الأربعاء، 31 يوليو 2013

حقن الدماء أولى يا أخوان !

قبيل خطاب الفريق السيسي لعزل مرسي  بأيام قليلة  ، توقعت في تويتر (1) أن لا سبيل لطريق يسلكه  السيسي  الا بنهاية واحدة فقط ،
الا وهي ازاحة مرسي عن الكرسي ، واكد ذلك تصريح  لأحمد شفيق  قال فيه : حكم "الإخوان" لمصر سينتهي خلال أسبوع
ومن يظن  اليوم أن مرسي سيعود للكرسي مرة أخرى ..  فأظنه يحلم !  فتكلفة إزاحته لم تكن سهلة ، بل كانت باهظة الثمن  ، وكانت الخطط   تحاك منذ الأشهر الأولى لتسلمه  رئاسة جمهورية مصر  !
اليوم ، نرى الأمور تزداد تعقيدا، فالسيسي  يدير لعبة أكبر منه !  دليل ذلك  طلبه تفويضا من الشعب ،
وما ذلك الا لسبب قد يغيب عن البعض ، لكنه في الواقع  خشيته من  معارضة داخل قيادات الجيش ، فالجيش المصري لم يكن  هدفه منذ تأسيسه  أن يوجه السلاح  لمن كان  حاميا لهم !
وليس من مهام أي جيش في العالم  أن  يحيد عن  مراقبة حدود الوطن  و استهداف الأعداء  لتكون وجهة السلاح  ساحات الإعتصامات !
لست هنا بصدد دفاع عن حزب  جماعة الإخوان  ،الذي ظهر جليا ان عظمهم لا يزال طريا ، ولم يكن بتلك  الحصافة التي ترقب ما يحاك لإرباك  العملية الإدارية للبلد !
و بدا واضحا ان مرسي والمحيطين به كانوا يتوقعون أربع سنوات  محكمة تامة !!
لم يكن في يدور  في خلدهم حتى أثناء  خطاب مرسي الأخير  أن بالإمكان  ازاحتهم من الحكم برغم  وصولهم عن طريق صناديق الإنتخابات  التي ضمنت لهم الشرعية !
ماذا يريد الإخوان الآن !؟  وماذا يريد الجيش ؟!  الإخوان يريدون عودة الرئيس الشرعي المنتخب ،  والجيش أعلنها صراحة ان  فترة  تجربة الإخوان  في الحكم قد انتهت !
هل سيتمسك  الإخوان برأيهم ويستمرون في حشد الناس  في الميادين  لتحصيل  أمر مستحيل  !؟
وهل لديهم من المقدرة ما سيواجهون به الجيش المعزز بالأسلحة ؟!   وهل هذا من الحكمة في شيء !؟
هل من الحكمة أن أزج بالعزل  الا من بعض الطوب  لمواجهة الجيش  و تصعيد الموقف ليكون هناك مضايقة  للناس حسب مظهرهم ؟!
ما العمل اذا !؟  لن نردد : لو أن مرسى وافق على انتخابت رئاسية مبكرة ..لجنب مصر هذه الفتنة !
ولكن لدى الإخوان فرصا  اضاعوا الكثير منها بعدم   الأخذ بنصح  من كان يهمهم أمر  المسلمين في مصر ، كما ذكر ذلك  يونس مخيون  في حديثه لبرنامج في الصميم  ،ويتحتم عليهم اليوم  أن يتداركوا ما بقي حتى لا يخسروا كلي شيء  ..
عليهم الجلوس على طاولة المفاوضات ، والتفاوض  لحجز مقاعدهم في  العمل السياسي  الحكومي  دون النظر لمنصب كرسي الرئاسة ، وممارسة العمل الحزبي  بالمشاركة  ، ولعل  ذلك يتم  حتى لا يضعف الثقل الذي كان الإسلاميون يطمحون له  في ظل تزايد الأحزاب على الساحة المصرية  ،  وأذكر هنا بالسبيل إلى حقن دماء المسلمين : رسالة لمرشد الإخوان المسلمون  هذه الرسالة التي تغني "في نظري " عن أي نصح آخر ، فحقن الدماء  أهم بكثير من وقفة  سياسية  في سبيل كرسي بات الوصول إليه بحكم المستحيل !
سيغضب البعض من هذا ، ويظنونه  تخاذلا ، وانا أقول أن حقن الدم المسلم  أهم من العناد والتضحية بأناس تدفعهم العاطفة  ،
همسة : من ظن أن سقوط حكم الإخوان سقوط للإسلام فهو واهم !  فالإخوان حزب  سعى للسلطة ولم يحسن  التصرف   مع الخصوم ولا مع  ادارة الدولة و بناء جسور الثقة مع الدول التي  تربطها بمصر علاقات وطيدة  وهامة  وأهمها دول الخليج .
لذلك يجب الا  نغفل عن  الأخطاء  ، ولا نحملها  للإسلام ، فالله متم نوره ولو كره الكافرون .
نسأل الله  أن ينعم على مصر  بعودة الإستقرار   ، ويحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ،
وصل اللهم  على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
(!) :

سليمان الذويخ
19 رمضان 1434هـ

_____


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..