الأربعاء، 13 أغسطس 2025

💢 اجعل لك بأي مكان شيئًا يعبر عن وجودك فيه !

     في قلب كل دولة تحلم بالرقي وتعمل من أجل رفعة مواطنيها، هناك لحظات فارقة تختبر وعي النخبة وحسهم بالمسؤولية.
 ومنصات الاستطلاع التي تطرحها الدولة حول تعديلات الأنظمة ليست مجرد نوافذ إلكترونية عابرة، بل هي أبواب مشرعة أمام القانونيين والممارسين والمتخصصين والمهتمين بمجال الفكر والثقافة  ليكونوا شركاء حقيقيين في صياغة حاضر الوطن ومستقبله.

لقد وضعت هذه الأنظمة لأجلكم، ولأجل أبنائكم، ولأجل العدالة التي تحفظ الحقوق وتمنع الظلم، ولأجل وطن يسير بخطى واثقة نحو رؤيته الطموحة.
 ومع ذلك، يؤسفني أن أرى هذه الفرصة الذهبية تمر دون أن نسمع أصوات أغلب القانونيين، والنخب من المفكرين والمثقفين، وكأن الأمر لا يعنيهم، بينما في دول أخرى إذا طُرحت مسودة تعديل قانون، تحوّل الساحة إلى منبر مفتوح: محامٍ يتحدث، مستشار يكتب، أكاديمي يحلل، وإعلام ينقل. لا صغير ولا كبير إلا ويضع بصمته، من أجل أن تكون القوانين صارمة ومنصفة وعادلة.

هنا، في بلادنا الحبيبة، الحكومة تسعى لتطوير الأنظمة وتحديث التشريعات وضبط الحقوق، وتفتح الباب أمام أهل الخبرة لتقديم آرائهم وملاحظاتهم، فكيف نسكت؟ كيف نترك هذه الفرصة تمر دون أن نكون جزءًا من القرار؟ إن مشاركتك ليست مجاملة، بل هي واجب وطني ومهني وأخلاقي. عندما تكتب رأيك، فإنك لا تدافع فقط عن حرف القانون، بل عن قيمته ومعناه، عن الأمان الذي ستشعر به أنت وأبناؤك غدًا، وعن ثقة المجتمع بأن من يقود المهنة القانونية حاضر في مواقع صنع القرار.

إن صوتك أمانة، وقلمك محسوب عليك فلا تكتمه.

  النظام ليس نصوصًا جامدة على الورق، بل هو كيان حي يعيش بيننا ومن أجلنا، فإذا شاركنا في صياغته، صارت بنوده مرآة لواقعنا وحاجاتنا. أما إذا تركناه، فلن يلومنا أحد سوى التاريخ، ولن يسأل عنا سوى الضمير، وهذا خذلان في حق من وثق بنا.

يا كل قانوني، يا كل متخصص وممارس، يا كل مهتم ومفكر ومثقف، أيها النخبة المجتمعية الواعية، فرّغ من وقتك ما تستطيع، ادخل منصة الاستطلاع، اقرأ، حلل، اكتب، وشارك واقترح.

لا تجعل مكانك فارغًا في لحظة تحتاج فيها المملكة لكل عقل واعٍ ولسان مبين وقلم أمين. فالتاريخ يكتب الآن، ومن لم يشارك صوته اليوم، قد لا يجد أذنًا غدًا تسمع له.
💢 كتبه / مازن المليح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..