سميح خلف الفجرنيوز نشر في الفجر نيوز يوم 01 - 03 - 2010
من خلال جمع ما تناقلته اوساط فلسطينية وعربية ودولية عن ادراماتيكية اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كانت جميع المؤشرات تصب في جهة وحيدة قامت بعملية تسممه واسند ذلك الى اسرائيل والجهات الامنية وكثير من المتقدمين في البحث ذهبوا الى البحث والتمحص في الحلقة الوسيطة التي ادت الى اجراء تلك العملية الاختراقية في حياة الرئيس عرفات ومكتب الرئيس ، وذهب فريق اخر في عملية استدلالية لحدوث هذا الحدث وهو اتمام عملية التسمم الى مواقف الرئيس عباس ما قبل عملية التسمم وما بعدها وقيادات اخرى في المقاطعة ومواقف قام بها ابو مازن لمنع تشريح الجثة وعدم اصدار قرار بالبحث في ارشيف ياسر عرفات في تونس او اجراء عملية تحقيق واسعة ذات صلاحيات في هذا المجال وكل ما صدر عن مقدمات اغتيال عرفات هو ما تحدث عنه الدكتور الكردي وما تحدثت عنه سها عرفات عندما قالت:يريدون ان يدفنوا ياسر عرفات وهو حيا ً وما سبق ذلك من استدعاء فرق طبية للوقوف على حالة الرئيس واستثناء الدكتور الكردي .
شخصت عملية الاغتيال بأنها سياسية امنية على خلفية مواقف ياسر عرفات من مؤتمر كامب ديفيد حيث ذهب فريق من قيادات الامن في تفسير رفض عرفات لما طرح عليه في كامب ديفيد بأنها عملية خيانة قام بها ياسر عرفات واذا اجزنا هذا الاتهام هل كانت خيانة ياسر عرفات للشعب الفلسطيني ولفتح ام خيانة ياسر عرفات لنهج الجاسوسية والتعامل مع اسرائيل .
فضائح الملف المالي لحركة فتح التي تنشر في المواقع يوميا ًاحيانا ً تنشر بشكل موثق بموازنة قدرها من 4 الى 6 مليون دولار تتحكم فيها وفي انشطتها قيادة المقاطعة الآن وما قبل ذلك فهي اموال موزعة على بعض قيادات اللجنة المركزية ومستشاري الرئيس عرفات في اثينا والامارات ودول اخرى واموال اخرى من الصعب حصرها .
تتداخل الاسماء بدون حسم عن السقف المالي لتلك الانشطة ومازالت كوادر حركة فتح تطالب بالحصر المالي وهذا لم يتحقق لحتى الآن .
لا نهمل الجانب الامني والسياسي في المشكلة ولكن هل فعلا ً الجانب الامني والسياسي هو من قتل عرفات ؟؟ في حين ان عرفات قدم مالا يمكن ان يقدمه اي قيادي فلسطيني بمواصفاته المطروحة على العمل الوطني الفلسطيني تتمتع بها شخصية ياسر عرفات .
ابو عمار من اعطى الضوء الاخضر لعقد اتفاقية اوسلو ، ابو عمار هو الذي خانته حاسته السادسة في عملية التوازن بين التيارات في داخل فتح ، حيث استفحل تيار الاختراق والتيار المتعاون مع الصهيونية في ظل هذا التوازن ولكن ابو عمار قدم الكثير من اجل حصوله على الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كحد ادنى يرضي الشعب الفلسطيني مقابل كثير من التنازلات دفعها ياسر عرفات من اجل تحقيق هذا الهدف ، اذا ً في اعتقادي ان عملية اغتيال ياسر عرفات لم تكن المواقف الامنية والسياسية لياسر عرفات هي السبب الوحيد بل هناك عامل اهم دفع لاغتيال ياسر عرفات وهو الملف المالي لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وعندما يكون التفكير بحكم ما يستدعيه رأس المال فإن منهجية الاغتيال تبقى قائمة وخاصة الشخص الوحيد القادر على محاسبة ولملمة اموال حركة فتح هو ياسر عرفات وان اتخذت عملية التصفية الجانب السياسي والامني كتغطية لعامل اهم وهو السيطرة على رأس المال للمتحكمين في دخل حركة فتح .
على ضوء الفضائح وكشف الوثائق عن التجاوزات والاختلاسات والتسيب والاستغلال الغير مشروع لاموال حركة فتح يجب الاهتمام في الملف المالي كعنصر اساسي واضافي ادى الى اغتيال وتصفية ياسر عرفات ، فعندما تتوحد المصالح بين رأس المال يمكن ان يأخذ الصراع شكلا ً من اشكال التغطية الامنية السياسية وومكن ان تتحالف المصالح بين متطلبات قوى الاحتلال والقوى السياسية المنحرفة في داخل حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية .
لماذا اهمل الملف المالي لياسر عرفات في عملية التحقيق او تصور حدوث الجريمة ، هل يكفي ان نقول ان الموساد هو من اغتال ياسر عرفات وهي يكفي ان نقول ان تصفية ياسر عرفات اتت على قاعدة رفضه لما طرح عليه في كامب ديفيد، بهذا التصور يمكن ان نبرء من قاموا بعملية الاغتيال بشكل مباشر ، نتذكر عملية الاختلاس التي تمت في هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية وبعدها بشهور تمت تصفية مكي مدير عام هيئة الاذاعة والتلفزيون وياسر عرفات مشي في جنازته والأخرون اعتبروه مختلسا ً سارقا ً ، مؤشر اغتيال مكي يمكن ان يكون بوابة للوصول الى حقيقة الاهداف التي تم من اجلها اغتيال ياسر عرفات .
الملف المالي والاحتكاري والرأس مالي للمتنفذين في داخل حركة فتح وسلطة رام الله تتحدث عن ارقام فلكية يلعب بها هؤلاء من اموال حركة فتح وشركات الادوية والشركات الاستثمارية ، فلقد ذكرت بعض وسائل الانباء ان صفقة الدواء الفاسد كان ورائها بعض المتنفذين في سلطة رام الله ومستشاري الرئيس الفلسطيني وتحدثت بعض الانباء عن شركات مساهمة يقودها ابناء متنفذي حركةفتح تحت ستار اعمار غزة ومشاريع هنا وهناك وارصدة تتحرك بين هذا وذاك في غياب سيطرة على اموال حركة فتح التي تعاني من التفتت على مستويات متعددة التنظيمية والامنية والسياسية من اعلى الاطر الى ادنى الاطر .
الرئيس ياسر عرفات رئيس معترف به من الجامعة العربية والامم المتحدة بموجب اجراءات سياسية اتخذها ياسر عرفات ليس هناك سلطة فلسطينية قادرة على ان تكشف الحقائق في كيفية موت ياسر عرفات والهدف منه ولذلك كان من المفروض ان تتولى الجامعة العربية البحث في كيفية السيطرة وجمع اموال حركة فتح ، فياض قدم طلب للموساد بمساعدته عن 750 مليون دولار كانت تحت تصرف ياسر عرفات ومستشاريه ، كوندا ليزا رايس رهنت مساعداتها للسلطة بجدية الرئيس الفلسطيني بالكشف عن اموال حركة فتح واموال ياسر عرفات المكشوفة والتي تقدر ب 750 مليون دولار ،قريع قال للرئيس الفلسطيني ابو مازن ان ما تطلبه امريكا خطير اي تريد ان تضع رقابنا في يد الصندوق الدولي وامريكا ؟؟!!
اذا ً هناك احتمالية بأن من المسببات الرئيسية لاغتيال ياسر عرفات ليس الاجراء السياسي والامني فقط بل هو اجراء مالي اقتصادي بين عدة شخصيات بما فيها زوجة ياسر عرفات ولا يتعدى تعدادهم عن العشرة .
اذا ً مطلوب من الجامعة العربية ان تفتح تحقيق في الملف المالي لمنظمة التحرير ولحركة فتح ولأن من واجبات الجامعة العربية ان تحافظ على مصالح الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية ولأن اموال حركة فتح جزء لا يتجزء من اموال الشعب الفلسطيني يجب ان يسترد ولا يجب ان يكون ملكية خاصة لهذا اوذاك من قيادة حركة فتح المهلهلة التي تكشف الانباء يوميا ً عن صراعات على كيفية تقسيم الكعكة الفتحاوية بين قياداتها قأبو عمار في اخر ايامه بلغ سن الشيخوخة واصبح الشيخ المحاصر من جميع الجوانب ، ففي هذه الحالة الملف المالي يمكن ان يكون سبباً في عملية تصفية الشيخ العجوز لورثة يعتبرون نفسهم هم اولياء بالشرعية الثورية !
وحاشى الله ان يكون هؤلاء هم ممثلي الشرعية الثورية .
بقلم/ سميح خلف
مصادر عن الفساد المالي في حركة فتح وسلطة رام الله :-
طرحت على ابو مازن خلال مؤتمر لندن و هددوا بوقف كل المساعدات في حال عدم تنفيذها
الشروط الامريكية و الاوروبية لتمويل السلطة الفلسطينية
الحدث
آذار 2005
* اجتماع في قاعة مغلقة جمع (7) اشخاص (4) مثلوا واشنطن و لندن و الاتحاد الاوروبي و البنك الدولي و (3) مسؤولين في السلطة .
* رايس و سترو خاطبا ابو مازن بحزم : بعد ان تعود من لندن عليك ان تسيطر على صندوق الاستثمار الفلسطيني و الا فلا تتوقع دولارا واحدا.
* ممثل البنك الدولي و وزير مالية السلطة تحدثا عن تفاصيل تحقيقاتهم عن اموال عرفات ، و كشفوا عن وثائق تحدد مكان (4) مليارات .
* وزيرة الخارجية الامريكية قالت لابو مازن : نوقف التمويل و القضية بيدك ، لديكم الاموال المطلوبة لتغيير الوضع .. و طالبت بيع ممتلكات صندوق الاستثمار لتمويل المشاريع .
* عباس طلب عقد جلسة طارئة للمجلس بعد عودته و لم ينجح ، و قريع اتهم رئيس السلطة بالوقوع في كمين امريكي بريطاني للسيطرة على اموال السلطة .
اثناء انعقاد مؤتمر لندن في مطلع الشهر الجاري / آذار لدعم السلطة الفلسطينية و تثبيت كيانها الجديد المتكون بعد رحيل عرفات دار من وراء الكواليس مباحثات امريكية – اوروبية – فلسطينية تكشفت فيها امور تتعلق بالوضع المالي للسلطة ابان و بعد حكم عرفات .
و وفق ما تسرب من معلومات جديدة حول ما دار في المؤتمر فقد تم تحديد مكان من 4 الى 6 مليارات دولار من اموال الفلسطينيين مما دفع بالامريكيين و الاوروبيين بتقديم اشتراطات على السلطة الفلسطينية قبل ان تتمكن من الحصول على اي دولار وعدت به في المؤتمر .
و كان لهذه الاشتراطات اثارها العميقة داخل القيادة الفلسطينية حتى انها احدثت زلزالا في الخفاء و بات الجميع ينتظر الحسم بموضوع السيطرة على هذه الاموال الطائلة و ربما يؤدي هذا الامر الى انهيار حركة فتح داخل الشارع الفلسطيني اذا ما ثبتت المزاعم و الادعاءات التي اثيرت .
و في تفاصيل الخفايا التي كشفت عنها مصادر اوروبية و تلفقتها مصادر استخباراتية اسرائيلية انه و في الشهر الاول من شهر آذار الجاري و عندما كان مؤتمر لندن منعقدا للبحث في الاصلاحات الفلسطينية و منح الفلسطينيين مساعدات اقتصادية و اثناء استراحة الظهيرة اجتمع في غرفة مغلقة في قاعات اليزابيث حيث انعقد المؤتمر بحضور سبعة اشخاص اربعة منهم مثلوا الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد الاوروبي و البنك الدولي و الاشخاص الثلاثة الآخرون مثلوا الجانب الفلسطيني .
و حضر اللقاء من قبل الولايات المتحدة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس و التي طلبت بدورها من مساعديها الرئيسيين البقاء خارج الغرفة و مثل البريطانيين وزير الخارجية البريطاني جاك سترو و حضر عن الاتحاد الاوروبي المسؤول عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي بينيتا فيرارو والندر و مثل البنك الدولي في اللقاء نيغيل روبيرتز منسق نشاطات البنك في الضفة الغربية و قطاع غزة .
و كان مشاركا من الطرف الفلسطيني رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن و وزير ماليته سلام فياض ، و وزير الاسكان محمد شتيه ، و هو المسؤول عن اموال ابو مازن و مستشاره المالي الشخصي .
و استنادا لمصادر اسرائيلية استقت معلوماتها من مصادر اوروبية و امريكية فقد استهل المحادثات كل من كونداليزا رايس و جاك سترو حيث توجها الى ابي مازن بالقول : بعد ان تعود من لندن الى رام الله و على الفور قم بالسيطرة على صندوق الاستثمار الفلسطيني و اذا لم تقم بذلك عليك ان تنسى كل الاقوال التي سمعتها في قاعة المؤتمر و ان تنسى ان الفلسطينيين يمكن ان يتلقوا دولارا واحدا .
و بحسب زعم مصادر امريكية و فلسطينية كانت مطلعة على تفاصيل كل ما جرى في هذا اللقاء فان وزيري الخارجية رايس و سترو لم يوضحا اقوالهما و كانت رسالتهما الى محمود عباس رسالة واضحة و شديدة .
و طلب من نيغيل و سلام فياض الادلاء بكل ما لديهما من التفاصيل التي توصلا اليها من تحقيقاتهما حول مكان وجود اموال ياسر عرفات .
و من خلال اقوال فياض و روبيرتز فان الحديث كان يدور عن 4 مليارات دولار كان يعرف مكان وجودها و هناك وثائق تثبت ذلك بالاضافة الى مبلغ يتراوح بين مليار دولار الى مليارين هناك معلومات جزئية عن وجودها او لا يوجد وثائق تدلل على ذلك .
و قال روبيرتز و فياض ان هناك ما بين 3-4 مليارات دولار تم استثمارها من قبل شخصين اثنين هما سامر خوري و محمد رشيد الذي كان لسنوات طويلة المسؤول الشخصي عن اموال عرفات .
اما سامر خوري فهو فلسطيني يعيش في اثينا في اليونان و يترأس شركة بناء ضخمة باسم مجموعة "سي.سي.سي" و التي تتولى تشغيل 35 الف عامل في منطقة الشرق الاوسط و افريقيا و يعمل في مكاتب الشركة الموجودة في اليونان اكثر من 1000 مستخدم .
و قد وصف روبيرتز و فياض و بشكل موسع كيف عملت هذه الماكينة المالية لقد كان لياسر عرفات سيطرة مطلقة على جميع الاموال التي كانت تتدفق للسلطة الفلسطينية و معظمها من الدول المانحة لغاية بناء مصادر تشغيل و مدارس و مؤسسات عون طبي و مصادر مياه و طرق ، كان عرفات بالتشاور مع محمد رشيد اين يمكن استثمار هذه الاموال بدل استخدامها للغايات التي خصصت لاجلها و بعد ان اتخذ الاثنان قرار بالموضوع كان رشيد يسافر الى اليونان حيث مكاتب مجموعة "سي.سي.سي" و يتلقي هناك سامر خوري للقيام بمشاورات اضافية و كان يتم اتخاذ قرار نهائي اين سيتم استثمار الاموال .
في العام 2002 و عندما دخلت الانتفاضة الفلسطينية عامها الثاني و ضغطت على الدول المانحة من اجل تشكيل جهة واحدة تتدفق اليها اموال المساعدات الموجهة للفلسطينيين في محاولة لمنع تدفق الاموال بواسطة تدفق اموال ارباح الاستثمارات الى ما تعتبره عناصر ارهابية وفق رأي المصادر و ايجاد رقابة على حركة الاموال تم تشكيل صندوق الاستثمار الفلسطيني و تم تعيين سامر خوري و محمد رشيد اعضاء مجلس ادارة فيه .
و كان التغيير وفق رأي المصادر شكلي فقط و بدعم و تأييد عرفات كان سامر خوري و محمد رشيد اصحاب السيطرة المطلقة على صندوق الاستثمار الفلسطيني و استمر الاثنان باتخاذ القرارات حول اين و كيف يتم ادارة الاستثمارات .
و تنقل المصادر الاسرائيلية عن استنتاجات البنك الدولي و وزير المالبية الفلسطيني سلام فياض انه تم استثمار الاموال في صندوق الاستثمار الفلسطيني بدءا بشركات الاتصالات في البرازيل و شركة الطيران الوطنية لجينا بياساو و مزارع فهوة الزمبابوي .
و عودة لما جرى في اجتماع لندن فان كونداليزا رايس و جاك سترو لم يطلبوا من ابو مازن السيطرة على صندوق الاستثمار الفلسطيني فقط بل طلبوا منه ايضا البدء ببيع املاك الصندوق اذ قالت رايس لابي مازن بالحرف الواحد : توقف عن التجوال و القبعة في يدك ، فلديكم الاموال المطلوبة لتغيير الوضع الاقتصادي في السلطة الفلسطينية .
عاد منسق اعمال البنك الدولي في الضفة و غزة روبيرتز و ذكر بمشاريع البنك الهادفة لايجاد 50 الف فرصة عمل جديدة في قطاع غزة و هو امر مرتبط باستثمار مليار دولار.
و اوضح كل من رايس و سترو و بنيتا لابي مازن ان مبلغ 350 مليون دولار التي وعدت بها السلطة الفلسطينية في ذات يوم في مؤتمر لندن سيصل الى السلطة بشرط واحد هو اذا رأت كل من واشنطن و لندن و بروكسل و البنك الدولي بام اعينهم ان 350 مليون دولار قد دخلت الى الخزينة الفلسطينية من بيع املاك صندوق الاستثمار الفلسطيني فان الاموال الموعودة ستصل دولار مقابل دولار ، و اذا لم تصل الاموال فان المبلغ الموعود من مؤتمر لندن لن يصل الى الفلسطينيين .
و نقل عن مصادر فلسطينية ان ابي مازن و فور عودته من لندن الى رام الله قام بالدعوة الى عقد جلسة طارئة لمجلس ادارة صندوق الاستثمار الفلسطيني كان على جدول اعمالها اجراء تغيير في السياسات الاستثمارية للصندوق و اعادة النظر بممتلكاته و لكن حتى اليوم لم تعقد هذه الجلسة و السبب في ذلك يعود الى ان الطلب الامريكي – الاوروبي من ابي مازن السيطرة على اموال الصندوق اثار زلزالا بالخفاء عند الفلسطينيين .
فقد اتهم رئيس الوزراء ابو علاء و القادر على اعاقة اي توقيع او تنفيذ اية اوامر في السلطة الفلسطينية اتهم ابو مازن انه دخل باعين مفتوحة الى كمين اعدته له واشنطن و لندن و هو ما اسماه "المحاولة الامريكية – البريطانية للسيطرة على الاموال الفلسطينية" و جميع اعضاء مجلس ادارة صندوق الاستثمار الفلسطيني البالغ عددهم 11 عضوا اما استقالوا او يوشكون على تقديم استقالاتهم .
فقد استقال كل من سامر خوري و المليونير الغزاوي جودات خضير و صبيح المصري و محمد رشيد نتيجة ذلك حدثت بين اوساط القيادة الفلسطينية ثلاث تطورات مرتبطة بالمبالغ الضخمة .
الأول: بات لا يوجد شخص ينظر بامر بالمشاريع التي تم استثمار الاموال بها اذ ان احد الاسباب وراء الصمت المطلق الذي خيم على المنظومة الاقتصادية و المالية الفلسطينية هو حقيقة ان معظم العاملين في صندوق الاستثمار الفلسطيني هن من ابناء و بنات و اقارب و اصدقاء كبار المسؤولين في القيادة الفلسطينية و جميعهم تلقوا تعليمات من عائلاتهم التي ادخلتهم للعمل في الصندوق بان لا يقوموا باي شيء واي فوضى حتى يتضح و بكلمات اخرى حتى توضح القيادة الفلسطينية لنفسها كيف سيلحق الوضع الجديد الضرر بمكانتها السياسية و المالية.
الثاني: حيث ان عرفات كان يسيطر و يدير امور هذا الصندوق بواسطة سامر خوري و محمد رشيد فقط فانه لا يوجد في السلطة شخص يعرف لمن يوجد صلاحيات لتشغيل الصندوق او يوقع باسمه او يقوم بتعيين اعضاء جدد في مجلس الادارة و يحاول وزير المالية الفلسطيني سلام فياض، ايجاد اجابات قانونية عن هذه التساؤلات .
الثالث: بدات تظهر و تتطور بين كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية و قادة الاجهزة الامنية و المخابرات خلافا قسما منها مرتبط بالسؤال القائل من سيتم اختياره لادارة الصندوق و قسم آخر مرتبط بمحاولة احتلال مراكز قوى قبل ان تبدأ المبالغ الكبيرة بالوصول الى الضفة الغربية و قطاع غزة .
و بحسب زعم مصادر فلسطينية مطلعة على تفاصيل الموضوع فام المقربين من ابو مازن قالوا له انه طالما لا يوجد سيطرة مباشرة على صندوق الاستثمار الفلسطيني فانه يحمل لقب رئيس السلطة الفلسطينية فقط و ليس اكثر من ذلك فرنسيس بدون اموال هو رئيس بدون قوة .
وعدا عن المقربين من ابو مازن فانه من الواضح لباقي افراد القيادة الفلسطينية ان كل من ستكون له سيطرة على 4 مليارات دولار يستطيع ان يعمل بواسطتها بثلاثة مجالات :
الاول: الفوز بمنظومتي الانتخابات التي يقترب موعدها في السلطة الفلسطينية الا و هي الانتخابات البلدية و المحلية في الضفة و غزة و التي ستجري في الثامن و العشرين من نيسان القادم و الانتخابات البرلمانية التشريعية العامة و التي ستجري في 17 تموز القادم فان اي مرشح لهذه الانتخابات و على راسهم ابو مازن و الذي سيكون بيده السيطرة على اموال الصندوق يستطيع شراء الاصوات المطلوبة للفوز حسب تعبيرهم .
الثاني: انه بالامكان بواسطة هذه الاموال الضخمة شراء خدمات و السيطرة على اجهزة الامن الفلسطينية او على جزء منها فبدون وقوف هذه الاجهزة الى جانب المرشحين ليس لهم اي فرصة للنجاح .
و المجال الثالث: الذي يمكن من خلاله استغلال السيطرة على الصندوق هو ان مبالغ طائلة كهذه تعلب دور حاسم داخل حركة فتح و التي تعتبر الذراع السياسي المركزي التي يعلق ابو مازن عليها آماله .
فهذه الاموال قادرة على احياء او اماتة مجموعات سياسية داخل الحركة هناك من افراد حركة فتح من يعتقدون ان هذه الاموال و المعركة للسيطرة عليها ستؤدي في نهاية المطاف الى خراب نهائي لحركة فتح و انهيار سيطرتها على الشارع الفلسطيني .
و نقل عن حسين الشيخ السكرتير العام لحركة فتح في الضفة و ابن عم جميل الطريفي و الذي كان في احد المرات وزيرا للعدل في الحكومة الفلسطينية و احد المقربين من ياسر عرفات ، و الذي نجا خلال شهر آذار الحالي من محاولة اغتيال من قبل مسلحين في رام الله قال الشيخ مؤخرا:
ان حركة فتح اصبحت كاتحاد امارات مثلما كان الحال في المانيا قبل مرحلة بيسمارك عندما تصارع الامراء فيما بينهم حتى قتل كل واحد خصمه.
و لم يقل الشيخ لماذا يقتتلون داخل حركة فتح لكن الامر واضح انهم يقتتلون على مبلغ 4-6 مليارات دولار في طريقها الى الضفة و غزة .
ملاحظة
شركة (CCC
) وبحسب ذات المصادرهي اختصار للشركة المعروفة (شركة إتحاد المقاولين العالمية) والتي تأسست في لبنان ثم انتقلت إلى أثينا بسبب الحرب اللبنانية الأهلية 1977م و يرأس الشركة سعيد خوري وهو فلسطيني مسيحي من صفد
2
من يعبث بالشعب ومقدراته؟
بقلم : د. إبراهيم حمّامي\ الجزيرة نت
ما أن بدأت الدماء الفلسطينية تسيل بأيدٍ فلسطينية الصيف الماضي، وما أن حُرفت البوصلة الوطنية عن مسارها لتتوجه بعيداً عن الاحتلال، وما أن أصبح شغل المواطن والسياسي والإعلامي متابعة الأوضاع الميدانية المؤسفة التي تحركها زمرة معروفة مرتبطة تماماً بالاحتلال، ما أن بدأ كل ذلك حتى بدأت معه أصابع خفية تعبث بمقدرات الشعب ومستقبله، تعبث خفية وتحت جنح السرية، غير آبهة لا بفصائل ولا بتنظيمات، ولا بمعارضة أو رقابة، توقع الاتفاقيات التي تهدر حقوق شعبنا في كل شيء، ولا أحد يعلم من هي ومن تكون!
مؤسسة الرئاسة كما يحلو لزمرة أوسلو تسميتها، رغم أن القانون الفلسطيني ينص على رئيس للسلطة وليس مؤسسة تلملم كل مهزوم فاشل، هذه الرئاسة وتوابعها عاجزة حتى عن إصدار بيان يندد بالعدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني، وتحولت لوكيل فاشل أيضاً يهاجم كل وسائل وأساليب المقاومة والتي كانت يوماً عسكرة للانتفاضة وباتت اليوم مقاومة عبثية بعد أن مرت بمرحلة "الحقيرة"، فهل يعقل أن تكون الرئاسة وتوابعها هي من يعبث بمقدرات الشعب الفلسطيني؟ أم أن هناك أيادي خفية فوق "الرئاسة"؟ سؤال ربما نجد له إجابة بعد أن نستعرض بعضاً من هذه العبثية - ولا أقصد هنا العبثية بالمعنى العباسي- من خلال ثلاث "حالات" في الأشهر الأخيرة تمس الوطن والمواطن بشكل خطير ومباشر.
1 كلنا يعلم تفاصيل اتفاقية المعابر المخزية والتي وقعها محمد دحلان واعتبرها انجازاً بطوليا، والتي كرست وجسدت السيطرة الفعلية للاحتلال على المعابر، وحولت غزة إلى سجن كبير يغلق بأوامر احتلالية، وكنت قد تناولت بالتفصيل الممل مخازي دحلان في هذه الاتفاقية تحت عنوان " إنجاز دحلان المزعوم ودوره المرسوم" بتاريخ 19/11/2005، هذه الاتفاقية الدحلانية انتهى العمل بها منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ورغم معارضة كافة الفصائل والقوى الفلسطينية دون استثناء تجديدها بشكلها الذي أراده دحلان، والمطالب الواضحة برفض السيطرة الاحتلالية على المعابر، لكن وفجأة ودون سابق إنذار جُددت هذه الاتفاقية وبموافقة فلسطينية دون علم الحكومة في حينها ودون عرضها على التشريعي، ودون حتى معرفة الطرف الذي فاوض ووافق ووقع.
فمن يا ترى قام بذلك وبأي صفة وصلاحية؟ ومن الذي خوله للتوقيع نيابة عن المؤسسات الشرعية ودون علمها؟
2 أشبع الباحثون والأخصائيون مشروع القناة الرابطة بين البحر الميت والبحر الحمر – قناة البحرين - بحثاً وتمحيصاً، ونُشرت التقارير التي تتحدث عن مضار ومخاطر هذا المشروع على البيئة، وخطورته السياسية التي تطرح التطبيع واقعاً مفروضا، ورغم أن المجلس التشريعي السابق، والمفترض أنه أعلى سلطة على الإطلاق، قرر في جلسته المنعقدة في مدينتي رام الله وغزة بتاريخ 05/07/2005، وبعد تقرير اللجنة السياسية المقدم من رئيسها غسان كنفاني، قرر عرض أي اتفاقية يجري التوصل إليها بخصوص مشروع قناة البحرين عليه قبل توقيعها باعتبارها سيادية وتمس مفاوضات الوضع النهائي(..)، رغم كل ذلك وفجأة أيضاً وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2006 وقعت اتفاقية بين “إسرائيل” والأردن والسلطة الفلسطينية وبنك النقد الدولي لرعاية بحث تمهيدي يفحص الآثار الاقتصادية والبيئية للمشروع، وجرت مراسم التوقيع داخل قاعة مغلقة في فندق فخم على الشاطئ الأردني للبحر الميتوسط تكتم وسرية شديدين من جانب الأطراف الثلاثة، وبدون دعوة وسائل الإعلام!
بغض النظر عن موقفنا من المشروع نقول من قرر ووافق ووقع هذا الاتفاق؟ ولماذا لم يناقش في التشريعي، ولماذا السرية في التوقيع؟ وهل قضية تمس مستقبل الأراضي الفلسطينية برمتها هي شأن شخصي خاص لا نعرف من يقوده ويديره؟
3 "الصفقة" الكارثية الأخيرة كانت صفقة غاز غزة، والتي أيضاً دبرت ووقعت بليل، وبشروط ما أنزل الله بها من سلطان، وبشكل كارثي حقيقي، حيث ذكرتوكالة معاً الإخبارية يوم 23/5/2007أن صحيفة التايمز نشرت الأربعاء ماقالت انه صفقة تاريخية تتعلق ببيع الغاز الفلسطيني المكتشف في شواطئ غزة إلى"اسرائيل"، وقد جاء في الخبر ان الصحيفة علمت ان مجموعة "بي جي" (المالك السابق لشركة الغاز البريطانية) قد توافق على شروطالصفقة التي وصفتها بالتاريخية والتي تقدر قيمتها بأربعة بلايين دولار امريكي، إلى هنا والخبر يحمل بشائر الخير، لكن لنراجع بعض الحقائق الخاصة بالصفقة:
• في خبر نشرته الهيئة العامة للاستعلامات المركز الصحفي - بتاريخ 3/7/2005م، أكد الوزير عزمي الشوا أن السلطة الفلسطينية قامت في عام 1999م بمنح شركة بريتش غاز البريطانية الامتياز لمدة 20 عاماً ، منوهاً أن عوائد مقدارها 60% ستكون من نصيب شركة بريتش غاز B.G ) )، و30% لشركة CCC ، و 10% لصندوق الاستثمار الفلسطيني ، مؤكداً أن هذا الغاز يعتبر من أحسن أنواع الغاز، خصوصاً وأن نسبة الميثان فيه 99.4 % و هو خالٍ من ملوثات الكبريت
• مصادر "إسرائيلية" و فلسطينية متطابقة سبق وأن أوضحت أن هناك مفاوضات مع الجانب "الإسرائيلي" لكي يشتري الغاز من الجانب الفلسطيني بمعدل 100 مليون دولار شهرياً تحصل السلطة منها على 10 مليون دولار على شكل مساعدات غير نقدية أما الباقي فيذهب حسب التوزيعة التالية 30 مليونا إلى شركة ( CCC ) و 60 مليون مليونا إلى شركة ( B.G ) و سيتم مد أنابيب الغاز تحت سطح البحر إلى مدينة المجدل لصالح الطرف "الإسرائيلي" و يبدأ تنفيذ الصفقة عام 2011م.
• شركة ( CCC ) وبحسب ذات المصادرهي اختصار للشركة المعروفة (شركة إتحاد المقاولين العالمية) والتي تأسست في لبنان ثم انتقلت إلى أثينا بسبب الحرب اللبنانية الأهلية 1977م و يرأس الشركة سعيد خوري وهو فلسطيني مسيحي من صفد من عائلة رمزي خوري المدير السابق لمكتب الرئيس ياسر عرفات و الرئيس الحالي للصندوق القومي الفلسطيني ، وحسيب الصايغ هو ابن المرحوم رشيد الصايغ الذي كان يرأس الصندوق القومي الفلسطيني سابقاً قبل أن يتولى أمره رئيس الوزراء السابق أبو علاء قريع، أما نائب مدير الشركة فهو وليد سلمان ( وليد سعد صايل) و هو نجل القائد الفلسطيني الشهيد/سعد صايل، وليد سلمان هو المدير التنفيذي للشركة في أراضي السلطة الفلسطينية والذي تمتلك شركته 40% من شركة توليد الكهرباء في غزة أيضاً.
لا يوجد اتفاق تنقيب عن الغاز أو النفط في العالم تحصل منه أي شركة استثمارية على أكثر من 50% من الأرباح فكيف حصلت شركة بريتش غاز على 60% ؟ مع العلم أن مصر قد وقعت مع نفس الشركة ( B.G ) على عقد استخراج الغاز بنسبة 50% للطرفين في المنطقة القريبة من قطاع غزة، وكيف حصلت شركة ( CCC ) على 30% وتحت أي ذريعة؟ ومن الذي قرر هذه الصفقة وبأي صفة وصلاحية؟
أمثلة على التلاعب بمقدرات الشعب، وحقائق تشير أن هناك من يتاجر بالشعب وأملاكه ومقدراته وثرواته ومستقبله، وأصابع خفية تعبث في الخفاء وبسرية تامة، في ظل عجز وتجاهل من قبل كل القوى الفلسطينية، وبوتيرة تصاعدية متصاعدة لا تبشر بخير.
هل تبقّى لبائعي فلسطين بقية للبيع؟ وهل يستيقظ الشعب وقواه قبل فوات الأوان؟ أم أن قدرنا أن تتحكم حثالة معدومة الأخلاق والضمير بكل ما يخصنا حتى الماء والهواء؟
المصدر الجزيرة نت
3
انتبهوا: رجل الأعمال الفلسطيني، ياسر محمود عباس
___________________________________________
شركة إماراتية تعتزم استثمار 500 مليون دولار في فلسطين
التاريخ : 20/3/2006 المصدر : دبي - رينا
قال رجل الأعمال الفلسطيني، ياسر محمود عباس أن شركة إماراتية يتم تشكيلها حاليا بالتعاون مع تحالف من المستثمرين الفلسطينيين المقيمين في دولة الإمارات تعتزم إطلاق مشاريع عقارية تصل تكلفتها الإجمالية إلى 500 مليون دولار في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف في حديث لقناة العقارية أن إطلاق هذه المشاريع سيتم خلال الأشهر القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن هذه الاستثمارات ستضخ في قطاعات المشاريع الإسكانية والسياحية وستتركز أكبرها في قطاع غزة والضفة الغربية.
وحول الزيارة الأخيرة لمحمد العبار رئيس مجلس شركة اعمار العقارية للأراضي الفلسطينية قال عباس إن زيارة العبار كانت استكشافية للفرص الاستثمارية ولم تسفر عن توقيع اي اتفاقات عمرانية مشيرا إلى ان الزيارة هي بداية للإعلان عن مشاريع مستقبلية
منقول عن:
شركة اتحاد المقاولين CCC
شركة انشأها منذ زمن طويل رجلى اعمال فلسطيني ولبناني ( سعيد خوري ولا اتذكر الاسم الاخر ) فى لبنان وامتد عملها فى المقاولات الكبيرة فى معظم انحاء الدول العربية خاصة السعودية والخليج وخاصة مشاريع البنى التحتية ( طرق ، مطارات، منشأت نفطية، محطات كهرباء وتحلية مياة ... الخ )
انتقل مركز الشركة اثناء الحرب اللبنانية الى اليونان وكان لها مركز رئيسي فى الامارات
كان للسلطة العرفاتية نفوذ كبير عليها ، وبالقطع كانت تستفيد بالحصول على مشاريع بالعلاقات مع كبار قادة فتح
لم يستغل هؤلاء القادة الشركة وخبراتها لاهداف تخدم الشعب الفلسطيني ، بل فى توظيف ابنائهم فى مواقع عليا فى الشركة ومنهم:
وليد ابن الشهيد سعد صايل (مهندس فى الشركة بالامارات، اصبح عضو مجلس وطني بعد استشهاد والدة، اصبح من كبار مسئولي الشركة واعلن انه "تبرع" ب 400 الف دولار لحملة ابومازن الانتخابية )
ياسر محمود عباس : ( إبن ال..... ) مهندس عمل فى الشركة منذ اوائل التسعينات، ولة الان اكثر من 35 شركة تلعب بالملايين فى فلسطين حيث يحتكر الكثير من الاعمال وفى الاردن والخليج خاصة قطر والامارات
اياد صلاح خلف مهندس ابن الشعهيد ابو اياد
ما خفى كان اعظم
الثلاثي محسن ابراهيم وسعيد خوري وباسل عقل
ترافقت على الطائرة من باريس الى بيروت مع المهندس هاني سلام. وكنت قد التقيته في باريس قبل شهرين. وكان انطباعي السابق ان الرجل يقطن في لندن حيث كنا نلتقيه طوال 20 عاما على الاقل. وبكل سذاجة سألت لبنانيا مهنته رجل اعمال ان كان «يسكن» في باريس! فقال مصححاً، انه منذ سنوات «يسكن» في لوس انجيلس وباريس محطته. قلت، اذن تمضي اكثر الوقت في لوس انجيلس؟ قال، مصححاً، لا. «البيت» هناك، اما اكثر الوقت ففي مانيلا. قلت، مانيلا هي المكتب او المقر اذن؟ قال، مصححا، لا. المقر في بيجينغ، لكن من الصعب العمل في الصين بسبب عائق اللغة، ولذلك جعلت لنفسي نصف اقامة في مانيلا، قلت، يعني شم النسيم في الفيلبين، قال، ابدا. لدينا هناك ايضاً شركة تعدين ومناجم، ويجب ان امضي وقتا في العاصمة الفيلبينية لأنهم في المرحلة الحالية يدرسون تشريعات جديدة لأعمال التعدين. قلت، ولندن، هل انهيت اعمالك فيها؟ قال، ابدا، هل هناك من يترك لندن؟ قلت وبيروت؟ قال لا. بيروت المدينة الأم، ولا بد من رؤية الاخوان بين وقت وآخر، كما انها كما دائماً بوابتنا الى الخليج. قلت ولك اعمال في الخليج ايضاً؟ قال من ليس له اعمال في الخليج؟
قررت ان اضع لأبي محمد خرزة زرقاء وان اكف عن الاسئلة وامضي الى النوم بقية الرحلة وتواعدنا في اليوم التالي على الغداء عند المحامي باسل عقل، المستشار الاقرب الى ابو مازن. وجاء الى الغداء المهندس سعيد خوري، رئيس اكبر شركة مقاولات في العالم العربي. وجاء كذلك الاستاذ محسن ابراهيم، العقل الذي حرك العمل اليساري اللبناني والتنسيق مع الثورة الفلسطينية طوال عقود. وحضر الزميل وليد شقير الكاتب السياسي في «الحياة».
على الغداء ارتاح الجميع وتحدث محسن ابراهيم. ابو خالد. واينما كانت المائدة، فاذا حضر محسن ابراهيم، فاقت متعة الاصغاء. وهكذا جلست ثروات العالم العربي تصغي الى الغذاء الفكري. وطالت الجلسة لكن كان لا بدَّ من ختام. وجاء وقت المفاكهة فكانت ايضاً عند محسن ابراهيم. وجاء وقت القهوة مع حبة الهيل فكان الهيل ايضاً ابو خالد. وقبل ان نخرج قال سعيد خوري لهاني سلام: هل جئت في طائرتك؟ فقال، لا. انها في الصيانة السنوية. فقال ابو توفيق: اذا اردت طائرتي اياك ان تتردد.
عند باب المبنى المطل على البحر، احضرت سيارات المدعوين، بدءا بالذين لا يتكلمون: مرسيدس سوداء. مرسيدس كحلية. مرسيدس بيضاء. وخرج وليد شقير على قدميه. ثم وصلت سيارة محسن ابراهيم: بيجو 406 بنية اللون عمرها عشرة اعوام. وقلت له هل لاحظت الفارق بين الذين ينجحون في العمل والذين يبرعون في الايديولوجيا؟ على الاقل غيَّر لون سيارتك!
عن الشرق الاوسط
ارشيف ووثائق اسرار الفاسدين واالصوص والعملاء
ابو عمار وسهى ترفض التعليق
بقلم: أسامة العيسة
أفادت صحيفة القدس العربي ان السلطات التونسية والاوساط المحيطة بمكتب الرئاسة الفلسطيني والدائرة السياسية في تونس فرضت طوقا من الكتمان على محاولات منهجية تقوم بها عدة اطراف للحصول ووضع اليد علي الارشيف الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهو ارشيف يضم حسب المعلومات المتسربة حول هذا الموضوع سلسلة من الوثائق والمراسلات والكتب والاسرار الشخصية والسياسية التي تكشف الكثير عن خبايا وكواليس الحياة الحافلة التي عاشها الرئيس الراحل.
ويتواجد الأرشيف الشخصي لعرفات الذي سلطت الأضواء مجددا علي أسرار وفاته مؤخرا في مقره الرسمي ومكتبه في العاصمة تونس، ويقول مقربون من حياة عرفات ان مكتب الرئيس الراحل في تونس الآن مغلق ولا يوجد فيه أي موظفين ويزخر بالكثير من المتعلقات الشخصية التابعة للرئيس عرفات خلال سنوات طويلة.
ويفترض ان يحتوي أرشيف عرفات الزاخر على كنوز المعلومات كما يقول ل القدس العربي مصدر مطلع علي بعض مراسلات الرجل وملاحظاته علي الكثير من الكتب الرسمية وعدة مخطوطات بخط يده ورسائل تلقاها من الزعماء العرب وزعماء العالم وكذلك علي أدواته المكتبية وبعض حاجياته وملابسه.
ومنذ توفي عرفات تم إغلاق المكتب الذي لا يزال قائما في العاصمة تونس حيث لا يزوره أي موظفين ولا يقيم فيه أي شخص، ويتردد ان زوجة عرفات سهي تراجعت عن إهتمام سابق لها بالإطلاع علي وثائق وأرشيف زوجها، بعد ان إعتبرت السلطات التونسية ان مكتب عرفات ومحتوياته ملك للشعب الفلسطيني وليس لأفراد عائلته.
ولا يزال مقر عرفات ومكتبه الشخصي مغلقا في إحدي ضواحي تونس ويتم التعامل معه بإحترام شديد من جانب الحكومة التونسية ويخضع المقر لحراسة تونسية وفلسطينية ثنائية ولا يسمح بدخوله إلا بإذن من مرجعية الدائرة السياسية في تونس التي تعتبر الأرشيف من ملكيات الشعب والمؤسسات الفلسطينية وليس الأفراد.
وفشلت عدة محاولات من عدة أطراف للحصول علي أرشيف عرفات ووثائقه لأغراض متعددة حيث حاول الرئيس محمود عباس عدة مرات الحصول علي الملفات دون فائدة كما حاول مدير مكتب عرفات السابق رمزي خوري خلال زيارة له لتونس الحصول علي الأرشيف ورفض السماح له بذلك من قبل قيادة حركة فتح في العاصمة التونسية.
ويتردد ان عضو اللجنة المركزية في حركة فتح أبو ماهر غنيم يحرص علي بقاء مكتب عرفات وأرشيفه الشخصي ووثائقه بعيدا عن متناول الأشخاص علي اساس ان الملكية مؤسسة هنا ويعود حق إستخدام الأرشيف والإطلاع عليه لمؤسسات منظمة التحرير.
كما حاول مركز دراسات فلسطيني التقدم للحصول علي أرشيف عرفات بغرض التوثيق وفشلت المحاولة كما تقدمت مؤسسة إنتاج فني بطلب مماثل علي اساس انها تعد لإنتاج فيلم سينمائي طويل وتوثيقي عن حياة عرفات ورفضت قيادة حركة فتح تسليم الأرشيف والوثائق لأي جهة أو مؤسسة.
وفي مكتب عرفات الرسمي المغلق تماما والمحروس بعناية في تونس عقدت عشرات الإجتماعات الهامة والسرية وتم التحاور بالعديد من الملفات الخطيرة، ويعتقد علي نطاق واسع ان الرئيس الراحل كان يكتب بعض الإنطباعات والملاحظات بخط اليد ويحتفظ بها في ملف خاص لم يطلع عليه حتي الآن أي شخص وهو ملف يتردد انه يشكل قيمة معلوماتية وإعلامية كبيرة لانه أشبه بسرد للذكريات الخاصة وتدوين للكثير من الأسرار والتحولات الهامة والغامضة.
وعرف عن عرفات عموما انه لا يحب الكتابة ولايميل إلي القراءة كثيرا لكنه كان يدون ملاحظات ويصدر تعليمات وتعميمات علي هوامش الكتب والمذكرات الرسمية التي تصله وتقول بعض المصادر ان أرشيف عرفات قد يتضمن نسخا مصورة عن الوصولات المالية والدفعات وأوامر الدفع التي كانت تصرف للكثير من الشخصيات القيادية في الماضي وحاليا.ويحاول باحثون في مدينة رام الله منذ خمسة أعوام الحصول علي أرشيف عرفات السياسي والشخصي وتوثيقه ضمن مشروع خاص لتأسيس مكتب معلومات وطني فلسطيني لكن مقربون من الراحل في حركة فتح والمنظمة يخشون من الإستخدام السلبي او السيء لوثائق زعيم هز العالم بجرة قلمه في حال الإفراج عنها والحصول عليها.
سهى عرفات اسئلة لا تنهتي
لم تكن الفتاة المراهقة سهى الطويل، ابنة الصحافية ريموندا الطويل، التي نشأت في مدينة رام الله، تعلم ماذا تخبئ لها الأقدار. ولم يكن من بين أحلام سهى، التي طالما وصفت من قبل معارفها ومعارف أمها بأنها ساذجة، أن تصبح يوما زوجة لأشهر أعزب فلسطيني، وربما في السياسة العربية ايضا، و الذي كان أعلن انه تزوج القضية الفلسطينية.
وبعد وفاة عرفات ظهرت سهى، في وسائل الإعلام، في مواضيع فيها الكثير من الإثارة، مثل الإعلان عن قيامها بفريضة الحج، وهي التي تحولت من المسيحية لتحمل ديانة زوجها الراحل، أو الحديث عن زواجها من بلحسن الطرابلسي، شقيق زوجة الرئيس التونسي. وها هي تعود إلى الإعلام مرة أخرى، بعد سحب الجنسية التونسية منها، التي حصلت عليها، عندما كانت المشاعر فياضة نتيجة رحيل عرفات، وإبداء الرئيس التونسي استعداده لرعاية سهى وابنتها.وإذا كان المثل العربي الذي يتحدث عن أن سر الفتاة مع أمها، لا ينطبق كثيرا، إلا انه في حالة سهى، يبدو كأنه وضع لاجلها.
وبعكس شخصية سهى الساذجة والضعيفة، برزت والدتها بشخصيتها القوية، وقدرتها الفائقة على التعامل مع الكبار والصغار، ومسلحة بقدر من الجمال، رشحها لحمل لقب في الجمال، قبل أن تتوالى النكبات على الشعب الفلسطيني.وكانت ريموندا الطويل افتتحت، مكتبا لتقديم الخدمات الصحافية في شارع صلاح الدين في القدس، سرعان، ما اصبح يتلقى دعما منتظما من منظمة التحرير.وسرعان ما حسبت ريموندا الطويل، على التيار المعتدل في منظمة التحرير، وتمكنت من خلال مواهبها في كسب المعارف من نسج علاقات مهمة مع رموز في حركة فتح ومنظمة التحرير.
وزوجت إحدى بناتها لإبراهيم الصوص، ممثل منظمة التحرير السابق في باريس، الذي استقال، وسط معلومات غير مؤكدة للتفرغ لادارة أملاك العائلة.وفي حين كانت ريموندا الطويل، تعزز مكانتها، لدى منظمة التحرير ورئيسها ياسر عرفات، كانت عرضة لانتقادات نشطاء الفصائل اليسارية الراديكالية في القدس، باعتبارها إحدى رموز الفساد، وذهب أحد الشعراء الذي يصف نفسه ب"صعلوك القدس القديمة" إلى كتابة هجاء حاد بها، وبرموز المنظمة الذين يدعمونها.
وفي ظروف الانتفاضة الأولى، انتقلت ريموندا إلى واشنطن، حيث افتتحت مكتبا للخدمات الصحافية، مول من منظمة التحرير، وتركت مكتبها في القدس تحت إدارة شخص آخر.واعطى وجودها في الخارج، فرصة اكثر لها للتحرك، ونسج العلاقات، وهو ما مكنها من توظيف ابنتها سهى في مكتب ياسر عرفات في العاصمة التونسية.
ولا أحد يعرف بالضبط طبيعة العلاقة التي ربطت عرفات بسهى، وجعلته يتنازل عن عزوبيته، ليتزوجها، إلا أن المتابعين يرشحون بأنه كان لوالدتها دور في ذلك.وفي حين أراد عرفات، لاسباب غير معروفة، أن يبقي الأمر سريا، فوجئ مثل ما حدث مع الفلسطينيين، وباقي الرأي العام في العالم، بإذاعة إسرائيل، وهي تنشر خبر الزواج.ولم يكن لدى المتحدثين باسم عرفات وحركة فتح ومنظمة التحرير، ما يردون فيه على استفسارات الصحافيين، بعد نشر الخبر من إسرائيل، واخذت البعض العزة بالإثم، ليعتبر ما بثته إذاعة إسرائيل أكاذيب وجزءا من الحرب النفسية التي تستهدف عرفات.
ولكن صمت عرفات، وعدم نفيه بشكل رسمي لزواجه من سهى، اكسب الأمر مصداقية، دون أن ينهي أسئلة تطرح حتى الان حول الأسباب التي دعت عرفات للزواج من سهى، او من هو صاحب المصلحة في اعلان الزواج الذي اراده عرفات سريا، وتسريب الخبر الى الاذاعة الاسرائيلية، عبر اصدقاء ومعارف من الصحافيين الاسرائيليين؟.وكل الأسئلة كانت تنتهي بان السر، إذا كان هناك سر فسيكون لدى أمها، التي عادت بعد اتفاق أوسلو إلى الأراضي الفلسطينية، وهذه المرة كحماة للحاكم المتفرد في أجهزة الحكم الذاتي المحدود ياسر عرفات.
ورغم أن سهى التي أصبحت السيدة الأولى في السلطة الفلسطينية، لم يظهر لها نشاط سياسي مميز أو استثنائي، أو حتى في العمل العام، إلا أن ذلك لم يمنع من الزج باسمها في بعض قضايا الفساد التي كانت تنشرها الصحف الإسرائيلية والعالمية، مثل علاقتها المفترضة مع شركة البحر التي كانت تتاجر في كل شيء.
أما والدتها ريموندا، فبعد عودتها، أعادت إصدار مجلة العودة التي كانت تصدر عن مكتبها، وتلقت مخصصات من عرفات لهذه الغاية، وكانت تكتب مقالا افتتاحيا، يحتاج إلى إعادة صياغة وتنقيح من صحافي فلسطيني مخضرم، ودع الحياة قبل اشهر، كانت تستفزه كثرة الأخطاء التي تقع فيها ريموندا الطويل، التي لا تجيد الكتابة، بمثل إجادتها لفنون العلاقات العامة.
وحدث أن وقع خلاف كبير بين ريموندا وياسر عرفات، لا يعرف سببه تحديدا، وان كانت حاولت ريموندا الإشاعة بأنه نتج من تصريحات لها أدلت بها للصحافة العالمية ضد الفساد والفاسدين في السلطة الفلسطينية، ولامر ما لم يكن أي أحد مستعدا ليصدق ذلك.وعاشت ريموندا ظروفا صعبا، كانت فيها سهى قد غادرت غزة، إلى باريس، بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، تحف بها المعلومات الصحافية الأجنبية التي تحدثت عن تحويلات بملايين الدولارات من السلطة الفلسطينية لحساب خاص بها في باريس.وتمكنت ريموندا من مصالحة عرفات، بعد فترة من الجدب والقطيعة، ووفقا لمعلومات توفرت لايلاف، فان رجل الأعمال الفلسطيني حسيب صباغ لعب دورا مهما في ذلك، وتمكن من إقناع عرفات باستقبال ريموندا على مائدة الإفطار في أحد اشهر رمضان.
وخرجت ريموندا رابحة منذ هذا الصلح، حيث حول لها عرفات أموالا، لإصدار صحيفة أسبوعية باسم (فلسطين) لم يكن حظها مثل مجلة (العودة) من حيث عدد القراء، هذا إذا كان هناك قراء لها أصلا.ومارست ريموندا عملها في مشروعها الجديد من مكتب فخم في عمارة حديثة وسط رام الله، واستعانت بالطاقم الذي عمل معها سابقا.
ولكن الأمور لم تسر كما يجب، حيث لم يكن التزام عرفات، بمنح الأموال كاملا، ولم يكن يمنح الأموال لها بالسهولة المتوقعة، حتى انتهى الموضوع بوفاة عرفات في باريس، وبروز دور يعتبره البعض غامضا لسهى، وهو ما أشار إليه طبيب عرفات الخاص اشرف الكردي الذي تحدث بصراحة بان سهى الطويل، رفضت سفره إلى باريس للاطلاع على الملف الطبي لرئيس السلطة الفلسطينية الذي يقول كثير من الفلسطينيين إنه مات متسمما.
وأظهرت سهى وهي بجانب عرفات في أيامه الأخيرة أداء إعلاميا، مستفزا للرأي العام الفلسطيني، إلى درجة أن المتظاهرين خرجوا في مدينة رام الله يهتفون ضدها ويعايرونها بترك فلسطين والإقامة في باريس خوفا على حياتها وحياة ابنتها.وتوترت العلاقة بين سهى ورفاق عرفات، وعندما عاد عرفات إلى رام الله ميتا، رافقته سهى إلى القاهرة، ولم تكمل الطريق إلى رام الله خشية من التعرض لها.
أما والدتها، التي أمت سرادق العزاء بعرفات، فحضرت برفقة بعض من عملوا معها سابقا وكان لها دور في ارتقائهم المناصب في السلطة الفلسطينية، وكانت تنزوي في ركن، مثل باقي المعزين.وإذا كان يمكن معرفة لماذا منحت الجنسية التونسية، فهل سيعرف قريبا لماذا سحبت منها؟
من جهتها رفضت سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات التعليق على قرار تونس سحب جنسيتها معتبرة أن "هناك قضايا كثيرة مهمة وجدية تستحق التعليق عليها أكثر" من السحب المفاجئ للجنسية التونسية.
وقالت عرفات لصحيفة الحياة إن "ما يشغل بالي اليوم هو الأوضاع الصعبة جداً التي يعيشها شعبنا من قهر وظلم الاحتلال الإسرائيلي، الى جانب التشرذم والاقتتال والأوضاع المعيشية الصعبة. واسمحوا لي من هذا المنطلق رفض التعليق على هذا الموضوع (سحب الجنسية) جملة وتفصيلاً".
وردت صحيفة الحياة قرار سحب الجنسية وفق مصادر مطلعة الى خلاف نشب بين سهى عرفات وليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي حول مشروع إنشاء مدرسة. والمعروف أن صداقة متينة ربطت السيدتين منذ أيام إقامة الرئيس الفلسطيني الراحل في تونس التي عادت إليها عرفات مجدداً بعدما نقل الرئيس الفلسطيني الراحل مقر إقامته من غزة إلى رام الله. وأكدت هذه المصادر أن السيدة عرفات قد تختار الإقامة في مالطا إلى جانب شقيقها، نظراً إلى وجود مدارس تستطيع ابنتها الوحيدة زهوة (12 عاماً) متابعة دراستها فيها.
في الخميس 16 أغسطس-آب 2007 02:56:32
كشف عن منظومة شركات الأدوية لرجالات السلطة
Al_Jeneral04-05-2008,
تحدث مصدر فلسطيني رفيع المستوى لشبكة فلسطين الآن، عن حجم وطبيعة منظومة
شركات الأدوية الفاسدة التي تتسبب بقتل عدد من المواطنين المرضى في المستشفيات الحكومية في الضفة الغربية المحتلة ، وهذا ما أكدته التقارير الرسمية التي صدرت عن المستشفيات الحكومة.وكشف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه بشيء من التفصيل عن هذه الصفقات
وعن أبطالها، وهم من كبار قيادات المقاطعة ورجالاتها الفاسدين، الذين لم يكتفوا بسرقةأموال الشعب بل تجاوزا كل الخطوط الحمر، وقاموا بتسميم مرضى الشعب الفلسطيني، بصفقات الأدوية الفاسدة.
وقال المصدر: "سنبدأ من البداية .. من إتفاق أوسلو, عندما عاد الأشاوس حراس أوسلو
من الخارج و بدأوا بتأسيس مؤسسات بأموال السلطة في قطاع غزة .. وربما سمعتم ب (مجموعة شركات البحر) التي أسسها أزلام السلطة بعد أوسلو و تفرع عنها مجموعة من الشركات مثل شركة الكرمل و شركة الشفاء للأدوية و عدة شركات أخرى، ناهيك عن عشرات الشركات لأبناء أزلام السلطة مثل شركة نجل الطريفي.
أسماء العصابة
وكشف المصدر عن أسماء الأشخاص الذين يقفون خلف هذه الشركات وهم كثر, من
أبرزهم المجرم الطيب عبد الرحيم, وأبو حسين أبو الندى,و رمزي خوري, وخالد سلام, وركن الأسدي، معقبا بالقول على أسماء المجرمين: " وهناك الكثير من مسؤولين السلطة حيث أن الطبخة كبيرة جداً و تستوعب الكثير".
وقال: "شركة الشفاء للأدوية التي كانت تشتري الأدوية المصرية المتبرع بها للشعب
الفلسطيني و تبيعها بأسعار السوق في غزة و الضفة وكانت تستورد الأدوية المقلدة من الهند و الصين وأي دواء رخيص لا أحد يعلم من أين مصدره, و من ثم يتم تهريب هذه الأدوية عبر الحدود المصرية ضمن شاحنات مساعدات تابعة للسلطة, و بالتنسيق مع الإسرائيليين الذي كان يتم بواسطة ركن الأسدي الذي عنده علاقات مميزة معهم و يعرف من أين تؤكل الكتف من أجل أن يسهل دخول الأدوية بالتهريب و بدون دفع جمارك أو ضرائب".أدوية لا تخضع لفحوص طبيةوأكد المصدر على لسان أحد المسئولين الكبار في المستشفيات الحكومية: "جميع أدوية شركة الشفاء لم تخضع لأي فحوصات مخبرية أو للفحص الطبي من أجل أن يتم تسجيلها رسمياً حتى يسمح ببيعها في الأسواق و دخول المناقصات, و لكن كان يتم تسجيلها بالجملة عن طريق طرح الملف أمام أبو عمار و إقناعه بأن تسهيل تسجيل هذه الأدوية سيحسن العلاقات مع مصر و مع الهند, وبدوره كرئيس كان يأمر وزير الصحة في الحكومة بتسجيل الادوية, فكان يتم تسجيل مئة دواء مرة واحدة بالرغم من أن الوضع الطبيعي لأي دواء من أجل أن يتم تسجيله في وزارة الصحة و السماح ببيعه في الأسواق يحتاج ما يقارب السنة من الإجراءات و الفحوصات من أجل إتمام تسجيله".وأضاف: "لاحقاً تم حل شركة الشفاء و استئناف نشاطاتها باسم شركة الجلاء للأدوية مرخصة بإسم أحد الأفراد من عائلة (أ ،ح), و استمرت هذه الشركة بنفس النشاطات و لديها
وكالة شركة هندية تسمى CIPLA متخصصة في نسخ الأدوية المشهورة بغض النظر عن الفاعلية, ففي مناقصات وزارة الصحة تدخل الشركة بأسعار أقل بكثير من الأدوية الأصلية (فمثلاً إذا كان سعر دواء لعلاج السرطان $2000 فيكون سعر دواء الشركة $1200 بالرغم من أن كلفة أصناف CIPLA على الشركة رخيص للغاية ما يقارب $120 , فكانت دائماً ترسو الأصناف على هذه الشركة و كانت تحقق أرباح مهولة يتم توزيعها على أزلام السلطة الذين يقفون خلف هذه الشركة".
شكاوي مستمرة
وتابع بحرقة قلب على ما يعرفه من فساد هؤلاء المجرمين: "الطامة الكبرى أن هناك شكاوى مستمرة من العيادات الطبية في وزارة الصحة بخصوص أصناف CIPLA حيث أنها لا تحقق نتائج, فكانت هناك حالات فشل في زراعة الكلى بسبب أدوية CIPLA المستخدمة بعد الزراعة من أجل تحفيز الجسم على قبول العضو المزروع و التي لم يكن لها فاعلية، وذلك بالإضافة إلى أدوية السرطان التي كان يتعجب الأطباء من عدم وجود أعراض جانبية لبعض أصناف هذه الشركة (مثل سقوط الشعر و الحواجب ) و هذه الأعراض تحدث بسبب أدوية علاج السرطان, و لكن مع إستخدام الأدوية المقلدة من هذه الشركة لم تكن هناك أعراض جانبية و هذا شيء
مستحيل, مما يعني أن هذه الأدوية لا تحتوي على المادة الفعالة من الأساس".
وأردف قائلا: "طوال هذه السنوات وأزلام عصابة أوسلو يحققون أموال طائلة على حساب صحة هذا الشعب, فقيمة المناقصة الواحدة لشراء الأدوية لوزارة الصحة تتجاوز الخمسين مليون شيكل سنوياً".
لا بد من حصة في الكعكة
وعن سبب فضح هذه الصفقات، هو الأدوية المهربة التي عثر عليها الأمن الوقائي في الضفة, حيث أن الشركة المذكورة قامت بإحضار الأدوية الهندية وأدخلتها عبر رفح عندما فتحت الحدود مع قافلات المساعدات الطبية, و من ثم تم إيصال هذه الأدوية إلى الضفة الغربية وتخزينها في منطقة الرام من أجل تسليمها إلى وزارة الصحة ضمن مناقصة سابقة ( كيف إستطاع الأشاوس إخراج الأدوية من غزة إلى الضفة ؟؟؟؟ ) إلا أن مسئول الصحة في اقطاعية فياض (فتحي أبو مغلي) رفض إستلام هذه الأدوية لأنها متأخرة عن موعد توريد المناقصة . وأوضح المصدر قائلا: "وهنا جاء دور الأمن الوقائي في الضفة الذي لم يكن له حصة من اللعبة, فقام بمداهمة مخزن الأدوية في منطقة الرام و مصادرة الأدوية المهربة من أجل
تحقيق أي إنجاز أمني في الضفة و الضغط على اللاعبين الكبار من أجل إعطاؤهم حصة من الكعكة، و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن, حيث أن الموضوع بدأ يتوسع ليشمل أسماء شخصيات كبار في التحقيقات بهذه الأدوية, مثل عنان المصري وكيل وزارة الصحة في الضفة الغربية الذي تم إستدعاؤه للتحقيق في الوقائي وحجزه لعدة ساعات و لاحقاً الإفراج عنه بسبب ضغوط عائلة المصري و بالإضافة إلى عماد طراوية مدير عام وزارة الصحة في غزة و الذي استلم قبل عدة أيام الملف الإداري و المالي لقطاع غزة (هو موجود مع الهاربين في رام الله) حيث أنه كان يقوم بتسهيل أعمال الشركة مقابل عمولات ورشاوي, وذلك بالإضافة إلى ركن الأسدي الذي لديه علاقات خاصة مع الإسرائليين و رمزي خوري مدير مكتب ياسر عرفات و خالد سلام مسؤول إستثمارات
السلطة و الطيب عبد الرحيم كبير الكهنة".
ووجه المصدر تساءلا لعصابة المقاطعة: "هل من أجل شراء القصور وركوب السيارات الفارهة والسفر إلى أوروبا للتسوق يجب أن تقتلوا أبناء شعبنا بسمومكم, ألم يكفيكم ما سرقتموه من أموال شعبنا ؟؟وعقب بالقول: "البر لا يبلى و الذنب لا يُنسى و الديان لا يموت، إعمل كما شئت كما تدين تُدان... وإن غداً لناظره قريب".
الوثائق المرفقة هي تقارير عن مشاكل الأدوية الهندية في المستشفيات الحكومية
اقتسام لتركة عرفات قبل مماتهأحمد آغا ورمزي خوري وآخرون
* كتب زهير جبر
عرب تايمز
قبل أسابيع، بدأ رمزي خوري، مدير مكتب عرفات، زيارة الى تونس، هدفها الالتقاء بأحمد آغا، أحد أكثر اللصوص حظاً، بحكم أنه مجهول الإسم والهوية والأفعال، لدى الفلسطينيين من عامة الناس. فالمذكور، ورمزي خوري، يتشاركان في التوقيع على عدة حسابات مصرفية، بعشرات ملايين الدولارات، كان من المفترض أن تكون أموالاً استثمارية يعود نفعها على الشعب الفلسطيني. وكان الإثنان قد نجحا في تصفية أوضاع شركاء لهما، أراد ياسر عرفات إشراكهم في إدارة بعض الأموال. بل تسببا في تخريب بيت عدد من هؤلاء، من بينهم المواطن المصري سعيد، نجل رشيدة مهران، عشيقة عرفات السرية، التي سبقت سهى، قبل وضعه تحت الأمر الواقع، وتزويجه بها.
"عرب تايمز" تلقت من مكتب عرفات، أرقام الحسابات السرية، التي تخضع لتوقيع رمزي خوري وأحمد آغا. وتعرف "عرب تايمز" أن أحمد آغا، يقيم إحدى المدن الفرنسية، واشترى بيوتاً باهظة الثمن، في اليونان وقبرص وتونس ولبنان، وأنه تسبب في مشكلة ديبلوماسية، بين فلسطين وتونس، عندما حاول إدخال ثلاثين سجادة عجمية ثمينة، لفرش بيته، فاغتاظ الموظفون التونسيون، لأن الشعب الفلسطيني يموت ويعاني من الفاقة، بينما يسعى شخص مسجل لدى الدوائر الأمنية بأنه مستشار للرئيس الفلسطيني، الى إدخال كمية مهولة من السجاد، فغمزوا وزارة الصناعات التقليدية، لتعترض على إدخال البضاعة، الأمر الذي أدى الى اندفاع السفير الفلسطيني في تونس، الى الكذب الأبيض، فأرسل الى عرفات يبلغه أن الإخوة التونسيين، يرغبون في مغادرة أحمد آغا بلادهم، ولما استفسر مكتب عرفات، عن طريق شريك أحمد آغا، وهو رمزي خوري، عن الموضوع، من التونسيين مباشرة، نفى التونسيون أنهم يطلبون مغادرة آغا، فغضب عرفات أو أغضبوه، من السفير، وأمره بالمكوث في منزله، لحين البت في أمره، ولن تنته القصة، إلا بتدخل السياسي اللبناني محسن إبراهيم، صديق عرفات القديم، الذي تشفع للسفير!
أحمد آغا، ينفق شهرياً، على حياته الأسطورية وعائلته، وسفرياته وسفريات عائلته المتكررة، نحو خمسين ألف دولار. وربما لا يصدق الفلسطينيون، أن هذا اللص نقل عائلته بالطائرة، على الدرجة الأولى، من تونس الى فرنسا، بحجة مراجعة إحدى بناته لطبيب الأسنان.
رمزي خوري، انضم لأحمد آغا، لإنجاز القسمة بينهما، لأموال عائدات المضاربة عبر شركات أقاموها بأسمائهم، والمسروق من عائدات الهيئة العامة للتبغ، التي يترأسها آغا رسمياً، والتي تمتص عافية الشعب الفلسطيني بضرائب تبلغ 500%.
ملف أحمد آغا، اللص المجهول، سميك لدى "عرب تايمز" ويمكن أن نلخصه لاحقاً وننشر أرقام الحسابات في المصارف الفرنسية والسويسرية. وعندما وصل رمزي خوري الى تونس، لملاقاة أحمد آغا، واصطحابه الى أوروبا، طارت من رام الله الى أحد الحسابات، أموال أخرى، لضمها الى الحسبة!
سنتعرض لاحقاً، لملف السرقات التي يقوم بها المحيطون بعرفات، وسنكشف سر المؤامرة التي تعرض لها محمد الداية، مرافق عرفات السابق، الذي تعرض لمحاولة قتل في منصف شهر رمضان، على أرضية ثرثراته بحق يوسف عبد الله، كبير مرافقي عرفات الذي كان قد سرب خبرا عن اعتقال محمد الداية بتهمة التجسس وهو الخبر الذي نشرته عرب تايمز وتبين انه مختلق وان وراءه يوسف عبدالله، إذ لم تنفع مع محمد الداية، محاولات تشويهه، واختلاق القصص عنه، لجعله جاسوساً، وهو ابن مرافق قديم لعرفات، استشهد في الغارة على تونس.
إن "عرب تايمز" تتوخى مصلحة الشعب الفلسطيني، وستسهم في كشف الحقائق التي تساعد على استعادة أموال الشعب الفلسطيني، من هؤلاء اللصوص، في الوقت المناسب، وتحتفظ الآن، بالتفاصيل وبأرقام الحسابات، وهي اشد إصراراً على خدمة الشعب المناضل الصابر في وطنه
القدس العربي : محاولات فاشلة من عدة جهات للسيطرة علي الأرشيف الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
رام الله - الكوفية برس
فرضت الاوساط المحيطة بمكتب الرئاسة الفلسطيني والدائرة السياسية في تونس طوقا من الكتمان علي محاولات منهجية تقوم بها عدة اطراف للحصول ووضع اليد علي الارشيف الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهو ارشيف يضم حسب المعلومات المتسربة حول هذا الموضوع سلسلة من الوثائق والمراسلات والكتب والاسرار الشخصية والسياسية التي تكشف الكثير عن خبايا وكواليس الحياة الحافلة التي عاشها الرئيس الراحل.
ويتواجد الأرشيف الشخصي للراحل الذي سلطت الأضواء مجددا علي أسرار وفاته مؤخرا في مقره الرسمي ومكتبه في العاصمة تونس، ويقول مقربون من حياة عرفات ان مكتب الرئيس الراحل في تونس الآن مغلق ولا يوجد فيه أي موظفين ويزخر بالكثير من المتعلقات الشخصية التابعة للرئيس عرفات خلال سنوات طويلة.
ويفترض ان يحتوي أرشيف عرفات الزاخر بكنوز المعلومات كما يقول ل القدس العربي مصدر مطلع علي بعض مراسلات الرجل وملاحظاته علي الكثير من الكتب الرسمية وعدة مخطوطات بخط يده ورسائل تلقاها من الزعماء العرب وزعماء العالم وكذلك علي أدواته المكتبية وبعض حاجياته وملابسه.
ومنذ توفي عرفات تم إغلاق المكتب الذي لا زال قائما في العاصمة تونس حيث لا يزوره أي موظفين ولا يقيم فيه أي شخص، ويتردد ان زوجة عرفات السيدة سهي تراجعت عن إهتمام سابق لها بالإطلاع علي وثائق وأرشيف زوجها، بعد ان إعتبرت السلطات التونسية ان مكتب عرفات ومحتوياته ملك للشعب الفلسطيني وليس لأفراد عائلته.
ولا زال مقر عرفات ومكتبه الشخصي مغلقا في إحدي ضواحي تونس ويتم التعامل معه بإحترام شديد من جانب الحكومة التونسية ويخضع المقر لحراسة تونسية وفلسطينية ثنائية ولا يسمح بدخوله إلا بإذن من مرجعية الدائرة السياسية في تونس التي تعتبر الأرشيف من ملكيات الشعب والمؤسسات الفلسطينية وليس الأفراد.
وفشلت عدة محاولات من عدة أطراف للحصول علي أرشيف عرفات ووثائقه لأغراض متعددة حيث حاول الرئيس محمود عباس عدة مرات الحصول علي الملفات دون فائدة كما حاول مدير مكتب عرفات السابق رمزي خوري خلال زيارة له لتونس الحصول علي الأرشيف ورفض السماح له بذلك من قبل قيادة حركة فتح في العاصمة التونسية.
ويتردد ان عضو اللجنة المركزية في حركة فتح أبو ماهر غنيم يحرص علي بقاء مكتب عرفات وأرشيفه الشخصي ووثائقه بعيدا عن متناول الأشخاص علي اساس ان الملكية مؤسسة هنا ويعود حق إستخدام الأرشيف والإطلاع عليه لمؤسسات منظمة التحرير.
كما حاول مركز دراسات فلسطيني التقدم للحصول علي أرشيف عرفات بغرض التوثيق وفشلت المحاولة كما تقدمت مؤسسة إنتاج فني بطلب مماثل علي اساس انها تعد لإنتاج فيلم سينمائي طويل وتوثيقي عن حياة عرفات ورفضت قيادة حركة فتح تسليم الأرشيف والوثائق لأي جهة أو مؤسسة.
وفي مكتب عرفات الرسمي المغلق تماما والمحروس بعناية في تونس عقدت عشرات الإجتماعات الهامة والسرية وتم التحاور بالعديد من الملفات الخطيرة، ويعتقد علي نطاق واسع ان الرئيس الراحل كان يكتب بعض الإنطباعات والملاحظات بخط اليد ويحتفظ بها في ملف خاص لم يطلع عليه حتي الآن أي شخص وهو ملف يتردد انه يشكل قيمة معلوماتية وإعلامية كبيرة لانه أشبه بسرد للذكريات الخاصة وتدوين للكثير من الأسرار والتحولات الهامة والغامضة.
وعرف عن عرفات عموما انه لا يحب الكتابة ولايميل إلي القراءة كثيرا لكنه كان يدون ملاحظات ويصدر تعليمات وتعميمات علي هوامش الكتب والمذكرات الرسمية التي تصله وتقول بعض المصادر ان أرشيف عرفات قد يتضمن نسخا مصورة عن الوصولات المالية والدفعات وأوامر الدفع التي كانت تصرف للكثير من الشخصيات القيادية في الماضي وحاليا.
ويحاول باحثون في مدينة رام الله منذ خمسة أعوام الحصول علي أرشيف عرفات السياسي والشخصي وتوثيقه ضمن مشروع خاص لتأسيس مكتب معلومات وطني فلسطيني لكن مقربون من الراحل في حركة فتح والمنظمة يخشون من الإستخدام السلبي او السيء للوثائق العرفاتية في حال الإفراج عنها والحصول عليها.
ويترافق الإهتمام بأرشيف عرفات في مقره الخالي من البشر في تونس مع عودة الجدل حول أسرار وفاته المفاجئة في مدينة باريس قبل سنوات حيث ابلغ الأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمه القدس العربي بان عرفات مات مسموما فيما صرح طبيبه الخاص الأردني اشرف الكردي بانه قبل وفاته حقن بفيروس الأيدز كما صدر مؤخرا كتاب يحاول رواية القصة الكاملة لاغتيال عرفات
عالم عرفات.. السري اين دفاتر ابو عمار
الشرق الأوسط
غزة: منير أبو رزق
في دفاتر صغيرة، احتفظ ياسر عرفات بأدق أسراره ويومياته، لم يجرؤ أحد، حتى بعد وفاته في ظروف ما زالت غامضة، على فتح تلك الدفاتر، أو مجرد فتح الصناديق التي تحفظها في مكان لا يعرف معظم أعضاء القيادة الفلسطينية، حتى أولئك المقربون من الزعيم الراحل، أين هي، ولا من المسؤول عن حمايتها، أو ماهية المعلومات التي خطها ياسر عرفات بقلمه،
أنهم يتفقون جميعًا على أهمية هذه الدفاتر وخطورتها، خاصة أن الزعيم الراحل دأب، ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، على تسجيل أدق المعلومات وأخطرها في دفتر صغير يحتفظ به داخل جيوب بدلته العسكرية، التي حرص على ارتدائها طوال أكثر من خمسين عامًا من قيادته للثورة الفلسطينية. لم يفارق أبو عمار دفتره الصغير أينما حطت قدماه، وكان يحتفظ بدفاتره هذه بعد امتلائها في صناديق ومظاريف خاصة داخل مكتبه، من دون أن يسمح لأحد بالاطلاع عليها.
احتفظ ياسر عرفات بأدق أسراره ويومياته، في دفاتر صغيرة
يقظة عرفات الدائمة، وحرصه الأمني غير المسبوق، كانا يدفعانه دائما، حسب كل من عملوا معه، إلى الاحتفاظ بأوراق خاصة كثيرة في الجيوب الأربعة لبدلته العسكرية الخضراء، إضافة إلى الدفتر الصغير، بحيث كانت جيوبه على حد وصف مصوره الخاص حسين حسين أشبه بمكتبة متجولة تقبع فيها أسرار ووثائق يحتاج إليها عرفات في اجتماعاته وجولاته، إلى جانب قصاصات صحف، ويقول حسين: "إن أبو عمار كان عادة ما يبرز من جيوبه بعض تلك الأوراق والقصاصات خلال لقاءاته مع زعماء وقادة الدول، كي يبرهن على كلامه". مشيرًا إلى أن من بين ما أبرزه من جيبه للرئيس الاميركي بيل كلينتون، خلال مفاوضات كامب ديفيد الثانية، كانت قصاصة من صحيفة إسرائيلية تكشف أن نصف القادمين الجدد إلى إسرائيل ليسوا بيهود.
ولا يعرف حسين أو غيره ممن عملوا إلى جانب الرئيس الراحل، ماذا كان يكتب الرئيس عرفات في دفتره الخاص، ويقول: "ما أعرفه هو أن أبو عمار اعتاد على تسجيل بعض ملاحظاته الخاصة في كل اجتماع للتنفيذية والمركزية، أو مع رئيس آخر، وعندما كان يمتلئ الدفتر بعد أيام أو أسابيع، كان يضعه في صندوق خاص داخل مكتبه"، وهو ما تؤكده انتصار الوزير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نافية هي الأخرى مثل كثيرين في القيادة الفلسطينية علمها بمصير تلك الدفاتر، أو محتواها بعد وفاته، مشيرة إلى أن لجنة خاصة شكلت بعد وفاة أبو عمار لفحصها، ورجحت الوزير أن تحتوى تلك الأوراق على ملاحظات كان أبو عمار بحاجة إلى عدم نسيانها، كقرارات للجنة المركزية والتنفيذية، ومعلومات خاصة لا يريد أن يطلع عليها أحد، مدللة على ذلك بعودة الرئيس الراحل إلى دفتره مرات عديدة خلال الاجتماعات، لتذكير عضو في القيادة الفلسطينية، أو ضيف اجنبي أو عربي بقرار أو اتفاق في اجتماع سابق، وهي طريقة طالما لجأ إليها الرئيس عرفات مع محدثيه بمن فيهم رؤساء دول أو أعضاء في القيادة.
وأشارت انتصار الوزير إلى أن دفترا مماثلا كان يحتفظ به زوجها خليل الوزير "أبو جهاد"، واكتشفت بعد اغتياله أن الدفتر يحتوي على ملاحظات متعددة؛ منها ما هو شخصي، ومنها ما هو أمني لا يستطيع فك طلاسمه إلا كاتبه، وتتفق بذلك أيضًا مع المحلل السياسي طلال عوكل، الذي قال "إن أحدًا لا يعرف بالضبط كم عدد النوتات التي ملأها عرفات، ولا أظن زعيمًا أو رئيسًا ترك أوراقا بخط يده أو موقعة باسمه، توازي ما تركه عرفات، وهي شاملة في كافة الاختصاصات والتفاصيل، ومنها ما هو أمني وخطير، ومنها ما هو سياسي، ومنها ما يطول أشخاصًا آخرين من القيادة وخارجها".
كما يشكك عوكل في قدرة أية لجنة تشكل على عجل، على فحص تلك الأوراق والدفاتر وتحليلها، وقال: "إن أية لجنة ستحتاج إلى عدد ليس قليل من الكفاءات المتفرغة، ومن أدوات ووسائل العمل، وستحتاج إلى فترة طويلة للبحث والتنقيب في جمع تراثه، وهو كثير".
الدفاتر تحتوى على معلومات سرية
ويؤكد أحمد عبد الرحمن أمين عام مجلس الوزراء السابق، وأحد أبرز المقربين للرئيس الراحل بقوله: "إن أبو عمار لم يكتب أية مذكرات؛ لأنه كان يقود ثورة يمكن أن تؤدي تلك المذكرات إلى كشف أسرارها التي يصعب عليه كقائد كشفها، ولكنه كان طوال حياته يدون يوميًا ما يحدث في دفتر صغير يحتفظ به في جيبه؛ لأنه يحتوى على معلومات سرية". ويصف عبد الرحمن مجموع هذه الدفاتر الصغيرة الحجم بأنها تاريخ ثورة الشعب الفلسطيني، ويقول: "إن أبو عمار كان دقيقا جدًا في تسجيل كل الملاحظات المهمة في دفتره على مدى عقود، بدءًا من ملخص اجتماعاته مع القيادة، أو الرؤساء العرب والأجانب، وانتهاء بأسماء الحضور، وملاحظاته، وتاريخ الاجتماع، ومكانه، وعندما كنا نسأله منذ حصار بيروت عن هذا الحرص العجيب على تدوين كل شيء في دفتره الصغير كان يقول: "هادا تاريخ شعبنا ولازم الأجيال القادمة تعرف كل ما مررنا به".
وهو ما يؤكده أيضا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مجدلاوي قائلاً: "إن الرئيس الراحل أخرج الدفتر من جيبه مرات لا تحصى خلال اجتماعاته مع قيادة الجبهة الشعبية لإثبات ما يقول، وكان يقرأ بنفسه من الدفتر حديثًا أو قرارًا أو جملة قالها احد القياديين في الجبهة خلال اجتماع مغلق سابق بأشهر".
ورجح مجدلاوي قيام أبو عمار بتجهيز الدفتر المعني به قبل حضوره الاجتماع قائلاً: "من المستحيل أن يكون الدفتر نفسه بقي في جيبه ولم يمتلئ، أو لم يغيره طوال أشهر، وهذا يثبت أن (أبو عمار) يحتفظ بدفاتر كثيرة، ومواظب جيد على تسجيل كل شيء بنفسه، وأنه يستخرج الدفتر المناسب في الوقت المناسب".
ولا يعرف الأمين العام السابق لمجلس الوزراء أحمد عبد الرحمن على وجه الدقة، كم عدد الدفاتر التي سطرها ياسر عرفات بخط يده، كما رفض البوح بمكانها، قائلاً إنها ضخمة ومحفوظة في صناديق لم تفتح، ولم يقرأ أي دفتر من دفاتر أبو عمار فهذا يحتاج إلى قرار قيادي، لأنها بالتأكيد تحتوي على أسرار تمس الأحياء والشهداء. وآخر يد كانت تمسك بتلك الدفاتر بعد أبو عمار، حسب المقدم محمد الداية المرافق الخاص السابق للرئيس الراحل، كانت يد مدير عام مكتبه الدكتور رمزي خوري، والذي كان يتسلم الدفتر الممتلئ من الرئيس عرفات، ويضعه في جارور مكتب الرئيس بعد أن يسلمه دفترًا جديدًا.
إلا أن المقدم الداية، والذي عمل مرافقا خاصا للرئيس عرفات ثمانية عشر عاما، يقول: "إن أحدًا لم يكن يجرؤ على فتح الدفتر، بمن فيهم أنا مرافقه الخاص، وعندما كنت أغير بدلة الرئيس ببدلة أخرى، وأساعده على ارتدائها، كنت أحمل ما في الجيب اليمين إلى اليمين، وما في الشمال إلى الشمال، وغالبًا ما كانت تحتوى جيوبه على دفتر صغير، وأوراق يتسلمها من وزراء ومسؤولين، إضافة إلى معاملات خاصة بمواطنين يطلبون علاجًا ومساعدة، وأدوية ومناديل ورقية".
أبو عمار كان على وعي كامل بخطورة القضية التي يحمل أمانتها
ويشير المقدم الداية إلى أن أبو عمار كان يكتب بنفسه وبقلمه الأحمر تحديدا في دفتر خاص ازرق اللون قياسه 10سم 15سم، ولا يتجاوز أكثر من أربعين صفحة، وبشيء من التفصيل، محاضر اجتماعاته المغلقة مع رؤساء الوزراء الإسرائيليين براك وننتياهو وبيرس وغيرهم. ولا يعرف المرافق الشخصي للرئيس الراحل، هو الآخر عدد الدفاتر التي كان يحتفظ بها أبو عمار، ولو بشكل تقريبي، أو مكانها، ويقول إنها كثيرة جدًا، "فالرئيس رحمه الله لم أره ولو مرة واحدة طوال أكثر من عشرين عامًا من مرافقتي له يتلف أي دفتر".
إجماع المقربين من الرئيس الراحل ياسر عرفات على أهمية وخطورة ما تحتويه تركة أبو عمار من دفاتر، هي على ما يبدو ما تمنع وريثه الرئيس محمود عباس من إصدار قرار بفتح تلك الدفاتر، خاصة وأن الأخير ورث نظامًا سياسيًا صنعه عرفات بنفسه، ولا يشابه أي نظام سياسي آخر في العالم، وهو النظام الذي يحاول عباس إدارة دفته بعد رحيل عرفات بصعوبة لا تحتاج إلى ألغام أخرى قد تفجرها دفاتر عرفات. قد أدار الزعيم الراحل حركة فتح ومنظمة التحرير، ثم السلطة الوطنية، بطريقته الخاصة، وهي أقرب إلى النظام الأبوي والشمولي منها إلى النظام المؤسساتي.
ويقول عضو المجلس الثوري لحركة فتح يحيى رباح: "إن أبو عمار كان على وعي كامل بخطورة القضية التي يحمل أمانتها، وبحجم التداخل الاقليمي والدولي في هذه القضية، وكان على ثقة مطلقة بأن الآخرين لهم أيدي وأصابع في الإطار الفلسطيني، ولذلك كان يتوقع كل شيء، ويحافظ على أسراره بعيدا عن تلك الأيدي
المصدر فلسطين الى الابد
عباس يكافئ رمزي خوري أحد رموز الفساد بتعينه في منصب "سفير"
تاريخ النشر : 08:06 2005-03-24
يبدو أن "الأخ" أبو مازن ، عازم على مواصلة سياسة إعادة ترتيب وكر الفساد المسمى بالسلطة "الفلسطينية" ، بما يتماشى مع مصالحه الشخصية ، فبعد أن أعاد تكليف بائع الإسمنت أحمد قريع لشغل منصب "رئيس وزراء" ، ورفع صاحب فندق الواحة محمد دحلان من زعيم عصابة إلى "وزير" سلطة ، واستدعى صاحب مبادرة جنيف ياسر عبد ربه لمرافقته إلى مؤتمر قمة شرم الشيخ ، ها هو يكافئ رمزي خوري أحد أكبر رموز الفساد وذلك بإسناد منصب "سفير" فلسطين في لبنان إليه ، ضارباً بكل تحذيرات الفلسطينيين ، عرض الحائط ، وخصوصاً تلك التحذيرات الواضحة التي تضمنها بيان صدر عن كتائب شهداء الأقصى في 16/11/2004 ، طالبت فيه "الأخ" أبو مازن بإجراء تحقيق جدي مع رموز الفساد والمسؤولين عن بيع الإسمنت للكيان الصهيوني وعلى رأسهم أولئك الذين أحاطوا بالرئيس عرفات مستغلين حصاره ومرضه وخصوصاً منهم : رمزي خوري، يوسف العبد الله وأبو السعود فايز فهؤلاء ، وكما وصفهم البيان ، هم شلة حاصرت الرئيس دوماً محددة من يدخل عليه ومن لا يدخل وساهمت بشكل مباشر في فوضى الصرف المالي والتعيينات والترقيات غير المدروسة والتي تعتمد على الاستزلام والواسطة، ونطالب بإقصائهم عن أي مناصب رسمية مستقبلاً ومساءلتهم عن مصادر ثرواتهم واستثماراتهم في كندا وعمان ورام الله، وعن عقاراتهم التي لا تخطر على بال، ومن المفجع أن نرى رمزي خوري وأبو السعود يحضرون اجتماعات القيادة، وهذا نذير شؤم على مستقبل عمل هذه القيادة ومستقبل شعبنا.
الطيب عبدالرحيم المتهم بدس السم للشهيد عرفات يهاجم القذافي
تاريخ النشر : 10:25 2005-03-24
الطيب عبد الرحيم
القذافي ، الذي استوعب مبكراً ، حقيقة ما يجري خلف كواليس مؤتمرات القمم العربية ، أدرك تماماً ، بأن هذه المؤتمرات هي أفضل الأماكن التي يمكن استغلالها من قبل أي مهرج سياسي ، يسعى إلى عرض آخر برامجه الساخرة على خشبة مسرح النوق العربية ، وهذا من حقه ، كأحد أهم قادة أنظمة الحكم الهزلية والهزيلة .
الكثير مما قاله القذافي ، هو صحيح وغاية في الدقة ، لاسيما تأكيده على أن المنطقة وكذلك أرض فلسطين ذات المساحة المحدودة ، لا تحتمل قيام دولتينن ، فقطاع غزة أصبح الآن ، يضيق بما تكدس فيه من سكان ، فكيف سيكون حاله بعد عشر سنوات وحين يتضاعف عدد المخزون البشري فيه ، والشيء نفسه ينطبق على مدن الضفة الغربية التي سلبتها آلة الاستيطان الصهيوني ، محيطها الزراعي وحولتها إلى جسد بلا رئة ولا متنفس .
أما في ما يتعلق بطرح القذافي لفكرة "اسراطين" ، فهو طرح لا يختلف قيد أنملة عن فكرة "دولة ديمقراطية" لجميع سكانها والتي ظلت المنظمات الفلسطينية وكذلك منظمة التحرير ، تروج لها إلى أن تم سدل الستار عليها بعد أوسلو .
القذافي ، وإن كنا نختلف معه على الطريقة التي يختارها لصدمنا بالحقيقة ، إلا أننا لا ننكر حقه في التعبير عن رأيه بالكيفية التي يريد ، فهو في نهاية المطاف ، رجل دولة مستقلة ومعترف بها وبحدودها وبمياهها وسماءها ، وهو ما لا يمكننا قوله عن الطيب عبد الرحيم الذي يصف نفسه بأمين عام الرئاسة ، دون أن ندري ، عن مهية أو وجود هذه الدولة التي يزعم أمانة رئاستها ، ولا إذا ما كان لدولة الطيب عبد الرحيم ، سماء وماء وحدود وهواء للتنفس دون كروت ال VIP للمرور عبر حواجز الاحتلال العسكرية ؟
كل ما ندريه عن الطيب عبد الرحيم ، لا يتعدى كونه أحد المتهمين في تسميم الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، بحسب ما ورد في بيان صادر عن كتائب شهداء الأقصى ، ذلك البيان الذي وزع في رام الله وطولكرم وجنين ونص على أن : "الطيب عبد الرحيم صاحب اليد الطويلة والباع الكبير في تسميم قائدنا الشهيد ياسر عرفات" ، وأنه "أداة في أيدي المخابرات "الإسرائيلية" الشين بيت ، وطالب البيان أبو مازن بإقالته وعدم السماح له بالظهور أمام وسائل الإعلام .
لكن ، هيهات ، أن تتوب العواهر ، فالطيب عبد الرحيم وأمثاله ممن خرجوا إلى الوجود من رحم أوسلو ، هم أبناء غير شرعيين للفضائيات العربية والأجنبية وسوف يبقون كذلك حتى آخر نفس أو نفحة أثير .
هل مات عرفات أم قتل؟
المركز الفلسطيني للإعلام
مما سبق من فرضيات يتضح أنه وباستثناء الفرضية الأولى فإن عرفات قد قتل دون شك، واغتيل بوسيلة أو بأخرى، لكن هذه ليست كل القصة!
حتى الفرضية الأولى تعني اغتياله، حتى وإن مات بسبب المرض والشيخوخة فقد قتل، حتى وإن كانت أسباب الوفاة طبيعية فقد تمت تصفيته، لكن كيف؟ دون أي تعليق سأسرد الحقائق الدامغة التي وُثقت في الأجزاء السابقة، لأعود واربطها مع الفرضية الأولى:
- رغم مرض عرفات الشديد لم يستدع طبيبه الخاص إلا قبل تسفيره بيوم واحد
- رغم النصائح المتكررة للأطباء بضرورة نقله إلى مستشفى رام الله، تم تجاهل نصيحتهم دون مبرر
- لم يتناول عرفات المضادات الحيوية إلا بعد 15 يوم، وبعد تأخر حالته
- العينات التي أرسلت لمقر م.ت.ف في الأردن ضلت طريقها
- العينات التي أرسلت لتونس لا يعرف تاريخ أخذها وإرسالها، إضافة أنها أخذت بعد البدء بالمضادات الحيوية مما يؤثر على نتيجتها
- لم يتم التحري عن أنواع معينة من السموم
- تم رفض أخذ عينة من الكبد دون سبب واضح
- لا يوجد ذكر لفحص نقص المناعة H.I.V
- يرفض معظم الأطباء في مستشفى رام الله الحديث حول ما جرى
وبالتالي فإن فرضية الوفاة الطبيعية تسقط وتتحول إلى إغتيال سياسي عن طريق منع العلاج وتأخيره وبشكل مقصود ومتعمد!
تبقى فرضية التسمم هي الأقوى، وقد ذكر الكاتب شاكر الجوهري في تحليل خاص بتاريخ 04/12/2004 أن حركة حماس بنت قناعتها بشأن وفاة عرفات مسموماً على العوامل التالية:
أولا: أن الأميركيين والإسرائيليين كانوا قد اتخذوا قراراً علنياً بتصفية عرفات سياسيا منذ ثلاث سنوات. وفي اطار هذا القرار فرض عليه استحداث منصب رئيس الوزراء، وأن يكلف به أولا محمود عباس. وأن استحداث هذا المنصب هدف إلى تقليص صلاحيات عرفات، في حين أن اختيار عباس لتشكيل حكومة السلطة هدف إلى الحد من تأثير عرفات الرافض لتقديم تنازلات للإسرائيليين، لصالح الرجل الذي سبق له أن رعى اتفاقات اوسلو، وأنجز "وثيقة عباس بيلين" لتكون ارضية وقاعدة لمفاوضات الحل النهائي. وهي الوثيقة التي تنازلت عن حق اللاجئين في العودة، وقدمت تنازلات أخرى فيما يخص جميع قضايا الحل النهائي.
ثانيا: جراء ما سبق، خاض عرفات صراعا مع عباس على ارضية التمسك بصلاحياته كي يحول دون تفريط عباس بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته.
ثالثا: كان الإسرائيليون وصلوا مؤخراً لقناعة مفادها أن بقاء عرفات في رام الله يسبب مشكلة لهم، كما أن نقله إلى غزة يتيح له المناورة والتكتيك بشكل أكبر على نحو يفاقم من حجم المشكلة التي يسببها لشارون.
رابعا: أن اغتيال عرفات تم في ذات السياق الذي تم فيه اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، إذ أن شارون أراد أن يخلي الساحة الفلسطينية من القيادات التي تستطيع، وترغب في تحويل انسحابه من غزة إلى انتصار فلسطيني.
خامسا: أن شارون قرر تصفية عرفات قبل اجراء انتخابات الرئاسة الأميركية، ذلك أنه إذا كان عرفات قد راهن على احتمال فوز جون كيري برئاسة اميركا مراهنا أن يؤدي ذلك إلى رفع الفيتو الأميركي عنه، فإن شارون كان في المقابل يخشى ذلك، فكان لا بد من قتل عرفات قبل ولاية الرئيس الجديد. وبالفعل، فقد بدأت اعراض المرض على عرفات قبل اجراء الإنتخابات الأميركية، وإن مات بعد اعلان نتائجها.
سادسا: بالرغم من تعرض عرفات لأمراض عديدة في الماضي، فإن الصحافة الإسرائيلية تحدثت فقط في هذه المرة عن وفاته باعتبارها أمر مؤكد، كما أنها المرة الوحيدة التي مرض فيها عرفات وسارع شارون لإعلان أنه لن يسمح بدفنه في القدس، إذ أن وفاته كانت مؤكدة لدى من دس السم له.
سابعا: مسارعة محمود عباس إلى مصالحة عرفات فور اعلان مرضه، مع أنه لم يكن يفعل ذلك في حالات مرضه السابقة، وذلك قبل أن يدخل في غيبوبة، كأنه كان يتوقعها..!
ثامنا: استدعاء وفد طبي تونسي لمعالجة عرفات، وذلك لأول مرة في تاريخه المرضي، ثم وفد طبي مصري، مع أن ذلك حدث نادرا في الماضي، وتأخير استدعاء طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي إلى ما بعد تفاقم حالته. وعدم ارسال عرفات للعلاج في الخارج مع أن الأطباء الفرنسيين والمصريين شخصوا حالته المرضية، كما شخصها الكردي لاحقا، وعرفوا أنه مصاب بتكسر صفائح الدم، لكنهم لم يطلبوا نقله للخارج، خلافا للدكتور الكردي الذي طلب ذلك فور الكشف عليه.
تاسعا: سعي محمود عباس إلى رفع الأجهزة الطبية عن عرفات مبكراً، بهدف تعجيل وفاته، ما أثار الأزمة المعروفة مع سها ارملة الرئيس الراحل.
وهنا تكشف المصادر تفاصيل غير معروفة عن خلاف سها مع عباس، وإتصالات هاتفية عديدة اجرتها، وكذلك الدكتور رمزي خوري مدير مكتب الرئيس الراحل مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في مقر اقامته بدمشق، خلال فترة مرض عرفات. وتقول المصادر إن عباس لم يكن الوحيد المتعجل رفع الأجهزة الطبية عن عرفات، إنما كذلك حلفائه الدوليين والإقليميين الذين كانوا يريدون جميعهم التخلص من الرئيس الفلسطيني بأسرع وقت ممكن.
عاشرا: اعلان وفاة عرفات في اليوم التالي مباشرة لزيارة محمود عباس وأحمد قريع وروحي فتوح لباريس. وهنا تلاحظ المصادر أن هذه الوفاة ربما تكون تمت بشكل طبيعي، أو جراء رفع الأجهزة الطبية عن عرفات، أو وقف تشغيل الأجهزة، دون رفعها. وتلفت المصادر كذلك إلى أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تعمد عدم مصافحة سها عرفات لدى زيارة زوجها في مستشفى بيرسي، تعبيرا عن غضبه لتصريحاتها بشأن من يريد استوراث زوجها وتسريع موته، وكذلك طلبها قدوم الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة الشرعي الفلسطيني إلى باريس على عجل كي يفتي لها بعدم جواز رفع الأجهزة الطبية عن الرئيس، لكن وفاة عرفات أعلنت سريعاً، قبل أن يتفاقم أمر الفتوى.
حادي عشر: اعلان ترتيبات الجنازة وتحديد موعدها الجمعة، قبل وفاة عرفات، وقد تمت الجنازة في الموعد المحدد قبل وفاة الرجل.
ثاني عشر: تعامل مصر مع سها عرفات بذات البرود، إن لم يكن الغضب الذي عاملها به شيراك، إذ طلب منها عمرو سليمان مدير المخابرات المصرية عدم المشاركة، لأن النساء لا يشاركن عادة في الجنائز. كما نصحها المصريون بعدم الذهاب مع الجنازة إلى رام الله حرصا على حياتها، فاكتفت بمرافقة الطائرة المقلة للنعش إلى العريش، ولم تكمل طريقها لرام الله.
ولأن المسألة ليست متعلقة بمشاركة امرأة في جنازة، وإنما هي موقف له ابعاد سياسية، فإن رجال البروتوكول المصري حالوا دون مشاركة قادة الفصائل الفلسطينية في تقبل العزاء بعرفات لدى مشاركتهم في تشييعه في القاهرة. وهؤلاء هم خالد مشعل، رمضان عبد الله شلح، نايف حواتمة، أحمد جبريل، وماهر الطاهر.
ثاني عشر: تم التعامل من قبل بعض الأطراف الإقليمية مع محمود عباس باعتباره رئيس دولة قبل اعلان وفاة عرفات، وقبل انتخابه رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
كل ما سبق يشير في اتجاه واحد لا ثاني له، أن العلاج إما تم منعه، أو في أحسن الأحوال تأخيره، مما عجل في تدهور صحة ياسر عرفات.
الخلاصة تشير إلى أن كل الفرضيات تشير إلى عملية اغتيال مع سبق إصرار وترصد!
وهذا يقود للسؤال الأكثر أهمية: كيف قُتل؟ ومن ساهم في قتله؟ ومن تستر على الجريمة وتكتم عليها؟
من أجل الوصول لإجابة واضحة لابد من فتح تحقيق جدي ورسمي للوصول إلى الحقيقة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وفي الجزء التالي نستعرض ما جرى خلال العام الذي تلا رحيل ياسر عرفات.
التقرير الطبي ولجان التحقيق المزعومة
• منذ البداية كان واضحاً أن السلطة الفلسطينية خططت مع الفرنسيين لإقناع الرأي العام الفلسطيني والعربي بأن جهدا ما بذل للتحقيق بوفاة الرئيس عرفات ولم يتم الإتفاق أبدا علي جهود تحقيق حقيقية بالقصة والملف وعلي هذا الأساس إستعدت باريس لإستضافة وفد التحقيق الفلسطيني أولا وللتعاون معه ثانيا.
• وبحسب صحيفة القدس العربي فإنه حتي الآن لا يلمح الفرنسيون للأسباب والدوافع السياسية التي تضطرهم للإسترسال في لعبة إخفاء المعلومات حول الأسرار الطبية لعرفات لكنهم يسربون لبعض وسائل الإعلام بين الحين والآخر بعض المعلومات فيما يميل القياديون في السلطة الفلسطينية لتجاهل الأمر قدر الإمكان علي أساس ان عرفات مات سواء بمؤامرة او بغيرها وعلي أساس ان الكشف عن اسباب الوفاة لايغير في الوقائع شيئا كما ورد عدة مرات علي لسان ياسر عبد ربه وغيره علما بأن مصادر داخل السلطة اوضحت بأن التجادل كثيرا في هذا الملف يعقد الكثير من الأمور ولا يدفع للإستقرار ويخلق إحتمالات سلبية علي مستقبل الشعب الفلسطيني خصوصا في حالة وجود مؤشرات علي ان الرئيس عرفات مات بالسم فعلا دون التمكن من إثبات علاقة إسرائيل بالمسألة، الأمر الذي يخلق إنقسامات حادة ومشاكل داخل الهيكل القيادي للسلطة.
• ولهذا السبب فإن سجل عرفات الطبي اودع فرنسيا في إدارة خاصة لحماية الوثائق السرية تابعة للجيش الفرنسي وهي إدارة لا تستطيع الكشف عن ملفاتها إلا بموجب قرارات قضائية فرنسية تكتسب الصفة القطعية في حالة الرئيس عرفات وتحديدا في حالة وجود طرف شخصي متضرر من إخفاء التقرير ويطعن بالسيدة سهي عرفات ويشكك بوجود مصلحة لها في إخفاء التقرير وهي حالة من الصعب جدا توفيرها وفقا للتعقيدات ذات الصلة بالمسألة.
• حتى تصريحات الناطق الرسمي لمستشفى بيرسي كانت بمثابة بيانات سياسية مقتضبة لا تمت للطب بصلة، وكأنه متفق عليها ومراقبة، أو كما قال د. الكردي كان هناك حاجز حديدي أو ترابي على حالته الصحية، وبشكل مبهم وغامض لا يفهم منه شيء.
• نفت وبإصرار الحكومة الفرنسية ان يكون عرفات تعرض للتسميم مؤكدة انه لو كان لدى الاطباء "ادنى شك لاحالوا القضية الى القضاء" ورفضوا السماح بدفنه. وقال الناطق باسم الحكومة جان فرنسوا كوبيه ردا على اسئلة في ختام مجلس الوزراء الفرنسي ان "عرفات تلقى افضل علاج ممكن واجريت له كل الفحوصات التي ينبغي اجراؤها. ولو ساور الاطباء اي شك لاحالوا الملف الى القضاء". واضاف "لقد تم اصدار اذن بمواراة الجثمان الثرى".
• من جهة اخرى عبر وزير الصحة الفرنسي فيليب دوست-بلازي عن امله في ان "يتم احترام" السرية الطبية حول وفاة الرئيس الفلسطيني".
• وردا على اسئلة الصحافيين لدى خروج من اجتماع الحكومة قال دوست بلازي "ثمة قانون في فرنسا يقول ان السرية الطبية عائدة الى العائلة والى اصحاب الحق او يمكن نقلها لى الطبيب الذي تحدده العائلة". واضاف "هذا هو القانون واتمنى ان يحترمه الجميع ولا سيما من قبل كل الاطباء في فرنسا".
• ومن هنا ثار الجدل حول تسليم ملف عرفات الطبي لأقرب الأقارب وفي هذه الحالة كانت زوجته سهى عرفات هي التي استلمت الملف، ورفضت تماماً تسليمه للسلطة الفلسطينية.
• 16/11/2004 قريع يطالب بنشر الملف الكامل لعرفات، وبتاريخ 18/11/2004 بصفته رئيساً لمجلس الأمن القومي الفلسطيني(..) يقرر تشكيل لجنة تحقيق في ظروف وفاة عرفات، وحتى اللحظة لم تجتمع هذه اللجنة!
• 17/11/2004 اتحاد الأطباء العرب يقرر تشكيل لجنة للتحقيق، وهذا نص ما صدر عنه:
اتحاد الاطباء العرب
الامانه العامه/القاهره
------------------------
السيد الفاضل/
السلام عليكم و رحمه الله وبركاته
بالاشاره الى تصريحات الاستاذ الدكتور/ اشرف الكردى الطبيب الخاص بالمغفور له الرئيس ياسر عرفات
والتى تشكك فيها من امكانيه ان تكون وفاه الرئيس عرفات ناتجه عن عمليه (تسميم ) تمت له باستخدام سم بطىء التاثير الامر الذى ادى الى وفاته ..
فقد اجرينا اتصالا بالسيد الدكتور اشرف الكردى.....و أكد لنا شكوكه .. و أكد انه تمت عمليه اقصاء متعمده له من التعامل مع الرئيس عرفات من ساعه قرار نقله الى باريس للعلاج و حتى اعلان وفاته على الرغم من المامه التام بالتاريخ المرضى للرئيس كونه طبيبه الخاص من ما يزيد على عشر سنوات ..
وعليه فان الامانه العامه لاتحاد الاطباء العرب قررت تشكيل لجنه للتحقيق فى اسباب الوفاه برئاسه الامين العام و عضويه السيد الدكتور اشرف الكردى وعدد من اطباء الوطن العربى الاكفاء.. واصدار بيان نهائى عن طبيعه الوفاه . والظروف التى صاحبتها.
وستبدأ اللجنه بالاطلاع على الملف المرضى للرئيس عرفات طوال فتره وجوده بالمستشفى العسكرى بضاحيه ( بيرسى) بباريس وتقارير الساده الاطباء الذي قرروا سفره الى باريس
والامانه العامه لاتحاد الاطباء العرب اذ تنعى الرئيس عرفات الى الامه العربيه والاسلاميه وتدعو الله ان يتقبله فى الشهداء والصالحين .. فانها تؤكد على ان اجراء هذا التحقيق انما يمليه الضمير الطبى و اعتبارات الامانه القوميه و المهنيه
الامين العام لاتحاد الاطباء العرب
د/عبد المنعم ابو الفتوح
---------------------------
الاستاذ ايمن عابد
:ترسل صوره موجهه الى
الامين العام للجامعه العربيه
السفاره الفرنسيه بالقاهره
السيد روحى فتوح الرئيس المؤقت للسلطه الوطنيه
النقابات و الجمعيات الطبيه العربيه المعتمده باتحاد الاطباء العرب
السيد سفير دوله فلسطين بالقاهره
الاتحادات المهنيه العربيه ( المحامين /الصحفيين/ الصيادله / المحاسبين
السفارات العربيه المعتمده بالقاهره
مكاتب الفضائيات العربيه بالقاهره
الصحف و ووكالات الانباء العربيه و الاجنبيه
المواقع الاعلاميه على شبكه الانترنت
كان هذا آخر ما صدر عن اتحاد الأطباء العرب!
• 19/11/2004 يعلن الوزير حسن أبو لبدة أن التقرير الطبي الكامل لياسر عرفات يعد وثيقة تاريخية للشعب الفلسطيني واعداً بإطلاع الشعب الفلسطيني على التفاصيل الكاملة لهذا التقرير حال تسلمه، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة!
• يوم 25/11/2004 قرر المجلس التشريعي وبناءاً على طلب عدد من نوابه منهم دلال سلامة، زياد أبو زياد، مروان كنفاني، حسن خريشة، عماد الفالوجي، يوسف الشنطي، كمال الشرافي، حمال الشاتي وغيرهم، قرر تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، على أن تنشر تقريرها خلال شهر وإلا يعتبر المجلس التشريعي مستقيل، مر شهر وسنة، ولم ينشر أي تقرير، ولم يستقل أي عضو!
• للخروج من هذا المأزق قررت السلطات الفرنسية تسليم ملف عرفات الطبي لقريب عرفات ناصر القدوة وهو ابن شقيقة عرفات، وهو ما احتجت عليه سهى عرفات بقوة وأوعزت لمحامييها فيليب بلانتاد وجان ماري بورغوربمقاومة مثل هذه المحاولة، لكن جهودها فشلت، وتسلم القدوة الملف بتاريخ 11/12/2004، والذي سلمه بدوره مباشرة لرئيس السلطة المؤقت روحي فتوح، والذي بدوره سلمه لوزير الصحة الفلسطيني في حينه جواد الطيبي الذي رأس لحنة طبية لتقصي الحقائق حول ظروف وفاة عرفات.
• بحسب ناصر القدوة فإن الملف الطبي لياسر عرفات يحتوي على 557 صفحة ويقع في جزأين الأول يغطي فترة علاجه في قسم الدم والثاني فترة علاجه في غرفة العناية المركزة بمستشفي بيرسي العسكري بباريس.
• 16/03/2005 أجاب وزير الصحة الفلسطيني ذهني الوحيدي على سؤال يتعلق بالتحقيق الجاري بشأن كشف الملابسات الحقيقية وراء "اسشهاد الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات"، فأوضح الوحيدي، أن ملف القضية مازال لدى الوزير السابق الدكتور جواد الطيبي، رئيس اللجنة المكلفة بمتابعة الموضوع!
• يحضرنا هنا ما ذكره م.أسامة عليان على صفحات الحقائق يوم 17/09/2005 حول لجان التحقيق ليقول: "يقولون في دهاليز البيروقراطية والمؤسسات المائلة (إذا أردت أن تميت قضية، فشكل لها لجنة) ، هذا ما قامت به السلطة الفلسطينية بالضبط ، حيث إتضح بما لاشك فيه أنها ما كانت تقصد ما وعدت به ، بل كانت تقصد العكس تماماً ، فكيف يمكن أن تتشكل لجنة لدراسة هذه الملفات ولا يكون فيها الأطباء الخاصون وفي مقدمتهم الدكتور أشرف الكردي الذي كان الطبيب الخاص للرئيس عرفات من بين طاقمها؟ ، وكيف لا تقوم هذه اللجنة بأي إجتماع ولو واحد فقط يعقبه إيجاز صحفي يطلع الجمهور على المرحلة التي وصلت إليها؟ ، هذا لو وصلت!! ، ثم كيف لا تقوم هذه اللجنة بزيارة ولو واحدة إلى المستشفيات المختلفة بما فيها الفرنسية التي إستقبلت حالة الرئيس الراحل".
• طالب العديد من الشخصيات بإجراء تشريح طبي على جثة عرفات وعلى رأسهم الدكتور أشرف الكردي، وعزمي بشارة، ود.مصطفى البرغوثي، لكن كل هذه الدعوات ووجهت بالرفض المطلق غير المبرر، ومن أعلى المستويات حيث قال عبّاس " لا حاجة لذلك، فقد تم دفنه!!"، ورد عليه الدكتور الكردي "ليس الأمر حكراً عليك".
• هذا الرأي أيده ناصر القدوة يوم 04/06/2005 وفي رده على سؤال حول الموضوع قال: " هذا كلام الحقيقة غريب, أولاً: هناك موانع دينية واجتماعية واضحة في هذا المجال، خصوصاً مع شخصية بهذا الحجم و.. ثانياً وهو الأهم: طيب أخذنا قرار بالموافقة على ذلك أين يفعل ذلك؟ في الولايات المتحدة؟ يعني في محدودية سياسية في حقائق سياسية، من سيقول لك؟ من سيتحمل المسؤولية في العالم الخارجي لكي يقول لك: نعم أنا لدي الآن دليل على أنه هذا هو الواقع؟ كيف سيحدث هذا؟"
• في شهر سبتمبر/ أيلول 2005، صدر كتاب تحت عنوان: "الحرب السابعة"، يتناول الصراع ذي السنوات الخمس بين اسرائيل والفلسطينيين، يخصص الصحفيان آفي يششكروف (صوت اسرائيل) وعاموس هرئيل (هآرتس) فصلا لتحقيق مفصل في الاسابيع الأخيرة من حياة رئيس السلطة. انهما ينشران لاول مرة أهم ما في تقرير فريق الاطباء من المستشفى العسكري الفرنسي، بارسي، الذي عولج فيه عرفات في الاسبوعين الأخيرين من حياته، بعد أن حصلوا عليه من مسؤول فلسطيني رفيع المستوى!.
• بعد نشر هذا التقرير "إضطرت" السلطة الفلسطينية لنشر ولو شيء بسيط كتقرير من طرفها، وهو ما قام به أحمد قريع رئيس الوزراء في خطوة تستغفل العقول بتاريخ 12/10/2005، أي بعد عام كامل من سقوط عرفات الأخير، مختصراً مئات الصفحات من التقرير في 13 صفحة بما فيه رسالته وتعليقه الذي أنهاه بعبارة تبقي الأمور في مربعها الأول، (نص التقرير مرفق في نهاية البحث).
لم يقتصر الأمر على ذر الرماد في العيون من خلال تشكيل لجان لم تجتمع أو تصدر تقاريرها، بل في غالب الأحيان لم يكتب لها أن تجتمع، بل تعداه إلى الإنتقال للمرحلة الجديدة من تصفية عرفات، وهذه المرة بتصفية العرفاتية.
الإنقلاب على عرفات
حتى قبل أن يرحل عرفات عن الدنيا رسمياً بدأ الصراع على التركة، وطفت فضائح حكام المقاطعة الجدد على السطح، وبدأ المستور بالإنكشاف، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بدأ فصل جديد من القضاء على عرفات حتى في قبره، وهو محور هذا الجزء.
صراع الورثة
دون تسلسل معين أو تاريخي، وبنقاط سريعة نستعرض أهم مظاهر هذا الصراع:
• 07/11/2004 طالب برلمانيان فلسطينيان في المجلس التشريعي وهما عبد الجواد صالح وحسن خريشة اليوم بضرورة استجواب كل من محمد رشيد المستشار المالي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكذلك زوجة الرئيس السيدة سهى عرفات من جانب المجلس لتقصي مصير مبالغ مالية ضخمة تخص الشعب الفلسطيني، كان يديرها رشيد بمعرفة من عرفات وزوجته، وهي عبارة عن استثمارات في شركات عربية وعالمة وكذلك في العقارات، ونقلت صحيفة بريطانية معروفة اليوم تصريحات لعبد الجواد صالح الذي مثل محافظة رام الله والبيرة في المجلس التشريعي
• 07/11/2004: دحلان يعود إلى رام الله من باريس وهو لا يحمل أية معلومة عن وضع عرفات . و لكنه قادم من أجل إطلاع القيادة في رام الله على الدور الذي تقوم به سهى عرفات في إخفاء الحقائق من أجل تمرير مؤامرة تحاك في الخفاء – حسب وصف دحلان، و بحسب المصادر فإن دحلان قادم من أجل تنبيه القيادة في رام الله إلى ذلك لا أكثر . وبحسب دحلان فإن سهى زوجة عرفات ، كانت تسمح في اليومين الأولين لوصول الرئيس بدخول ناصر القدوة ورمزي خوري مدير مكتبه و يوسف عبد الله حارسه الشخصي عليه ، إلا أنه بعد يومين أخرجتهم من المستشفى و منعتهم من الدخول إلى غرفته حيث إنه من اليوم الثالث لدخول عرفات المستشفى في باريس و حتى الآن لم يدخل عليه سوى زوجته سهى التي تسيطر بالكامل على الوضع و لا أحد يعرف حقيقة ما آل إليه عرفات سواها. و مما سيبلغ به دحلان القيادة الفلسطينية في رام الله أن سهى عرفات و رمزي خوري مدير مكتب الرئيس و يوسف عبد الله رئيس مكتب حراسته ، و إلى جانبهم أبو اللطف يحيكون مؤامرة ضد أبي مازن ، حيث يعتبر أبو مازن و محمد دحلان و محمد الحوراني و قدورة فارس و إلى جانبهم مروان البرغوثي – حسب دحلان - في الجهة المقابلة
• 08/11/2004 وجهت سهى عرفات قرينة الرئيس الفلسطيني نداء للشعب الفلسطيني عبر الجزيرة وصفت فيه المسؤولين الفلسطينيين الذين يعتزمون التوجه إلى باريس اليوم بأنهم "حفنة من المستورثين يريدون دفن الرئيس ياسر عرفات حيا".
• 08/11/2004 الطيب عبد الرحيم يقول للصحفيين ردا على تصريحات سهى "ان ما قيل على لسان السيدة سهى عرفات لا يمثل شعبنا ولو كان قد استمع السيد الرئيس لمثل هذه الكلمات لرفضها بالمطلق." واضاف "الرئيس عرفات ليس ملكا لعائلة صغيرة بل للشعب الفلسطيني والامة العربية جمعاء".
• 09/11/2004 محمد رشيد يقول تعليقاً على نداء سهى عرفات: "الفلسطينيون ليسوا بحاجة إلى إيفيتا فارون (عقيلة الدكتاتور الأرجنتيني، خوان فارون – س.ه)، ولا إلى إيميلدا ماركوس (زوجة الحاكم الفلبيني، فرديناند ماركوس التي اشتهرت بالعدد الهائل من الأحذية التي امتلكتها – س. ه). أنا لا أقارن بين هؤلاء النسوة، لكنه يجب الفهم أنه لا توجد لدينا أم أو ابنة أو زوجة قائد على شاكلتهن (فارون أو ماركوس – س.ه). هناك فارق كبير بين زوجة نشأت إلى جانب زوجها، كليئه رابين (زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، يتسحاق رابين)، وبين من لم تفعل ذلك".
• 10/11/2004 تعيين محمود عبّاس في مناصب عرفات
• 15/11/2004 نشرت مجلة «فوكس» الالمانية تقريراً امس السبت قالت فيه ان جوانب الصفقة التي عقدتها سهى زوجة الرئيس عرفات مع القيادة الفلسطينية الحالية قرب فراش زوجها في مستشفى «يبرسي» بضاحية باريس قد بدأت تتكشف يوماً بعد يوم.وجاء في التقرير ان القيادة الفلسطينية كانت قبل سفر الرئيس ياسر عرفات الى باريس للمعالجة عرضت على زوجته سهى الطويل مبلغ مليوني دولار شرط ان تتنازل عن حقها في جميع الحسابات المصرفية الموجودة باسم زوجها التي تشمل عدة مئات من ملايين الدولارات، الاتفاق النهائي يقضي بمنح سهى مبلغ 20 مليون دولار اضافة الى 11 مليونا كانت حصلت عليها سابقاً ويضاف الى ذلك مبلغ 35 الف دولار شهرياً بدل نفقة.اما المفاوض من جانب سهى فكان الخبير المالي اللبناني بيير رزق الذي تصفه الصحافة الصهيونية بانه "الصديق القديم لسهى الطويل
• 17/11/2004 محمد رشيد يقول أن "المنظمة تعاني من أزمة مالية عميقة منذ عام 1990 عندما اندلعت حرب الخليج الأولى ونضبت الموارد المالية التي كانت تعتمد بالأساس على تبرعات الفلسطينيين المقيمين في الخليج فضلا عن مساعدات مالية أخرى من الدول العربية"، ويهاجم جاويد الغصين مسؤول الصندوق القومي الأسبق قائلاً: "من المفيد جدا أن يستجوب السيد جاويد الغصين بشأن هذه الأرقام -إذا كان بالفعل قد قال هذا الكلام- ليتحدث أمام القيادة الفلسطينية عن مكان هذه الثروات".
• 12/12/2004 القدومي يتهم محمد رشيد المستشار المالي لياسر عرفات بالاستيلاء على أموال فلسطينية وقال ان رشيد اعاد منها نحو 600 مليون دولار.
• ديسمبر 2004 الصراع يحتدم على خلافة عرفات بين عبّاس ومروان البرغوثي
قَتل عرفات في قبره
ما أن تم توزيع المناصب بين عبّاس وقريع وفتوح في الفترة الانتقالية، ومن بعدها انتخاب عبّاس في 09/01/2005 رئيساً للسلطة، حتى بدأت مرحلة القضاء على العرفاتية وتصفيتها من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات كان أهمها:
- روحي فتوح الرئيس المؤقت للسلطة يلغي مجموعة من القرارات التي سبق واتخذها عرفات حول منح أراضي في مناطق السلطة
- محمود عبّاس يقرر إحالة مجموعة كبيرة من العسكريين الموالين لعرفات للتقاعد
- محمود عبّاس يقرر عزل أكثر من 50 مستشار لعرفات
- محمود عبّاس ودحلان يشكلان ثنائي حاكم في المناطق الفلسطيني
- تصفية موسى عرفات في منزله في شهر سبتمبر/أيلول 2005-11-12
- إقامة ندوات وورش عمل حول مساويء العهد العرفاتي، كان أبرزها مؤتمر عقد في رام الله في شهر مارس/آذار 2005 لتقييم تجربة عشر سنوات من السلطة الفلسطينية، افتتحه أحمد قريع، وفي هذا المؤتمر وجه مسؤولون رسميون وآخرون تولوا مسؤوليات رسمية في السلطة الفلسطينية، نقدا غير مسبوق لياسر عرفات، وفي جلسة خصصت لبحث موضوع (مؤسسة الرئاسة) قدم الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة، مداخلة تحدث فيها عن تجربته عرفات، وقيم (الظاهرة العرفاتية) معددا عدة أسباب لتفرد الرئيس عرفات، جعلته يتحكم بسلطات واسعة. وقال عبد الرحيم إن الكريزما التي تمتع فيها عرفات وحضوره الطاغي وعمله المستمر ودوره التاريخي، جعل منه ممسكا على قبضة الأمور بشكل واسع، فهو رئيس السلطة ورئيس فتح ومنظمة التحرير ومسؤول الأمن والداخلية والأعلام..الخ. وقال عبد الرحيم إن الرئيس الجديد أبو مازن يعتبر استمرارا للنظام القديم ولكن بشكل مختلف، وشكل انتخابه نوعا من التطور والانتقال من نظام (الأب) إلى نظام (الأخ). واضطر عبد الرحيم، بعد أن قدم مداخلته، إلى تقديم توضيحات بعد أن وجهت تساؤلات حول سر هذه الصحوة النقدية منه بعد وفاة عرفات، لنقد تجربته. وقال عبد الرحيم بأنه فكر كثيرا وتردد قبل أن يقرر عرض ورقته التي استغرق تحضيرها عدة أيام، لتكون كل كلمة في محلها، مشيرا إلى أنه كتبها لتقدّم لجمهور من النخبة للاستفادة من اقتراحاتهم لتطوير مؤسسة الرئاسة. وأبدى في توضيحه ما اعتبره تراجعا عن ما أبداه نقده للتجربة العرفاتية
- نبيل عمرو بدوره قالبأنه لم يكن هناك أي نظام أو تنظيم في مؤسسة الرئاسة، منتقدا وصف الظاهرة العرفاتية بأنها نظام الأب قائلا بأنه لا يوجد في دولة في العالم مثل هذا النظام، معلقا على المقارنة بين عرفات وديغول، بأن المقارنة أبدا لا تجوز وأن ديغول استقال بعد استطلاعات للرأي العام حول قضايا محددة. وانتقد قول الطيب عبد الرحيم إنه يكفي لعرفات تمسكه بالثوابت الوطنية، قائلا "لا يكفي أن نقول هكذا ونرضى عنه، لقد أخفقنا".
- جدير بالذكر أن الطيب عبد الرحيم الذي قرأ نعي عرفات متباكياً قدم استقالته بعد شهر فقط من منصبه ليقود حملة عبّاس الإنتخابية، وليظهر أمام شاشات التلفاز راقصاً متغنياً بفوز عبّاس.
- الطيب عبد الرحيم أيضاً كان قد روى رواية غريبة بتاريخ 04/06/2005 قال فيها: كان تاني يوم بده يطلع على فرنسا، آه، ضليتني سهران طول الليل جنبه، يعني ناموا معظمهم وأنا سهران، فالساعة ثلاثة وربع بقول لهم: الطيب بره؟ قالوا له: آه موجود.. ثلاثة وربع صباحاً، فنادوا لي إياه، فهو قال: يا طيب، بصوت واطي كده.. فدخلت عليه، قال لي: شايف، حموت خارج الوطن، آه حموت برّه البلاد، قلت: لا، يا سيادة الرئيس، قال لي: اسمع: في عندي ثلاث وصايا أنا في حلّ من إني أقولهم قدّام التلفزيون، بس الوصية الأولى اللي قال إياها، قال لي: أنا كان نفسي أندفن في القدس، ويعني أتمنى عليكم هذا المكان تفضَل قاعد فيه، هذا المكان أحد رموز صمود الشعب الفلسطيني، ما تهجرهوش، ما تطلعوش منه يعني، وتدفنوني فيه لغاية ما تنقلوني على القدس، قلت له: يا سيادة الرئيس إن شاء الله بترجع، وهاي شدة وبتزول، وما تفكّرش هذا التفكير، قال لي: اسمع اللي بقول إياه تسمعه، وقال لي الوصية الثانية والوصية الثالثة، شايف.. أنا شعرت.. هي ثلاث وصايا هو قال لي، بس هاي الوصية الأولى إنه يندفن في المقاطعة، وبعدين ننقله على القدس، الوصية الثانية والثالثة أنا في حلّ إني أقولها..داخلياً يعني، ودايماً تقرأ على قبري الفاتحة، وضحك قال لي: يعني عشان تبقى تفتكرني هنا، تبقى قدّامك ليل نهار،كان قبليها كان الأخ أبو مازن موجود والأخ أبو علاء فقال لهم: المقاطعة ديه أمانة في رقابكم، والطيب يبقى مسؤول عن المقاطعة، هيك قال لهم، هو أصرّ باب الطيارة كان بينه وبين الأخ أبو علاء أول ما نزل من السيارة، بينه وبين الأخ أبو علاء، فأصرّ على إنه يقبّلني فأنا مادد إيدي عشان بدي أسلّم عليه، فهو سحب يعني إيدي بدّو يبوسها، أنا شعرت بدّو يبوسها! أنا اللي بدي أبوس إيده، فأصرّ على ذلك، أبو علاء قال: يا أخي أعطيله إياها، وريّحه ومش عارف إيش.. فأنا يعني قبّلت إيده، وقبّل إيدي، وسامِحني.. طلع على باب الطيارة وشاور للناس أنا ساعتها شعرت إنه.. يعني.. سافر ومش راح.. الله يرحمه ويحسن إليه" ترى ماهي الوصايا، ولماذا أصر عرفات على تقبيل يديه؟ علماً [ان كتائب شهداء الأقصى كانت قد اتهمته شخصياً بدس السم لعرفات، وهو ما أشارت إليه الكاتبة لهيب عبد الخالق تخت عنوان "صراع الأجيال الفلسطينية على السلطة" قبل أشهر وأثار زوبعة وجدل في أوساط السلطة.
- لابد أيضاً هنا من ذكر أن وبحسب رواية صحيفة الديار اللبنانية بتاريخ 06/08/2004 أي بعد أسابيع قليلة من محاولة الإنقلاب التي قادها دحلان ضد عرفات، تلقى عرفات تحذيرا من مسؤول في احد اجهزة المخابرات في دولة صديقة بأن وزير الداخلية في عهد حكومة ابو مازن العقيد محمد دحلان يحيك مؤامرة تستهدف حياته، ابو عمار الذي كان يمشي في تلك اللحظة جيئة وذهابا ويداه خلف ظهره. وبعد ان استمع لدحلان عقب استدعائه كاتما غضبه نظر في عيني "المتآمر" وقال له اسمع يا دحلان: "قاتل ابيه لا يرث"
لم يحدث هذا الإنقلاب على العهد العرفاتي بين يوم وليلة بل بتخطيط ودعم مسبقين من سلطات الإحتلال ولتقوية وتثبيت شخصيات بعينها سبق وأن حاولت الإنقلاب على عرفات، وهذه بعض التحليلات التي كتبت حول الموضوع:
• صحيفة الأسبوع المصرية قالت: بحسب معلومات هامة حصلت عليها 'الأسبوع' فإن جهاز الموساد الإسرائيلي اعتبر أن محمود عباس 'أبو مازن' أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هو أفضل من يقود العمل الفلسطيني خلفا للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.. وبحسب تقرير أعد في هذا الصدد فإن جهاز الموساد يدعو إلي فتح صفحة جديدة بالتفاوض مع أبو مازن حول خطة سلام مقترحة للسنوات الثلاث القادمة إضافة إلي مدي ما يمكن أن يتحقق من تكامل بين جوانب الأمن للطرفين.
وبحسب التقارير فإن إسرائيل سوف تكون معنية ببدء التفاوض مع القيادة الفلسطينية الجديدة وسوف تمنحها حرية الاختيار بين جانبين: أن تكون مرجعية التفاوض الأساسية مرتبطة بخطة خارطة الطريق، وفي هذه الحالة فإن القيادة الفلسطينية الجديدة عليها أن تقبل بالتعديلات الإسرائيلية التي سيتم إدخالها علي هذه الخطة.. أما البديل الثاني فيكمن في الاتفاق علي خطة جديدة تماما وأن يكون هدفها الرئيسي هو تحقيق السلام علي أرض الواقع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتشير التقارير إلي أن إسرائيل سوف تتولي حماية القيادة الفلسطينية الجديدة إذا ثبت أنها قادرة علي أن تكون شريكا لإسرائيل في عملية السلام وسوف توفر لها كل الإمكانات والظروف المناسبة من أجل أن تحصل علي تأييد الشارع الفلسطيني وثقة الأطراف العربية والدولية.. أما إذا كانت القيادة الفلسطينية الجديدة علي غرار عرفات وداعمة للأعمال الإرهابية، أو أنشطة تمس الأمن الإسرائيلي.. فإن إسرائيل ستعمل بصفة عاجلة علي تصفية هذه القيادة الجديدة جسديا ولن تترك لها الاستمرار في الحكم مثل عرفات.. انطلاقا من مفهوم إسرائيلي يري أن كل يوم يمر علي قيادة فلسطينية جديدة متشددة تدعم الأعمال الإرهابية فإن هذا لن يكون في صالح الأمن الإسرائيلي الذي يعجز حتي الآن عن التخلص من عرفات.
وبحسب التقارير فإن هناك نقطة مهمة تتعلق بأن هناك حدودا دنيا تعبر من خلالها القيادة الفلسطينية الجديدة عن مدي رغبتها في التعاون مع أو ضد إسرائيل وهي أن المطلب الأول لهذه القيادة الجديدة هو حل كل التشكيلات العسكرية الفلسطينية واعتبارها خروجا علي نطاق العمل القانوني الفلسطيني والدولي، وأن إسرائيل ستشارك هذه القيادة أمنيا وعسكريا في تصفية هذه التشكيلات العسكرية الفلسطينية.
وفي ضوء ذلك سوف تضع إسرائيل قائمة بالالتزامات لأي قيادة فلسطينية جديدة تم صياغتها حاليا حيث سيتم عرض هذه القائمة علي القيادة الفلسطينية ليتم الطلب إليها بالموافقة عليها أولا.. ثم يوضع جدول زمني لتنفيذها.. فإذا ما تمت الاستجابة لهذين المطلبين فإن إسرائيل سوف تتعاون مع هذه القيادة الجديدة.
وبحسب التوجه الإسرائيلي فإن إسرائيل سوف تتحفظ علي بعض الشخصيات الفلسطينية التي شاركت عرفات في دعم ما وصفته بالعمليات 'الإرهابية' وتعترض علي قيامها بأي دور في الحكومة الفلسطينية لكونها أدت دورا داعما للأنشطة الإرهابية، وأن هذه الشخصيات عليها أن تكون بعيدة عن العمل السياسي الفلسطيني في المرحلة القادمة وأن قيادة فلسطينية جديدة يجب أن تعتقد بأهمية ذلك خاصة أن إسرائيل سوف تشجع بعض الفلسطينيين المعتدلين الذين مازالوا يعيشون في الخارج ويرفضون العودة حتي الآن علي أن يكون لهم دور في العملية السلمية الفلسطينية ¬ الإسرائيلية، وأن هؤلاء الفلسطينيين المعتدلين أبدوا رأيهم قبل ذلك وهم علي اتصال بإسرائيل وبعض الشخصيات الفلسطينية ويفكرون بطريقة واقعية ومنطقية في تحقيق الأمن والسلام لكل الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية
• أرنون رغيلور من هآرتس يقول: ان محمد دحلان يعتبر زعيما كريزماتيا محبوبا جدا في الشارع. وهو مدعوم من مصر، الولايات المتحدة واسرائيل، التي قررت حتى غض النظر عن بعض العمليات التي خطط لها في بداية الانتفاضة. وكان دحلان على مدى ثماني سنوات مستشار شؤون الامن لعرفات، وراكم مئات ساعات اللقاء مع كبار الجهاز الامني في اسرائيل. وهو "الرجل القوي" لغزة، ولكن قوته محدودة في الضفة الغربية. دحلان، ابن الجيل الشاب بعد ابو مازن وابو علاء، يرى نفسه مرشحا لوراثة عرفات، ولكن في اسرائيل لا يستبعدون امكانية ان يدعم في المرحلة الاولى ابو مازن كي يبني نفسه ليكون زعيما فيما بعد
• حظي دحلان باهتمام خاص في مستشفى بيرسي الباريسي، حيث تقول التقارير: بالرغم من الانقطاع عن المستشفى، تابع دحلان الحصول على تقارير دائمة من الاستخبارات الفرنسية عن وضع الرئيس. في الثالث من تشرين الثاني هاتفه أحد ضباط الاستخبارات وقال له ان عرفات في وضع حرج و"الحديث عن مسألة ساعات". قرر دحلان العمل. خرج الى المستشفى ولقي سهى، لكنها رفضت في هذه المرة ايضا أن تُمكنه من زيارة قائده ورفضت اقتراحه أن يستدعي الى باريس أبا مازن وأبا علاء. عاد دحلان الى رام الله ليُحدث الوريث أبا مازن بالوضع!
• مع التحفظ على الكاتب إلا أن ما كتبه جاكي خوجة مراسل صحيفة معاريف للشؤون العربية بتاريخ 31/10/2004 يعبر عما جرى أثناء مرض عرفات من قبل المحيطين به، وعن التحضير "الإسرائيلي" للثنائي القادم، حيث يقول: الواحد تلو الاخر حج اليه - مثل التلاميذ الذين يريدون مشورة أخيرة - خصوم الرئيس حتى وقت قصير مضى. محمد دحلان الذي اتهم من الرئيس بالخيانة إذ تجرأ على العمل في سبيل مستقبل أفضل للفلسطينيين، انضم اليه في الطائرة الى عمان. سهى التي تذكرت بان لها زوج، واستبدلت ارصفة باريس بأزقة رام الله. ابو مازن الذي أمس فقط بعث عرفات اليه بالمبعوثين بتهديده بالقتل، وقف في لقاء عاجل في المقاطعة، واتفق مع الرئيس على ادارة السلطة في غيابه. وحتى اسرائيل ابتسمت للحظة للختيار بالبيجامة الزرقاء، فسمحت له بالخروج الى حيثما يريد. سمحت؟ صلّت ان يخرج. لا تسمحوا للامر ان يخدعكم: عرفات لم يجند للبلماخ. ودحلان لم يحلم طوال حياته ان يكون الى جانب الرئيس في لحظاته الاخيرة. وأبو مازن لم يسارع الى المصالحة خشية أن يقولوا انه كنّ العداء لابو عمار بعد وقوعه في الشر. وسهى لم تصل قلقا على صحته، ففي سنوات الانتفاضة الاربع كانت لها فرص كثيرة لان تأتي للزيارة. ما رأيناه يوم الجمعة على خط رام الله - عمان - باريس كان انفجار للمصالح، فرض على الجميع كالشيطان. منذ اتضحت خطورة وضع عرفات، بدأت تهب في المقاطعة رياح الفوضى. ولهذا السبب فقد احتشد الجميع، "كتفا بكتف" كما قال ابو مازن أمس، وقاموا بالمسرحية اللازمة. وكان الهدف هو بث وحدة وطنية، ولكن أيضا لتلقي بعض عدوى شرعية عرفات. ليس صدفة أن دحلان وابو مازن شريكان في هذه العصبة. فهما المرشحان الاكثر احتمالية لوراثة السلطة. ومباركته ضرورية لهما، لا لعنته.
• هذا الدعم كان من خلال سيناريو كامل أعدته سلطات الإحتلال للسيطرة علي الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في مرحلة ما بعد عرفات ، شريطة تعاون من يرتضي التنفيذ، وهذا السيناريو ينص على:
•
1. أن تسيطر إسرائيل علي كل الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن يتم تنفيذ عدد من العمليات السريعة والعاجلة للقضاء علي قادة المقاومة الفلسطينية وخاصة القيادات الإسلامية.
2. قيام الطائرات الإسرائيلية بتدمير أحياء ومناطق فلسطينية بعينها باعتبار أن هذه الأحياء والمناطق هي الأكثر قدرة علي تفريخ سلسلة كبيرة ممن وصفتهم 'بالإرهابيين'.
3. أن غياب عرفات لن يؤثر علي خطط الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أو خطة شارون بالسلام.
4. أن إسرائيل لا تعاني من عمليات إرهابية كبري في داخل المناطق الإسرائيلية 'وفق تقرير الموساد الإسرائيلي' لأن الفلسطينيين في هذه المرحلة سيكونون معنيين بالاقتتال الداخلي من أجل الوصول إلي السلطة، وأن الظاهرة الأبسط خطورة هي أن الجماعات الدينية ستحاول ملء الفراغ في الشارع الفلسطيني من أجل أن تفوز بالنصيب الأكبر في السلطة، وأن علي إسرائيل في هذه الحالة أن تتدخل بحسم وبصفة نهائية من أجل إبعاد أي تيار ديني عن الوصول للسلطة
5. أن إسرائيل ستكون عليها مسئولية أساسية ومهمة في تشجيع ظهور قيادة فلسطينية بديلة يمكن التعامل معها في المرحلة القادمة وأن هذه القيادة هي التي ستقود المفاوضات مع إسرائيل في المرحلة القادمة وأن هذه المفاوضات سيتم تقسيمها بعد رحيل عرفات إلي أطر زمنية:¬
السنة الأولي: تتعلق بشكل العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ضوء الانسحاب الإسرائيلي من غزة وبعض أجزاء من الضفة الغربية.
السنة الثانية: تتعلق بجوانب العلاقات الأمنية وعلاقات الحكم الذاتي الفلسطينية.
السنة الثالثة: تتضمن توقيع اتفاق السلام النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وينصح تقرير من الموساد بأن هذه القيادة يجب أن تحظي بدعم الأمريكيين والإسرائيليين وكل القوي الدولية والإقليمية، حتي وإن كانت هذه القيادة محل رفض من الشارع الفلسطيني الذي قد يتخذ بعض الشعارات لاختيار قيادة فلسطينية متشددة.
• في يوم 09/11/2004 وجهت تقارير سياسية أوروبية سرية، نشرت في أكثر من صحيفة، أصابع اتهام ضد عناصر فلسطينية وزعمت تورطها في تنفيذ الرغبة الإسرائيلية لإنهاء حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومن ثم بدء مرحلة سياسية جديدة من التفاهم والتفاوض مع إسرائيل في غيابه. حتى تكون هذه المرحلة أكثر فائدة ونفعا للفلسطينيين، وذلك بسبب استمرار رفض إسرائيل التعامل أو التفاوض مع عرفات. وزعمت التقارير أن اتهامات متبادلة أثيرت خلال الساعات الأخيرة بين عناصر فلسطينية داخليا ولم يجرؤ أحد على الإعلان عنها رسميا، حيث كانت هذه العناصر محل ثقة عرفات، وعلى اتصال ووجود تام معه خلال فترة حصاره في المقر الدائم في رام الله. وأن هناك شكوكاً متبادلة بين الفلسطينين نظرا لأن الجانب الفلسطيني مسؤول مسؤولية تامة عما كان يصل إلى مقر عرفات من أدوية وطعام، لا يمكن أن تصل إليها أيد إسرائيلية بصورة مباشرة لتدس فيها السم. وتزعم التقارير أن رغبه العناصر المتورطة في إنهاء حياة عرفات لا تتعلق بصورة كبيرة بمطامع سياسية لتحل هذه العناصر محل ياسر عرفات في السلطة أو تحصل على منصب كبير في مرحلة ما بعد عرفات، بل إن التواطؤ لإتمام هذه المؤامرة استند على ضرورة بدء مرحلة جديدة في التفاوض مع إسرائيل وإنهاء الجمود الذي طال في التفاوض وإيجاد حل، خاصة مع إمعان إسرائيل في تحركاتها العسكرية وتوجيه ضربات للمدن الفلسطينية.
• بل أن الأمر يعود لسنوات مضت حيث كتب ديفد هيرست مراسل الغارديان البريطانية في الشرق الأوسط في العام 1996 ان اوساطا محيطة بالرئيس الراحل ياسر عرفات تخشى من ان اسرائيل تسعى لتحويل ولاء القوى الامنية الفلسطينية ضده. وينقل هيرست عن أحد المسؤولين: "بعض قادة هذه الاجهزة يرتبط باسرائيل على الأقل قدر ارتباطه بعرفات. يوما ما؛ سيأتي وقت يقرر فيه الاسرائيليون ان عرفات كثير الجدل قد أدى دوره واستنفذ غرضه."ويتابع هذا المسؤول:"الاسرائيليون يدفعون بمحمود عباس - احد مفاوضي اوسلو السريين - لأخذ مكان عرفات وهم يعتمدون على محمد دحلان ليقود الانقلاب."، هذا في عام 1996، وتم التنفيذ عام 2004!!
• هذا أيضاً أكده الكاتب عبد الباري عطوان الذي كتب في ذكرى رحيل عرفات الأولى تحت عنوان: "ياسر عرفات الذي عرفت" قائلاً: "واكشف سراً آخر، وهو انه ادرك ان طلبات الإصلاح الأمني التي حملها اليه اللواء عمر سليمان رئيس هيئة المخابرات المصرية العامة، هي بداية النهاية بالنسبة اليه، وطلب من احد مساعديه ان يتصل بي هاتفياً، ويبلغني أن هناك ثلاثة سيناريوهات حملها اليه المبعوث المصري.
• الأول اسرائيلي يريد قتله، والثاني امريكي يقترح ابعاده، والثالث مصري يريد انقاذه شريطة تنفيذ "الإصلاحات" أي دمج الاجهزة الأمنية، وفصل تسعين من قادتها، والتخلي عن جميع صلاحياته الأمنية والسياسية لرئيس الوزراء، وإلا فان الحماية المصرية سترفع عنه"، وهو ما حدث تماماً.
• يقول الكاتب نضال حمد في مقال يحمل عنوان: "حملة لتصفية العرفاتية في السلطة الفلسطينية": القضاء على العرفاتية اعتبر منذ البداية مطلبا أمريكيا وإسرائيليا منسجماً مع التوجه العباسي الدحلاني، وذلك حرصا من ورثة عرفات على تعزيز مكانة التحالف العباسي الدحلاني في السلطة الفلسطينية على حساب جماعة عرفات والآخرين الذين قد يحسموا أمرهم مع القدومي. لكن لا بد هنا من التذكير بأن الكثيرين من مساعدي عرفات وأعوانه المقربين أعلنوا ولائهم للملك الجديد بعد موت ملكهم القديم، وخذوا مثالا على ذلك رمزي الخوري ونبيل ابو ردينة ...
رغم أن الذين يأخذون قرارات الإقالة والتسريح لقادة الأجهزة الأمنية ليسوا أفضل حالا من المقالين والمسرحين، وأن معظمهم من الطرفين أو المعسكرين المتناحرين هذه الأيام،كانوا في عهد ياسر عرفات قد نهبوا وسلبوا وخربوا في فلسطين وخارجها،طبعا مع استثناءات قليلة ومعروفة لناس شرفاء مع أنهم قلّة قليلة.. فان صراع اليوم يدور بينهما على خلفية الهيمنة والسيطرة، خاصة أن مدرسة الفساد والخراب التي أنجبتهم وربتهم وصنعت منهم جنرالات ووزراء وقادة هي نفس المدرسة التي اغتالت ناجي العلي وحنا مقبل والغفور وغيرهم من مناضلي شعب فلسطين وهي بالمناسبة نفس المدرسة التي انجبت دحلان والرجوب وعباس. وهذه المدرسة خربت وفسدت وأجرمت بحق الوطن والمواطن،مدرسة جاءت بأمثال أبو الزعيم وأبو الطيب ال17 والحاج إسماعيل جبر (كان قائدا للقوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية ولحركة فتح في جنوب لبنان وفر من المواجهة مع الصهاينة من مدينة صيدا سنة 1982، وأول من دخل عائدا عبر اوسلو إلى مدينة أريحا مع عناصر من شرطة سلطة غزة وأريحا) وعتاريس أجهزة الأمن والاستخبارات في غزة والضفة.. مدرسة فساد وخراب واحدة، أنتجت مجموعات ورموز من اللصوص والجنرالات وقادة المصادفة الذين لم يقدموا لفلسطين سوى الخراب وسواد الوجه..
لا يمكننا القول سوى أن الحملة التي بدأت بإقالة الجنرالات والضباط ليست سوى تحقيقاً لمطالب أمريكية إسرائيلية لطالما رفضها الرئيس الراحل ياسر عرفات. ونحن رغم عدم التقائنا مع نهج الرئيس الفلسطيني الراحل وتربيته للفاسدين واحتضانهم وحمايتهم، إلا أننا لا نلتقي أيضا مع مدرسة محمود عباس للمتآمرين والمنتفعين والمستسلمين، مدرسة اللصوص وأصحاب الشركات والاختلاس والتجارة بالوطن والمواطن بحماية إسرائيلية أمريكية.
• أخيراً يقول الكاتب عدلي صادق تحت عنوان "ضرورة التحقيق علي كل الخطوط: أبو عمار بعد عام علي السُم"، بتاريخ 17/10/2005: "أعلن منذ الآن، أن في حوزتي وثائق تفيد التحقيق علي الخط المالي والإداري. فقد كانت هناك تحويلات مالية، نوّهت لها سريعا في أحد المقالات قبل مرض أبي عمار، وكنت أتحسس خطورتها وأعرف أنها من إرهاصات التصفية، وهي ذات دلالات من شقين: الأول هو التحويل من حسابات للمنظمة في الخارج، بمعدل حوالة كل أسبوع، وهناك أهمية ذات مغزي بعيد، لعناوين التحويل، والثاني هو التجرؤ علي تزوير توقيع الرئيس الشهيد، دونما خوف من الانكشاف، كأن من اقترف التزوير والتحويل وضخ المال، كان متأكدا بأن الرجل قد أصبح في عداد الأموات، حتي قبل أن يتناول طعامه المسموم، مساء يوم 12 تشرين الأول"، ومن هنا أوجه له النداء اكشف ما لديك وافضح المتآمر أو المتآمرون، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
إني أتهم
لم يعد هناك شك بعد كل تلك الحقائق أن ياسر عرفات قُتل، بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل من كانوا حوله، وفي أفضل الظروف هم مشاركون بالجريمة بمنع العلاج وتأخيره وتعطيله، والتكتم عن الحقيقة، والكذب المفضوح، والتلفيق والتضارب في الروايات، وتعطيل لجان التحقيق بعد تشكيلها لذر الرماد في العيون، وعقد الصفقات المشبوهة، والإنقلاب على سيدهم الذي طالما تغنوا برمزيته وزعامته، بل وبلعن عهده وعصره.
من تآمر لقتل عرفات وضع السيناريو لما بعده، ومن خطط لمرحلة ما بعد عرفات ومنذ سنوات هو من تورط في تصفيته، سياسياً قبل أن يكون جسدياً، ومن خان مرة يهون عليه أن يخون مرات، وكل من كان حوله متهماً حتى تظهر الحقيقة، ولا شيء أقل من الحقيقة.
الرهان على النسيان لإبقاء الأمر طي الكتمان لن يفلح، وتجاهل الموضوع سيثير المزيد من الشكوك، وأصابع الإتهام ستطال الكثيرين الجدد، وكما قال م. أسامة عليان: إن من يتحمل هذه المسؤولية هو السلطة الفلسطينية أولاً وأخيراً والمسؤولون فيها ، فإذا لم يكن لأي منهم دور في التسميم الأول ، فهم شركاء في الجرائم التالية واحدة واحدة دون شك في ذلك ، مع إضافة بسيطة مفادها أنهم قدموا مكافأة عظيمة لقتلة الإغتيال الأول.
يقول بسام أبو شاويش: ليبق ملف ياسر عرفات مفتوحاً ، ولتحرص كل الجهات الرسمية وغير الرسمية الفلسطينية على متابعة هذا الملف ، ولتذهب كل الاعتبارات السياسية إلى الجحيم ، وإلا فان أصابع الاتهام ستطال الجميع ، فهل تبدأ السلطة الوطنية بقياداتها الجديدة والقديمة بالتحرك الفوري جدياً بهدف الوصول إلى الحقيقة أم انهم سيعتبرون القضية منتهية وحينها فإن سهام الاتهام ستنطلق في كل الاتجاهات وستطال الجميع ولن يكون هناك أحد بمنأى عن الاتهام.
حكام المقاطعة الجدد، وكل رموز السلطة هم في قفص الإتهام، والإتهامات والدلائل ضدهم قوية، ولن ينقذهم سوى فتح تحقيق حقيقي وجدي ورسمي، والأهم محايد، وبمشاركة من يوثق بأخلاقهم وضمائرهم، وللتحقيق على كل المسارات السياسية والجنائية والمالية، وحتى الإنسانية.
إن من ينظر إلى صور عرفات خلال السنوات الأخيرة والمرفقة مع هذا البحث، لا يستطيع إلا أن يقف وقفة حساب ومراجعة، فهاهو الرجل الذي كان يحكم ويرسم، ويمسك بزمام الأمور بقيضة من حديد يضعف وتخور قواه، ويرحل عن الدنيا دون أن ينصفه رفاق الأمس، حكّام اليوم، ليدفنوه ويدفنوا سرّه معه، فهل يتعظ هؤلاء من التاريخ، أم أنهم أمنوا مكر الله؟ لينظروا في الصور ويقرروا، فدوام الحال من المحال، وكلنا إلى زوال.
أخيراً، هذا نداء لكل مخلص شريف، سواء اتفق مع عرفات أو اختلف، كان معه أو عليه، أحبه أم لم يحبه، أن يطالب بإنصاف التاريخ والحق والعدل، ومعاقبة الجاني أو الجناة، وأن لا نكتفي بكتابة البكائيات والمرثيات، وهو ما لمسناه خلال الأسبوع المنصرم، حيث كثرت الكلام والتأبين دون الدخول في لب القضية الجريمة، ولنتذكر جميعاً نظرات الخوف والتوسل في عيون عرفات المغدور وهو يُدفع داخل الطائرة، كمن يستنجد بشعبه ممن حوله، هذه النظرات الحائرة التائهة التي كانت آخر عهد الناس به، وآخر عهده بالناس.
الوفاء ليس بالأشعار والرثاء، ولا بالدموع والبكاء، ولا بأضرحة الأولياء، كما يحاول حكام المقاطعة الجدد الإيحاء، بل بكشف المستور، وإحقاق الحق، ومعاقبة المسؤولين المتورطين في جريمة إغتيال ياسر عرفات، وما دون ذلك هو الرياء!
رفعت الأقلام وجفّت الصحف، أفضى عرفات إلى ما قدّم، رحمه الله ورحم أمواتنا جميعاً، وغفر له ولنا.
د.إبراهيم حمّامي
نوفمبر/تشرين الثاني 2005
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
من خلال جمع ما تناقلته اوساط فلسطينية وعربية ودولية عن ادراماتيكية اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كانت جميع المؤشرات تصب في جهة وحيدة قامت بعملية تسممه واسند ذلك الى اسرائيل والجهات الامنية وكثير من المتقدمين في البحث ذهبوا الى البحث والتمحص في الحلقة الوسيطة التي ادت الى اجراء تلك العملية الاختراقية في حياة الرئيس عرفات ومكتب الرئيس ، وذهب فريق اخر في عملية استدلالية لحدوث هذا الحدث وهو اتمام عملية التسمم الى مواقف الرئيس عباس ما قبل عملية التسمم وما بعدها وقيادات اخرى في المقاطعة ومواقف قام بها ابو مازن لمنع تشريح الجثة وعدم اصدار قرار بالبحث في ارشيف ياسر عرفات في تونس او اجراء عملية تحقيق واسعة ذات صلاحيات في هذا المجال وكل ما صدر عن مقدمات اغتيال عرفات هو ما تحدث عنه الدكتور الكردي وما تحدثت عنه سها عرفات عندما قالت:يريدون ان يدفنوا ياسر عرفات وهو حيا ً وما سبق ذلك من استدعاء فرق طبية للوقوف على حالة الرئيس واستثناء الدكتور الكردي .
شخصت عملية الاغتيال بأنها سياسية امنية على خلفية مواقف ياسر عرفات من مؤتمر كامب ديفيد حيث ذهب فريق من قيادات الامن في تفسير رفض عرفات لما طرح عليه في كامب ديفيد بأنها عملية خيانة قام بها ياسر عرفات واذا اجزنا هذا الاتهام هل كانت خيانة ياسر عرفات للشعب الفلسطيني ولفتح ام خيانة ياسر عرفات لنهج الجاسوسية والتعامل مع اسرائيل .
فضائح الملف المالي لحركة فتح التي تنشر في المواقع يوميا ًاحيانا ً تنشر بشكل موثق بموازنة قدرها من 4 الى 6 مليون دولار تتحكم فيها وفي انشطتها قيادة المقاطعة الآن وما قبل ذلك فهي اموال موزعة على بعض قيادات اللجنة المركزية ومستشاري الرئيس عرفات في اثينا والامارات ودول اخرى واموال اخرى من الصعب حصرها .
تتداخل الاسماء بدون حسم عن السقف المالي لتلك الانشطة ومازالت كوادر حركة فتح تطالب بالحصر المالي وهذا لم يتحقق لحتى الآن .
لا نهمل الجانب الامني والسياسي في المشكلة ولكن هل فعلا ً الجانب الامني والسياسي هو من قتل عرفات ؟؟ في حين ان عرفات قدم مالا يمكن ان يقدمه اي قيادي فلسطيني بمواصفاته المطروحة على العمل الوطني الفلسطيني تتمتع بها شخصية ياسر عرفات .
ابو عمار من اعطى الضوء الاخضر لعقد اتفاقية اوسلو ، ابو عمار هو الذي خانته حاسته السادسة في عملية التوازن بين التيارات في داخل فتح ، حيث استفحل تيار الاختراق والتيار المتعاون مع الصهيونية في ظل هذا التوازن ولكن ابو عمار قدم الكثير من اجل حصوله على الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كحد ادنى يرضي الشعب الفلسطيني مقابل كثير من التنازلات دفعها ياسر عرفات من اجل تحقيق هذا الهدف ، اذا ً في اعتقادي ان عملية اغتيال ياسر عرفات لم تكن المواقف الامنية والسياسية لياسر عرفات هي السبب الوحيد بل هناك عامل اهم دفع لاغتيال ياسر عرفات وهو الملف المالي لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وعندما يكون التفكير بحكم ما يستدعيه رأس المال فإن منهجية الاغتيال تبقى قائمة وخاصة الشخص الوحيد القادر على محاسبة ولملمة اموال حركة فتح هو ياسر عرفات وان اتخذت عملية التصفية الجانب السياسي والامني كتغطية لعامل اهم وهو السيطرة على رأس المال للمتحكمين في دخل حركة فتح .
على ضوء الفضائح وكشف الوثائق عن التجاوزات والاختلاسات والتسيب والاستغلال الغير مشروع لاموال حركة فتح يجب الاهتمام في الملف المالي كعنصر اساسي واضافي ادى الى اغتيال وتصفية ياسر عرفات ، فعندما تتوحد المصالح بين رأس المال يمكن ان يأخذ الصراع شكلا ً من اشكال التغطية الامنية السياسية وومكن ان تتحالف المصالح بين متطلبات قوى الاحتلال والقوى السياسية المنحرفة في داخل حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية .
لماذا اهمل الملف المالي لياسر عرفات في عملية التحقيق او تصور حدوث الجريمة ، هل يكفي ان نقول ان الموساد هو من اغتال ياسر عرفات وهي يكفي ان نقول ان تصفية ياسر عرفات اتت على قاعدة رفضه لما طرح عليه في كامب ديفيد، بهذا التصور يمكن ان نبرء من قاموا بعملية الاغتيال بشكل مباشر ، نتذكر عملية الاختلاس التي تمت في هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية وبعدها بشهور تمت تصفية مكي مدير عام هيئة الاذاعة والتلفزيون وياسر عرفات مشي في جنازته والأخرون اعتبروه مختلسا ً سارقا ً ، مؤشر اغتيال مكي يمكن ان يكون بوابة للوصول الى حقيقة الاهداف التي تم من اجلها اغتيال ياسر عرفات .
الملف المالي والاحتكاري والرأس مالي للمتنفذين في داخل حركة فتح وسلطة رام الله تتحدث عن ارقام فلكية يلعب بها هؤلاء من اموال حركة فتح وشركات الادوية والشركات الاستثمارية ، فلقد ذكرت بعض وسائل الانباء ان صفقة الدواء الفاسد كان ورائها بعض المتنفذين في سلطة رام الله ومستشاري الرئيس الفلسطيني وتحدثت بعض الانباء عن شركات مساهمة يقودها ابناء متنفذي حركةفتح تحت ستار اعمار غزة ومشاريع هنا وهناك وارصدة تتحرك بين هذا وذاك في غياب سيطرة على اموال حركة فتح التي تعاني من التفتت على مستويات متعددة التنظيمية والامنية والسياسية من اعلى الاطر الى ادنى الاطر .
الرئيس ياسر عرفات رئيس معترف به من الجامعة العربية والامم المتحدة بموجب اجراءات سياسية اتخذها ياسر عرفات ليس هناك سلطة فلسطينية قادرة على ان تكشف الحقائق في كيفية موت ياسر عرفات والهدف منه ولذلك كان من المفروض ان تتولى الجامعة العربية البحث في كيفية السيطرة وجمع اموال حركة فتح ، فياض قدم طلب للموساد بمساعدته عن 750 مليون دولار كانت تحت تصرف ياسر عرفات ومستشاريه ، كوندا ليزا رايس رهنت مساعداتها للسلطة بجدية الرئيس الفلسطيني بالكشف عن اموال حركة فتح واموال ياسر عرفات المكشوفة والتي تقدر ب 750 مليون دولار ،قريع قال للرئيس الفلسطيني ابو مازن ان ما تطلبه امريكا خطير اي تريد ان تضع رقابنا في يد الصندوق الدولي وامريكا ؟؟!!
اذا ً هناك احتمالية بأن من المسببات الرئيسية لاغتيال ياسر عرفات ليس الاجراء السياسي والامني فقط بل هو اجراء مالي اقتصادي بين عدة شخصيات بما فيها زوجة ياسر عرفات ولا يتعدى تعدادهم عن العشرة .
اذا ً مطلوب من الجامعة العربية ان تفتح تحقيق في الملف المالي لمنظمة التحرير ولحركة فتح ولأن من واجبات الجامعة العربية ان تحافظ على مصالح الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية ولأن اموال حركة فتح جزء لا يتجزء من اموال الشعب الفلسطيني يجب ان يسترد ولا يجب ان يكون ملكية خاصة لهذا اوذاك من قيادة حركة فتح المهلهلة التي تكشف الانباء يوميا ً عن صراعات على كيفية تقسيم الكعكة الفتحاوية بين قياداتها قأبو عمار في اخر ايامه بلغ سن الشيخوخة واصبح الشيخ المحاصر من جميع الجوانب ، ففي هذه الحالة الملف المالي يمكن ان يكون سبباً في عملية تصفية الشيخ العجوز لورثة يعتبرون نفسهم هم اولياء بالشرعية الثورية !
وحاشى الله ان يكون هؤلاء هم ممثلي الشرعية الثورية .
بقلم/ سميح خلف
مصادر عن الفساد المالي في حركة فتح وسلطة رام الله :-
طرحت على ابو مازن خلال مؤتمر لندن و هددوا بوقف كل المساعدات في حال عدم تنفيذها
الشروط الامريكية و الاوروبية لتمويل السلطة الفلسطينية
الحدث
آذار 2005
* اجتماع في قاعة مغلقة جمع (7) اشخاص (4) مثلوا واشنطن و لندن و الاتحاد الاوروبي و البنك الدولي و (3) مسؤولين في السلطة .
* رايس و سترو خاطبا ابو مازن بحزم : بعد ان تعود من لندن عليك ان تسيطر على صندوق الاستثمار الفلسطيني و الا فلا تتوقع دولارا واحدا.
* ممثل البنك الدولي و وزير مالية السلطة تحدثا عن تفاصيل تحقيقاتهم عن اموال عرفات ، و كشفوا عن وثائق تحدد مكان (4) مليارات .
* وزيرة الخارجية الامريكية قالت لابو مازن : نوقف التمويل و القضية بيدك ، لديكم الاموال المطلوبة لتغيير الوضع .. و طالبت بيع ممتلكات صندوق الاستثمار لتمويل المشاريع .
* عباس طلب عقد جلسة طارئة للمجلس بعد عودته و لم ينجح ، و قريع اتهم رئيس السلطة بالوقوع في كمين امريكي بريطاني للسيطرة على اموال السلطة .
اثناء انعقاد مؤتمر لندن في مطلع الشهر الجاري / آذار لدعم السلطة الفلسطينية و تثبيت كيانها الجديد المتكون بعد رحيل عرفات دار من وراء الكواليس مباحثات امريكية – اوروبية – فلسطينية تكشفت فيها امور تتعلق بالوضع المالي للسلطة ابان و بعد حكم عرفات .
و وفق ما تسرب من معلومات جديدة حول ما دار في المؤتمر فقد تم تحديد مكان من 4 الى 6 مليارات دولار من اموال الفلسطينيين مما دفع بالامريكيين و الاوروبيين بتقديم اشتراطات على السلطة الفلسطينية قبل ان تتمكن من الحصول على اي دولار وعدت به في المؤتمر .
و كان لهذه الاشتراطات اثارها العميقة داخل القيادة الفلسطينية حتى انها احدثت زلزالا في الخفاء و بات الجميع ينتظر الحسم بموضوع السيطرة على هذه الاموال الطائلة و ربما يؤدي هذا الامر الى انهيار حركة فتح داخل الشارع الفلسطيني اذا ما ثبتت المزاعم و الادعاءات التي اثيرت .
و في تفاصيل الخفايا التي كشفت عنها مصادر اوروبية و تلفقتها مصادر استخباراتية اسرائيلية انه و في الشهر الاول من شهر آذار الجاري و عندما كان مؤتمر لندن منعقدا للبحث في الاصلاحات الفلسطينية و منح الفلسطينيين مساعدات اقتصادية و اثناء استراحة الظهيرة اجتمع في غرفة مغلقة في قاعات اليزابيث حيث انعقد المؤتمر بحضور سبعة اشخاص اربعة منهم مثلوا الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد الاوروبي و البنك الدولي و الاشخاص الثلاثة الآخرون مثلوا الجانب الفلسطيني .
و حضر اللقاء من قبل الولايات المتحدة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس و التي طلبت بدورها من مساعديها الرئيسيين البقاء خارج الغرفة و مثل البريطانيين وزير الخارجية البريطاني جاك سترو و حضر عن الاتحاد الاوروبي المسؤول عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي بينيتا فيرارو والندر و مثل البنك الدولي في اللقاء نيغيل روبيرتز منسق نشاطات البنك في الضفة الغربية و قطاع غزة .
و كان مشاركا من الطرف الفلسطيني رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن و وزير ماليته سلام فياض ، و وزير الاسكان محمد شتيه ، و هو المسؤول عن اموال ابو مازن و مستشاره المالي الشخصي .
و استنادا لمصادر اسرائيلية استقت معلوماتها من مصادر اوروبية و امريكية فقد استهل المحادثات كل من كونداليزا رايس و جاك سترو حيث توجها الى ابي مازن بالقول : بعد ان تعود من لندن الى رام الله و على الفور قم بالسيطرة على صندوق الاستثمار الفلسطيني و اذا لم تقم بذلك عليك ان تنسى كل الاقوال التي سمعتها في قاعة المؤتمر و ان تنسى ان الفلسطينيين يمكن ان يتلقوا دولارا واحدا .
و بحسب زعم مصادر امريكية و فلسطينية كانت مطلعة على تفاصيل كل ما جرى في هذا اللقاء فان وزيري الخارجية رايس و سترو لم يوضحا اقوالهما و كانت رسالتهما الى محمود عباس رسالة واضحة و شديدة .
و طلب من نيغيل و سلام فياض الادلاء بكل ما لديهما من التفاصيل التي توصلا اليها من تحقيقاتهما حول مكان وجود اموال ياسر عرفات .
و من خلال اقوال فياض و روبيرتز فان الحديث كان يدور عن 4 مليارات دولار كان يعرف مكان وجودها و هناك وثائق تثبت ذلك بالاضافة الى مبلغ يتراوح بين مليار دولار الى مليارين هناك معلومات جزئية عن وجودها او لا يوجد وثائق تدلل على ذلك .
و قال روبيرتز و فياض ان هناك ما بين 3-4 مليارات دولار تم استثمارها من قبل شخصين اثنين هما سامر خوري و محمد رشيد الذي كان لسنوات طويلة المسؤول الشخصي عن اموال عرفات .
اما سامر خوري فهو فلسطيني يعيش في اثينا في اليونان و يترأس شركة بناء ضخمة باسم مجموعة "سي.سي.سي" و التي تتولى تشغيل 35 الف عامل في منطقة الشرق الاوسط و افريقيا و يعمل في مكاتب الشركة الموجودة في اليونان اكثر من 1000 مستخدم .
و قد وصف روبيرتز و فياض و بشكل موسع كيف عملت هذه الماكينة المالية لقد كان لياسر عرفات سيطرة مطلقة على جميع الاموال التي كانت تتدفق للسلطة الفلسطينية و معظمها من الدول المانحة لغاية بناء مصادر تشغيل و مدارس و مؤسسات عون طبي و مصادر مياه و طرق ، كان عرفات بالتشاور مع محمد رشيد اين يمكن استثمار هذه الاموال بدل استخدامها للغايات التي خصصت لاجلها و بعد ان اتخذ الاثنان قرار بالموضوع كان رشيد يسافر الى اليونان حيث مكاتب مجموعة "سي.سي.سي" و يتلقي هناك سامر خوري للقيام بمشاورات اضافية و كان يتم اتخاذ قرار نهائي اين سيتم استثمار الاموال .
في العام 2002 و عندما دخلت الانتفاضة الفلسطينية عامها الثاني و ضغطت على الدول المانحة من اجل تشكيل جهة واحدة تتدفق اليها اموال المساعدات الموجهة للفلسطينيين في محاولة لمنع تدفق الاموال بواسطة تدفق اموال ارباح الاستثمارات الى ما تعتبره عناصر ارهابية وفق رأي المصادر و ايجاد رقابة على حركة الاموال تم تشكيل صندوق الاستثمار الفلسطيني و تم تعيين سامر خوري و محمد رشيد اعضاء مجلس ادارة فيه .
و كان التغيير وفق رأي المصادر شكلي فقط و بدعم و تأييد عرفات كان سامر خوري و محمد رشيد اصحاب السيطرة المطلقة على صندوق الاستثمار الفلسطيني و استمر الاثنان باتخاذ القرارات حول اين و كيف يتم ادارة الاستثمارات .
و تنقل المصادر الاسرائيلية عن استنتاجات البنك الدولي و وزير المالبية الفلسطيني سلام فياض انه تم استثمار الاموال في صندوق الاستثمار الفلسطيني بدءا بشركات الاتصالات في البرازيل و شركة الطيران الوطنية لجينا بياساو و مزارع فهوة الزمبابوي .
و عودة لما جرى في اجتماع لندن فان كونداليزا رايس و جاك سترو لم يطلبوا من ابو مازن السيطرة على صندوق الاستثمار الفلسطيني فقط بل طلبوا منه ايضا البدء ببيع املاك الصندوق اذ قالت رايس لابي مازن بالحرف الواحد : توقف عن التجوال و القبعة في يدك ، فلديكم الاموال المطلوبة لتغيير الوضع الاقتصادي في السلطة الفلسطينية .
عاد منسق اعمال البنك الدولي في الضفة و غزة روبيرتز و ذكر بمشاريع البنك الهادفة لايجاد 50 الف فرصة عمل جديدة في قطاع غزة و هو امر مرتبط باستثمار مليار دولار.
و اوضح كل من رايس و سترو و بنيتا لابي مازن ان مبلغ 350 مليون دولار التي وعدت بها السلطة الفلسطينية في ذات يوم في مؤتمر لندن سيصل الى السلطة بشرط واحد هو اذا رأت كل من واشنطن و لندن و بروكسل و البنك الدولي بام اعينهم ان 350 مليون دولار قد دخلت الى الخزينة الفلسطينية من بيع املاك صندوق الاستثمار الفلسطيني فان الاموال الموعودة ستصل دولار مقابل دولار ، و اذا لم تصل الاموال فان المبلغ الموعود من مؤتمر لندن لن يصل الى الفلسطينيين .
و نقل عن مصادر فلسطينية ان ابي مازن و فور عودته من لندن الى رام الله قام بالدعوة الى عقد جلسة طارئة لمجلس ادارة صندوق الاستثمار الفلسطيني كان على جدول اعمالها اجراء تغيير في السياسات الاستثمارية للصندوق و اعادة النظر بممتلكاته و لكن حتى اليوم لم تعقد هذه الجلسة و السبب في ذلك يعود الى ان الطلب الامريكي – الاوروبي من ابي مازن السيطرة على اموال الصندوق اثار زلزالا بالخفاء عند الفلسطينيين .
فقد اتهم رئيس الوزراء ابو علاء و القادر على اعاقة اي توقيع او تنفيذ اية اوامر في السلطة الفلسطينية اتهم ابو مازن انه دخل باعين مفتوحة الى كمين اعدته له واشنطن و لندن و هو ما اسماه "المحاولة الامريكية – البريطانية للسيطرة على الاموال الفلسطينية" و جميع اعضاء مجلس ادارة صندوق الاستثمار الفلسطيني البالغ عددهم 11 عضوا اما استقالوا او يوشكون على تقديم استقالاتهم .
فقد استقال كل من سامر خوري و المليونير الغزاوي جودات خضير و صبيح المصري و محمد رشيد نتيجة ذلك حدثت بين اوساط القيادة الفلسطينية ثلاث تطورات مرتبطة بالمبالغ الضخمة .
الأول: بات لا يوجد شخص ينظر بامر بالمشاريع التي تم استثمار الاموال بها اذ ان احد الاسباب وراء الصمت المطلق الذي خيم على المنظومة الاقتصادية و المالية الفلسطينية هو حقيقة ان معظم العاملين في صندوق الاستثمار الفلسطيني هن من ابناء و بنات و اقارب و اصدقاء كبار المسؤولين في القيادة الفلسطينية و جميعهم تلقوا تعليمات من عائلاتهم التي ادخلتهم للعمل في الصندوق بان لا يقوموا باي شيء واي فوضى حتى يتضح و بكلمات اخرى حتى توضح القيادة الفلسطينية لنفسها كيف سيلحق الوضع الجديد الضرر بمكانتها السياسية و المالية.
الثاني: حيث ان عرفات كان يسيطر و يدير امور هذا الصندوق بواسطة سامر خوري و محمد رشيد فقط فانه لا يوجد في السلطة شخص يعرف لمن يوجد صلاحيات لتشغيل الصندوق او يوقع باسمه او يقوم بتعيين اعضاء جدد في مجلس الادارة و يحاول وزير المالية الفلسطيني سلام فياض، ايجاد اجابات قانونية عن هذه التساؤلات .
الثالث: بدات تظهر و تتطور بين كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية و قادة الاجهزة الامنية و المخابرات خلافا قسما منها مرتبط بالسؤال القائل من سيتم اختياره لادارة الصندوق و قسم آخر مرتبط بمحاولة احتلال مراكز قوى قبل ان تبدأ المبالغ الكبيرة بالوصول الى الضفة الغربية و قطاع غزة .
و بحسب زعم مصادر فلسطينية مطلعة على تفاصيل الموضوع فام المقربين من ابو مازن قالوا له انه طالما لا يوجد سيطرة مباشرة على صندوق الاستثمار الفلسطيني فانه يحمل لقب رئيس السلطة الفلسطينية فقط و ليس اكثر من ذلك فرنسيس بدون اموال هو رئيس بدون قوة .
وعدا عن المقربين من ابو مازن فانه من الواضح لباقي افراد القيادة الفلسطينية ان كل من ستكون له سيطرة على 4 مليارات دولار يستطيع ان يعمل بواسطتها بثلاثة مجالات :
الاول: الفوز بمنظومتي الانتخابات التي يقترب موعدها في السلطة الفلسطينية الا و هي الانتخابات البلدية و المحلية في الضفة و غزة و التي ستجري في الثامن و العشرين من نيسان القادم و الانتخابات البرلمانية التشريعية العامة و التي ستجري في 17 تموز القادم فان اي مرشح لهذه الانتخابات و على راسهم ابو مازن و الذي سيكون بيده السيطرة على اموال الصندوق يستطيع شراء الاصوات المطلوبة للفوز حسب تعبيرهم .
الثاني: انه بالامكان بواسطة هذه الاموال الضخمة شراء خدمات و السيطرة على اجهزة الامن الفلسطينية او على جزء منها فبدون وقوف هذه الاجهزة الى جانب المرشحين ليس لهم اي فرصة للنجاح .
و المجال الثالث: الذي يمكن من خلاله استغلال السيطرة على الصندوق هو ان مبالغ طائلة كهذه تعلب دور حاسم داخل حركة فتح و التي تعتبر الذراع السياسي المركزي التي يعلق ابو مازن عليها آماله .
فهذه الاموال قادرة على احياء او اماتة مجموعات سياسية داخل الحركة هناك من افراد حركة فتح من يعتقدون ان هذه الاموال و المعركة للسيطرة عليها ستؤدي في نهاية المطاف الى خراب نهائي لحركة فتح و انهيار سيطرتها على الشارع الفلسطيني .
و نقل عن حسين الشيخ السكرتير العام لحركة فتح في الضفة و ابن عم جميل الطريفي و الذي كان في احد المرات وزيرا للعدل في الحكومة الفلسطينية و احد المقربين من ياسر عرفات ، و الذي نجا خلال شهر آذار الحالي من محاولة اغتيال من قبل مسلحين في رام الله قال الشيخ مؤخرا:
ان حركة فتح اصبحت كاتحاد امارات مثلما كان الحال في المانيا قبل مرحلة بيسمارك عندما تصارع الامراء فيما بينهم حتى قتل كل واحد خصمه.
و لم يقل الشيخ لماذا يقتتلون داخل حركة فتح لكن الامر واضح انهم يقتتلون على مبلغ 4-6 مليارات دولار في طريقها الى الضفة و غزة .
ملاحظة
شركة (CCC
) وبحسب ذات المصادرهي اختصار للشركة المعروفة (شركة إتحاد المقاولين العالمية) والتي تأسست في لبنان ثم انتقلت إلى أثينا بسبب الحرب اللبنانية الأهلية 1977م و يرأس الشركة سعيد خوري وهو فلسطيني مسيحي من صفد
2
من يعبث بالشعب ومقدراته؟
بقلم : د. إبراهيم حمّامي\ الجزيرة نت
ما أن بدأت الدماء الفلسطينية تسيل بأيدٍ فلسطينية الصيف الماضي، وما أن حُرفت البوصلة الوطنية عن مسارها لتتوجه بعيداً عن الاحتلال، وما أن أصبح شغل المواطن والسياسي والإعلامي متابعة الأوضاع الميدانية المؤسفة التي تحركها زمرة معروفة مرتبطة تماماً بالاحتلال، ما أن بدأ كل ذلك حتى بدأت معه أصابع خفية تعبث بمقدرات الشعب ومستقبله، تعبث خفية وتحت جنح السرية، غير آبهة لا بفصائل ولا بتنظيمات، ولا بمعارضة أو رقابة، توقع الاتفاقيات التي تهدر حقوق شعبنا في كل شيء، ولا أحد يعلم من هي ومن تكون!
مؤسسة الرئاسة كما يحلو لزمرة أوسلو تسميتها، رغم أن القانون الفلسطيني ينص على رئيس للسلطة وليس مؤسسة تلملم كل مهزوم فاشل، هذه الرئاسة وتوابعها عاجزة حتى عن إصدار بيان يندد بالعدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني، وتحولت لوكيل فاشل أيضاً يهاجم كل وسائل وأساليب المقاومة والتي كانت يوماً عسكرة للانتفاضة وباتت اليوم مقاومة عبثية بعد أن مرت بمرحلة "الحقيرة"، فهل يعقل أن تكون الرئاسة وتوابعها هي من يعبث بمقدرات الشعب الفلسطيني؟ أم أن هناك أيادي خفية فوق "الرئاسة"؟ سؤال ربما نجد له إجابة بعد أن نستعرض بعضاً من هذه العبثية - ولا أقصد هنا العبثية بالمعنى العباسي- من خلال ثلاث "حالات" في الأشهر الأخيرة تمس الوطن والمواطن بشكل خطير ومباشر.
1 كلنا يعلم تفاصيل اتفاقية المعابر المخزية والتي وقعها محمد دحلان واعتبرها انجازاً بطوليا، والتي كرست وجسدت السيطرة الفعلية للاحتلال على المعابر، وحولت غزة إلى سجن كبير يغلق بأوامر احتلالية، وكنت قد تناولت بالتفصيل الممل مخازي دحلان في هذه الاتفاقية تحت عنوان " إنجاز دحلان المزعوم ودوره المرسوم" بتاريخ 19/11/2005، هذه الاتفاقية الدحلانية انتهى العمل بها منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ورغم معارضة كافة الفصائل والقوى الفلسطينية دون استثناء تجديدها بشكلها الذي أراده دحلان، والمطالب الواضحة برفض السيطرة الاحتلالية على المعابر، لكن وفجأة ودون سابق إنذار جُددت هذه الاتفاقية وبموافقة فلسطينية دون علم الحكومة في حينها ودون عرضها على التشريعي، ودون حتى معرفة الطرف الذي فاوض ووافق ووقع.
فمن يا ترى قام بذلك وبأي صفة وصلاحية؟ ومن الذي خوله للتوقيع نيابة عن المؤسسات الشرعية ودون علمها؟
2 أشبع الباحثون والأخصائيون مشروع القناة الرابطة بين البحر الميت والبحر الحمر – قناة البحرين - بحثاً وتمحيصاً، ونُشرت التقارير التي تتحدث عن مضار ومخاطر هذا المشروع على البيئة، وخطورته السياسية التي تطرح التطبيع واقعاً مفروضا، ورغم أن المجلس التشريعي السابق، والمفترض أنه أعلى سلطة على الإطلاق، قرر في جلسته المنعقدة في مدينتي رام الله وغزة بتاريخ 05/07/2005، وبعد تقرير اللجنة السياسية المقدم من رئيسها غسان كنفاني، قرر عرض أي اتفاقية يجري التوصل إليها بخصوص مشروع قناة البحرين عليه قبل توقيعها باعتبارها سيادية وتمس مفاوضات الوضع النهائي(..)، رغم كل ذلك وفجأة أيضاً وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2006 وقعت اتفاقية بين “إسرائيل” والأردن والسلطة الفلسطينية وبنك النقد الدولي لرعاية بحث تمهيدي يفحص الآثار الاقتصادية والبيئية للمشروع، وجرت مراسم التوقيع داخل قاعة مغلقة في فندق فخم على الشاطئ الأردني للبحر الميتوسط تكتم وسرية شديدين من جانب الأطراف الثلاثة، وبدون دعوة وسائل الإعلام!
بغض النظر عن موقفنا من المشروع نقول من قرر ووافق ووقع هذا الاتفاق؟ ولماذا لم يناقش في التشريعي، ولماذا السرية في التوقيع؟ وهل قضية تمس مستقبل الأراضي الفلسطينية برمتها هي شأن شخصي خاص لا نعرف من يقوده ويديره؟
3 "الصفقة" الكارثية الأخيرة كانت صفقة غاز غزة، والتي أيضاً دبرت ووقعت بليل، وبشروط ما أنزل الله بها من سلطان، وبشكل كارثي حقيقي، حيث ذكرتوكالة معاً الإخبارية يوم 23/5/2007أن صحيفة التايمز نشرت الأربعاء ماقالت انه صفقة تاريخية تتعلق ببيع الغاز الفلسطيني المكتشف في شواطئ غزة إلى"اسرائيل"، وقد جاء في الخبر ان الصحيفة علمت ان مجموعة "بي جي" (المالك السابق لشركة الغاز البريطانية) قد توافق على شروطالصفقة التي وصفتها بالتاريخية والتي تقدر قيمتها بأربعة بلايين دولار امريكي، إلى هنا والخبر يحمل بشائر الخير، لكن لنراجع بعض الحقائق الخاصة بالصفقة:
• في خبر نشرته الهيئة العامة للاستعلامات المركز الصحفي - بتاريخ 3/7/2005م، أكد الوزير عزمي الشوا أن السلطة الفلسطينية قامت في عام 1999م بمنح شركة بريتش غاز البريطانية الامتياز لمدة 20 عاماً ، منوهاً أن عوائد مقدارها 60% ستكون من نصيب شركة بريتش غاز B.G ) )، و30% لشركة CCC ، و 10% لصندوق الاستثمار الفلسطيني ، مؤكداً أن هذا الغاز يعتبر من أحسن أنواع الغاز، خصوصاً وأن نسبة الميثان فيه 99.4 % و هو خالٍ من ملوثات الكبريت
• مصادر "إسرائيلية" و فلسطينية متطابقة سبق وأن أوضحت أن هناك مفاوضات مع الجانب "الإسرائيلي" لكي يشتري الغاز من الجانب الفلسطيني بمعدل 100 مليون دولار شهرياً تحصل السلطة منها على 10 مليون دولار على شكل مساعدات غير نقدية أما الباقي فيذهب حسب التوزيعة التالية 30 مليونا إلى شركة ( CCC ) و 60 مليون مليونا إلى شركة ( B.G ) و سيتم مد أنابيب الغاز تحت سطح البحر إلى مدينة المجدل لصالح الطرف "الإسرائيلي" و يبدأ تنفيذ الصفقة عام 2011م.
• شركة ( CCC ) وبحسب ذات المصادرهي اختصار للشركة المعروفة (شركة إتحاد المقاولين العالمية) والتي تأسست في لبنان ثم انتقلت إلى أثينا بسبب الحرب اللبنانية الأهلية 1977م و يرأس الشركة سعيد خوري وهو فلسطيني مسيحي من صفد من عائلة رمزي خوري المدير السابق لمكتب الرئيس ياسر عرفات و الرئيس الحالي للصندوق القومي الفلسطيني ، وحسيب الصايغ هو ابن المرحوم رشيد الصايغ الذي كان يرأس الصندوق القومي الفلسطيني سابقاً قبل أن يتولى أمره رئيس الوزراء السابق أبو علاء قريع، أما نائب مدير الشركة فهو وليد سلمان ( وليد سعد صايل) و هو نجل القائد الفلسطيني الشهيد/سعد صايل، وليد سلمان هو المدير التنفيذي للشركة في أراضي السلطة الفلسطينية والذي تمتلك شركته 40% من شركة توليد الكهرباء في غزة أيضاً.
لا يوجد اتفاق تنقيب عن الغاز أو النفط في العالم تحصل منه أي شركة استثمارية على أكثر من 50% من الأرباح فكيف حصلت شركة بريتش غاز على 60% ؟ مع العلم أن مصر قد وقعت مع نفس الشركة ( B.G ) على عقد استخراج الغاز بنسبة 50% للطرفين في المنطقة القريبة من قطاع غزة، وكيف حصلت شركة ( CCC ) على 30% وتحت أي ذريعة؟ ومن الذي قرر هذه الصفقة وبأي صفة وصلاحية؟
أمثلة على التلاعب بمقدرات الشعب، وحقائق تشير أن هناك من يتاجر بالشعب وأملاكه ومقدراته وثرواته ومستقبله، وأصابع خفية تعبث في الخفاء وبسرية تامة، في ظل عجز وتجاهل من قبل كل القوى الفلسطينية، وبوتيرة تصاعدية متصاعدة لا تبشر بخير.
هل تبقّى لبائعي فلسطين بقية للبيع؟ وهل يستيقظ الشعب وقواه قبل فوات الأوان؟ أم أن قدرنا أن تتحكم حثالة معدومة الأخلاق والضمير بكل ما يخصنا حتى الماء والهواء؟
المصدر الجزيرة نت
3
انتبهوا: رجل الأعمال الفلسطيني، ياسر محمود عباس
___________________________________________
شركة إماراتية تعتزم استثمار 500 مليون دولار في فلسطين
التاريخ : 20/3/2006 المصدر : دبي - رينا
قال رجل الأعمال الفلسطيني، ياسر محمود عباس أن شركة إماراتية يتم تشكيلها حاليا بالتعاون مع تحالف من المستثمرين الفلسطينيين المقيمين في دولة الإمارات تعتزم إطلاق مشاريع عقارية تصل تكلفتها الإجمالية إلى 500 مليون دولار في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف في حديث لقناة العقارية أن إطلاق هذه المشاريع سيتم خلال الأشهر القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن هذه الاستثمارات ستضخ في قطاعات المشاريع الإسكانية والسياحية وستتركز أكبرها في قطاع غزة والضفة الغربية.
وحول الزيارة الأخيرة لمحمد العبار رئيس مجلس شركة اعمار العقارية للأراضي الفلسطينية قال عباس إن زيارة العبار كانت استكشافية للفرص الاستثمارية ولم تسفر عن توقيع اي اتفاقات عمرانية مشيرا إلى ان الزيارة هي بداية للإعلان عن مشاريع مستقبلية
منقول عن:
شركة اتحاد المقاولين CCC
شركة انشأها منذ زمن طويل رجلى اعمال فلسطيني ولبناني ( سعيد خوري ولا اتذكر الاسم الاخر ) فى لبنان وامتد عملها فى المقاولات الكبيرة فى معظم انحاء الدول العربية خاصة السعودية والخليج وخاصة مشاريع البنى التحتية ( طرق ، مطارات، منشأت نفطية، محطات كهرباء وتحلية مياة ... الخ )
انتقل مركز الشركة اثناء الحرب اللبنانية الى اليونان وكان لها مركز رئيسي فى الامارات
كان للسلطة العرفاتية نفوذ كبير عليها ، وبالقطع كانت تستفيد بالحصول على مشاريع بالعلاقات مع كبار قادة فتح
لم يستغل هؤلاء القادة الشركة وخبراتها لاهداف تخدم الشعب الفلسطيني ، بل فى توظيف ابنائهم فى مواقع عليا فى الشركة ومنهم:
وليد ابن الشهيد سعد صايل (مهندس فى الشركة بالامارات، اصبح عضو مجلس وطني بعد استشهاد والدة، اصبح من كبار مسئولي الشركة واعلن انه "تبرع" ب 400 الف دولار لحملة ابومازن الانتخابية )
ياسر محمود عباس : ( إبن ال..... ) مهندس عمل فى الشركة منذ اوائل التسعينات، ولة الان اكثر من 35 شركة تلعب بالملايين فى فلسطين حيث يحتكر الكثير من الاعمال وفى الاردن والخليج خاصة قطر والامارات
اياد صلاح خلف مهندس ابن الشعهيد ابو اياد
ما خفى كان اعظم
الثلاثي محسن ابراهيم وسعيد خوري وباسل عقل
ترافقت على الطائرة من باريس الى بيروت مع المهندس هاني سلام. وكنت قد التقيته في باريس قبل شهرين. وكان انطباعي السابق ان الرجل يقطن في لندن حيث كنا نلتقيه طوال 20 عاما على الاقل. وبكل سذاجة سألت لبنانيا مهنته رجل اعمال ان كان «يسكن» في باريس! فقال مصححاً، انه منذ سنوات «يسكن» في لوس انجيلس وباريس محطته. قلت، اذن تمضي اكثر الوقت في لوس انجيلس؟ قال، مصححاً، لا. «البيت» هناك، اما اكثر الوقت ففي مانيلا. قلت، مانيلا هي المكتب او المقر اذن؟ قال، مصححا، لا. المقر في بيجينغ، لكن من الصعب العمل في الصين بسبب عائق اللغة، ولذلك جعلت لنفسي نصف اقامة في مانيلا، قلت، يعني شم النسيم في الفيلبين، قال، ابدا. لدينا هناك ايضاً شركة تعدين ومناجم، ويجب ان امضي وقتا في العاصمة الفيلبينية لأنهم في المرحلة الحالية يدرسون تشريعات جديدة لأعمال التعدين. قلت، ولندن، هل انهيت اعمالك فيها؟ قال، ابدا، هل هناك من يترك لندن؟ قلت وبيروت؟ قال لا. بيروت المدينة الأم، ولا بد من رؤية الاخوان بين وقت وآخر، كما انها كما دائماً بوابتنا الى الخليج. قلت ولك اعمال في الخليج ايضاً؟ قال من ليس له اعمال في الخليج؟
قررت ان اضع لأبي محمد خرزة زرقاء وان اكف عن الاسئلة وامضي الى النوم بقية الرحلة وتواعدنا في اليوم التالي على الغداء عند المحامي باسل عقل، المستشار الاقرب الى ابو مازن. وجاء الى الغداء المهندس سعيد خوري، رئيس اكبر شركة مقاولات في العالم العربي. وجاء كذلك الاستاذ محسن ابراهيم، العقل الذي حرك العمل اليساري اللبناني والتنسيق مع الثورة الفلسطينية طوال عقود. وحضر الزميل وليد شقير الكاتب السياسي في «الحياة».
على الغداء ارتاح الجميع وتحدث محسن ابراهيم. ابو خالد. واينما كانت المائدة، فاذا حضر محسن ابراهيم، فاقت متعة الاصغاء. وهكذا جلست ثروات العالم العربي تصغي الى الغذاء الفكري. وطالت الجلسة لكن كان لا بدَّ من ختام. وجاء وقت المفاكهة فكانت ايضاً عند محسن ابراهيم. وجاء وقت القهوة مع حبة الهيل فكان الهيل ايضاً ابو خالد. وقبل ان نخرج قال سعيد خوري لهاني سلام: هل جئت في طائرتك؟ فقال، لا. انها في الصيانة السنوية. فقال ابو توفيق: اذا اردت طائرتي اياك ان تتردد.
عند باب المبنى المطل على البحر، احضرت سيارات المدعوين، بدءا بالذين لا يتكلمون: مرسيدس سوداء. مرسيدس كحلية. مرسيدس بيضاء. وخرج وليد شقير على قدميه. ثم وصلت سيارة محسن ابراهيم: بيجو 406 بنية اللون عمرها عشرة اعوام. وقلت له هل لاحظت الفارق بين الذين ينجحون في العمل والذين يبرعون في الايديولوجيا؟ على الاقل غيَّر لون سيارتك!
عن الشرق الاوسط
ارشيف ووثائق اسرار الفاسدين واالصوص والعملاء
ابو عمار وسهى ترفض التعليق
بقلم: أسامة العيسة
أفادت صحيفة القدس العربي ان السلطات التونسية والاوساط المحيطة بمكتب الرئاسة الفلسطيني والدائرة السياسية في تونس فرضت طوقا من الكتمان على محاولات منهجية تقوم بها عدة اطراف للحصول ووضع اليد علي الارشيف الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهو ارشيف يضم حسب المعلومات المتسربة حول هذا الموضوع سلسلة من الوثائق والمراسلات والكتب والاسرار الشخصية والسياسية التي تكشف الكثير عن خبايا وكواليس الحياة الحافلة التي عاشها الرئيس الراحل.
ويتواجد الأرشيف الشخصي لعرفات الذي سلطت الأضواء مجددا علي أسرار وفاته مؤخرا في مقره الرسمي ومكتبه في العاصمة تونس، ويقول مقربون من حياة عرفات ان مكتب الرئيس الراحل في تونس الآن مغلق ولا يوجد فيه أي موظفين ويزخر بالكثير من المتعلقات الشخصية التابعة للرئيس عرفات خلال سنوات طويلة.
ويفترض ان يحتوي أرشيف عرفات الزاخر على كنوز المعلومات كما يقول ل القدس العربي مصدر مطلع علي بعض مراسلات الرجل وملاحظاته علي الكثير من الكتب الرسمية وعدة مخطوطات بخط يده ورسائل تلقاها من الزعماء العرب وزعماء العالم وكذلك علي أدواته المكتبية وبعض حاجياته وملابسه.
ومنذ توفي عرفات تم إغلاق المكتب الذي لا يزال قائما في العاصمة تونس حيث لا يزوره أي موظفين ولا يقيم فيه أي شخص، ويتردد ان زوجة عرفات سهي تراجعت عن إهتمام سابق لها بالإطلاع علي وثائق وأرشيف زوجها، بعد ان إعتبرت السلطات التونسية ان مكتب عرفات ومحتوياته ملك للشعب الفلسطيني وليس لأفراد عائلته.
ولا يزال مقر عرفات ومكتبه الشخصي مغلقا في إحدي ضواحي تونس ويتم التعامل معه بإحترام شديد من جانب الحكومة التونسية ويخضع المقر لحراسة تونسية وفلسطينية ثنائية ولا يسمح بدخوله إلا بإذن من مرجعية الدائرة السياسية في تونس التي تعتبر الأرشيف من ملكيات الشعب والمؤسسات الفلسطينية وليس الأفراد.
وفشلت عدة محاولات من عدة أطراف للحصول علي أرشيف عرفات ووثائقه لأغراض متعددة حيث حاول الرئيس محمود عباس عدة مرات الحصول علي الملفات دون فائدة كما حاول مدير مكتب عرفات السابق رمزي خوري خلال زيارة له لتونس الحصول علي الأرشيف ورفض السماح له بذلك من قبل قيادة حركة فتح في العاصمة التونسية.
ويتردد ان عضو اللجنة المركزية في حركة فتح أبو ماهر غنيم يحرص علي بقاء مكتب عرفات وأرشيفه الشخصي ووثائقه بعيدا عن متناول الأشخاص علي اساس ان الملكية مؤسسة هنا ويعود حق إستخدام الأرشيف والإطلاع عليه لمؤسسات منظمة التحرير.
كما حاول مركز دراسات فلسطيني التقدم للحصول علي أرشيف عرفات بغرض التوثيق وفشلت المحاولة كما تقدمت مؤسسة إنتاج فني بطلب مماثل علي اساس انها تعد لإنتاج فيلم سينمائي طويل وتوثيقي عن حياة عرفات ورفضت قيادة حركة فتح تسليم الأرشيف والوثائق لأي جهة أو مؤسسة.
وفي مكتب عرفات الرسمي المغلق تماما والمحروس بعناية في تونس عقدت عشرات الإجتماعات الهامة والسرية وتم التحاور بالعديد من الملفات الخطيرة، ويعتقد علي نطاق واسع ان الرئيس الراحل كان يكتب بعض الإنطباعات والملاحظات بخط اليد ويحتفظ بها في ملف خاص لم يطلع عليه حتي الآن أي شخص وهو ملف يتردد انه يشكل قيمة معلوماتية وإعلامية كبيرة لانه أشبه بسرد للذكريات الخاصة وتدوين للكثير من الأسرار والتحولات الهامة والغامضة.
وعرف عن عرفات عموما انه لا يحب الكتابة ولايميل إلي القراءة كثيرا لكنه كان يدون ملاحظات ويصدر تعليمات وتعميمات علي هوامش الكتب والمذكرات الرسمية التي تصله وتقول بعض المصادر ان أرشيف عرفات قد يتضمن نسخا مصورة عن الوصولات المالية والدفعات وأوامر الدفع التي كانت تصرف للكثير من الشخصيات القيادية في الماضي وحاليا.ويحاول باحثون في مدينة رام الله منذ خمسة أعوام الحصول علي أرشيف عرفات السياسي والشخصي وتوثيقه ضمن مشروع خاص لتأسيس مكتب معلومات وطني فلسطيني لكن مقربون من الراحل في حركة فتح والمنظمة يخشون من الإستخدام السلبي او السيء لوثائق زعيم هز العالم بجرة قلمه في حال الإفراج عنها والحصول عليها.
سهى عرفات اسئلة لا تنهتي
لم تكن الفتاة المراهقة سهى الطويل، ابنة الصحافية ريموندا الطويل، التي نشأت في مدينة رام الله، تعلم ماذا تخبئ لها الأقدار. ولم يكن من بين أحلام سهى، التي طالما وصفت من قبل معارفها ومعارف أمها بأنها ساذجة، أن تصبح يوما زوجة لأشهر أعزب فلسطيني، وربما في السياسة العربية ايضا، و الذي كان أعلن انه تزوج القضية الفلسطينية.
وبعد وفاة عرفات ظهرت سهى، في وسائل الإعلام، في مواضيع فيها الكثير من الإثارة، مثل الإعلان عن قيامها بفريضة الحج، وهي التي تحولت من المسيحية لتحمل ديانة زوجها الراحل، أو الحديث عن زواجها من بلحسن الطرابلسي، شقيق زوجة الرئيس التونسي. وها هي تعود إلى الإعلام مرة أخرى، بعد سحب الجنسية التونسية منها، التي حصلت عليها، عندما كانت المشاعر فياضة نتيجة رحيل عرفات، وإبداء الرئيس التونسي استعداده لرعاية سهى وابنتها.وإذا كان المثل العربي الذي يتحدث عن أن سر الفتاة مع أمها، لا ينطبق كثيرا، إلا انه في حالة سهى، يبدو كأنه وضع لاجلها.
وبعكس شخصية سهى الساذجة والضعيفة، برزت والدتها بشخصيتها القوية، وقدرتها الفائقة على التعامل مع الكبار والصغار، ومسلحة بقدر من الجمال، رشحها لحمل لقب في الجمال، قبل أن تتوالى النكبات على الشعب الفلسطيني.وكانت ريموندا الطويل افتتحت، مكتبا لتقديم الخدمات الصحافية في شارع صلاح الدين في القدس، سرعان، ما اصبح يتلقى دعما منتظما من منظمة التحرير.وسرعان ما حسبت ريموندا الطويل، على التيار المعتدل في منظمة التحرير، وتمكنت من خلال مواهبها في كسب المعارف من نسج علاقات مهمة مع رموز في حركة فتح ومنظمة التحرير.
وزوجت إحدى بناتها لإبراهيم الصوص، ممثل منظمة التحرير السابق في باريس، الذي استقال، وسط معلومات غير مؤكدة للتفرغ لادارة أملاك العائلة.وفي حين كانت ريموندا الطويل، تعزز مكانتها، لدى منظمة التحرير ورئيسها ياسر عرفات، كانت عرضة لانتقادات نشطاء الفصائل اليسارية الراديكالية في القدس، باعتبارها إحدى رموز الفساد، وذهب أحد الشعراء الذي يصف نفسه ب"صعلوك القدس القديمة" إلى كتابة هجاء حاد بها، وبرموز المنظمة الذين يدعمونها.
وفي ظروف الانتفاضة الأولى، انتقلت ريموندا إلى واشنطن، حيث افتتحت مكتبا للخدمات الصحافية، مول من منظمة التحرير، وتركت مكتبها في القدس تحت إدارة شخص آخر.واعطى وجودها في الخارج، فرصة اكثر لها للتحرك، ونسج العلاقات، وهو ما مكنها من توظيف ابنتها سهى في مكتب ياسر عرفات في العاصمة التونسية.
ولا أحد يعرف بالضبط طبيعة العلاقة التي ربطت عرفات بسهى، وجعلته يتنازل عن عزوبيته، ليتزوجها، إلا أن المتابعين يرشحون بأنه كان لوالدتها دور في ذلك.وفي حين أراد عرفات، لاسباب غير معروفة، أن يبقي الأمر سريا، فوجئ مثل ما حدث مع الفلسطينيين، وباقي الرأي العام في العالم، بإذاعة إسرائيل، وهي تنشر خبر الزواج.ولم يكن لدى المتحدثين باسم عرفات وحركة فتح ومنظمة التحرير، ما يردون فيه على استفسارات الصحافيين، بعد نشر الخبر من إسرائيل، واخذت البعض العزة بالإثم، ليعتبر ما بثته إذاعة إسرائيل أكاذيب وجزءا من الحرب النفسية التي تستهدف عرفات.
ولكن صمت عرفات، وعدم نفيه بشكل رسمي لزواجه من سهى، اكسب الأمر مصداقية، دون أن ينهي أسئلة تطرح حتى الان حول الأسباب التي دعت عرفات للزواج من سهى، او من هو صاحب المصلحة في اعلان الزواج الذي اراده عرفات سريا، وتسريب الخبر الى الاذاعة الاسرائيلية، عبر اصدقاء ومعارف من الصحافيين الاسرائيليين؟.وكل الأسئلة كانت تنتهي بان السر، إذا كان هناك سر فسيكون لدى أمها، التي عادت بعد اتفاق أوسلو إلى الأراضي الفلسطينية، وهذه المرة كحماة للحاكم المتفرد في أجهزة الحكم الذاتي المحدود ياسر عرفات.
ورغم أن سهى التي أصبحت السيدة الأولى في السلطة الفلسطينية، لم يظهر لها نشاط سياسي مميز أو استثنائي، أو حتى في العمل العام، إلا أن ذلك لم يمنع من الزج باسمها في بعض قضايا الفساد التي كانت تنشرها الصحف الإسرائيلية والعالمية، مثل علاقتها المفترضة مع شركة البحر التي كانت تتاجر في كل شيء.
أما والدتها ريموندا، فبعد عودتها، أعادت إصدار مجلة العودة التي كانت تصدر عن مكتبها، وتلقت مخصصات من عرفات لهذه الغاية، وكانت تكتب مقالا افتتاحيا، يحتاج إلى إعادة صياغة وتنقيح من صحافي فلسطيني مخضرم، ودع الحياة قبل اشهر، كانت تستفزه كثرة الأخطاء التي تقع فيها ريموندا الطويل، التي لا تجيد الكتابة، بمثل إجادتها لفنون العلاقات العامة.
وحدث أن وقع خلاف كبير بين ريموندا وياسر عرفات، لا يعرف سببه تحديدا، وان كانت حاولت ريموندا الإشاعة بأنه نتج من تصريحات لها أدلت بها للصحافة العالمية ضد الفساد والفاسدين في السلطة الفلسطينية، ولامر ما لم يكن أي أحد مستعدا ليصدق ذلك.وعاشت ريموندا ظروفا صعبا، كانت فيها سهى قد غادرت غزة، إلى باريس، بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، تحف بها المعلومات الصحافية الأجنبية التي تحدثت عن تحويلات بملايين الدولارات من السلطة الفلسطينية لحساب خاص بها في باريس.وتمكنت ريموندا من مصالحة عرفات، بعد فترة من الجدب والقطيعة، ووفقا لمعلومات توفرت لايلاف، فان رجل الأعمال الفلسطيني حسيب صباغ لعب دورا مهما في ذلك، وتمكن من إقناع عرفات باستقبال ريموندا على مائدة الإفطار في أحد اشهر رمضان.
وخرجت ريموندا رابحة منذ هذا الصلح، حيث حول لها عرفات أموالا، لإصدار صحيفة أسبوعية باسم (فلسطين) لم يكن حظها مثل مجلة (العودة) من حيث عدد القراء، هذا إذا كان هناك قراء لها أصلا.ومارست ريموندا عملها في مشروعها الجديد من مكتب فخم في عمارة حديثة وسط رام الله، واستعانت بالطاقم الذي عمل معها سابقا.
ولكن الأمور لم تسر كما يجب، حيث لم يكن التزام عرفات، بمنح الأموال كاملا، ولم يكن يمنح الأموال لها بالسهولة المتوقعة، حتى انتهى الموضوع بوفاة عرفات في باريس، وبروز دور يعتبره البعض غامضا لسهى، وهو ما أشار إليه طبيب عرفات الخاص اشرف الكردي الذي تحدث بصراحة بان سهى الطويل، رفضت سفره إلى باريس للاطلاع على الملف الطبي لرئيس السلطة الفلسطينية الذي يقول كثير من الفلسطينيين إنه مات متسمما.
وأظهرت سهى وهي بجانب عرفات في أيامه الأخيرة أداء إعلاميا، مستفزا للرأي العام الفلسطيني، إلى درجة أن المتظاهرين خرجوا في مدينة رام الله يهتفون ضدها ويعايرونها بترك فلسطين والإقامة في باريس خوفا على حياتها وحياة ابنتها.وتوترت العلاقة بين سهى ورفاق عرفات، وعندما عاد عرفات إلى رام الله ميتا، رافقته سهى إلى القاهرة، ولم تكمل الطريق إلى رام الله خشية من التعرض لها.
أما والدتها، التي أمت سرادق العزاء بعرفات، فحضرت برفقة بعض من عملوا معها سابقا وكان لها دور في ارتقائهم المناصب في السلطة الفلسطينية، وكانت تنزوي في ركن، مثل باقي المعزين.وإذا كان يمكن معرفة لماذا منحت الجنسية التونسية، فهل سيعرف قريبا لماذا سحبت منها؟
من جهتها رفضت سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات التعليق على قرار تونس سحب جنسيتها معتبرة أن "هناك قضايا كثيرة مهمة وجدية تستحق التعليق عليها أكثر" من السحب المفاجئ للجنسية التونسية.
وقالت عرفات لصحيفة الحياة إن "ما يشغل بالي اليوم هو الأوضاع الصعبة جداً التي يعيشها شعبنا من قهر وظلم الاحتلال الإسرائيلي، الى جانب التشرذم والاقتتال والأوضاع المعيشية الصعبة. واسمحوا لي من هذا المنطلق رفض التعليق على هذا الموضوع (سحب الجنسية) جملة وتفصيلاً".
وردت صحيفة الحياة قرار سحب الجنسية وفق مصادر مطلعة الى خلاف نشب بين سهى عرفات وليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي حول مشروع إنشاء مدرسة. والمعروف أن صداقة متينة ربطت السيدتين منذ أيام إقامة الرئيس الفلسطيني الراحل في تونس التي عادت إليها عرفات مجدداً بعدما نقل الرئيس الفلسطيني الراحل مقر إقامته من غزة إلى رام الله. وأكدت هذه المصادر أن السيدة عرفات قد تختار الإقامة في مالطا إلى جانب شقيقها، نظراً إلى وجود مدارس تستطيع ابنتها الوحيدة زهوة (12 عاماً) متابعة دراستها فيها.
في الخميس 16 أغسطس-آب 2007 02:56:32
كشف عن منظومة شركات الأدوية لرجالات السلطة
Al_Jeneral04-05-2008,
تحدث مصدر فلسطيني رفيع المستوى لشبكة فلسطين الآن، عن حجم وطبيعة منظومة
شركات الأدوية الفاسدة التي تتسبب بقتل عدد من المواطنين المرضى في المستشفيات الحكومية في الضفة الغربية المحتلة ، وهذا ما أكدته التقارير الرسمية التي صدرت عن المستشفيات الحكومة.وكشف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه بشيء من التفصيل عن هذه الصفقات
وعن أبطالها، وهم من كبار قيادات المقاطعة ورجالاتها الفاسدين، الذين لم يكتفوا بسرقةأموال الشعب بل تجاوزا كل الخطوط الحمر، وقاموا بتسميم مرضى الشعب الفلسطيني، بصفقات الأدوية الفاسدة.
وقال المصدر: "سنبدأ من البداية .. من إتفاق أوسلو, عندما عاد الأشاوس حراس أوسلو
من الخارج و بدأوا بتأسيس مؤسسات بأموال السلطة في قطاع غزة .. وربما سمعتم ب (مجموعة شركات البحر) التي أسسها أزلام السلطة بعد أوسلو و تفرع عنها مجموعة من الشركات مثل شركة الكرمل و شركة الشفاء للأدوية و عدة شركات أخرى، ناهيك عن عشرات الشركات لأبناء أزلام السلطة مثل شركة نجل الطريفي.
أسماء العصابة
وكشف المصدر عن أسماء الأشخاص الذين يقفون خلف هذه الشركات وهم كثر, من
أبرزهم المجرم الطيب عبد الرحيم, وأبو حسين أبو الندى,و رمزي خوري, وخالد سلام, وركن الأسدي، معقبا بالقول على أسماء المجرمين: " وهناك الكثير من مسؤولين السلطة حيث أن الطبخة كبيرة جداً و تستوعب الكثير".
وقال: "شركة الشفاء للأدوية التي كانت تشتري الأدوية المصرية المتبرع بها للشعب
الفلسطيني و تبيعها بأسعار السوق في غزة و الضفة وكانت تستورد الأدوية المقلدة من الهند و الصين وأي دواء رخيص لا أحد يعلم من أين مصدره, و من ثم يتم تهريب هذه الأدوية عبر الحدود المصرية ضمن شاحنات مساعدات تابعة للسلطة, و بالتنسيق مع الإسرائيليين الذي كان يتم بواسطة ركن الأسدي الذي عنده علاقات مميزة معهم و يعرف من أين تؤكل الكتف من أجل أن يسهل دخول الأدوية بالتهريب و بدون دفع جمارك أو ضرائب".أدوية لا تخضع لفحوص طبيةوأكد المصدر على لسان أحد المسئولين الكبار في المستشفيات الحكومية: "جميع أدوية شركة الشفاء لم تخضع لأي فحوصات مخبرية أو للفحص الطبي من أجل أن يتم تسجيلها رسمياً حتى يسمح ببيعها في الأسواق و دخول المناقصات, و لكن كان يتم تسجيلها بالجملة عن طريق طرح الملف أمام أبو عمار و إقناعه بأن تسهيل تسجيل هذه الأدوية سيحسن العلاقات مع مصر و مع الهند, وبدوره كرئيس كان يأمر وزير الصحة في الحكومة بتسجيل الادوية, فكان يتم تسجيل مئة دواء مرة واحدة بالرغم من أن الوضع الطبيعي لأي دواء من أجل أن يتم تسجيله في وزارة الصحة و السماح ببيعه في الأسواق يحتاج ما يقارب السنة من الإجراءات و الفحوصات من أجل إتمام تسجيله".وأضاف: "لاحقاً تم حل شركة الشفاء و استئناف نشاطاتها باسم شركة الجلاء للأدوية مرخصة بإسم أحد الأفراد من عائلة (أ ،ح), و استمرت هذه الشركة بنفس النشاطات و لديها
وكالة شركة هندية تسمى CIPLA متخصصة في نسخ الأدوية المشهورة بغض النظر عن الفاعلية, ففي مناقصات وزارة الصحة تدخل الشركة بأسعار أقل بكثير من الأدوية الأصلية (فمثلاً إذا كان سعر دواء لعلاج السرطان $2000 فيكون سعر دواء الشركة $1200 بالرغم من أن كلفة أصناف CIPLA على الشركة رخيص للغاية ما يقارب $120 , فكانت دائماً ترسو الأصناف على هذه الشركة و كانت تحقق أرباح مهولة يتم توزيعها على أزلام السلطة الذين يقفون خلف هذه الشركة".
شكاوي مستمرة
وتابع بحرقة قلب على ما يعرفه من فساد هؤلاء المجرمين: "الطامة الكبرى أن هناك شكاوى مستمرة من العيادات الطبية في وزارة الصحة بخصوص أصناف CIPLA حيث أنها لا تحقق نتائج, فكانت هناك حالات فشل في زراعة الكلى بسبب أدوية CIPLA المستخدمة بعد الزراعة من أجل تحفيز الجسم على قبول العضو المزروع و التي لم يكن لها فاعلية، وذلك بالإضافة إلى أدوية السرطان التي كان يتعجب الأطباء من عدم وجود أعراض جانبية لبعض أصناف هذه الشركة (مثل سقوط الشعر و الحواجب ) و هذه الأعراض تحدث بسبب أدوية علاج السرطان, و لكن مع إستخدام الأدوية المقلدة من هذه الشركة لم تكن هناك أعراض جانبية و هذا شيء
مستحيل, مما يعني أن هذه الأدوية لا تحتوي على المادة الفعالة من الأساس".
وأردف قائلا: "طوال هذه السنوات وأزلام عصابة أوسلو يحققون أموال طائلة على حساب صحة هذا الشعب, فقيمة المناقصة الواحدة لشراء الأدوية لوزارة الصحة تتجاوز الخمسين مليون شيكل سنوياً".
لا بد من حصة في الكعكة
وعن سبب فضح هذه الصفقات، هو الأدوية المهربة التي عثر عليها الأمن الوقائي في الضفة, حيث أن الشركة المذكورة قامت بإحضار الأدوية الهندية وأدخلتها عبر رفح عندما فتحت الحدود مع قافلات المساعدات الطبية, و من ثم تم إيصال هذه الأدوية إلى الضفة الغربية وتخزينها في منطقة الرام من أجل تسليمها إلى وزارة الصحة ضمن مناقصة سابقة ( كيف إستطاع الأشاوس إخراج الأدوية من غزة إلى الضفة ؟؟؟؟ ) إلا أن مسئول الصحة في اقطاعية فياض (فتحي أبو مغلي) رفض إستلام هذه الأدوية لأنها متأخرة عن موعد توريد المناقصة . وأوضح المصدر قائلا: "وهنا جاء دور الأمن الوقائي في الضفة الذي لم يكن له حصة من اللعبة, فقام بمداهمة مخزن الأدوية في منطقة الرام و مصادرة الأدوية المهربة من أجل
تحقيق أي إنجاز أمني في الضفة و الضغط على اللاعبين الكبار من أجل إعطاؤهم حصة من الكعكة، و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن, حيث أن الموضوع بدأ يتوسع ليشمل أسماء شخصيات كبار في التحقيقات بهذه الأدوية, مثل عنان المصري وكيل وزارة الصحة في الضفة الغربية الذي تم إستدعاؤه للتحقيق في الوقائي وحجزه لعدة ساعات و لاحقاً الإفراج عنه بسبب ضغوط عائلة المصري و بالإضافة إلى عماد طراوية مدير عام وزارة الصحة في غزة و الذي استلم قبل عدة أيام الملف الإداري و المالي لقطاع غزة (هو موجود مع الهاربين في رام الله) حيث أنه كان يقوم بتسهيل أعمال الشركة مقابل عمولات ورشاوي, وذلك بالإضافة إلى ركن الأسدي الذي لديه علاقات خاصة مع الإسرائليين و رمزي خوري مدير مكتب ياسر عرفات و خالد سلام مسؤول إستثمارات
السلطة و الطيب عبد الرحيم كبير الكهنة".
ووجه المصدر تساءلا لعصابة المقاطعة: "هل من أجل شراء القصور وركوب السيارات الفارهة والسفر إلى أوروبا للتسوق يجب أن تقتلوا أبناء شعبنا بسمومكم, ألم يكفيكم ما سرقتموه من أموال شعبنا ؟؟وعقب بالقول: "البر لا يبلى و الذنب لا يُنسى و الديان لا يموت، إعمل كما شئت كما تدين تُدان... وإن غداً لناظره قريب".
الوثائق المرفقة هي تقارير عن مشاكل الأدوية الهندية في المستشفيات الحكومية
اقتسام لتركة عرفات قبل مماتهأحمد آغا ورمزي خوري وآخرون
* كتب زهير جبر
عرب تايمز
قبل أسابيع، بدأ رمزي خوري، مدير مكتب عرفات، زيارة الى تونس، هدفها الالتقاء بأحمد آغا، أحد أكثر اللصوص حظاً، بحكم أنه مجهول الإسم والهوية والأفعال، لدى الفلسطينيين من عامة الناس. فالمذكور، ورمزي خوري، يتشاركان في التوقيع على عدة حسابات مصرفية، بعشرات ملايين الدولارات، كان من المفترض أن تكون أموالاً استثمارية يعود نفعها على الشعب الفلسطيني. وكان الإثنان قد نجحا في تصفية أوضاع شركاء لهما، أراد ياسر عرفات إشراكهم في إدارة بعض الأموال. بل تسببا في تخريب بيت عدد من هؤلاء، من بينهم المواطن المصري سعيد، نجل رشيدة مهران، عشيقة عرفات السرية، التي سبقت سهى، قبل وضعه تحت الأمر الواقع، وتزويجه بها.
"عرب تايمز" تلقت من مكتب عرفات، أرقام الحسابات السرية، التي تخضع لتوقيع رمزي خوري وأحمد آغا. وتعرف "عرب تايمز" أن أحمد آغا، يقيم إحدى المدن الفرنسية، واشترى بيوتاً باهظة الثمن، في اليونان وقبرص وتونس ولبنان، وأنه تسبب في مشكلة ديبلوماسية، بين فلسطين وتونس، عندما حاول إدخال ثلاثين سجادة عجمية ثمينة، لفرش بيته، فاغتاظ الموظفون التونسيون، لأن الشعب الفلسطيني يموت ويعاني من الفاقة، بينما يسعى شخص مسجل لدى الدوائر الأمنية بأنه مستشار للرئيس الفلسطيني، الى إدخال كمية مهولة من السجاد، فغمزوا وزارة الصناعات التقليدية، لتعترض على إدخال البضاعة، الأمر الذي أدى الى اندفاع السفير الفلسطيني في تونس، الى الكذب الأبيض، فأرسل الى عرفات يبلغه أن الإخوة التونسيين، يرغبون في مغادرة أحمد آغا بلادهم، ولما استفسر مكتب عرفات، عن طريق شريك أحمد آغا، وهو رمزي خوري، عن الموضوع، من التونسيين مباشرة، نفى التونسيون أنهم يطلبون مغادرة آغا، فغضب عرفات أو أغضبوه، من السفير، وأمره بالمكوث في منزله، لحين البت في أمره، ولن تنته القصة، إلا بتدخل السياسي اللبناني محسن إبراهيم، صديق عرفات القديم، الذي تشفع للسفير!
أحمد آغا، ينفق شهرياً، على حياته الأسطورية وعائلته، وسفرياته وسفريات عائلته المتكررة، نحو خمسين ألف دولار. وربما لا يصدق الفلسطينيون، أن هذا اللص نقل عائلته بالطائرة، على الدرجة الأولى، من تونس الى فرنسا، بحجة مراجعة إحدى بناته لطبيب الأسنان.
رمزي خوري، انضم لأحمد آغا، لإنجاز القسمة بينهما، لأموال عائدات المضاربة عبر شركات أقاموها بأسمائهم، والمسروق من عائدات الهيئة العامة للتبغ، التي يترأسها آغا رسمياً، والتي تمتص عافية الشعب الفلسطيني بضرائب تبلغ 500%.
ملف أحمد آغا، اللص المجهول، سميك لدى "عرب تايمز" ويمكن أن نلخصه لاحقاً وننشر أرقام الحسابات في المصارف الفرنسية والسويسرية. وعندما وصل رمزي خوري الى تونس، لملاقاة أحمد آغا، واصطحابه الى أوروبا، طارت من رام الله الى أحد الحسابات، أموال أخرى، لضمها الى الحسبة!
سنتعرض لاحقاً، لملف السرقات التي يقوم بها المحيطون بعرفات، وسنكشف سر المؤامرة التي تعرض لها محمد الداية، مرافق عرفات السابق، الذي تعرض لمحاولة قتل في منصف شهر رمضان، على أرضية ثرثراته بحق يوسف عبد الله، كبير مرافقي عرفات الذي كان قد سرب خبرا عن اعتقال محمد الداية بتهمة التجسس وهو الخبر الذي نشرته عرب تايمز وتبين انه مختلق وان وراءه يوسف عبدالله، إذ لم تنفع مع محمد الداية، محاولات تشويهه، واختلاق القصص عنه، لجعله جاسوساً، وهو ابن مرافق قديم لعرفات، استشهد في الغارة على تونس.
إن "عرب تايمز" تتوخى مصلحة الشعب الفلسطيني، وستسهم في كشف الحقائق التي تساعد على استعادة أموال الشعب الفلسطيني، من هؤلاء اللصوص، في الوقت المناسب، وتحتفظ الآن، بالتفاصيل وبأرقام الحسابات، وهي اشد إصراراً على خدمة الشعب المناضل الصابر في وطنه
القدس العربي : محاولات فاشلة من عدة جهات للسيطرة علي الأرشيف الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
رام الله - الكوفية برس
فرضت الاوساط المحيطة بمكتب الرئاسة الفلسطيني والدائرة السياسية في تونس طوقا من الكتمان علي محاولات منهجية تقوم بها عدة اطراف للحصول ووضع اليد علي الارشيف الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهو ارشيف يضم حسب المعلومات المتسربة حول هذا الموضوع سلسلة من الوثائق والمراسلات والكتب والاسرار الشخصية والسياسية التي تكشف الكثير عن خبايا وكواليس الحياة الحافلة التي عاشها الرئيس الراحل.
ويتواجد الأرشيف الشخصي للراحل الذي سلطت الأضواء مجددا علي أسرار وفاته مؤخرا في مقره الرسمي ومكتبه في العاصمة تونس، ويقول مقربون من حياة عرفات ان مكتب الرئيس الراحل في تونس الآن مغلق ولا يوجد فيه أي موظفين ويزخر بالكثير من المتعلقات الشخصية التابعة للرئيس عرفات خلال سنوات طويلة.
ويفترض ان يحتوي أرشيف عرفات الزاخر بكنوز المعلومات كما يقول ل القدس العربي مصدر مطلع علي بعض مراسلات الرجل وملاحظاته علي الكثير من الكتب الرسمية وعدة مخطوطات بخط يده ورسائل تلقاها من الزعماء العرب وزعماء العالم وكذلك علي أدواته المكتبية وبعض حاجياته وملابسه.
ومنذ توفي عرفات تم إغلاق المكتب الذي لا زال قائما في العاصمة تونس حيث لا يزوره أي موظفين ولا يقيم فيه أي شخص، ويتردد ان زوجة عرفات السيدة سهي تراجعت عن إهتمام سابق لها بالإطلاع علي وثائق وأرشيف زوجها، بعد ان إعتبرت السلطات التونسية ان مكتب عرفات ومحتوياته ملك للشعب الفلسطيني وليس لأفراد عائلته.
ولا زال مقر عرفات ومكتبه الشخصي مغلقا في إحدي ضواحي تونس ويتم التعامل معه بإحترام شديد من جانب الحكومة التونسية ويخضع المقر لحراسة تونسية وفلسطينية ثنائية ولا يسمح بدخوله إلا بإذن من مرجعية الدائرة السياسية في تونس التي تعتبر الأرشيف من ملكيات الشعب والمؤسسات الفلسطينية وليس الأفراد.
وفشلت عدة محاولات من عدة أطراف للحصول علي أرشيف عرفات ووثائقه لأغراض متعددة حيث حاول الرئيس محمود عباس عدة مرات الحصول علي الملفات دون فائدة كما حاول مدير مكتب عرفات السابق رمزي خوري خلال زيارة له لتونس الحصول علي الأرشيف ورفض السماح له بذلك من قبل قيادة حركة فتح في العاصمة التونسية.
ويتردد ان عضو اللجنة المركزية في حركة فتح أبو ماهر غنيم يحرص علي بقاء مكتب عرفات وأرشيفه الشخصي ووثائقه بعيدا عن متناول الأشخاص علي اساس ان الملكية مؤسسة هنا ويعود حق إستخدام الأرشيف والإطلاع عليه لمؤسسات منظمة التحرير.
كما حاول مركز دراسات فلسطيني التقدم للحصول علي أرشيف عرفات بغرض التوثيق وفشلت المحاولة كما تقدمت مؤسسة إنتاج فني بطلب مماثل علي اساس انها تعد لإنتاج فيلم سينمائي طويل وتوثيقي عن حياة عرفات ورفضت قيادة حركة فتح تسليم الأرشيف والوثائق لأي جهة أو مؤسسة.
وفي مكتب عرفات الرسمي المغلق تماما والمحروس بعناية في تونس عقدت عشرات الإجتماعات الهامة والسرية وتم التحاور بالعديد من الملفات الخطيرة، ويعتقد علي نطاق واسع ان الرئيس الراحل كان يكتب بعض الإنطباعات والملاحظات بخط اليد ويحتفظ بها في ملف خاص لم يطلع عليه حتي الآن أي شخص وهو ملف يتردد انه يشكل قيمة معلوماتية وإعلامية كبيرة لانه أشبه بسرد للذكريات الخاصة وتدوين للكثير من الأسرار والتحولات الهامة والغامضة.
وعرف عن عرفات عموما انه لا يحب الكتابة ولايميل إلي القراءة كثيرا لكنه كان يدون ملاحظات ويصدر تعليمات وتعميمات علي هوامش الكتب والمذكرات الرسمية التي تصله وتقول بعض المصادر ان أرشيف عرفات قد يتضمن نسخا مصورة عن الوصولات المالية والدفعات وأوامر الدفع التي كانت تصرف للكثير من الشخصيات القيادية في الماضي وحاليا.
ويحاول باحثون في مدينة رام الله منذ خمسة أعوام الحصول علي أرشيف عرفات السياسي والشخصي وتوثيقه ضمن مشروع خاص لتأسيس مكتب معلومات وطني فلسطيني لكن مقربون من الراحل في حركة فتح والمنظمة يخشون من الإستخدام السلبي او السيء للوثائق العرفاتية في حال الإفراج عنها والحصول عليها.
ويترافق الإهتمام بأرشيف عرفات في مقره الخالي من البشر في تونس مع عودة الجدل حول أسرار وفاته المفاجئة في مدينة باريس قبل سنوات حيث ابلغ الأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمه القدس العربي بان عرفات مات مسموما فيما صرح طبيبه الخاص الأردني اشرف الكردي بانه قبل وفاته حقن بفيروس الأيدز كما صدر مؤخرا كتاب يحاول رواية القصة الكاملة لاغتيال عرفات
عالم عرفات.. السري اين دفاتر ابو عمار
الشرق الأوسط
غزة: منير أبو رزق
في دفاتر صغيرة، احتفظ ياسر عرفات بأدق أسراره ويومياته، لم يجرؤ أحد، حتى بعد وفاته في ظروف ما زالت غامضة، على فتح تلك الدفاتر، أو مجرد فتح الصناديق التي تحفظها في مكان لا يعرف معظم أعضاء القيادة الفلسطينية، حتى أولئك المقربون من الزعيم الراحل، أين هي، ولا من المسؤول عن حمايتها، أو ماهية المعلومات التي خطها ياسر عرفات بقلمه،
أنهم يتفقون جميعًا على أهمية هذه الدفاتر وخطورتها، خاصة أن الزعيم الراحل دأب، ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، على تسجيل أدق المعلومات وأخطرها في دفتر صغير يحتفظ به داخل جيوب بدلته العسكرية، التي حرص على ارتدائها طوال أكثر من خمسين عامًا من قيادته للثورة الفلسطينية. لم يفارق أبو عمار دفتره الصغير أينما حطت قدماه، وكان يحتفظ بدفاتره هذه بعد امتلائها في صناديق ومظاريف خاصة داخل مكتبه، من دون أن يسمح لأحد بالاطلاع عليها.
احتفظ ياسر عرفات بأدق أسراره ويومياته، في دفاتر صغيرة
يقظة عرفات الدائمة، وحرصه الأمني غير المسبوق، كانا يدفعانه دائما، حسب كل من عملوا معه، إلى الاحتفاظ بأوراق خاصة كثيرة في الجيوب الأربعة لبدلته العسكرية الخضراء، إضافة إلى الدفتر الصغير، بحيث كانت جيوبه على حد وصف مصوره الخاص حسين حسين أشبه بمكتبة متجولة تقبع فيها أسرار ووثائق يحتاج إليها عرفات في اجتماعاته وجولاته، إلى جانب قصاصات صحف، ويقول حسين: "إن أبو عمار كان عادة ما يبرز من جيوبه بعض تلك الأوراق والقصاصات خلال لقاءاته مع زعماء وقادة الدول، كي يبرهن على كلامه". مشيرًا إلى أن من بين ما أبرزه من جيبه للرئيس الاميركي بيل كلينتون، خلال مفاوضات كامب ديفيد الثانية، كانت قصاصة من صحيفة إسرائيلية تكشف أن نصف القادمين الجدد إلى إسرائيل ليسوا بيهود.
ولا يعرف حسين أو غيره ممن عملوا إلى جانب الرئيس الراحل، ماذا كان يكتب الرئيس عرفات في دفتره الخاص، ويقول: "ما أعرفه هو أن أبو عمار اعتاد على تسجيل بعض ملاحظاته الخاصة في كل اجتماع للتنفيذية والمركزية، أو مع رئيس آخر، وعندما كان يمتلئ الدفتر بعد أيام أو أسابيع، كان يضعه في صندوق خاص داخل مكتبه"، وهو ما تؤكده انتصار الوزير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نافية هي الأخرى مثل كثيرين في القيادة الفلسطينية علمها بمصير تلك الدفاتر، أو محتواها بعد وفاته، مشيرة إلى أن لجنة خاصة شكلت بعد وفاة أبو عمار لفحصها، ورجحت الوزير أن تحتوى تلك الأوراق على ملاحظات كان أبو عمار بحاجة إلى عدم نسيانها، كقرارات للجنة المركزية والتنفيذية، ومعلومات خاصة لا يريد أن يطلع عليها أحد، مدللة على ذلك بعودة الرئيس الراحل إلى دفتره مرات عديدة خلال الاجتماعات، لتذكير عضو في القيادة الفلسطينية، أو ضيف اجنبي أو عربي بقرار أو اتفاق في اجتماع سابق، وهي طريقة طالما لجأ إليها الرئيس عرفات مع محدثيه بمن فيهم رؤساء دول أو أعضاء في القيادة.
وأشارت انتصار الوزير إلى أن دفترا مماثلا كان يحتفظ به زوجها خليل الوزير "أبو جهاد"، واكتشفت بعد اغتياله أن الدفتر يحتوي على ملاحظات متعددة؛ منها ما هو شخصي، ومنها ما هو أمني لا يستطيع فك طلاسمه إلا كاتبه، وتتفق بذلك أيضًا مع المحلل السياسي طلال عوكل، الذي قال "إن أحدًا لا يعرف بالضبط كم عدد النوتات التي ملأها عرفات، ولا أظن زعيمًا أو رئيسًا ترك أوراقا بخط يده أو موقعة باسمه، توازي ما تركه عرفات، وهي شاملة في كافة الاختصاصات والتفاصيل، ومنها ما هو أمني وخطير، ومنها ما هو سياسي، ومنها ما يطول أشخاصًا آخرين من القيادة وخارجها".
كما يشكك عوكل في قدرة أية لجنة تشكل على عجل، على فحص تلك الأوراق والدفاتر وتحليلها، وقال: "إن أية لجنة ستحتاج إلى عدد ليس قليل من الكفاءات المتفرغة، ومن أدوات ووسائل العمل، وستحتاج إلى فترة طويلة للبحث والتنقيب في جمع تراثه، وهو كثير".
الدفاتر تحتوى على معلومات سرية
ويؤكد أحمد عبد الرحمن أمين عام مجلس الوزراء السابق، وأحد أبرز المقربين للرئيس الراحل بقوله: "إن أبو عمار لم يكتب أية مذكرات؛ لأنه كان يقود ثورة يمكن أن تؤدي تلك المذكرات إلى كشف أسرارها التي يصعب عليه كقائد كشفها، ولكنه كان طوال حياته يدون يوميًا ما يحدث في دفتر صغير يحتفظ به في جيبه؛ لأنه يحتوى على معلومات سرية". ويصف عبد الرحمن مجموع هذه الدفاتر الصغيرة الحجم بأنها تاريخ ثورة الشعب الفلسطيني، ويقول: "إن أبو عمار كان دقيقا جدًا في تسجيل كل الملاحظات المهمة في دفتره على مدى عقود، بدءًا من ملخص اجتماعاته مع القيادة، أو الرؤساء العرب والأجانب، وانتهاء بأسماء الحضور، وملاحظاته، وتاريخ الاجتماع، ومكانه، وعندما كنا نسأله منذ حصار بيروت عن هذا الحرص العجيب على تدوين كل شيء في دفتره الصغير كان يقول: "هادا تاريخ شعبنا ولازم الأجيال القادمة تعرف كل ما مررنا به".
وهو ما يؤكده أيضا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مجدلاوي قائلاً: "إن الرئيس الراحل أخرج الدفتر من جيبه مرات لا تحصى خلال اجتماعاته مع قيادة الجبهة الشعبية لإثبات ما يقول، وكان يقرأ بنفسه من الدفتر حديثًا أو قرارًا أو جملة قالها احد القياديين في الجبهة خلال اجتماع مغلق سابق بأشهر".
ورجح مجدلاوي قيام أبو عمار بتجهيز الدفتر المعني به قبل حضوره الاجتماع قائلاً: "من المستحيل أن يكون الدفتر نفسه بقي في جيبه ولم يمتلئ، أو لم يغيره طوال أشهر، وهذا يثبت أن (أبو عمار) يحتفظ بدفاتر كثيرة، ومواظب جيد على تسجيل كل شيء بنفسه، وأنه يستخرج الدفتر المناسب في الوقت المناسب".
ولا يعرف الأمين العام السابق لمجلس الوزراء أحمد عبد الرحمن على وجه الدقة، كم عدد الدفاتر التي سطرها ياسر عرفات بخط يده، كما رفض البوح بمكانها، قائلاً إنها ضخمة ومحفوظة في صناديق لم تفتح، ولم يقرأ أي دفتر من دفاتر أبو عمار فهذا يحتاج إلى قرار قيادي، لأنها بالتأكيد تحتوي على أسرار تمس الأحياء والشهداء. وآخر يد كانت تمسك بتلك الدفاتر بعد أبو عمار، حسب المقدم محمد الداية المرافق الخاص السابق للرئيس الراحل، كانت يد مدير عام مكتبه الدكتور رمزي خوري، والذي كان يتسلم الدفتر الممتلئ من الرئيس عرفات، ويضعه في جارور مكتب الرئيس بعد أن يسلمه دفترًا جديدًا.
إلا أن المقدم الداية، والذي عمل مرافقا خاصا للرئيس عرفات ثمانية عشر عاما، يقول: "إن أحدًا لم يكن يجرؤ على فتح الدفتر، بمن فيهم أنا مرافقه الخاص، وعندما كنت أغير بدلة الرئيس ببدلة أخرى، وأساعده على ارتدائها، كنت أحمل ما في الجيب اليمين إلى اليمين، وما في الشمال إلى الشمال، وغالبًا ما كانت تحتوى جيوبه على دفتر صغير، وأوراق يتسلمها من وزراء ومسؤولين، إضافة إلى معاملات خاصة بمواطنين يطلبون علاجًا ومساعدة، وأدوية ومناديل ورقية".
أبو عمار كان على وعي كامل بخطورة القضية التي يحمل أمانتها
ويشير المقدم الداية إلى أن أبو عمار كان يكتب بنفسه وبقلمه الأحمر تحديدا في دفتر خاص ازرق اللون قياسه 10سم 15سم، ولا يتجاوز أكثر من أربعين صفحة، وبشيء من التفصيل، محاضر اجتماعاته المغلقة مع رؤساء الوزراء الإسرائيليين براك وننتياهو وبيرس وغيرهم. ولا يعرف المرافق الشخصي للرئيس الراحل، هو الآخر عدد الدفاتر التي كان يحتفظ بها أبو عمار، ولو بشكل تقريبي، أو مكانها، ويقول إنها كثيرة جدًا، "فالرئيس رحمه الله لم أره ولو مرة واحدة طوال أكثر من عشرين عامًا من مرافقتي له يتلف أي دفتر".
إجماع المقربين من الرئيس الراحل ياسر عرفات على أهمية وخطورة ما تحتويه تركة أبو عمار من دفاتر، هي على ما يبدو ما تمنع وريثه الرئيس محمود عباس من إصدار قرار بفتح تلك الدفاتر، خاصة وأن الأخير ورث نظامًا سياسيًا صنعه عرفات بنفسه، ولا يشابه أي نظام سياسي آخر في العالم، وهو النظام الذي يحاول عباس إدارة دفته بعد رحيل عرفات بصعوبة لا تحتاج إلى ألغام أخرى قد تفجرها دفاتر عرفات. قد أدار الزعيم الراحل حركة فتح ومنظمة التحرير، ثم السلطة الوطنية، بطريقته الخاصة، وهي أقرب إلى النظام الأبوي والشمولي منها إلى النظام المؤسساتي.
ويقول عضو المجلس الثوري لحركة فتح يحيى رباح: "إن أبو عمار كان على وعي كامل بخطورة القضية التي يحمل أمانتها، وبحجم التداخل الاقليمي والدولي في هذه القضية، وكان على ثقة مطلقة بأن الآخرين لهم أيدي وأصابع في الإطار الفلسطيني، ولذلك كان يتوقع كل شيء، ويحافظ على أسراره بعيدا عن تلك الأيدي
المصدر فلسطين الى الابد
عباس يكافئ رمزي خوري أحد رموز الفساد بتعينه في منصب "سفير"
تاريخ النشر : 08:06 2005-03-24
يبدو أن "الأخ" أبو مازن ، عازم على مواصلة سياسة إعادة ترتيب وكر الفساد المسمى بالسلطة "الفلسطينية" ، بما يتماشى مع مصالحه الشخصية ، فبعد أن أعاد تكليف بائع الإسمنت أحمد قريع لشغل منصب "رئيس وزراء" ، ورفع صاحب فندق الواحة محمد دحلان من زعيم عصابة إلى "وزير" سلطة ، واستدعى صاحب مبادرة جنيف ياسر عبد ربه لمرافقته إلى مؤتمر قمة شرم الشيخ ، ها هو يكافئ رمزي خوري أحد أكبر رموز الفساد وذلك بإسناد منصب "سفير" فلسطين في لبنان إليه ، ضارباً بكل تحذيرات الفلسطينيين ، عرض الحائط ، وخصوصاً تلك التحذيرات الواضحة التي تضمنها بيان صدر عن كتائب شهداء الأقصى في 16/11/2004 ، طالبت فيه "الأخ" أبو مازن بإجراء تحقيق جدي مع رموز الفساد والمسؤولين عن بيع الإسمنت للكيان الصهيوني وعلى رأسهم أولئك الذين أحاطوا بالرئيس عرفات مستغلين حصاره ومرضه وخصوصاً منهم : رمزي خوري، يوسف العبد الله وأبو السعود فايز فهؤلاء ، وكما وصفهم البيان ، هم شلة حاصرت الرئيس دوماً محددة من يدخل عليه ومن لا يدخل وساهمت بشكل مباشر في فوضى الصرف المالي والتعيينات والترقيات غير المدروسة والتي تعتمد على الاستزلام والواسطة، ونطالب بإقصائهم عن أي مناصب رسمية مستقبلاً ومساءلتهم عن مصادر ثرواتهم واستثماراتهم في كندا وعمان ورام الله، وعن عقاراتهم التي لا تخطر على بال، ومن المفجع أن نرى رمزي خوري وأبو السعود يحضرون اجتماعات القيادة، وهذا نذير شؤم على مستقبل عمل هذه القيادة ومستقبل شعبنا.
الطيب عبدالرحيم المتهم بدس السم للشهيد عرفات يهاجم القذافي
تاريخ النشر : 10:25 2005-03-24
الطيب عبد الرحيم
القذافي ، الذي استوعب مبكراً ، حقيقة ما يجري خلف كواليس مؤتمرات القمم العربية ، أدرك تماماً ، بأن هذه المؤتمرات هي أفضل الأماكن التي يمكن استغلالها من قبل أي مهرج سياسي ، يسعى إلى عرض آخر برامجه الساخرة على خشبة مسرح النوق العربية ، وهذا من حقه ، كأحد أهم قادة أنظمة الحكم الهزلية والهزيلة .
الكثير مما قاله القذافي ، هو صحيح وغاية في الدقة ، لاسيما تأكيده على أن المنطقة وكذلك أرض فلسطين ذات المساحة المحدودة ، لا تحتمل قيام دولتينن ، فقطاع غزة أصبح الآن ، يضيق بما تكدس فيه من سكان ، فكيف سيكون حاله بعد عشر سنوات وحين يتضاعف عدد المخزون البشري فيه ، والشيء نفسه ينطبق على مدن الضفة الغربية التي سلبتها آلة الاستيطان الصهيوني ، محيطها الزراعي وحولتها إلى جسد بلا رئة ولا متنفس .
أما في ما يتعلق بطرح القذافي لفكرة "اسراطين" ، فهو طرح لا يختلف قيد أنملة عن فكرة "دولة ديمقراطية" لجميع سكانها والتي ظلت المنظمات الفلسطينية وكذلك منظمة التحرير ، تروج لها إلى أن تم سدل الستار عليها بعد أوسلو .
القذافي ، وإن كنا نختلف معه على الطريقة التي يختارها لصدمنا بالحقيقة ، إلا أننا لا ننكر حقه في التعبير عن رأيه بالكيفية التي يريد ، فهو في نهاية المطاف ، رجل دولة مستقلة ومعترف بها وبحدودها وبمياهها وسماءها ، وهو ما لا يمكننا قوله عن الطيب عبد الرحيم الذي يصف نفسه بأمين عام الرئاسة ، دون أن ندري ، عن مهية أو وجود هذه الدولة التي يزعم أمانة رئاستها ، ولا إذا ما كان لدولة الطيب عبد الرحيم ، سماء وماء وحدود وهواء للتنفس دون كروت ال VIP للمرور عبر حواجز الاحتلال العسكرية ؟
كل ما ندريه عن الطيب عبد الرحيم ، لا يتعدى كونه أحد المتهمين في تسميم الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، بحسب ما ورد في بيان صادر عن كتائب شهداء الأقصى ، ذلك البيان الذي وزع في رام الله وطولكرم وجنين ونص على أن : "الطيب عبد الرحيم صاحب اليد الطويلة والباع الكبير في تسميم قائدنا الشهيد ياسر عرفات" ، وأنه "أداة في أيدي المخابرات "الإسرائيلية" الشين بيت ، وطالب البيان أبو مازن بإقالته وعدم السماح له بالظهور أمام وسائل الإعلام .
لكن ، هيهات ، أن تتوب العواهر ، فالطيب عبد الرحيم وأمثاله ممن خرجوا إلى الوجود من رحم أوسلو ، هم أبناء غير شرعيين للفضائيات العربية والأجنبية وسوف يبقون كذلك حتى آخر نفس أو نفحة أثير .
هل مات عرفات أم قتل؟
المركز الفلسطيني للإعلام
مما سبق من فرضيات يتضح أنه وباستثناء الفرضية الأولى فإن عرفات قد قتل دون شك، واغتيل بوسيلة أو بأخرى، لكن هذه ليست كل القصة!
حتى الفرضية الأولى تعني اغتياله، حتى وإن مات بسبب المرض والشيخوخة فقد قتل، حتى وإن كانت أسباب الوفاة طبيعية فقد تمت تصفيته، لكن كيف؟ دون أي تعليق سأسرد الحقائق الدامغة التي وُثقت في الأجزاء السابقة، لأعود واربطها مع الفرضية الأولى:
- رغم مرض عرفات الشديد لم يستدع طبيبه الخاص إلا قبل تسفيره بيوم واحد
- رغم النصائح المتكررة للأطباء بضرورة نقله إلى مستشفى رام الله، تم تجاهل نصيحتهم دون مبرر
- لم يتناول عرفات المضادات الحيوية إلا بعد 15 يوم، وبعد تأخر حالته
- العينات التي أرسلت لمقر م.ت.ف في الأردن ضلت طريقها
- العينات التي أرسلت لتونس لا يعرف تاريخ أخذها وإرسالها، إضافة أنها أخذت بعد البدء بالمضادات الحيوية مما يؤثر على نتيجتها
- لم يتم التحري عن أنواع معينة من السموم
- تم رفض أخذ عينة من الكبد دون سبب واضح
- لا يوجد ذكر لفحص نقص المناعة H.I.V
- يرفض معظم الأطباء في مستشفى رام الله الحديث حول ما جرى
وبالتالي فإن فرضية الوفاة الطبيعية تسقط وتتحول إلى إغتيال سياسي عن طريق منع العلاج وتأخيره وبشكل مقصود ومتعمد!
تبقى فرضية التسمم هي الأقوى، وقد ذكر الكاتب شاكر الجوهري في تحليل خاص بتاريخ 04/12/2004 أن حركة حماس بنت قناعتها بشأن وفاة عرفات مسموماً على العوامل التالية:
أولا: أن الأميركيين والإسرائيليين كانوا قد اتخذوا قراراً علنياً بتصفية عرفات سياسيا منذ ثلاث سنوات. وفي اطار هذا القرار فرض عليه استحداث منصب رئيس الوزراء، وأن يكلف به أولا محمود عباس. وأن استحداث هذا المنصب هدف إلى تقليص صلاحيات عرفات، في حين أن اختيار عباس لتشكيل حكومة السلطة هدف إلى الحد من تأثير عرفات الرافض لتقديم تنازلات للإسرائيليين، لصالح الرجل الذي سبق له أن رعى اتفاقات اوسلو، وأنجز "وثيقة عباس بيلين" لتكون ارضية وقاعدة لمفاوضات الحل النهائي. وهي الوثيقة التي تنازلت عن حق اللاجئين في العودة، وقدمت تنازلات أخرى فيما يخص جميع قضايا الحل النهائي.
ثانيا: جراء ما سبق، خاض عرفات صراعا مع عباس على ارضية التمسك بصلاحياته كي يحول دون تفريط عباس بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته.
ثالثا: كان الإسرائيليون وصلوا مؤخراً لقناعة مفادها أن بقاء عرفات في رام الله يسبب مشكلة لهم، كما أن نقله إلى غزة يتيح له المناورة والتكتيك بشكل أكبر على نحو يفاقم من حجم المشكلة التي يسببها لشارون.
رابعا: أن اغتيال عرفات تم في ذات السياق الذي تم فيه اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، إذ أن شارون أراد أن يخلي الساحة الفلسطينية من القيادات التي تستطيع، وترغب في تحويل انسحابه من غزة إلى انتصار فلسطيني.
خامسا: أن شارون قرر تصفية عرفات قبل اجراء انتخابات الرئاسة الأميركية، ذلك أنه إذا كان عرفات قد راهن على احتمال فوز جون كيري برئاسة اميركا مراهنا أن يؤدي ذلك إلى رفع الفيتو الأميركي عنه، فإن شارون كان في المقابل يخشى ذلك، فكان لا بد من قتل عرفات قبل ولاية الرئيس الجديد. وبالفعل، فقد بدأت اعراض المرض على عرفات قبل اجراء الإنتخابات الأميركية، وإن مات بعد اعلان نتائجها.
سادسا: بالرغم من تعرض عرفات لأمراض عديدة في الماضي، فإن الصحافة الإسرائيلية تحدثت فقط في هذه المرة عن وفاته باعتبارها أمر مؤكد، كما أنها المرة الوحيدة التي مرض فيها عرفات وسارع شارون لإعلان أنه لن يسمح بدفنه في القدس، إذ أن وفاته كانت مؤكدة لدى من دس السم له.
سابعا: مسارعة محمود عباس إلى مصالحة عرفات فور اعلان مرضه، مع أنه لم يكن يفعل ذلك في حالات مرضه السابقة، وذلك قبل أن يدخل في غيبوبة، كأنه كان يتوقعها..!
ثامنا: استدعاء وفد طبي تونسي لمعالجة عرفات، وذلك لأول مرة في تاريخه المرضي، ثم وفد طبي مصري، مع أن ذلك حدث نادرا في الماضي، وتأخير استدعاء طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي إلى ما بعد تفاقم حالته. وعدم ارسال عرفات للعلاج في الخارج مع أن الأطباء الفرنسيين والمصريين شخصوا حالته المرضية، كما شخصها الكردي لاحقا، وعرفوا أنه مصاب بتكسر صفائح الدم، لكنهم لم يطلبوا نقله للخارج، خلافا للدكتور الكردي الذي طلب ذلك فور الكشف عليه.
تاسعا: سعي محمود عباس إلى رفع الأجهزة الطبية عن عرفات مبكراً، بهدف تعجيل وفاته، ما أثار الأزمة المعروفة مع سها ارملة الرئيس الراحل.
وهنا تكشف المصادر تفاصيل غير معروفة عن خلاف سها مع عباس، وإتصالات هاتفية عديدة اجرتها، وكذلك الدكتور رمزي خوري مدير مكتب الرئيس الراحل مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في مقر اقامته بدمشق، خلال فترة مرض عرفات. وتقول المصادر إن عباس لم يكن الوحيد المتعجل رفع الأجهزة الطبية عن عرفات، إنما كذلك حلفائه الدوليين والإقليميين الذين كانوا يريدون جميعهم التخلص من الرئيس الفلسطيني بأسرع وقت ممكن.
عاشرا: اعلان وفاة عرفات في اليوم التالي مباشرة لزيارة محمود عباس وأحمد قريع وروحي فتوح لباريس. وهنا تلاحظ المصادر أن هذه الوفاة ربما تكون تمت بشكل طبيعي، أو جراء رفع الأجهزة الطبية عن عرفات، أو وقف تشغيل الأجهزة، دون رفعها. وتلفت المصادر كذلك إلى أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تعمد عدم مصافحة سها عرفات لدى زيارة زوجها في مستشفى بيرسي، تعبيرا عن غضبه لتصريحاتها بشأن من يريد استوراث زوجها وتسريع موته، وكذلك طلبها قدوم الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة الشرعي الفلسطيني إلى باريس على عجل كي يفتي لها بعدم جواز رفع الأجهزة الطبية عن الرئيس، لكن وفاة عرفات أعلنت سريعاً، قبل أن يتفاقم أمر الفتوى.
حادي عشر: اعلان ترتيبات الجنازة وتحديد موعدها الجمعة، قبل وفاة عرفات، وقد تمت الجنازة في الموعد المحدد قبل وفاة الرجل.
ثاني عشر: تعامل مصر مع سها عرفات بذات البرود، إن لم يكن الغضب الذي عاملها به شيراك، إذ طلب منها عمرو سليمان مدير المخابرات المصرية عدم المشاركة، لأن النساء لا يشاركن عادة في الجنائز. كما نصحها المصريون بعدم الذهاب مع الجنازة إلى رام الله حرصا على حياتها، فاكتفت بمرافقة الطائرة المقلة للنعش إلى العريش، ولم تكمل طريقها لرام الله.
ولأن المسألة ليست متعلقة بمشاركة امرأة في جنازة، وإنما هي موقف له ابعاد سياسية، فإن رجال البروتوكول المصري حالوا دون مشاركة قادة الفصائل الفلسطينية في تقبل العزاء بعرفات لدى مشاركتهم في تشييعه في القاهرة. وهؤلاء هم خالد مشعل، رمضان عبد الله شلح، نايف حواتمة، أحمد جبريل، وماهر الطاهر.
ثاني عشر: تم التعامل من قبل بعض الأطراف الإقليمية مع محمود عباس باعتباره رئيس دولة قبل اعلان وفاة عرفات، وقبل انتخابه رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
كل ما سبق يشير في اتجاه واحد لا ثاني له، أن العلاج إما تم منعه، أو في أحسن الأحوال تأخيره، مما عجل في تدهور صحة ياسر عرفات.
الخلاصة تشير إلى أن كل الفرضيات تشير إلى عملية اغتيال مع سبق إصرار وترصد!
وهذا يقود للسؤال الأكثر أهمية: كيف قُتل؟ ومن ساهم في قتله؟ ومن تستر على الجريمة وتكتم عليها؟
من أجل الوصول لإجابة واضحة لابد من فتح تحقيق جدي ورسمي للوصول إلى الحقيقة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وفي الجزء التالي نستعرض ما جرى خلال العام الذي تلا رحيل ياسر عرفات.
التقرير الطبي ولجان التحقيق المزعومة
• منذ البداية كان واضحاً أن السلطة الفلسطينية خططت مع الفرنسيين لإقناع الرأي العام الفلسطيني والعربي بأن جهدا ما بذل للتحقيق بوفاة الرئيس عرفات ولم يتم الإتفاق أبدا علي جهود تحقيق حقيقية بالقصة والملف وعلي هذا الأساس إستعدت باريس لإستضافة وفد التحقيق الفلسطيني أولا وللتعاون معه ثانيا.
• وبحسب صحيفة القدس العربي فإنه حتي الآن لا يلمح الفرنسيون للأسباب والدوافع السياسية التي تضطرهم للإسترسال في لعبة إخفاء المعلومات حول الأسرار الطبية لعرفات لكنهم يسربون لبعض وسائل الإعلام بين الحين والآخر بعض المعلومات فيما يميل القياديون في السلطة الفلسطينية لتجاهل الأمر قدر الإمكان علي أساس ان عرفات مات سواء بمؤامرة او بغيرها وعلي أساس ان الكشف عن اسباب الوفاة لايغير في الوقائع شيئا كما ورد عدة مرات علي لسان ياسر عبد ربه وغيره علما بأن مصادر داخل السلطة اوضحت بأن التجادل كثيرا في هذا الملف يعقد الكثير من الأمور ولا يدفع للإستقرار ويخلق إحتمالات سلبية علي مستقبل الشعب الفلسطيني خصوصا في حالة وجود مؤشرات علي ان الرئيس عرفات مات بالسم فعلا دون التمكن من إثبات علاقة إسرائيل بالمسألة، الأمر الذي يخلق إنقسامات حادة ومشاكل داخل الهيكل القيادي للسلطة.
• ولهذا السبب فإن سجل عرفات الطبي اودع فرنسيا في إدارة خاصة لحماية الوثائق السرية تابعة للجيش الفرنسي وهي إدارة لا تستطيع الكشف عن ملفاتها إلا بموجب قرارات قضائية فرنسية تكتسب الصفة القطعية في حالة الرئيس عرفات وتحديدا في حالة وجود طرف شخصي متضرر من إخفاء التقرير ويطعن بالسيدة سهي عرفات ويشكك بوجود مصلحة لها في إخفاء التقرير وهي حالة من الصعب جدا توفيرها وفقا للتعقيدات ذات الصلة بالمسألة.
• حتى تصريحات الناطق الرسمي لمستشفى بيرسي كانت بمثابة بيانات سياسية مقتضبة لا تمت للطب بصلة، وكأنه متفق عليها ومراقبة، أو كما قال د. الكردي كان هناك حاجز حديدي أو ترابي على حالته الصحية، وبشكل مبهم وغامض لا يفهم منه شيء.
• نفت وبإصرار الحكومة الفرنسية ان يكون عرفات تعرض للتسميم مؤكدة انه لو كان لدى الاطباء "ادنى شك لاحالوا القضية الى القضاء" ورفضوا السماح بدفنه. وقال الناطق باسم الحكومة جان فرنسوا كوبيه ردا على اسئلة في ختام مجلس الوزراء الفرنسي ان "عرفات تلقى افضل علاج ممكن واجريت له كل الفحوصات التي ينبغي اجراؤها. ولو ساور الاطباء اي شك لاحالوا الملف الى القضاء". واضاف "لقد تم اصدار اذن بمواراة الجثمان الثرى".
• من جهة اخرى عبر وزير الصحة الفرنسي فيليب دوست-بلازي عن امله في ان "يتم احترام" السرية الطبية حول وفاة الرئيس الفلسطيني".
• وردا على اسئلة الصحافيين لدى خروج من اجتماع الحكومة قال دوست بلازي "ثمة قانون في فرنسا يقول ان السرية الطبية عائدة الى العائلة والى اصحاب الحق او يمكن نقلها لى الطبيب الذي تحدده العائلة". واضاف "هذا هو القانون واتمنى ان يحترمه الجميع ولا سيما من قبل كل الاطباء في فرنسا".
• ومن هنا ثار الجدل حول تسليم ملف عرفات الطبي لأقرب الأقارب وفي هذه الحالة كانت زوجته سهى عرفات هي التي استلمت الملف، ورفضت تماماً تسليمه للسلطة الفلسطينية.
• 16/11/2004 قريع يطالب بنشر الملف الكامل لعرفات، وبتاريخ 18/11/2004 بصفته رئيساً لمجلس الأمن القومي الفلسطيني(..) يقرر تشكيل لجنة تحقيق في ظروف وفاة عرفات، وحتى اللحظة لم تجتمع هذه اللجنة!
• 17/11/2004 اتحاد الأطباء العرب يقرر تشكيل لجنة للتحقيق، وهذا نص ما صدر عنه:
اتحاد الاطباء العرب
الامانه العامه/القاهره
------------------------
السيد الفاضل/
السلام عليكم و رحمه الله وبركاته
بالاشاره الى تصريحات الاستاذ الدكتور/ اشرف الكردى الطبيب الخاص بالمغفور له الرئيس ياسر عرفات
والتى تشكك فيها من امكانيه ان تكون وفاه الرئيس عرفات ناتجه عن عمليه (تسميم ) تمت له باستخدام سم بطىء التاثير الامر الذى ادى الى وفاته ..
فقد اجرينا اتصالا بالسيد الدكتور اشرف الكردى.....و أكد لنا شكوكه .. و أكد انه تمت عمليه اقصاء متعمده له من التعامل مع الرئيس عرفات من ساعه قرار نقله الى باريس للعلاج و حتى اعلان وفاته على الرغم من المامه التام بالتاريخ المرضى للرئيس كونه طبيبه الخاص من ما يزيد على عشر سنوات ..
وعليه فان الامانه العامه لاتحاد الاطباء العرب قررت تشكيل لجنه للتحقيق فى اسباب الوفاه برئاسه الامين العام و عضويه السيد الدكتور اشرف الكردى وعدد من اطباء الوطن العربى الاكفاء.. واصدار بيان نهائى عن طبيعه الوفاه . والظروف التى صاحبتها.
وستبدأ اللجنه بالاطلاع على الملف المرضى للرئيس عرفات طوال فتره وجوده بالمستشفى العسكرى بضاحيه ( بيرسى) بباريس وتقارير الساده الاطباء الذي قرروا سفره الى باريس
والامانه العامه لاتحاد الاطباء العرب اذ تنعى الرئيس عرفات الى الامه العربيه والاسلاميه وتدعو الله ان يتقبله فى الشهداء والصالحين .. فانها تؤكد على ان اجراء هذا التحقيق انما يمليه الضمير الطبى و اعتبارات الامانه القوميه و المهنيه
الامين العام لاتحاد الاطباء العرب
د/عبد المنعم ابو الفتوح
---------------------------
الاستاذ ايمن عابد
:ترسل صوره موجهه الى
الامين العام للجامعه العربيه
السفاره الفرنسيه بالقاهره
السيد روحى فتوح الرئيس المؤقت للسلطه الوطنيه
النقابات و الجمعيات الطبيه العربيه المعتمده باتحاد الاطباء العرب
السيد سفير دوله فلسطين بالقاهره
الاتحادات المهنيه العربيه ( المحامين /الصحفيين/ الصيادله / المحاسبين
السفارات العربيه المعتمده بالقاهره
مكاتب الفضائيات العربيه بالقاهره
الصحف و ووكالات الانباء العربيه و الاجنبيه
المواقع الاعلاميه على شبكه الانترنت
كان هذا آخر ما صدر عن اتحاد الأطباء العرب!
• 19/11/2004 يعلن الوزير حسن أبو لبدة أن التقرير الطبي الكامل لياسر عرفات يعد وثيقة تاريخية للشعب الفلسطيني واعداً بإطلاع الشعب الفلسطيني على التفاصيل الكاملة لهذا التقرير حال تسلمه، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة!
• يوم 25/11/2004 قرر المجلس التشريعي وبناءاً على طلب عدد من نوابه منهم دلال سلامة، زياد أبو زياد، مروان كنفاني، حسن خريشة، عماد الفالوجي، يوسف الشنطي، كمال الشرافي، حمال الشاتي وغيرهم، قرر تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، على أن تنشر تقريرها خلال شهر وإلا يعتبر المجلس التشريعي مستقيل، مر شهر وسنة، ولم ينشر أي تقرير، ولم يستقل أي عضو!
• للخروج من هذا المأزق قررت السلطات الفرنسية تسليم ملف عرفات الطبي لقريب عرفات ناصر القدوة وهو ابن شقيقة عرفات، وهو ما احتجت عليه سهى عرفات بقوة وأوعزت لمحامييها فيليب بلانتاد وجان ماري بورغوربمقاومة مثل هذه المحاولة، لكن جهودها فشلت، وتسلم القدوة الملف بتاريخ 11/12/2004، والذي سلمه بدوره مباشرة لرئيس السلطة المؤقت روحي فتوح، والذي بدوره سلمه لوزير الصحة الفلسطيني في حينه جواد الطيبي الذي رأس لحنة طبية لتقصي الحقائق حول ظروف وفاة عرفات.
• بحسب ناصر القدوة فإن الملف الطبي لياسر عرفات يحتوي على 557 صفحة ويقع في جزأين الأول يغطي فترة علاجه في قسم الدم والثاني فترة علاجه في غرفة العناية المركزة بمستشفي بيرسي العسكري بباريس.
• 16/03/2005 أجاب وزير الصحة الفلسطيني ذهني الوحيدي على سؤال يتعلق بالتحقيق الجاري بشأن كشف الملابسات الحقيقية وراء "اسشهاد الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات"، فأوضح الوحيدي، أن ملف القضية مازال لدى الوزير السابق الدكتور جواد الطيبي، رئيس اللجنة المكلفة بمتابعة الموضوع!
• يحضرنا هنا ما ذكره م.أسامة عليان على صفحات الحقائق يوم 17/09/2005 حول لجان التحقيق ليقول: "يقولون في دهاليز البيروقراطية والمؤسسات المائلة (إذا أردت أن تميت قضية، فشكل لها لجنة) ، هذا ما قامت به السلطة الفلسطينية بالضبط ، حيث إتضح بما لاشك فيه أنها ما كانت تقصد ما وعدت به ، بل كانت تقصد العكس تماماً ، فكيف يمكن أن تتشكل لجنة لدراسة هذه الملفات ولا يكون فيها الأطباء الخاصون وفي مقدمتهم الدكتور أشرف الكردي الذي كان الطبيب الخاص للرئيس عرفات من بين طاقمها؟ ، وكيف لا تقوم هذه اللجنة بأي إجتماع ولو واحد فقط يعقبه إيجاز صحفي يطلع الجمهور على المرحلة التي وصلت إليها؟ ، هذا لو وصلت!! ، ثم كيف لا تقوم هذه اللجنة بزيارة ولو واحدة إلى المستشفيات المختلفة بما فيها الفرنسية التي إستقبلت حالة الرئيس الراحل".
• طالب العديد من الشخصيات بإجراء تشريح طبي على جثة عرفات وعلى رأسهم الدكتور أشرف الكردي، وعزمي بشارة، ود.مصطفى البرغوثي، لكن كل هذه الدعوات ووجهت بالرفض المطلق غير المبرر، ومن أعلى المستويات حيث قال عبّاس " لا حاجة لذلك، فقد تم دفنه!!"، ورد عليه الدكتور الكردي "ليس الأمر حكراً عليك".
• هذا الرأي أيده ناصر القدوة يوم 04/06/2005 وفي رده على سؤال حول الموضوع قال: " هذا كلام الحقيقة غريب, أولاً: هناك موانع دينية واجتماعية واضحة في هذا المجال، خصوصاً مع شخصية بهذا الحجم و.. ثانياً وهو الأهم: طيب أخذنا قرار بالموافقة على ذلك أين يفعل ذلك؟ في الولايات المتحدة؟ يعني في محدودية سياسية في حقائق سياسية، من سيقول لك؟ من سيتحمل المسؤولية في العالم الخارجي لكي يقول لك: نعم أنا لدي الآن دليل على أنه هذا هو الواقع؟ كيف سيحدث هذا؟"
• في شهر سبتمبر/ أيلول 2005، صدر كتاب تحت عنوان: "الحرب السابعة"، يتناول الصراع ذي السنوات الخمس بين اسرائيل والفلسطينيين، يخصص الصحفيان آفي يششكروف (صوت اسرائيل) وعاموس هرئيل (هآرتس) فصلا لتحقيق مفصل في الاسابيع الأخيرة من حياة رئيس السلطة. انهما ينشران لاول مرة أهم ما في تقرير فريق الاطباء من المستشفى العسكري الفرنسي، بارسي، الذي عولج فيه عرفات في الاسبوعين الأخيرين من حياته، بعد أن حصلوا عليه من مسؤول فلسطيني رفيع المستوى!.
• بعد نشر هذا التقرير "إضطرت" السلطة الفلسطينية لنشر ولو شيء بسيط كتقرير من طرفها، وهو ما قام به أحمد قريع رئيس الوزراء في خطوة تستغفل العقول بتاريخ 12/10/2005، أي بعد عام كامل من سقوط عرفات الأخير، مختصراً مئات الصفحات من التقرير في 13 صفحة بما فيه رسالته وتعليقه الذي أنهاه بعبارة تبقي الأمور في مربعها الأول، (نص التقرير مرفق في نهاية البحث).
لم يقتصر الأمر على ذر الرماد في العيون من خلال تشكيل لجان لم تجتمع أو تصدر تقاريرها، بل في غالب الأحيان لم يكتب لها أن تجتمع، بل تعداه إلى الإنتقال للمرحلة الجديدة من تصفية عرفات، وهذه المرة بتصفية العرفاتية.
الإنقلاب على عرفات
حتى قبل أن يرحل عرفات عن الدنيا رسمياً بدأ الصراع على التركة، وطفت فضائح حكام المقاطعة الجدد على السطح، وبدأ المستور بالإنكشاف، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بدأ فصل جديد من القضاء على عرفات حتى في قبره، وهو محور هذا الجزء.
صراع الورثة
دون تسلسل معين أو تاريخي، وبنقاط سريعة نستعرض أهم مظاهر هذا الصراع:
• 07/11/2004 طالب برلمانيان فلسطينيان في المجلس التشريعي وهما عبد الجواد صالح وحسن خريشة اليوم بضرورة استجواب كل من محمد رشيد المستشار المالي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكذلك زوجة الرئيس السيدة سهى عرفات من جانب المجلس لتقصي مصير مبالغ مالية ضخمة تخص الشعب الفلسطيني، كان يديرها رشيد بمعرفة من عرفات وزوجته، وهي عبارة عن استثمارات في شركات عربية وعالمة وكذلك في العقارات، ونقلت صحيفة بريطانية معروفة اليوم تصريحات لعبد الجواد صالح الذي مثل محافظة رام الله والبيرة في المجلس التشريعي
• 07/11/2004: دحلان يعود إلى رام الله من باريس وهو لا يحمل أية معلومة عن وضع عرفات . و لكنه قادم من أجل إطلاع القيادة في رام الله على الدور الذي تقوم به سهى عرفات في إخفاء الحقائق من أجل تمرير مؤامرة تحاك في الخفاء – حسب وصف دحلان، و بحسب المصادر فإن دحلان قادم من أجل تنبيه القيادة في رام الله إلى ذلك لا أكثر . وبحسب دحلان فإن سهى زوجة عرفات ، كانت تسمح في اليومين الأولين لوصول الرئيس بدخول ناصر القدوة ورمزي خوري مدير مكتبه و يوسف عبد الله حارسه الشخصي عليه ، إلا أنه بعد يومين أخرجتهم من المستشفى و منعتهم من الدخول إلى غرفته حيث إنه من اليوم الثالث لدخول عرفات المستشفى في باريس و حتى الآن لم يدخل عليه سوى زوجته سهى التي تسيطر بالكامل على الوضع و لا أحد يعرف حقيقة ما آل إليه عرفات سواها. و مما سيبلغ به دحلان القيادة الفلسطينية في رام الله أن سهى عرفات و رمزي خوري مدير مكتب الرئيس و يوسف عبد الله رئيس مكتب حراسته ، و إلى جانبهم أبو اللطف يحيكون مؤامرة ضد أبي مازن ، حيث يعتبر أبو مازن و محمد دحلان و محمد الحوراني و قدورة فارس و إلى جانبهم مروان البرغوثي – حسب دحلان - في الجهة المقابلة
• 08/11/2004 وجهت سهى عرفات قرينة الرئيس الفلسطيني نداء للشعب الفلسطيني عبر الجزيرة وصفت فيه المسؤولين الفلسطينيين الذين يعتزمون التوجه إلى باريس اليوم بأنهم "حفنة من المستورثين يريدون دفن الرئيس ياسر عرفات حيا".
• 08/11/2004 الطيب عبد الرحيم يقول للصحفيين ردا على تصريحات سهى "ان ما قيل على لسان السيدة سهى عرفات لا يمثل شعبنا ولو كان قد استمع السيد الرئيس لمثل هذه الكلمات لرفضها بالمطلق." واضاف "الرئيس عرفات ليس ملكا لعائلة صغيرة بل للشعب الفلسطيني والامة العربية جمعاء".
• 09/11/2004 محمد رشيد يقول تعليقاً على نداء سهى عرفات: "الفلسطينيون ليسوا بحاجة إلى إيفيتا فارون (عقيلة الدكتاتور الأرجنتيني، خوان فارون – س.ه)، ولا إلى إيميلدا ماركوس (زوجة الحاكم الفلبيني، فرديناند ماركوس التي اشتهرت بالعدد الهائل من الأحذية التي امتلكتها – س. ه). أنا لا أقارن بين هؤلاء النسوة، لكنه يجب الفهم أنه لا توجد لدينا أم أو ابنة أو زوجة قائد على شاكلتهن (فارون أو ماركوس – س.ه). هناك فارق كبير بين زوجة نشأت إلى جانب زوجها، كليئه رابين (زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، يتسحاق رابين)، وبين من لم تفعل ذلك".
• 10/11/2004 تعيين محمود عبّاس في مناصب عرفات
• 15/11/2004 نشرت مجلة «فوكس» الالمانية تقريراً امس السبت قالت فيه ان جوانب الصفقة التي عقدتها سهى زوجة الرئيس عرفات مع القيادة الفلسطينية الحالية قرب فراش زوجها في مستشفى «يبرسي» بضاحية باريس قد بدأت تتكشف يوماً بعد يوم.وجاء في التقرير ان القيادة الفلسطينية كانت قبل سفر الرئيس ياسر عرفات الى باريس للمعالجة عرضت على زوجته سهى الطويل مبلغ مليوني دولار شرط ان تتنازل عن حقها في جميع الحسابات المصرفية الموجودة باسم زوجها التي تشمل عدة مئات من ملايين الدولارات، الاتفاق النهائي يقضي بمنح سهى مبلغ 20 مليون دولار اضافة الى 11 مليونا كانت حصلت عليها سابقاً ويضاف الى ذلك مبلغ 35 الف دولار شهرياً بدل نفقة.اما المفاوض من جانب سهى فكان الخبير المالي اللبناني بيير رزق الذي تصفه الصحافة الصهيونية بانه "الصديق القديم لسهى الطويل
• 17/11/2004 محمد رشيد يقول أن "المنظمة تعاني من أزمة مالية عميقة منذ عام 1990 عندما اندلعت حرب الخليج الأولى ونضبت الموارد المالية التي كانت تعتمد بالأساس على تبرعات الفلسطينيين المقيمين في الخليج فضلا عن مساعدات مالية أخرى من الدول العربية"، ويهاجم جاويد الغصين مسؤول الصندوق القومي الأسبق قائلاً: "من المفيد جدا أن يستجوب السيد جاويد الغصين بشأن هذه الأرقام -إذا كان بالفعل قد قال هذا الكلام- ليتحدث أمام القيادة الفلسطينية عن مكان هذه الثروات".
• 12/12/2004 القدومي يتهم محمد رشيد المستشار المالي لياسر عرفات بالاستيلاء على أموال فلسطينية وقال ان رشيد اعاد منها نحو 600 مليون دولار.
• ديسمبر 2004 الصراع يحتدم على خلافة عرفات بين عبّاس ومروان البرغوثي
قَتل عرفات في قبره
ما أن تم توزيع المناصب بين عبّاس وقريع وفتوح في الفترة الانتقالية، ومن بعدها انتخاب عبّاس في 09/01/2005 رئيساً للسلطة، حتى بدأت مرحلة القضاء على العرفاتية وتصفيتها من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات كان أهمها:
- روحي فتوح الرئيس المؤقت للسلطة يلغي مجموعة من القرارات التي سبق واتخذها عرفات حول منح أراضي في مناطق السلطة
- محمود عبّاس يقرر إحالة مجموعة كبيرة من العسكريين الموالين لعرفات للتقاعد
- محمود عبّاس يقرر عزل أكثر من 50 مستشار لعرفات
- محمود عبّاس ودحلان يشكلان ثنائي حاكم في المناطق الفلسطيني
- تصفية موسى عرفات في منزله في شهر سبتمبر/أيلول 2005-11-12
- إقامة ندوات وورش عمل حول مساويء العهد العرفاتي، كان أبرزها مؤتمر عقد في رام الله في شهر مارس/آذار 2005 لتقييم تجربة عشر سنوات من السلطة الفلسطينية، افتتحه أحمد قريع، وفي هذا المؤتمر وجه مسؤولون رسميون وآخرون تولوا مسؤوليات رسمية في السلطة الفلسطينية، نقدا غير مسبوق لياسر عرفات، وفي جلسة خصصت لبحث موضوع (مؤسسة الرئاسة) قدم الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة، مداخلة تحدث فيها عن تجربته عرفات، وقيم (الظاهرة العرفاتية) معددا عدة أسباب لتفرد الرئيس عرفات، جعلته يتحكم بسلطات واسعة. وقال عبد الرحيم إن الكريزما التي تمتع فيها عرفات وحضوره الطاغي وعمله المستمر ودوره التاريخي، جعل منه ممسكا على قبضة الأمور بشكل واسع، فهو رئيس السلطة ورئيس فتح ومنظمة التحرير ومسؤول الأمن والداخلية والأعلام..الخ. وقال عبد الرحيم إن الرئيس الجديد أبو مازن يعتبر استمرارا للنظام القديم ولكن بشكل مختلف، وشكل انتخابه نوعا من التطور والانتقال من نظام (الأب) إلى نظام (الأخ). واضطر عبد الرحيم، بعد أن قدم مداخلته، إلى تقديم توضيحات بعد أن وجهت تساؤلات حول سر هذه الصحوة النقدية منه بعد وفاة عرفات، لنقد تجربته. وقال عبد الرحيم بأنه فكر كثيرا وتردد قبل أن يقرر عرض ورقته التي استغرق تحضيرها عدة أيام، لتكون كل كلمة في محلها، مشيرا إلى أنه كتبها لتقدّم لجمهور من النخبة للاستفادة من اقتراحاتهم لتطوير مؤسسة الرئاسة. وأبدى في توضيحه ما اعتبره تراجعا عن ما أبداه نقده للتجربة العرفاتية
- نبيل عمرو بدوره قالبأنه لم يكن هناك أي نظام أو تنظيم في مؤسسة الرئاسة، منتقدا وصف الظاهرة العرفاتية بأنها نظام الأب قائلا بأنه لا يوجد في دولة في العالم مثل هذا النظام، معلقا على المقارنة بين عرفات وديغول، بأن المقارنة أبدا لا تجوز وأن ديغول استقال بعد استطلاعات للرأي العام حول قضايا محددة. وانتقد قول الطيب عبد الرحيم إنه يكفي لعرفات تمسكه بالثوابت الوطنية، قائلا "لا يكفي أن نقول هكذا ونرضى عنه، لقد أخفقنا".
- جدير بالذكر أن الطيب عبد الرحيم الذي قرأ نعي عرفات متباكياً قدم استقالته بعد شهر فقط من منصبه ليقود حملة عبّاس الإنتخابية، وليظهر أمام شاشات التلفاز راقصاً متغنياً بفوز عبّاس.
- الطيب عبد الرحيم أيضاً كان قد روى رواية غريبة بتاريخ 04/06/2005 قال فيها: كان تاني يوم بده يطلع على فرنسا، آه، ضليتني سهران طول الليل جنبه، يعني ناموا معظمهم وأنا سهران، فالساعة ثلاثة وربع بقول لهم: الطيب بره؟ قالوا له: آه موجود.. ثلاثة وربع صباحاً، فنادوا لي إياه، فهو قال: يا طيب، بصوت واطي كده.. فدخلت عليه، قال لي: شايف، حموت خارج الوطن، آه حموت برّه البلاد، قلت: لا، يا سيادة الرئيس، قال لي: اسمع: في عندي ثلاث وصايا أنا في حلّ من إني أقولهم قدّام التلفزيون، بس الوصية الأولى اللي قال إياها، قال لي: أنا كان نفسي أندفن في القدس، ويعني أتمنى عليكم هذا المكان تفضَل قاعد فيه، هذا المكان أحد رموز صمود الشعب الفلسطيني، ما تهجرهوش، ما تطلعوش منه يعني، وتدفنوني فيه لغاية ما تنقلوني على القدس، قلت له: يا سيادة الرئيس إن شاء الله بترجع، وهاي شدة وبتزول، وما تفكّرش هذا التفكير، قال لي: اسمع اللي بقول إياه تسمعه، وقال لي الوصية الثانية والوصية الثالثة، شايف.. أنا شعرت.. هي ثلاث وصايا هو قال لي، بس هاي الوصية الأولى إنه يندفن في المقاطعة، وبعدين ننقله على القدس، الوصية الثانية والثالثة أنا في حلّ إني أقولها..داخلياً يعني، ودايماً تقرأ على قبري الفاتحة، وضحك قال لي: يعني عشان تبقى تفتكرني هنا، تبقى قدّامك ليل نهار،كان قبليها كان الأخ أبو مازن موجود والأخ أبو علاء فقال لهم: المقاطعة ديه أمانة في رقابكم، والطيب يبقى مسؤول عن المقاطعة، هيك قال لهم، هو أصرّ باب الطيارة كان بينه وبين الأخ أبو علاء أول ما نزل من السيارة، بينه وبين الأخ أبو علاء، فأصرّ على إنه يقبّلني فأنا مادد إيدي عشان بدي أسلّم عليه، فهو سحب يعني إيدي بدّو يبوسها، أنا شعرت بدّو يبوسها! أنا اللي بدي أبوس إيده، فأصرّ على ذلك، أبو علاء قال: يا أخي أعطيله إياها، وريّحه ومش عارف إيش.. فأنا يعني قبّلت إيده، وقبّل إيدي، وسامِحني.. طلع على باب الطيارة وشاور للناس أنا ساعتها شعرت إنه.. يعني.. سافر ومش راح.. الله يرحمه ويحسن إليه" ترى ماهي الوصايا، ولماذا أصر عرفات على تقبيل يديه؟ علماً [ان كتائب شهداء الأقصى كانت قد اتهمته شخصياً بدس السم لعرفات، وهو ما أشارت إليه الكاتبة لهيب عبد الخالق تخت عنوان "صراع الأجيال الفلسطينية على السلطة" قبل أشهر وأثار زوبعة وجدل في أوساط السلطة.
- لابد أيضاً هنا من ذكر أن وبحسب رواية صحيفة الديار اللبنانية بتاريخ 06/08/2004 أي بعد أسابيع قليلة من محاولة الإنقلاب التي قادها دحلان ضد عرفات، تلقى عرفات تحذيرا من مسؤول في احد اجهزة المخابرات في دولة صديقة بأن وزير الداخلية في عهد حكومة ابو مازن العقيد محمد دحلان يحيك مؤامرة تستهدف حياته، ابو عمار الذي كان يمشي في تلك اللحظة جيئة وذهابا ويداه خلف ظهره. وبعد ان استمع لدحلان عقب استدعائه كاتما غضبه نظر في عيني "المتآمر" وقال له اسمع يا دحلان: "قاتل ابيه لا يرث"
لم يحدث هذا الإنقلاب على العهد العرفاتي بين يوم وليلة بل بتخطيط ودعم مسبقين من سلطات الإحتلال ولتقوية وتثبيت شخصيات بعينها سبق وأن حاولت الإنقلاب على عرفات، وهذه بعض التحليلات التي كتبت حول الموضوع:
• صحيفة الأسبوع المصرية قالت: بحسب معلومات هامة حصلت عليها 'الأسبوع' فإن جهاز الموساد الإسرائيلي اعتبر أن محمود عباس 'أبو مازن' أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هو أفضل من يقود العمل الفلسطيني خلفا للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.. وبحسب تقرير أعد في هذا الصدد فإن جهاز الموساد يدعو إلي فتح صفحة جديدة بالتفاوض مع أبو مازن حول خطة سلام مقترحة للسنوات الثلاث القادمة إضافة إلي مدي ما يمكن أن يتحقق من تكامل بين جوانب الأمن للطرفين.
وبحسب التقارير فإن إسرائيل سوف تكون معنية ببدء التفاوض مع القيادة الفلسطينية الجديدة وسوف تمنحها حرية الاختيار بين جانبين: أن تكون مرجعية التفاوض الأساسية مرتبطة بخطة خارطة الطريق، وفي هذه الحالة فإن القيادة الفلسطينية الجديدة عليها أن تقبل بالتعديلات الإسرائيلية التي سيتم إدخالها علي هذه الخطة.. أما البديل الثاني فيكمن في الاتفاق علي خطة جديدة تماما وأن يكون هدفها الرئيسي هو تحقيق السلام علي أرض الواقع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتشير التقارير إلي أن إسرائيل سوف تتولي حماية القيادة الفلسطينية الجديدة إذا ثبت أنها قادرة علي أن تكون شريكا لإسرائيل في عملية السلام وسوف توفر لها كل الإمكانات والظروف المناسبة من أجل أن تحصل علي تأييد الشارع الفلسطيني وثقة الأطراف العربية والدولية.. أما إذا كانت القيادة الفلسطينية الجديدة علي غرار عرفات وداعمة للأعمال الإرهابية، أو أنشطة تمس الأمن الإسرائيلي.. فإن إسرائيل ستعمل بصفة عاجلة علي تصفية هذه القيادة الجديدة جسديا ولن تترك لها الاستمرار في الحكم مثل عرفات.. انطلاقا من مفهوم إسرائيلي يري أن كل يوم يمر علي قيادة فلسطينية جديدة متشددة تدعم الأعمال الإرهابية فإن هذا لن يكون في صالح الأمن الإسرائيلي الذي يعجز حتي الآن عن التخلص من عرفات.
وبحسب التقارير فإن هناك نقطة مهمة تتعلق بأن هناك حدودا دنيا تعبر من خلالها القيادة الفلسطينية الجديدة عن مدي رغبتها في التعاون مع أو ضد إسرائيل وهي أن المطلب الأول لهذه القيادة الجديدة هو حل كل التشكيلات العسكرية الفلسطينية واعتبارها خروجا علي نطاق العمل القانوني الفلسطيني والدولي، وأن إسرائيل ستشارك هذه القيادة أمنيا وعسكريا في تصفية هذه التشكيلات العسكرية الفلسطينية.
وفي ضوء ذلك سوف تضع إسرائيل قائمة بالالتزامات لأي قيادة فلسطينية جديدة تم صياغتها حاليا حيث سيتم عرض هذه القائمة علي القيادة الفلسطينية ليتم الطلب إليها بالموافقة عليها أولا.. ثم يوضع جدول زمني لتنفيذها.. فإذا ما تمت الاستجابة لهذين المطلبين فإن إسرائيل سوف تتعاون مع هذه القيادة الجديدة.
وبحسب التوجه الإسرائيلي فإن إسرائيل سوف تتحفظ علي بعض الشخصيات الفلسطينية التي شاركت عرفات في دعم ما وصفته بالعمليات 'الإرهابية' وتعترض علي قيامها بأي دور في الحكومة الفلسطينية لكونها أدت دورا داعما للأنشطة الإرهابية، وأن هذه الشخصيات عليها أن تكون بعيدة عن العمل السياسي الفلسطيني في المرحلة القادمة وأن قيادة فلسطينية جديدة يجب أن تعتقد بأهمية ذلك خاصة أن إسرائيل سوف تشجع بعض الفلسطينيين المعتدلين الذين مازالوا يعيشون في الخارج ويرفضون العودة حتي الآن علي أن يكون لهم دور في العملية السلمية الفلسطينية ¬ الإسرائيلية، وأن هؤلاء الفلسطينيين المعتدلين أبدوا رأيهم قبل ذلك وهم علي اتصال بإسرائيل وبعض الشخصيات الفلسطينية ويفكرون بطريقة واقعية ومنطقية في تحقيق الأمن والسلام لكل الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية
• أرنون رغيلور من هآرتس يقول: ان محمد دحلان يعتبر زعيما كريزماتيا محبوبا جدا في الشارع. وهو مدعوم من مصر، الولايات المتحدة واسرائيل، التي قررت حتى غض النظر عن بعض العمليات التي خطط لها في بداية الانتفاضة. وكان دحلان على مدى ثماني سنوات مستشار شؤون الامن لعرفات، وراكم مئات ساعات اللقاء مع كبار الجهاز الامني في اسرائيل. وهو "الرجل القوي" لغزة، ولكن قوته محدودة في الضفة الغربية. دحلان، ابن الجيل الشاب بعد ابو مازن وابو علاء، يرى نفسه مرشحا لوراثة عرفات، ولكن في اسرائيل لا يستبعدون امكانية ان يدعم في المرحلة الاولى ابو مازن كي يبني نفسه ليكون زعيما فيما بعد
• حظي دحلان باهتمام خاص في مستشفى بيرسي الباريسي، حيث تقول التقارير: بالرغم من الانقطاع عن المستشفى، تابع دحلان الحصول على تقارير دائمة من الاستخبارات الفرنسية عن وضع الرئيس. في الثالث من تشرين الثاني هاتفه أحد ضباط الاستخبارات وقال له ان عرفات في وضع حرج و"الحديث عن مسألة ساعات". قرر دحلان العمل. خرج الى المستشفى ولقي سهى، لكنها رفضت في هذه المرة ايضا أن تُمكنه من زيارة قائده ورفضت اقتراحه أن يستدعي الى باريس أبا مازن وأبا علاء. عاد دحلان الى رام الله ليُحدث الوريث أبا مازن بالوضع!
• مع التحفظ على الكاتب إلا أن ما كتبه جاكي خوجة مراسل صحيفة معاريف للشؤون العربية بتاريخ 31/10/2004 يعبر عما جرى أثناء مرض عرفات من قبل المحيطين به، وعن التحضير "الإسرائيلي" للثنائي القادم، حيث يقول: الواحد تلو الاخر حج اليه - مثل التلاميذ الذين يريدون مشورة أخيرة - خصوم الرئيس حتى وقت قصير مضى. محمد دحلان الذي اتهم من الرئيس بالخيانة إذ تجرأ على العمل في سبيل مستقبل أفضل للفلسطينيين، انضم اليه في الطائرة الى عمان. سهى التي تذكرت بان لها زوج، واستبدلت ارصفة باريس بأزقة رام الله. ابو مازن الذي أمس فقط بعث عرفات اليه بالمبعوثين بتهديده بالقتل، وقف في لقاء عاجل في المقاطعة، واتفق مع الرئيس على ادارة السلطة في غيابه. وحتى اسرائيل ابتسمت للحظة للختيار بالبيجامة الزرقاء، فسمحت له بالخروج الى حيثما يريد. سمحت؟ صلّت ان يخرج. لا تسمحوا للامر ان يخدعكم: عرفات لم يجند للبلماخ. ودحلان لم يحلم طوال حياته ان يكون الى جانب الرئيس في لحظاته الاخيرة. وأبو مازن لم يسارع الى المصالحة خشية أن يقولوا انه كنّ العداء لابو عمار بعد وقوعه في الشر. وسهى لم تصل قلقا على صحته، ففي سنوات الانتفاضة الاربع كانت لها فرص كثيرة لان تأتي للزيارة. ما رأيناه يوم الجمعة على خط رام الله - عمان - باريس كان انفجار للمصالح، فرض على الجميع كالشيطان. منذ اتضحت خطورة وضع عرفات، بدأت تهب في المقاطعة رياح الفوضى. ولهذا السبب فقد احتشد الجميع، "كتفا بكتف" كما قال ابو مازن أمس، وقاموا بالمسرحية اللازمة. وكان الهدف هو بث وحدة وطنية، ولكن أيضا لتلقي بعض عدوى شرعية عرفات. ليس صدفة أن دحلان وابو مازن شريكان في هذه العصبة. فهما المرشحان الاكثر احتمالية لوراثة السلطة. ومباركته ضرورية لهما، لا لعنته.
• هذا الدعم كان من خلال سيناريو كامل أعدته سلطات الإحتلال للسيطرة علي الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في مرحلة ما بعد عرفات ، شريطة تعاون من يرتضي التنفيذ، وهذا السيناريو ينص على:
•
1. أن تسيطر إسرائيل علي كل الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن يتم تنفيذ عدد من العمليات السريعة والعاجلة للقضاء علي قادة المقاومة الفلسطينية وخاصة القيادات الإسلامية.
2. قيام الطائرات الإسرائيلية بتدمير أحياء ومناطق فلسطينية بعينها باعتبار أن هذه الأحياء والمناطق هي الأكثر قدرة علي تفريخ سلسلة كبيرة ممن وصفتهم 'بالإرهابيين'.
3. أن غياب عرفات لن يؤثر علي خطط الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أو خطة شارون بالسلام.
4. أن إسرائيل لا تعاني من عمليات إرهابية كبري في داخل المناطق الإسرائيلية 'وفق تقرير الموساد الإسرائيلي' لأن الفلسطينيين في هذه المرحلة سيكونون معنيين بالاقتتال الداخلي من أجل الوصول إلي السلطة، وأن الظاهرة الأبسط خطورة هي أن الجماعات الدينية ستحاول ملء الفراغ في الشارع الفلسطيني من أجل أن تفوز بالنصيب الأكبر في السلطة، وأن علي إسرائيل في هذه الحالة أن تتدخل بحسم وبصفة نهائية من أجل إبعاد أي تيار ديني عن الوصول للسلطة
5. أن إسرائيل ستكون عليها مسئولية أساسية ومهمة في تشجيع ظهور قيادة فلسطينية بديلة يمكن التعامل معها في المرحلة القادمة وأن هذه القيادة هي التي ستقود المفاوضات مع إسرائيل في المرحلة القادمة وأن هذه المفاوضات سيتم تقسيمها بعد رحيل عرفات إلي أطر زمنية:¬
السنة الأولي: تتعلق بشكل العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ضوء الانسحاب الإسرائيلي من غزة وبعض أجزاء من الضفة الغربية.
السنة الثانية: تتعلق بجوانب العلاقات الأمنية وعلاقات الحكم الذاتي الفلسطينية.
السنة الثالثة: تتضمن توقيع اتفاق السلام النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وينصح تقرير من الموساد بأن هذه القيادة يجب أن تحظي بدعم الأمريكيين والإسرائيليين وكل القوي الدولية والإقليمية، حتي وإن كانت هذه القيادة محل رفض من الشارع الفلسطيني الذي قد يتخذ بعض الشعارات لاختيار قيادة فلسطينية متشددة.
• في يوم 09/11/2004 وجهت تقارير سياسية أوروبية سرية، نشرت في أكثر من صحيفة، أصابع اتهام ضد عناصر فلسطينية وزعمت تورطها في تنفيذ الرغبة الإسرائيلية لإنهاء حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومن ثم بدء مرحلة سياسية جديدة من التفاهم والتفاوض مع إسرائيل في غيابه. حتى تكون هذه المرحلة أكثر فائدة ونفعا للفلسطينيين، وذلك بسبب استمرار رفض إسرائيل التعامل أو التفاوض مع عرفات. وزعمت التقارير أن اتهامات متبادلة أثيرت خلال الساعات الأخيرة بين عناصر فلسطينية داخليا ولم يجرؤ أحد على الإعلان عنها رسميا، حيث كانت هذه العناصر محل ثقة عرفات، وعلى اتصال ووجود تام معه خلال فترة حصاره في المقر الدائم في رام الله. وأن هناك شكوكاً متبادلة بين الفلسطينين نظرا لأن الجانب الفلسطيني مسؤول مسؤولية تامة عما كان يصل إلى مقر عرفات من أدوية وطعام، لا يمكن أن تصل إليها أيد إسرائيلية بصورة مباشرة لتدس فيها السم. وتزعم التقارير أن رغبه العناصر المتورطة في إنهاء حياة عرفات لا تتعلق بصورة كبيرة بمطامع سياسية لتحل هذه العناصر محل ياسر عرفات في السلطة أو تحصل على منصب كبير في مرحلة ما بعد عرفات، بل إن التواطؤ لإتمام هذه المؤامرة استند على ضرورة بدء مرحلة جديدة في التفاوض مع إسرائيل وإنهاء الجمود الذي طال في التفاوض وإيجاد حل، خاصة مع إمعان إسرائيل في تحركاتها العسكرية وتوجيه ضربات للمدن الفلسطينية.
• بل أن الأمر يعود لسنوات مضت حيث كتب ديفد هيرست مراسل الغارديان البريطانية في الشرق الأوسط في العام 1996 ان اوساطا محيطة بالرئيس الراحل ياسر عرفات تخشى من ان اسرائيل تسعى لتحويل ولاء القوى الامنية الفلسطينية ضده. وينقل هيرست عن أحد المسؤولين: "بعض قادة هذه الاجهزة يرتبط باسرائيل على الأقل قدر ارتباطه بعرفات. يوما ما؛ سيأتي وقت يقرر فيه الاسرائيليون ان عرفات كثير الجدل قد أدى دوره واستنفذ غرضه."ويتابع هذا المسؤول:"الاسرائيليون يدفعون بمحمود عباس - احد مفاوضي اوسلو السريين - لأخذ مكان عرفات وهم يعتمدون على محمد دحلان ليقود الانقلاب."، هذا في عام 1996، وتم التنفيذ عام 2004!!
• هذا أيضاً أكده الكاتب عبد الباري عطوان الذي كتب في ذكرى رحيل عرفات الأولى تحت عنوان: "ياسر عرفات الذي عرفت" قائلاً: "واكشف سراً آخر، وهو انه ادرك ان طلبات الإصلاح الأمني التي حملها اليه اللواء عمر سليمان رئيس هيئة المخابرات المصرية العامة، هي بداية النهاية بالنسبة اليه، وطلب من احد مساعديه ان يتصل بي هاتفياً، ويبلغني أن هناك ثلاثة سيناريوهات حملها اليه المبعوث المصري.
• الأول اسرائيلي يريد قتله، والثاني امريكي يقترح ابعاده، والثالث مصري يريد انقاذه شريطة تنفيذ "الإصلاحات" أي دمج الاجهزة الأمنية، وفصل تسعين من قادتها، والتخلي عن جميع صلاحياته الأمنية والسياسية لرئيس الوزراء، وإلا فان الحماية المصرية سترفع عنه"، وهو ما حدث تماماً.
• يقول الكاتب نضال حمد في مقال يحمل عنوان: "حملة لتصفية العرفاتية في السلطة الفلسطينية": القضاء على العرفاتية اعتبر منذ البداية مطلبا أمريكيا وإسرائيليا منسجماً مع التوجه العباسي الدحلاني، وذلك حرصا من ورثة عرفات على تعزيز مكانة التحالف العباسي الدحلاني في السلطة الفلسطينية على حساب جماعة عرفات والآخرين الذين قد يحسموا أمرهم مع القدومي. لكن لا بد هنا من التذكير بأن الكثيرين من مساعدي عرفات وأعوانه المقربين أعلنوا ولائهم للملك الجديد بعد موت ملكهم القديم، وخذوا مثالا على ذلك رمزي الخوري ونبيل ابو ردينة ...
رغم أن الذين يأخذون قرارات الإقالة والتسريح لقادة الأجهزة الأمنية ليسوا أفضل حالا من المقالين والمسرحين، وأن معظمهم من الطرفين أو المعسكرين المتناحرين هذه الأيام،كانوا في عهد ياسر عرفات قد نهبوا وسلبوا وخربوا في فلسطين وخارجها،طبعا مع استثناءات قليلة ومعروفة لناس شرفاء مع أنهم قلّة قليلة.. فان صراع اليوم يدور بينهما على خلفية الهيمنة والسيطرة، خاصة أن مدرسة الفساد والخراب التي أنجبتهم وربتهم وصنعت منهم جنرالات ووزراء وقادة هي نفس المدرسة التي اغتالت ناجي العلي وحنا مقبل والغفور وغيرهم من مناضلي شعب فلسطين وهي بالمناسبة نفس المدرسة التي انجبت دحلان والرجوب وعباس. وهذه المدرسة خربت وفسدت وأجرمت بحق الوطن والمواطن،مدرسة جاءت بأمثال أبو الزعيم وأبو الطيب ال17 والحاج إسماعيل جبر (كان قائدا للقوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية ولحركة فتح في جنوب لبنان وفر من المواجهة مع الصهاينة من مدينة صيدا سنة 1982، وأول من دخل عائدا عبر اوسلو إلى مدينة أريحا مع عناصر من شرطة سلطة غزة وأريحا) وعتاريس أجهزة الأمن والاستخبارات في غزة والضفة.. مدرسة فساد وخراب واحدة، أنتجت مجموعات ورموز من اللصوص والجنرالات وقادة المصادفة الذين لم يقدموا لفلسطين سوى الخراب وسواد الوجه..
لا يمكننا القول سوى أن الحملة التي بدأت بإقالة الجنرالات والضباط ليست سوى تحقيقاً لمطالب أمريكية إسرائيلية لطالما رفضها الرئيس الراحل ياسر عرفات. ونحن رغم عدم التقائنا مع نهج الرئيس الفلسطيني الراحل وتربيته للفاسدين واحتضانهم وحمايتهم، إلا أننا لا نلتقي أيضا مع مدرسة محمود عباس للمتآمرين والمنتفعين والمستسلمين، مدرسة اللصوص وأصحاب الشركات والاختلاس والتجارة بالوطن والمواطن بحماية إسرائيلية أمريكية.
• أخيراً يقول الكاتب عدلي صادق تحت عنوان "ضرورة التحقيق علي كل الخطوط: أبو عمار بعد عام علي السُم"، بتاريخ 17/10/2005: "أعلن منذ الآن، أن في حوزتي وثائق تفيد التحقيق علي الخط المالي والإداري. فقد كانت هناك تحويلات مالية، نوّهت لها سريعا في أحد المقالات قبل مرض أبي عمار، وكنت أتحسس خطورتها وأعرف أنها من إرهاصات التصفية، وهي ذات دلالات من شقين: الأول هو التحويل من حسابات للمنظمة في الخارج، بمعدل حوالة كل أسبوع، وهناك أهمية ذات مغزي بعيد، لعناوين التحويل، والثاني هو التجرؤ علي تزوير توقيع الرئيس الشهيد، دونما خوف من الانكشاف، كأن من اقترف التزوير والتحويل وضخ المال، كان متأكدا بأن الرجل قد أصبح في عداد الأموات، حتي قبل أن يتناول طعامه المسموم، مساء يوم 12 تشرين الأول"، ومن هنا أوجه له النداء اكشف ما لديك وافضح المتآمر أو المتآمرون، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
إني أتهم
لم يعد هناك شك بعد كل تلك الحقائق أن ياسر عرفات قُتل، بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل من كانوا حوله، وفي أفضل الظروف هم مشاركون بالجريمة بمنع العلاج وتأخيره وتعطيله، والتكتم عن الحقيقة، والكذب المفضوح، والتلفيق والتضارب في الروايات، وتعطيل لجان التحقيق بعد تشكيلها لذر الرماد في العيون، وعقد الصفقات المشبوهة، والإنقلاب على سيدهم الذي طالما تغنوا برمزيته وزعامته، بل وبلعن عهده وعصره.
من تآمر لقتل عرفات وضع السيناريو لما بعده، ومن خطط لمرحلة ما بعد عرفات ومنذ سنوات هو من تورط في تصفيته، سياسياً قبل أن يكون جسدياً، ومن خان مرة يهون عليه أن يخون مرات، وكل من كان حوله متهماً حتى تظهر الحقيقة، ولا شيء أقل من الحقيقة.
الرهان على النسيان لإبقاء الأمر طي الكتمان لن يفلح، وتجاهل الموضوع سيثير المزيد من الشكوك، وأصابع الإتهام ستطال الكثيرين الجدد، وكما قال م. أسامة عليان: إن من يتحمل هذه المسؤولية هو السلطة الفلسطينية أولاً وأخيراً والمسؤولون فيها ، فإذا لم يكن لأي منهم دور في التسميم الأول ، فهم شركاء في الجرائم التالية واحدة واحدة دون شك في ذلك ، مع إضافة بسيطة مفادها أنهم قدموا مكافأة عظيمة لقتلة الإغتيال الأول.
يقول بسام أبو شاويش: ليبق ملف ياسر عرفات مفتوحاً ، ولتحرص كل الجهات الرسمية وغير الرسمية الفلسطينية على متابعة هذا الملف ، ولتذهب كل الاعتبارات السياسية إلى الجحيم ، وإلا فان أصابع الاتهام ستطال الجميع ، فهل تبدأ السلطة الوطنية بقياداتها الجديدة والقديمة بالتحرك الفوري جدياً بهدف الوصول إلى الحقيقة أم انهم سيعتبرون القضية منتهية وحينها فإن سهام الاتهام ستنطلق في كل الاتجاهات وستطال الجميع ولن يكون هناك أحد بمنأى عن الاتهام.
حكام المقاطعة الجدد، وكل رموز السلطة هم في قفص الإتهام، والإتهامات والدلائل ضدهم قوية، ولن ينقذهم سوى فتح تحقيق حقيقي وجدي ورسمي، والأهم محايد، وبمشاركة من يوثق بأخلاقهم وضمائرهم، وللتحقيق على كل المسارات السياسية والجنائية والمالية، وحتى الإنسانية.
إن من ينظر إلى صور عرفات خلال السنوات الأخيرة والمرفقة مع هذا البحث، لا يستطيع إلا أن يقف وقفة حساب ومراجعة، فهاهو الرجل الذي كان يحكم ويرسم، ويمسك بزمام الأمور بقيضة من حديد يضعف وتخور قواه، ويرحل عن الدنيا دون أن ينصفه رفاق الأمس، حكّام اليوم، ليدفنوه ويدفنوا سرّه معه، فهل يتعظ هؤلاء من التاريخ، أم أنهم أمنوا مكر الله؟ لينظروا في الصور ويقرروا، فدوام الحال من المحال، وكلنا إلى زوال.
أخيراً، هذا نداء لكل مخلص شريف، سواء اتفق مع عرفات أو اختلف، كان معه أو عليه، أحبه أم لم يحبه، أن يطالب بإنصاف التاريخ والحق والعدل، ومعاقبة الجاني أو الجناة، وأن لا نكتفي بكتابة البكائيات والمرثيات، وهو ما لمسناه خلال الأسبوع المنصرم، حيث كثرت الكلام والتأبين دون الدخول في لب القضية الجريمة، ولنتذكر جميعاً نظرات الخوف والتوسل في عيون عرفات المغدور وهو يُدفع داخل الطائرة، كمن يستنجد بشعبه ممن حوله، هذه النظرات الحائرة التائهة التي كانت آخر عهد الناس به، وآخر عهده بالناس.
الوفاء ليس بالأشعار والرثاء، ولا بالدموع والبكاء، ولا بأضرحة الأولياء، كما يحاول حكام المقاطعة الجدد الإيحاء، بل بكشف المستور، وإحقاق الحق، ومعاقبة المسؤولين المتورطين في جريمة إغتيال ياسر عرفات، وما دون ذلك هو الرياء!
رفعت الأقلام وجفّت الصحف، أفضى عرفات إلى ما قدّم، رحمه الله ورحم أمواتنا جميعاً، وغفر له ولنا.
د.إبراهيم حمّامي
نوفمبر/تشرين الثاني 2005
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..