معدل السكري التراكمي
يتحدث الكثير من المختصين عن معدل السكري التراكمي وأهميته في متابعة
مرض السكري، كما
أن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك فأوضح أن معدل السكري التراكمي وضبط مستواه هو الأساس في علاج مرض السكري وأنه المرتكز الذي يعتمد عليه في معرفة احتمالية إصابة المريض بمضاعفات مرض السكري، ففي هذا العدد سنلقي الضوء على معدل السكري التراكمي وكيفية حسابه وفوائد متابعته.
ما هو معدل السكري التراكمي؟
معدل السكري التراكمي يعرف باسم الهيموجلوبين (أيه ون سي) وهو عبارة عن اتحاد سكر الدم ببروتين الدم الموجود داخل خلايا الدم الحمراء وهذا الارتباط يعرف بالهيموجلوبين المسكر أو يعرف بلغة الطب والأطباء بــ HbA1c، وحيث إن خلايا الدم الحمراء يستمر عمرها ثلاثة أشهر ومن ثم تتحلل وتختفي وتضمر وتهضم في الطحال فإنه يمكننا حساب مستوى السكري في الدم من خلال ارتباطه ببروتين الدم الموجود داخل خلايا الكريات الحمراء.
بماذا تنصح منظمة السكري الأمريكية ومنظمات السكري العالمية بخصوص تحليل معدل السكري التراكمي؟
ينصح بعمل معدل السكري التراكمي كل ثلاثة أشهر وهو يعطي فكرة عن مستوى السكري في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية وخاصة خلال الشهر الأخير الماضي، وذلك بالنسبة لمرضى السكري الأول أو مرضى السكري الثاني المعتمد على الأنسولين أما بالنسبة لمرض السكري الثاني غير المعتمد على الأنسولين فإنه يفضل عمل معدل السكري التراكمي كل أربعة إلى ستة أشهر فقط وليس هناك فترة محدودة لعمله ولكن مرتين سنوياً يبدو أنه كافٍ.
هل يغني معدل السكري التراكمي عن التحليل المنزلي؟
يعتقد الكثير من المرضى خطأً أن تحليل السكري التراكمي الذي يعمل في المستشفى أنه يغني عن تحليل السكري المنزلي وقد يذهب بعض المرضى إلى الطبيب دون إحضار جدول التحليلات المنزلية وهذا خطأ شائع ويرغبون أن يقوم الطبيب بضبط مستوى السكر لديهم على أساس معدل السكري التراكمي، وفي واقع الأمر أن الطبيب يحتاج إلى عمل أربعة تحاليل في المنزل يومياً قبل الوجبات الغذائية وقبل النوم وأيضاً أثناء النوم لضبط جرعات الأنسولين أو حتى الحبوب الفمية التي يستخدمها المريض.
هل يمكن حساب معدل السكر من معرفتنا لمعدل السكري التراكمي؟
في واقع الأمر يمكننا أخذ فكرة تقريبية عن مستوى السكي إذا عرفنا معدل السكري التراكمي إلا أن معدل السكري التراكمي يتأثر بانخفاض السكري فمثلاً لو كانت هناك انخفاضات متكررة في السكر، أدى ذلك إلى انخفاض معدل السكري التراكمي إلى مستويات متدنية ويعتقد الطبيب والمريض أن معدل السكري مقبول وهو في واقع الأمر غير مقبول ولكن انخفض مستواه بسبب انخفاضات السكري المتكررة.
ولكن بصفة عامة عندما يكون معدل السكري التراكمي 6 في المائة يكون معدل السكري المنزلي 130مج/دسل وعندما يكون معدل السكري التراكمي 7 في المائة يكون مستوى السكري المنزلي 160مج/ دسل وهكذا. أي أن كل ارتفاع في معدل السكري التراكمي بـ 1 في المائة أكثر من الحد العادي وهو 6 في المائة يزيد معدل السكري المنزلي بنسبة 30مج/ دسل وهذه معادلة تقريبية.
بماذا يتأثر معدل السكري التراكمي؟
يتأثر معدل السكري التراكمي بمستوى السكر خلال الشهر الأخير أكثر من تأثره بالأشهر الثلاثة الماضية، كما أنه يتأثر بأمراض الدم ومعنى ذلك أنه إذا كان الإنسان مصابا بمرض دم معين كالأنيميا المنجلية أو أنيميا البحر المتوسط أو ما يعرف بالثلاسيميا فإن ذلك يؤثر في دقة تحليل معدل السكر، كما أنه إذا كان الإنسان نقل له دم أخيرا فإن ذلك يؤثر أيضاً في مستوى معدل السكري التراكمي، لذا يجب على المريض إبلاغ طبيبه إذا كان مصاباً بأحد أمراض الدم المختلفة.
متى بدأ العمل بمعدل السكري التراكمي وما الحدود الطبيعية له؟
بدأ العمل بمعدل السكري التراكمي منذ زمن بعيد وذلك في عام 1968 واستخلص قبل ذلك في عام 1958، أما عن الحدود الطبيعية لمعدل السكري التراكمي فهي تراوح بين 4 و5.5 في المائة، ولكنها تختلف من معمل طبي إلى آخر كما تختلف من شخص إلى آخر.
ما الارتباط بين معدل السكري التراكمي ومضاعفات مرض السكري؟
هناك ارتباط وثيق بين معدل السكري التراكمي ومعدل الإصابة بمضاعفات مرض السكري فهناك الدراسة الأمريكية المشهورة التي طبعت في مجلة "نيوانجلاند" الطبية أنه كلما انخفض معدل السكري التراكمي، انخفضت نسبة حدوث المضاعفات، فعلى سبيل المثال ينخفض معدل الإصابة بالشبكية بنحو 70 في المائة إذا انخفض معدل السكري التراكمي من 9 إلى 7 في المائة، أما بالنسبة لمضاعفات الأعصاب فقد تنخفض بنسبة 60 في المائة إذا انخفض معدل السكري التراكمي درجتين، أما بالنسبة لمضاعفات الكلى فهي الأخرى تنخفض إلى النصف إذا انخفض معدل السكري التراكمي وهذا يدل أنه كلما اجتهد الطبيب والمريض أيضاً في خفض معدل السكري التراكمي، انخفضت المضاعفات إلى أكثر أو مساوٍ للنصف من حيث النسبة.
هل من الضروري متابعة معدل السكري التراكمي لدى الحوامل؟
إن ضبط معدل السكري التراكمي يصبح أكثر أهمية لدى الحوامل المصابات بمرض السكري لأن ارتفاع السكري يؤثر في المرأة الحامل وأيضاً على الجنين وينصح الأطباء عادة أن يكون معدل السكري التراكمي أقل من 6.5 في المائة لدى الحوامل وخاصة في فترة الحمل الأولى والأشهر الأولى من الحمل لأنه قد يؤثر في الجنين مسبباً له عيوبا خلقية.
وفي نهاية المقال يجب أن نذكر أن معظم المرضى لا يدركون أهمية معدل السكري التراكمي وأن 40 في المائة من المرضى على حسب دراسة أوروبية يدركون أهمية معدل السكري التراكمي، ولكن توافر أنواع الأنسولين الحديثة والطرق العلاجية الحديثة أسهم في الحد من ارتفاع معدل السكري التراكمي الذي قد يتأثر أيضاً بمستوى السكري بعد الأكل أكثر من تأثره بمستوى السكري قبل الأكل.
المصدر
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
أن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك فأوضح أن معدل السكري التراكمي وضبط مستواه هو الأساس في علاج مرض السكري وأنه المرتكز الذي يعتمد عليه في معرفة احتمالية إصابة المريض بمضاعفات مرض السكري، ففي هذا العدد سنلقي الضوء على معدل السكري التراكمي وكيفية حسابه وفوائد متابعته.
ما هو معدل السكري التراكمي؟
معدل السكري التراكمي يعرف باسم الهيموجلوبين (أيه ون سي) وهو عبارة عن اتحاد سكر الدم ببروتين الدم الموجود داخل خلايا الدم الحمراء وهذا الارتباط يعرف بالهيموجلوبين المسكر أو يعرف بلغة الطب والأطباء بــ HbA1c، وحيث إن خلايا الدم الحمراء يستمر عمرها ثلاثة أشهر ومن ثم تتحلل وتختفي وتضمر وتهضم في الطحال فإنه يمكننا حساب مستوى السكري في الدم من خلال ارتباطه ببروتين الدم الموجود داخل خلايا الكريات الحمراء.
بماذا تنصح منظمة السكري الأمريكية ومنظمات السكري العالمية بخصوص تحليل معدل السكري التراكمي؟
ينصح بعمل معدل السكري التراكمي كل ثلاثة أشهر وهو يعطي فكرة عن مستوى السكري في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية وخاصة خلال الشهر الأخير الماضي، وذلك بالنسبة لمرضى السكري الأول أو مرضى السكري الثاني المعتمد على الأنسولين أما بالنسبة لمرض السكري الثاني غير المعتمد على الأنسولين فإنه يفضل عمل معدل السكري التراكمي كل أربعة إلى ستة أشهر فقط وليس هناك فترة محدودة لعمله ولكن مرتين سنوياً يبدو أنه كافٍ.
هل يغني معدل السكري التراكمي عن التحليل المنزلي؟
يعتقد الكثير من المرضى خطأً أن تحليل السكري التراكمي الذي يعمل في المستشفى أنه يغني عن تحليل السكري المنزلي وقد يذهب بعض المرضى إلى الطبيب دون إحضار جدول التحليلات المنزلية وهذا خطأ شائع ويرغبون أن يقوم الطبيب بضبط مستوى السكر لديهم على أساس معدل السكري التراكمي، وفي واقع الأمر أن الطبيب يحتاج إلى عمل أربعة تحاليل في المنزل يومياً قبل الوجبات الغذائية وقبل النوم وأيضاً أثناء النوم لضبط جرعات الأنسولين أو حتى الحبوب الفمية التي يستخدمها المريض.
هل يمكن حساب معدل السكر من معرفتنا لمعدل السكري التراكمي؟
في واقع الأمر يمكننا أخذ فكرة تقريبية عن مستوى السكي إذا عرفنا معدل السكري التراكمي إلا أن معدل السكري التراكمي يتأثر بانخفاض السكري فمثلاً لو كانت هناك انخفاضات متكررة في السكر، أدى ذلك إلى انخفاض معدل السكري التراكمي إلى مستويات متدنية ويعتقد الطبيب والمريض أن معدل السكري مقبول وهو في واقع الأمر غير مقبول ولكن انخفض مستواه بسبب انخفاضات السكري المتكررة.
ولكن بصفة عامة عندما يكون معدل السكري التراكمي 6 في المائة يكون معدل السكري المنزلي 130مج/دسل وعندما يكون معدل السكري التراكمي 7 في المائة يكون مستوى السكري المنزلي 160مج/ دسل وهكذا. أي أن كل ارتفاع في معدل السكري التراكمي بـ 1 في المائة أكثر من الحد العادي وهو 6 في المائة يزيد معدل السكري المنزلي بنسبة 30مج/ دسل وهذه معادلة تقريبية.
بماذا يتأثر معدل السكري التراكمي؟
يتأثر معدل السكري التراكمي بمستوى السكر خلال الشهر الأخير أكثر من تأثره بالأشهر الثلاثة الماضية، كما أنه يتأثر بأمراض الدم ومعنى ذلك أنه إذا كان الإنسان مصابا بمرض دم معين كالأنيميا المنجلية أو أنيميا البحر المتوسط أو ما يعرف بالثلاسيميا فإن ذلك يؤثر في دقة تحليل معدل السكر، كما أنه إذا كان الإنسان نقل له دم أخيرا فإن ذلك يؤثر أيضاً في مستوى معدل السكري التراكمي، لذا يجب على المريض إبلاغ طبيبه إذا كان مصاباً بأحد أمراض الدم المختلفة.
متى بدأ العمل بمعدل السكري التراكمي وما الحدود الطبيعية له؟
بدأ العمل بمعدل السكري التراكمي منذ زمن بعيد وذلك في عام 1968 واستخلص قبل ذلك في عام 1958، أما عن الحدود الطبيعية لمعدل السكري التراكمي فهي تراوح بين 4 و5.5 في المائة، ولكنها تختلف من معمل طبي إلى آخر كما تختلف من شخص إلى آخر.
ما الارتباط بين معدل السكري التراكمي ومضاعفات مرض السكري؟
هناك ارتباط وثيق بين معدل السكري التراكمي ومعدل الإصابة بمضاعفات مرض السكري فهناك الدراسة الأمريكية المشهورة التي طبعت في مجلة "نيوانجلاند" الطبية أنه كلما انخفض معدل السكري التراكمي، انخفضت نسبة حدوث المضاعفات، فعلى سبيل المثال ينخفض معدل الإصابة بالشبكية بنحو 70 في المائة إذا انخفض معدل السكري التراكمي من 9 إلى 7 في المائة، أما بالنسبة لمضاعفات الأعصاب فقد تنخفض بنسبة 60 في المائة إذا انخفض معدل السكري التراكمي درجتين، أما بالنسبة لمضاعفات الكلى فهي الأخرى تنخفض إلى النصف إذا انخفض معدل السكري التراكمي وهذا يدل أنه كلما اجتهد الطبيب والمريض أيضاً في خفض معدل السكري التراكمي، انخفضت المضاعفات إلى أكثر أو مساوٍ للنصف من حيث النسبة.
هل من الضروري متابعة معدل السكري التراكمي لدى الحوامل؟
إن ضبط معدل السكري التراكمي يصبح أكثر أهمية لدى الحوامل المصابات بمرض السكري لأن ارتفاع السكري يؤثر في المرأة الحامل وأيضاً على الجنين وينصح الأطباء عادة أن يكون معدل السكري التراكمي أقل من 6.5 في المائة لدى الحوامل وخاصة في فترة الحمل الأولى والأشهر الأولى من الحمل لأنه قد يؤثر في الجنين مسبباً له عيوبا خلقية.
وفي نهاية المقال يجب أن نذكر أن معظم المرضى لا يدركون أهمية معدل السكري التراكمي وأن 40 في المائة من المرضى على حسب دراسة أوروبية يدركون أهمية معدل السكري التراكمي، ولكن توافر أنواع الأنسولين الحديثة والطرق العلاجية الحديثة أسهم في الحد من ارتفاع معدل السكري التراكمي الذي قد يتأثر أيضاً بمستوى السكري بعد الأكل أكثر من تأثره بمستوى السكري قبل الأكل.
المصدر
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..