بعض الفضائيات المصرية بدت وكأنها تحشد قواها باتجاه تحريض يكاد يكون متفقا عليه ضد المملكة، تأخر رحلات المعتمرين وتعطل عودتهم إلى مصر أقامت الدنيا علينا ولم تقعدها، وكأن بعض المنابر الاعلامية فى مصر كانت تنتظر شرارة لتصنع منها كرة من نار تدحرجها باتجاهنا
المتابع لما يحدث في بعض وسائل الإعلام المصرية مقروءة ومرئية يكاد يوقن إننا سنعود إلى تلك الأجواء التي سادت تلك الوسائل في مصر بعد مباراة "مصر والجزائر" حين قام عدد من الإعلاميين والفنانين بشن حملة تحريضية ضد الجزائر ، وبينهم من أخذ في طريقه عدد آخر من الدول العربية مناديا " إحنا خلاص مش عازيين نبقى الأخ الكبير" و" إحنا اللي علمناهم وإحنا إلى أكلناهم وإحنا اللي حررناهم وإحنا.اللي خليناهم بنى ادمين ...وهم مش عرب أصلا ...وهم أبناء!!!....الخ" غير أنى في هذا السياق لا انسي إحقاقا للحق إن أتوقف أمام إعلاميون وفنانون شرفاء كان صوتهم يصدح بالحق وينادى بالموضوعية والبعد عن إثارة الفتنة بين الشعوب ،ولكن تلك الأصوات كانت تواجه بالرفض والإقصاء ، وتتوه في زحام موجة التحريض ،كونها تغرد خارج سرب قاده آنذاك وشجع عليه احد أبناء الرئيس السابق حسنى مبارك
تعطلت رحلات عدد من المعتمرين في طريق العودة إلى مصر ، فبدأت الحملة التي ظهر من خلالها وكان القائمون عليها يتصيدون الأخطاء للمملكة حكومة وشعبا ونظاما وقيما وأخلاقيات ، احد البرامج قال مقدمه بكل هدوء بما معناه" السعودية لازم تعرف إن المصريين مش حينضربوا على قفاهم بعد ثورة 25 يناير " وفى مداخلة على برنامج توك شو معروف لسيدة عائدة من رحلة العذاب فى مطار جده سمعنا عجبا ،فقد اسهبت فى وصف ما تعرضت له من ضرب وتنكيل وإهانة في الحرم ، ولم تنس إن احد الجنود قال لها "سنهينكم انتقاما لحسنى مبارك "، وقبل إن تنتهي مداخلتها أكدت" مكنش لازم المكان ده يكون هناك كان لازم يكون في حتة تانيه مضيفة إن السعودية بتعامل المصريين كده علشان فلوس مبارك عندهم؟؟ ما إحنا فاهمين كل حاجة"وفى زحمة حماسها وهجومها نسيت "الحاجة" إن تقترح على رب العالمين إن يختار بلدا آخر يضع على ترابه الكعبة المشرفة" تماما كما نسيت أنها كانت هناك ،في بيت الله الحرام ، وان الحج والعمرة مشقة ،و ان مشاعر الروحانية تنزع من قلوبنا الضغائن و تأخذنا باتجاه المحبة والسلام.
من الصعب علينا التعليق على هجمة تتخذ هذا المنحى ، هجمة تخلط بين الدين والسياسة والأخلاق والتعاملات، هجمة يصنعون لها أسبابا تحمل نصف الحقيقة ومن ثم يهولونها ويقومون بالضخ الاعلامى المتزامن في طرحها زيادة على التأكيد أن المملكة تتعمد إهانة المصريين ولم يوضح لنا أى من الإخوة تلك الأسباب التي تدفع المملكة لإهانة شعب مصر، وهى نغمة تعودنا سماعها منذ سنوات ، خاصة و إن هناك إخوة من مصر يعيشون بيننا منذ عشرات السنين وبيننا وبينهم مشاعر حب ومودة يصعب على من يشن تلك الحملات فهمها أوصفها.
لم يحاول أي من برامج التوك شو التى أثارت بل قادت تلك الهجمة ضدنا أن يكلف نفسه بالاتصال بمسئول من السفارة المصرية في الرياض ، ليسأله عن حقيقة ما حدث ،أو بمسئول من الخطوط السعودية ليستعلم منه عن أسبابها الحقيقية ،على الأقل ليصبح خطابه الاعلامى أكثر دقة وموضوعية ومصداقية، لم يتصل بأمن المطار منهم من تعرض للأذى بالايدى و الألفاظ ، ولم يقم أى منهم بالاستفسار عن كسر زجاج المطار ودخول العشرات إلى ارض المطار ومدى قانونية هذا السلوك/ لم يسال أى من المعتمرين عن أوزان الحقائب التي كانت بحوزتهم، تلك الحمولة التي احتاجت إلى طائرتي شحن لنقلها ،ولم يسال شركات السياحة التي حملت مجموعة من المعتمرين قبل موعد عودتهم بيومين وتركهم في المطار، لم يستوضح آى من الإخوة أصحاب الأقلام والبرامج عمن وصلوا المطار دون حجوزات ...ولم... ولم ...ولم
ما اكتبه لا يعنى تبرئة الخطوط السعودية أو أنها بلا أخطاء، وقد تعودنا أن نستمع لشكاوى تعطل وتأخير الرحلات وقد أصبح أمرا مفروضا علينا، وهنا أتسائل... فى ظل تلك الأزمة التي تسببت في إهانتنا جميعا ...لماذا لم يقم مدير الخطوط السعودية أو المدير التنفيذي بالظهور أو الاتصال بأي من تلك الفضائيات ليوضح حقيقة ما حدث ويبين الأسباب الحقيقة والموثقة التي وضعتنا فى هذا المأزق ...؟فالصمت هنا ليس أمر غير محمود ولا مرغوب فقط ،بل هو أمر مسيء ،كان على الخطوط السعودية إن توضح للجميع وعلى الهواء ،عدد الرحلات التي تأخرت أو ألغيت، ولماذا ألغيت أو تأخرت ، وان يتحدث عن كم العواصم التي تأخرت رحلاتها وألغيت ، على الأقل ليعلم إخوتنا وأهلنا في مصر أننا لا نستهدفهم ولا نريد إهانتهم ، فالإساءات هنا ومن خلال ما نرى تجاوزت الخطوط السعودية ،فالاتهامات وصلت إلى التشكيك فى نوايانا كشعب، وفى قياداتنا التي أكدت مرارا وتكرارا أنها مع الشعب المصري قلبا وقالبا ، وان استقرار مصر هو استقرار للمنطقة.
خطوطنا السعودية وضعتنا فى مواجهة هجمة إعلامية في مرحلة عصيبة تعيشها امتنا العربية والإسلامية، مرحلة تتطلب إن نكون امة واحدة متكاتفة مترابطة ، مرحلة تتطلب منا كأعلاميين ان نعمل على تعزيز الثقة بين شعوبنا ،و البعد عن الترويج لفكر الكراهية وحشد الأصوات من اجل إشاعة الفرقة واثارة الضغائن والاحقاد.
بعيدا عن وسائل الإعلام بكل مساراتها أقول ان الشعب السعودي قلبا وقالبا مع شعب مصر ، وان كان اى من أفراد الشعب يتعاطف مع رئيس مصر السابق فهناك من أهل مصر الذين ذاقوا العذاب والتنكيل والقهر من نفس النظام ،ومع ذلك هم يهتفون له ويطلبون منه قبول الاعتذار، وكأن من استشهد ليس منهم...ومن أصيب أو عذب ليس منهم ،وكأن البلد التي جرفت أراضيها ...ونهبت أموالها ليست بلدهم.
كلمة أخيرة
لن اطلب ممن يقودن الحملة الإعلامية من وسائل الإعلام فى مصر ضدنا بأن يهدأ أو يكف عن التحريض علينا أو تشويه صورتنا ...بل سأقول لهم رفقا بمصر... ومستقبل مصر ...مصر الحبيبة التي تحتاج إلى سواعد أبنائها الشرفاء ... كما تحتاج لكل أبناء الوطن العربي الذي انتظر عودتها سنوات... وسنوات
ع ق 633
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..