السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أنا معلم لمادة التربية الإسلامية لطلاب المدارس أقول فيها:
*انتبهوا لأبنائكم! فليتكم تعلمون ما أعلم عنهم !*
خلال عامين من تدريس أكثر من خمسمائة طالب، والقرب منهم وسماع مشاكلهم ومناقشتها، أشعر بالشفقة على هذا الجيل الصاعد! فهو على شفا جرفٍ هارٍ!
اعتدتُ على التعامل مع الطلاب ليس بوصفي معلماً فقط، ولكن كأخٍ أكبر لهم، حتى صاروا يبثون مشاكلهم وهمومهم لي، بعيداً عن الأسلوب الأبوي الذي يعتمد على (افعل ولا تفعل)، ويفر منه كثير من الشباب.
وجدتُ أكثر مشاكلهم تدور في نطاق الهواتف ؛
* فبعضهم يعاني من إدمان شديد للألعاب الإلكترونية، وربما يوفر مصروفه المدرسي ليشتري به بعض المميزات والمستويات في اللعبة التي يلعبها على الإنترنت،
* وبعضهم مدمن للأفلام المحرمة،
* وبعضهم متعلقٌ بفتاة ويراسلها ويشتكي من الهم والحزن وهو لا زال في السادسة عشرة من عمره!
* وكثيرٌ منهم -وهذا أخطر شيء- متهاونٌ بالصلوات، يصلي فرضاً ويترك اثنين، ولولا بعض المتابعة من الأهل لتركها كلها !
* وبعضهم يسألوني عن أشياء بدهية جداً، والمؤسف أنهم لا يعلمونها ! ويستغربون حين يسمعونها مني!
مثل :
* انتشار القمار في الألعاب الرياضية (لعبة الجيم والبلاستيشن وكرة القدم وغيرها)،
* وحرمة شرب الدخان والشمة
* وغيرهما، ومسائل بديهية في الصلاة والوضوء ولا يعلمونها !
وفي كل مرة يسألني أحدهم، وربما يستحيي من سؤاله، أطمئنه، ولا أشنع عليه، وأتناقش معه كأننا صديقين، ثم أرشده إلى ما أراه الصواب .
*ولكني أتساءل مشفقاً متأسفاً: من الذي دمَّرهم؟ ومن المسؤول عن جهلهم وتقصيرهم هذا؟ …. أهو أبٌ متساهلٌ؟ أم أمٌ مستهترة؟ أم معلمٌ خائنٌ لا ينصح ولا يُعلِّم؟! لا شك أن الكل مسؤول، والله المستعان !*
*وأقول للآباء والأمهات: أنقذوا أبناءكم، فوالله إنكم مسؤولون عنهم أمام الله، لا تعقُّونهم صغاراً فيعقُّونكم كباراً، ولا تظنوا أن التربية هي توفير الطعام والشراب واللباس الفاخر؛ فهذه اسمها رعاية، وحتى الكافر والفاسد يقدمها لابنه، ولكن التربية هي أن تأخذوا بأيديهم إلى الصلاة، وأن تمنعوهم مما يضرهم، كالهاتف والدخان والمخدرات وغير ذلك، وأن تجلسوا معهم وتستمعوا منهم، وأن تكونوا أفضل أصدقاء لهم، وآباءً مرشدين لهم إلى الصواب، بحكمةٍ ورشاد.*
واعلموا أن هذا العصر هو أسوأ عصرٍ مرَّ على البشرية ؛ فلم يعد العدو في المعارك، ولكنه صار في داخل بيوتكم، وفي غرف أبنائكم وبناتكم.
*تنامون أنتم وتتركون أبناءكم وهم يتصفحون هنا وهنا، وتُعرض عليهم المحرمات والشركيات والشبهات، فتجدوهم في الغد إما عصاةً محبين للمُحرمات، وإما مستهترين بالعبادات والدراسة، وإما ملاحدةً يطعنون في الدين، وهذه أسوأ الثلاث.*
ويكفيكم أن تعلموا أن كل فاسدي العالم غايتهم هي أن يفسدوا أبناءنا، بشتى الطرق؛ بالمسلسلات وأفلام الكارتون (الإنمي) والألعاب الإلكترونية وقنوات اليوتيوب وأخبار المشاهير وغير ذلك من التوافه والمحرمات.
انظروا إلى الأفلام الكرتونية في هذه الأعوام الأخيرة، والرسائل الخبيثة المبثوثة بداخلها؛ الترويج للكفر والاستغاثة بالجن، والترويج للشواذ ومصاحبة الشباب للشابات، وتناول الحبوب والمنشطات وغير ذلك.
*لا تكونوا واثقين بأبنائكم إلى حد الغفلة عنهم، ثم تستيقظ ضمائركم حين يقع الفأس على الرأس !*
*فإن قلتم إنهم لا زالوا صغاراً ؛ أقول لكم : هيهات هيهات !*
*ففي كل مرة أشرح للطلاب بعض الدروس الفقهية التي فيها مواضيع حساسة، أكتشف أنه لا يوجد أطفال ولا مراهقين في هذا العصر ! وأنهم يعلمون كل شيء أكثر مني ومنكم !*
ورعى الله زماننا حين كنا -في سِنهم- نظن أن الأم تلد ابنها من الركبة!
*المهم .... علموا أبناءكم الأخلاق والرجولة، واجعلوهم يستحيون من الرذائل، وراقبوهم عن كثب، ومتى ما سقطوا ارفعوهم ولا تجعلوهم في القاع والحضيض، يتخبطون من ظلامٍ إلى ظلام .*
*ولكن كونوا مصابيح تُنير لهم في هذا السن من حياتهم، وحين تشتد ظهورهم ادفعوهم إلى الحياة وقد اطمأنت قلوبكم، فتكونون قد حفظتموهم صغاراً فيحفظونكم كباراً بإذن الله .*
هذا وأسأل الله أن يصلح جميع أبناء المسلمين، وأن يرشدهم إلى ما ينفعهم في الدين والدنيا، آمين.
رجب ١٤٤٧.
منقول

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..