الجمعة، 12 يوليو 2024

شذرات من كتاب: [المعهد العلمي في بريدة خلال ٦٥ عامًا من تأسيسه]

بدايةً: 
- الكتاب صدر قبل أيام معدودة، وهو يقع في ٤٠٨ صفحة، وقد قسّمه مصنفه إلى أربعة عشر فصلًا.
- من يطالع الكتاب سيندهش من "كثرة" العلماء والوجهاء والمربين الذين تخرجوا من هذا الصرح الشامخ المعهد العلمي! 
- ومن الطريف أن الشيخ يوسف الغفيص-وهو من طلاب المعهد- وصف مؤلف الكتاب: بالراوي!
- تأسس المعهد في عام ١٣٧٣، وهو أول معهد افتتح بعد معهد الرياض.

✏ نبدأ متوكلين على الحي القيّوم: 

١- زار المعهد عددٌ كثيرٌ من العلماء: أمثال الشيخ ابن باز ، والشيخ محمد العثيمين، والشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري ( ت ١٣٩٩) فقد ألقى فيه عدّة مرات محاضرات حذّر فيها  من أعداء الإسلام خاصة اليهود وفضح فيها خطط الماسونية!

٢- في عام ١٣٨٤ انطلقت رحلة طلابية إلى المدينة ومدائن صالح والمشرف هو الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان -صاحب منحة العلام في شرح بلوغ المرام- والشيخ عبد الله بن إبراهيم المطوع.

٣- كان يُصرف للطلاب رواتب، ولكنْ يُخصم منها ريالٌ واحدٌ لصالح صندوق فلسطين، وهذا حتى عام ١٣٧٥.

٤- في بدايات فتح المقصف: قام مجموعة من الطلاب بمباشرة العمل فيه، حيث كانوا يعملون الشاي في قِدر كبير ثم يُفرغ في أباريق معدنية صغيرة، ويتبع كل أبريق ثلاث كاسات زُجاجية، وقيمته ريال واحد.

٥-  أما مصلّى المعهد فهو يتسع لألف مصلٍّ!

٦- وقد بلغ عناوين الكتب في مكتبة المعهد إلى أكثر من خمسة آلاف كتاب! 

٧- وكان يُلزم الطالب بحفظ متن الرحبية في الفرائض!

٨- ومن الطُّرف الطريفة: أنّ طلاب المعهد كانوا يأتون إلى المعهد عبر وسيلة النقل "السياكل!"

٩- وكان الشيخ صالح البُليهي ( ت١٤١٠) يحض الطلاب على العلم، ويقول: (انظروا إلى ابن باز وابن حميد كل واحد منهما أعمى وإذا حضر المجلس كانت له هيبة واحترام!)

١٠- الشيخ صالح البليهي أُعجوبة في حسن التعامل، وتأمل مدى هذا الأسلوب الجميل : فإنه لمّا قارب من انتهاء شرحه للزاد كان يستشير الطلاب في اسم الكتاب! وهو الكتاب الشهير السلسبيل في معرفة الدليل.

١١- بل كان الشيخ البليهي على اتساع علمه وكبر سنّه لا يتصدر المجلس في غرفة المعلمين! 

١٢- ولمّا تضايق بعض المعلمين من الطلاب قال الشيخ البليهي لهم : (يا إخوان متى يحصل هذا للإنسان! طلاب يجتمعون من بيوت شتى في مكان واحد بدفاترهم وأقلامهم، ينتظرون ماذا تقول ليكتبوا ويفهموا، لايدخلون ولايخرجون ولا يتكلمون إلا بإذنك!)

١٣-ولما درّس الشيخ البليهي حديث الاستراحة في الصلاة طلب من بعض الطلاب القيام بتطبيقها أمام زملائهم في الفصل.

١٤-وكان الشيخ البليهي أحيانًا يضحك لنكتة عابرة في الفصل حتى تبدو نواجذه ويحمرّ وجهه ويهتز جسمه!

١٥-وكان الشيخ البليهي مرةً يدرّس كتاب النكاح، فقال طالب مزّاح: ياشيخ! طبق لنا عقد النكاح - يريد أن يقول الشيخ له: زوجتك ابنتي، فيقول الطالب: قبلتُ- 
فقال الشيخ وكان حاذقًا: يا أخ سليمان مثل لو قلت لك: زوجتك هذا الباب وأشار إلى باب الفصل ثم تقول أنت قبلتُ، فضحك الجميع:) 
فقال: عفا الله عنك يا شيخ وما يغني عني الباب! أريدُ آدمية أضمها وتضمني:)
فرحمك الله ما أحسن أثرك على طلابك

١٦-وكان الشيخ صالح السكيتي( ت ١٤٠٤ ) إذا صُرف له راتبه يأخذ نفقة شهره فقط ثم يأمر بتوزيع باقيه على الفقراء والأرامل واليتامى!

١٧-ومن الجدية ما قاله أحد الطلاب: (ما تأخرتُ يومًا -فضلًا عن الغياب- لما كنت في الصف الثالث الثانوي)

١٨-وقال المدرّس الشاعر الظريف عبد العزيز الزهيري في وصف مشايخ المعهد ومدرسيه:
وجوههم سمحةٌ، لكنّ هيبتهم    
                 عند التلاميذ فيها دائمًا وجلُ!

١٩- أول مدير للمعهد: هو الشيخ الرحالة محمد الناصر العبودي عيّنه فيها الشيخ محمد بن إبراهيم وكان عمر العبودي أقل من ثلاثين سنة!

٢٠-كان مدير المعهد: موسى العضيب ( ت ١٤١٧) يَمنح الجوائز من الكتب للطلاب المتميزين، ويكتب على الجائزة بخطه الجميل! 
فيا له من تشجيع جميل للقراءة وحب العلم

٢١- الشيخ الفاضل فهد المحمد المشيقح (ت ١٤٣٧) مع أنه أعمى إلا أنه كان شغوفًا باقتناء الكتب، وقد عَيّن موظفًا عنده يقرأ عليه الكتب من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس! 

٢٢-وكان أيضًا الشيخ المشيقح لا يجلس على الكرسي في الفصل بل يثبت قائمًا حتى نهاية الدرس، وكان درسه مليئًا بالمعلومات.

٢٣- أما الشيخ حمد المحيميد (ت ١٤٣٠) فكان له شأن آخر مع الطلاب، فقد كان سمحًا في تقدير درجات الطلاب، ففحوى الجواب عنده جواب! وكانت درجات الطالب عنده تتراوح ما بين ٤٩- ٥٠ ، وقل أن ينزل عنها.

٢٤- ولدى الشيخ المربي أبي جابر عبد العزيز المقبل مكتبة متخصصة بالمرأة والأسرة تزيد محتوياتها على عشرة آلاف كتاب!

٢٥- أما الشيخ فريح الفريح ( ت ١٤٢٥) فقد كان غايةً في البر بوالديه، ولازمهما وأخَّر زواجه من أجلهما، رحمه الرحمن

٢٦- ممن درّس في المعهد وهو من خارج بريدة: الشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ عبد القادر شيبة الحمد.


٢٧- والشيخ محمد السليمان الراشد (ت ١٤٣٠) كان كثير الذكر والتلاوة، وإذا صلى العصر يوم الجمعة لا يخرج من المسجد حتى يصلي العشاء. 

٢٨-وأما الصديق الحميم الوفي للمؤلف : فهو الشيخ الخطيب محمد العلي السعوي (ت١٤٢٥) وقد تعانقت روحهما مع بعض، ولما رقم المؤلفُ ترجمةَ الشيخ السعوي قال بعبْرة حرف: (ولولا خشية الإطالة لأطنبتُ في ذكر محاسنه!) وليتَه فعل.

٢٩-أول دفعة تخرجتْ من المعهد كانت في عام ١٣٧٧، وممن تخرج فيها:
١- الشيخ الزاهد الورع: صالح بن عبد الله الرشيد.
٢- الشيخ الواعظ: علي بن عبد الله المشيقح .

٣٠- وقد تخرج شيخنا الزاهد محمد السليمان العليط من المعهد في الدفعة الثانية في عام ١٣٧٨ .

٣١- قال المؤلف : أحصيتُ من تخرج من المعهد منتسبًا ومنتظمًا منذ تأسيسه إلى نهاية العام الدراسي ١٤٣٨ فبلغ= عشرة آلاف طالب!

٣٢- قلتُ: وقد ذكر المؤلف بعض أسماء من تخرجوا منذ تأسيسه حتى عام ١٤٣٨ ويَذكر كثيرًا منصبه ووظيفته، ولم أر ذكر تكنية لأحد المتخرجين عدا اثنين فقط، أحدهما التقي - نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدًا- عبد الله بن سليمان العبيدان أبو وليد.

٣٣-ومرة ضم المعهد أربعة مشايخ أكفاء- فقدوا البصر- ومن أمرهم الغريب: أنهم في كثير من الأحيان يخرجون من غرفة المدرسين إلى قاعات التدريس وحدهم بلا قائد! 
ومن المضحك أنّ أحدهما قد اصطدم الآخر في أحد الممرات وجهًا لوجه! فقال أحدهما: عمى ما تشوف؟! فقال الآخر: أشد من هذا العمى!! ثم ضحكا وضحك الطلاب:)

٣٤-ودخل إلى الفصل مُوجهٌ إلى حصة أحد المشايخ الكبار في المعهد واستأذن منه أن يناقش الطلاب عن المنهج، فقال الشيخ: لا لا آذن لك، فقال الموجه: ولم؟ 
فقال الشيخ: الآن تقرّرون عليهم منهجًا من بريدة إلى الرياض- يعني أن المنهج طويل- وتقول: أريد أناقشهم، فخرج الموجه ولم يعدْ:)




وأخيرًا :ثمةَ مقترح إن رآه شيخنا المؤلف: وهو زيادة الطّرف والقصص التي حصلتْ في المعهد، فإنها تزيد من جمال الكتاب وروعته وشهرته..



هذا، وبعد أن أمضى شيخنا -مؤلف الكتاب- في التدريس في المعهد العلمي ٣٤ عامًا -وهي أطول مدة درّسها مدرس في المعهد - طلب الإحالة للتقاعد، وهذه ٣٤ - كسني تدريسه-لطيفة وفائدة من هذا الكتاب وقد اختصرت بعضها وهذبتها، وأنا سائل الغفار سبحانه أن يجمعنا ووالدينا ومشايخنا وذرياتنا ومن له فضل علينا في الفردوس الأعلى.


لشيخنا الفاضل: سليمان بن محمد العثيم حفظه الله وبارك فيه

وكتبه/ درع بن عبد الله الدرع أبو عزام 
    -عامله الله بلطفه-
  بُريدة
  في ٧/ شهر الله المحرم/١٤٤٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..