الأربعاء، 24 يوليو 2024

عجبًا لرجل يرسل ابنته وحيدة في بلد غريب للدراسة سنوات !

‏البداية كانت تغريدة من حساب : الدكتور دغش بن شبيب العجمي
     والنص هو :
عجبًا لرجل يرسل ابنته وحيدة في بلد غريب للدراسة سنوات !
كيف ينام قرير العين ؟!!
وكيف ترتاح نفسه ؟!!!
ألا يخاف عليها من كل أذى ؟
ألا يغار عليها ؟
تبًا لرجل لا يفكر إلا في المال والوظيفة …
كلمة حول موضوع السفر بدون محرم .. هنا حديث هادئ ( ولعله لن يبقى على هدوئه إلى الأخير ) حول هذا الموضوع عادة المتحمسين لموضوع سفر المرأة لوحدها أو مع رفقة آمنة بدون محرم والذين يجعلونه حقا من الحقوق وليس صورة مفضولة أو مختلفا عليها ينطلقون من القياس على الحالة الغربية وأنها الحالة البشرية الكاملة التي ينبغي للجميع السعي للوصول إليها .
والمرأة الغربية هي خير اختبار لدعاوى وجود مساواة مطلقة بين الذكر والأنثى في أحقية السفر الفردي ما دام المرء وصل إلى سن معين وذلك أنها معتادة على الخروج وفِي كثير من الأحيان تعيش مدة من الزمن لوحدها
ولا مشكلة عندها أصلا مع إقامة علاقات محرمة بالتراضي لهذا سقف التحفظ عندها منخفض جدا
( وهذا بحد ذاته يبطل القياس على حالنا مع اختلاف القيم ولكن سأستخدم هنا قياس الأولى )
فهل مسألة سفر المرأة لوحدها مسألة لا تشكل أي قلق في المجتمعات الغربية لهذا الداعي ؟ 
 القاريء للأدبيات الليبرالية والنسوية العربية سيعتقد ذلك
ولكن الواقع الغربي مختلف تماما فإن كثيرا من الشركات السياسية يفردون دعايات ضخمة لإقناع النساء بأن سفرهن وحيدات سيكون آمنا ( ولولا وجود قناعة مضادة لما احتاجوا إلى هذا ).
حتى أن بعضهن كتبت تقنع النساء بأن السفر لن يختلف عن مقامها في البيت لأن كثيرا من النساء يغتصبن ويقتلن في البيت والعمل !
( هذا لأنهن في الأصل يسكن وحيدات أو يكون الشريك هو المعتدي )
وهنا مقالات تذهب إلى ما هو أبعد من هذا ألا وهو إصدار تعليمات صارمة للنساء إذا سافرن لوحدهن حتى لا تحصل لهن مشاكل وبطبيعة الحال هذا إقرار ضمني أنه ليس الذكر كالأنثى
ففي موقع ( سمارتر ترافيل ) وهو موقع مختص بتثقيف المسافرين كتبت كارولين مورس تيل مقالا بعنوان :
( 10 أخطاء في السلامة لا ينبغي للمرأة أن تصنعها عند السفر بمفردها)
وكانت التوصيات باختصار :
1_ الوصول إلى المكان المرغوب في وضح النهار لأنه إذا وجد أنه غير مناسب يمكن تغييره بخلاف الوصول ليلاً فإنها لن يمكنها الخروج والبحث ليلاً في مكان لا تعرف عنه الكثير ( مما سيعرضها للخطر )
2_ اجتناب اللباس غير اللائق فإن الثقافات تختلف في أمر اللباس ولباس معين قد يكون مخالفاً للثقافة العامة أو يعرضها لمضايقات
3_ وجود نسخ احتياطية من الوثائق واقترحت الكاتبة اخفاء المال في علبة أقراص منع الحمل ( يبدو أن أقراص منع الحمل مهم أن تحملها المرأة معها أينما حلت عندهم ومع ذلك يجهضون )!
( وهذا يحصل للذكور والإناث أمر السرقة ولكن التعامل مع الجهات المختصة والتجوال يكون في حق المرأة أكثر خطرا مع إمكانية الابتزاز حتى من الجهات الأمنية في بعض البلدان )
4_ أخذ الحذر من النساء الأخريات كتبت جانيس وو ، "غالباً ما تشعر النساء بأمان أكبر مع النساء الأخريات.
وعندما يتعلق الأمر بخطر الوقت الصغير ، ربما نكون كذلك.
ولكن هناك أيضًا نساء خطرات لهن القدرة على جذبك إلى مواقف سيئة مثل الرجال.
كوني حذرة.
"بالطبع ، هذا لا يعني أنه لا ينبغي عليك تكوين صداقات جديدة على الطريق - فقط كوني متنبهاً لعمليات الاحتيال والأخطار المحتملة ، خاصة عندما تقابل شخصًا ما لأول مرة.
 5_ أخبري أسرتك بمكان إقامتك ولا تشاركي سيارة أجرة مع شخص غريب أبداً !!
6_ لا تأخذي سيارة أجرة غير مرخصة ( يعني أنهم قد يكونون خاطفين أو مغصتبين )
7_ ارتدي مجوهرات مزيفة ولا تلبسي الحقيقية
8_ لا تفتحي باب الفندق لأحد قبل التحقق منه ( سواء أكان شخصًا يدعي أنه صيانة الفندق أو خدمة الغرف
(التي لم تطلبيها) أو حتى التدبير المنزلي ، فلا تفتحي باب الفندق الخاص بك عندما تكونين بمفردك في الغرفة (خاصةً دون التحقق من ثقب الباب أولاً). إذا كان هناك شخص ما يخبرك عن حالة طوارئ أو مشكلة تتعلق بالصيانة ويحتاج إلى الوصول إلى غرفتك ، فاتصلت بمكتب الاستقبال في الفندق للتحقق من قصته)
9_ لا تأخذي طعاماً أو شرابا من الغرباء
10_ لا تتركي التعاليم السابقة تجعلك تخافين من السفر ( ما أظرف الكاتبة) !!!

الكلام المكتوب أعلاه كله في موقع يفترض أنه يرغب الناس في السفر ،
ولاحظ أن الكاتبة تتحدث عن سفر المرأة لوحدها ،
بمعنى أنها لو كان معها رجل فلن تحتاج لكل هذه الإجراءات
ومع كل هذه الاحترازات المبنية على مواقف حقيقية
تصوير الأمر على أنه حرية وسعادة مطلقة أمر ليس معقولا بل الخوف سيكون مخيما في فترات ليست قليلة مع مراجعة سلسلة التعليمات في كل مرة هذا مع ملاحظة أن الكلام على مجتمع غربي منظومة القيم فيه مختلفة ويقبل ما لا نقبله والمرأة الغربية بطبيعتها معتادة على التنقل المفرد ومتقبلة للفاحشة وكل الإجراءات المذكورة لا تغني الا بعض الشيء فحسب والا هم يقولون أن التحرش موجود في وسائل المواصلات وفِي أماكن العمل يعني الأمر له حضوره حتى في حق ابنة البلد نفسه ما دام هناك قبول للخلوة والاختلاط غير المنضبط وخروج النساء بشكل مطلق وغير منضبط فبدلا من كل هذا العناء ضع شرط المحرم وينتهي الأمر أو يخف بشدة كما فعلت الشريعة والأمر ليس ( إذن المحرم ) بل وجوده واذا أذن فإن ذلك لا يكون له فهو استغناء عن أمر متعين عليه والحديث عن الرفقة الآمنة في هذا الزمان أمر لا طائل تحته مع ظروف الانتقال والسكن التي تفرض درجة من الفردانية في وقت ليس بالقليل على أن الأمن متعلق بكون هذه الصحبة تعين على الخير وتنهى عن الشر ولو رغب فيه المرء وهذا يندر ولو وجد لتعذر الوقوف عليه وتمييزه عن غيره على الأقل في بيئة النساء اللواتي الأصل فيهن الاستتار

وأنا أقرأ المقال تذكرت قول عمر  رض الله عنه :
النساء لحم على وضم إلا ما ذب عنه .

وأخيرا رسالة إلى بعض من يحسنون صف الألفاظ دون صف المعاني الرصينة ،
السكوت عن القول الموهم للباطل زينة
والأمور الكبار لا تعالج بتغريدات عابرة
وإذا كانت ظروف أمنية معينة تمنعك من الإفصاح بالحق في مجال معين فاسكت عما يقابله
فنصف قولك ظاهر والآخر لا
وهذا يشوش الناس وما فيه ثقل لموازينك
صدقني ونعلم جيدا أن المجتمع بطبيعته الأخلاقية والأسرية الكثير من الذكور لا يسافرون إلا بإذن
فضلا عن الإناث
غير أن ذلك ليس له صيغة رسمية
وأن مثل هذه الأمور يراد منها ما هو أبعد والسياقات واضحة واقتطاع الشيء من سياقه هو التهويل على الخصم المدرك لحقيقة الأمور هو صنعة المابعدية ولكي تفهم أمر السياقات اقرأ ما جاء في تفسير قوله :
( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ) وأيضا ما قال الناس في سد الذرائع وإن كانت تلك المبغضة إلى النفوس المنبطحة أيما تبغيض.
٩٬٣٩٤
مرة مشاهدة
(https://x.com/falkulife/status/1815487241525006630?t=jB8QqglRB_UOe0-24LzaRQ&s=03

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..