بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالى كما في المجموع " ج2ص617 "
( إن محمد قطب شقيق سيد قطب أشعري خطير، وقد ألّف لوزارة المعارف السعودية كتاباً في
التوحيد وهذا الكتاب كله علم كلام وفلسفة ). اهـ
( التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين في عنيزة يا بهيرج ) في الساحة الإسلامية
أخي بهيرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد وصلني خطاب مطول من بعض أهالي عنيزة
وهو رد عليك وتوضيح لحقيقة الإخوان المسلمين في عنيزة وطلب مني أن أنزله وهو كتالي
الحلقة الأولى وتقرأ فيها عن سيد قطب وأخيه محمد قطب ومناع القطان وعبد الله ناصح علوان ومحمد سرور ومحمد العبدة وغيرهم وعلاقتهم بالقصيم
بسم الله الرحمن الرحيم
فلقد قرأت ما ذكره هذا الأخ صاحب هذا المقال الذي أظنه إما حزبي غارق في الحزبية المقيتة أو جاهل ملبس عليه كسائر شباب هذه البلاد الذين يستسمنـون الورم ويعجبون بالطفح دون الدليل والاتباع ، وليعلم أن ما جاء في كلامي هذا ليس دفاعاً عن الإخوة المذكورين بقدر ما هو دفاع عن أهل السنة الذين انتهكت أعراضهم تلبيساً على الدهماء على طريقة ولائد الإخوان المسلمين الذين درسوا وطبقوا منهج الماسون ، فهذه الشبيبة التي نشأت على غير طريقة علماء هذه البلاد ــ ولو كانوا بهم يتمسحون ـــ بل هم على طريقة حسن البنا وسيد قطب وأرباب الفكر من الإخوان المسلمين تسلطوا على منافذ الدعوة في بلادنا وما تركوا شيئاً إلا دخلوا فيه واستغلوه حتى سيطروا على كل شيء ومن نازعهم فالويل له ، لقد صوروا الناس كلهم على باطل وهم الوحيدون الذين على الحق ، فالدولة لما خالفتهم في بناء خلافتهم المنشودة ومنارتهم المفقودة على منهج سيد قطب ربوا شبابهم على كفرها ، والعلماء الكبار لما وقفوا لخططهم لما قاربوا يقتطفون الثمرة أشاعوا في الناس والاتباع أنهم كبار عملاء وبغال سلاطين ، وكل عامي من غير المتدينين يخالفهم في شيء فهو علماني زنديق ، وإن كان من أهل الدين فهو جامي شر من اليهود والنصارى ممن يحسب أنه يحسن صنعاً وعميل للاستخبارات والمباحث و…. و…. .
وهم على رغم كل المخازي التي جلبوها للأمة وأعظمها إخراج شباب بلاد التوحيد من السنة وموالاة أهل البدعة ، واستغلال أموال الأغنياء والمحسنين لتنفيذ مآربهم في الإرهاب الفكري ثم الفعلي والتي هي عندهم منهج إصلاح ومشعل نور للأمة ، فماذا جنت الأمة منكم يا أدعياء الإصلاح ؟ ماذا جنت من أفغانستان يا أيها الإخوان هل أعدتم خلافتكم أو منارتكم المفقودة أم أعدتم شبابنا تكفيريين ومفجرين يجاهدون أهلهم ودولتهم وعلماءهم باسم الإصلاح ..
وسأجعل الرد على نقاط متعدياً سفهه بوصم اتباع السلف الصالح أنهم ممن يحسبون أنهم يحسنون صنعاً تبعاً لسلفه الخوارج حين قال كبيرهم لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم قسمة ما أريد بها وجه ال له. ولوراثه الذين قاتلوا علياً رضي الله عنه وإخوانه وهم يقولون واهٍ لريح الجنة ، وكذا لن أتعرض لدخوله في النيات وأن هؤلاء الإخوة ممن ( اتخذوا العلم ليماروا به السفهاء ويجاروا به العلماء ولم يظهر أثر هذا العلم على اخلاقهم او بذلهم لدين الله ) ونحو ذلك ، بل يترك هذا عند الله يوم تجتمع الخصوم ، ويترك لما قدره الله القائل ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) .
فأقول
1 ــ قول بهيرج ( ويا ليت الأمر بقي على هذا بل انهم صاروا معولا لهدم الدين والصحوة ومحاربة الدعوة حسدا من عند أنفسهم وحنقا على أشخاص فتح الله عليهم في أبواب الدعوة والعلم وصاروا منابر هدى وأئمة رشاد ) .
فأقول كبرت كلمة تخرج من فيك أما هدم الدين فذلك من ضلالك أيها المسكين فهم قاموا لنصرة هذا الدين ولتخليصك من الضلال الذي تعيشه أنت وممن هو على شاكلتك منه ، أما هدم الصحوة والدعوة التي أنتجها أتباع الإخوان المسلمون ممن أكرمناهم وآويناهم سنوات في بلادنا لما فروا من بطش حكامهم نخوة ونصرة فباغتونا في مهاجعنا فلم نصحو إلا وراياتهم منصوبة في مساجدنا ومراكزنا ومدارسنا يحاربون دعوتنا وعلماءنا وبلادنا : كمحمد قطب الذي درس في جامعة أم القرى بمكة سنوات طويلة ، ومناع القطان الذي درس في جامعة الإمام محمد بن سعود إلى قرب وفاته ، وعبد الله ناصح علوان الذي درس بجده ، ومحمد بن نايف سرور الذي درس في المعهد العلمي ببريدة ، ومنهم محمد العبدة درس في المعهد العلمي بالرس ، وغيرهم كثير ، لهؤلاء لم ينسوا أن يحفظوا لليد التي آوتهم وأكرمتهم حقها بل راحوا يخببون شباب هذه البلاد على ولاتها وعلمائها وبنظرة بسيطة على ما تركه هؤلاء على المناطق والأماكن التي درسوا فيها يتجلى الأمر بوضوح وإليك ما يلي :
قال علي عشماوي ـ آخر قادة التنظيم السري ، وأحد المقربين من ســـــيد قطب ـ في كتابه
( التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين ص 62 )
( إن الإخوان في السعودية قد اختاروا الشيخ مناع قطان مسئولاً عنهم ، والإخوان في إمارات الخليج اختاروا الأخ سعد الدين إبراهيم …والشيخ مناع قطان هو أحد إخوان المنوفية ، وقد هاجر ، وقيل إنه أول مصري يجرؤ على تجنيد سعوديين في دعوة الإخوان في مصر للشباب السعودي ولذلك فإنه فرض نفسه مسئولاً عن الإخوان بالسعودية ) .
وقال علي عشماوي أيضاً ( في ص 103 ـ 104 ) أيضاً وهو يتحدث عن خطاب سري بعثه إخوان السعودية ( أخذت الخطاب وذهبت للأستاذ سيد قطب ، وطلبت مقابلته دون موعد سابق وقابلني ، وقرأ الخطاب ، وأبدى إعجابه الشديد بالإخوة في السعودية ، وقال إن هذا دليل على أنهم منظمون جداً وأنهم على كفاءة عالية من العمل ) .
وقال " في ص109 " ( ولما سألناه " يعني سيد قطب " عن الأستاذ محمد قطب ، قال اتركوا محمداً فله مهمة أخرى !!! ) أ.هـ .
انظر ما هي مهمة محمد قطب الذي درس سنوات طويلة في السعودية وربى أجيالاً يقول في كتابه ( واقعنا المعاصر ص 486 ) الذي هو دستور عند أشياخك أشياخ الصحوة
ــ ( أما الذين يسألون إلى متى نظل نربي دون أن نعمل ؟ فلا نستطيع أن نعطيهم موعداً محدداً ، فنقول لهم عشر سنوات من الآن ، أو عشرين سنة من الآن ! هذا رجم بالغيب لا يعتمد على دليل واضح ، وإنما نســـــتطيع أن نقول لهم نظل نربي حتى تتكون القاعدة المطلوبة بالحجم المعقول …) أ.هـ .
وقد قدم محمد قطب إلى السعودية من زمن بعيد واستقربها ! لأن له مهمة أخرى كما يقول أخوه سيد ! .
فما هي المهمة التي أنجزها هو ومن هو على شاكلته ؟
توقفنا يا بهيرج في المقال الأول عند سؤال طرحه صاحب المقال وهو
ما هي المهمة التي أنجزها هو ـ يعني محمد قطب ـ ومن هو على شاكلته ؟
قال صاحب المقال وفقه الله : إنها تربية شباب بلاد التوحيد على منهجهم الحركي التكفيري الفاشل في بلده ربوهم على تكفير دولتهم وتحقير علمائهم والرفع من شأن الحركيين
انظر إلى أحد الدكاترة الذين هم من دعاة الصحوة ــ أشياخ أشياخك في بلدتنا عنيزة التي يتبجح بهم هذا المسكين ــ ممن أشرف محمد قطب على رسالته وهو الدكتور سفر الحوالي ، وهو يتبنى فكر الإخوان في كتابه ( ظاهرة الإرجاء ص5 ) ،
معمماً تكفير المجتمعات وكأنه يعيش في بلد غير بلد التوحيد الذي تقام فيه حدود الشريعة وشعائر الدين يقول : ( والآن وقد دار الزمان دورة ثالثة حتى عاد كهيئته يوم أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم حيث تردى العالم الإنساني المعاصر في عين ما وقع فيه قوم نوح والعرب من شرك في التقرب والنسك وفي الطاعة والتشريع ) .
ويقول في شريطه " شرح الطحاوية 2 / 266 "
( فشوقنا كبير أن تكون أفغانستان النواة واللبنة الأولى للدولة الإسلامية ، وما ذلك على الله بعزيز ) أ.هـ .
وهذا داعية آخر من دعاة الصحوة وهو سلمان العودة يقول في شريطه " يالجرحات المسلمين " :
( الرايات المرفوعة في طول العالم الإسلامي وعرضه إنما هي رايات علمانية ).أ.هـ .
هذا أثر مهمة محمد قطب والإخوان في تربية شبابنا في موقفهم من حكامنا على غير طريقة السلف ، فما أثر تربيتهم لدعاة الصحوة من علماء هذه البلاد ؟
هذا سلمان العودة الذي كنتم تركضون خلفة وأنتم تلهثون وتوزعون أشرطته بالآلاف جذلين آنذاك يقول في شريط " وقفات مع إمام دار الهجرة " معرضاً بكبار علماء بلده
ــ ( في بلاد العالم الإسلامي اليوم جهات كثيرة جداً لم يبق لها من أمر الدين ـ وقد تكون مسؤولة عن الفتيا أحياناً أو عن الشئون الإسلامية ـ لم يبق لها إلا أن تعلن عن دخول شهر رمضان وخروجه ) أ.هـ.
ويقول أيضاً في حوار مع " مجلة الإصلاح الإمارتية عدد 223 ص 11 "
( الأحداث التي حدثت في الخليج لم تزد على أنها كشفت النقاب عن علل وأدواء خفية … وكشفت كذلك عن عدم وجود مرجعية علمية صحيحة وموثوقة للمسلمين ، بحيث تحصر نطاق الخلاف وتستطيع أن تقدم حلاً جاهزاً صحيحاً وتحليلاً ناضجاً… ) أ.هـ
ثم انظر إلى هذه المهمة الخطيرة التي نجح فيها محمد قطب في مهمته في تربية شبابنا بعد الطعن في علمائنا بتغيير الولاء والتعظيم وتوجيهه لقادة ومنظري الإخوان خاصة الأب الروحي الإخواني حتى نجحوا نجاحاً منقطع النظير ، يقول ســـــفر الحوالي كتابه " ظاهرة الإرجاء ص 57 "
( وقد وجدت أن أفضل من أجاب على هذه الأسئلة من فقهاء الدعوة المعاصرين هو الأستاذ ســــيد قطب رحمه الله ، وها أنذا أنقل من كلامه ما يفيد ذلك مع بعض زيادات توضحية … ) أ.هـ .
ولذا صار من أبرز العلامات المميزة للفرد الإخواني في الجزيرة العربية حب سيد قطب وسائر دعاة الإخوان ، فاختبرهم بهذا الرجل وعندها الانتصار له أيّاً كان خطأه .
قال الشيخ سعد الحصين حفظه الله
((وسيّد قطب يكفر بكل وضوح وصراحة جميع المسلمين حكوماتهم وشعوبهم بمن فيهم (أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله)، (ولو توجهوا إلى الله في ألوهيته وحده ودانوا لشرع الله في الوضوء والصلاة والصوم وسائر الشعائر)
وجعل من أسباب حكمه المخالف لشرع الله ولجميع فقهاء الأمة المعتد بهم اتباع البشر في الأخلاق والتقاليد والعادات والأزياء (العدالة الاجتماعية بعد تعديلها ومعالم في الطريق).
وادعى أن الله يرشد (عصبته المسلمة) إلى اعتزال معابد الجاهلية، (أي مساجد المسلمين) واتخاذ بيوتهم مساجد تحس فيها بالانعزال عن المتجمع الجاهلي (جماعة المسلمين).
وفي العدالة الاجتماعية وصف مساجد المسلمين بأنها مساجد الضرار يرفع عليها أصحاب العمائم راية الإسلام.
وفي ظلال القرآن قال
(إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقديا وشعوريا ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها، وإلا أن تشعر شعورا كاملا بأنها هي الأمة المسلمة وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية وأهل جاهلية) و(إنه ليست على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي).
ولم ير من الحاكمية التي يجعلها هو والمودودي وأتباعهما (أهم مبادئ الإسلام) - صرف العبادة (شعائر الإسلام) لغير الله من ذبح ونذر وطلب مدد، فلم يصرف لها اهتماما يذكر بل أي اهتمام في معرض تكفيره للرعاة والرعية المسلمين بل قال عن عباد الأصنام
(ما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة، ولا كان إسلام من أسلم منهم متمثلا في مجرد التخلي عن الإستشفاع بهذه الأصنام).
أمّا محمّد قطب فهو الذي يقوم على طباعة كتب أخيه التي نقلت منها هذه النصوص ويصفها بالطبعة الشرعية
بعد موت أخيه بعشرات السنين. وقد أكد أيمن الظواهري في الحلقة الثالثة من مذكراته المنشورة في صحيفة الشرق الأوسط شهر رمضان 1422هـ أن كتب سيد قطب هي دستوره وأتباعه. ))
( شعارات الحركات الإسلامية مزقت الأمة وضيعت شبابها)
خوارج العصر
إن المرء ليتساءل وهو ينتابه العجب ، كيف يجرؤ مسلم على سفك دم مسلم والله عز وجل يقول ) ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ( والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ) لزوال الدنيـا أهون عند الله من قتل رجل مسلم (.
ولكن العجب يزول إذا علم أن هؤلاء صغار العقول حدثاء الأسنان هم امتداد لمن طالت ألسنتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين فإذا كان لم يسلم منهم محمد عليه الصلاة والسلام ولا خلفاؤه الراشدون فكيف بمن دونهم وهؤلاء امتداد لأولئك .
يقول الإمام الآجري والمتوفى )360 هـ لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء عصاة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن صلوا وإن صاموا واجتهدوا في العبادة ، فليس ذلك بنافع لهم ، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وليس ذلك بنافع لهم ، لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون ويموهون على المسلمين ، وقد حذرنا الله عز وجل منهم وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده
وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله تعالى عليهم ، والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس ، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين وأول قرن طلع منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم بالجعرانة فقال : اعدل يا محمد فما أراك تعدل .. فقال صلى الله عليه وسلم ويلك فمن يعدل إذا لم أكن أعدل؟! فأراد عمر رضي الله عنه قتله فمنعه النبي - صلى الله عليه وسلم - من قتله ،
وأخبر عليه الصلاة والسلام ) إن هذا وأصحاباً له يحقر أحدكم صلاتة مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ( وأمر عليه الصلاة والسلام في حديث بقتالهم ، وبيّن فضل من قتلهم أو قتلوه ، ثم إنهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى ، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى قدموا المدينة فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد اجتهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان في المدينة في أن لا يقتل عثمان رضي الله عنه فما أطاقوا ذلك ,
ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) رضي الله عنه( ولم يرضوا بحكمه وأظهروا قولهم وقالوا لا حكم إلا لله ، فقال علي رضي الله عنه : ) كلمة حق أرادوا بها الباطل ( فقاتلهم فأكرمه الله عز وجل بقتلهم ، وأخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من قتلهم أو قتلوه .
وقاتل معه الصحابة رضي الله عنهم فصار سيفه في الخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة ( ا.هـ
إن ما حدث في هذه الأيام وماسبقه من حوادث من قتل للمسلمين والمستأمنين وترويع للآمنين ، وزعزعة للأمن وبث للخوف والهلع في قلوب المجتمع ليس وليد ساعة أوفكرة طارئة ، إنها نتاج تنظيم وفكر غرس جذوره في قلوب وعقول الشباب منذ أكثر
من ثلاثة عقود والهدف المقصود هو الحرب على هذه الدعوة السلفية المباركة والتي قام بتجديدها الإمام العلامة السلفي شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ومحاولة إزاحتها من قلوب المجتمع عامة
والشباب خاصة
وذلك لما رأى المبتدعة مدى انتشار دعوة التوحيد والسنة في كثير من بلدان المسلمين ، فرأوا أنه لا سبيل لتقليص هذه الدعوة إلا بمحاربتها في عقر دارها وإسقاط حملتها ورموزها سواء علماؤها ودعاتها أو حماة بيضتها وهم حكام هذا البلد بلد التوحيد والسنة وهم آل سعــــــود ،
فلأجل هذا صدرت لنا دعوات حزبية تنظيمية لها بيعات مستقلة وسمع وطاعة وإمارة وتنظيم هرمي ذو قاعدة عريضة . فقامت هذه الجماعات الحزبية منذ دخولها المملكة العربية السعودية بالسعي بطرق شتى ووسائل متعددة بتربية الشباب تربية صوفية وعلى الطاعة العمياء وتأصيل فكر مغاير لعقيدة أهل السنة والجماعة من جهة ، ومن جهة آخرى سعوا لتشويه صورة علمائنا وولاتنا في نفوس الشباب وإيجاد البغض والحقد الدفين في قلوبهم عليهم ،
كذلك كل من يقف في طريق تنظيمهم ويسعى في كشف عوارهم وفضح رموزهم ودعاتهم فإنهم يحذرون منه وينفرون منهم حتى لايسمع منهم كلاما فيهم فيقولون
هؤلاء يغتابون الناس ،
هؤلاء يتكلمون في الدعاة حسداً
، هؤلاء يفرقون الناس ،
هؤلاء عملاء ، هؤلاء جواسيس ..
إلى غير ذلك من ألقاب السوء .
وعلى مرور السنين والعقود أخذوا يُرضِعون الشبيبة على هذا الفكر الحزبي الإخواني التكفيري مستغلين لتحقيق ذلك الخلوات السرية والرحلات التنظيمية من خلال بعض المؤسسات التربوية والخيرية
حتى إن الشاب يكون أغلب وقته اليومي بل والأسبوعي معهم . ويقدم طاعة المسئول الدعوي على طاعة والديه ويستأذن مسؤوله الدعوي قبل أن يستأذن والديه
بل إنهم أبعدوا الشباب عن مجالسة العلماء
حتى كنا نرى الآلاف من الشباب يلتفون حول من يُسمّون مشايخ الصحوة مع أن دروسهم كانت لا تتعدى كونها أخبار صحف ، وقصصات إعلامية
وفي المقابل تجد القلة من طلاب العلم يلتفون حول العلماء الربانيين أمثال ابن باز وابن عثيمين والفوزان وهم يدرسون أمهات الكتب من الحديث والعقيدة والتفسير والفقه .
ولكن إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
إن بداية شرارة خوارج العصر ظهرت في مصر حيث فعلوا من الأفاعيل والفساد والخراب والقتل والدمار ما ألجأ علماء مصر إلى كتابة صيحة نذير وبراءة من هذا الفكر الخطير ،
والذي ترفضه جميع الأديان السماوية والعقول الراجحة والفطر السليمة وحذروا منه قبل ثمان وثلاثين سنة وكتبوا وثيقة رسمية
يحذرون فيها من هذا الفكر التكفيري الإرهابي والذي وضع معالمه وقواعده ) سيد قطب ( في كتابة - معالم في الطريق )
وقد جاء في آخر هذه الوثيقة على لسان رئيس لجنة الفتوى بالأزهر ما يلي :
" وبعد ، فقد انتهيت من كتابة معالم في الطريق إلى أمور :
1 - أنه إنسان مسرف في التشاؤم ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود ويصورها كما يراها أو أسوأ مما يراها .
2 - أن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه التدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك من إراقة الدماء والفتك بالأبرياء وتخريب
العمران وترويع المجتمع وتصدع الأمن ، وإلهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله ، وذلك هو معنى الثورة الحاكمية التي رددها في كلامه ( ا.هـ
وما حذر منه علماء مصر قبل يقع اليوم عندنا في بلادنا بسبب التربية على هذا الفكر التكفيري الإخواني القطبي .أقول للأسف ..!!
إن بعضاً ممن ينكر التفجيرات التي تحصل هذه الأيام لا يربطها بأسبابها قصداً أو جهلاً وهي بكل تأكيد ما جاءت وليدة يوم أو فكرة ساعة إنما هو مخطط قديم حان وقته وقد سبقته إرهاصاته من قيام بعض الدعاة في مخالفة الولاة والمحاضرات التهيجية والإنكار العلني ولأن القاعدة المطلوبة كثرت وامتدت في المدن والقرى وفي كثير من المؤسسات.وهم قد تقاسموا الأدوار فمنهم من يقوم بتفجيرات ومنهم من ينكر سياسة ومنهم من يربي ويكثر السواد ومنهم من يبرر ،
وللأسف أن هناك من يحاجج عنهم ويطالب بمجادلتهم ، ومتى كان سفاك الدماء وشاق عصا المسلمين يجادل ويخاصم إلا أن يؤخذ بالسيف البتار ليكون عبرة لغيرة من المفسدين .
إن الله عز وجل يقول : )) إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيماً ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً (( .
يقول الشيخ السعدي - رحمه الله - في تفسير : ) ولا تكن للخائنين خصيماً ( أي لا تخاصم عن من عرفت خيانته من مدع ماليس له أو منكر حقا عليه سواء علم ذلك أو ظنه ففي هذا دليل على تحريم الخصومة في باطل والنيابة عن المبطل في الخصومات الدينية والحقوق الدنيوية وقال ) ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ( الاختيان والخيانة بمعنى الجناية والظلم والإثم وهذا يشمل النهي عن المجادلة عن من أذنب وتوجه عليه عقوبة من حد أو تعزير ، فإنه لا يجادل عنه ، بدفع ما صدر منه من الخيانة أو بدفع ما ترتب على ذلك من العقوبة الشرعية (( ا . هـ
وهؤلاء قد حكم فيهم رسول الله صلى عليه وسلم حيث قال : ) من أتاكم وأمركم جميع على رجل يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائناً من كان ( . يقول الإمام ابن عبدالبر- رحمه الله - : ) الآثار المرفوعة في هذا الباب كلها تدل على أن مفارقة الجماعة وشق عصا المسلمين والخلاف على السلطان المجتمع عليه يريق الدم ويبيحه ويوجب قتال من فعل ذلك ( ا . هـ
فنسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يعصمنا من الفتن وأن يرد عنا وعن بلادنا كيد الكائدين وأذناب الكافرين وأن يحفظ ولاة أمرنا وعلماءنا وأن ينصرهم على أهل الأهواء والبدع ودعاة الفتن . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
------------------------------------------------------------------------------
الاخوان المسلمين شريحتين او فرقتين
1- بنائية : وهي مائعة مطاطية ومنفتحة حتى لليهود والنصارى ومن نظارهم اليوم القرضاوي وفتحي يكن والغزالي الهالك واخرون ولهذا يجري على لسانهم الدعوة الى وحد الاديان.
2- الشريحة الثانية السرورية او القطبية وهؤلاء اقوى شططا واكثر تكفيرا وجل من عرفنا من دعاة التكفير هو ناشىء عن التربية من كتب سيد قطب وهم موجودون في كل مكان في العالم.)
تاريخ المشاركة : PM 01:16 | 2005 Sep 22
(منقول )
يقول محمد قطب في كتاب شبهات حول الإسلام
وكعادتها وزعته وزارة المعارف على مدارسها
((والذين يسمون أنفسهم " هيئة كبار العلماء" أحرار في أن يتسموا بهذا الاسم أو غيره ولكن ليس لهم سلطان على أحد ، ولا يملكون من أمر الناس شيئاً إلا في حدود القانون))
ولا يملكون من أمر الناس شيئاً إلا في حدود القانون !!!
فلينظر السني وليعتبر بهذا الضال المضل
الذي أقام في بلاد التوحيد وأكرمه ولاة الأمر
إذا انت اكرمت الكريم ملكته ***** وإن أنت اكرمت اللئيم تمردا
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..