حين
تكون هناك خطة تغيير مرسومة ومعلنة فإنه يمكن لكل أحد متابعة فصول
تنفيذهاومعرفة المشاركين فيها , لا يمكن لأحد من المشاركين أن ينكر جهوده
في إنجاح هذه الخطة سواء أقصد بالإنكار
التواضع أم قصد نكران الذات أم قصد المبالغة في إنجاح العمل بإنكار دوره فيه . . ومن سمات الخطط الناجحة توزيع الأدوار بدقة والعمل بروح الفريق الواحد ، تماما كالمسرحيات المتقنة ، لا يمكن لأحد أن يأخذ نص الآخر،كما لا يمكن لأحد أن ينسى نصه لكن خطط التغيير الثقافي لها سمة خاصة ، لا تكاد توجد في أخواتها من خطط التغيير الأخرى ، وهي أن بعض فريق العمل يمكن أن يعمل لصالح الفريق دون أن يدري هو أن اسمه مدرج بينهم ودون أن يعرف أن عمله يصب في خانتهم .
بعد هذه المقدمة أسأل الأستاذ جمال خاشقجي , أنت من أي أنواع العاملين في خطة شاريل بينارد للتغيير الثقافي في المملكة العربية السعودية ؟ هل أنت ممن يعمل بدور مدروس كممثلي مسرحية كما تهوى لوليم شكسبير ، أم أنك في هذا المشروع الضخم كالمسمار المركب في عجلة الدابة لا يعرف حجم الدور الذي يقوم به كي تصل الدابة بالعربة إلى سوق العلف بنجاح . طبعا لو تواضعت وأجبت على أستاذ جامعي مثلي ظل سنوات يتمنى أن يكون له عمود في إحدى الصحف السعودية ولم تحصل له هذه الأمنية بالرغم من أن صحيفة كصحيفته التي تسمى بالوطن تستكتب من سوريا والسودان وأمريكا وغيرها من البلاد ومع ذلك لا يجد أستاذ جامعي يحب الكتابة ومخاطبة الناس مأوى لقلمه فيها . أقول : إن تواضعت لمثلي فسوف يكون جوابك في كلتا الحالتين ،لا بالخط الأحمر العريض كما هو عنوان البرنامج الفضائحي المعروف … سوف تقول : لا : لأنك إن كنت تعلم مكانك في خطة شاريل بينارد فاستراتيجية العمل ستمنعك من البوح بسرها .
وإن كنت مسمارا في عجلة الدابة الذي تقوده شاريل فلن تعلم أنك مسمار ولن تعلم أنك في عجلة ولن تعلم أن العجلة مركبة خلف دابة . وأنا سوف أحسن الظن بك ،وعلى فكرة كنت وما زلت في كل مكان أعبر عن حسن ظني الشديد بك وأرى أنك حقا مسمار في عجلة . ولذلك فسوف أحدثك قليلا عن شاريل بينارد ومشروعها وكيف أنك تعمل فيه دون أن تعلم .
وعلى فكرة ولكي لا أنسى فشاريل بينارد قريبة لأعضاء الوفد الصحفي الذي شاركت معه في لقاء أوباما ، ولذلك لن تكون شخصيتها غريبة عليك وقد التقيت ببعض من ينتمون إلى أرومتها حديثي عن بينارد هذه سوف أقتبسه من مقال لي كتبته أيام الضجة التي أثيرتحول الشيخ صالح اللحيدان في مناسبة قريبة من حيث الشكل والأهداف من هذه المناسبة التي تتعرض فيها صحافة فريق شاريل بينارد للشيخ الدكتور سعد بن الشيخ العالم ناصر بن الشيخ العالم القاضي عبد العزيز الشثري قلت في ذلك المقال : ( زلماي خليل زادة مسلم الأصل والهوية أفغاني المولد والنشأة أمريكي الجنسية صهيوني الفكر ، وهو مع هذه التناقضات يخدم فكرالصقور المحافظين في أمريكا نظريا وعمليا بأكثر مما يخدمها أولئك الذيننجد اتساقا تاما بين شخصياتهم وأفكارهم ،ولعل الباحثين النفسيين يجدون في شخصية هذا الرجل وإخلاصه لفكره رغم عدم اتساقه مع أصله العرقي والعقدي مادة ممتازة للبحث ، فعمله اليوم- كان إذ ذاك سفيرا - لا يقتصر على سفارةالولايات المتحدة في العراق و لا على العمل لتغريب العراق وتخريبه وحسب ، بل هو منظر ممتاز لتحقيق الأهداف الصهيونية في العراق فمما ينسب إليه فكرة إذا أردتم تمزيق الإسلام فعليكم الطرق على وتر السنة والشيعة ليضرب الإسلام بعضه بعضا . ولعل من التقعر في إخلاص الرجل للصهيونية المناقضة لتاريخه الاجتماعي والديني أن يقترن بعالمة الاجتماع اليهودية الصهيونية شاريل بينارد ،وهي امرأة تزعم أنها من أعرف الناس بالإسلام وخفاياه وكيفية الإطاحة به ولذلك كانت هي كاتبة التقرير المسمى الإسلام الديمقراطي المدني ، الشركاء والمصادر والاستراتيجات , وهو التقرير الذي أصدرته مؤسسة راند سنة 2004م ، فهي وزوجها يكونان فريقا مكملا لبعضه من حيث التنظير والتطبيق إلا أن تقريرها المشار إليه يصب في غالبه على المملكة العربية السعودية و بالرغم من اختلاف منطقة تقريرها عن منطقة نفوذ زوجها إلا أن التغيير في كلا المنطقتين مهم للولايات المتحدة لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية , لكن ظروف العراق أدت إلى أن يكون التغيير عاجلا وبحلول عسكرية مكلفة أماالتغيير الذي تريده شاريل في المملكة فيمكن أن يكون على مدى أبعد وقدعبرت عن ذلك بقولها : (على الولايات المتحدة أن تسعى وعلى المدى الطويل للتصدي للأسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العميقة التي تغذي الأصولية الإسلامية وتشجيع التوجه نحو التنمية والديمقراطية ) والمتأمل لهذه الكلمة يجد أنها تحمل في داخلها ما يكذبها ويكشف حقيقتها , ذلك أن الديمقراطية هي اختيار الشعوب لنفسها ، وهذه العبارة تدل على أن الكاتبة تريد من أمريكا أن تختار هي للشعوب التوجه الذي يناسبها وهذا أبعد ما يكون عن الديمقراطية . وتقول في موضع آخر : (وكما هو واضح فإن الولايات المتحدة والعالم الصناعي المتقدم يفضل عالما إسلاميا متوافقا مع باقي النظام الدولي , يكون ديمقراطيا وقابلا للنمو الاقتصادي ومستقرا سياسيا ومتطورا اجتماعيا ومواكبا لأنظمة وسلوك النظام الدولي ) وهذه العبارة كتلك في كونها ترى الديمقراطية على عكس ما عرفها به الفلاسفة السياسيون فهي تريد أن تفرض على الأمة رؤية غربية في النظام والسلوك الدولي . وترى بينارد أن المتشددين الدينيين هم أكبر عقبة تحول بين الولايات المتحدة والغرب وبين أهدافهم في المنطقة , والتشدد الديني في عرفهم مرادفا للوهابية التي تعرفها شاريل بقولها : (الوهابية نموذج متطرف وتزمت وعدواني من الإسلام المتشدد تأسس في القرن الثامن عشر الميلادي ، وقد تبناه آل سعود دون غيره من أشكال الإسلام الأخرى ، مثل الإسلام الصوفي والإسلام الشيعي والإسلام المعتدل بشكل عام باعتبارها انحرافات غير صحيحة عن الدين الحقيقي حيث إن الطموحات التوسعية لهذا التيار يتم تمويلها بقوة من قبل الحكومة السعوديه) وترى أن مهمة التقرير الذي تكتبه هو بيان الطريقة المثلى لمحاربة المتشددين الدينيين ، وحتى تقطع الطريق أمام من يطلب منها التفريق بين المدارس الوهابية انتقدت التصريحات الغربية ومنها تصريحات لبوش نفسه تثني على الإسلام وتبرؤه من العنف والتطرف ، وترى أن أمثال هذه التصريحات لاينبغي أن تخرج عن كونها تكتيكا لتجنب أزمات مع المسلمين في الداخل الأوربي أو محاولات لاحتواء المسلمين ، كما أنها تثبت معرفتها بأنه ليس كل المتشددين يقرون الإرهاب ومع ذلك فإن مجرد تشددهم لا يجعل وجودهم مرغوبا فيه من قبل الغرب ، تقول : (ليس كل المتشددين يميلون إلى الإرهاب أو حتى يقرونه ، وخصوصا ذلك النوع من الإرهاب الذي لا تمييز فيه ، والذي يقوم بقتل المدنيين وقتل المسلمين مع الأعداء ، ولكن التيار المتشدد بشكل عام لا يتواكب مع قيم المجتمع المدني والرؤية الغربية للحضارة والنظام السياسيوالمجتمع )إذا فليس الإرهاب والتطرف هو الداعي إلى مكافحة التشدد فيمكن أن يكون هناك تشدد دون إرهاب ،ولكن حتى من يدينون الإرهاب من المتشددين إدانة حقيقية لا تقية فيها لا يمكن السكوت عليهم لأنهم عقبة كأداء في وجه التغريب الحضاري الأوربي . ولذلك جاءت جميع التوصيات التي اختتم بها تقرير شاريل لضرب المتشددين كماتسميهم ، وهي توصيات يؤكد لنا بدء العمل على تنفيذها فعلا وبقوة ما نشاهده في واقعنا من أمور تجعل المتابع يجزم أن التوصيات التي اختتم بها هذاالتقرير قد أصبحت خطة عمل وأن بنود هذه الخطة تتبع بدقة متناهية ، ولعل من آخر المشاهدات قضية الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية وما حصل من الضجيج الإعلامي الهائل في جميع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ، وهي ضجة أثارها موقع حداثي معروف حول فتوى صيغت بدقة من فضيلة الشيخ ومن ناحية فقهية لم يكن عليها أية ملاحظات من قبل المختصين ،وجميع ما لاحظه المختصون عليها و اختلاف بعضهم معها من حيث الصياغة أو التوقيت ،أي كان الخلاف عليها من جهة مصلحية لا من جهةعلمية . ومع ذلك فقد استغلتها بعض وسائل الإعلام العميلة بشكل بشع في محاولة جادة وقوية لإسقاط الشيخ الذي يعتلي سنام أكبر هيئة قضائية في المملكة العربيةالسعودية ، لا إسقاطه أخلاقيا أو علميا ولكن بجعله نقطة ضعف يمكن الضغط على الحكومة السعودية من خلاله تمهيدا لاجتثاثه ، وذلك بتصويره داعما بشكل أو بآخر للعنف الذي بذلت الدولة وما تزال تبذل الكثير من الجهود لتخليص المجتمع من شروره . ويتناسب هذا التحرك الإعلامي مع عدد من توصيات شاريل بينار ومنها على سبيل المثال : ( يجب معارضة المتشددين وبفاعلية ومن خلال ضربهم في نقاط ضعفهم في بعض المواقف الإسلامية والفكرية ( وتحت عنوان : مواصلة الهجوم ضد المتشددين وضعت شاريل توصيات منها : (عدم الاعتراف بالشخصيات أو التنظيمات المرتبطة بالإسلام المتطرف وتسليط الضوءعلى الأعمال غير الأخلاقية والنفاقية للمتشددين وتصريحات المرجعيات المتشددة التي تفرض نفسها على الواقع ( انتهى اقتباسي من ذلك المقال يا أستاذ جمال ، فهل تجد فارقا بين الحملة على الشيخ اللحيدان والحملة على الشيخ سعد ؟ أنا لا أجد فارقا هل تجد توافقا مع معطيات تقرير بينارد وتوصياتها مع ما حصل بالأمس وما يحصل اليوم؟ أتمنى يا أخي جمال أن تكون عند حسن ظني بك مسمارا في عجلة الحصان وأن تكون هذه المقالة قد آذنت بحلحلتك قليلا
-
.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
التواضع أم قصد نكران الذات أم قصد المبالغة في إنجاح العمل بإنكار دوره فيه . . ومن سمات الخطط الناجحة توزيع الأدوار بدقة والعمل بروح الفريق الواحد ، تماما كالمسرحيات المتقنة ، لا يمكن لأحد أن يأخذ نص الآخر،كما لا يمكن لأحد أن ينسى نصه لكن خطط التغيير الثقافي لها سمة خاصة ، لا تكاد توجد في أخواتها من خطط التغيير الأخرى ، وهي أن بعض فريق العمل يمكن أن يعمل لصالح الفريق دون أن يدري هو أن اسمه مدرج بينهم ودون أن يعرف أن عمله يصب في خانتهم .
بعد هذه المقدمة أسأل الأستاذ جمال خاشقجي , أنت من أي أنواع العاملين في خطة شاريل بينارد للتغيير الثقافي في المملكة العربية السعودية ؟ هل أنت ممن يعمل بدور مدروس كممثلي مسرحية كما تهوى لوليم شكسبير ، أم أنك في هذا المشروع الضخم كالمسمار المركب في عجلة الدابة لا يعرف حجم الدور الذي يقوم به كي تصل الدابة بالعربة إلى سوق العلف بنجاح . طبعا لو تواضعت وأجبت على أستاذ جامعي مثلي ظل سنوات يتمنى أن يكون له عمود في إحدى الصحف السعودية ولم تحصل له هذه الأمنية بالرغم من أن صحيفة كصحيفته التي تسمى بالوطن تستكتب من سوريا والسودان وأمريكا وغيرها من البلاد ومع ذلك لا يجد أستاذ جامعي يحب الكتابة ومخاطبة الناس مأوى لقلمه فيها . أقول : إن تواضعت لمثلي فسوف يكون جوابك في كلتا الحالتين ،لا بالخط الأحمر العريض كما هو عنوان البرنامج الفضائحي المعروف … سوف تقول : لا : لأنك إن كنت تعلم مكانك في خطة شاريل بينارد فاستراتيجية العمل ستمنعك من البوح بسرها .
وإن كنت مسمارا في عجلة الدابة الذي تقوده شاريل فلن تعلم أنك مسمار ولن تعلم أنك في عجلة ولن تعلم أن العجلة مركبة خلف دابة . وأنا سوف أحسن الظن بك ،وعلى فكرة كنت وما زلت في كل مكان أعبر عن حسن ظني الشديد بك وأرى أنك حقا مسمار في عجلة . ولذلك فسوف أحدثك قليلا عن شاريل بينارد ومشروعها وكيف أنك تعمل فيه دون أن تعلم .
وعلى فكرة ولكي لا أنسى فشاريل بينارد قريبة لأعضاء الوفد الصحفي الذي شاركت معه في لقاء أوباما ، ولذلك لن تكون شخصيتها غريبة عليك وقد التقيت ببعض من ينتمون إلى أرومتها حديثي عن بينارد هذه سوف أقتبسه من مقال لي كتبته أيام الضجة التي أثيرتحول الشيخ صالح اللحيدان في مناسبة قريبة من حيث الشكل والأهداف من هذه المناسبة التي تتعرض فيها صحافة فريق شاريل بينارد للشيخ الدكتور سعد بن الشيخ العالم ناصر بن الشيخ العالم القاضي عبد العزيز الشثري قلت في ذلك المقال : ( زلماي خليل زادة مسلم الأصل والهوية أفغاني المولد والنشأة أمريكي الجنسية صهيوني الفكر ، وهو مع هذه التناقضات يخدم فكرالصقور المحافظين في أمريكا نظريا وعمليا بأكثر مما يخدمها أولئك الذيننجد اتساقا تاما بين شخصياتهم وأفكارهم ،ولعل الباحثين النفسيين يجدون في شخصية هذا الرجل وإخلاصه لفكره رغم عدم اتساقه مع أصله العرقي والعقدي مادة ممتازة للبحث ، فعمله اليوم- كان إذ ذاك سفيرا - لا يقتصر على سفارةالولايات المتحدة في العراق و لا على العمل لتغريب العراق وتخريبه وحسب ، بل هو منظر ممتاز لتحقيق الأهداف الصهيونية في العراق فمما ينسب إليه فكرة إذا أردتم تمزيق الإسلام فعليكم الطرق على وتر السنة والشيعة ليضرب الإسلام بعضه بعضا . ولعل من التقعر في إخلاص الرجل للصهيونية المناقضة لتاريخه الاجتماعي والديني أن يقترن بعالمة الاجتماع اليهودية الصهيونية شاريل بينارد ،وهي امرأة تزعم أنها من أعرف الناس بالإسلام وخفاياه وكيفية الإطاحة به ولذلك كانت هي كاتبة التقرير المسمى الإسلام الديمقراطي المدني ، الشركاء والمصادر والاستراتيجات , وهو التقرير الذي أصدرته مؤسسة راند سنة 2004م ، فهي وزوجها يكونان فريقا مكملا لبعضه من حيث التنظير والتطبيق إلا أن تقريرها المشار إليه يصب في غالبه على المملكة العربية السعودية و بالرغم من اختلاف منطقة تقريرها عن منطقة نفوذ زوجها إلا أن التغيير في كلا المنطقتين مهم للولايات المتحدة لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية , لكن ظروف العراق أدت إلى أن يكون التغيير عاجلا وبحلول عسكرية مكلفة أماالتغيير الذي تريده شاريل في المملكة فيمكن أن يكون على مدى أبعد وقدعبرت عن ذلك بقولها : (على الولايات المتحدة أن تسعى وعلى المدى الطويل للتصدي للأسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العميقة التي تغذي الأصولية الإسلامية وتشجيع التوجه نحو التنمية والديمقراطية ) والمتأمل لهذه الكلمة يجد أنها تحمل في داخلها ما يكذبها ويكشف حقيقتها , ذلك أن الديمقراطية هي اختيار الشعوب لنفسها ، وهذه العبارة تدل على أن الكاتبة تريد من أمريكا أن تختار هي للشعوب التوجه الذي يناسبها وهذا أبعد ما يكون عن الديمقراطية . وتقول في موضع آخر : (وكما هو واضح فإن الولايات المتحدة والعالم الصناعي المتقدم يفضل عالما إسلاميا متوافقا مع باقي النظام الدولي , يكون ديمقراطيا وقابلا للنمو الاقتصادي ومستقرا سياسيا ومتطورا اجتماعيا ومواكبا لأنظمة وسلوك النظام الدولي ) وهذه العبارة كتلك في كونها ترى الديمقراطية على عكس ما عرفها به الفلاسفة السياسيون فهي تريد أن تفرض على الأمة رؤية غربية في النظام والسلوك الدولي . وترى بينارد أن المتشددين الدينيين هم أكبر عقبة تحول بين الولايات المتحدة والغرب وبين أهدافهم في المنطقة , والتشدد الديني في عرفهم مرادفا للوهابية التي تعرفها شاريل بقولها : (الوهابية نموذج متطرف وتزمت وعدواني من الإسلام المتشدد تأسس في القرن الثامن عشر الميلادي ، وقد تبناه آل سعود دون غيره من أشكال الإسلام الأخرى ، مثل الإسلام الصوفي والإسلام الشيعي والإسلام المعتدل بشكل عام باعتبارها انحرافات غير صحيحة عن الدين الحقيقي حيث إن الطموحات التوسعية لهذا التيار يتم تمويلها بقوة من قبل الحكومة السعوديه) وترى أن مهمة التقرير الذي تكتبه هو بيان الطريقة المثلى لمحاربة المتشددين الدينيين ، وحتى تقطع الطريق أمام من يطلب منها التفريق بين المدارس الوهابية انتقدت التصريحات الغربية ومنها تصريحات لبوش نفسه تثني على الإسلام وتبرؤه من العنف والتطرف ، وترى أن أمثال هذه التصريحات لاينبغي أن تخرج عن كونها تكتيكا لتجنب أزمات مع المسلمين في الداخل الأوربي أو محاولات لاحتواء المسلمين ، كما أنها تثبت معرفتها بأنه ليس كل المتشددين يقرون الإرهاب ومع ذلك فإن مجرد تشددهم لا يجعل وجودهم مرغوبا فيه من قبل الغرب ، تقول : (ليس كل المتشددين يميلون إلى الإرهاب أو حتى يقرونه ، وخصوصا ذلك النوع من الإرهاب الذي لا تمييز فيه ، والذي يقوم بقتل المدنيين وقتل المسلمين مع الأعداء ، ولكن التيار المتشدد بشكل عام لا يتواكب مع قيم المجتمع المدني والرؤية الغربية للحضارة والنظام السياسيوالمجتمع )إذا فليس الإرهاب والتطرف هو الداعي إلى مكافحة التشدد فيمكن أن يكون هناك تشدد دون إرهاب ،ولكن حتى من يدينون الإرهاب من المتشددين إدانة حقيقية لا تقية فيها لا يمكن السكوت عليهم لأنهم عقبة كأداء في وجه التغريب الحضاري الأوربي . ولذلك جاءت جميع التوصيات التي اختتم بها تقرير شاريل لضرب المتشددين كماتسميهم ، وهي توصيات يؤكد لنا بدء العمل على تنفيذها فعلا وبقوة ما نشاهده في واقعنا من أمور تجعل المتابع يجزم أن التوصيات التي اختتم بها هذاالتقرير قد أصبحت خطة عمل وأن بنود هذه الخطة تتبع بدقة متناهية ، ولعل من آخر المشاهدات قضية الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية وما حصل من الضجيج الإعلامي الهائل في جميع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ، وهي ضجة أثارها موقع حداثي معروف حول فتوى صيغت بدقة من فضيلة الشيخ ومن ناحية فقهية لم يكن عليها أية ملاحظات من قبل المختصين ،وجميع ما لاحظه المختصون عليها و اختلاف بعضهم معها من حيث الصياغة أو التوقيت ،أي كان الخلاف عليها من جهة مصلحية لا من جهةعلمية . ومع ذلك فقد استغلتها بعض وسائل الإعلام العميلة بشكل بشع في محاولة جادة وقوية لإسقاط الشيخ الذي يعتلي سنام أكبر هيئة قضائية في المملكة العربيةالسعودية ، لا إسقاطه أخلاقيا أو علميا ولكن بجعله نقطة ضعف يمكن الضغط على الحكومة السعودية من خلاله تمهيدا لاجتثاثه ، وذلك بتصويره داعما بشكل أو بآخر للعنف الذي بذلت الدولة وما تزال تبذل الكثير من الجهود لتخليص المجتمع من شروره . ويتناسب هذا التحرك الإعلامي مع عدد من توصيات شاريل بينار ومنها على سبيل المثال : ( يجب معارضة المتشددين وبفاعلية ومن خلال ضربهم في نقاط ضعفهم في بعض المواقف الإسلامية والفكرية ( وتحت عنوان : مواصلة الهجوم ضد المتشددين وضعت شاريل توصيات منها : (عدم الاعتراف بالشخصيات أو التنظيمات المرتبطة بالإسلام المتطرف وتسليط الضوءعلى الأعمال غير الأخلاقية والنفاقية للمتشددين وتصريحات المرجعيات المتشددة التي تفرض نفسها على الواقع ( انتهى اقتباسي من ذلك المقال يا أستاذ جمال ، فهل تجد فارقا بين الحملة على الشيخ اللحيدان والحملة على الشيخ سعد ؟ أنا لا أجد فارقا هل تجد توافقا مع معطيات تقرير بينارد وتوصياتها مع ما حصل بالأمس وما يحصل اليوم؟ أتمنى يا أخي جمال أن تكون عند حسن ظني بك مسمارا في عجلة الحصان وأن تكون هذه المقالة قد آذنت بحلحلتك قليلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..