الخميس، 14 ديسمبر 2023

الفرق بين الصاحب والصديق

      الفرق بين الصاحب والصديق  فرق كبير لفظًا واصطلاحًا، وهذه المعلومة لا يعرفها الكثير من الناس فمن الممكن أن

يخلطوا بين الكلمتين، وعند ذكر كلمة الصاحب أو الصديق يأتي في أذهاننا العلاقات الإنسانية الاجتماعية التي تربط بين البشر، وسوف نعرف الفرق بينهما هنا.


الفرق بين الصاحب والصديق
تعد اللغة العربية من أجمل اللغات، فهي بحرًا واسعًا من الألفاظ والكلمات والمتشابهات، فمن الممكن أن تعطي كلمة واحدة بتشكيلات كثيرة معان مختلفة، سوف نناقش الفرق بين الكلمات التي تعطي معان متقاربة للصاحب والصديق وأيضًا الفرق بينهما، حيث أن جمال تلك اللغة يتجلى في التفرقة بين كلمتي الصاحب والصديق.

 
معنى الصاحب لفظًا واصطلاحًا
أتت كلمة الصاحب لفظًا من الصُحبة، وفعل صَحِب الثلاثي، وتعني اصطلاحًا المصاحب أو المرافق الذي يصاحب الشخص ويرافقه في أي مكان يذهب إليه، فيقول فلان يرافقني أو فلان مرافقي أي يصاحبني في السفر أو طلب العلم و الدراسة أو في أي أمر آخر.
والصحبة لا تدوم فبمجرد انتهاء الأمر أو المصلحة أو هدف مصاحبة شخص لآخر ينفصلان ومن الممكن ألا يرى كلا منهما الآخر بعد ذلك، وعليه فلا تقال أسرار بينهما؛ لأنهما ليسا بهذا القرب، وليس بالضرورة أن يضر الصاحب صاحبه لكن لا يكون عليه التزامات تجاه صاحبه.

معنى الصديق لفظًا واصطلاحًا
أتت كلمة الصديق لفظًا من الفعل صدًق الرباعي أو الفعل صدق الثلاثي، وتعني اصطلاحًا ذلك الشخص القريب لصديقة نفسيًا ومعنويًا، ويصدقه في القول والفعل ويصادق عليهما، ويثق كلًا منهما بالآخر فتكون هناك أسرارًا مشتركة بينهما، ولا يكذب أحدهما على الآخر.
يكون الصديق مأمنًا لصديقه وعونًا له وقت الحاجة، ويجب أن يكون أسلوب الحياة، والتربية، والتفكير، والتفاهم بين الصديق وصديقه متقاربًا جدًا ومتكافئًا حتى يطلق كلًا منهما لفظ صديقي على الآخر، وهذا كله لا يوجد في الصحبة، فالصحبة لا تحتاج لكل ذلك كما ذكرنا سابقًا.

 
معنى الخِلُّ أو الخليل لفظًا واصطلاحًا
أتت هذه الكلمة من المٌخالًة أو المٌخاللة، وهو الرفيق، والصديق، والحبيب.

معنى الخِدن لفظًا واصطلاحًا
تعني مصاحبة أو مصادقة الرجل والمرأة في السر بغرض الشهوة.

معنى الزميل لفظًا واصطلاحًا
تطلق كلمة الزميل على رفيق و صاحب نفس الدراسة أو العمل فقط.
 

التفريق بين الصاحب والصديق عمليًا
يظهر الفرق بين الصاحب والصديق عمليًا بالمواقف والتجارب، بحيث لا يمكن أن يكون الصديق صاحبًا، ولكن يمكن أن يكون الصاحب صديقًا في أي وقت بشروط منها:

    الوقوف بجانبه وقت الفرح، ووقت الحزن والشدة.
    تقديم النصيحة له ومساعدته وقت الحاجة.
    الدفاع عنه والتضحية بنفسه في سبيله.
    دعمه في المواقف المختلفة وحفظ أسراره.
    يكون ملجأه و أمانه وقت الحاجة.

 
الفرق بين الصاحب والصديق   و معنى الصاحب في القرآن الكريم 
ورد في القرآن الكريم بالتفصيل الفرق بين الصاحب والصديق في عدد من الآيات، منها:.
 
يأتي معنى الصاحب من لفظها، وهو الذي يصاحب الشخص في نفس المكان ونفس الزمان فترة مؤقتة أو دائمة، ومن الممكن أن يضر الصاحب صاحبه ويكون عدوًا له أو ينفعه فيكون صديقة، ومن الآيات التي توضح ذلك:

    أطلق علي الزوجة في القرآن الكريم لفظ صاحبة أي التي تصاحب زوجها في حياته مدى الحياة ويفر منها يوم القيامة ومن والديه، وأخيه، وبنيه ولا ينقذهم، كما جاء في قوله تعالى: “يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ” (عبس 36)، والمجرم حينها يتمنى أن يفتدي نفسه بأهله، كما جاء في قوله تعالى: “يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ” (المعارج11).
    يمكن أن تكون الصحبة بالنسبة للوالدين أيضًا مدى الحياة، كما جاء في قوله تعالى: “وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا” ( لقمان15).
    من أنواع الصحبة المستمرة الدائمة أيضًا مصاحبة الجار، فقد جاء في قوله تعالي: “وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ” (النساء36).

معان أخرى للصاحب في القرآن
    كان من أصحاب موسى عليه السلام منافقين كافرين به، أي الصحبة الفاسدة المنافقة التي ضرته، فقد قال الله تعالى عن قوم موسى:

    “فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ” (الشعراء61)، ثم عبدوا العجل بعد ذلك.

    ومعنى الصحبة الضارة أيضًا مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل مكة الكفار في المكان والزمان وليس في العقيدة كما جاء في الآية التي يخاطب بها الله أهل مكة حيث قال تعالي:

    “مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى” (النجم 2).

    من الممكن أن يكون الصاحب على نفس دين صاحبه وقد لا يكون، فمن الصحبة النافعة مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق في المكان والزمان والدين و كان يطمئنه وقت خوفه.. كما جاء في الآية الكريمة في قوله تعالى:

    “إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا” (التوبة 40).

    من الممكن أن تكون الصحبة لوقت معين في الطريق كما جاء في قوله تعالى:
    “قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي” (الكهف76)، هذه الآية نزلت في مصاحبة العبد الصالح لسيدنا موسى في الطريق.
    من الممكن أن تكون الصحبة لوقت معين أيضًا في حالة مصاحبة المسلم والكافر، كما جاء في قوله تعالى:

    “فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا” ويرد عليه المسلم “قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا” (الكهف34، 37).

هذا جاء في الكافر المتكبر الذي كان يصاحب المسلم ويتكبر ويغتر بما عنده، وهذا جاء في قصة الرجلين الذي كان أحدهما صاحب جنة وحديقة.

    من الممكن أن تكون الصحبة لوقت معين بين كافر ونبي كما جاء في قصة سيدنا يوسف حيث كان له صاحبين في السجن، كما جاء في قوله تعالى:

    “يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ” (يوسف39).

 
معنى الصديق في القرآن
  ذكر ت كلمة الصديق في القرآن مرتان فقط، بمعان ومقاصد مختلفة:

    يصاحب الصديق صديقه في الدنيا ويجده عند الشدة ويتسامر معه و يحبه، كذلك الحال في الجنة حيث يصاحب الصديق صديقه في الجنة، ويتكلمون ويضحكون في صداقة ومحبة والعكس بالنسبة لحال الكفار في النار، كما جاء في قوله تعالى في الآية التي يصف فيها حالهم:

    “فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ” ( الشعراء 101).

    جاء معنى الصداقة في القرآن الكريم والتشريع بأن مصرح للصديق أن يأكل في بيت صديقه واعتباره أخ له أو أحد أقاربه، كما جاء في قوله تعالى:

    “لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ” (النور 61).


-


.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..