وربما الحال كذلك أيضا لدى الأسر الأخرى في باقي أقاليم المملكة!
وما أظنه أن هذا الكلام غير صحيح، فغالب - إن لم يكن جميع - الوثائق التي تيسر ظهورها لدى الأسر عقيب وفاة من كانت لديه الوثائق، لم تجد فيها الأسرة ما يريب، وإنما كان - رحمه الله - يخفيها؛ ليضيف لنفسه أهمية ومكانة مجتمعية، أو أنه لم يفهم مضمون الوثائق وأنها لا تشكل خطرا، أو أن والده الذي ورث منه الوثائق قد أوصاه بذلك؛ لذات الأسباب!
والحقيقة أن هذه الوثائق لا يجوز إخفاؤها شرعا، ومن أخفاها آثم؛ كونه يجري عليها ما يجري على قسمة الإرث،
فلابد من أن يراها الجميع، وأن تنسخ وتوزع على جميع فروع الأسرة،
ولا بأس أن يحتفظ من كانت لديه الوثائق بالأصول؛ لتبقى لديه المكانة والأهمية التي نسجها له خياله!
وأي أسرة يسر لها الله - سبحانه وتعالى - وجود باحث أو مجموعة من شبابها الباحثين في شؤون الأسرة، يجب على كبار السن فيها دعمهم بالوثائق والروايات الشفوية الصحيحة؛ ليتمكن باحثوهم من تسجيل تاريخ الأسرة الصحيح وأدبياتها، وتسجيل مصاهراتها مع الأسر الأخرى، فتحصل الأسرة في النهاية على تاريخ أسري أو لمحة تاريخية، يتناقلها أفراد الأسرة، وتحقق لهم إشباعا معرفيا ومجتمعيا، كحال غيرهم من الأسر.
ولا يعلم هذا المخفي للوثائق مقدار ما حرم أسرته من معرفة تنفع ولا تضر، ولا يعلم الحسرة التي تملأ قلوب أسرته وهم يرون الأسر الأخرى لديها وثائق، بينما هم لا يملكون وثيقة واحدة، رغم وجودها عند أحدهم، فيلجأ الباحثون إلى استجداء معلومات عن أسرهم لدى الأسر الأخرى، وربما وجدوا شيئا وقد لا يجدون! وإن تفهمنا - جدلا - لكبير السن اسباب إخفائه للوثائق؛ بسبب الثقافة السائدة في زمنه، فإنه لا يوجد أخس ولا أحقر من باحثٍ في أي أسره سبق أن مَر بتجارب ومعاناة البحث عن الوثائق، ثم بعد أن حصل عليها أخفاها عن أسرته أو باحثي الأسر الأخرى! وكي لا أعمم على جميع الباحثين، فإن الأسر التي ليس لديها وثائق في الأصل،
أو لازال أحد أفرادها يخفي وثائقها، تظن أن لدى الباحث الفلاني في القرية أو المدينة التي تسكنها معلومات عن أسرتهم، وأنه يخفي هو الآخر شيئا، عندما يجيبهم أنه لا يعلم عن أسرتهم شيئا، أو أنه لم يمر ذكر أسرتهم في وثائقه، ويبدو أن الاتهام بإخفاء المعلومات لن يسلم منه أحد! وفي المقابل فإن عددا من الأسر في بعض القرى أظهرت جميع وثائقها بطيب نفس، فاستفادت هي أولا عندما كشف لهم أحد الباحثين معلومة مهمة تفيدهم في وثائقهم، ولم ينتبهوا لها قبل ذلك او أنهم لم يستطيعوا قراءة الخط الذي كتبت به، إضافة إلى استفادة الأسر الأخرى من معلومة مهمة جدا عن أسرهم، وردت في وثائق هؤلاء! وما يثلج الصدر أن بعض القرى والمدن تخطت إظهار الوثائق فقط؛ فعمدت إلى طباعتها في (مجموع عام لوثائق أسر القرية)، ونشرتها للباحثين عامة. ويعلم الجميع أن تاريخ الوطن إنما هو وعاء عام يتشكل من تاريخ الأسر والقبائل، سواء كان تاريخا ماديا أو غير مادي، وما أكثر ما اكتشفنا معلومة وطنية مهمة، وردت في ثنايا وثائق أسرة، ربما لم يسمع بها سوى القلة! إنني أهيب بجميع الأسر أن تتيح للباحثين وثائقها، وأهيب بمن ربما يخفي وثائقا عن أسرته أن يظهرها عاجلا قبل موته؛ فلابد أنها ستظهر للعلن لاحقا، وحينها لن تذكر أسرته له معروفا، وربما شتمته!
ولا يفوتني أن أشكر أسرتي بجميع فروعها في الغاط وجلاجل والدرعية التي أظهرت جميع وثائقها بطيب نفس،
وبدوري أوالي تباعا نشر ما يفيد العامة منها هنا، فزكاة العلم نشره،
علما أن أي معلومة أملكها - بوثيقة - عن أي أسرة أخرى، سأنشرها هنا مباشرة، فلا حاجة للإلحاح في مقابلتي، فليس لدي ما أخفيه!
#ثقافة_الدرعية #تراث_نجد
وبدوري أوالي تباعا نشر ما يفيد العامة منها هنا، فزكاة العلم نشره،
علما أن أي معلومة أملكها - بوثيقة - عن أي أسرة أخرى، سأنشرها هنا مباشرة، فلا حاجة للإلحاح في مقابلتي، فليس لدي ما أخفيه!
#ثقافة_الدرعية #تراث_نجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..