أجرى أحد المتخصصين في علم الأحياء دراسات علمية على ملح القصب، وسجل نتائج الدراسة في بنك الجينات الأمريكي، وأكد خلو ملح القصب من أي تلوث يضر بالإنسان أو الحيوان.
وفي التفاصيل، أجرى الدكتور محمد الغنيم، أستاذ علم البكتيريا والمتخصص في الأحياء الدقيقة وكبير مفتشي مصانع المياه المعبأة بالهيئة العامة للغذاء والدواء سابقًا، بحثًا علميًّا على ملح القصب.
وقال الدكتور الغنيم: "زرتُ مملحة القصب، وقمت بجمع عينات من برك تبخير الماء وترسيب الملح، واستخلصت من هذه المادة الملونة، ودرستها، وتبيَّن لي أنها تجمعات لكائنات حية مجهرية وحيدة الخلية، تتكاثر في برك تبخير الملح، وتترسب ضمن طبقاته، وهي تحب النمو في البيئات شديدة الملوحة، ولا تسبب أي ضرر صحي لمتناول الملح؛ فهي تعيش طبيعيًّا في هذه البيئات شديدة الملوحة، ويمكن رصدها في أي نوع من أنواع ملح الطعام الطبيعي".
وأضاف: "عادة لا تستهدف أنظمة الرقابة تلك الكائنات بالتحليل المخبري؛ لأنه لم يعرف عنها القدرة على إحداث الضرر بمتناول الملح، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا. وهذا اللون الأحمر الخفيف المائل للبني يعود إلى مركبات كاروتينية، تنتجها هذه الكائنات، وتخزنها بخلاياها لأغراض، منها التأقلم مع البيئات شديدة الملوحة".
وأردف: "هي مركبات غير ضارة لمتناول الملح، بل قد تكون مفيدة، ولا يتسع المجال للتفصيل في فوائد تناول المركبات الكاروتينية وانتشارها في الثمار والخضار، واستخداماتها المختلفة، وجدوى إنتاج هذه المركبات لأغراض تجارية من هذه الكائنات في ظروف سبخة القصب".
وأكمل "الغنيم" قائلاً: "أجريت دراسة على تلك العينات من الملح، وكان من نتائج الدراسة التي أجريتها رصد نسيلتَيْن جديدتَيْن لهذه الكائنات، وقمت بتسجيلهما في بنك جينات عالمي باسم (قصب1) و(قصب 2)".
وأضاف: "للحصول على وثيقتَي تسجيل النسيلتَين باسم قصب 1 وقصب 2، اللتين نكونتا من خلال تسجيل تتابُع حمض نووي فريد خاص بهما، يمكن الدخول على موقع بنك الجينات الأمريكي على الرابط www.ncbi.nlm.nih.gov، ثم إدخال رقم البحث LC191270، ثم يتم الضغط على زر البحث، بعدها ستنتج قائمة، وفي أسفلها على اليمين توجد كلمة Nucleotide، يتم الضغط عليها، ويمكن الاطلاع على وثيقة قصب 1".
وتابع: "ويمكن بالعملية السابقة نفسها الاطلاع على وثيقة قصب 2 برقم البحث LC205717.1".
يُذكر أن "مملحة القصب" تقع بمدينة القصب على بعد 3 كلم نحو الجنوب، على طريق القصب ثرمداء، وتبعد عن مدينة الرياض 170 كلم تقريبًا، وهي ذات مساحة واسعة، تقترب من النفود الغربي "عريق البلدان"، وتقترب شرقًا من الطريق القادم من الرياض إلى القصب؛ إذ تظهر بعض المعالم لها على شكل أملاح وسبخات.
والمملحة
عبارة عن "سبخة"، تغذيها أودية الحمادة "العكرشية"، وباطن القصب والمنجور
والأبرق والعبيب بالمشاش، وتتجه من كل صوب لتستقر بأحمالها من المياه
والرمال والأملاح مُشكِّلة مساحة شاسعة من الأرض الفقيرة زراعيًّا
ونباتيًّا؛ حيث لا يعيش نبات ولا ينمو شجر سوى شجيرات "الطرفا".
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..