي كمنصة سكند لايف، بدأ المؤلفون في دي سي كومكس في استخدام مصطلح «ميتافيرس» اعتبارًا من عام 2019 للإشارة إلى نسخة مركزية من الواقع تؤثر على الإصدارات الأخرى في الخطوط الزمنية البديلة. وقد استغل هذاالمصطلح لأغراض تطوير وتضخيم العلاقات العامة لمختلف التقنيات والمشاريع من نفس النوع. نظرًا لأن العديد من الألعاب الجماعية عبر الإنترنت تشترك في الميزات مع الميتافيرس ولكنها توفر الوصول فقط إلى الحالات غير الدائمة، التي يشاركها ما يصل إلى عشرات اللاعبين، فقد تم استخدام مفهوم الألعاب الافتراضية متعددة الأكوان لتمييزها عن الميتافيرس. يستخدم المصطلح عادةً لوصف مفهوم الإصدارات المستقبلية المفترضة للإنترنت، المكون من محاكاة ثلاثية الأبعاد لا مركزية ومتصلة بشكل دائم. هذه العوالم الإفتراضية يمكن الولوج إليها والوصول لها عبر نظارات الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز والجوالات والحواسب المكتبية ومنصات الألعاب.قد لا تشير «ميتافيرس» بالمعنى الأوسع إلى العوالم الافتراضية فحسب، بل قد تشير إلى الإنترنت ككل، بما في ذلك النطاق الكامل للواقع المعزز.هناك العدد من التطبيقات الفعلية المحتملة للميتافيرس، فحين الوصول إلى ميتافيرس مثالي سيكون بمقدور المستخدم أن يخوض أي تجربة أو نشاط وسيكون بمقدوره التعامل مع أي أمر يحتاجه من مكان واحد، إذ أن الميتافيرس عند وصولها الحالة المثالية الكاملة يمكن تطبيقها على أي شيء.
من أهم التطبيقات
ألعاب الفيديو
طورت تقنية ميتافيرس العديد من التقنيات المستخدمة في لعبة فيديو الحديثة والتي تتصل بالإنترنت، وقد وصفت منصة العالم الافتراضي سكند لايف في عام 2003 أنها أول ميتافيرس فقد صورت المستخدم على أنه رمز في عالم ثلاثي الأبعاد وقد دمجت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تمتعت بأهم ميزات العالم الافتراضي وهي الحياة الاجتماعية ووظائفها كلعبة ماين كرافت التي تحاكي نظيرًا متقدمًا في الميتافيرس وقد تمت مناقشة هذا الموضوع من قبل الصحفي التكنولوجي كليف طومسون، وقد حظيت لعبة روبلوكس بميزات مماثلة مع استخدامها في ذلك الحين استخدامًا هامًا للمصطلح في التسويق،
وقد توجهت المطالب إلى تطوير الميتافيرس لتضم بعض البرامج مثل فورتنايت وذا بالاس واكتيف وورد.
الواقع الافتراضي
أطلقت شركة فيس بوك الاجتماعية عالمًا افتراضيًا عام 2019 باسم هوريزون وورد أي عالم الأفق، وقد أعلن مارك زوكربيرغ مالك شركة فيس بوك تغير اسم الشركة إلى ميتا بلاتفورمز وأعلن رسميًا التزام الشركة بتطوير ميتا بلاتفورمز، وقد ترتب عليها تطوير العديد من تقنيات العالم الافتراضي ميتا بلاتفورمز، وقد انتقدت فرانسيس هوجن العمليات التي تقوم بها الشركة على أنها مخالفات تهدد خصوصية المستخدم مقابل التركيز المستمر للشركة على تطوير جانب الميتا بلاتفورمز، وقدمت أيضًا انتقادًا لهوريزون وورد لما فيه من التحرش الجنسي. في عام 2017 ضمت مايكروسوفت شركة (AltspaceVR)،
ثم بدأت تستخدم خواص تقنيات الميتافيرس فقد عقدت مايكروسوفت اجتماعات في العالم الافتراضي مايكروسوفت تيمز.
تكنولوجيا
المعدات
تشمل معدات الميتافيرس أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية، والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط والواقع الافتراضي (VR) وتقنيات العالم الافتراضي. وقد أدى اعتماد تقنية العالم الافتراضي إلى الحد من تطور الميتافيرس واعتمادها على النطاق الواسع، وقد أدى وضع الحدود للمعدات المحمولة والحاجة إلى تحقيق التوازن والتوافق بين التصميم والتكلفة إلى التقليل من إمكانيات التنقل والرسومات عالية الجودة، قامت سماعات الأذن اللاسلكية بتقديم مميزات كخفة الوزن لتحقيق كثافة بكسل اللازمة لشبكة العين، بالرغم من أن المعدات عالية الأداء سلكية وكبيرة الحجم بالعادة، وقد نواجه مشكلة أخرى لاعتماد التكنولوجيا على نطاق واسع وهي التكلفة، حيث تتراوح أسعار سماعات الرأس VR للمستهلكين من 300 دولار إلى 1100 دولار اعتبارًا من عام 2021.
برمجة
لم تعتمد تطبيقات ميتافيرس مواصفات فنية موحدة على نطاق واسع للتطبيقات، تعتمد تطبيقاتها الحالية في المقام الأول على تقنية خاصة، وكانت خاصية التوافقية للحاسوب مصدر للقلق في تطوير الميتافيرس وذلك بشأن الخصوصية والشفافية، وقد كان هناك العديد من مشاريع توحيد البيئة الافتراضية. وصف المشهد العالمي هو وصف مشابه لرسومات الكومبيوتر ثلاثية الأبعاد، التي تم إنشاءها من قبل شركة بيكسار وقامت بعض الشركات بدعمها مثل بلندر أبل سينكت وثري دي إس ماكس، وقد أعلنت شركة إنفيديا في عام 2021 أنها تبنت الدولار الأمريكي لتطوير الميتافيرس الخاصة بها.
مصدر 1
=========
مصدر2
-
======
الميتافيرس Metaverse :مفهومها، مميزاتها، سلبياتها، وإمكانية الاستفادة منها في التعليم
الميتافيرس Metaverse
الميتافيرس Metaverse :مفهومها، مميزاتها، سلبياتها، وإمكانية الاستفادة منها في التعليم
وردة غرمان العمري 2022/07/01 الواجهة
مقدمة:
يسعى الإنسان دوماً إلى التطوير والبحث عن الأفضل منذ بدء الخليقة، فلم يستسلم أبوه آدم عليه السلام عندما هبط إلى الأرض، بل بدأت من هناك رحلة البحث عن كل شيء، إنها الرغبة في الاستمرار والحياة، حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بغرائز البشر وطبيعتهم، ولذا يحاولون جاهدين لتكييف كل ما حولهم من أجل البقاء وإن اختلفت أوجه هذا البقاء ومسمياته. ومن ينظر إلى التاريخ ويتأمل القصص يدرك أن التطور سمة رئيسية في طبيعة الإنسان وإن اختلف شكل هذا التطور من حقبة إلى أخرى ومن بيئة إلى أخرى. وفي العصر الحديث مثلت التكنولوجيا أبرز أوجه تطور الإنسان ووصوله إلى مكان حيث لم يكن في الحسبان الوصول إليه ولعل قول الله تعالى يصف ذلك في الآية الكريمة:” يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان”(33)، (سورة الرحمن). وهنا أتساءل هل التكنولوجيا الحديثة هي ذلك السلطان؟ الله وحده من يَملك معرفة ذلك.
ولكن هناك تساؤلات أخرى تدور في الذهن، هل الإنسان طَوّر وتَطّور في مجال التكنولوجيا وما يرتبط بها إلى الحد الذي أفرط فيه وتجاوز وأصبح يشكل تهديداً له؟ هل بدأت معالم واقع مختلف تحكمنا فيه التكنولوجيا تتشكل بوضوح؟ أم هل ستكون التكنولوجيا وما أفرزته من أدوات هي العصا السحرية في حل مشاكل البشرية منذ الأزل، هل سيعيش البشر في اللاواقع واللانهاية وتكون هناك بداية النهاية؟ هل نحن نسير بلا وعي خلف التكنولوجيا أم أننا مجبرون على ذلك؟ ربما لا أملك إجابة لهذه التساؤلات الغامضة، ولكن ربما يجيب عليها الزمن، وبمرور الوقت تتضح الحقائق.
من هنا نتناول الميتافيرس للتعرف على هذا النوع الجديد من التكنولوجيا، الميتافيرس تعد المفردة الغامضة في حد ذاتها والمنقسمة في نفسها إذ أنها توهم بواقع ولا واقع في الوقت ذاته، حقيقة ولا حقيقة. وفي الأبحاث ذُكر أن مفردة Metaverse مكونة من شقين، ميتا وتعنى (بعد) في اليونانية، و(فيرس) تعني الكون أو العالم، أي أن الكلمة تعني ما بعد الواقع إن صحت هذه التسمية(Mystakidis, 2022)، و تمثل ميتا فيرس أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا بعد عقود من التطور والتدرج في عالم الويب وشبكة الإنترنت، فلنتعرف عليها أكثر من خلال ما تم الاطلاع عليه من موقعها الرسمي Meta ومن بعض الأبحاث التي تناولتها .
مفهوم الميتافيرس
أشارت عدة أبحاث تدور حول الميتافيرس أن هناك غموضاً لايزال ملموساً في تحديد معنى تام وواضح للميتافيرس وماهيتها، وربما يعود ذلك إلى أنه لايزال هناك المزيد من العمل ليتم تطوير هذه التكنولوجيا بشكل كامل (Lee et al, 2021) .
ولكن يمكن القول بأن الميتافيرس هي عبارة عن شبكة اجتماعية ضخمة تتضمن مزيجا من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) والبيئات ثلاثية الأبعاد 3D بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي ((AI يتم التفاعل معها في الوقت الحقيقي وبشكل فعال ومستمر، يشترك فيه عدد غير محدود من الأشخاص حول العالم، ويوفر بيئة انغماس حقيقة للمستخدمين وإحساسا حقيقيا، وبتواصل حقيقي افتراضي في بيئات مشابهة تماماً للبيئات في الواقع، كما تتم فيها أنواع التعاملات المختلفة كالاتصالات والدفع وغيرها (Liew, 2021).
كذلك فقد ذكر ماي ستاكيديز(Mystakidis, 2022) أن ميتافيرس هي عالم ما بعد الواقع، يتم فيه دمج الواقع المادي مع البيئات الافتراضية بشبكة متصلة تضم تفاعلات مستمرة ومتعددة الأشخاص، وتحتوي عوالم للّعب المفتوح وتقوم على الواقع الافتراضي VR والمعزز AR، ويتم تمثيل المستخدمين فيها بصور رمزية يتم التفاعل بينها في الوقت الفعلي وبإحساس غامر يعيشه المستخدمين ويطلق على هذه الرموز أفاتار(Avatar).
فكرة بيئة ميتافيرس ونوع التكنولوجيا المستخدمة فيها
تقوم ميتافيرس على أنواع معقدة ومتداخلة من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز(AR) والخليط (MR) وتشكل معاً مزيجاً يكون ما يسمى بالواقع الممتد XR))، وبالاعتماد على تقنيات ثلاثية الأبعاد لتكوين كائنات افتراضية تتكامل بشكل وثيق مع المحسوسات المادية والبشرية، وتتداخل معها أيضاً تقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والرؤية الحاسوبية ومستشعرات حسية وتقنيات أخرى كالبلوكتشين لضمان تخزين البيانات والتعامل معها بما يضمن الحماية والخصوصية للمستخدمين، وقد ذكر لي وآخرون (Lee et al., 2021) في بحثه عن الميتافيرس ثمانية تقنيات أساسية تقوم عليها ميتافيرس تشمل الواقع الممتد وتفاعل المستخدم والروبوتات والذكاء الاصطناعي وما يرتبط بها من تقنيات أخرى كما وضحه بالشكل التالي:
الميتافيرس Metaverse
شكل (1)
جيل الويب الذي تدعمه ميتافيرس
بالنسبة لجيل الويب الذي تدعمه ميتافيرس فسيكون تداخلاً من عدة أجيال ولكن أبرزها (ويب 4.0 )، والذي يرتبط بعلاقة تكافلية تكاملية مع إنترنت الأشياء و AI أو كما يطلق عليه بالويب التكافلي، والذي تتضح فيه سمات الاندماج والانغماس الحقيقي في العالم الافتراضي مع تفعيل خدمات لامركزية تساعد المستخدمين على الإبحار والتفاعل بشكل كبير، ويتشارك معهم وكلاء أذكياء وأجهزة استشعار وخدمات معالجة اللغة، تمثل جميعها معاً نقلة نوعية في عالم الويب وخدماته، ولكن هل ويب ( 4.0 ) ظهر من العدم أم أنها البيانات وقوتها المخزنة منذ أول إدخال لها في الحواسيب؟ لا سيما ويب (2.0 ) عندما أظهرت الشركات الاهتمام بالبيانات وجمعها، مما كوَّن قوة بيانية ضخمة ظهر نتيجة لها ويب (3.0 ) حيث تبلورت فيه خدمات كبيرة ونوعية للمستخدمين ودور أكبر من التفاعل والانسجام للمستخدمين مع خدمات ويب ( 3.0)، والذي لايزال يُظهر لنا مستجدات كل يوم ولعل البلوكتشين والبيكوين من أبرز ملامح ويب ( 3.0). نستطيع القول باختصار أن ميتافيرس وليدة البيانات الضخمة التي اجتمعت وتراكمت عبر عقود من الزمن يتشارك فيها بشكل أكبر ويب ( 2.0 )المنتج الرئيسي للبيانات، وويب (3.0 ) الذي استفاد من هذه البيانات وتخزينها، وويب ( 4.0) الذي وظف هذه البيانات بشكل حقيقي عبر التقنيات المذكورة سابقاً، وربما سيكون هناك جيل أو أجيال أخرى من الويب تناسب العوالم الجديدة في ميتافيرس.
المميزات والسلبيات التي يمكن أن تنتج من استخدام ميتافيرس اجتماعيا
من أهم المميزات التي ذكرها مارك زوكربيرج عندما أعلن عن تغيير اسم الشركة إلى ميتا، والتي أرى أنها مميزات مذهلة حقاً، هي:
– التفاعل والتشارك مع الأشخاص والأصدقاء ومشاركة الهوايات المحببة سوياً في الوقت الفعلي كألعاب الفيديو وحضور مناسباتهم الاجتماعية دون عناء أو تحمل تكاليف السفر والتي لا تتوفر أحيانا في العالم المادي.
– الميزة الهامة التي ذكرها كذلك التخفيف من الازدحام وحفظ الأوقات وتجنب المشكلات الناتجة عن صعوبة المواصلات وتعقدها.
– وجود مساحات متنوعة تماثل أو تفوق المساحات الحقيقة يتم فيها ممارسة الحياة الافتراضية، فهناك مساحة البيت ومساحة العمل ومساحة للعب ومساحات للتفاعل مع العالم الخارجي في الميتافيرس، تتيح خيارات عديدة للمستخدمين فلا تسبب الملل والروتين.
وأضيف إلى هذه المميزات من وجهة نظري ما يلي:
-إيجاد العلاقات الاجتماعية المناسبة لفئات معينة يتم تجاهلها كثيراً في الواقع الحقيقي، ككبار السن في دور المسنين، أو ذوي الاحتياجات الخاصة في مراكزهم والذين يفتقدون إلى حقيقة التواصل الاجتماعي إلا في حدود قليلة.
– حضور مباريات كرة القدم بشكل خاص له شعور آخر عندما يتم بكامل الانغماس وجو المباراة الحقيقي والذي لا يشبه أبدا متابعة المباراة عبر التلفاز.
– إيجاد الشركاء واختيارهم، كاختيار الزوج أو الزوجة المناسبين في الحياة الواقعية عبر الافتراضية قد تكون ميزة حقيقة يمكن التوصل اليها عبر الواقع الافتراضي من خلال معرفة عميقة للشخصيات واختيار المعايير المناسبة لكل منهما قد تدفع في نهاية المطاف إلى علاقات زوجية ناجحة.
– من المميزات الرائعة كذلك الصور الرمزية المعبرة عن شخصية المستخدم (Avatar) حيث تتيح للمستخدم اختيار ما يرغب فيه دون حدود معينة في رسم شخصية تعبر تماماً عن صاحبها.
ومن ناحية أخرى فإن القلق بشأن ما يمكن أن تتسبب به الميتافيرس من السلبيات تتمثل أبرزها في:
-الخصوصية، هي التهديد الأكبر الذي قد تقتحمه ميتافيرس، فلا مكان هناك للاختباء والحفاظ على الجدران المغلقة فبيانات الأشخاص أصبحت ملكاً للجميع شاؤوا أم أبوا، ولكن قد تساعد قوانيين الخصوصية ووجود المعايير الصارمة على الشركات إلى تجنب المشكلات العميقة في هذه النقطة.
الانعزال، هو الآخر قد يشكل ضرراً حقيقياً على الأفراد والمجتمعات في الواقع المادي، فقد يصبح كل شخص يعيش في عالمه الميتافيرسي وينسى عالمه الواقعي وربما لن يجيد التعامل مع الواقع بمرور الوقت.
كذلك الخوف من انهيار الأخلاق والتعرض لجرعات عالية من الإباحية والجنس قد تدمر على المدى الطويل مبادئ وأخلاق الجيل، وينشأ بالتالي جيل لا يعلم الفرق بين العلاقات وأيها حلال أو حرام، وهنا يأتي دور كل مربي وتربوي في السباق نحو بناء ثقافة ووعي وإدراك وكذلك بناء ميتافيرس يناسب أخلاق، وتوجهات وثقافة الأمة والوطن.
كيف يمكن أن تدعم بيئة ميتافيرس التعليم ؟
“لدى الباحثين والمعلمين وصانعي السياسات والمصممين الرقميين فرصة لقيادة الطريق بدلاً من السقوط للأسفل، وللاستفادة من إمكانيات Metaverse كمساحة عبر الإنترنت ثلاثية الأبعاد وعالمية ومترابطة وغامرة في الوقت الفعلي، لذا نحتاج إلى طرق جديدة لربط العالم المادي بتجارب الواقع المعزز والافتراضي”(Hirsh-Pasek et al., 2022)
ذكرت بعض الأبحاث أنه يمكن الاستفادة منها في المجال الطبي بشكل فعال في المستقبل لمنح المستخدمين تعليماً أكثر شمولاً وتفاعلية وتعاوناً في المجال الطبي(Chen et al., n.d.).
كما تَعِدُ ميتافيرس بفوائد جمة في مجال الطيران على وجه الخصوص، حيث تعطي فرصاً هائلة للتفاعل مع الطائرات وتقدم تجارب طيران شبه حقيقية، كذلك في مجال صيانتها وهندستها بواسطة النظارات الذكية معززة بكائنات افتراضية ووحدات تعالج الكلام واللغات المختلفة للمسافرين وخطط ذكية للسيطرة على الأجواء في السماء والهيمنة على مسار الرحلات في تفاعل مستمر وتفاصيل دقيقه تثير الدهشة وتدعو إلى الاستفادة من ميتافيرس بأفضل الطرق في مجال الطيران وتعليمه (Siyaev & Jo, 2021).
– وفي مجال العلوم يمكن الاستفادة من الميتافيرس وتوظيفها على سبيل المثال في مجال الكيمياء فيما يلي:
إجراء التفاعلات الكيمائية والتعامل معها بشكل شبه حقيقي وواقعي، سواء كانت العناصر المستخدمة مشعة أو تحتوي نسبة عالية من اليورانيوم والراديوم فسوف تكون هناك إمكانية لتحقيق ذلك أمام أعين المتعلمين دون الخوف من أي ضرر يمكن أن تتسبب به تلك المواد في المعامل الحقيقية في الواقع المادي.
– تحويل المفاهيم المجردة التي طالما استعصى فهمها وإدراكها على عقول الطلاب وجعلها متجسدة أمامهم، فيمكنهم في عالم الميتافيرس رؤية ذرات الكربون وهي تتناثر حولهم أو تشكل مصفوفات متناظرة أو غير متناظرة في مركبات وجزيئات متنوعة، تتراكم أو تتباعد أمام أعينهم، وهذا يمكنهم من رؤية تراكيب الأشياء وأشكالها غير المرئية في الواقع المادي، فيعلمون كم ذرة كربون تحيط بهم في كل شيء، وماهي النسبة الآمنة من تراكيبها المختلفة ك Co2 التي يتعاملون معها بشكل مستمر، فيدفعهم ذلك إلى ترشيد الاستهلاك واختيار المركبات الأكثر آمنا للفرد والبيئة، ومنها كذلك إدراك الخطر الحقيقي الذي يشكله ثقب الأوزون وانبعاث الغازات الضارة في تغيير مناخ الأرض وطبيعتها، وهنا بالتحديد يمكن تشكيل ميتافيرس حقيقي عن شكل الأرض، مع هذه المهددات الحقيقية وكيف يمكن ملاحظة ذلك برؤية واقعية ترسم الاثار المدمرة للتغير المناخي على الإنسان والمخلوقات الحية بشكل عام، ومن ثم مساعدة الطلاب على بذل الجهد على المدى القصير للمحافظة على بيئتهم القريبة، وعلى المدى الطويل المحافظة على الكوكب ككل.
– كذلك توظيفها في العلوم الدقيقة ودراسة الكائنات الحية والغوص في جسم الإنسان ومعرفة تفاصيل دقيقة، يستحيل الوصول إليها في جسد الإنسان الحقيقي، وربما كشف علاقات وتفاعلات لم يتم الكشف عنها مسبقاً، وقد يمكن التوصل إلى أبعد من ذلك كالتحكم في جينات الإنسان والأمراض الوراثية والسيطرة على هذه الجينات، وبالتالي منع ظهور هذه الأمراض تدريجياً. ولكن قد يساء استخدامها في هذا المجال فيتم التلاعب في الجينات والإنتاج البشري وإجهاض الأجنة غير المرغوبة، وتفضيل جنس على آخر أو حتى التدخل في أعداد البشر، وما إلى ذلك من سيناريوهات مخيفة فيما لو لم يتم السيطرة عليها وإخضاع عوالم الميتافيرس لقوانين صارمة تضمن الاستفادة منها دون تهديد للبشرية.
– وفي التاريخ يمكن الاستفادة منها بشكل كبير في عرض التاريخ والثقافات البائدة واستكشاف أسرار التاريخ و غرائب الماضي والبحث عن قصص الأمم الغابرة والحضارات السابقة وتمثيلها بشكل واقعي يوحي بمعايشه الإنسان ومعاصرته لكافة العصور المختلفة.
– وفي الفن تمثل ميتافيرس بيئة فنية خصبة لتعليم وتعلم الفن بأشكاله وألوانه وتفسيراته، وربما يتمكن سكان الميتافيرس يوماً ما من حل الألغاز الغامضة في لوحات بابلو بيكاسو الشهيرة، وكتابة صفحة جديدة في الفن بواسطة الميتافيرس، وما تدعمه من خيال فني لا محدود يسمح للجميع بالمساهمة فيه والمشاركة في رسمه وإنشاء ما يريد دون قيود.
المراجع:
Chen, Y., Lin, W., & Chen, G. (n.d.). On application of metaverse in medical education via platform of medical electronic journals : a case study of Journal of Trauma and Emergency Electronic Version. 5.
Hirsh-Pasek, K., Zosh, J. M., Hadani, H. S., Golinkoff, R. M., & … (2022). A whole new world: Education meets the metaverse. Policy, February. https://www.brookings.edu/wp-content/uploads/2022/02/A-whole-new-world_Education-meets-the-metaverse-FINAL-021422.pdf
Lee, L.-H., Braud, T., Zhou, P., Wang, L., Xu, D., Lin, Z., Kumar, A., Bermejo, C., & Hui, P. (2021). All One Needs to Know about Metaverse: A Complete Survey on Technological Singularity, Virtual Ecosystem, and Research Agenda. 14(8), 1–66. http://arxiv.org/abs/2110.05352
Mystakidis, S. (2022). Metaverse. Encyclopedia, 2(1), 486–497. https://doi.org/10.3390/encyclopedia2010031
Siyaev, A., & Jo, G. S. (2021). Towards aircraft maintenance metaverse using speech interactions with virtual objects in mixed reality. Sensors, 21(6), 1–21. https://doi.org/10.3390/s21062066
مصادر تم الاطلاع عليها:
Meta. (2021, Oct 28). “The Metaverse and How We’ll Build It Together”, Connect 2021(Video), YouTube, Retrieved from
https://youtu.be/Uvufun6xer8
Meta. (2021, Oct 28). “Welcom to Meta”, Retrieved from
https://about.facebook.com/meta/
مصدر 3
=======
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..