قصة زواج

🌷 تقدّم شاب لخطبة فتاة ذات جمال، وأدب، وأصل كريم. فوافق والدها، وفرح الشاب فرحًا عظيمًا، وسارع والده بتقديم المهر، وأضاف عليه مبلغًا آخر، قائلاً لوالد الفتاة: "نريد أفضل قصر للحفل، واذبح لنا من أجود أنواع الغنم، ولا تبخل بشيء".

🌷 ابتسم والد الفتاة وقال: "أبشروا، وبيض الله وجيهكم".

🌷 لكن ما إن اقترب موعد الزواج، حتى فوجئ الشاب ووالده بأن الحفل قد أُقيم في قاعة بسيطة لا تُقارن بتوقعاتهم. تضايقا كثيرًا، خاصة وأنهما كانا يطمحان لحفل لافت، مليء بالأضواء والشهرة.

🌷 تحمّل الشاب الموقف بصمت، محاولًا التماس العذر لوالد العروس، وقال في نفسه: "ربما لم يجد حجزًا أفضل".

🌷 لكن المفاجآت لم تنتهِ، فعندما دُعي الضيوف للطعام، إذا باللحم مختلف عمّا طُلب، وكانت مأدبة النساء أيضًا متواضعة في كل شيء.

🌷 انتهى الحفل، واصطحب العريس عروسه وهو متضايق، لا تخفى عليه علامات الانزعاج.

🌷 وفي صباح اليوم التالي، وبينما كان يعدّ حقائبه للسفر إلى ماليزيا لقضاء شهر العسل، قال لزوجته: "لن أودّع والدك، فربما تنسيني هذه الرحلة ما حدث".

🌷 لكنها ردّت عليه بكل أدب: "والدي يريد أن نودّعه، ولن أعصيه".

تردد الشاب، ثم ذهب متثاقلاً، وسلّم على والد زوجته قائلاً: "أنا مستعجل، نراك على خير".

🌷 فجأة، ناوله والد العروس ظرفًا وقال: "يا بني، أنت أحق بهذا المال من بهرجة القصور، فالناس لن يتذكروا أين تزوجت بعد سنة. خذ هذا المبلغ، ففيه ثلاثة أرباع مهرك، وثمن الغنم، والكوشة، وكل ما طلبت".

🌷 وقف الشاب مذهولاً، وطار فرحًا. فقد كان قد اقترض من بنك التسليف وتحمل مشقة كبيرة من أجل زواجه.

🌷 في تلك اللحظة، أدرك أن الرجولة الحقّة تكمن في الحكمة، وأن والد زوجته رجل يعرف قيمة الأمور، لا تُغريه المظاهر، ولا تسيره الأهواء.

🌷 نزل من السيارة، وقبّل رأسه وقال: "علّمتني درسًا لا يُنسى، وأعدك أن أرويه لكل من أعرف".

🌷 ونحن نقول يا كرام:

هنيئًا لمن جعل الزواج ميسّرًا، لا ساحة للمباهاة والمغالاة. فلنشجّع مثل هذه النماذج، فهي طريق لحماية شبابنا من الديون، وفتياتنا من العنوسة، وامتثالٌ لتوجيه نبينا عليه الصلاة والسلام: «أعظمُ النكاح بركةً أيسرُه مؤنةً».

بقلم: د. عبدالعزيز المشيقح  بريدة، 

١٠ / ١٠ / ١٤٤٦ هـ