الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

لو عملت بخلق (والكاظمين الغيظ ) يا جمال خاشقجي

مازلت أذكر قبل أكثر من عشر سنوات عمتي وهي جالسة وأنا أمامها في مزرعة عمي رحمه الله وهي تتحدث بحماسة وتقص لي ما حدث لها مع أحد أفراد الهيئة ، وتقول لي: كنت قد فصلت عباءة وعند قياسي لها وجدتها طويلة جداً وعدت من الغد أنا وبنياتي لنكمل أغراض العيد في رمضان ولأعيد العباءة حتى يقصرها وضعت عباءتي وقلت لصاحب المحل قصرها وسأعود لك ،كان هنالك رجل يستخدم الهاتف لم أعره أي اهتمام تقول عمتي وخرجت أكمل أغراض العيد عدت امشي مسرعة للمحل حتى أخذ عباءتي قبل أن يغلق المحل أبوابه وكنت وأنا أسير أشاهد من بعيد رجل شرطة واقف عند المحل وأحادث بناتي واقول شاهدوا هذا الأب ماأطيبه جاء من عمله حتى يشتري لعائلته ملابس العيد رغم التعب!

تقول عمتي ألحت عليّ ابنتي نوف أن نذهب لمحل للمكياج لتأخذ بعض أدوات التجميل قبل ان أذهب لأخذ عباءتي وكان المحل قريب من محل العباءات تأخرنا لازدحام المحل بالناس خرجت لمحل العباءة وما أن دخلت حتى صاح في وجهي صاحب المحل وقال لي من ( يوم أدخلت عباءتك والمشاكل داخله معها ؟! كانت هنا الهيئة ومعهم رجل شرطة يقولون لي أنّي متواعد معك وكانوا طوال الوقت ينتظرونك ليقبضون عليك !! )

 قالت عمتي معلقة وهي تقول لي: والله لو أخذوني وأنا لا يلحقني شك في نفسي ولكن مجرد أنهم يأخذوني ويركبوني سيارة الهيئة أو الشرطة لمت من لحظتي !

على شدة الموقف إلا أن عمتي تقول كلمة الحق في الهيئة أن الخطأ يقع ولا يقاس به الجميع وتدرك مدى جهود رجال الهيئة ، وهي لا تقف بالدعاء لهم بأن يسددهم المولى !

لا يمنع أن يقول الإنسان كلمة الحق وإن وجد شيء من الظلم على نفسه فذلك اقرب لتقوى!  سبحان الله خلال هذا الأسبوع أتت سيرة الهيئة كثيراً ولكن بخلاف مايقوله البعض !! 

التقيت ابن أختي وهو شاب يتوهج حماسة ومعجب بالثقافة الغربية !نسأل الله له الهداية ولكن لديه صدق وصراحة في قول الحقيقة بكل حيادية ، شرقنا وغربنا في الأحاديث وكان منها أن الشباب اليوم أصبح أكثر تفهماً لواقعه وأصبح مطلع على كثير من الأمور المحيطة به إلى حرص الشباب اليوم على دينهم إلى تقرب المشايخ والعلماء من الشباب عبر مواقع التواصل وكان يشيد بذلك وسعيد جداً حتى عرجنا على الحديث عن الهيئات وقال لي صحيح أن الهيئات فيها بعض الأخطاء وتفتقد لبعض الأسلوب مع الشباب إلا أن جهودهم كبيرة جداً وأنا أقدرهم وأدافع عنهم !!
وبالأمس تحادثني ابنة خالي وتخبرني بقولها أن هنالك أمر جميل هذه الأيام في جدة ؟!! تساءلت : ماهو ؟! قالت الهيئات أصبحت منتشرة في أسواق جدة ثم أخذت تقص لي ما رأت بعينها من تصرف أفراد الهيئة مع الشباب وكانت تثني عليهم قالت كنت في سوق "مجمع العرب" وكنت أجلس على احدى الكراسي وما أن علم الشباب أن الهيئة دخلت حتى هرب من كان يرتدي سلاسل وتشيرتات عليها علم أمريكا للطابق الثالث وعندما نظر أحد أفراد الهيئة لأعلى إلا ويشاهد الشباب من فوق متجمعين ينظرون لهم أخذ يتحدث معهم من أسفل وإذا بأحدهم يسبهم ويشتمهم وصعدوا لأعلى وانزلوا الشباب تقول ابنت خالي عملوا مثل الحلقة وأجتمع الشباب حول الهيئة ولا تسمعين سوى الضحك حتى أني رأيت بعض الشباب يأخذ أرقام بعض أفراد الهيئة..
 تعلق ابنة خالي حقيقة مشهد جميل والشباب مجتمعين حول الهيئة وفعل افرد الهيئة أجمل ، وحقيقة لو سألت أغلب الناس لن أقول من أهل الدين أو من المثقفين أو حتى من المخالفين بل من عامة الناس واللذين لا يعرفون تزويراً للكلام ويتحدثون على سجيتهم بدون تكلف لذكروا لك أن هنالك أخطاء في الهيئات ولكنه قطرة في بحر ما يبذلون من خير وجهود كبيرة ولوجدتهم يدعون لهم  لكن  اليوم نرى البطون تفتح على مجازر المستشفيات ، والتعليم ينحدر مستواه ، وفي المطارات من تهاون وتضييع للمسؤوليات ، وأضف إليها مشاكل الكهرباء والماء وما إلى ذلك من مؤسسات الدولة ولكن  لم نجد تلك الحرب الضروس عليها كما يفعل في حق الهيئات  وكأن الأشخاص الذين يجب أن يتولوا العمل في الهيئات يجب أن يكونوا ملائكة معصومين يعلمون الغيب ويدركونه حتى لا يقعون في الأخطاء ، لا ننكر الأخطاء ولكن في المقابل نعترف بجهودهم الجبارة لماذا لانجد مطالبة بالتحسين بدلاً من المحاربة لإيقافها  وعليه أقترح أن يكون هنالك أكاديمية لمدة سنتين ينضم إليها من أراد الالتحاق بجهاز الهيئة وفيها يعلم سبل الدعوة إلى الله والطرق السليمة لدعوة مختلف أفراد المجتمع وما هو الأسلوب الأنسب لكل موقف وتعلم الشبهه والرد عليها وبذلك نقلل من بعض الأخطاء التي تقع في بعض الحالات من قبل أفراد الهيئة

     وفي الختام أقول للأستاذ جمال خاشقجي: علمنا مدى الأخلاقيات التي تتمتع بها وقد لمسناها في مدّ يدك للسلام على أحد أفراد الهيئة وأظهرته بصورة الرافض لسلامك ؟! فلو عملت بخلق (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) لكان أفضل لك من إثارة تلك المواضيع في حق جهاز له جهوده وقدره!

    أختكم / أسماء الفهد
 ع ق 633

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..