نشأتهم :-
تكون البلوش البدون في السعودية عند الخﻼ‌ف الحدودي على واحة البريمي .. التي كانت السعودية فيها طرف ... و عمان و اﻷ‌مارات الطرف اﻷ‌خر تحت الوصاية اﻹ‌نجليزية

حيث أن منطقة البريمي .كانت تابعة للدولة السعودية اﻷ‌ولى و الثانية .. و عند نشأت الدولة السعودية الثالثة لم تهتم كثير في بداية اﻷ‌مر لمنطقة البريمي ..نظراً لبعدها الجغرافي عن قلب السعودية الرياض ..

لكن مع ظهور النفظ في اﻷ‌راضي السعودية .. أصبحت هذه المنطقة مهمه إقتصادياً .. و أستراتيجياً ..

و عندما أرادت السعودية إستردادها هذه المره ..تفاجأت بوجود إنجلترا ... التي كانت وصيه على عمان و اﻷ‌مارات في ذلك الوقت و كان حصول السعودية على البريمي ..يعني فصل عمان على اﻷ‌مارات ..هذا غير وصول السعودية لخليج عمان .. وهذا الشي الذي كانت تعارضه إنجلترا بشده خوفاً على مصالحها....

لذلك لم تستطيع السعودية دخول البريمي بالقوة ..مع أنه كانت هناك الكثير من قبائل المنطقة تدعم الحكم السعودي ... مثل الشوامس ..و بني كعب ..و بعض البلوش

وكان الخﻼ‌ف على السلطة و الخﻼ‌ف المذهبي ..مثل بين اﻷ‌بايضة و السنة ... هي من أسباب هذا التحيز لبعض أبناء المنطقة مع السعودية ...

المهم ... أحيلت القضية للتحكيم الدولي ..وكان هناك إحتمال كبير ..بأن يتم أخذ تصويت السكان المحليين .... لمعرفه لمن تتبع هذه المنطقة ...

لذلك بادرت السعودية بإرسال اﻷ‌مير تركي بن عطيشان ..لمنطقة البريمي ..لكسب وﻻ‌ء القبائل لصالح الحكومة السعودية ..

بأدر ( بن عطيشان ) بعمل الوﻻ‌ئم و إستمالة القبائل في المنطقة و توقيعهم على أوراق تثبت تبعيتهم للحكم السعودي ...

وفي هذه اﻷ‌ثناء قامت السعودية بطلب تصويت للمنطقة ...وهي واثقة أن معظم سكان المنطقة وقبائلها سوف يؤيدون الحكم السعودي ...

لكن إنجلترى و المتحدثه بأسم عمان و اﻷ‌مارات رفضت هذا الطلب ...و أمرت بأن ﻻ‌ يتم إصدار أي هوية وطنية ﻵ‌ي من اطراف النزاع في المنطقة ... يعني الجزء اﻷ‌مارات و الجزء العماني و الجزء السعودي .. تمنع كل دولة من إصدار هوية و طنية ﻷ‌بناء البريمي .. حتى ﻻ‌ يتم التﻼ‌عب بالتصويت في المنطقة .. و يتم تنقل سكان البريمي و المناطق المجاورة في المنطقة عبر وثائق مروووور ..تصدر من شيوخ المنطقة ...


وهذه كان بداية ظهور البدون...فهم يتنقلون في المنطقة بدون اوراق ثبوتيه ... فقط يحملون خطابات تعريف من مشايخهم ....

المهم .وما يهمنا نحن في هذه القضية ...هو ظهور الشيخ سعيد بن رأشد البلوشي .. إبن شيخ منطقة العراقي و عبري وما حولها ...

الذي انحاز هو وبعض البلوش الموالين له للحكم السعودي ...

ولما بدأت القوات العمانية تتقدم في المنطقة مدعمة بقوات اﻹ‌نجليز ....خرج الكثير من الموالين للحكم السعودي من المنطقة ...خوفاً من تصفية الحسابات .. من البريمي للسعودية ... عبر ميناء الخبر ....مثل

الشيخ سعيد بن راشد البلوشي و بعض البلوش الذين معه و مشايخ قبيلة الشامسي و بن كعب... وكان دخولهم بدون هويات وطنية أو جوازات سفر ﻷ‌نهم قدموا من منطقة متنازع عليها ... ومن كانت لديه هويه غير السعودية كان يضطر ﻹ‌خفائها ..حتى ﻻ‌ يتم إعادته للمنطقة ..خصوصاً و أنا قبيلتي الشامسي و بني كعب قد منيت بخسائر فادحة جراء وقوفها أمام اﻷ‌نجليز .. الذين أستخدموا الطائرات و المدافع القويه ضد أفراد القبيلة الذين ﻻ‌ يملكون سوى البنادق ...

المهم ... نعود للشيخ سعيد بن رأشد البلوشي و البلوش معاه الذين قدموا من واحة البريمي .. استقبلتهم السعودية كﻼ‌جئين ..و منحتهم إقامة تجدد كل سنه .و تم تسجيل جنسيتهم بأسم ( الجنسية بلوشي ) ..و أعطتهم بطاقات عمل ..تذكر أنهم يعاملون معاملة السعوديين ... وذلك كحل مؤقت لحين اﻹ‌نتهاء من قضية البريمي ...

طالت الفترة الزمنيه لحل القضية ..و ذلك بسبب مشاكل محليه مثل وفاة الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة و مشاكل عالميه .مثل قيام الحرب العربية اﻹ‌سرائلية و العدوان الثﻼ‌ثي على مصر ...

و أخذت السعودية تتراجع عن موقفها حول البريمي ..خصوصاً و أن اﻷ‌نجليز سيطروا سيطرة تامه عسكريه على البريمي ...

ومع رحيل القوات اﻷ‌نجليزية ..رفضت السعودية اﻹ‌عتراف باﻷ‌مارات حتى يتم تسوية الخﻼ‌ف الحدودي ... وهنا وقع إتفاق جدة ..

"اتفاقية جدة" الموقعة بين الرياض وابوظبي في اب/اغسطس سنة 1974 التي تنص على احتفاظ ابوظبي بقرى منطقة البريمي الست التي كانت في حيازتها بما فيها العين قاعدة واحة البريمي وجل صحراء الظفرة.
وفي المقابل حصلت الرياض على خور العيديد الذي يشمل منطقة ساحلية بطول 25 كلم تقريبا اصبحت تفصل بين اراضي ابوظبي وقطر وجزء من سبخة مطي و قرابة 80 بالمئة من ابار الشيبة النفطية.

وكانت هذه صفقة رابحه للسعودية .. حصولها على خور العيديد ..و تنازلها عن البريمي التي أثبتت أن مشاكلها كثيرة و مردودها اﻹ‌قتصادي ضعيف أمام خور العيديد ...

بتولي السلطان قابوس سلطان عمان مقاليد الحكم ..في وقت كانت السلطنة تمر بمرحلة صعبه جداً .. اول ما قام به هو عفوا عام و شامل لكل المعارضين خارج الدولة ..و شمل ذلك العفو الشيخ سعيد بن راشد البلوشي و أتباعه البلوش البدون الموجودين في السعودية ...

و مع وفاة والد الشيخ سعيد بن راشد البلوشي في عمان ..كان إلزامي على الشيخ سعيد ... العودة لعمان من أجل رعاية مصالح القبيلة و امﻼ‌ك العائلة الشخصية ..بعد ما يقارب من خمسة عشر سنة قضاها في السعودية في مدينة الدمام ..خصوصاً و أن وضع البريمي قد أنتهى ...

عندما رجع الشيخ سعيد بن راشد لعمان طلب من البلوش البدون الذين خرجوا معه من البريمي العوده معه . ووعدهم بتحسن أحوالهم ومنحهم أراضي زراعيه ... رجع جزء صغير منهم .. و قسم لم يرجع معه فضل البقاء في السعودية ... فالفترة الطويلة التي قضوها في السعودية كانت كافيه ﻹ‌ذابة كثير من البلوش البدون في المجتمع السعودية .. خصوصاً من توجه منهم مباشرة لﻸ‌ماكن المقدسة مثل مكه و المدينة ..و بعضهم مارس تجارته و تزوج و انجب في السعودية ...

ولم يكون هناك فرق كبير في تلك اﻷ‌يام بين المواطن و غير المواطن .طال ما أنه يحمل إقام نظامية فله الحق في العمل بحرية و تعليم أبنائة و الحصول على العﻼ‌ج بالمجان ...

لذلك من لم تكن لهم أمﻼ‌ﻻ‌ﻻ‌ك في البريمي .لم يعودوا للسلطنة ...

عاد الشيخ سعيد بن راشد البلوشي لعمان و معه بعض البلوش البدون الذين لهم أمﻼ‌ك في البريمي ..و اترك خلفه جزء كبير من البلوش في السعودية من البدون ...و ثﻼ‌ث معرفين لهم ...

وهم الشيخ محمد اليحيائي
و الشيخ سلطان الرئيسي
و الشيخ سعود الشامسي

رحمهم الله جميعاً ..و اسكنهم فسيح جناته ...

منقووول وقديم بعد