هذه القصص والقصائد للشيخ الشاعر الفارس / عجران بن ضيدان بن دغيم بن شرفي
آل علي السبيعي رحمه الله ، شيخ قبيلة ال علي من الصعبة من بني عمر من سبيع
بن عامر الغلباء أهل العارض . قيلت في يوم محقبه وقد ذكرها الشيخ /
عبدالله بن محمد بن خميس في كتابه من أحاديث السمر كما ذكرها / سليمان
الحديثي في مخطوطته عن قبيلة سبيع وكان الشيخ الشاعر المفلق المبدع ، شاعر
سبيع في وقته الأعمى ، شجاعاً جريئاً كريماً سليط اللسان والشعر ، تروى عن
عجائبه : معرفته الطريق وإصابته الهدف حين يرمي بالبندق ، بل ويغزو ، ويعرف
علامات الأرض بالرغم من كونه أعمى إلا أنه يفعل ما يفعله المبصرون ، ويركب
الذلول ، وهو كريم وله عوائد : لا يذبح الماعز ، ولا يقدم القهوة إلا
مصنوعة في ساعتها أي ما يثني الدلة ، وفيه يقول فهد بن مخشوش الصميلي
السبيعي من قصيدته مفاخر سبيع والتي يفتخر فيها بفعول قومه :
والسادسة منا لعجران العمى
= خصال فعلها من كبار الفعايل
لا يثني الدلة ولا يذبح المعز
= ولا يأكل إلا من خروف وحايل
وكان محباً لقبيلته سبيع غاية المحبة ، معجباً بها وبشجاعتها ، يفتخر بها دوماً ، فمن ذلك أنه لما أرادت قبيلة العجمان العريقة غزو قبيلة سبيع بن عامر الغلباء ، وكان الشيخ / عجران جاراً عند العجمان ، ومنديل بن غصاب الخالدي جار عندهم أيضاً فأراد منديل أن يغزو مع العجمان ، فنصحه عجران عن ذلك وقال له : لا تغزو مع العجمان جماعتي فبني عمر كرام في كل شيئ شحيحين في الابل ما تؤخذ تحتهم بل تعطى ولأنكم ستعودون خاسرين ، فخالفه منديل وغزا مع العجمان وأغاروا على قبيلة سبيع بن عامر الغلباء ، ولكن سبيعاً صدوهم وهزموهم هزيمة منكرة وكسبوا الكثير من خيل العجمان ، بما فيها فرس منديل الخالدي ، فعاد منديل راجلاً مسلوب السلاح ، وجاء إلى عجران يستعطفه ويطلب منه أن يرد إليه فرسه وسلاحه من السبعان ، فقال عجران قصيدته المشهورة : وقد ذكر لي أن هذه الواقعة في نهار جمعة ، في نفس اليوم الذي وقع فيه " كون ضبع " بين العزة والجبور من سبيع والدواسر ، أما بقية بني عمر من سبيع فقد صدوا العجمان ، وقد قدر أن وقوع كون ضبع كان في سنة 1281هـ بناءاً على ما ذكره الدبلوماسي البريطاني الليفتانت كولونيل لويس بلي في رحلته إلى الرياض ، بذلك التقرير الذي كتبه إلى حكومته بعد أن أعاد مقابلة الإمام فيصل بن تركي رحمه الله . وتوفي الشيخ الشاعر / عجران بن شرفي بعد موقعة الصريف سنة 1318هـ بقليل ، قتله أمير حائل / عبد العزيز بن متعب بن رشيد صبرا . وقال عنه بعض الرواة الشيخ الشاعر / عجران بن شرفي رحمه الله شيخ ال علي من الصعبة من بني عمر من سبيع بن عامر الغلباء أهل العارض وهو شيخ شاعر أعمى يعرف علامات الأرض ويرمي بالبندق ويركب الذلول ويفعل كثيرا مما يفعله المبصرون وهو كريم ذو عوائد لايذبح لضيفه الماعز ولا يثني الدلة له جولات وصولات في مدح أمراء عصره قتله الأمير / عبد العزيز بن متعب بن رشيد وقد جاور عند العجمان لسبب أغضبه على جماعته وقد اجتمعت جيرته عند العجمان بمنديل بن غصاب الخالدي المجاور لهم أيضا فهم العجمان بغزوا جماعته سبيع الغلباء ومعهم / منديل بن غصاب الذي يعرف فروسية سبيع بن عامر ومواقف شجاعتهم فنهاه الشيخ عجران عن الغزو مع العجمان وقال : له اني أخشى عليك من جماعتي تكون ضحيتهم أو على الأقل يذهب جوادك وسلاحك غنيمة لهم فقال ابن غصاب أنا قد وعدت العجمان بالمغزا معهم وأخشى أن يقولوا ذل وغزا مع العجمان وأعان الله سبيعا عليهم فردوهم وكسبوا من العجمان ما كسبوا بما في ذلك فرس ابن غصاب وسلاحه فعاد راجلا مسلوب السلاح وجاء الى عجران وقال : أمانتك ياطيب الأمانه لأنه قبل المغزى أمن عجران سلاحه وفرسه أن يردها ان وخذت ورفض عجران الأمانه ونخاه فلم يكن من عجران الا أن أدركته حمية الجوار والشيمة فأرسل ابنه الى جماعته وأتى بفرس ابن غصاب وسلاحه وجعل يتغنى بقصيدته التالية :
يا أبو سعد دوك العيـون أسهـرنـي
= وقلب الخطا كنه على كيـر شبـاب
وأبو سعد هو الشيخ / أبو اثنين ورويت القصيدة يا أبو فهد وأبو فهد هو / عبدالله بن محيسن الجمالين فارس من فرسان سبيع وهو من أخذ البندق والفرس .
يا أبو سعد دوك العيون أسهرني
= وقلب الخطا كنه على كير شباب
أونـس همـوم بالحشـا ضيقـنـي
= كنـي علـى ملـه ونومـي تقـلاب
تداحـم القيفـان يــوم أخلفـنـي
= سيل مع البطحـا وحاديـه محنـاب
أكنهـن مــن خـوفـتي يزلفـنـي
= وأنا لحكي الـزور مانـاب حبـاب
لوم علي ان كان ما ينظمني
= نظم الخيوط اللي بقرطاس وكتاب
ياراكـب هجـن الــى روحـنـي
= يشدن جول الربـد لـي ثار مرتـاب
ما تـوهـن بالمـشـي بيـدربـنـي
= هجن علـى قطـع المناهيـج دراب
يشـدن لسفـن بالبحـر يسبحـنـي
= والعصر فالديرة مـن البعـد قـراب
عجل ركابي بالخبر يعلمني
= باكوارنهن من كان للهرج هذاب
واللـي مهيضنـي علـوم يجـنـي
= ودي نقايضهـن بزينـات الأجـواب
سوالـف ابـن جحيـش ما ونسنـي
= يوم سمي العير للهرج مـا صـاب
يـوم أقبلـن جموعـهـم عزلـنـي
= جاء مشرب للطمع مـع كـل كسـاب
تجاولـن وأقـفـن ثــم أقبلـنـي
= وجاء بينهن في مقطـع الجـو ملعـاب
وتصاقلن مـن حـر مـا يونسنـي
= من كـل قـرم فالملاقـاة معطـاب
ظنيت في ربعـي ولا خـاب ظنـي
= وأنا احمد اللي يودع الظن ما خـاب
أفعالهـم يـوم الملاقـى أعجبـنـي
= عاداتهم فالكـون تفريـق الأحبـاب
كـم واحـد عقـب الملاقـى يونـي
= في وردنـا خلـي تعشـاه الأذيـاب
لعيـون بيـض فالظلـل فرعـنـي
= يزهن خط النيل والكحـل وخضـاب
لعيونهـن يـوم انهـن غطرفـنـي
= يرمن بأصوات كما صـوت ربـاب
كسيـرة والذبـح فيـهـم مجـنـي
= يبرى لها مـن بـاذر الـدم صبـاب
حـريـبـنـا والله ما يـرجـهـنـي
= والى رقد كنه علـى جمـر لهـاب
كـم هجمـة نجـي عليهـا نغـنـي
= ونجي لها من بين أهلهـا ومعـزاب
لـون الجنـب فيهـا لهـا مستكنـي
= تغاوروه اللـي يـدورون الأوجـاب
بمخـيـرات فاللـحـم يرتـعـنـي
= بأيمان من ضارين فيهـا بالأشبـاب
بأيـمـان ربــع ما يقهرونهنـي
= رزانة لاحـل بالجيـش ضبضـاب
دافوا لهـن ملـح عليـه أشفهـنـي
= ودرج يصبونه على الحـش لا راب
صبوا رصاص الـدرج لبطونهنـي
= للكبـد والا ناهـب القـلـب نـهـاب
للساق مـع قلـب الفـرس يحملنـي
= مضرابهـن يـاوي والله مضـراب
بكبودهـم منـا جــروح جلـنـي
= ما عاد يبريهـن كثيـرات الأطبـاب
جاهن مـن القبلـه مـزون نشنـي
= يهتال منهـا راعـد البيـت والبـاب
رشاشهـن سو البـلا لا أمطـرنـي
= يشيب منهـن جاهـل ما بعـد شـاب
يـوم ان منديـل عليـكـم يشنـي
= ولا منكم اللي ردهـا لابـن غصـاب
وعليـه زلبـات الرمك صفننـي
= وأهلهن على عوج المناصيب قضـاب
ورماحنـا فـي ظهوركـم علقنـي
= في مقطع الدفه من الكتـف نشـاب
وراحـت بكـم عـزم ولا عودنـي
= والخيل من ضرب المزاريج هـراب
وراكان دين عقـب ما هـو يغنـي
= وعطى المطوعه عقب ماهوب حراب
يا أبـو فـلاح لحربـنـا لا تشـنـي
= مالك علينا نصـر والله لـه أسبـاب
واللـي بأهلهـن فاللـقـى عثـرنـي
= ست وثمانين حسـاب بـالأ قطـاب
وظعونكـم مـع الغلـس سربـنـي
= ولا ينزلون الا قمر خمس قـد غـاب
وذيدانكـم عقـب الطنـى رددنــي
= ما بيـن جـلال ومـا بيـن حطـاب
من عقب ما هو شيعين صار سني
= وعاف عشب محقبه وعاد مرتاب
ومما قاله الشيخ عجران بن شرفي لمنديل بن غصاب الخالدي ان العجمان سيواجهون صعوبة في غزوهم ولن تنال شيئا ، وسوف تشغلني بأن أرد فرسك والا بندقك مأخوذة من ربعي سبيع بن عامر الغلباء كانك حي فضحك بن غصاب وقال : الله يكفيني شر فالك الأقشر ما تقول أنه طقت اعصبتك حمية على ربعك يا هالعود العمى فقال : الشيخ عجران كل الثنتين طقت اعصبتي حمية على ربعي وشاحن بك فذهب مع العجمان بقيادة شيخهم وفارسهم ، الشيخ / راكان بن حثلين ولكن لم يحالفهم الحظ وعادوا مهزومون من غزوتهم هذه و / منديل بن غصاب مأخوذة فرسه وسلاحه فقال : الشيخ عجران لولد له جذع اسمه محمد شف وأنا أبوك أهل الخيل وهم في طريق عودتهم وعلمني هل الخيل ترجع جموعا والا أفرادا وبعد يومين صاح ولده محمد يا أبوي الخيل عودت وكل خيال على راسه فقال : الشيخ / عجران بن شرفي الحمد لله صدق ظني بربعي سبيع أهل الغلباء واتفقوا العجمان على أن لا يخبروه فأقام الشيخ عجران بن شرفي وليمة كبيرة بعد يومين من عودتهم ودعا عليها العجمان على رأس شيخهم / راكان بن حثلين وعندما قدم لهم الطعام قال تفضلوا على عشاكم والله ان الليلة هذي هي أبرك الليالي ، وألقى القصيدة السابقة : فقال : الشيخ / راكان بن حثلين ياعجران أنت عازمنا تنتصر علينا والا تكرمنا جعل اللي خذا عيونك يأخذ قلبك لوك قصير . فضحك الشيخ / عجران وقال : أما قصيري / منديل بن غصاب الخالدي نهيته وأصر ويبشر بفرسه بني عمي مبروكين لو أرسلت لهم ولدي محمد وقال : أنا جايكم من طرف أبوي ردوا فرس قصيره ردوها وفعلا ركب للشيخ أبو اثنين وطلب الفرس من / ابن محيسن الجمالين الذي قلع فرس / منديل بن غصاب الخالدي قصيره وردها اكراما لجيرة الشيخ / عجران بن شرفي رحمهم الله جميعا . وهذه الأبيات من قصيدة قالها الشيخ الشاعر / راكان بن حثلين رحمه الله شيخ قبيلة العجمان العريقة عندما استهداه الإمام / عبد الله بن فيصل بن تركي ال سعود ( أبو تركي ) رحمه الله فرسه الحمراء فرفض أن يعطيها اياه وعندما رفض اعطاءه الفرس وقصد قصيدته في ذلك رد عليها الشيخ الشاعر / عجران بن شرفي رحمه الله لأنه غاظه فعل الشيخ راكان بن حثلين عندما شح بالفرس على الامام / عبدالله بن فيصل رحمه الله . قال الشيخ / راكان بن حثلين رحمه الله :
ياسابقي طالبك ولد الامامِي
= لا سامع قوله ولاني بمهديك
لو سام بمية بكرةٍ بالتمامي
= حلفت أنا بالبيع ما أهفي مثانيك
ان زانت الدنيا وهب الولامي
= تاتي معي حمر الطرابيش تتليك
وأقوم لك بالبِّر عجل شمامي
= باكر على خيل الفداويه أصغيك
وهذا رد شاعر سبيع الكبير الشيخ / عجران بن شرفي رحمه الله :
بديت بسم الله خيار الاسامي
= عساه يانفسي على الخير يهديك
عليّ من علم لفانى ملامي
= ياضيقته بالصدر مانيب كاميك
القاف جاله في حشاي ازدحامي
= أبدعك يازينات الأمثال وأبنيك
يوم ان راكان يرد العلامي
= مستصعب ما طوعنه هذوليك
من ضد أبو تركي طواه الهيامي
= أجرب نحط له المساحي محاكيك
ان كان يطري السابق اللي شمامي
= أرجو ان كذبه ياجواده يدربيك
الله يالحمرا يجيب الوسامي
= حتى براي الله سريعٍ نقاضيك
يا أهل الرمك زيدوا لهن بالقيامي
= اشروا عليق ودر عرب محاسيك
لا بد من يومٍ يثور الكتامي
= في ساعةٍ فيها تثور المشاويك
من فعل حرن صيرمي قطامي
= عبدالله اللي برك الشره تبريك
ومضري قومه بعزل الجهامي
= خز الوضاح وخز صهب محاسيك
العام حدَّر في ليال الصيامِي
= وأودع هل النقرة دكوكْ ودواكيك
صبح هل الوفرا وأخذهم شمامي
= بليلٍ وخلّينا غنمهم مشاكيك
والصبح ابن حجرف ونجعه اقسامِي
= غشاهم العجّ الحمر له دواميك
واليوم الآخر فيه جردة حزام
= بين العدام وبين واره مكاويك
ورابع نهارٍ جاء عليكم غمامي
= وجموعنا لجموع يامٍ محابيك
معنا هل العوجا كما النو زامي
= ربعٍ لهم مخ الفرنجي مساليك
لباسةٍ للجوخ لاجاء الزحامي
= بارواحهم لاجاء الملاقى مماليك
بسيف مضاريبه تقص العظامي
= والملح في جر الفتايل محاريك
ذا فعلنا بمخالفين الامامي
= يا الضبعة العرجا تعالي نعشيك
أربع سنين تجدلين الطعامي
= اكلي ونادي ربعك اللي حواليك
نزل على الحله وبنى الخيامي
= من غب كونه يغتنون الصعاليك
متى لبو تركي يهب الولامي
= حتى نحط معادي الدين درميك
الله يرمي من غدر بالوهامي
= الباير اللي حط بالدين تشكيك
أبوه قبله قد رمته المرامي
= رماه رمّاي الوحش بالشبابيك
فلما انهزم الشيخ / راكان بن حثلين سنة الطبعة أرسل له الشيخ / عجران بن شرفي هذه الأبيات من قصيدة :
وين أنت يا راكان ما عاد تنشاف
= حِلمت يا راكان حلـمٍ إنهزامـي
من عقب ما تامر على كل خراف
= اليوم يومر لك إبقـل الطعامـي
فرد الشيخ / راكان يطلب من الامام أن يسمح له بالرجوع من البحرين ومنها هذه الأبيات التي خص بها الشيخ / عجران بن شرفي رحمهم الله :
ما هي بهرجة شاعرٍ يبـدع القـاف
= طوّل إلسانـه فعـل ولـد الامامـي
حنـا ترانـا علتـه بيـن الانجـاف
= نقزي عيونـه مـن لذيـذ المنامـي
وقلبه لو هو نازحٍ يرجـف إرجـاف
= ونصّبحـه لنبـاج نـور الظلامـي
والله إن ننزل بين بوشه والأسـلاف
= ونودعـه يتـرك حِلتـه والجهامـي
ويجنب الخفـرات زينـات الأوصـاف
= بيـض الترايـب زاهيـات الزمامـي
كنه خريـشٍ بـدل العقـل بإهفـاف
= وأسبـاب ما خفـه إفعـولٍ إقـدامـي
ولم يصدق من كلام الشيخ / راكان بن حثلين شيئ لأنه لما غزى على قبيلة سبيع بن عامر الغلباء في محقبة عاد منهزما ولم يؤثر على الشيخ / عجران بن شرفي ولم ينزل بين بوشه والأسلاف ولم يودعه يترك حلته والجهامي . وقد قال الشيخ / راكان بن حثلين رحمه الله هذا البيت :
بين الظفيري والمطيري وعساف
= ننزل ولو جانا النذر والزحامـي
وقال الشاعر / أبو سبعه الضاعني من العجمان رحمه الله :
لي ديرتن غم البكـار الحيازيـب
= وأخيـر ما فيهـا حطبهـا وماهـا
لها السبيعي والمطيري مراقيـب
= مثل النهال اللـي تـرد بضماهـا
والا الظفيري راح غصبن بلا طيب
= عقـب العبيـد وهيتـه ما نساهـا
وصحراء الصمان مرعى ومرتع لابل ثلاث قبائل الأولى والأقدم قبيلة سبيع بن عامر الغلباء من القرن الثامن والثانية قبيلة العجمان والثالثة قبيلة مطير . وقصص وقصائد الشيخ / عجران بن شرفي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته موثقة وموجودة عند حفيده الشيخ / محمد بن عجران اّل شرفي وقائد معركة محقبة مع العجمان والتي رد فيها الشيخ عجران بندق وفرس / منديل بن غصاب الخالدي هو الشيخ / فراج بن عساف اّل أبو اثنين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته . والفارس الذي قلع فرس / منديل بن غصاب الخالدي هو / عبدالله بن محيسن من فرسان الجمالين وشجعانهم وبداية القصيدة هي :-
يا أبو سعد دوك العيون أسهرني
= وقلب الخطى كنه على كير شباب
والمقصود با أبو سعد هو الشيخ / فراج بن عساف اّل أبو اثنين وابنه الشيخ / سعد بن فراج رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته وعلى رواية البيت يا أبو فهد يكون الخطاب موجه الى الفارس / عبدالله بن محيسن وهو أبو فهد . وهذه من القصائد الجميلة لشاعرنا الشيخ / عجران بن شرفي رحمه الله . وقصتها أنه مر رجل عزيز على الشيخ / عجران اسمه / بتال وكان ابنه / فهيد يدق النجر فلما رأى / بتال وقد كان يعلم بمعزته عند والده أوقف دق النجر . فسأله أبوه : ليه أوقفت دق النجر يا فهيد . قال : ابنه لا أريد بتال يسمعه ويجي . فأنشد الشيخ / عجران :
يا فهيد دق النجر يوحيه بتال
= دقه كفاك الله جميع الأذايا
ثم دن نجرٍ بالدهر يعول اعوال
= اعوال سبع لا حدته الضرايا
وعليه كيف لي من البن فنجال
= جعل الرخوم ونسلها لك فدايا
وعده لحمال النوايب والأثقال
= في الضيق لا من التقن المنايا
اللي يروي حربته بالتجوال
= لا رفعوا لقطيهن الهوايا
واللي يخرج زاد بيته الى كال
= وحط المعاني الطيبه له شرايا
واللي الى رد البرا كل عمّال
= له عادة ٍ يرذي سمان المطايا
وباقي العرب فداه لو كان زعّال
= هذار بالمجلس كبير الحكايا
ومن سوالف الشيخ / راكان بن فلاح بن حثلين رحمه الله عند الفارس الشيخ / عبيد بن علي بن رشيد رحمه الله بقصر برزان في حائل رواها لي أحد رواة العجمان كبار السن في محافظة النعيرية قبل تقريبا ًأكثر من خمسة عشر عاما يقول فيها : بين كل فترة وأخرى يزور الشيخ / راكان بن حثلين اّل رشيد في حائل وكان يردد على لسانه دائما ًقبيلة سبيع الغلباء وقصائد العجمان فيهم . وفي يوم من الأيام انفعل الفارس الشيخ / عبيد بن رشيد وقال : بللهجة شمر ( الله وأمانه ان سبيع أطيب منكم ) فقال الشيخ راكان : ما هو دليلك قال قصيدكم يدل على أن سبيع يخوفونكم ويسيطرون على الموقف في أكثر المعارك وكذلك قصيد فارسهم وشاعرهم الشيخ / عجران بن شرفي يثبت ذلك فقال الشيخ راكان : والله ونعم بهم ونحن لا نقول الا الصحيح وفعلنا وفعلهم معروف . وخير الشهادة ما شهدت به الأعداء وتلك شهادة شهد على ما جاء فيها الأعداء المجاورين وقد قال : الشيخ / حزام بن حثلين عم الشيخ / راكان في محقبة لما لامه أحد فرسان العجمان بالبعد عن مواجة الشيخ / عجرش اّل أبو اثنين :
يا لايمي جعلك لشلفى عجرش
= ويطاردونك من سبيع الجمالين
الى تعلوا فوق مثل المخرش
= ما يرجعون الا برجح الموازين
ومن قصص الشيخ / عجران بن شرفي رحمه الله أنه حل مع أخيه زيد على رجل من جماعتهم ضيوفا وقام الرجل بواجب الضيافة وذبح لهم وقبل أن يقلطهم الرجل على عشاه بقليل حدث ظرف طارئ خرج على اثره الشيخ / زيد بن شرفي رحمه الله لأمر مهم وقد تأخر عليهم وقاموا بتقليط عشاهم وقد قام الرجل الذي استضافهم وأخر عشاءا لزيد الى حين عودته ووضع على عشاه ساق الذبيحة ولما عرف الشيخ / عجران بذلك قال للرجل الذي استضافهم بأن زيد لا يأكل ساق الذبيحة وقام عجران وذبح لأخوه زيد خروف وقلطه عليه وأنشد يقول :
دوك الذنب والعصب والراس يا زيد
= يوم انها حق المضيف لك الســــاق
ما هيب لحية ساق ولا عجـــــــاريد
= لحية صحونن فوقها كيف وأرنــاق
واهذا البيت اعرف انه قاله وعندما جاء الشيخ / عجران ليأخذ شرهته من الأمير / محمد بن عبدالله بن رشيد رحمهم الله والتي اعتاد أن يأخذها كل عام ولما وصل الى حائل وجد الأمير / محمد غائبا و كان عمه الفارس الشاعر الشيخ / عبيد بن علي بن رشيد في مكانه فقال : عبيد
ان كنت تبغي قصيد حنا قصاصيد
= وان كنت تبغي مال ما من عطيه
فرد عليه الشيخ / عجران بهذا البيت
لا صرت أنا قصاد وعبيد قصاد
= ما للعمى عند المفتح عطية
فضحك الشيخ / عبيد وأمر له بعطيته الدائمه وهي ذلول وبها كل زهابها وعندما أخذاها الشيخ / عجران أخذ يتلمس شعافها واذا بالعبد يقول له وش فيك فأخبره أن الأمير / محمد بن رشيد يضع صرة بشدادها فأبلغ العبد الشيخ / عبيد فأمر له بها . ومن قصصه أن رجل من جماعته يدعى ابن فهيد قال : له أنه رأى رأى برقا على ديار الأجناب فرد عليه الشيخ / عجران قائلا :
في جهة ديار بعض القبائل :
والسادسة منا لعجران العمى
= خصال فعلها من كبار الفعايل
لا يثني الدلة ولا يذبح المعز
= ولا يأكل إلا من خروف وحايل
وكان محباً لقبيلته سبيع غاية المحبة ، معجباً بها وبشجاعتها ، يفتخر بها دوماً ، فمن ذلك أنه لما أرادت قبيلة العجمان العريقة غزو قبيلة سبيع بن عامر الغلباء ، وكان الشيخ / عجران جاراً عند العجمان ، ومنديل بن غصاب الخالدي جار عندهم أيضاً فأراد منديل أن يغزو مع العجمان ، فنصحه عجران عن ذلك وقال له : لا تغزو مع العجمان جماعتي فبني عمر كرام في كل شيئ شحيحين في الابل ما تؤخذ تحتهم بل تعطى ولأنكم ستعودون خاسرين ، فخالفه منديل وغزا مع العجمان وأغاروا على قبيلة سبيع بن عامر الغلباء ، ولكن سبيعاً صدوهم وهزموهم هزيمة منكرة وكسبوا الكثير من خيل العجمان ، بما فيها فرس منديل الخالدي ، فعاد منديل راجلاً مسلوب السلاح ، وجاء إلى عجران يستعطفه ويطلب منه أن يرد إليه فرسه وسلاحه من السبعان ، فقال عجران قصيدته المشهورة : وقد ذكر لي أن هذه الواقعة في نهار جمعة ، في نفس اليوم الذي وقع فيه " كون ضبع " بين العزة والجبور من سبيع والدواسر ، أما بقية بني عمر من سبيع فقد صدوا العجمان ، وقد قدر أن وقوع كون ضبع كان في سنة 1281هـ بناءاً على ما ذكره الدبلوماسي البريطاني الليفتانت كولونيل لويس بلي في رحلته إلى الرياض ، بذلك التقرير الذي كتبه إلى حكومته بعد أن أعاد مقابلة الإمام فيصل بن تركي رحمه الله . وتوفي الشيخ الشاعر / عجران بن شرفي بعد موقعة الصريف سنة 1318هـ بقليل ، قتله أمير حائل / عبد العزيز بن متعب بن رشيد صبرا . وقال عنه بعض الرواة الشيخ الشاعر / عجران بن شرفي رحمه الله شيخ ال علي من الصعبة من بني عمر من سبيع بن عامر الغلباء أهل العارض وهو شيخ شاعر أعمى يعرف علامات الأرض ويرمي بالبندق ويركب الذلول ويفعل كثيرا مما يفعله المبصرون وهو كريم ذو عوائد لايذبح لضيفه الماعز ولا يثني الدلة له جولات وصولات في مدح أمراء عصره قتله الأمير / عبد العزيز بن متعب بن رشيد وقد جاور عند العجمان لسبب أغضبه على جماعته وقد اجتمعت جيرته عند العجمان بمنديل بن غصاب الخالدي المجاور لهم أيضا فهم العجمان بغزوا جماعته سبيع الغلباء ومعهم / منديل بن غصاب الذي يعرف فروسية سبيع بن عامر ومواقف شجاعتهم فنهاه الشيخ عجران عن الغزو مع العجمان وقال : له اني أخشى عليك من جماعتي تكون ضحيتهم أو على الأقل يذهب جوادك وسلاحك غنيمة لهم فقال ابن غصاب أنا قد وعدت العجمان بالمغزا معهم وأخشى أن يقولوا ذل وغزا مع العجمان وأعان الله سبيعا عليهم فردوهم وكسبوا من العجمان ما كسبوا بما في ذلك فرس ابن غصاب وسلاحه فعاد راجلا مسلوب السلاح وجاء الى عجران وقال : أمانتك ياطيب الأمانه لأنه قبل المغزى أمن عجران سلاحه وفرسه أن يردها ان وخذت ورفض عجران الأمانه ونخاه فلم يكن من عجران الا أن أدركته حمية الجوار والشيمة فأرسل ابنه الى جماعته وأتى بفرس ابن غصاب وسلاحه وجعل يتغنى بقصيدته التالية :
يا أبو سعد دوك العيـون أسهـرنـي
= وقلب الخطا كنه على كيـر شبـاب
وأبو سعد هو الشيخ / أبو اثنين ورويت القصيدة يا أبو فهد وأبو فهد هو / عبدالله بن محيسن الجمالين فارس من فرسان سبيع وهو من أخذ البندق والفرس .
يا أبو سعد دوك العيون أسهرني
= وقلب الخطا كنه على كير شباب
أونـس همـوم بالحشـا ضيقـنـي
= كنـي علـى ملـه ونومـي تقـلاب
تداحـم القيفـان يــوم أخلفـنـي
= سيل مع البطحـا وحاديـه محنـاب
أكنهـن مــن خـوفـتي يزلفـنـي
= وأنا لحكي الـزور مانـاب حبـاب
لوم علي ان كان ما ينظمني
= نظم الخيوط اللي بقرطاس وكتاب
ياراكـب هجـن الــى روحـنـي
= يشدن جول الربـد لـي ثار مرتـاب
ما تـوهـن بالمـشـي بيـدربـنـي
= هجن علـى قطـع المناهيـج دراب
يشـدن لسفـن بالبحـر يسبحـنـي
= والعصر فالديرة مـن البعـد قـراب
عجل ركابي بالخبر يعلمني
= باكوارنهن من كان للهرج هذاب
واللـي مهيضنـي علـوم يجـنـي
= ودي نقايضهـن بزينـات الأجـواب
سوالـف ابـن جحيـش ما ونسنـي
= يوم سمي العير للهرج مـا صـاب
يـوم أقبلـن جموعـهـم عزلـنـي
= جاء مشرب للطمع مـع كـل كسـاب
تجاولـن وأقـفـن ثــم أقبلـنـي
= وجاء بينهن في مقطـع الجـو ملعـاب
وتصاقلن مـن حـر مـا يونسنـي
= من كـل قـرم فالملاقـاة معطـاب
ظنيت في ربعـي ولا خـاب ظنـي
= وأنا احمد اللي يودع الظن ما خـاب
أفعالهـم يـوم الملاقـى أعجبـنـي
= عاداتهم فالكـون تفريـق الأحبـاب
كـم واحـد عقـب الملاقـى يونـي
= في وردنـا خلـي تعشـاه الأذيـاب
لعيـون بيـض فالظلـل فرعـنـي
= يزهن خط النيل والكحـل وخضـاب
لعيونهـن يـوم انهـن غطرفـنـي
= يرمن بأصوات كما صـوت ربـاب
كسيـرة والذبـح فيـهـم مجـنـي
= يبرى لها مـن بـاذر الـدم صبـاب
حـريـبـنـا والله ما يـرجـهـنـي
= والى رقد كنه علـى جمـر لهـاب
كـم هجمـة نجـي عليهـا نغـنـي
= ونجي لها من بين أهلهـا ومعـزاب
لـون الجنـب فيهـا لهـا مستكنـي
= تغاوروه اللـي يـدورون الأوجـاب
بمخـيـرات فاللـحـم يرتـعـنـي
= بأيمان من ضارين فيهـا بالأشبـاب
بأيـمـان ربــع ما يقهرونهنـي
= رزانة لاحـل بالجيـش ضبضـاب
دافوا لهـن ملـح عليـه أشفهـنـي
= ودرج يصبونه على الحـش لا راب
صبوا رصاص الـدرج لبطونهنـي
= للكبـد والا ناهـب القـلـب نـهـاب
للساق مـع قلـب الفـرس يحملنـي
= مضرابهـن يـاوي والله مضـراب
بكبودهـم منـا جــروح جلـنـي
= ما عاد يبريهـن كثيـرات الأطبـاب
جاهن مـن القبلـه مـزون نشنـي
= يهتال منهـا راعـد البيـت والبـاب
رشاشهـن سو البـلا لا أمطـرنـي
= يشيب منهـن جاهـل ما بعـد شـاب
يـوم ان منديـل عليـكـم يشنـي
= ولا منكم اللي ردهـا لابـن غصـاب
وعليـه زلبـات الرمك صفننـي
= وأهلهن على عوج المناصيب قضـاب
ورماحنـا فـي ظهوركـم علقنـي
= في مقطع الدفه من الكتـف نشـاب
وراحـت بكـم عـزم ولا عودنـي
= والخيل من ضرب المزاريج هـراب
وراكان دين عقـب ما هـو يغنـي
= وعطى المطوعه عقب ماهوب حراب
يا أبـو فـلاح لحربـنـا لا تشـنـي
= مالك علينا نصـر والله لـه أسبـاب
واللـي بأهلهـن فاللـقـى عثـرنـي
= ست وثمانين حسـاب بـالأ قطـاب
وظعونكـم مـع الغلـس سربـنـي
= ولا ينزلون الا قمر خمس قـد غـاب
وذيدانكـم عقـب الطنـى رددنــي
= ما بيـن جـلال ومـا بيـن حطـاب
من عقب ما هو شيعين صار سني
= وعاف عشب محقبه وعاد مرتاب
ومما قاله الشيخ عجران بن شرفي لمنديل بن غصاب الخالدي ان العجمان سيواجهون صعوبة في غزوهم ولن تنال شيئا ، وسوف تشغلني بأن أرد فرسك والا بندقك مأخوذة من ربعي سبيع بن عامر الغلباء كانك حي فضحك بن غصاب وقال : الله يكفيني شر فالك الأقشر ما تقول أنه طقت اعصبتك حمية على ربعك يا هالعود العمى فقال : الشيخ عجران كل الثنتين طقت اعصبتي حمية على ربعي وشاحن بك فذهب مع العجمان بقيادة شيخهم وفارسهم ، الشيخ / راكان بن حثلين ولكن لم يحالفهم الحظ وعادوا مهزومون من غزوتهم هذه و / منديل بن غصاب مأخوذة فرسه وسلاحه فقال : الشيخ عجران لولد له جذع اسمه محمد شف وأنا أبوك أهل الخيل وهم في طريق عودتهم وعلمني هل الخيل ترجع جموعا والا أفرادا وبعد يومين صاح ولده محمد يا أبوي الخيل عودت وكل خيال على راسه فقال : الشيخ / عجران بن شرفي الحمد لله صدق ظني بربعي سبيع أهل الغلباء واتفقوا العجمان على أن لا يخبروه فأقام الشيخ عجران بن شرفي وليمة كبيرة بعد يومين من عودتهم ودعا عليها العجمان على رأس شيخهم / راكان بن حثلين وعندما قدم لهم الطعام قال تفضلوا على عشاكم والله ان الليلة هذي هي أبرك الليالي ، وألقى القصيدة السابقة : فقال : الشيخ / راكان بن حثلين ياعجران أنت عازمنا تنتصر علينا والا تكرمنا جعل اللي خذا عيونك يأخذ قلبك لوك قصير . فضحك الشيخ / عجران وقال : أما قصيري / منديل بن غصاب الخالدي نهيته وأصر ويبشر بفرسه بني عمي مبروكين لو أرسلت لهم ولدي محمد وقال : أنا جايكم من طرف أبوي ردوا فرس قصيره ردوها وفعلا ركب للشيخ أبو اثنين وطلب الفرس من / ابن محيسن الجمالين الذي قلع فرس / منديل بن غصاب الخالدي قصيره وردها اكراما لجيرة الشيخ / عجران بن شرفي رحمهم الله جميعا . وهذه الأبيات من قصيدة قالها الشيخ الشاعر / راكان بن حثلين رحمه الله شيخ قبيلة العجمان العريقة عندما استهداه الإمام / عبد الله بن فيصل بن تركي ال سعود ( أبو تركي ) رحمه الله فرسه الحمراء فرفض أن يعطيها اياه وعندما رفض اعطاءه الفرس وقصد قصيدته في ذلك رد عليها الشيخ الشاعر / عجران بن شرفي رحمه الله لأنه غاظه فعل الشيخ راكان بن حثلين عندما شح بالفرس على الامام / عبدالله بن فيصل رحمه الله . قال الشيخ / راكان بن حثلين رحمه الله :
ياسابقي طالبك ولد الامامِي
= لا سامع قوله ولاني بمهديك
لو سام بمية بكرةٍ بالتمامي
= حلفت أنا بالبيع ما أهفي مثانيك
ان زانت الدنيا وهب الولامي
= تاتي معي حمر الطرابيش تتليك
وأقوم لك بالبِّر عجل شمامي
= باكر على خيل الفداويه أصغيك
وهذا رد شاعر سبيع الكبير الشيخ / عجران بن شرفي رحمه الله :
بديت بسم الله خيار الاسامي
= عساه يانفسي على الخير يهديك
عليّ من علم لفانى ملامي
= ياضيقته بالصدر مانيب كاميك
القاف جاله في حشاي ازدحامي
= أبدعك يازينات الأمثال وأبنيك
يوم ان راكان يرد العلامي
= مستصعب ما طوعنه هذوليك
من ضد أبو تركي طواه الهيامي
= أجرب نحط له المساحي محاكيك
ان كان يطري السابق اللي شمامي
= أرجو ان كذبه ياجواده يدربيك
الله يالحمرا يجيب الوسامي
= حتى براي الله سريعٍ نقاضيك
يا أهل الرمك زيدوا لهن بالقيامي
= اشروا عليق ودر عرب محاسيك
لا بد من يومٍ يثور الكتامي
= في ساعةٍ فيها تثور المشاويك
من فعل حرن صيرمي قطامي
= عبدالله اللي برك الشره تبريك
ومضري قومه بعزل الجهامي
= خز الوضاح وخز صهب محاسيك
العام حدَّر في ليال الصيامِي
= وأودع هل النقرة دكوكْ ودواكيك
صبح هل الوفرا وأخذهم شمامي
= بليلٍ وخلّينا غنمهم مشاكيك
والصبح ابن حجرف ونجعه اقسامِي
= غشاهم العجّ الحمر له دواميك
واليوم الآخر فيه جردة حزام
= بين العدام وبين واره مكاويك
ورابع نهارٍ جاء عليكم غمامي
= وجموعنا لجموع يامٍ محابيك
معنا هل العوجا كما النو زامي
= ربعٍ لهم مخ الفرنجي مساليك
لباسةٍ للجوخ لاجاء الزحامي
= بارواحهم لاجاء الملاقى مماليك
بسيف مضاريبه تقص العظامي
= والملح في جر الفتايل محاريك
ذا فعلنا بمخالفين الامامي
= يا الضبعة العرجا تعالي نعشيك
أربع سنين تجدلين الطعامي
= اكلي ونادي ربعك اللي حواليك
نزل على الحله وبنى الخيامي
= من غب كونه يغتنون الصعاليك
متى لبو تركي يهب الولامي
= حتى نحط معادي الدين درميك
الله يرمي من غدر بالوهامي
= الباير اللي حط بالدين تشكيك
أبوه قبله قد رمته المرامي
= رماه رمّاي الوحش بالشبابيك
فلما انهزم الشيخ / راكان بن حثلين سنة الطبعة أرسل له الشيخ / عجران بن شرفي هذه الأبيات من قصيدة :
وين أنت يا راكان ما عاد تنشاف
= حِلمت يا راكان حلـمٍ إنهزامـي
من عقب ما تامر على كل خراف
= اليوم يومر لك إبقـل الطعامـي
فرد الشيخ / راكان يطلب من الامام أن يسمح له بالرجوع من البحرين ومنها هذه الأبيات التي خص بها الشيخ / عجران بن شرفي رحمهم الله :
ما هي بهرجة شاعرٍ يبـدع القـاف
= طوّل إلسانـه فعـل ولـد الامامـي
حنـا ترانـا علتـه بيـن الانجـاف
= نقزي عيونـه مـن لذيـذ المنامـي
وقلبه لو هو نازحٍ يرجـف إرجـاف
= ونصّبحـه لنبـاج نـور الظلامـي
والله إن ننزل بين بوشه والأسـلاف
= ونودعـه يتـرك حِلتـه والجهامـي
ويجنب الخفـرات زينـات الأوصـاف
= بيـض الترايـب زاهيـات الزمامـي
كنه خريـشٍ بـدل العقـل بإهفـاف
= وأسبـاب ما خفـه إفعـولٍ إقـدامـي
ولم يصدق من كلام الشيخ / راكان بن حثلين شيئ لأنه لما غزى على قبيلة سبيع بن عامر الغلباء في محقبة عاد منهزما ولم يؤثر على الشيخ / عجران بن شرفي ولم ينزل بين بوشه والأسلاف ولم يودعه يترك حلته والجهامي . وقد قال الشيخ / راكان بن حثلين رحمه الله هذا البيت :
بين الظفيري والمطيري وعساف
= ننزل ولو جانا النذر والزحامـي
وقال الشاعر / أبو سبعه الضاعني من العجمان رحمه الله :
لي ديرتن غم البكـار الحيازيـب
= وأخيـر ما فيهـا حطبهـا وماهـا
لها السبيعي والمطيري مراقيـب
= مثل النهال اللـي تـرد بضماهـا
والا الظفيري راح غصبن بلا طيب
= عقـب العبيـد وهيتـه ما نساهـا
وصحراء الصمان مرعى ومرتع لابل ثلاث قبائل الأولى والأقدم قبيلة سبيع بن عامر الغلباء من القرن الثامن والثانية قبيلة العجمان والثالثة قبيلة مطير . وقصص وقصائد الشيخ / عجران بن شرفي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته موثقة وموجودة عند حفيده الشيخ / محمد بن عجران اّل شرفي وقائد معركة محقبة مع العجمان والتي رد فيها الشيخ عجران بندق وفرس / منديل بن غصاب الخالدي هو الشيخ / فراج بن عساف اّل أبو اثنين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته . والفارس الذي قلع فرس / منديل بن غصاب الخالدي هو / عبدالله بن محيسن من فرسان الجمالين وشجعانهم وبداية القصيدة هي :-
يا أبو سعد دوك العيون أسهرني
= وقلب الخطى كنه على كير شباب
والمقصود با أبو سعد هو الشيخ / فراج بن عساف اّل أبو اثنين وابنه الشيخ / سعد بن فراج رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته وعلى رواية البيت يا أبو فهد يكون الخطاب موجه الى الفارس / عبدالله بن محيسن وهو أبو فهد . وهذه من القصائد الجميلة لشاعرنا الشيخ / عجران بن شرفي رحمه الله . وقصتها أنه مر رجل عزيز على الشيخ / عجران اسمه / بتال وكان ابنه / فهيد يدق النجر فلما رأى / بتال وقد كان يعلم بمعزته عند والده أوقف دق النجر . فسأله أبوه : ليه أوقفت دق النجر يا فهيد . قال : ابنه لا أريد بتال يسمعه ويجي . فأنشد الشيخ / عجران :
يا فهيد دق النجر يوحيه بتال
= دقه كفاك الله جميع الأذايا
ثم دن نجرٍ بالدهر يعول اعوال
= اعوال سبع لا حدته الضرايا
وعليه كيف لي من البن فنجال
= جعل الرخوم ونسلها لك فدايا
وعده لحمال النوايب والأثقال
= في الضيق لا من التقن المنايا
اللي يروي حربته بالتجوال
= لا رفعوا لقطيهن الهوايا
واللي يخرج زاد بيته الى كال
= وحط المعاني الطيبه له شرايا
واللي الى رد البرا كل عمّال
= له عادة ٍ يرذي سمان المطايا
وباقي العرب فداه لو كان زعّال
= هذار بالمجلس كبير الحكايا
ومن سوالف الشيخ / راكان بن فلاح بن حثلين رحمه الله عند الفارس الشيخ / عبيد بن علي بن رشيد رحمه الله بقصر برزان في حائل رواها لي أحد رواة العجمان كبار السن في محافظة النعيرية قبل تقريبا ًأكثر من خمسة عشر عاما يقول فيها : بين كل فترة وأخرى يزور الشيخ / راكان بن حثلين اّل رشيد في حائل وكان يردد على لسانه دائما ًقبيلة سبيع الغلباء وقصائد العجمان فيهم . وفي يوم من الأيام انفعل الفارس الشيخ / عبيد بن رشيد وقال : بللهجة شمر ( الله وأمانه ان سبيع أطيب منكم ) فقال الشيخ راكان : ما هو دليلك قال قصيدكم يدل على أن سبيع يخوفونكم ويسيطرون على الموقف في أكثر المعارك وكذلك قصيد فارسهم وشاعرهم الشيخ / عجران بن شرفي يثبت ذلك فقال الشيخ راكان : والله ونعم بهم ونحن لا نقول الا الصحيح وفعلنا وفعلهم معروف . وخير الشهادة ما شهدت به الأعداء وتلك شهادة شهد على ما جاء فيها الأعداء المجاورين وقد قال : الشيخ / حزام بن حثلين عم الشيخ / راكان في محقبة لما لامه أحد فرسان العجمان بالبعد عن مواجة الشيخ / عجرش اّل أبو اثنين :
يا لايمي جعلك لشلفى عجرش
= ويطاردونك من سبيع الجمالين
الى تعلوا فوق مثل المخرش
= ما يرجعون الا برجح الموازين
ومن قصص الشيخ / عجران بن شرفي رحمه الله أنه حل مع أخيه زيد على رجل من جماعتهم ضيوفا وقام الرجل بواجب الضيافة وذبح لهم وقبل أن يقلطهم الرجل على عشاه بقليل حدث ظرف طارئ خرج على اثره الشيخ / زيد بن شرفي رحمه الله لأمر مهم وقد تأخر عليهم وقاموا بتقليط عشاهم وقد قام الرجل الذي استضافهم وأخر عشاءا لزيد الى حين عودته ووضع على عشاه ساق الذبيحة ولما عرف الشيخ / عجران بذلك قال للرجل الذي استضافهم بأن زيد لا يأكل ساق الذبيحة وقام عجران وذبح لأخوه زيد خروف وقلطه عليه وأنشد يقول :
دوك الذنب والعصب والراس يا زيد
= يوم انها حق المضيف لك الســــاق
ما هيب لحية ساق ولا عجـــــــاريد
= لحية صحونن فوقها كيف وأرنــاق
واهذا البيت اعرف انه قاله وعندما جاء الشيخ / عجران ليأخذ شرهته من الأمير / محمد بن عبدالله بن رشيد رحمهم الله والتي اعتاد أن يأخذها كل عام ولما وصل الى حائل وجد الأمير / محمد غائبا و كان عمه الفارس الشاعر الشيخ / عبيد بن علي بن رشيد في مكانه فقال : عبيد
ان كنت تبغي قصيد حنا قصاصيد
= وان كنت تبغي مال ما من عطيه
فرد عليه الشيخ / عجران بهذا البيت
لا صرت أنا قصاد وعبيد قصاد
= ما للعمى عند المفتح عطية
فضحك الشيخ / عبيد وأمر له بعطيته الدائمه وهي ذلول وبها كل زهابها وعندما أخذاها الشيخ / عجران أخذ يتلمس شعافها واذا بالعبد يقول له وش فيك فأخبره أن الأمير / محمد بن رشيد يضع صرة بشدادها فأبلغ العبد الشيخ / عبيد فأمر له بها . ومن قصصه أن رجل من جماعته يدعى ابن فهيد قال : له أنه رأى رأى برقا على ديار الأجناب فرد عليه الشيخ / عجران قائلا :
في جهة ديار بعض القبائل :
حتى ايش يابن فهيد لو كان كشـاف
= بـارق خريـف يــم دار مـصـده
عسى الحيا يسـي لنـا وادي الغـاف
= ومن حومة النقيـات لخريـم حـده
عساه يا عيـد النضـا غـب الانكـاف
= عسـاه يسـي المربـع اللـي نـوده
حدر على الصمان للبـرق رفـراف
= لا بكـر الوسمـي علـى مستـعـده
المربع اللي تدهلـه سمـر الأشعـاف
= قدامهـا الصـقـار طـيـره يـهـده
يا ما حـلا النوّير بالقـفـر لا زاف
= وجني الزبيدي في عـذا كـل خـده
دار لنـا فيهـا مقـيـظ ومصـيـاف
= ومشتـى ومربـاع وكــل نـضـده
دار وليناهـا بـضـرب بالأسـيـاف
= يـوم ان كـل (ن) حاميـن ورث جــده
منها العتيبـي نرفعـه فـوق قطـاف
= والدوسـري عنهـا جنـوب نـحـده
وراكان عنهـا نقلعـه يـم الأسيـاف
= والا المطيـري عـارف راس حــده
لا جاء نهار فيه زوغـات الأسـلاف
= مع كـل بـدٍ قـام يظـهـر لـبـده
لي لابة ركبوا علـى كـل مزغـاف
= وتحيزمـوا مـن فوقهـن بـالأعـده
يا جاهل فـي لابتـي ما أنـت عـراف
= حريبهـم يمسـي وكـبـده مـضـده
كم شيخ قوم لا نوى الله لـه اتـلاف
= بأيمان ربعي ياكل الرمـل خـده
= بـارق خريـف يــم دار مـصـده
عسى الحيا يسـي لنـا وادي الغـاف
= ومن حومة النقيـات لخريـم حـده
عساه يا عيـد النضـا غـب الانكـاف
= عسـاه يسـي المربـع اللـي نـوده
حدر على الصمان للبـرق رفـراف
= لا بكـر الوسمـي علـى مستـعـده
المربع اللي تدهلـه سمـر الأشعـاف
= قدامهـا الصـقـار طـيـره يـهـده
يا ما حـلا النوّير بالقـفـر لا زاف
= وجني الزبيدي في عـذا كـل خـده
دار لنـا فيهـا مقـيـظ ومصـيـاف
= ومشتـى ومربـاع وكــل نـضـده
دار وليناهـا بـضـرب بالأسـيـاف
= يـوم ان كـل (ن) حاميـن ورث جــده
منها العتيبـي نرفعـه فـوق قطـاف
= والدوسـري عنهـا جنـوب نـحـده
وراكان عنهـا نقلعـه يـم الأسيـاف
= والا المطيـري عـارف راس حــده
لا جاء نهار فيه زوغـات الأسـلاف
= مع كـل بـدٍ قـام يظـهـر لـبـده
لي لابة ركبوا علـى كـل مزغـاف
= وتحيزمـوا مـن فوقهـن بـالأعـده
يا جاهل فـي لابتـي ما أنـت عـراف
= حريبهـم يمسـي وكـبـده مـضـده
كم شيخ قوم لا نوى الله لـه اتـلاف
= بأيمان ربعي ياكل الرمـل خـده
وأبو تركي هو الامام /عبدالله بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود اّل سعود الامام الثالث في الدولة السعودية الثانية وقد قال له الشيخ الشاعر / عجران بن شرفي :
يا ابن الامام ان ديرتي من ورى تين
= ولي لابة فيها تضد البوادي
من حد خشم العرق للحزم ويمين
= ومقضبين أطرافها بالحدادي
أهل سربةُ مركاضها يعجب العين
= يفرح بهم لا جاء نهار الطرادي
ولناّ في محماضها بتمالين
= غضى وضمران ورمث وعرادي
ونبرا لها من فوق مثل الشياهين
= بحمر وصفر للمنايا تقادي
ولا صار لي جيناك مناّ بغالين
= فالنفس ما نرضى لها بالزهادي
الحر يجزع من دروب التهاوين
= والغبن ما يصبر به الا الحنادي
طاوعت فينا هرجة الكالف الشين
= ولد ابن ساقان الذليل الربادي
وكبرت راسه من لبوس القيالين
= ونقل المصوغ عقب نقل السمادي
والله لولا حابس جميع الشياطين
= لولاك لا ألحق فيه غاية مرادي
راحت شرايدهم خويل حراذين
= وباعوا على البصره .... بزادي
والا أنت يا ...... ديك المزاين
= غرتك حمراك وذيك الدوادي
وحنا معك دايم على العسر واللين
= لي من طغى راع النفاق العنادي
يا ويل والله من نويناه بالشين
= لي صلب البيرق وركب الشدادي
و من قصص الشيخ الشاعر / عجران بن شرفي على أنه ضرير البصر إلا أنه كان قومه يستدلون الطريق به فإذا كان في ركب يسألونه أين نحن يا شيخ / عجران . فيقول : أعطوني من تربة الأرض التي نحن بها فيفركها ويشمها ويعرف أين هم متواجدين . وفي يوما من الأيام قال : أحد رجالات سبيع سأحرج الشيخ / عجران ب ( معرفة الأرض ) واختباره عندي . فأخذ يتربص بالفارس الشيخ / عجران حتى تحركوا يوما ما من مكان يعرف ( بعروى ) وقال : لجماعته اشهدوا سوف أخذ من تربة عروى وأربطها في طرف ردني . وإذا وصلنا المكان المقصود وسألناه أين نحن سوف أعطيه من هذه التربة وهذا هو الفيصل في معرفة الشيخ / عجران بالأرض . فساروا حتى وصلوا إلى مكان اسمه مروى . فقال : هذا الرجل الذي يريد اختبار الشيخ / عجران أمام الجميع يا شيخ / عجران أين نحن الأّن . فقال الشيخ / عجران بن شرفي : عطني من تربة الأرض . فأخذ الرجل التراب المربوط في ردنه وقدمه لعجران فسكت عجران بعد أن فركه وشمه لحظات . فقال : الرجل ماذا تقول أين نحن . فقال : عجران مقولته المشهورة ( التراب تراب عروى والحراوي حراوي مروى ) وهذه القصة تدل على فطنة وفراسة ودهاء وحنكة هذا الشيخ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته رغم أنه كان كفيف البصر
وقد روي أنه قال : ( الهوى هوى دو والتراب تراب جو ) والمعنى الذي تدور حوله القصة لا يختلف حسب الرواياتين .
منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
---
لقد كتب أحد النابهين من إخواننا الرواة أبناء قبيلة السهول العامرية قائلا : سئل الشيخ / هذال بن فهيد شيخ قبيلة الشيابين من عتيبة هل هناك شخص أكرم منك ؟ قال : نعم أنا أكرم أهل عالية نجد ولكن هناك الشيخ / مناحي بن معدل الظهيري من السهول أكرم مني . وسئل عن سبب ذلك . فقال : لقد كنت في مجلس من مجالس أحد شيوخ القبائل وكان في هذا المجلس الشيخ / عجران بن شرفي والشيخ / مناحي بن معدل وغيرهم فسئل عجران هل هناك أكرم منك فقال : لا . فقال مناحي بن معدل أنا أكرم منك يا شيخ عجران . فقال له عجران: إن كنت أكرم مني . جعلني أجيك في اليوم العسر ما هو باليسر وأشوف وش تقدم لي . وكان ابن فهيد قادما من عالية نجد ذاهبا إلى الأحساء من أجل الميرة لأنها منطقة اقتصادية لبادية نجد ففيها التمور وغيرها من لوازم المعيشة والكسوة وفي طريقه مر ديار السهول وسبيع فلا بد له من شخص يعرّفه ويكون في حمايته إلى أن يتجاوز تلك الديار فكان معرّفه الشيخ / عجران بن شرفي شيخ آل علي من سبيع . فذهبا عجران وابن فهيد للأحساء وقضوا حوائجهم ورجعوا حتى وصلوا ديار السهول فسألوا من يسكن هذا الديرة فقيل لهم الظهران من السهول وأميرها مناحي بن معدل الكريم المشهور فزانت للشيخ / عجران فقال : يا شيخ / هذال حولنا على / مناحي بن معدل الليلة لنرى ماذا يقدم لنا . ومن سوء الحظ أنهم أتوا إليه في يوم عسر . وحلاله الإبل والغنم ليست في الديرة بل هي ذاهبة للمرعى وبينهم وبينها المسافات البعيدة . فقام مناحي وقال : قوموا وروحوا لبيوت السهول وما لقيتوا جيبوه من رز من تمر من زبد من سمن . وأراد أن يذبح كرامة ضيوفه فلم يجد حلاله . فقام الشيخ / مناحي بنحر ذلول الشيخ / عجران بن شرفي ضيفه وقام بوضعها كرامة لهم . وشب النار أمام بيته . معلناً أن اليوم لديه كرامة . وإذا بالضيوف يحترون العشاء ما حولهم عشى . قال عجران : يا مناحي العشاء وينه ما يسر الله هاته . قال العشاء بيجي شوي . ويقال إن صينية ابن معدل . الرجال يجثي على ركبتيه ما يطولها . والناس قديما ليسوا كالآن كل يوم ذبح فقديما الذبيحة لا تقدم إلا للضيف ذو القدر ولا يذبحها إلا رجال كريم . وكان الشيخ / عجران يظن أن العشاء خروف وإلا اثنين . فلما قدم العشاء رحب بهم وقال سموا الله يحييكم على اللي ما هو بحقكم . ووالله لو الحلال حولنا لأذبح مثلها . وكان عجران ضرير البصر فلما تقدم ليأكل بحث عن الشحم واللحم فلم يجد . فقال مناحي : فوق . فرفع يده فلم يطلها وكرر له مناحي فوق فوق يا عجران حتى مسك مقدمة السنام . فقال عجران ذبحت ذلولي يا مناحي . جعلك ما تذبح . فلما انتهوا من العشاء . قال عجران : أنا أ شهد يا مناحي إنك من أكرم العرب . فأمرحوا عنده تلك الليلة على خير ولما أصبحوا وإذا بذود مناحي حولهم فقام مناحي بإعطاء عجران ذلول وضحاء يشار لها بالبنان من طيبها والزين اللي فيها وكان مناحي يحب هالذلول لكنه أرخصها من طيبه للرجال الطيبين . فهذه القصه تبين أن الشيخ / مناحي بن معدل الظهيري من أكرم شيوخ العرب من دون قصور في الباقين . والشيخ / عجران بن شرفي معروف بالكرم ويعد من أكرم الرجال . والشيخ / هذال بن فهيد لم يكن يتوقع ما فعله الشيخ / مناحي بن معدل وبذلك قال كلمته . إن فعل ابن معدل يدل على كرم هذا الرجل رحمهم الله . وكان طموح مناحي رحمه الله على هذا الكرم أكبر من هذا بحيث يقول :-
شابت الحانـا مـا لحقنـا هوانـا
= وعزّي لمن شابت الحاهم على ماش
وقد قال الشاعر / عبيد بن عشان من الظهران عن هذة القصة :
ومناحي كنه علـى كيـس بتـرون
= والاعلـى شـط البحـر باسمهانـي
والبيت يرفـع كنـه القيـف يبنـون
= وحيل على صحن كبيـر الصيانـي
عجران جاهم مع نكيـف يخطـرون
= وذبح ذلولـه كرّمـه جـاه عانـي
وقال العوض في غيرها لين ترضون
= فج العضود ومـن كبـار المثانـي
والشيخ / مناحي بن معدل مشهورا بالكرم والكريم محبوباً من الله ومحبوب من الناس وقد تطرق لقصة عجران مع مناحي أحد شعراء السهول المعاصرين قالها في زواج / ماجد بن برجس بن معدل :
جده مناحـي بالكـرم يشبـه العـدّ
= هـداج تيمـا بالفعـولِ الوكـأيـد
يصبر كما يصبر رماحً على الـورد
= على ضيوفـه بالسنيـن الشدايـد
للضيف نـاره كـل وقـتٍ توقّـد
= والحيل والّبل في صحونـه موايـد
ويشير في ذلك الى بيت الشاعر العزيزي السبيعي الذي يأمل أن يصبر كما يصبر الشيخ / مناحي على الضيف ورماح على الورد منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
خيَّال الغلباء
04 - 02 - 2008, 00:34
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه القصيدة الغزلية للشيخ الشاعر / عجران بن شرفي رحمه الله منقولة من مخطوطة الصويغ المكتوبة عام عام 1308 هجرية أي أنها كتبت والشيخ الشاعر / عجران بن شرفي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته حي يرزق وقد توفي عام 1318 هجرية قتله عبدالعزيز بن متعب بن رشيد صبرا بعد معركة الصريف مباشرة وقد نقلها من أثق به ويقول فيها :
يا أبو هلا والقلب جاء فيه خفه
= خفة ولع ريشٍ دقاق خفيفي
يومي كما يومي بريق المنفّه
= على الذي شوفه لقلبي يريفي
غدا بقلبي بالولع واستعفّه
= غديه لا مني طليبه يعيفي
غدي نجيه وننشده وين شفه
= إن كان قلبه بالموده وليفي
راعي دليقٍ فوق متنه يسفّه
= مثل السفايف فوق كور العسيفي
ثلاث سبحاتٍ على المتن صفه
= من فوق زينات الردايف صفيفي
والعين تشدا قلتةٍ تحت طفه
= والخد براق سمر له رفيفي
لكن فيها دولة الروم صفه
= عليه من زين الحلايا وصيفي
ما أزين رقوشه لا تحنى بكفه
= وأنا لزينات الوصايف عريفي
لبسه ثويب الفن من تحت دفه
= وقزيةٍ من شغل راعي القطيفي
وصدر في هذه الأيام كتاب تاريخي ثوثيقي بعنوان ديوان ابن شرفي وهو الفارس الشيخ / عجران بن شرفي ويحتوي على نشأته حياته شعره وقصائد الشيخ / سعود بن عجران بن شرفي الطبعه الاولى 1429هـ
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/85L20977.jpg (http://www.arb-up.com/)
أهداني الشيخ / محمد بن عجران بن شرفي كتاب تاريخي عن الفارس المشهور الشيخ / عجران وفي بدايته كلمة للمؤلف الشيخ / سعود بن عجران قال فيها إن تراثنا الشعبي جزء لا يتجزأ من تاريخنا والشعر الشعبي مليئ بمكارم الطيب ومواقف الأبطال وهذا الكتاب يحتوي نوادر شاعر بارز له دور في الجزيرة العربية ومن شعراء المملكه البارزين ومن مشائخ قبيلة سبيع المعروفين إنه الشاعر / عجران بن شرفي الملقب بالعمى وشاعر الإمام عبدالله الفيصل وفي الجزء الأول من الكتاب تكلم المؤلف عن قبيلة اّل علي من بني عمر سبيع وفروعهم . ثم اقوال المؤرخين في الشيخ ابن شرفي :
قال المؤلف / عبدالله بن خميس عجران بن شرفي شاعر اعمى من قبيلة سبيع ومع كونه أعمى فهو يعرف علامات الأرض وهو كريم وله عوايد .
وقال المؤلف / عبدالله سعد الحضبي : إنه كريم وله عوايد وجيرانه يحمدون الجوار ويشيعون الثناء له صلات وجولات في مدح أمراء عصره وله قصص في الكرم والشهامه
وقال المؤلف / منديل الفهيد : إنه يدل بعض ربعه اللي ما يعرفون الدرب وهو لا يثني الدله ولا يذبح الماعز وله عدة خصال .
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/hnY19461.jpg (http://www.arb-up.com/)
وقال المؤلف / سليمان الحديثي : عجران بن شرفي المبدع شاعر قبيلته الأعمى كان شجاعا جريئا سليط الشعر محبا لقبيلته غاية المحبه معجبا بها وبشجاعتها يفتخر بها دوما . ثم أفرد المؤلف معلومات عن الكتب التي نشرت عنه فذكر كتاب الخثلان الذي احتوى قصائده ومدائحه وذكر ما كتب عنه الحديثي وبعض قصصه
وما كتبه عبدالله بن سعد الحضبي والذي أفرد بعض قصائده في كتابه سوالف الطيبين ثم أفرد المؤلف أقوال بعض الشعراء مثل ابن مخشوش وابن مزيد وظافر المديري وعلي بن ربح وسفر بن نهار .
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/q9I19804.jpg (http://www.arb-up.com/)
وأبرز مميزاته وصفاته ومآثره ونوادره الشعرية ثم نبذه عن حياته أبنائه وبديهيات عجران وقصصه النادرة ودور أبنائه من بعده . وقصة رائعة للمثل المعروف : أسد يا أسد . بعد ذالك نشر المؤلف بعض قصائده النادرة التي لم تنشر وأقواله في بعض المواقع . يقول عجران :
جينا الشمال وللمراميل عجنا = وما دامنا حيين ابنتعب القود
ويا ما عليهن فالقوايل سهجنا= وأكوارهن عندي نفانيفٍ برود
وكم من قليبٍ صاريٍ له رهجنا= نشرب صراته طافحٍ فوقه الدود
لعيون مجمولٍ لنجعه سهجنا= أبو جديلٍ فوق الأمتان مرجود
ونرجي ولي العرش يرفع درجنا= ولا ما ننشد عن النقص والزود
ويا ما على جال المناره هرجنا= في ربعةٍ يزبن بها كل مضهود
بعد ذالك أفرد المؤلف جزءا لقصائده ويبلغ عددها أكثر من 70 قصيدة ومنها قصائد متبادله بينه وبين لشعراء البارزين في المملكه . في اّخر الكتاب تطرق المؤلف إلى وثائق تاريخيه عن دور ابن شرفي ووالده وأسرته . ثم عن تأسيس الشرفية وبناء مسجدها ومدرستها ثم تصوير لقاء مع الشيخ / سعود بن عجران بن شرفي واشتمل هذا اللقاء على وثيقه تاريخيه نادره لآل شرفي . ثم بحث مصور عن عجران يشتمل على صورة نادرة له وهو بعنوان عجران العمى الشاعر الأعجوبه أعده الاصمعي سليمان الحديثي . ثم رسائل للمولف خاصه . هذا كتاب عجران بن شرفي وأحد أحفاده أبرز مآثر هذا الشاعر العلم والذي يعد من فرسان قبيلة سبيع الغلباء كتاب رائع في الاعداد والإخراج والطباعة
--
قصة المثل : ( أسد يا أسد )
يقال بأن أو من قال هذا المثل هو الشاعر الفارس الشيخ / عجران بن شرفي السبيعي وقد عاش إلا معركة الصريف 1318 هجرية وكان شاعراً فحلاً كفيف البصر ؛ وله قصائد حماس ووصف , والمثل ( أسد يا أسد ) يضرب عندما يكون الخصمان متكافئان ويقال أن عجران حل ضيفا على الشاعر الفارس / فجـحان الفراوي المطيري من كبار شعراء وكرماء ووجهاء قبيلة مطير وكان يسكن في الصمان وكانت الأسواق والقرى بعيده عن المراتع ووسائل النقل بطيئه بنقل الطعام أو القهوه والهيـل فقد ينفد الهيل مثلا ويبقى صاحب البيت مده بدون هيل وهكذا , وهذا ما حصل لفجحان الفرواي عندما ضافه عجران بن شرفي وقام الفراوي وذبح الخروف وأمر بطبخه وعمل القهوة ولم يجد هيلاً فوضع فيها شيئا من الزنجبيل ويقال القرنفل ( العويدي ) ويقال بأنه قدمها بدون هذا كله وكان الفراوي لا يعرف بأن ضيفه هذا هو عجران بن شرفي علما بأنه يسمع عنه وشهرته ذائعة وكذلك عجران لا يعرف بأن هذا هو / فجحان الفراوي شاعر وكريم من كبار قبيلة مطير فعندما قدم الفرواي الفنجال لضيفه عجران وذاق القهوة فإذا هي بدون هيــل فقال :
الدلّة اللي ماتبهّر من الهيـل
= مثل العجوز اللي خبيثٍ نسمها
لكن الرجل الذي أمامه شاعر مثله فقال :
نوبٍ نحط الهيل ومفطح الحِيل
= ومرٍ نخلي الموجبه من عدمها
عندما عرف السبيعي أن مضيفه شاعر وكريم قال : ( أسد يا أسد ), يعني الذي أمامي أسد مثلي فيجب الإعتراف به بالشعر وكذلك بعذره لأنه عرف بأن الهيل قد نفد , وأن الظروف لا تساعد في بعض الأحيان والرجال يقدرون الرجال
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..