الأحد، 21 يوليو 2024

‏‏النصح القويم للأخ وسيم /منشور من فواز اللعبون

أخي وسيم يوسف   @waseem_yousef ، هذه المرة سأتحدث معك بهدوء متجرداً عن خلافنا واختلافنا، وسأطوي صفحتك تماماً بعد هذه النصائح إلا إن تماديتَ واعتديتَ. في البدء اعلَمْ أني لستُ بعالِم دين، ولا فقيه، ولا واعظ، ولا كامل، ولا نصف كامل، ففيّ من العيوب كثير، غير أني أديب، وقارئ للنفس والوجوه وما وراء الكلام، وأحب الخير للناس جميعاً حتى لمن أساء إليّ، واعتدى عليّ، وإني ناصحك عشر نصائح مُنْجِيَات إن تأملتَها جيّداً، وعملتَ بها، أو بأكثرها، فإن فيها الخير لك في دنياك وأخراك بإذن الله، ويَعلُم اللهُ جَلَّ في عُلاه أني كتبتُها صادقاً، مؤمناً بها، متقرِّباً بها إليه سبحانه ولو قسوتُ بعض الشيء، وإن كان فيها من خطأ، فهو من سوء حساباتي لا من سوء نيتي. ١. تُبْ إلى الله توبة صادقة نصوحاً، وتبرأ من كل شطحاتك وتناقضاتك، وانهج منهج أهل الاعتدال في كل شيء، وإياك والتطرف اليميني الذي كنتَ فيه، واليساري الذي أنتَ عليه، فإن التطرف مَهْلَكَة، وإن المتطرف مَضْحَكَة. ٢. لا تتنكّرْ لماضيك وأهليك حتى لو حملتَ ألف جنسية جديدة، فقد نشأتَ في فلسطين، وترعرعتَ في الأردن، وتعلمتَ فيها، ومنحتكَ جنسيتها حين خرجتَ من فلسطين خالي اليدين، وأراك نسيتَ كل هذا، وما هذا بفعل أهل الوفاء، بل صرتَ تتهجم على أهلك وأهلنا في فلسطين، وتدافع دفاعاً مستميتاً عن العدو الإسرائيلي الذي احتلّ أرض قومك وقومنا، فإن لم تقف مع أهلك، فلا تقف مع عدوهم، واعتذر لفلسطين وأهلها، وأنصفهم منك ومن عدوهم، أو اصمت ولا تزدهم وجعاً على وجع، فإن ظلم ذوي القُربَى أليم أليم أليم. ٣. اعلم أن الناس قُدُرات، وقد آتاكَ الله قُدرة الخطابة والارتجال والإلقاء، وربما آتاكَ قُدُراتٍ أخرى لا أعلمها، لكنه لم يُؤْتِكَ قُدرة الفهم السديد، ولا حُسْنَ الاستنباط والاستدلال، وليس لكَ باعٌ قصير ولا طويل في العلم الشرعيّ الأصيل، وما هذا يَعيبكَ إذا كان اللهُ أعطاكَ قُدُراتٍ أخرى تستطيع استثمارها، ونفع نفسك والناس بها، فاعرف قُدُراتِكَ وما لكَ وما عليك، واسمع للناصحينَ الصادقين، وإياكَ واستعداءَ أهل الفضل والعقل بتحقيرهم، والتعالي عليهم، ولو كنتَ تَرَى نفسك أفضل منهم، فكيف وأنت دونهم بكثير! ٤. توقَّفْ عن القراءة لأهل الضلالات من المتطرفين اليمينيين واليساريين، وعن صحبة أهل الزيغ من كارهي الدين والفضيلة، فأنتَ من النوع الذي يتأثر سريعاً بكل ما يقرأ، وبكل مَن يجالسه، وشخصيتك العلمية ضعيف جِدّا، ولا أَدَلّ على ذلك من كثرة تَغَيُّر مواقفك وأفكارك كلما تَغَيَّرَتْ قراءاتك، أو تَغَيَّرَ جلساؤك، فمرةً أنتَ سَلَفيّ، ومرةً أنتَ إخوانيّ، ومرةً أنتَ صُوفيّ، ومرةً أنتَ لِبْراليّ، ومرةً أنتَ انفتاحيّ، ومرةً أنتَ قُرآنيّ، ومرةً أنتَ (كُيُوت) تجمع شَعرك كالصبايا بربطةٍ وطَوْق، وترتدي ما لا يليق بسِنّك وماضيك. ٥. تأمل أحوال مَن تهجموا على الدِّين، وشَكَّكوا في ثوابته، وانظر كيف كانت نهاياتهم، وكيف مضوا ولم يَبْقَ لهم إلا الذمّ، وظل الدِّين متيناً كما شاءه الله، فهل تظن أن تشويهك لصحيح البخاري، وثابت السنة النبوية، واستخفافك بالعلماء الراسخين، وتهوينك من ترك الصلاة، وتحليلك لما هو حرام، وتحريمك لما هو حلال، هل تظن كل هذا سيؤثر في الناس والأجيال؟ أبدا.. ما تأثر به إلا ساذجات متحلِّقات حولك ستبوء بإثمهن إن لم تتدارك وضعك، واعلم أن ما جئتَ به من أضاليل سبقك به المئات من الضالِّينَ المُضِلِّين، وما أنت إلا ناقل بلا فقه ولا فهم، ومع ذلك فكل أباطيلهم ذهبَتْ أدراج الرياح، ولم يَصِحَّ إلا الصحيح. ٦. اعلم أن الأضواء فتنة، وقد فَتَنَتْ مَن هو خير منك، واعلم أن الألقاب لا تَرفَع، وأن الدكتوراه الوهمية تَضَعُ مِن قَدْر مُدَّعِيها، فكن كما أنت، واعْلُ بعِلمك وصدقك وكَدْحك، واحذر أن تُغويك بهرجة الأضواء إلى تسويد صحائف أنتَ الآن في أَمَسِّ الحاجة إلى تبييضها. ٧. توقف عن الإساءة للناس، والتحريض عليهم، والوشاية بهم، والتنكر لهم، وتأكد أن أذية الناس أذية لنفسك، وأن حبل الكيد يشنق صاحبه، وما مِن سهمِ بَغْيٍ إلا وارتَدَّ على راميه، وها أنتَ منذ سلكتَ هذه المسالك وأنت في تراجع صِيت وحال، فأَفِقْ مما أنتَ فيه، واترك لكَ سيرة حَسَنة يذكرك الناس بها بعد عمر طويل، ويتوارثها أبناؤك وهم فخورون بك، فيا له من سوء مآل وضياع حال أن يَفرَح معظم الناس بنهايتك، وأن يُطَأْطِئ أبناؤك رؤوسَهم مِن بَعدِك حتى لو تركتَ لهم الملايين التي تهمك كثيرا! ٨. حافظ على وقار أهل الفضل إن كنتَ ترى نفسك منهم، واظهر ظهوراً يليق ببلدك الجديد الذي منحك جنسيته، وبأهله الكرام أهل الحشمة والوقار، فما والله يليق مظهرك الذي تظهر به بمراهق عشريني، فكيف بخمسيني له برامج دينية، وكان يبكي على منابر الوعظ! ٩. لا تَستَهِنْ أبداً ببعض العلامات الإلهية التي لو تأملتَها بوعي لراجعتَ نَفْسَك، وأهم علامة وعاها معظم الناس إلا أنت هي نفور العقلاء منك من كل مذهب وملة وجنس، ونَزْعُ القَبُول عنك، فما ثَمَّ عالم ولا متعلم ولا حتى متعالم يجد لكَ في نفسه قَبُولاً حتى لو وافَقَ كلامُكَ هواه، وما ذُكِرَ اسمُكَ إلا وتَعاقَبَ الناس عليه بالذم، وليس حولَكَ من هذا العالَم الكبير إلا مجموعة نسوة فارغات عاطفيات قاصرات إدراك ينافحن عنك في الباطل قبل الحق، وهُنَّ جيشك الهَشّ في كل معاركك الخاسرة. ١٠. اشكر النعمة التي أنت فيها، فقد حَظِيتَ بجنسية دولة كريمة، وأغناكَ الله بعد فقر، وآواكَ بعد شتات، وها هي الدولة التي مَنَحَتْكَ جنسيتَها مؤخراً تنفق على علاجك الملايين في الخارج، وتَعُدُّك واحداً من أبنائها، وتحيا بينهم بكل رفاهية، فهل جزاؤهم منك تشويه صيت كيانهم وإنسانهم بسوء مذاهبك، وكثرة غرائبك؟! قفلة: والذي نفسي بيده يا وسيم، إني أَمْحَضُكَ نُصحَ صادقٍ أمين يرجو ما عند الله وإن قسوتُ بعضَ الشيء، وليس في نصحي دَخَنٌ ولا دَخَل، ولا دَسُّ سُمٍّ في العَسَل.. نعم أَشْنَأُ سِيرتَكَ ومَسِيرتَك، ولو رأيتُكَ وجهاً لوجه لأجبرتُ نفسي على تحاشيك، حتى لا أُسْمِعَك ما لا يُرضِيك، لكن لن يَجْرِمَني شَنَآني على أن أَمُدَّ لكَ يَدَ منقذٍ قد يُلامِسُ صِدقُ كلامِه شيئاً فيك، ويَنفُضُ أتربةَ شَهَواتٍ وشُبُهاتٍ غَمَرَتْ فتيلَ نُورِكَ، وأطالَتْ لياليَ دَيْجُورِك، ومِنْ ثَمَّ يَتَّضِحُ لكَ الدَّرْب، ويهتدي منكَ القَلْب، ويَرضَى عنكَ الرَّبّ، فيَكتُبُ لكَ الفلاح، ويُشرِقُ فيكَ الصباح. هذا وأسأل الله أن يشفيك ويهديك، والسلام. فواز اللعبون (قدموس) --- ما توقعاتكم حسب معرفتكم بالأخ وسيم يوسف: سيتقبل النصيحة ويشكر. سيتقبل النصيحة ويصمت. سيرفض النصيحة ويُعرِض. سيتمادى أكثر ويتهجم.


‏نشر فواز اللعبون 🇸🇦 (‎@fawaz_dr) في ١١:١٢ م on السبت, يوليو ٢٠, ٢٠٢٤:

(https://x.com/fawaz_dr/status/1814755375280775197?t=LCirtKOcZCi9FY6YuGaoJA&s=03

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..