التغافل فن من فنون الحياة الاجتماعية
ومهارة من مهارات الذكاء الاجتماعي، وهو يعني في مفهومه الاجتماعي:
التظاهر بعدم الانتباه لزلات وهفوات الآخرين، والعفو عن أخطائهم دون
إشعارهم بارتكابهم لها، والتجاهل أو التغافل له مظاهر عدة، أما يكون
تجاهلاً للشخص المسيء في سلوكه وتصرفاته، وكأنه غير موجود، حتى ينتبه ويعود
لرشده وبالتالي يعتذر عما بدر منه، وقد قيل في الحكم: إن القليل من
التجاهل يعيد كل شخص إلى حجمه الطبيعي. أو تجاهلاً للأحداث والمواقف
المؤلمة، وجعلها وراء ظهورنا بأن نبدأ صفحة جديدة في حياتنا الاجتماعية، بل
وجعلها منطلقاً وثاباً نحو حياة أجمل وأمل مشرق. أو تجاهلاً للعبارات
الخارجة عن قواعد الذوق العام والقيم الأخلاقية، ولنا في رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - أسوة حسنة.. عندما كان يشتمه كفار قريش وينادونه مذمماً،
فما كان منه إلا أنه قال: «أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللهُ عَنِّي
شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ؛ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ
مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّد».
وقد قال أهل العلم في خلق التغافل أو التغاضي أقوالاً عظيمة وعبارات خالدة.. فقد قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: «تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل».. وقال الإمام الحسن البصري - رحمه الله -: «مازال التغافل في الكرام»، وإذا كان التغافل محموداً مع الشخص المسيء فكيف مع الزوجة والأبناء، فهو بالطبع أولى ويكفي أن من فوائد التغافل.. الراحة النفسية والصحة العاطفية واللباقة السلوكية والسعادة الاجتماعية، وهذا السلوك الأخلاقي والأدب التربوي (التجاهل أو التغافل) يجنبك الوقوع في مغبة المشكلات الاجتماعية، والمعضلات الأسرية والخلافات الإنسانية خاصة الزوجة فما أجمل عندما نتخلق بهذا الخلق الرفيع والسلوك البديع في حياتنا الاجتماعية.
خالد الدوس=
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..