نشر في : الخميس 18 ديسمبر 2014 -
بزنس إنسايدر – التقرير
قد لا تكون الولايات المتحدة هي
هدف المملكة العربية السعودية في سياستها بعدم التدخل تجاه انخفاض أسعار
النفط. وفي حلقة نقاش عقدت يوم الأربعاء، واستضافها نادي الصحافة ومركز
مراقبة
المخاطر في الخارج، بدى المتحدثون متشككين في فكرة أن المملكة
العربية السعودية ترفض دعم أسعار النفط لأنها تريد أن تجبر المنتجين
الأمريكيين على الخروج من السوق. حيث إنّ هناك أسبابًا سياسية قد تكون أفضل
لتبرير اتخاذ مثل هذه الخطوة من قبل السعوديين، وانخفاض الإنتاج الأمريكي
قد لا يكون سوى طبقة السكر التي تتويج قالب الحلوى بالنسبة لهم.
والخاسرون الأكثر وضوحًا في ظل
المناخ الحالي لأسعار النفط هم إيران، وروسيا. الأولى بالطبع كونها الخصم
اللدود للمملكة العربية السعودية في المنطقة، والثانية لأنها ليست صديقًا
مفضلًا بالنسبة للسعوديين كذلك.
وقال مايكل موران، وهو مدير
تحليل المخاطر العالمية في مركز مكافحة المخاطر، إنّ اللدغة التي سيتعرض
لها إنتاج النفط الصخري الأمريكي هي مجرد نتيجة ثانوية رائعة بالنسبة
للسعوديين الذين يهدفون أساسًا إلى إصابة الإيرانيين والروس بمقتل.
وعلاوةً على ذلك، أضاف موران
أنّ عدم فعل شيء حيال سقوط أسعار النفط كان في الواقع خطوة ذكية حقًا من
قبل السعوديين. وإنه كلما انخفضت الأسعار أكثر، كلما أصبحت تصرفات
السعوديين مشاهدة عن كثب أكبر من قبل العالم، وكلما تعزز موقف البلاد كقوة
عظمى للنفط في العالم.
وفي حين سوف يضر هذا
بالإيرانيين والروس، إلا أنه من غير المرجح أن يؤدي إلى شلل اقتصادي في
الدولتين بالنظر إلى الميزانية. وأشار مايكل ليفي، وهو باحث الطاقة والبيئة
في مجلس العلاقات الخارجية، إلى أن العديد من الدول التي تعتمد على ارتفاع
أسعار النفط بشكل كبير لتحقيق التوازن في ميزانياتها لديها احتياطيات ضخمة
من شأنها أن تساعد على تجاوز انخفاض الأسعار لفترة طويلة، مثل إيران. وأما
تلك الدول التي لا تملك احتياطيات ضخمة، كما يقول، فلديها عمومًا العملات
العائمة. وكما رأينا في الأيام القليلة الماضية، أصبح لدى روسيا الآن أزمة
عملة، وليس أزمة ميزانية.
وأما بالنسبة لتأثير انخفاض
الأسعار على إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، فيقول ليفي، إنه،
وحتى لو كانت أرقام السوق حاليًا لا تعادل تكلفة الإنتاج بالنسبة للمنتجين
الأمريكيين، وهي التكلفة التي من الصعب تحديدها لأنها تختلف من بئرٍ إلى
آخر، إلا أن هذا سيتغير في غضون عامين إلى خمسة أعوام، مع استمرار
تكنولوجيا استخراج النفط بالتطور.
ورغم كل ما سبق، يحذر ليفي من التعامل مع المملكة العربية السعودية على أنها العقل المدبر لما يحدث للطاقة عالميًا. ويقول: “لا تبالغوا في قراءة استراتيجية أوبك“.
هذا وكانت أسعار النفط قد هوت
عالميًا إلى النصف تقريبًا خلال الستة شهور الماضية، بعد أن طغت زيادة
إنتاج النفط الصخري الخفيف عالي الجودة في أمريكا الشمالية على الطلب.
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..