القوى الموحدة لمايكل مور وريتشارد بيرل:
"إن خطف الطائرات وترويع الأبرياء وسفك الدماء يعتبر ظلماً لا يمكن للإسلام أن يتسامح معه، فهو
يعتبرها أعمالاً إجرامية وشريرة...وأي مسلم يعي تعاليم دينه ويتمسك بتوجيهات القرآن والسنة لن يورط نفسه في مثل هذه الأعمال، لأنها تثير غضب الله جل وعلا وتؤدي إلى الضرر والفساد في الأرض" الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، في 15 سبتمبر 2001م.
فيلم مايكل مور (فهرنهايتFahrenheit 9/11) قدم خدمة جليلة لبعض أنصار شن الحرب على شبه الجزيرة العربية. ويحاول هذا الفيلم أن يفعل ما لم تستطع أن تفعله المراكز الفكرية المحافظة ومناقشات مجالس الخبراء، وساعات طويلة من الوقت والجهد: لصب الزيت على نار العداء المشتعلة أصلاً في الولايات المتحدة ضد المملكة العربية السعودية. ولا ينتقد فيلم مور Moore السعوديون لعلاقاتهم التجارية فقط، بل لأنهم غادروا الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما فعل غيرهم من المسؤولين غير السعوديين في نفس اليوم عندما سمح بتسيير رحلات معينة. إن الشعبية الساحقة لهذا الفيلم الوثائقي تحمل الرسالة المعادية للسعودية إلى سوق جديدة كلياً. فهو أحدث تجسيد يعرض الأسباب والمبادئ التي تبرر تنفيذ خطة طويلة الأجل بشن الحرب لغزو واحتلال المملكة العربية السعودية. وبالرغم من منتجه التقدمي والجمهور الذي يستهدفه، فإن فيلم (فهرنهايتFahrenheit 9/11) سار على نفس الخط مع الأجندة المعلنة لصقور المحافظين الجدد. وهي: تخليص الجزيرة العربية من آل سعود، ومنح الولايات المتحدة وحلفائها السيطرة الكاملة على أكبر جائزة في الشرق الأوسط.
هنالك افتراض متنامي لدى أعضاء الكونجرس الأمريكي، ولدى الدبلوماسيين الأمريكيين والسعوديين، والشعب الأمريكي بأن إدارة بوش تحدث "انقلاباً" في سياستها تجاه المملكة العربية السعودية بسبب ضغوط المحافظين الجدد وبعض الجماعات المحلية ذات المصلحة. ومعارضو الإدارة الحالية يتهمون البيت الأبيض بالمحافظة على العلاقات مع عدو أمريكا من أجل العقود التجارية المربحة. وعلى النقيض من ذلك، الذين يؤدون العلاقات مع المملكة العربية السعودية يقولون أن الولايات المتحدة لا تنوي قطع العلاقات مع قوة استقرار إقليمية وأصدقائهم القدامى من آل سعود.
فأي الطرفين على صواب؟ كلاهما على خطأ.
فالولايات المتحدة لم تكن لديها نوايا ودية كاملة تجاه المملكة طيلة الثلاثين عاماً الماضية. ويظهر هذا من خلال الغطاء المرئي للسياسة العسكرية الأمريكية الحقيقية. وتشير بعض الوثائق السرية بأنه كان هنالك قرع مستمر على طبول الحرب لغزو المملكة العربية السعودية خلف الأبواب المغلقة لحكومتنا. حيث قام البنتاغون بإعداد وتحديث خطط للاستيلاء على آبار النفط السعودية وتخليص المملكة من آل سعود. ولم يكن هذا رأي المحافظين الجدد وحدهم. حيث كانت الخطط توضع من وقت لآخر لغزو المملكة من أجل هدف كبير: وهو السيطرة الأمريكية على إمدادات النفط العالمية وبالتالي الهيمنة على أسواق الاقتصاد العالمي.
وأحدث موجة من الاتهامات بأن المملكة العربية السعودية تدعم الإرهاب وتقره هي تعبير عن محاولة أخرى للحصول على الدعم لتنفيذ خطة عمرها ثلاثون عاماً لاحتلال المملكة العربية السعودية. كما أن أهداف بعض اللاعبين في المنطقة (تأمين إمدادات النفط، وحجة الحرب على الإرهاب) ربما تضيف حافزاً ودافعاً للغزو الأمريكي.
وتسعى هذه الدراسة لكشف وتقييم نوايا وأفعال الذين يقفون وراء الدافع الجديد لاحتلال حقول النفط السعودية.
خطط سرية تم كشفها
في عام 1973، وصفت إدارة نيكسون خطة وردت في تقرير سري استخباري مشترك بعنوان "المملكة المتحدة تتطلع إلى النجم الساطع UK Eyes Alpha " لمهاجمة المملكة العربية السعودية للاستيلاء على حقولها النفطية. وقد تم إعلام أجهزة المخابرات البريطانيةMI5 و MI6 وتم تصنيف الوثيقة بموجب قواعد الأرشيف الوطني البريطاني في ديسمبر عام 2003.
لقد انتهت المقاطعة النفطية بعد ثلاثة أسابيع، وقد اقترحت الخطة بأن الولايات المتحدة يمكن أن تؤمِّن إمدادات نفطية كبيرة لها ولحلفائها باستيلائها على حقول النفط في المملكة العربية السعودية والكويت ودولة أبوظبي". واستمرت في القول بضرورة النظر في تحرك "استباقي"، حيث أن لواءين فقط يمكنهما الاستيلاء على الحقول النفطية السعودية بينما لواء واحد يكفي لكل من الكويت وأبوظبي.
وفي فبراير عام 1975، صحيفة الصنداي تايمز اللندنية كشفت معلومات عن خطة سرية تم تسريبها من وزارة الدفاع الأمريكية. وقد تم إعداد الخطة بواسطة البنتاغون، وكان يرمز إليها بـ(الظهران الخيار الرابع Dhahran Option Four)، تم تدبيرها لغزو أكبر احتياطيات النفط في العالم، والمملكة العربية السعودية على وجه الجديد.
أنظر العرض رقم 1:
وفي عام 1975 أيضاً، كتب ديفيد تكر، وهو محلل عسكري أمريكي، مقالاً
لمجلة "كومنتري " التي تملكها اللجنة اليهودية الأمريكية، بعنوان النفط:
موضوع التدخل الأمريكي" حيث قال تكر: "ما لم يحدث تدخل، هنالك احتمال أكيد
لحدوث كارثة اقتصادية كالتي وقعت في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي...وإن
الشريط الساحلي العربي على الخليج إنما هو إلدورادو El Dorado جديدة ينتظر
فاتحيه". وقد تلا ذلك في فبراير من نفس العام مقال بعنوان "الاستيلاء على
النفط العربي" في مجلة هاربر كتبه أحد المحللين في البنتاغون تحت اسم
مستعار، Miles Ignotus، أكد فيه حاجة الولايات المتحدة إلى الاستيلاء على
حقول النفط السعودية ومنشآتها ومطاراتها. وحسب جيمس أكينز، الدبلوماسي
الأمريكي السابق، ربما كان هنري كيسنجر، وزير الخارجية آنذاك، هو من كتب
هذا المقال. غير أن هنري كيسنجر لم ينفي أو يؤكد ذلك الاتهام.
وفي أغسطس من عام 1975، صدر للجنة العلاقات الخارجية تقرير بعنوان "حقول النفط كأهداف عسكرية: دراسة جدوى". وتقول اللجنة في هذا التقرير، السعودية والكويت وفنزويلا وليبيا ونيجيريا هي من بين الأهداف المحتملة للولايات المتحدة. ويشير المحللون إلى أن القوة العسكرية لدول منظمة أوبك كانت آنذاك رديئة من حيث العددية والنوعية، ويمكن هزيمتها بكل سهولة.
لقد كانت هنالك فرضية فعلية لمهاجمة المملكة العربية السعودية منذ الحرب الباردة ولكن الفكرة تم إنعاشها من جديد في ظل الحرب الجديدة على الإرهاب بتهمة أن الدولة السعودية كانت تدعم هذا الإرهاب ضد الغرب، وقد كان ريتشارد بيرل أحد عرابي هذا الاتجاه.
مخططات المحافظين الجدد تجاه المملكة العربية السعودية
إن ريتشارد بيرل من المعارضين علانية للأمريكيين الذين يتاجرون مع المملكة العربية السعودية، وبالرغم من محاولته لتأمين 100 مليون دولار من الاستثمارات في السعودية لشركته الرأسمالية المغامرة الخاصة. كما أن محاولته المشئومة ليصبح صاحب نفوذ من خلال وضع إحدى قدميه على باب مجلس السياسة الدفاعية الأمريكي التابع لوزارة الدفاع، ووضع قدمه الأخرى على الاستثمارات الرأسمالية، فهي معروفة بشكل جيد. وهو منذ أن أصبح متشدداً قال لمجلة ناشونال ريفيو "اعتقد أنه أمر مخز. إن السعوديين هم المصدر الأساسي لمشكلة الإرهاب الذي نعاني منه". لقد أُجبر بيرل على الاستقالة من مجلس السياسات الدفاعية، عندما تم الكشف عن لقاءاته السرية والابتزازية لجمع المال مع رجال أعمال سعوديين.
إن جهود بيرل الرامية إلى إعادة ترتيب الآليات في المنطقة، بما فيها المملكة العربية السعودية، استمرت لعدة سنوات. فقد طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي من حزب الليكود، بنيامين نتنياهو من بيرل إعداد ورقة إستراتيجية إقليمية لإسرائيل. حيث قام معهد الدراسات الإستراتيجية والسياسية، ومقره في كل من واشنطن دي سي والقدس بنشر هذه الورقة كاملة، وهي بعنوان "الانكسار النظيف: إستراتيجية جديدة لتأمين العالم A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm". وقد أكدت الدراسة على ضرورة قلب اتفاقيات أوسلو وعملية السلام في الشرق الأوسط. وتطالب بتوجيه اللوم إلى الرئيس عرفات في أي عمل إرهابي يقوم به الفلسطينيون، كما طالبت بالإطاحة بصدام حسين والنظام البعثي في العراق وسوريا، وفرض الديمقراطية بالقوة على العالم العربي برمته بالإضافة إلى إيران. وقد صرح مسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية بأن الهدف هو جعل إسرائيل القوة العظمى المهيمنة في المنطقة وطرد الفلسطينيين. كما أن جهود بيرل من أجل تحييد التمويل الدولي للمقاومة الفلسطينية ودعم الفلسطينيين، كانت الدافع وراء مقترحات سياسته.
وهنالك شخص شارك في كتابة إستراتيجية (الانكسار النظيف) وهو ديفيد وورمسر David Wurmser. ففي سبتمبر 2003 تم نقل وورمسر إلى وزارة الخارجية الأمريكية ليعمل مباشرة تحت نائب الرئيس الأمريكي ديك شيني ورئيس أركانه لويس ليبي. كما أن ميراف Meyrav، زوجة ديفيد وورمسر David Wurmse، كانت تدير معهد الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية، جنباً إلى جنب مع الجنرال الإسرائيلي يجال كارمنYigal Carmon من استخبارات الجيش الإسرائيلي. إن المعهد المذكور متخصص في الاسترجاع الانتقائي والبحث والترجمة، خصوصاً ترجمة الوثائق المكتوبة باللغة العربية، والتي تؤكد تحيز هذا المعهد الذي يعمل لترويج فكرة أن العرب يحتقرون الغرب. لقد حصلت ميراف وورمستر على درجة الدكتوراه من جامعة جورج واشنطن، عن حياة فلاديمير جابوتنسكي Vladimir Jabotinsky، مؤسس الصهيونية التصحيحية، والفاشي المعروف، وهو بطل في نظر رئيس الوزراء أرييل شارون وحزب الليكود.
في 10 يوليو 2002، تم إعلان المملكة العربية السعودية عدواً للولايات المتحدة، وذلك عندما قدم لورينت مورويك Laurent Murawiec، من مؤسسة راند عرضاً تقديمياً على برنامج بوربوينت لمجلس سياسات الدفاع بدعوة من رفيقه ميراف وورمستر، مورويك هو أيضاً من خريجي جامعة جورج واشنطن، وهو ضمن قائمة أعضاء الكلية، كما كان من أتباع منظمة ليندون لاروش. وتقوم هذه المجموعة بتربية أفرادها على هجر منازلهم "لأن القيم العائلية أمور غير أخلاقية" على حد قول الذين تركوا هذه المجموعة. (ولندون لاروش مجرم مدان من أنصار نظرية المؤامرة ويؤمن بالـUFO).
ويقول العرض التقديمي الذي قُدم بعنوان "إزالة السعودية من الجزيرة العربية"، "أن المملكة العربية السعودية محور استراتيجي"، ومن ثم تم إعلان المملكة عدواً للولايات المتحدة الأمريكية. وطالبت الخطة الولايات المتحدة بالاستيلاء على المملكة العربية السعودية وحقولها النفطية، وغزو مكة والمدينة، ومصادرة الأرصدة المالية للمملكة ما لم تتوقف عن دعم الأنشطة الإرهابية المعادية للغرب.
كما وُصفت المملكة العربية السعودية بأنها "نواة للشر وأنها المحرك الأساسي، والخصم الأكثر خطورة" في الشرق الأوسط. وقد ادعى موراويك: "منذ الاستقلال، كانت الحروب هي الناتج الرئيسي للعالم العربي" وأن المؤامرات والاضطرابات والقتل والانقلابات ظلت الوسائل الوحيدة المتاحة لإحداث التغيير... وأن العنف عندهم سياسة... والسياسة عنف. وثقافة العنف هذه هي المحرك الرئيسي للإرهاب. وقد ظل الإرهاب وسيلة مقبولة ومشروعة لممارسة السياسة على مدى ثلاثين عاماً..." وقام جيمس أكينز بتوضيح هذه الخطط بشكل عام على النحو التالي: "سيكون الأمر أكثر سهولة عندما نتمكن من العراق. فالكويت بحوزتنا أصلاً. وكذلك قطر والبحرين. إذاً لم يبق غير المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة ستقع في مكانها الصحيح".
الروابط التي تجمع الأشخاص الذين يطالبون بغزو أمريكي للمملكة العربية السعودية أصبحت أكثر عمقاً. لقد كان الراحل ألبرت ولستر من مؤسسة راند معلماً لريتشارد بيرل طيلة حياته، وهو الأب الروحي لمحللي المحافظين الجدد. كما أن أولستر زميل دراسة لأحمد جلبي في جامعة شيكاغو. والجلبي، هو رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي، وبطل رواية المعلومات التي قُدمت إلى الحكومة الأمريكية بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية التي لم تكن موجودة أصلاً، مجرم محكوم عليه في الأردن بأكثر من عشرين عاماً مع الأشغال الشاقة، لتلاعبه واختلاسه أموال بنك البتراء.
موجة الشجب التحليلية الموجهة ضد المملكة العربية السعودية من الدوائر التقدمية والمحافظة على أنها دولة راعية للإرهاب، ربما تتبلور في شكل غزو عاجل للمملكة العربية السعودية. ومؤيدي هذا الاتجاه داخل الإدارة الأمريكية يمكنهم أن يستخدموا هذه الوحدة في تنفيذ "مخطط" آخر من مخططات السياسة الأمريكية. ويمكنها أن تتبع نفس أسلوب تهديد صدام حسين الوشيك لأمريكا، وأسلحة الدمار الشامل العراقية التي كانت السبب الجوهري للغزو الأمريكي للعراق.
استهداف المملكة العربية السعودية: نقل الفكرة من أحد المراكز الفكرية إلى المسرح
لم يكن هنالك في الحقيقة أي دليل ملموس يربط المسؤولين السعوديين بالإرهاب، غير أن القليل من الأدلة بوجود بعض العناصر السعودية التي لعبت دوراً متعمداً، وعدد أقل من الروابط المالية بالإرهاب، أقل كثيراً مما يمكن أن يوجد في أغلب الدول التي تملك أنظمة مصرفية. وفي الحقيقة، أن وزارة الخارجية الأمريكية تضع هولندا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا وأستراليا، وكذلك الولايات المتحدة نفسها ضمن الدول التي ترتبط بروابط وصلات مالية مع تنظيم القاعدة. غير أن هذه الحقائق ربما لا تكون كافية لإثارة المشاعر المعادية للسعودية بين صناع القرار، ومتوسط الأمريكيين.
وتستمر اتهامات موراويك قائلة أن المملكة العربية السعودية "غير مستقرة: ... الوهابية تكره الحداثة والرأسمالية وحقوق الإنسان والحرية الدينية والديمقراطية والنظام الجمهوري والمجتمع المنفتح" وأن "الوهابية آخذة في الانتشار على نطاق العالم، مستندة على الثورة الإيرانية بقيادة الزعيم الشيعي آية الله الخميني: وأن "الوهابية تنطلق من جماعة طائشة في الإسلام" وأنه "كانت هنالك نقلة من سياسة النفط الواقعية إلى نشر الإسلام الراديكالي...والسعوديين يمولون الجماعات المتطرفة والأصولية والإرهابية".
فالمملكة العربية السعودية إذاً متهمة بأنها الموجه الرئيسي للأزمة العربية...وهي تنشط في كافة مستويات الإرهاب، وتدعم أعداء الولايات المتحدة، وتشعر بحقد شديد تجاه الولايات المتحدة... وهنالك أرض عربية، يجب أن لا تكون سعودية... وعلى الولايات المتحدة أن توقف أي دعم للمدارس الأصولية والمساجد والعلماء والدعاة في أي مكان في العالم...وكذلك يجب تفكيك وحظر كل المؤسسات "الخيرية" السعودية، ومصادرة ممتلكاتها... وكذلك يمكن استهداف كل ما يملكه آل سعود- من النفط والأراضي المقدسة... فالمملكة العربية السعودية محور استراتيجي".
ولو لم يستمع مسؤولين من مستويات عليا في إدارة بوش إلى هذه العروض التقديمية، لقاموا برفضها على أنها مجرد سخافات. غير أن شرارة تشويه صورة المملكة العربية السعودية التي عمت وسائل الإعلام قد بدأت بالاشتعال قبل ذلك، ففي 6 يونيو 2002، قام معهد هادسون الذي ينتمي إلى الجناح اليميني، بعقد محاضرة أسماها "أحاديث حول الديمقراطية: المملكة العربية السعودية، صديق أم عدو؟" حيث كان لورينت مورويك وريتشارد بيرل بين المشاركين.
وهنالك أهمية أخرى للعلاقة المباشرة بين ريتشارد بيرل والإرهاب. فقد طلب أحد المشاركين في حفل جمع الأموال الذي نظمته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة بم في إيران، من ريتشارد بيرل أن يكون المتكلم الأساسي في الحفل. وبالرغم من رفض جماعات أخرى للحديث في المناسبة بناءً على قرار رسمي من وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف منظمة مجاهدي خلق "كمنظمة إرهابية أجنبية"، ومع أن ريتشارد بيرل كان يعلم بهذا التصنيف، إلاّ أنه تجاهله، وكان سعيداً للمشاركة وجمع الأموال، وهي الأموال التي استولى عليها عناصر وزارة الخزانة الأمريكية بعد الحفل مباشرة. ومن الجدير بالذكر أن مجاهدي خلق هي نفس المنظمة التي حاولت اغتيال ريتشارد نيكسون عام 1972.
بعد أسبوعين من العرض الذي تم تقديمه لمجلس سياسات الدفاع في البنتاجون، عقد معهد أميريكان انتربرايس ندوة لدوري غولد، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة للترويج لكتابه "مملكة الكراهية: كيف تدعم السعودية الإرهاب الدولي". ومع أنه لم يسبق له أن زار السعودية، قُدم من خلال المحطات التلفزيونية بأنه خبير في شؤون المملكة العربية السعودية، بينما لم يتم تقديمه على أنه مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون.
يدَّعِي غولد أن مؤسسة الحرمين قامت بتحويل مبالغ مالية هائلة إلى تنظيم القاعدة، بينما تجاهل أن المملكة العربية السعودية قامت بإغلاق هذه المنظمة وتجميد ممتلكاتها. وأقوى ادعاءات غولد هو أن هنالك وثيقة إسرائيلية تدعي أن هنالك أموالاً ترسل لحركة حماس من المملكة العربية السعودية. غير أن حماس نفت بشدة الاتهام بأي تدخل من جانب الحكومة السعودية، كما أن المملكة العربية السعودية بدورها رفضت هذه التهم. ويستخدم غولد كتابه هذا لتعزيز أجندة (نتنياهو/بيرل/بوش) لملاحقة السعودية " إذا كانت هنالك جدية في حماية أمن الشرق الأوسط" ويدعي أن إسرائيل لا تلعب دوراً يذكر في الأعمال الإرهابية ذات العلاقة بتنظيم القاعدة، لأن السعودية هي التي يجب أن تلام على تمويل "الجهاد العالمي الذي يخوضه تنظيم القاعدة". ثم قام غولد بعد ذلك بالإدلاء بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي حول الشر المتأصل في المملكة العربية السعودية. ويحاول غولد من خلال هذا الكتاب أن يؤكد أن الإرهاب يأتي من الأجانب الذين يتسللون إلى البلاد، ومن حكومات أخرى غير السعودية. غير أن الكتاب لم يقدم أي دليل يتمتع بدعم رسمي أو غير رسمي.
ماكس سينجر، الذي شارك في إنشاء معهد هادسون، وهو أحد المحافظين الجدد، كتب ورقة إرسلت إلى مكتب التقييم النهائي بالبنتاغون في مايو 2002 يطالب فيها بوضع حد للمملكة العربية السعودية. وفي السابع من أكتوبر 2003، قال زميله من المحافظين الجدد، يليام كريستول، رئيس تحرير مجلة ويكلي ستاندارد Weekly Standard، أنه منزعج لأن الولايات المتحدة لم تذهب إلى أبعد من العراق "لتغيير النظام التالي" والإطاحة بدكتاتور شرق أوسطي آخر، هو بشار الأسد في سوريا.
وقد طلبت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من روبرت باير، الضابط السابق في الوكالة قبل نشر كتابه بعنوان "النوم مع الشيطان"، إزالة كافة المقاطع التي تدل على وجود معلومات خاصة عن أن بعض أعضاء العائلة المالكة السعودية قاموا بإرسال الأموال لتنظيم القاعدة لتمويل عملياته الإرهابية، ومؤامرات تدبير الاغتيالات، وحتى المتمردين الشيشان. ويؤكد أن "المملكة العربية السعودية برميل بارود ينتظر التفجير"، وأن "العائلة المالكة "فاسدة"، وخطيرة مثل عائلات المافيا. وإن باير المليء ببغض السعوديين، مع أنه لم يحصل على موافقة الوكالة، لكنه اعتمد على بعض الأدلة الملموسة. ورفض الانصياع لطلب الوكالة "فقط ليتحداهم". وتنظر الوكالة الآن في إقامة دعوى قضائية ضد باير الذي لم يسبق له أن زار السعودية، مثل غولد.
وهنالك كاتب آخر حقق رواجاً واسعاً، وهو جيرالد بوسنر الذي كتب كتاب "لماذا نامت أمريكا"، ويسعى لإثبات تورط أسامة بن لادن والحكومة السعودية. وحسب وجهة نظر بوسنر، ظل هؤلاء الحكام يدفعون الرشاوى لأسامة بن لادن لعدة سنوات ليمنع الهجمات الإرهابية عن المملكة العربية السعودية. وقد يجد المرء غرابة في أن تكون هنالك العديد من الهجمات المدمرة ضد المدنيين في المملكة العربية السعودية طالما أن بن لادن كان يتلقى هذه الرشاوى. فكيف استطاع بوسنر أن يؤلف كتاباً خلال أشهر قليلة جداً، يتضمن الاتهامات المفصلة، في الوقت الذي احتاجت فيه المخابرات الأمريكية إلى عدة سنوات للتحقيق في هذا الأمر؟ إلاّ أن بوسنر لم يقدم تفسيراً لذلك.
والحكومة الأمريكية نفسها لم تقم بإيواء ورعاية الإرهابيين (أعضاء القاعدة الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ومؤسسة الحرمين، ومنظمة مجاهدي خلق، والجيش الجمهوري الأيرلندي وغيرها) دون علمها وحسب، بل تفاوضت بكامل وعيها مع الجماعات الإرهابية الإيرانية لضمان سلامة القوات الأمريكية من هجمات الإيرانيين مقابل احتفاظهم بالأسلحة العراقية. ومنذ منتصف التسعينيات وحتى عام 2001، كانت الولايات المتحدة تتعامل مباشرة مع حركة طالبان في حقوق مد أنابيب النفط، حيث وافقت على دفع ضريبة لحركة طالبان على كل مليون قدم مكعب من النفط الذي كان يضخ كل يوم. نائب الرئيس ديك شيني، المدير التنفيذي لشركة هاليبرتون في ذلك الوقت، قال "أحياناً يجب أن نعمل في بعض الأماكن التي ما كان للمرء أن يختارها في الأوقات العادية، غير أننا نذهب إلى حيث توجد المصلحة" وفي تلك الفترة الزمنية كان حامد كرزاي نائباً لوزير خارجية طالبان، ومستشار سابق لدي (UNOCAL)، وكان يقود هذه المفاوضات مع زلماي خليل زاد، مساعد بول ولفويتز.
وفي التاسع من نوفمبر 2003، أكدت إسرائيل أنها فشلت في مفاوضات سرية مع حزب الله، أي أنها فشلت في النوم مع شيطانها. (وفي يناير 2004 أثمرت المفاوضات الإسرائيلية مع الجماعة التي صنفوها ضمن الإرهاب، حيث أصبح موضوع تبادل الأسرى حقيقة واقعة). ويقول جيرالد بوسنر في كتابه أن الأمريكيين قاموا بانتزاع سيل من المعلومات من الإرهابيين حينما أسرفوا في القسوة وتظاهروا بأنهم محققون سعوديون. ويعني هذا الاتهام أن الولايات المتحدة قامت بانتهاك القانون الدولي بتعذيبها للمتهمين بالإرهاب.
وسواء كان هنالك تضارب بين العلاقات العامة الأمريكية "والحرب على الإرهاب" أو لم يكن، إلاّ أن الجهود التي تبذل لربط الحكومة السعودية أو "السعوديين" بشكل عام بالإرهاب لا تزال قائمة. ولا يتعلق الأمر بالقرينة أو الدليل. بل هي العاطفة والتعبئة. إن فيلم "فهرنهايت Fahrenheit 9/11" كان مخلصاً لعنوانه، حينما حاول أن يرفع من حرارة الموضوع لدى المشاهدين الأمريكيين الجدد: الديمقراطيين والتقدميين.
القرار القادم
في 25 يونيو 2004م، تم عرض فيلم مايكل مور "فهرنهايت Fahrenheit 9/11" في 500 شاشة وشاهدته حشود هائلة. إن رسالة الفيلم لمشاهديه بسيطة وواضحة: يجب إنهاء العلاقات الأمريكية السعودية. غير أن الأمريكيين ينبغي عليهم التريث قبل أن ينساقوا وراء هذا الفيلم وتلك الكتب التي صدرت وبرامج الحوارات، لدراسة الخلفية التاريخية المعقدة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والدوافع الحقيقة للأطراف التي تدق طبول الحرب. ومن خلال فهم دوافع الشخصيات التي تقود هذا الموضوع، الجديدة منها والقديمة، وخلفياتها التاريخية، يمكننا أن نكتشف ونفهم المزيد عن الحرب التي يخطط لها ضد الجزيرة العربية.
وعما قريب سَيُطلب من الأمريكيين أن يتخذوا قرارهم حول ما إذا كان الغزو هو المسار المناسب للسياسة الأمريكية. ولكن على العكس من الحرب المستعر أوارقها في العراق، فإن قراراً مبنياً على المعلومات سيكون أكثر فائدة لأمريكا من الخطط الخفية والعلاقات والرسائل أحادية الجانب التي تباع في شباك التذاكر.
المصدر
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
من الذي يريد غزو المملكة العربية السعودية، ولماذا ؟
(الجزء الأول من دراسة تتكون من ثلاثة أجزاء)
(كبيرة المحللين السياسيين ومديرة البحوث بمعهد تطوير البرامج: سياسة الشرق الأوسط)
(الجزء الأول من دراسة تتكون من ثلاثة أجزاء)
"إن خطف الطائرات وترويع الأبرياء وسفك الدماء يعتبر ظلماً لا يمكن للإسلام أن يتسامح معه، فهو
يعتبرها أعمالاً إجرامية وشريرة...وأي مسلم يعي تعاليم دينه ويتمسك بتوجيهات القرآن والسنة لن يورط نفسه في مثل هذه الأعمال، لأنها تثير غضب الله جل وعلا وتؤدي إلى الضرر والفساد في الأرض" الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، في 15 سبتمبر 2001م.
فيلم مايكل مور (فهرنهايتFahrenheit 9/11) قدم خدمة جليلة لبعض أنصار شن الحرب على شبه الجزيرة العربية. ويحاول هذا الفيلم أن يفعل ما لم تستطع أن تفعله المراكز الفكرية المحافظة ومناقشات مجالس الخبراء، وساعات طويلة من الوقت والجهد: لصب الزيت على نار العداء المشتعلة أصلاً في الولايات المتحدة ضد المملكة العربية السعودية. ولا ينتقد فيلم مور Moore السعوديون لعلاقاتهم التجارية فقط، بل لأنهم غادروا الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما فعل غيرهم من المسؤولين غير السعوديين في نفس اليوم عندما سمح بتسيير رحلات معينة. إن الشعبية الساحقة لهذا الفيلم الوثائقي تحمل الرسالة المعادية للسعودية إلى سوق جديدة كلياً. فهو أحدث تجسيد يعرض الأسباب والمبادئ التي تبرر تنفيذ خطة طويلة الأجل بشن الحرب لغزو واحتلال المملكة العربية السعودية. وبالرغم من منتجه التقدمي والجمهور الذي يستهدفه، فإن فيلم (فهرنهايتFahrenheit 9/11) سار على نفس الخط مع الأجندة المعلنة لصقور المحافظين الجدد. وهي: تخليص الجزيرة العربية من آل سعود، ومنح الولايات المتحدة وحلفائها السيطرة الكاملة على أكبر جائزة في الشرق الأوسط.
هنالك افتراض متنامي لدى أعضاء الكونجرس الأمريكي، ولدى الدبلوماسيين الأمريكيين والسعوديين، والشعب الأمريكي بأن إدارة بوش تحدث "انقلاباً" في سياستها تجاه المملكة العربية السعودية بسبب ضغوط المحافظين الجدد وبعض الجماعات المحلية ذات المصلحة. ومعارضو الإدارة الحالية يتهمون البيت الأبيض بالمحافظة على العلاقات مع عدو أمريكا من أجل العقود التجارية المربحة. وعلى النقيض من ذلك، الذين يؤدون العلاقات مع المملكة العربية السعودية يقولون أن الولايات المتحدة لا تنوي قطع العلاقات مع قوة استقرار إقليمية وأصدقائهم القدامى من آل سعود.
فأي الطرفين على صواب؟ كلاهما على خطأ.
فالولايات المتحدة لم تكن لديها نوايا ودية كاملة تجاه المملكة طيلة الثلاثين عاماً الماضية. ويظهر هذا من خلال الغطاء المرئي للسياسة العسكرية الأمريكية الحقيقية. وتشير بعض الوثائق السرية بأنه كان هنالك قرع مستمر على طبول الحرب لغزو المملكة العربية السعودية خلف الأبواب المغلقة لحكومتنا. حيث قام البنتاغون بإعداد وتحديث خطط للاستيلاء على آبار النفط السعودية وتخليص المملكة من آل سعود. ولم يكن هذا رأي المحافظين الجدد وحدهم. حيث كانت الخطط توضع من وقت لآخر لغزو المملكة من أجل هدف كبير: وهو السيطرة الأمريكية على إمدادات النفط العالمية وبالتالي الهيمنة على أسواق الاقتصاد العالمي.
وأحدث موجة من الاتهامات بأن المملكة العربية السعودية تدعم الإرهاب وتقره هي تعبير عن محاولة أخرى للحصول على الدعم لتنفيذ خطة عمرها ثلاثون عاماً لاحتلال المملكة العربية السعودية. كما أن أهداف بعض اللاعبين في المنطقة (تأمين إمدادات النفط، وحجة الحرب على الإرهاب) ربما تضيف حافزاً ودافعاً للغزو الأمريكي.
وتسعى هذه الدراسة لكشف وتقييم نوايا وأفعال الذين يقفون وراء الدافع الجديد لاحتلال حقول النفط السعودية.
خطط سرية تم كشفها
في عام 1973، وصفت إدارة نيكسون خطة وردت في تقرير سري استخباري مشترك بعنوان "المملكة المتحدة تتطلع إلى النجم الساطع UK Eyes Alpha " لمهاجمة المملكة العربية السعودية للاستيلاء على حقولها النفطية. وقد تم إعلام أجهزة المخابرات البريطانيةMI5 و MI6 وتم تصنيف الوثيقة بموجب قواعد الأرشيف الوطني البريطاني في ديسمبر عام 2003.
لقد انتهت المقاطعة النفطية بعد ثلاثة أسابيع، وقد اقترحت الخطة بأن الولايات المتحدة يمكن أن تؤمِّن إمدادات نفطية كبيرة لها ولحلفائها باستيلائها على حقول النفط في المملكة العربية السعودية والكويت ودولة أبوظبي". واستمرت في القول بضرورة النظر في تحرك "استباقي"، حيث أن لواءين فقط يمكنهما الاستيلاء على الحقول النفطية السعودية بينما لواء واحد يكفي لكل من الكويت وأبوظبي.
وفي فبراير عام 1975، صحيفة الصنداي تايمز اللندنية كشفت معلومات عن خطة سرية تم تسريبها من وزارة الدفاع الأمريكية. وقد تم إعداد الخطة بواسطة البنتاغون، وكان يرمز إليها بـ(الظهران الخيار الرابع Dhahran Option Four)، تم تدبيرها لغزو أكبر احتياطيات النفط في العالم، والمملكة العربية السعودية على وجه الجديد.
أنظر العرض رقم 1:
وفي أغسطس من عام 1975، صدر للجنة العلاقات الخارجية تقرير بعنوان "حقول النفط كأهداف عسكرية: دراسة جدوى". وتقول اللجنة في هذا التقرير، السعودية والكويت وفنزويلا وليبيا ونيجيريا هي من بين الأهداف المحتملة للولايات المتحدة. ويشير المحللون إلى أن القوة العسكرية لدول منظمة أوبك كانت آنذاك رديئة من حيث العددية والنوعية، ويمكن هزيمتها بكل سهولة.
لقد كانت هنالك فرضية فعلية لمهاجمة المملكة العربية السعودية منذ الحرب الباردة ولكن الفكرة تم إنعاشها من جديد في ظل الحرب الجديدة على الإرهاب بتهمة أن الدولة السعودية كانت تدعم هذا الإرهاب ضد الغرب، وقد كان ريتشارد بيرل أحد عرابي هذا الاتجاه.
مخططات المحافظين الجدد تجاه المملكة العربية السعودية
إن ريتشارد بيرل من المعارضين علانية للأمريكيين الذين يتاجرون مع المملكة العربية السعودية، وبالرغم من محاولته لتأمين 100 مليون دولار من الاستثمارات في السعودية لشركته الرأسمالية المغامرة الخاصة. كما أن محاولته المشئومة ليصبح صاحب نفوذ من خلال وضع إحدى قدميه على باب مجلس السياسة الدفاعية الأمريكي التابع لوزارة الدفاع، ووضع قدمه الأخرى على الاستثمارات الرأسمالية، فهي معروفة بشكل جيد. وهو منذ أن أصبح متشدداً قال لمجلة ناشونال ريفيو "اعتقد أنه أمر مخز. إن السعوديين هم المصدر الأساسي لمشكلة الإرهاب الذي نعاني منه". لقد أُجبر بيرل على الاستقالة من مجلس السياسات الدفاعية، عندما تم الكشف عن لقاءاته السرية والابتزازية لجمع المال مع رجال أعمال سعوديين.
إن جهود بيرل الرامية إلى إعادة ترتيب الآليات في المنطقة، بما فيها المملكة العربية السعودية، استمرت لعدة سنوات. فقد طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي من حزب الليكود، بنيامين نتنياهو من بيرل إعداد ورقة إستراتيجية إقليمية لإسرائيل. حيث قام معهد الدراسات الإستراتيجية والسياسية، ومقره في كل من واشنطن دي سي والقدس بنشر هذه الورقة كاملة، وهي بعنوان "الانكسار النظيف: إستراتيجية جديدة لتأمين العالم A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm". وقد أكدت الدراسة على ضرورة قلب اتفاقيات أوسلو وعملية السلام في الشرق الأوسط. وتطالب بتوجيه اللوم إلى الرئيس عرفات في أي عمل إرهابي يقوم به الفلسطينيون، كما طالبت بالإطاحة بصدام حسين والنظام البعثي في العراق وسوريا، وفرض الديمقراطية بالقوة على العالم العربي برمته بالإضافة إلى إيران. وقد صرح مسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية بأن الهدف هو جعل إسرائيل القوة العظمى المهيمنة في المنطقة وطرد الفلسطينيين. كما أن جهود بيرل من أجل تحييد التمويل الدولي للمقاومة الفلسطينية ودعم الفلسطينيين، كانت الدافع وراء مقترحات سياسته.
وهنالك شخص شارك في كتابة إستراتيجية (الانكسار النظيف) وهو ديفيد وورمسر David Wurmser. ففي سبتمبر 2003 تم نقل وورمسر إلى وزارة الخارجية الأمريكية ليعمل مباشرة تحت نائب الرئيس الأمريكي ديك شيني ورئيس أركانه لويس ليبي. كما أن ميراف Meyrav، زوجة ديفيد وورمسر David Wurmse، كانت تدير معهد الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية، جنباً إلى جنب مع الجنرال الإسرائيلي يجال كارمنYigal Carmon من استخبارات الجيش الإسرائيلي. إن المعهد المذكور متخصص في الاسترجاع الانتقائي والبحث والترجمة، خصوصاً ترجمة الوثائق المكتوبة باللغة العربية، والتي تؤكد تحيز هذا المعهد الذي يعمل لترويج فكرة أن العرب يحتقرون الغرب. لقد حصلت ميراف وورمستر على درجة الدكتوراه من جامعة جورج واشنطن، عن حياة فلاديمير جابوتنسكي Vladimir Jabotinsky، مؤسس الصهيونية التصحيحية، والفاشي المعروف، وهو بطل في نظر رئيس الوزراء أرييل شارون وحزب الليكود.
في 10 يوليو 2002، تم إعلان المملكة العربية السعودية عدواً للولايات المتحدة، وذلك عندما قدم لورينت مورويك Laurent Murawiec، من مؤسسة راند عرضاً تقديمياً على برنامج بوربوينت لمجلس سياسات الدفاع بدعوة من رفيقه ميراف وورمستر، مورويك هو أيضاً من خريجي جامعة جورج واشنطن، وهو ضمن قائمة أعضاء الكلية، كما كان من أتباع منظمة ليندون لاروش. وتقوم هذه المجموعة بتربية أفرادها على هجر منازلهم "لأن القيم العائلية أمور غير أخلاقية" على حد قول الذين تركوا هذه المجموعة. (ولندون لاروش مجرم مدان من أنصار نظرية المؤامرة ويؤمن بالـUFO).
ويقول العرض التقديمي الذي قُدم بعنوان "إزالة السعودية من الجزيرة العربية"، "أن المملكة العربية السعودية محور استراتيجي"، ومن ثم تم إعلان المملكة عدواً للولايات المتحدة الأمريكية. وطالبت الخطة الولايات المتحدة بالاستيلاء على المملكة العربية السعودية وحقولها النفطية، وغزو مكة والمدينة، ومصادرة الأرصدة المالية للمملكة ما لم تتوقف عن دعم الأنشطة الإرهابية المعادية للغرب.
كما وُصفت المملكة العربية السعودية بأنها "نواة للشر وأنها المحرك الأساسي، والخصم الأكثر خطورة" في الشرق الأوسط. وقد ادعى موراويك: "منذ الاستقلال، كانت الحروب هي الناتج الرئيسي للعالم العربي" وأن المؤامرات والاضطرابات والقتل والانقلابات ظلت الوسائل الوحيدة المتاحة لإحداث التغيير... وأن العنف عندهم سياسة... والسياسة عنف. وثقافة العنف هذه هي المحرك الرئيسي للإرهاب. وقد ظل الإرهاب وسيلة مقبولة ومشروعة لممارسة السياسة على مدى ثلاثين عاماً..." وقام جيمس أكينز بتوضيح هذه الخطط بشكل عام على النحو التالي: "سيكون الأمر أكثر سهولة عندما نتمكن من العراق. فالكويت بحوزتنا أصلاً. وكذلك قطر والبحرين. إذاً لم يبق غير المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة ستقع في مكانها الصحيح".
الروابط التي تجمع الأشخاص الذين يطالبون بغزو أمريكي للمملكة العربية السعودية أصبحت أكثر عمقاً. لقد كان الراحل ألبرت ولستر من مؤسسة راند معلماً لريتشارد بيرل طيلة حياته، وهو الأب الروحي لمحللي المحافظين الجدد. كما أن أولستر زميل دراسة لأحمد جلبي في جامعة شيكاغو. والجلبي، هو رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي، وبطل رواية المعلومات التي قُدمت إلى الحكومة الأمريكية بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية التي لم تكن موجودة أصلاً، مجرم محكوم عليه في الأردن بأكثر من عشرين عاماً مع الأشغال الشاقة، لتلاعبه واختلاسه أموال بنك البتراء.
موجة الشجب التحليلية الموجهة ضد المملكة العربية السعودية من الدوائر التقدمية والمحافظة على أنها دولة راعية للإرهاب، ربما تتبلور في شكل غزو عاجل للمملكة العربية السعودية. ومؤيدي هذا الاتجاه داخل الإدارة الأمريكية يمكنهم أن يستخدموا هذه الوحدة في تنفيذ "مخطط" آخر من مخططات السياسة الأمريكية. ويمكنها أن تتبع نفس أسلوب تهديد صدام حسين الوشيك لأمريكا، وأسلحة الدمار الشامل العراقية التي كانت السبب الجوهري للغزو الأمريكي للعراق.
استهداف المملكة العربية السعودية: نقل الفكرة من أحد المراكز الفكرية إلى المسرح
لم يكن هنالك في الحقيقة أي دليل ملموس يربط المسؤولين السعوديين بالإرهاب، غير أن القليل من الأدلة بوجود بعض العناصر السعودية التي لعبت دوراً متعمداً، وعدد أقل من الروابط المالية بالإرهاب، أقل كثيراً مما يمكن أن يوجد في أغلب الدول التي تملك أنظمة مصرفية. وفي الحقيقة، أن وزارة الخارجية الأمريكية تضع هولندا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا وأستراليا، وكذلك الولايات المتحدة نفسها ضمن الدول التي ترتبط بروابط وصلات مالية مع تنظيم القاعدة. غير أن هذه الحقائق ربما لا تكون كافية لإثارة المشاعر المعادية للسعودية بين صناع القرار، ومتوسط الأمريكيين.
وتستمر اتهامات موراويك قائلة أن المملكة العربية السعودية "غير مستقرة: ... الوهابية تكره الحداثة والرأسمالية وحقوق الإنسان والحرية الدينية والديمقراطية والنظام الجمهوري والمجتمع المنفتح" وأن "الوهابية آخذة في الانتشار على نطاق العالم، مستندة على الثورة الإيرانية بقيادة الزعيم الشيعي آية الله الخميني: وأن "الوهابية تنطلق من جماعة طائشة في الإسلام" وأنه "كانت هنالك نقلة من سياسة النفط الواقعية إلى نشر الإسلام الراديكالي...والسعوديين يمولون الجماعات المتطرفة والأصولية والإرهابية".
فالمملكة العربية السعودية إذاً متهمة بأنها الموجه الرئيسي للأزمة العربية...وهي تنشط في كافة مستويات الإرهاب، وتدعم أعداء الولايات المتحدة، وتشعر بحقد شديد تجاه الولايات المتحدة... وهنالك أرض عربية، يجب أن لا تكون سعودية... وعلى الولايات المتحدة أن توقف أي دعم للمدارس الأصولية والمساجد والعلماء والدعاة في أي مكان في العالم...وكذلك يجب تفكيك وحظر كل المؤسسات "الخيرية" السعودية، ومصادرة ممتلكاتها... وكذلك يمكن استهداف كل ما يملكه آل سعود- من النفط والأراضي المقدسة... فالمملكة العربية السعودية محور استراتيجي".
ولو لم يستمع مسؤولين من مستويات عليا في إدارة بوش إلى هذه العروض التقديمية، لقاموا برفضها على أنها مجرد سخافات. غير أن شرارة تشويه صورة المملكة العربية السعودية التي عمت وسائل الإعلام قد بدأت بالاشتعال قبل ذلك، ففي 6 يونيو 2002، قام معهد هادسون الذي ينتمي إلى الجناح اليميني، بعقد محاضرة أسماها "أحاديث حول الديمقراطية: المملكة العربية السعودية، صديق أم عدو؟" حيث كان لورينت مورويك وريتشارد بيرل بين المشاركين.
وهنالك أهمية أخرى للعلاقة المباشرة بين ريتشارد بيرل والإرهاب. فقد طلب أحد المشاركين في حفل جمع الأموال الذي نظمته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة بم في إيران، من ريتشارد بيرل أن يكون المتكلم الأساسي في الحفل. وبالرغم من رفض جماعات أخرى للحديث في المناسبة بناءً على قرار رسمي من وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف منظمة مجاهدي خلق "كمنظمة إرهابية أجنبية"، ومع أن ريتشارد بيرل كان يعلم بهذا التصنيف، إلاّ أنه تجاهله، وكان سعيداً للمشاركة وجمع الأموال، وهي الأموال التي استولى عليها عناصر وزارة الخزانة الأمريكية بعد الحفل مباشرة. ومن الجدير بالذكر أن مجاهدي خلق هي نفس المنظمة التي حاولت اغتيال ريتشارد نيكسون عام 1972.
بعد أسبوعين من العرض الذي تم تقديمه لمجلس سياسات الدفاع في البنتاجون، عقد معهد أميريكان انتربرايس ندوة لدوري غولد، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة للترويج لكتابه "مملكة الكراهية: كيف تدعم السعودية الإرهاب الدولي". ومع أنه لم يسبق له أن زار السعودية، قُدم من خلال المحطات التلفزيونية بأنه خبير في شؤون المملكة العربية السعودية، بينما لم يتم تقديمه على أنه مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون.
يدَّعِي غولد أن مؤسسة الحرمين قامت بتحويل مبالغ مالية هائلة إلى تنظيم القاعدة، بينما تجاهل أن المملكة العربية السعودية قامت بإغلاق هذه المنظمة وتجميد ممتلكاتها. وأقوى ادعاءات غولد هو أن هنالك وثيقة إسرائيلية تدعي أن هنالك أموالاً ترسل لحركة حماس من المملكة العربية السعودية. غير أن حماس نفت بشدة الاتهام بأي تدخل من جانب الحكومة السعودية، كما أن المملكة العربية السعودية بدورها رفضت هذه التهم. ويستخدم غولد كتابه هذا لتعزيز أجندة (نتنياهو/بيرل/بوش) لملاحقة السعودية " إذا كانت هنالك جدية في حماية أمن الشرق الأوسط" ويدعي أن إسرائيل لا تلعب دوراً يذكر في الأعمال الإرهابية ذات العلاقة بتنظيم القاعدة، لأن السعودية هي التي يجب أن تلام على تمويل "الجهاد العالمي الذي يخوضه تنظيم القاعدة". ثم قام غولد بعد ذلك بالإدلاء بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي حول الشر المتأصل في المملكة العربية السعودية. ويحاول غولد من خلال هذا الكتاب أن يؤكد أن الإرهاب يأتي من الأجانب الذين يتسللون إلى البلاد، ومن حكومات أخرى غير السعودية. غير أن الكتاب لم يقدم أي دليل يتمتع بدعم رسمي أو غير رسمي.
ماكس سينجر، الذي شارك في إنشاء معهد هادسون، وهو أحد المحافظين الجدد، كتب ورقة إرسلت إلى مكتب التقييم النهائي بالبنتاغون في مايو 2002 يطالب فيها بوضع حد للمملكة العربية السعودية. وفي السابع من أكتوبر 2003، قال زميله من المحافظين الجدد، يليام كريستول، رئيس تحرير مجلة ويكلي ستاندارد Weekly Standard، أنه منزعج لأن الولايات المتحدة لم تذهب إلى أبعد من العراق "لتغيير النظام التالي" والإطاحة بدكتاتور شرق أوسطي آخر، هو بشار الأسد في سوريا.
وقد طلبت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من روبرت باير، الضابط السابق في الوكالة قبل نشر كتابه بعنوان "النوم مع الشيطان"، إزالة كافة المقاطع التي تدل على وجود معلومات خاصة عن أن بعض أعضاء العائلة المالكة السعودية قاموا بإرسال الأموال لتنظيم القاعدة لتمويل عملياته الإرهابية، ومؤامرات تدبير الاغتيالات، وحتى المتمردين الشيشان. ويؤكد أن "المملكة العربية السعودية برميل بارود ينتظر التفجير"، وأن "العائلة المالكة "فاسدة"، وخطيرة مثل عائلات المافيا. وإن باير المليء ببغض السعوديين، مع أنه لم يحصل على موافقة الوكالة، لكنه اعتمد على بعض الأدلة الملموسة. ورفض الانصياع لطلب الوكالة "فقط ليتحداهم". وتنظر الوكالة الآن في إقامة دعوى قضائية ضد باير الذي لم يسبق له أن زار السعودية، مثل غولد.
وهنالك كاتب آخر حقق رواجاً واسعاً، وهو جيرالد بوسنر الذي كتب كتاب "لماذا نامت أمريكا"، ويسعى لإثبات تورط أسامة بن لادن والحكومة السعودية. وحسب وجهة نظر بوسنر، ظل هؤلاء الحكام يدفعون الرشاوى لأسامة بن لادن لعدة سنوات ليمنع الهجمات الإرهابية عن المملكة العربية السعودية. وقد يجد المرء غرابة في أن تكون هنالك العديد من الهجمات المدمرة ضد المدنيين في المملكة العربية السعودية طالما أن بن لادن كان يتلقى هذه الرشاوى. فكيف استطاع بوسنر أن يؤلف كتاباً خلال أشهر قليلة جداً، يتضمن الاتهامات المفصلة، في الوقت الذي احتاجت فيه المخابرات الأمريكية إلى عدة سنوات للتحقيق في هذا الأمر؟ إلاّ أن بوسنر لم يقدم تفسيراً لذلك.
والحكومة الأمريكية نفسها لم تقم بإيواء ورعاية الإرهابيين (أعضاء القاعدة الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ومؤسسة الحرمين، ومنظمة مجاهدي خلق، والجيش الجمهوري الأيرلندي وغيرها) دون علمها وحسب، بل تفاوضت بكامل وعيها مع الجماعات الإرهابية الإيرانية لضمان سلامة القوات الأمريكية من هجمات الإيرانيين مقابل احتفاظهم بالأسلحة العراقية. ومنذ منتصف التسعينيات وحتى عام 2001، كانت الولايات المتحدة تتعامل مباشرة مع حركة طالبان في حقوق مد أنابيب النفط، حيث وافقت على دفع ضريبة لحركة طالبان على كل مليون قدم مكعب من النفط الذي كان يضخ كل يوم. نائب الرئيس ديك شيني، المدير التنفيذي لشركة هاليبرتون في ذلك الوقت، قال "أحياناً يجب أن نعمل في بعض الأماكن التي ما كان للمرء أن يختارها في الأوقات العادية، غير أننا نذهب إلى حيث توجد المصلحة" وفي تلك الفترة الزمنية كان حامد كرزاي نائباً لوزير خارجية طالبان، ومستشار سابق لدي (UNOCAL)، وكان يقود هذه المفاوضات مع زلماي خليل زاد، مساعد بول ولفويتز.
وفي التاسع من نوفمبر 2003، أكدت إسرائيل أنها فشلت في مفاوضات سرية مع حزب الله، أي أنها فشلت في النوم مع شيطانها. (وفي يناير 2004 أثمرت المفاوضات الإسرائيلية مع الجماعة التي صنفوها ضمن الإرهاب، حيث أصبح موضوع تبادل الأسرى حقيقة واقعة). ويقول جيرالد بوسنر في كتابه أن الأمريكيين قاموا بانتزاع سيل من المعلومات من الإرهابيين حينما أسرفوا في القسوة وتظاهروا بأنهم محققون سعوديون. ويعني هذا الاتهام أن الولايات المتحدة قامت بانتهاك القانون الدولي بتعذيبها للمتهمين بالإرهاب.
وسواء كان هنالك تضارب بين العلاقات العامة الأمريكية "والحرب على الإرهاب" أو لم يكن، إلاّ أن الجهود التي تبذل لربط الحكومة السعودية أو "السعوديين" بشكل عام بالإرهاب لا تزال قائمة. ولا يتعلق الأمر بالقرينة أو الدليل. بل هي العاطفة والتعبئة. إن فيلم "فهرنهايت Fahrenheit 9/11" كان مخلصاً لعنوانه، حينما حاول أن يرفع من حرارة الموضوع لدى المشاهدين الأمريكيين الجدد: الديمقراطيين والتقدميين.
القرار القادم
في 25 يونيو 2004م، تم عرض فيلم مايكل مور "فهرنهايت Fahrenheit 9/11" في 500 شاشة وشاهدته حشود هائلة. إن رسالة الفيلم لمشاهديه بسيطة وواضحة: يجب إنهاء العلاقات الأمريكية السعودية. غير أن الأمريكيين ينبغي عليهم التريث قبل أن ينساقوا وراء هذا الفيلم وتلك الكتب التي صدرت وبرامج الحوارات، لدراسة الخلفية التاريخية المعقدة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والدوافع الحقيقة للأطراف التي تدق طبول الحرب. ومن خلال فهم دوافع الشخصيات التي تقود هذا الموضوع، الجديدة منها والقديمة، وخلفياتها التاريخية، يمكننا أن نكتشف ونفهم المزيد عن الحرب التي يخطط لها ضد الجزيرة العربية.
وعما قريب سَيُطلب من الأمريكيين أن يتخذوا قرارهم حول ما إذا كان الغزو هو المسار المناسب للسياسة الأمريكية. ولكن على العكس من الحرب المستعر أوارقها في العراق، فإن قراراً مبنياً على المعلومات سيكون أكثر فائدة لأمريكا من الخطط الخفية والعلاقات والرسائل أحادية الجانب التي تباع في شباك التذاكر.
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..