الأحد، 13 أكتوبر 2024

مقال طه حسين عن الوهابية

    مقالٌ جميلٌ كتبه الدكتور طه حسين في مجلة الهلال، عدد مارس لعام 1933 ميلادية ، خصصه للحديث عن الوهابية والسلفية، فكتب يقول: (إن مذهب محمد بن عبد الوهاب جديدٌ قديمٌ معاً، جديدٌ بالنسبة للمعاصرين ، ولكنه قديمٌ في حقيقة الأمر ، لأنه ليس إلا الدعوة القوية إلى الإسلام الخالص النقي المُطَّهر من كل شوائب الشرك والوثنية، هو الدعوة إلى الإسلام كما جاء به النبيُ ﷺ خالصاً مما أصابه من نتائج الجهل ومن نتائج الاختلاط بغير العرب، فقد أنكر محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله 
على أهل نجد 
ما كانوا قد عادوا إليه من جاهلية في العقيدة والسيرة، 
كانوا يُعظّمُون القبور ويتخذون الموتى شُفعاء، ويُعظّمون الأشجار والأحجار ويرون أنَّ لها من القوة ما ينفع وما يضر) .
  ثم يستعرض طه حسين في مقاله التاريخي أوجه التشابه بين دعوة ابن عبد الوهاب والدعوة النبوية الكريمة في أول عهدها فيقول: (ومن الغريب أن ظهور هذا المذهب الجديد في نجد 
قد أحاطت به ظروف تذُّكر بظهور الإسلام في الحجاز ، فقد دعا صاحبه إليه باللين أول الأمر فتبعه بعض الناس، فلمَّا أظهر دعوته أصابه الاضطراب وتعرض للخطر، ثم أخذ يعرض نفسه على الأمراء ورؤساء العشائر كما عرض النبي ﷺ نفسه على القبائل، 
ثم هاجر إلى الدرعية وبايعه أهلها على النصر كما هاجر النبي إلى المدينة، ولكن ابن عبد الوهاب لم يرد أن يشتغل بأمور الدنيا، فترك السياسة 
لآل سعود واشتغل هو بالعلم والدين، واتخذ السياسة وأصحابها أداة لدعوته) .
 ويأسف طه حسين في مقاله التاريخي من وجود عوائق منعت الدعوة الوهابية من الوصول إلى مصر وباقي البلاد العربية حينها، فكتب منتقداً الدور التركي "العثماني" والمصري حينها ويقول: (ولولا أن الترك والمصريين اجتمعوا على حرب هذا المذهب، وحاربوه في داره بقوة وأسلحة لا عهد لأهل البادية بها، لكان من المرجو جداً أن يوحد هذا المذهب كلمة العرب في القرن الثاني عشر للهجرة كما وحد ظهور الإسلام كلمتهم في القرن الأول، ولقد ترك هذا المذهب أثره في الحياة العقلية والأدبية عند العرب، وكان هذا الأثر عظيماً خطيراً في نواحٍ مختلفة، فهو قد أيقظ النفس العربية ووضع أمامها مُثلاً أعلى أحبته وجاهدت في سبيله بالسيف والقلم واللسان، وهو قد لفت المسلمين جميعاً، وأهل العراق والشام ومصر بنوع خاص إلى جزيرة العرب، ولقد استدعى الصراع الفكري بين الوهابيين وخصومهم الرجوع إلى كتب التراث ونشر الرسائل والكتب التي يؤيد بها كل فريق مذهبه، فنُشرت كتبُ ابن تيمية وابن القيم واستفاد العالم العربي كلُه من هذه الحركة العقلية الجديدة) .
 ويزيد طه حسين في توضيح الأثر الرائع والكبير لدعوة محمد بن عبد الوهاب على صعيد فنون الشعر والأدب العربي، وكيف أحدثت نهضة كبرى فيه فكتب يقول: (وظهر حول الأمراء المجاهدين من أهل نجد جماعة من الشعراء عادوا بالشعر إلى الأسلوب القديم، وأسمعونا في القرن الثاني عشر والثالث عشر بلغة عربية فصيحة هذه النغمة العربية الحلوة التي لم تكن تُسمع من قبل، النغمة التي لا تقلد أهل الحضر ولا تتكلف البديع، وإنما تنبعث حرة، تحمل كل ما تجيش به نفس صاحبها من عزة وطموح إلى المُثُل العليا، ورغبةً قويةً في إحياء المجد القديم).



نقلته  ولا اعلم عن صحته لأن طه حسين  يستغرب منه ان ينصف الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..