الثلاثاء، 4 مايو 2010

معلومات هامة عن الأسبرين




ما يجب أن يكون واضحا جدا أن الأسبرين لا يمنع مطلقاً ظهور مسببات أمراض القلب كارتفاع الكولسترول أو ضغط الدم أو الإصابة بالسكري. كما أنه لا يتدخل مطلقاً في عملية ترسب وتكتل الكولسترول داخل جدران الشرايين. ولذا فهو لا يقي من الإصابة بأمراض شرايين القلب.
أحد أسس العلاج الطبي لمرضى شرايين القلب، تناول قرص من الأسبرين يومياً، لأن أمراض شرايين القلب لا تزال السبب الأول للوفيات بين الرجال وبين النساء على المستوى العالمي والمحلي لأي مجتمع في الشرق أو الغرب، ولأن اتباع طرق الوقاية من الإصابة بأمراض شرايين القلب أثبتت جدواها في تقليل الإصابات بها ابتداء، وفي تقليل حصول مضاعفاتها وتداعياتها.للأسباب المتقدمة وغيرها، فإن السؤال التقليدي والأكثر انتشاراً، خاصة بين متوسطي العمر ممن تجاوزوا سن الأربعين هو: هل يجب عليّ أن أتناول قرصاً من الأسبرين يومياً؟
وهو سؤال لا يمكن لأي طبيب أن يجيب عليه بنعم أو لا، ذلك أن ثمة أسسا علمية وإكلينيكية (سريرية) في تفصيل الإجابة «على مقاس» كل إنسان بذاته. والأسبرين قد يفيد البعض، وقد يضر آخرين. وهناك من الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين أو الستين لا يتعين عليهم، في سبيل الوقاية من الإصابة بتداعيات أمراض الشرايين القلبية، تناول الأسبرين. وأشخاص دون سن الأربعين عليهم تناول ذلك القرص يومياً لتلك الغاية.
ومما يجب أن يكون واضحاً جداً في الذهن أن الأسبرين لا يمنع مطلقاً ظهور مسببات أمراض القلب، كارتفاع الكولسترول أو ضغط الدم أو الإصابة بالسكري. كما أنه لا يتدخل مطلقاً في عملية ترسب وتكتل الكولسترول داخل جدران الشرايين. ولذا فهو لا يقي من الإصابة بأمراض شرايين القلب، بل كل ما يفعله منع حصول أحد أهم تداعيات وجود مرض شرايين القلب، وهو نوبة الجلطة القلبية.
وبرغم مرور أكثر من 100 عام على بدء استخدام حبوب الأسبرين، لا يزال الباحثون يدرسون ويتعرفون على هذا العقار العجيب. وفي حين أنتجت شركة باير الألمانية كميات قليلة من حبوب الأسبرين لأول مرة في عام 1899، يصل اليوم استهلاك سكان دولة واحدة في العالم، وهي الولايات المتحدة، حوالي 40 مليار قرص سنوياً.
وقاية أولية ومتقدمة


أحد المفاهيم الطبية الأساسية في جانب التعامل مع الأمراض وتداعياتها هي الوقاية، ذلك أن التعامل الطبي مع الأمراض، كما هو معلوم، يشمل الوقاية والعلاج. والعلاج، كما هو معروف أيضاً، موجه نحو أشخاص مرضى، ويشمل كل تعامل طبي يهدف إلى تخفيف حدة إصابتهم من مرض ما أو الشفاء منه.
أما الوقاية فهي تلك الخطوات التي تهدف إلى حماية الأشخاص السليمين والأصحاء من إصابتهم بالمرض أصلاً، أو الخطوات التي تعمل بالمحصلة على تجنيب الشخص المصاب بالمرض، من دون أن يعلم، من حصول تداعيات أو مضاعفات لذلك المرض عليه.
وبعيداً عن جانب العلاج، لدينا نوعان من الوقاية، وقاية أولية ووقاية متقدمة. ووقاية الأشخاص الأصحاء من إصابتهم بمرض ما، كمرض تضيق شرايين القلب، أو إصابتهم بأحد تداعياته، كنوبات الجلطة القلبية أو ألم الذبحة الصدرية، تسمى وقاية أولية. بمعنى أن محاولة منع إصابة شخص سليم بمرض شرايين القلب، أو منع إصابته المفاجئة بأحد تداعياته، تسمى وقاية أولية.
أما محاولة حماية من أصيب بمرض الشرايين القلبية، من تكرار حصول أحد تداعياتها أو مضاعفاتها، فتسمى وقاية متقدمة، لأننا نعلم أن لديه ذلك المرض وعلينا أن نجنبه أضراره أو المزيد من المعاناة منه.
أمراض شرايين القلب

تشير إحصائيات الولايات المتحدة، إلى أن معدلات الإصابة بأمراض الشرايين القلبية تتجاوز 14 مليون شخص، ما بين مصاب بجلطة قلبية وبآلام الذبحة الصدرية. وتشكل الوفيات بأمراض القلب، أعلى سبب بنسبة تتجاوز 37% من مجمل أسباب الوفيات. ووفق تقارير رابطة القلب الأميركية، تبلغ كلفة معالجة مرضى القلب في الولايات المتحدة فقط، دون بقية دول العالم، حوالي 403.1 مليار دولار سنوياً.
كما تؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية، أن الوفيات بأسباب أمراض الشرايين في مجمل مناطق العالم تقارب النسبة الأميركية، حيث تبلغ الوفيات بسبب أمراض القلب والشرايين تقريبا نسبة 32% من بين الوفيات العالمية سنويا. والمقصود بأمراض شرايين القلب هو ذلك النشوء غير الطبيعي لتضيقات داخل مجاري الشرايين التاجية. وحينما ينشأ الضيق في مجرى الشريان فإن كمية الدم التي تصل إلى العضلة تقل، أو ربما تنعدم تماماً.
والأمر يحتاج إلى توضيح بسيط ومهم. ومفاده أن ما يحصل هو ترسب كميات من مادة الكولسترول الشمعية داخل طبقات جدار الشريان نفسه. وتتم عملية تراكم الترسبات بشكل تدريجي، وعبر سنوات. وثمة مؤشرات علمية على أن عملية الترسب هذه قد تبدأ لدى البعض في مرحلة العشرينيات من العمر، لتظهر كمرض شرايين القلب في مراحل ما بعد الأربعين.
والحقيقة أبعد من هذا، إذ ثمة أطفال اليوم تبدأ لديهم الترسبات خلال سن العاشرة وما بعدها، لتظهر عليهم أمراض شرايين القلب التاجية حتى قبل العشرين! ولا غرو في حصول ذلك مع انتشار السمنة بين الأطفال وكثرة تناولهم للوجبات السريعة وقلة نشاطهم البدني، وظهور النوع الثاني من السكري بينهم في عمر مبكر جداً.
عوامل خطورة الإصابة

وهناك عوامل عدة، تدعى عوامل خطورة الإصابة بأمراض الشرايين القلبية، يؤدي وجودها لدى إنسان ما إلى ارتفاع احتمالات إصابته بها أو بتداعياتها، وتشمل، بالإضافة إلى التقدم في العمر وكون المرء ذكراً وبلوغ النساء سن اليأس،ومن تلك العوامل أيضا :
ارتفاع نسبة كولسترول الدم، وتحديداً ارتفاع الكولسترول الخفيف وارتفاع الدهون الثلاثية. ارتفاع ضغط الدم. مرض السكري. التدخين. السمنة. قلة النشاط البدني. التوتر النفسي. تناول الكحول. وجود تاريخ عائلي لإصابة أحد الأقارب بجلطة في القلب في سن مبكرة، أي قبل سن 55 بالنسبة للرجل، وقبل سن 65 بالنسبة للمرأة.
ومن عناصر الوقاية الأولية من الإصابة بأمراض الشرايين القلبية، تناول الأسبرين بشكل يومي، بالإضافة إلى الاهتمام بوزن الجسم وضبط نسبة سكر وكولسترول وضغط الدم، وممارسة الرياضة البدنية.
عمل الأسبرين

الأسبرين أحد العقاقير المستخلصة بالأصل من لحاء أشجار الصفصاف. وهو اللحاء الذي تحدث أبو قراط قديماً عن فاعلية تناوله في تخفيف الألم. ومنذ بدايات النصف الثاني للقرن التاسع عشر بدأت بحوث المختبرات في محاولة استخلاص المادة الفاعلة في لحاء أشجار الصفصاف، وتم عزل مادة السليسيليت. إلا أنها كانت عالية في درجة حموضتها، ما يُصعّب تناولها على الإنسان.
وتدخل العلماء الفرنسيون ثم الألمان لحل هذه المعضلة، وتوصلوا إلى استخلاص مادة نقية من الأسبرين، ومتدنية في درجة حموضتها. وكان أن بدأت شركة باير الألمانية إنتاج حبوب الأسبرين في عام 1899، وتم استخدامه كمسكن للألم وخافض لدرجة حرارة الجسم.



واستمر الأمر كذلك إلى منتصف القرن العشرين، و حينها لاحظ أحد أطباء كاليفورنيا أن معدلات الإصابة بالجلطة القلبية بين متناولي الأسبرين أقل مما هي بين من لا يتناوله. وبعد إجراء دراسات وبحوث طبية، تم التأكد من فاعلية الأسبرين في منع حصول الجلطات القلبية. وأصبح من الروتيني وصف الأسبرين لمرضى شرايين القلب.
ويعمل الأسبرين على وقف نشاط أنزيمين مهمين في حصول عمليات الالتهابات، هما أنزيم كوكس-1 وأنزيم كوكس-2. والأنزيم، كما هو معلوم، وصف يتخذه العلماء لتصنيف المادة الكيميائية العاملة على إتمام حصول تفاعل كيميائي ما. ولذا يعمل الأسبرين على خفض حرارة الجسم، عبر عمله على أنزيم كوكس-2 في الدماغ، مما يمنع إنتاج المزيد من مادة بروستاغلاندين. وهذه المادة تعمل بالأصل على إثارة عملية تفاعل جهاز مناعة الجسم وإفرازها للمواد التي تثير المركز الدماغي المعني بتنظيم وضبط حرارة الجسم. تخفيف الألم، وخاصة الناجم عن الالتهابات وغيرها، عبر ضبطه إفراز مادة بروستاغلاندين أيضاً. وهذه المادة تعمل أيضاً على رفع درجة الإحساس بالألم في الخلايا العصبية.
أيضا يعمل الأسبيرين على منع حصول تداعيات أمراض الشرايين القلبية. ويتم عبر ثلاث آليات مهمة. الأولى، تقليل رغبة وقدرة الصفائح الدموية على الالتصاق على بعضها البعض واستجابتها لمثيرات ذلك الترسب، وذلك عبر منع نشاط أنزيم كوكس-1. والثانية، عمل الأسبرين على عدم انقباض الشرايين حال حصول أي مشاكل داخلها. والثالثة، عبر تخفيف الأسبرين من حدة عمليات الالتهابات التي تنشأ في كتلة الترسب الكولسترولية داخل جدار الشريان. الآثار السلبية للأسبرين لا يوجد في الدنيا عقار من دون أي آثار جانبية أو تفاعلات عكسية. وتتفاوت تلك الآثار والتفاعلات في مدى ضررها على الإنسان. والأسبرين أحد الأدوية التي يمكن أن يكون لها آثار سلبية وتفاعلات عكسية بالغة جداً، إلى حد تهديد سلامة حياة الإنسان.
وللباحثين من مايو كلينك جملة مهمة، قالوا فيها: لو كان لديك أحد عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب فلا تندفع بقوة لفتح عبوة الأسبرين لتناول قرص منها. والسبب أن هناك أدوية تتعارض مع الأسبرين، مثل حبوب الوارفرين لزيادة سيولة الدم، والأهم هي ما توصف مجازاً بـ«أدوية»، ومكونة من خلطات عشبية شعبية. وهنا يجب مراجعة الطبيب وإخباره عن تناول مثل هذه المستحضرات، لأن منها، مثل حبوب الثوم وغيره، ما يُؤثر سلبياً على تجلط الدم.
وتلخص المصادر الطبية مخاطر تناول الأسبرين في العناصر التالية:
1. سكتة المخ الناجمة عن النزيف الدماغي.
2. نزيف المعدة.
3. تفاعلات الحساسية بدرجات خطرة.
4. طنين الأذن وتدني قدرات السمع.
كما أن متناولي الأسبرين يومياً عليهم إخبار أطباء الجراحة أو الأسنان قبل خضوعهم لأي عمليات جراحية أو في الأسنان، تحسباً لأي مضاعفات في نزيف الدم خلال أي منها. كما أن مخاطر الأسبرين على المعدة، وخاصة احتمالات حصول النزيف ترتفع بين متناولي المشروبات الكحولية، وهو ما تؤكده إدارة الغذاء والدواء الأميركية. والسبب في ارتفاع احتمالات نزيف المعدة، عند تناول الأسبرين يومياً، هو أن من مهمات أنزيم كوكس-1 العمل على تكوين طبقة من البطانة الواقية لجدار المعدة. ولدى منع هذا الأنزيم من العمل، بفعل الأسبرين، فإن حماية المعدة تتدنى ، وترتفع احتمالات حصول القروح والالتهابات فيها، ما قد يؤدي إلى نزيف المعدة.
وتلخص المصادر الطبية من عليهم عدم تناول الأسبرين، بأنهم من لديهم أحد أمراض نزيف الدم، أي اضطرابات تخثر الدم، ومرضى الربو، ومرضى قرحة المعدة، وأحياناً بعض مرضى فشل القلب.
كيف تحسب الحاجة لتناول لأسبرين؟

الإجابة على مدى الحاجة إلى تناول شخص صحيح وسليم من أمراض شرايين القلب، هي الخطوة الأخيرة في تقييم حالة القلب وشرايينه الصحية لدى إنسان ما. ولذا لا يمكن الإجابة مباشرة على سؤال: هل عليّ تناول قرص من الأسبرين يومياً، أم لا؟ بل هناك خطوات لتحديد الإجابة، أهمها حساب مدى خطورة احتمال الإصابة بأمراض شرايين القلب خلال العشر سنوات القادمة من عمر الإنسان.
ووفق جداول خاصة، يتم هذا الحساب لنسبة احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين. وتشمل عناصر مثل العمر ومقدار ضغط الدم ومعدل الكولسترول والتدخين. ومن كانت النسبة لديه تتجاوز 15% فإن من الضروري تناوله لقرص يومي من الأسبرين، بغض النظر عن عمره ابتداء. أي أن العمر ما هو إلا واحد من جملة عوامل يتم أخذها بعين الاعتبار حال حساب النسبة تلك.
أما من كانت نسبة الاحتمالات لديه أقل من 6% فإن مخاطر تناول الأسبرين تفوق الاستفادة منه. وبالتالي عليه عدم تناول الأسبرين، حتى لو تجاوز عمره الستين عاماً.
وحينما تتراوح النسبة ما بين 6 إلى 15%، فإن الطبيب يقدر مدى الحاجة بناء على الأخذ بعين الاعتبار معطيات أخرى لها علاقة بارتفاع احتمالات وجود مرض خفي في شرايين القلب، لا تبدو أعراضه واضحة على المريض.
مثل ضعف الكلى أو غيرها من العوامل. أما مرضى السكري، فينظر إليهم كما ينظر إلى من سبقت إصابتهم بأمراض شرايين القلب، ولذا فإن أحد أهم خطوات وقايتهم من نوبة الجلطة القلبية هي تناولهم للأسبرين يومياً، ما لم يكن ثمة موانع طبية من ذلك.
والسبب وراء اللجوء إلى هذه الطريقة الأكثر دقة، بدلا من النصائح العشوائية، هو مراجعة الأطباء، خاصة في رابطة القلب الأميركية، لمجمل نتائج دراسات متابعة من تناولوا أو لم يتناولوا الأسبرين.
والأسبرين كما هو معلوم، وكما تقدم، له فوائد جمة وكذلك له أضرار محتملة. وعلى الأطباء أن يوازنوا بين الفوائد والأضرار من تناول الأسبرين بشكل يومي، خاصة أننا نتحدث عن وقاية أولية من أمر محتمل الحصول ومحتمل أيضاً عدم الحصول.
الشرايين التاجية لتغذية حجرات عضلة القلب

معلوم أن القلب مكون من أربع حجرات عضلية، مهمة كل حجرة استيعاب الدم القادم إليها عبر انبساط وارتخاء عضلة الحجرة تلك، ثم انقباض عضلة تلك الحجرة، لضخ الدم المتجمع فيها إلى أماكن معينة في الجسم أو إلى حجرة أخرى في القلب.
وبكلام أدق يتكون القلب من أذينين، أيسر وأيمن، ومن بطينين، أيضاً أيسر وأيمن. وقصة الدورة القلبية كالتالي: يأتي الدم أولاً إلى البطين الأيمن قادماً من جميع مناطق الجسم بعد استخلاص الأعضاء لما فيه من غذاء وأوكسجين، وبعد أيضاً تحميله بثاني أكسيد الكربون. وبعد تجمعه في الأذين الأيمن، يتم ضخه إلى البطين الأيمن. ثم من البطين الأيمن يتم ضخه إلى الرئة كي يتم التخلص من ثاني أكسيد الكربون وتحميله بالأوكسجين.
وبعد تنقيته في الرئة، يعود الدم إلى القلب ويصب في الأذين الأيسر. ومنه يدخل إلى البطين الأيسر. وهو أهم حجرة في القلب. وبعد انقباض البطين الأيسر، يندفع الدم، النقي والمحمل بالأوكسجين، خارجاً من القلب إلى كل أعضاء الجسم لتغذيتها وإمدادها بما فيه حياتها.
ويصل الدم إلى عضلة القلب نفسها عبر الشرايين التاجية. وهي الشرايين التي تغلف القلب كشبكة وتغذي عضلة القلب بالدم. وهناك ثلاثة شرايين تاجية رئيسية، يغذي كل واحد منها جزءا من عضلة القلب. أي يغذي بعضها الأذين الأيسر أو البطين الأيسر أو الأذين الأيمن أو البطين الأيمن.
ما بين الذبحة الصدرية والنوبة القلبية

حينما تبدأ الترسبات داخل الشرايين في النمو، ويزداد حجمها، فإنها تبدأ بإعاقة جريان الدم خلال الشريان. وفي بدايات الحالة قد لا يشعر المرء بأي شيء، على الرغم من وجود المرض لديه. ثم بعد فترة تبدأ الأعراض بالظهور حال بذل المجهود البدني. ومعلوم أن عضلة القلب تزداد حاجتها للأوكسجين حال نشاطها في تكرار ضخ الدم بقوة أثناء الإجهاد البدني. وهنا قد يشكو الشخص من سرعة التعب أو ضيق في التنفس أو حتى ألم في الصدر.
ويُسمى ألم الصدر الذي يظهر مع بذل المجهود، والذي يزول أيضاً بعد ذلك مع الراحة، بألم الذبحة الصدرية. وقد يتطور الأمر، بمعنى أن الشخص ربما يشكو من ألم الذبحة الصدرية عند الجري لمسافة 200 متر، ثم بعد فترة، ومع زيادة تضيق الشريان، تُصبح لديه الشكوى مع الجري لمسافة 50 مترا، بل قد تزداد لدى البعض تلك الشكوى سوءا ليُصبح الألم حتى مع الحركة البسيطة أو حال السكون وعدم الحركة. ولذا لدينا نوعان من ألم الذبحة الصدرية.
الأول يُدعى ألم الذبحة الصدرية المستقر، أي الذي لم يتطور إلى الأسوأ. ونوع ألم الذبحة الصدرية غير المستقر، أي الذي يتطور نحو الأسوأ.هذا نوع من مظاهر أعراض وجود تضيقات في الشرايين التاجية.
والنوع الثاني يدعى نوبة الجلطة القلبية. وهي عبارة عن سد تام لجريان الدم من خلال أحد مقاطع أحد الشرايين التاجية. وبالتالي فإن جزءا من عضلة القلب لا يصله مطلقاً أي دم. وبالتالي فإن ذلك الجزء قد يتحلل ويموت ويتحول إلى نسيج ليفي غير قابل للانقباض أو الانبساط، ما يحرم القلب من قوة ضخه للدم، أي تضعف قوة عضلة القلب.
ووجود ترسبات للكولسترول في الشريان يكوّن كتلة تضيق المجرى الذي من خلاله يمر الدم. والإشكالية الأكبر ليست هنا، بل هي في حصول سد تام وسريع لمجرى الدم. وقد يحصل هذا السد التام بسبب المزيد من ترسبات الكولسترول، إلا أن الغالب هو حصول تفتت والتهاب في تلك الكتلة الكولسترولية، ما يثير الصفائح الدموية ويدفعها إلى التجمع والترسب على بعضها البعض فوق تلك الكتلة الكولسترولية، وبالتالي يحصل السد التام لجريان الدم ولتغذية عضلة القلب.
وهنا يأتي دور الأسبرين، لأنه يقوم بحماية شرايين القلب من حصول السد المفاجئ فيها عبر آليتين، الأولى منع الصفائح الدموية من الترسب بعضها فوق بعض وبالتالي التصاقها وسد مجرى الدم من خلال الشريان. والثاني تخفيف حدة عملية الالتهاب في منطقة ضيق الشريان، التي يُعد التهابها حافزاً مغرياً لتجلط الدم فوقها بالصفائح وعوامل تخثر الدم.
عن مجلة غيوم النسائية


الأسبرين.. الاستعمالات والآثار الجانبية
من أكثر استعمالات الأسبرين تخفيف الألم مثل آلام الرأس والعضلات والتهاب المفاصل، كما أنه يستعمل في خفض درجة حرارة الجسم في حالة الحمى والأنفلونزا ونزلات البرد، ولكن في الآونة الأخيرة قل استعماله لهذه الأغراض بسبب أثاره الجانبية الضارة على المعدة، وظهور أدوية أخرى أكثر فاعلية في تخفيف الألم وأقل آثارا جانبية مثل دواء البانادول.
وفي الوقت الحاضر، يستخدم الأسبرين على نطاق واسع بجرعات قليلة للوقاية من الجلطات التي تؤدي إلى أزمة قلبية أو جلطة دماغية وخصوصاً بعد سن الأربعين، وذلك لمنعه تجمع الصفائح الدموية مما يؤدي إلى زيادة سيولة الدم.
ومن العجيب في الأسبرين أن تأثيره على الجسم يعتمد على مقدار الجرعة الدوائية المستخدمة، فالجرعة القليلة من الأسبرين تمنع تجلط الدم، والجرعة الأعلى قليلاً تقلل من الحمى والألم، والجرعة العالية تستخدم في تقليل الالتهابات والآلام الشديدة.
ويعمل الأسبرين إما عن طريق تثبيط الأنزيمات اللازمة لتصنيع مادة البروستجلاندين، وهي السبب الرئيسي للإحساس بالألم، أو عن طريق تأثيره على مركزي الألم والحرارة الموجودين في المخيخ.
الآثار الجانبية

تعتمد الآثار الجانبية للأسبرين على كمية الجرعة وعدد الجرعات، فكلما زادت كمية الجرعات أو عدد الجرعات زادت الآثار الجانبية، وأهمها اضطرابات المعدة على هيئة غثيان وإحساس بحرقة في المعدة، وقد يصل الأثر إلى قرحة في المعدة. ويرجع السبب في ذلك إلى تثبيط الأسبرين لمادة البروستجلاندين التي تساعد على زيادة تصنيع المادة المخاطية التي تحمي المعدة من الوسط الحمضي الذي تعيش فيه، ومن الممكن تقليل هذه الآثار عن طريق تناول الأسبرين مع الأكل، أو تناول حبوب الأسبرين المغلفة، أو أخذه مع مضادات الحموضة وذلك لمعادلة حمضيته.
ومن الآثار الخطيرة للأسبرين النزيف وسيولة الدم، فقد ذكرت دراسة نشرتها إحدى المجلات الطبية أن استخدام الأسبرين على المدى البعيد يحمل في طياته خطر حدوث نزيف داخلي، لذا علـى الأطباء قبل أن يقرروا إعطاء الأسبرين أن يتأكدوا أن فوائده بالنسبة لأوعية القلب تفوق مشكلات العلاج طويل المدى وخطورة الإصابة بنزيف داخلي.

مرض متلازمة راي
ولا يستخدم الأسبرين لصغار السن إلا في حدود ضيقة، وذلك لأنه يسبب مرض متلازمة راي Reye,s syndrome، وهو مرض غامض تم اكتشافه لأول مرة عام 1963م على يد الدكتور الأسترالي ردي راي. هذا المرض يسبقه دوما الإصابة بمرض فيروسي مثل الأنفلونزا وجدري الماء، ومن الأعراض المبكرة لهذا المرض: القيء الشديد والحمى والهذيان، وأحياناً يسقط المريض في غيبوبة، أما الأخطار المصاحبة لهذا المرض فهي: الإصابة بهبوط في وظائف الكبد التي قد تؤدي إلى تراكم المواد السامة في مجرى الدم.
ولا يستخدم الأسبرين للمرأة الحامل إلا في حالات خاصة وتحت إشراف الطبيب المختص لأن الأسبرين قد يطيل فترة الحمل عن الزمن المعتاد، ويؤدي إلى زيادة مصاعب الولادة، وقد يؤدي إلى نزيف الحامل، كما يؤثر على الجنين وخصوصاً في شهور الحمل الأولى.
ومن الأضرار كذلك تناول جرعات كبيرة من الأسبرين، فقد وجد أن الأسبرين هو المادة الأولى في أكثر المواد المسببة للتسمم في أمريكا، وجرعة كبيرة من الأسبرين قد تودي بحياة الإنسان، وذلك بجعل الدم حمضياً مما يؤدي إلى تعطيل عملية التمثيل الغذائي وتعطيل عمل الأعضاء الحيوية في الجسم. ومن آثار التسمم بالأسبرين الصداع وقلة السمع وحدوث طنين في الأذنين وعتمة في الرؤية وزيادة في إفراز العرق والإحساس بالعطش وغثيان وقيء مع اضطراب في عملية الهضم وآلام بالجزء العلوي من المعدة.
ولعلاج حالات التسمم بالأسبرين لابد من إحداث القيء، وذلك بشرب كمية قليلة من محلول ملح الطعام، ثم إعطاء المريض لبنا أو عصيراً لتقليل امتصاص الجسم الأسبرين المتبقي، أما في حالات التسمم الشديدة التي يصاحبها تشنج وفقدان الوعي فيجب نقل المصاب فوراً لأقرب مستشفى أو مركز صحي.
وتناول الأسبرين بشكل مستمر له آثار جانبية خطيرة من أهمها: نزيف داخلي في المعدة والأمعاء خاصة المصابين بضغط الدم، وهبوط كلوي وجفاف للجسم. ولتقليل مخاطر الأسبرين يجب استشارة الطبيب قبل استعماله خاصة عند استخدامه لفترة طويلة.

أشكال الأسبرين وجرعاته

للأسبرين أشكال صيدلانية مختلفة، من أكثرها انتشاراً الأقراص، وهناك عدة أنواع من الأقراص، منها أقراص عادية أو أقراص فوارة تذاب مع قليل من الماء قبل شربها أو أقراص قابلة للمضغ أو أقراص مغلفة بمادة خاملة.
مزيد من المعلومات حول الاسبيرين ، http://www.drugs.com/


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..