الاثنين، 3 أغسطس 2015

كيف نساعد الأسرة على مقاومة الإرهاب؟

     بعد كل تفجير إرهابي يقع تتداول وسائل الإعلام معلومات ضئيلة عن الفاعل، وتظل تتكرر المعلومة نفسها دون أي إضافة مفيدة، فلا نعرف تحليلات أو تفاصيل عن شخصية الفاعل وسيرته وأفكاره وعاداته وحالته النفسية ورأي من حوله
في البيت أو المدرسة أو العمل ولا نعرف عن البيئة التي نشأ فيها ووضعها الاقتصادي، وما الأماكن التي يرتادها ومن يرافق مع أن هذه المعلومات مهمة لأنها تطلعنا أكثر على الخلفيات الاجتماعية والثقافية التي نشأ فيها هؤلاء الشباب الإرهابيون، وتساعدنا على إيجاد الحلول.
والملاحظ أنه في كل مرة نسمع أن أسرة الإرهابي متفاجئة ومصدومة من فعلته لأنه لم يكن في سلوكه وطباعه ما يدل على عنف، أو أن الابن غادر أسرته منذ فترة طويلة ثم انقطعت أخباره، أو أنه اختفى فجأة ودون إشعار، وفي هذا دلالة واضحة على ضعف التواصل الأسري وانعدام الثقة، وكأن الابن يعيش في عالم آخر لا يشاركه فيه والداه وبقية أفراد أسرته، وهذا بالتالي ما أدى إلى ضعف أو انعدام التأثير عليه، وربما لاحظ الوالدان شيئاً ما في سلوك وتفكير الابن ولكنهما لا يعرفان ماعليهما فعله تجاه شكوكهما فيتطور الوضع وتقع الكارثة.
من المعروف أن المرأة بطبيعتها أماً كانت أم زوجة لها القدرة على التأثير في تفكير وسلوك أفراد أسرتها، ووقايتهم من التورط في أعمال الإرهاب بحكم قربها من أبنائها وزوجها وإمكانية الانتباه إلى أي علامة تنذر بخطر، ولكن من خلال الأحداث التي تجري من سنين ليس هناك مايدل على أي دور إيجابي لعبته المرأة.
ولأن الحصانة الأساسية ضد الإرهاب تبدأ من التربية المنزلية فإنه يلزمنا على مستوى الدولة والمجتمع أن نقوم بواجب تنوير المرأة ومساعدتها على تنمية مهاراتها في الأمومة والتربية خصوصاً في الأوساط والمناطق التي يتدنى فيها المستوى المادي والتعليمي والثقافي والاجتماعي، وأن يشمل التدريب الرجال أيضا ليتمكنوا من القيام بأدوراهم في أسرهم، ويصبحوا أقدر على التواصل مع أبنائهم في كل المواضيع بمافيها التطرف، ويتعلموا مهارة الإصغاء لأفكار الشباب ومشاكلهم، وأن تكون التوعية صادقة وفعالة وفق أساليب مقنعة ومؤثرة تراعي الواقع والظروف والاحتياجات وليست مجرد محاضرات وكلام غير قابل للتنفيذ.
كما أنه من المهم إيجاد مراكز مؤهلة وموثوقة ومعروفة للجميع يلجأ إليها الأهالي عندما يحسون ببوادر عنف عند أبنائهم، أو يشتبهون في تحركاتهم وعلاقاتهم، مراكز تقدم لهم العون والدعم لأنه من الطبيعي أن يتخوفوا من إبلاغ الشرطة تفادياً ًلما سيجره البلاغ من تحقيقات واعتقالات، وهذه فكرة سبق أن اقترحت في دول أخرى، ويمكن أن تتخذ الجهات المسؤولة خطوات أخرى في هذا الشأن لمساعدة الأسر.
ومع أهمية دور الأسرة في حماية أبنائها من التطرف فإنه من الضروري أن تكون معالجة الإرهاب حكيمة وجذرية تدخل في الأعماق وتأخذ في الاعتبار كل الأسباب والدوافع والظروف.
*************************
للكاتبة : سهام الشارخ – الرياض



مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

دور الاسرة فى مكافحة الارهاب

البراك والزهراني يتفقان على أهمية دور الأسرة في محاربة الإرهاب

خبراء أمنيون: 10 مؤشرات تكشف جارك الإرهابي

6 ثغرات داعشية لاصطياد الأقارب

فئة ضالة تحرّض طفلاً على قتل والدته عبر "البلاى ستيشن": افعلها تدخل الجنة

كيف عاد إبنا صديقي عن فكر "داعش"؟

"الانتحاريون الصغار" عقول فخّخها "داعش" بـ"البلاي ستيشن".. والضحية الآباء والأمهات

الحياة - انتحاري الكويت سعودي... إنعزالي رفض التعليم وكَفّر الوظيفة

كيف قتل الخارجي أباه !

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..