1) قبل أيام قمتُ في سنابي بالحديث عن واقعةٍ لي مع ابنتيّ غادة وجمانة، والمكانة التي لهما في قلبي كأب، وأنني أصبر عليهن بما لا أفعل مع زوجي أو أبنائي، وأكدّتُ حديثي بالتغريد في تويتر حيال العاطفة والرحمة التي غشى بها الله قلوب كثيرٍ من الآباء تجاه بناتهم. وجدتُ صدى كبيرا وتفاعلا من المتابعين حيال هذا الموضوع المجتمعي.
.
2) ما لم أستوعبه اطلاقا -من خلال التعقيبات التي وصلتني- وجود آباء لا يهتمون ولا يأبهون أبداً لبناتهم، وأن ثمة عقلية متأخرة، ما زالت تقدّم الابن على البنت، وأنّ هؤلاء الآباء، وحتى الأمهات، بمجرّد زواج الابنة، يشعرون بأنّ المسؤولية تولاها زوجها، فينصرفون عنها، ولا يولون البنت أية رعاية أو اهتمام أو تفقّد لحوائجها أو سؤال عن احتياجاتها، وهي بالمقابل تخجل من مفاتحة أبيها، وحتى لو فاتحته فسيرفض.
.
3) أوجّه رسالة هنا من موقعي لهؤلاء الآباء؛ أن اتقوا الله في بناتكم، فهن أحقّ بالرعاية والاهتمام، لأنهن بمسيس الحاجة. خصوصا البنات اللواتي لا يعملن. من المفترض اكرامهن على الدوام، وتخصيص جُعلٍ مالي لهن إن كان الأب موسرا. فكرة أن المال سيذهب للغريب -أي زوجها- كما في بعض العادات المتأخرة؛ تخلف شديد وجهل شنيع، ولا يليق حتى دينيا وقيميا.
.
4) ما يزال بعض الآباء والأخوة، يحرمون البنت من حقها، بحجة أن المال سيذهب للغريب، ذلك الزوج الذي من خارج العائلة، وهذا في منتهى الاجحاف والجهل. البنت -يا سادة- هي أكثر ما تحتاج لوقفتنا، خصوصا البنت غير العاملة، تلك التي لا دخل مادياً لها. دورنا كآباء لا ينتهي فقط بتزويجهن، بل برعايتهن والاهتمام بهن، وما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن الا لئيم.
.
5) ربما بعض الأحبة يستغرب هذا الكلام، ولكن ما وصلني من تعقيبات؛ في الحقيقة ألجمتني. الأب يدلّل ولده بالسيارة الفارهة، ويجعل له راتباً شهرياً، ويقوم بقضاء حوائجه، فيما بناته لا ينالهن شيء، وكل ذلك بسبب عقلية عدم ذهاب المال أو الإرث أو الأرض للغريب، ذلك الزوج الذي أتى من خارج العائلة، وهي تسكت حياء وترضى بسبب التقاليد.
.
6-6) أتمنى من العلماء وكتاب الرأي، والإعلاميين، ونشطاء المجتمع التنوير بهاته القضية؛ بضرورة مراعاة الآباء لبناتهن، حتى بعد الزواج، والاغداق عليهن عاطفيا وماديا وأبوة أسوة بالأولاد.
ما سمعته من قصص؛ أذهلني وألجمني، فلم أتصور أبدا وجود أب يهمل بناته، ويعتبرهن قطعا طارئة أو زائدة ينتظرن الغريب ليأخذهن.
.
أيها الأب:
إنها ابنتك.. إنها فلذة كبدك، وهي أحق وأحوج من إخوتها بحنانك ورعايتك ومالك.
.
.
غرد بها: عبدالعزيز قاسم
إعلامي وكاتب سعودي
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..